إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٨

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

ومنهم الحافظ النسائي في «الخصائص» (ص ٥٠ ط التقدم بمصر)

روى الحديث مسندا وقد تقدّم نقله في بعض تعليقات باب الشجاعة وفيه : قال عليّ عليه‌السلام : لا والله لا أمحوها فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أرنيه ، فأريته ، فمحاها.

ومنهم العلامة ابن الأثير في «الكامل» (ج ٣ ص ١٦٢ ط المنيرية بمصر)

روى الحديث مسندا قد تقدّم نقله أيضا هناك وفيه : قال : فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمحو فقلت : لا أستطيع فقال : أرنيه ، فأريته فمحاه بيده.

ومنهم الحافظ احمد بن حنبل في «مسنده» (ج ٤ ص ٢٩٧ ط الميمنية بمصر) قال :

حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا حجين ، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البرآء فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «صحيح مسلم» (إلى أن قال) ولا يخرج من أهلها أحد إلّا من أراد أن يتبعه ولا يمنع أحدا من أصحابه أن يقيم بها فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليّا فقالوا : قل لصاحبك فليخرج عنّا فقد مضى الأجل فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم الفقيه المحدث شمس الأئمة محمد بن أحمد بن سهل السرخسي المتوفى سنة ٤٨٣ في كتابه «السير الكبير» (ج ٤ ص ٦١ ط حيدرآباد الدكن)

روى الحديث بمثل ما تقدّم عن «صحيح مسلم» وفيه قال : فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا رضي الله تعالى عنه ، أن يمحو ما كتب فأبى عليّ ذلك حتّى محاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده.

ومنهم الشيخ ولى الدين محمد بن عبد الله الخطيب العمرى التبريزي في «مشكاة المصابيح» (ج ٢ ص ٤١٥ ط دمشق)

روى الحديث عن البراء بن عازب بعين ما تقدّم عن «مسند أحمد».

ومنهم الفاضل الكاتب المعاصر الدكتور جواد على في كتابه «تاريخ العرب

٦٤١

والإسلام» (ص ١٣٧ ط مطبعة الزعيم ببغداد

قال : إنّ النّبي لمّا أمر بمحو جملة (رسول الله) الّتي اعترض عليها رسول قريش ومفوضهم أمر عليّا يمحوها فلمّا قال عليّ : (لا أمحوك) أو والله لا أمحوك فقال : أرنيه ، فأراه إيّاه ، فمحاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده الشريفة.

ومما يحكى عن تصلبه عليه‌السلام في دينه

إحراقه لمن ادعى ربوبيته

ونذكر جملة ممّا روى في ذلك

منها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ٩٣ ط مكتبة القدسي بمصر) قال :

عن عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال : أتى عليّ بن أبي طالب فقيل له إن هاهنا قوما على باب المسجد يزعمون أنّك ربّهم فدعاهم فقال لهم : ويلكم ما تقولون قالوا : أنت ربّنا وخالقنا ورازقنا قال : ويلكم إنّما أنا عبد مثلكم آكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون إن أطعته أثابني إن شاء الله تعالى وإن عصيت خشيت أن يعذّبني فاتّقوا الله وارجعوا ، فأبوا فطردهم فلمّا كان من الغد غدوا عليه فجاء قنبر فقال : والله رجعوا يقولون ذاك الكلام قال : أدخلهم عليّ فقالوا له مثل ما قالوا وقال لهم مثل ما قال وقال لهم : إنّكم ضالّون مفتونون فأبوا ، فلمّا أن كان اليوم الثالث أتوه فقالوا له مثل ذلك القول فقال : والله لئن

٦٤٢

قلتم ذلك لأقتلنكم أخبث قتلة فأبوا إلّا أن يتموا على قولهم فخذّلهم أخدودا بين باب المسجد والقصر وأوقد فيه نارا وقال : إنّي طارحكم فيها أو ترجعون فأبوا فقذف بهم فيها أخرجه المخلص الذّهبي.

ومنهم العلامة المذكور في «الرياض النضرة» (ج ٢ ص ٢١٨ ط محمد أمين الخانجى بمصر)

روى فيه أيضا من طريق المخلص الذّهبي عن شريك العامري بعين ما تقدّم عن «ذخائر العقبى».

ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢١٤ ط اسلامبول)

روى الحديث من طريق المخلص الذّهبي عن شريك العامري بما تقدّم عن «ذخائر العقبى».

ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ١٧١ ط لاهور)

روى الحديث من طريق المخلص الذّهبي عن شريك العامري بعين ما تقدّم عن «ذخائر العقبى» (١)

__________________

(١) قال العلامة الشيخ عز الدين عبد الحميد ابن أبى الحديد المتوفى سنة ٦٥٥ في «شرح نهج البلاغة» (ج ١ ص ٩ ط القاهرة) قال :

وأما السياسة فانه كان شديد السياسة خشنا في ذات الله لم يراقب ابن عمه في عمل كان ولاه إياه ولا راقب أخاه عقيلا في كلام جبهه به وأحرق قوما بالنار ونقض دار مصقلة بن هبيرة ودار جرير بن عبد الله البجلي وقطع جماعة وصلب آخرين ومن جملة سياسته حروبه في أيام خلافته بالجمل وصفين والنهروان وفي أقل القليل منها مقنع فان كل سائس في الدنيا لم يبلغ فتكه وبطشه وانتقامه مبلغ العشر مما فعل عليه‌السلام في هذه الحروب بيده وأعوانه فهذه هي

٦٤٣

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن ابى الحديد المعتزلي في «شرح نهج البلاغة» (ج ٢ ص ٣٠٨ ط القاهرة) قال :

وروى أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمّار الثقفي عن محمّد بن سليمان بن حبيب المصيصي المعروف بنوين وروى أيضا عن عليّ بن محمّد النوفلي عن مشيخته أنّ عليّا عليه‌السلام مرّ بقوم وهم يأكلون في شهر رمضان نهارا فقال : أسفر أم مرضى؟ قالوا :لا ولا واحدة منهما قال : فمن أهل الكتاب أنتم فتعصمكم الذّمّة والجزية؟ قالوا : لا ، قال : فما بال الأكل في نهار رمضان؟ فقاموا اليه فقالوا : أنت أنت يؤمّون إلى ربوبيّته فنزل عليه‌السلام عن فرسه فألصق خدّه بالأرض وقال : ويلكم إنّما أنا عبد من عبيد الله فاتّقوا الله وارجعوا إلى الإسلام فأبوا فدعاهم مرارا فأقاموا على كفرهم فنهض إليهم وقال : شدّوهم وثاقا وعليّ بالفعلة والنّار والحطب ثمّ أمر بحفر بئرين فحفرتا فجعل إحداهما سربا والأخرى مكشوفة وألقي الحطب في المكشوفة وفتح بينهما فتحا وألقي النّار في الحطب فدخن عليهم وجعل يهتف بهم ويناشدهم ليرجعوا إلى الإسلام فأبوا فأمر بالحطب والنّار فالقي عليهم فأحرقوا

فقال الشاعر :

لترم بي المنية حيث شاءت

إذا لم ترمني في الحفرتين

إذا ما حشّتا حطبا بنار

فذاك الموت نقدا غير دين

__________________

خصائص البشر ومزاياهم قد أوضحنا انه فيها الامام المتبع فعله والرئيس المقتفى أثره.

وقال العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٥٠ ط اسلامبول) وأما السياسة فانه كان خشنا في ذات الله وأحرق قوما بالنار وما أقول في رجل يحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة ، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة.

٦٤٤

وقال قبيل ذلك : وقد كان أمير المؤمنين عثر على قوم من أصحابه خرجوا من حدّ محبّته باستحواذ الشّيطان عليهم إلى أن كفروا بربّهم وجحدوا ما جاء به نبيّهم فاتّخذوه ربّا وادّعوه إلها وقالوا له : أنت خالقنا ورازقنا فاستتابهم واستأنّى وتوعّدهم فأقاموا على قولهم فحفر لهم حفرا دخن عليهم فيها طمعا في رجوعهم فأبوا فحرّقهم وقال : ألا تروني قد حفرت حفرا

ثمّ ذكر البيت المذكور

ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المتوفى سنة ١٢٠٥ في «تاج العروس» ج ٣ ص ٧ (اثر) قال :

وصحراء اثير كزبير بالكوفة حيث حرّق أمير المؤمنين عليّ رضي‌الله‌عنه النّفر الغالين فيه.

ومنهم العلامة الحموينى في «فرائد السمطين» (المخطوط) قال :

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : أنا أبو نصر محمّد بن أحمد الخفّاف قال : ثنا عليّ بن محمّد بن العلا قال : ثنا عليّ بن الحسن قال : ثنا عليّ بن إبراهيم المروزي قال : ثنا خارج بن معصب قال : حدّثنا سلام بن أبي القاسم قال عثمان بن المغيرة قال : كنت عند عليّ بن أبي طالب جالسا فجاءه قوم فقالوا : أنت هو قال : من أنا فقالوا : أنت هو قالوا : أنت ربّنا فاستتابهم فلم يتوبوا عما قالوا ، فضرب أعناقهم ودعا بحطب ونار فأحرقهم وجعل يرتجز :

إنّي إذا رأيت أمرا منكرا

أوقدت نارا ودعوت قنبرا

ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي في «نظم درر السمطين» (ص ١٠٤ ط مطبعة القضاء)

روى الحديث عن عثمان بن المغيرة بعين ما تقدّم عن «فرائد السمطين».

٦٤٥

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي في «البدء والتاريخ» (ج ٥ ص ١٢٥ ط افست مكتبة القدسي) قال : فرقة تغلو غلوّا شديدا ، وتقول قولا عظيما ، وهم أصحاب عبد الله بن سبا يقال لهم : السبائية قالوا لعليّ : أنت إله العالمين ، أنت خالقنا ورازقنا وأنت محيينا ومميتنا ، فاستعظم عليّ ذلك من قولهم وأمر بهم ، فأحرقوا بالنّار ، فدخلوا النّار وهم يضحكون ، ويقولون : الآن صحّ لنا انّك إله إذ لا يعذّب بالنّار إلّا ربّ النّار ، وزعم إخوانهم بعد ذلك أنّهم لم تمسّهم النّار ، وإنّما صارت عليهم ـ بردا وسلاما ـ كما صارت على إبراهيم عليه‌السلام ، وعند ذلك قال (رض):

إنّي إذا رأيت أمرا منكرا

أجّجت نارا ودعوت قنبرا

الباب الخامس عشر

في فصاحته عليه‌السلام

رواه القوم :

منهم العلامة ابن أبى الحديد في «شرح النهج» (ج ١ ص ٨ ط القاهرة) قال : وأمّا الفصاحة فهو عليه‌السلام امام الفصحاء وسيّد البلغاء وعن كلامه قيل : دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ، ومنه تعلم النّاس الخطابة والكتابة قال عبد الحميد بن يحيى : حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع ففاضت ثمّ فاضت وقال ابن نباتة : حفظت من الخطابة كنزا لا يزيده الإنفاق إلّا سعة وكثرة حفظت مائة

٦٤٦

فصل من مواعظ عليّ بن أبي طالب ولمّا قال محفن بن أبي محفن لمعاوية : جئتك من عند أعيى النّاس ، قال له : ويحك كيف يكون أعيى النّاس فوالله ما سنّ الفصاحة لقريش غيره ويكفى هذا الكتاب الّذى نحن شارحوه دلالة على انّه لا يجارى في الفصاحة ولا يبارى في البلاغة ، وحسبك أنّه لم يدوّن لأحد من فصحاء الصحابة العشر ولا نصف العشر ممّا دوّن له وكفاك في هذا الباب ما يقوله أبو عثمان الجاحظ في مدحه في كتاب البيان والتبيين وفي غيره من كتبه.

وقال العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٤٩ ط اسلامبول) في ذكر فصاحته عليه‌السلام ما تقدّم عن «شرح النهج» بعين عبارته متقدّما ملخّصا.

وقد جمعنا من كلماته عليه‌السلام كثيرا ضبطه علماء العامة في تضاعيف كتبهم نورده في مجلد مستقل برأسه إن شاء الله تعالى وفي ذلك غنى عن ذكر الشواهد على فصاحته.

الباب السادس عشر

في سماحته عليه‌السلام

ونذكر جملة ممّا روى في ذلك

منها

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن عبد ربه في «عقد الفريد» (ج ١ ص ٦٣ ط الشرفية بمصر) قال :

٦٤٧

وقال عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه لأصحابه : من كانت له الىّ منكم حاجة فليرفعها في كتاب لأصون وجوهكم عن المسألة.

ومنهم العلامة القاضي محمد بن خلف بن حيان الشهير بوكيع المتوفى سنة ٣٠٦ في كتابه «أخبار القضاة» (ج ٢ ص ١٩٧ ط السعادة بمصر) قال :

أخبرني الرّماديّ أبو بكر أحمد بن منصور ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله الشريحي من ولد شريح القاضي ، وهو الّذي كتبت أنا عنه ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه معاوية ، عن ميسرة ، عن شريح ، قال : كنت مع عليّ بن أبي طالب في المسجد جالسا ، فجاء رجل فشكا إليه الحاجة وكثرة العيال ، فقال : يا عبد الله أما كان من رقعة تستر بها وجهك.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة العارف الشهير أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك ابن طلحة القشيري النيشابوري الشافعي المتوفى سنة ٤٦٥ في كتابه «الرسالة القشيرية» (ص ١٢١ ط مصر) قال :

وروى ان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه دعا غلاما له فلم يجبه فدعاه ثانيا وثالثا فلم يجبه فقام اليه فرآه مضطجعا فقال : أما تسمع يا غلام ، فقال : نعم ، قال : فما حملك على ترك جوابي فقال : آمنت عقوبتك فتكاسلت فقال : امض فأنت حرّ لوجه الله تعالى.

ومنهم العلامة الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ١٥٢ ط لاهور)

روى الحديث نقلا عن «احياء العلوم» بعين ما تقدّم عن «الرسالة القشيرية».

ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفى الحسيني في «المناقب

٦٤٨

المرتضوية» (ص ١١ ط بمبئى)

روى الحديث بمثل ما تقدّم.

ومنهم العلامة الابشهى في «المستطرف» (ج ١ ص ١١٠)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرّسالة القشيريّة».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الراغب الاصفهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ٣ ص ٢٢٨ ط مكتبة الحياة في بيروت) قال :

كان لأمير المؤمنين عليه‌السلام جارية وعلى بابها مؤذّن ، إذا اجتازت به يقول لها : أنا أحبّك ، فحكت الجارية لأمير المؤمنين فقال لها : قولي له : وأنا أحبّك فما ذا؟ فقالت له فقال : نصبر إلى يوم يوفي الصّابرون أجرهم بغير حساب. فأخبرت أمير المؤمنين بذلك فدعاه وقال : خذ هذه الجارية فهي لك.

ومنهم العلامة محمد بن أبى المكارم الشهير بابن المعمار البغدادي في «الفتوة» (ص ٢٧٥ ط القاهرة) قال :

يحكي انّه كان لأمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام جارية تدخل وتخرج في الحوائج وكان له مؤدّب شاب ينظر إلى الجارية ويقول لها كلما دخلت وخرجت : أنا والله أحبّك ، فلمّا طال ذلك عليها أخبرت أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال لها : إذا قال لك ذلك فقولي له : وأنا أيضا أحبّك ، ففعلت الجارية ذلك فقال لها الشاب : فاصبرى حتى يوفينا أجورنا من يوفي الصابرين أجورهم بغير حساب واصبري حتّى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين فأعلمت الجارية أمير المؤمنين بقوله ، فدعا به وقال له : يا هذا قد حكم الله بينكما ووهب له الجارية.

٦٤٩

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن الأثير الجزري في «الكامل» (ص ١٠١ ط الميمنية بمصر) قال :

وكان عليّ لا يشترى ممّن يعرفه.

ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في «صفة الصفوة» (ج ١ ص ١٢٢ ط حيدرآباد الدكن) قال :

وعن أبي مطرف قال : رأيت عليّا عليه‌السلام مؤتزرا بإزار مرتديا برداء ومعه الدّرة كانّه أعرابي (١) يدور حتّى بلغ سوق الكرابيس فقال : يا شيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا فأتى آخر فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ثمّ جاء أبو الغلام فأخبره فأخذ أبوه درهما ثمّ جاء به فقال : هذا الدّرهم يا أمير المؤمنين قال : ما شأن هذا الدّرهم قال : كان ثمن قميصنا درهمين قال : باعني رضاي وأخذ رضاه.

ومنهم العلامة ابن أبى الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ٢ ص ٤٧٢ ط القاهرة)

روى الحديث من طريق أحمد بعين ما تقدّم عن «صفة الصّفوة».

ومنهم العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ١٠٧ ط مكتبة القدسي بمصر)

روى الحديث من طريق صاحب الصّفوة عن أبي مطرف بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في

__________________

(١) هكذا في النسخة لكن في غيره من الكتب : بدوي.

٦٥٠

«مطالب السؤول» (ص ٣٤ ط طهران)

روى الحديث عن أبي مطرف بعين ما تقدّم عن «صفة الصّفوة».

ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٤ ط القاهرة)

روى الحديث من طريق عبد بن حميد قال : ثنا محمّد بن عبيد ، ثنا المختار ابن نافع عن أبي مطرف بنحو مبسوط يشمل على ما تقدّم عن «صفة الصّفوة» بعينه.

ومنهم العلامة أخطب خوارزم في «المناقب» (ص ٧٢ ط تبريز) قال :

وبهذا الإسناد (اي الإسناد المتقدّم في كتابه) عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرني أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين القاضي ، قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد ابن يعقوب ، حدّثنا العبّاس بن محمّد ، حدّثني محمّد بن عبيد ، حدّثني المختار وهو ابن نافع ، عن أبي مطرف ، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «كنز العمال» مع زيادة لم تكن مرتبطا بالمقام.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» المطبوع بهامش المسند (ج ٥ ص ٥٧ ط الميمنية بمصر) قال :

روى عن أبي مطرف في حديث ما تقدّم عن «صفة الصفوة» بعينه إلّا أنّه ذكر بدل قوله : ثمّ جاء أبو الغلام إلخ فأخبره : فجاء صاحب الثوب فقيل : إنّ ابنك باع من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم قال : فهلّا أخذت منه درهمين فأخذ الدّرهم ثمّ جاء به إلى عليّ فقال : أمسك هذا الدّرهم قال : كان قميصا ثمنه درهمان باعك ابني بثلاثة دراهم قال : باعني برضاي وأخذت برضاه.

ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢١٩ ط اسلامبول)

روى الحديث عن أبي مطرف بعين ما تقدّم عن «صفة الصفوة».

٦٥١

ومنها

ما رواه القوم :

منهم الحافظ البخاري المتوفى سنة ٢٥٣ وقيل ٢٥٦ في «التاريخ الكبير» (ج ٤ قسم ١ ص ١٣٢ ط حيدرآباد الدكن) قال :

قال أبو نعيم : نا حميد الأصم عن فروخ مولى الأشتر قال : رأيت عليّا فقال : أتعرفني؟ قلت : نعم ، ثمّ أتى غلاما فقال : أتعرفني؟ قال : نعم ، ثمّ أتى آخر فقال : أتعرفني؟ قال : لا ، فاشترى منه قميصا فلبسه فإذا هو مع الأصابع فقال : كفوا فلمّا كفوا قال : الحمد لله كسا عليّ بن أبي طالب.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الحافظ أبو المؤيد محمد بن محمود بن محمد الخوارزمي المتوفى سنة ٦٦٥ في كتابه «جامع مسانيد أبى حنيفة» (ج ٢ ص ٣ ط حيدرآباد) قال :

أبو حنيفة عن أبي صخرة جامع بن شداد المحاربي قال : وافينا المدينة بتجارة فابتاع منها رجل لا نعرفه فتذاكرنا ذلك فيما بيننا فقالت عجوز لنا : اربعوا فلقد بايعتم رجلا لم يكن ليقف على رجل ان يلبسه سنان الغدر فأرسل إلينا فأتيناه فنثر التّمر على أنطاع ثمّ قال : كلوا فأصدرنا منه شبعا ثمّ سقانا لبنا حتّى روّانا عنه ريّا ثمّ اوفانا فأفضل فلم نر بعده مثله في الوفاء فسألنا عنه فقيل : عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

وأخرجه الحافظ طلحة بن محمّد في مسنده عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني

٦٥٢

عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن أبي حنيفة (رض).

ونقله بأسانيد عديدة.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة المعاصر سيد بن على المرصفى المصري المالكي في «رغبة الامل ـ في شرح الكامل» (ج ٥ ص ٤٩ ط القاهرة) قال :

في شرح قول الماتن (وكانت أمّ عليّ بن الحسين) كذلك كانت أمّ سالم وأمّ القاسم فقد ذكر الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار قال : أتي عمر بن الخطّاب بسبي فارس وكان فيه ثلاث بنات ليزدجرد فأمر عمر ببيعهنّ فقال له عليّ بن أبي طالب : إنّ بنات الملوك لا يعاملن معاملة بنات السّوقة قال : وكيف الطريق معهنّ قال عليّ : يقوّمن ومهما بلغ ثمنهنّ قام به من يختارهنّ ، فقوّمن فأخذهنّ عليّ فدفع واحدة لابن عمر فأولدها سالما ودفع أخرى لمحمّد بن أبي بكر فأولد القاسم ودفع الثالثة لابنه الحسين فأولدها عليّا زين العابدين. ويزدجرد بن شهريار بن أبرويز بن هرمز بن أنوشروان آخر ملوك الفرس مات سنة إحدى وثلاثين من الهجرة.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في «المناقب» (ص ١١٢ ط تبريز)

روى بسند ينتهى إلى محراة السّدوسي تقدّم نقله منّا في (فصل اخباره

٦٥٣

بالمغيبات) وفيه : انّه عليه‌السلام دعا بالمصحف فأخذ بيده وقال : أيّها النّاس من يأخذ هذا المصحف فيدعو هؤلاء القوم إلى ما فيه قال : فوثب غلام من مجاشع يقال له مسلم ، عليه قباء أبيض فقال له : أنا آخذه يا أمير المؤمنين فقال له عليّ : يا فتى إنّ يدك اليمني تقطع فتأخذ بيدك اليسرى فتقطع اليسرى ثمّ عليه بالسّيف حتّى تقتل فقال الفتى : لأصبر على ذلك يا أمير المؤمنين (عليه‌السلام) قال : فنادى عليّ عليه‌السلام ثانية والمصحف في يده فقام إليه ذلك الفتى وقال : أنا آخذه يا أمير المؤمنين قال : فأعاد عليه مقالته الأولى فقال الفتى : لا عليك يا أمير المؤمنين فهذا قليل في ذات الله (نصر دين الله خ ل) ثمّ أخذ الفتي المصحف وانطلق به إليهم فقال : يا هؤلاء هذا كتاب الله بيننا وبينكم قال : فضرب رجل من أصحاب الجمل يده اليمني فقطعها فأخذ المصحف بشماله فقطعت شماله فاحتضن المصحف بصدره فضرب عليه حتّى قتل رحمه‌الله.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» (المطبوع بهامش المسند ج ٥ ص ٤٤٦ ط الميمنية بمصر)

روى الحديث على نحو ما تقدّم في «المناقب».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن الطقطقى في «الفخرى» (ص ٨٢ ط محمد على بالقاهرة) قال : وكان عليّ عليه‌السلام دائما يحسن إلى ابن ملجم لعنه الله.

ومنها

ما رواه القوم :

٦٥٤

منهم العلامة أبو جعفر محمد بن حبيب البغدادي المتوفى سنة ٢٤٥ في «المجموعة السادسة من أسماء المغتالين» (ص ١٦٢ ط القاهرة) قال :

ثمّ إنّ عليّا رحمه‌الله قال : أطيبوا طعامه (اي ابن ملجم) ، وألينوا فراشه.

فان أعش فعفو أو قصاص ، وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند ربّ العالمين.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ١١٢ ط مكتبة القدسي بمصر) قال :

وقيل له : إنّ ابن ملجم سمّ سيفه ويقول : إنّه سيقتلك به قتلة يتحدّث بها العرب فبعث اليه وقال : لم تسمّ سيفك؟ قال : لعدوّى وعدوّك ، فخلّي عنه وقال :

ما قتلني بعد أخرجه أبو عمر.

الباب السابع عشر

في سماحته عليه‌السلام في محارباته

منها ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المؤرخ الطبري في «تاريخ الأمم والملوك» (ج ٣ (ص ٥٢٠ ط الاستقامة) قال :

قالت عائشة : يا ابن أبي طالب ملكت فأسجح «فاسمح ط» نعم ما أبليت قومك اليوم ،

٦٥٥

فسرحها على وأرسل معها جماعة من رجال ونساء وجهّزها وأمر بها «لها ـ ظ» باثني عشر ألفا من المال.

ومنهم العلامة الشهير بابن أبى الحديد في «شرح النهج» (ج ١ ص ٧ ط القاهرة) قال :

وقد علمتم ما كان من عائشة في أمره فلمّا ظفر بها أكرمها وبعث معها إلى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس عمّمهنّ بالعمائم وقلّدهنّ بالسّيوف فلمّا كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به وتأفّقت وقالت : هتك سترى برجاله وجنده الّذين وكلّهم بي ، فلمّا وصلت المدينة ألقي النساء عمائمهنّ وقلن لها : إنّما نحن نسوة.

ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص ٨٦ ط الغرى) قال : قال هشام بن محمّد فجهّزها (اي عائشة) عليّ أحسن الجهاز ودفع لها مالا كثيرا وبعث معها أخاها عبد الرّحمن في ثلاثين رجلا وعشرين امرأة من أشراف البصرة وذوات الدّين من همدان وعبد القيس وألبسهنّ العمائم وقلّدهنّ السّيوف بزيّ الرّجال وقال لهنّ : لا تعلمنها أنكنّ نسوة وتلثمن وكنّ حولها ولا يقربنها رجل وسرن معها على هذا الوصف ، فلمّا وصلت إلى المدينة قيل لها : كيف كان مسيرك؟ فقالت : بخير والله لقد أعطى فأكثر ولكنّه بعث رجالا معي أنكرتهم ، فبلغ ذلك النّسوة فجئن إليها وعرّفنها أنّهن نسوة فسجدت وقالت : والله يا ابن أبي طالب ما ازددت إلّا كرما وددت أني لم أخرج هذا المخرج وأنّي أصابني كيت وكيت قال ابن الكلبي : وكانت إذا ذكرت يوم الجمل بكت حتّى تبلّ خمارها وتأخذ بحلقها كأنّها تخنق بنفسها ، وكانت إذا ذكرت أمّ سلمة تذكر نهيها لها وتبكي وقال هشام بن محمّد : إنّما ردّ عليّ عليه‌السلام عائشة إلى المدينة امتثالا لأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفي نسخة لما وصلت عائشة إلى المدينة خرج إليها النساء فبكت حتّى غشي عليها وكانت إذا ذكرت يوم الجمل تخنق نفسها تأخذ بحلقها وتقول : وددت أنّي متّ

٦٥٦

قبل ذلك بعشرين سنة وكانت إذا رأت أمّ سلمة تبكي تذكر نصيحتها أشار هشام إلى ما روى أحمد بن حنبل قال : حدّثنا حسين بن محمّد ، حدّثنا فضل بن سليمان ، حدّثنا محمّد بن يحيى عن أبي أسماء مولا ابن جعفر عن أبي رافع أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعليّ بن أبي طالب : سيكون بينك وبين عائشة أمر قال : فإذن أنا أشقاهم قال : لا ولكن إذا جرى ذلك فارددها إلى منامها قال هشام : فكانت عائشة تبكي بعد يوم الجمل وتقول : يا ليتني كنت نسيا منسيّا أي الحيضة الملقاة انتهت قصّة الجمل على وجه الاختصار.

ومنهم علامة اللغة والأدب جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور المصري المتوفى سنة ٧١١ في «لسان العرب» (ج ٢ ص ٤٧٥ طبع دار الصادر في بيروت) قال :

وهو مروى عن عائشة ، قالته لعليّ ، (رض) يوم الجمل حين ظهر على النّاس ، فدنا من هودجها ثمّ كلّمها بكلام فأجابته : ملكت فأسجح «فاسمح ظ» أي ظفرت فأحسن وقدرت فسهّل وأحسن العفو ، فجهّزها عند ذلك بأحسن الجهاز إلى المدينة.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٤٨ ط اسلامبول)

روى ما تقدّم من «شرح النهج» بعينه (١).

__________________

(١) قال العلامة ابن أبى الحديد في «شرح النهج» (ج ١ ص ٩ ط القاهرة) :

وما أقول في رجل أحب كل أحد أن يتكثر به وود كل أحد أن يتجمل ويتحسن بالانتساب اليه حتى الفتوة التي أحسن ما قيل في حدها أن لا تستحسن من نفسك ما تستقبحه من غيرك فان أربابها نسبوا أنفسهم اليه وصنفوا في ذلك كتبا وجعلوا لذلك أسنادا أنهوه اليه وقصروه عليه وسموه سيد الفتيان وعضدوا مذهبهم بالبيت المشهور المروي انه سمع من السماء يوم احد : «لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا على».

٦٥٧

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ عز الدين عبد الحميد بن ابى الحديد المدائني المتوفى سنة ٦٥٥ في «شرح نهج البلاغة» (ج ١ ص ٧ ط القاهرة) قال :

وظفر بسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكّة وكان له عدوّا فأعرض عنه ولم يقل له شيئا.

ومنهم العلامة الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ١٥٢ ط لاهور) نقل عن «شرح النهج» ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٤٨ ط اسلامبول) ذكر ما تقدّم عن «شرح النهج» بعينه.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٤٨ ط اسلامبول) قال : وأمّا الحلم والصّفح فحيث ظفر يوم الجمل بمروان بن الحكم كان أعدى الناس له وأشدّهم بغضا فصفح عنه وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رءوس الأشهاد وخطب ابن الزبير يوم البصرة فقال : قد أتاكم الوغب اللئيم عليّ بن أبي طالب فظفر به يوم الجمل فأخذه أسيرا فصفح عنه وقال له : اذهب فلا أرينك.

ومنها

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

٦٥٨

منهم العلامة الشيخ عز الدين عبد الحميد بن أبى الحديد المدائني في «شرح نهج البلاغة» (ج ١ ص ٨ ط القاهرة) قال :

ولمّا ملك عسكر معاوية الماء وأحاطوا بشريعة الفرات وقالت رؤساء الشام له : اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطشا سألهم عليّ عليه‌السلام وأصحابه أن يسوغوا لهم شرب الماء فقالوا : لا والله ولا قطرة حتّى تموت ظمآء كما مات ابن عفان فلمّا رأى عليه‌السلام انّه الموت لا محالة تقدّم بأصحابه وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة حتّى أزالهم عن مراكزهم بعد قتل ذريع سقطت منه الرءوس والأيدى وملكوا عليهم الماء وصار أصحاب معاوية في الفلاة لا ماء لهم فقال له أصحابه وشيعته : امنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك ولا تسقهم منه قطرة واقتلهم بسيوف العطش وخذهم قبضا بالأيدى فلا حاجة لك إلى الحرب فقال : لا والله لا أكافئهم بمثل فعلهم أفسحوا لهم عن بعض الشريعة ففي هذا السّيف ما يغني عن ذلك (١).

ومنهم العلامة الشهير بابن الطقطقى في «الفخرى» (ص ٧٥ ط محمد على صبيح بالقاهرة) قال :

وقال عليّ عليه‌السلام : خذوا حاجتكم من الماء ولا تمنعوهم منه.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٤٨ ط اسلامبول) ذكر ما تقدّم عن «شرح النهج» بعينه.

__________________

(١) قال ابن أبي الحديد في «شرح النهج» (ج ٢ ص ٥٨٨ ط القاهرة): لما حال معاوية بين أهل العراق وبين الماء قال : ولأمنعنهم وروده فاقتلهم بشفار الظماء قال له عمرو بن العاص : خل بين القوم وبين الماء فليسوا ممن يرى الماء ويصبر عنه فقال : لا والله لا أخلي لهم عنه فسفه رأيه وقال : أتظن أن ابن أبي طالب وأهل العراق يموتون بإزائك عطشا والماء منهم بمعقد الأزر وسيوفهم في أيديهم فلج معاوية وقال : لا أسقيهم قطرة كما قتلوا عثمان عطشا فلما مس أهل العراق العطش أشار على عليه‌السلام الى الأشعث أن احمل

٦٥٩

ومنها

ما رواه القوم :

منهم علامة الأدب الشيخ الحسين بن محمد بن مفضل أبى القاسم الراغب الاصفهانى المتوفى سنة ٥٦٥ في «محاضرات الأدباء» (ج ١ ص ٢٣٤ طبع مكتبة الحيات في بيروت) قال :

ولمّا غشي أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه عمرو بن العاص طرح نفسه على الدّابّة وتلقاه بعورته ، فأعرض عنه.

ومنهم العلامة المؤرخ أبو الحسن على بن الحسين المسعودي الرازي المتوفى سنة ٣٠٠ في كتابه «مروج الذهب» (ج ٢ ص ٤٧ الطبع الاول بمصر)

حيث قال عمرو بن العاص في جواب معاوية : فانّي أعلم أنّ عليّ بن أبي طالب على الحقّ وأنا على ضدّه فقال معاوية : مصر والله أعمتك ولو لا مصر لألفيتك بصيرا ثمّ ضحك معاوية ضحكا ذهب به كلّ مذهب قال : ممّ تضحك يا أمير المؤمنين أضحك الله سنّك قال : أضحك من حضور ذهنك يوم بارزت عليّا وإبدائك سوأتك أما والله يا عمرو لقد واقعت المنايا ورأيت الموت عيانا ولو شاء لقتلك ولكن أبى

__________________

والى الأشتر أن احمل فحملا بمن معهما فضربا أهل الشام ضربا أشاب الوليد وفر معاوية ومن رأى رأيه وتابعه على قوله عن الماء كما تفر الغنم خالطتها السباع وكان قصارى أمره ومنتهى همته أن يحفظ رأسه وينجو بنفسه وملك أهل العراق عليهم الماء ودفعوهم عنه فصاروا في البر القفر وصار على عليه‌السلام وأصحابه على شريعة الفرات مالكين لها فما الذي كان يؤمن عليا عليه‌السلام لو أعطش القوم أن يذوق هو وأصحابه منهم مثل ما أذاقهم وهل بعد الموت بالعطش أمر يخافه الإنسان وهل يبقى له ملجأ الا السيف يحمل به فيضرب خصمه الى أن يقتل أحدهما.

٦٦٠