روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الطبقات».
خشوعه عليهالسلام في الصلاة
رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم العلامة ابو حامد الشيخ محمد بن محمد الغزالي الطوسي المتوفى سنة ٥٠٥ في «مكاشفة القلوب» (ص ٣٥ ط مصطفى ابراهيم تاج بالقاهرة) قال :
(وروي) أنّ عليّا كرّم الله وجهه كان إذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلوّن وجهه فيقال له : مالك يا أمير المؤمنين؟ فيقول : جاء وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتها.
ومنهم العلامة الشيخ نصر بن محمد السمرقندي الحنفي في «تنبيه الغافلين» (ج ص ١٩٥ ط القاهرة)
وروى عن عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه أنّه كان إذا حضر وقت الصلاة ارتعدت فرائصه وتغيّر لونه فسئل عن ذلك فقال : جاء وقت الأمانة الّتي عرضها الله على السّماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان فلا أدري أأحسن أداء ما حملت أم لا ـ
وروى هذا أيضا عن زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضياللهعنهم.
ومنهم العلامة محمد صالح الكشفى الترمذي في «المناقب المرتضوية» (ص ٣٦٤ ط بمبئى) قال :
روى الحديث نقلا عن ذخيرة الملوك بعين ما تقدّم عن «مكاشفة القلوب».
كان التوجه الى الله قد استوعب قلبه في الصلاة
بحيث لم يلتفت الى إخراج السهم من رجله
رواه القوم :
منهم العلامة المولى محمد صالح الكشفى الحنفي في كتابه «المناقب المرتضوية» (ص ٣٦٤ ط بمبئى) قال :
روى إنّ عليّا قد أصاب رجله في غزوة أحد سهم صعب إخراجه فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بإخراجه حين اشتغاله بالصلاة فأخرجوه من رجله فقال بعد فراغه عن الصلاة : بأنّه لم يلتفت بذلك.
قول عليّ بن الحسين عليهماالسلام وكان في غاية
العبادة : ان عبادتي عند عبادة عليّ عليهالسلام
كعبادته عند عبادة رسول الله صلىاللهعليهوآله
رواه القوم :
منهم العلامة ابن أبى الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ١ ص ٩ ط القاهرة) قال :
قيل لعليّ بن الحسين عليهماالسلام وكان الغاية في العبادة : أين عبادتك من عبادة جدّك؟ قال : عبادتي عند عبادة جدّي كعبادة جدّي عند عبادة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٥٠ ط اسلامبول)
روى الحديث بعين ما تقدّم عن «شرح النهج».
في أنّ صلاته عليهالسلام كانت تذكر
صلاة رسول الله صلىاللهعليهوآله
رواه القوم :
منهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن على بن موسى الخسروجردي البيهقي الشافعي المتوفى سنة ٤٥٨ في «السنن الكبرى» (ج ٢ ص ٦٨ ط حيدرآباد) قال :
أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسين الدّارمي ، ثنا محمّد بن المسيّب ، ثنا إسحاق بن شاهين ، ثنا خالد عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن عمران بن حصين قال صلّي مع عليّ رضياللهعنه بالبصرة فقال عمران : ذكرنا هذا الرّجل صلاة كان يصلّيها بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذكر أنّه كان يكبّر كلّما رفع وكلّما وضع رواه البخاريّ في الصحيح عن إسحاق بن شاهين.
وفي (ص ١٣٤ ، الطبع المذكور) قال :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه ، ثنا محمّد بن نصر ، ثنا يحيى بن يحيى ، عن حمّاد بن زيد عن غيلان بن جرير ، عن مطرف قال : صلّيت أنا وعمران بن حصين خلف عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه وكان إذا سجد كبّر وإذا رفع رأسه كبّر وإذا نهض من الرّكعتين كبّر فلمّا قضى الصلاة أخذ عمران بيدي فقال : لقد ذكرني هذا مثل صلاة محمّد صلىاللهعليهوسلم او لقد صلّي بنا هذا مثل صلاة محمّد صلىاللهعليهوسلم لفظ حديث يحيى بن يحيى وفي حديث سليمان فلمّا انصرفنا أخذ عمران بيدي رواه البخاريّ في الصحيح عن سليمان بن حرب ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى.
كان له عليهالسلام بيت في المسجد
يتعبد فيه كما كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله
رواه القوم :
منهم العلامة الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ٤٥ ط لاهور) قال : عن حارثة بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : كان لعليّ بيت في المسجد كان يتعبّد فيه كما كان لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ أخرجه الخوارزميّ ـ (١)
ذكر شطر من وصف عبادته عليهالسلام
رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم العلامة ابن أبى الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ١ ص ٩ ط القاهرة) قال في عليّ : وأمّا العبادة فكان أعبد النّاس وأكثرهم صلاتا وصوما ومنه
__________________
(١) وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ١٦) وكان قد قطع عنه ما يشغله عن الله تعالى ورفع الحجاب عن قلبه وذهب بقلبه الى ربه وصرف وجهه اليه تعالى حتى قال في بعض كلامه المروي.
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٤٦ ط اسلامبول) روى عن المناقب عن جعفر الصادق عليهالسلام قال في حديث : ولقد كان أمير المؤمنين على عليهالسلام يعمل عمل رجل كأنه ينظر الى الجنة والنار.
تعلّم النّاس صلاة اللّيل وملازمة الأوراد وقيام النّافلة وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفّين ليلة الهرير فيصلّي عليه ورده والسّهام تقع بين يديه وتمرّ على صماخيه يمينا وشمالا فلا يرتاع لذلك ولا يقوم حتّى يفرغ من وظيفته وما ظنّك برجل كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده ، وأنت إذا تأمّلت دعواته ومناجاته ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وإجلاله وما يتضمّنه من الخضوع لهيبته والخشوع لعزّته والاستخذاء له عرفت ما ينطوى عليه من الإخلاص وفهمت من أيّ قلب خرجت وعلى أيّ لسان جرت.
ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٥٠ ط اسلامبول)
ذكر توصيف عبادته بعين عبارة «شرح النهج» بأدنى تلخيص.
وفي (ص ١٤٤ ، الطبع المذكور) قال :
ولقد كان يعمل عمل رجل كأنّه ينظر إلى الجنّة والنّار.
أنه عليهالسلام ينادى يوم القيامة : يا عابد
رواه القوم :
منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى سنة ٥٦٨ في «المناقب» (ص ٢٥٣ ط تبريز) قال :
وبهذا الإسناد (اي الإسناد المتقدّم في كتابه) عن الامام محمّد بن أحمد بن شاذان هذا أخبرني أبو محمّد عبد الله بن الحسين الصّالح عن محمّد بن عليّ الأعرج ، عن محمّد بن الحسين بن عبد الوهّاب ، عن عليّ بن الحسين ، عن الرّبيع بن يزيد الرّقاشيّ ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إذا كان يوم القيامة ينادون عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام بسبعة أسماء : يا صدّيق ، يا دالّ ، يا عابد ، يا هادي ، يا مهديّ ، يا فتى ، يا عليّ مرّ أنت وشيعتك إلى الجنّة بغير حساب.
الباب الثامن
في تواضعه عليهالسلام
ونذكر له شاهدين :
الاول
ما رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم العلامة ابن أبى الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ١ ص ١٨٢ ط القاهرة) قال :
روى يوسف بن يعقوب عن أبي صالح بيّاع الأكسية أنّ جدّته لقيت عليّا عليهالسلام بالكوفة ومعه تمر يحمله فسلّمت عليه وقالت له : أعطني يا أمير المؤمنين هذا التّمر أحمله عنك إلى بيتك فقال : أبو العيال أحقّ بحمله قالت : ثمّ قال لي : ألا تأكلين منه؟ فقلت : لا أريده قالت : فانطلق به إلى منزله ثمّ رجع مرتديا بتلك الشّملة وفيها قشور التّمر فصلّي بالنّاس فيها الجمعة.
ومنهم العلامة محب الدين الطبري في «الرياض النضرة» (ج ٢ ص ٢٣٤ ط محمد أمين الخانجى بمصر) قال :
وعن أبي صالح بيّاع الأكسية عن جدّته قالت : رأيت عليّا اشترى تمرا بدرهم فحمله في ملحفته فقيل : يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك؟ قال : أبو العيال أحقّ بحمله.أخرجه البغويّ في «معجمه».
ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في «الكامل» (ج ٣ ص ٢٠١ ط المنيرية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرّياض النّضرة».
ومنهم العلامة السيد مسعود بن حسن بن أبي بكر القناوى الشافعي المصري في «فتح الرحيم الرحمن في شرح لامية ابن الوردي» (ص ١٤٣ ط القاهرة) قال :
واشترى عليّ كرّم الله وجهه تمرا بدراهم ، فحمله في ردائه ، فسأله بعض أصحابه أن يحمله عنه ، فقال : أبو العيال أحقّ بحمله.
ومنهم العلامة أبو إسحاق برهان الدين محمد بن ابراهيم الأنصاري الكتبي المتوفى سنة ٧١٨ في «غرر الخصائص الواضحة» (ص ٣١ ط الشرفية بمصر) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرّياض النضرة».
ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٥ ط مصر) قال :
وقال أبو القاسم البغويّ : حدّثني جدّي ثنا عليّ بن هاشم عن (أبي خ) صالح بيّاع الأكسية عن جدّته ، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الرّياض النّضرة».
ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» (المطبوع بهامش المسند ج ٥ ص ٥٦ ط الميمنية بمصر)
روى الحديث عن صالح بعين ما تقدّم عن «الرّياض النّضرة».
ومنهم العلامة الراغب الاصفهانى في «محاضرات الأدباء» (ج ١ ص ٢٦٢ ط مكتبة الحياة في بيروت)
روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرّياض النّضرة».
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٤٦ ط اسلامبول)
روى الحديث نقلا عن «المناقب» عن صالح بعين ما تقدّم عن «شرح النهج» إلّا أنّه أسقط قوله : ألا تأكلين؟ فقلت : لا أريده.
ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٧٤ ط مصر)
روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الرّياض النّضرة».
ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ١٥٠ ط لاهور)
روى الحديث من طريق البغويّ في «معجمه» عن أبي صالح بعين ما تقدّم عن «الرّياض النّضرة».
الثاني
ما رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم الحافظ ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ٥ ط مصر) قال :
عن أبي هاشم عن زاذان قال : كان عليّ يمشي في الأسواق وحده وهو خليفة يرشد الضّال ويعين الضعيف ويمرّ بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً) ثمّ يقول : نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة من سائر الناس (١).
__________________
(١) قال العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ١٨ ط القاهرة) كان على ينشد ويقول :
حقيق بالتواضع من يموت |
|
ويكفى المرء من دنياه قوت |
فما للمرء يصبح ذا هموم |
|
وجرحى ليس تدركه النعوت |
فيا هذا مترحل عن قريب |
|
الى قوم كلامهم السكوت |
ومنهم العلامة محب الدين الطبري في «الرياض النضرة» (ج ٢ ص ٢٣٤ ط محمد أمين الخانجى بمصر) قال :
وعن زاذان قال : رأيت عليا يمشي في الأسواق فيمسك الشّسوع بيده فيناول الرّجل الشّسع ويرشد الضالّ ويعين الحمّال على الحمولة وهو يقرأ هذه الآية (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) ثمّ يقول : هذه الآية نزلت في ذي القدرة من النّاس ، أخرجه أحمد في «المناقب».
ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» المطبوع بهامش المسند (ج ٥ ص ٥٦ ط القديم بمصر)
روى الحديث عن زاذان بعين ما تقدّم عن «البداية والنهاية».
ومنهم العلامة الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ١٥١ ط لاهور)
روى الحديث من طريق أحمد في «المناقب» بعين ما تقدّم عن «الرياض النضرة».
الثالث
ما رواه القوم :
منهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٤٦ ط اسلامبول) قال : روى انّ أمير المؤمنين عليّا كان يجلس جلسة العبد ويأكل أكلة العبد إلخ.
الرابع
ما رواه القوم :
منهم العلامة الصفورى في «نزهة المجالس» (ج ٢ ص ٧٣)
خرج عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه للصلاة ، فوجد شيخا يمشي أمامه ، فمشي خلفه ولم يتقدّم عليه إكراما لشيبته واحتراما له ، فلمّا ركع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم
وضع جبريل عليهالسلام جناحه على ظهره ، فكلّما أراد أن يرفع منعه جبريل حتّى أدركه عليّرضياللهعنه.
الباب التاسع
في تكسبه عليهالسلام بكدّ يمينه
ونذكر له شواهد :
الاول
ما ذكره القوم :
منهم الحافظ أبو نعيم الاصبهانى في «حلية الأولياء» (ج ١ ص ٧٠ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :
وكان عليهالسلام (اي عليّ) إذا لزمه في العيش الضّيق والجهد ، أعرض عن الخلق فأقبل على الكسب والكدّ.
الثاني
ما رواه القوم :
منهم العلامة الشيخ عز الدين عبد الحميد بن أبى الحميد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ٣ ص ٤٣٣ ط القاهرة) قال : وإنّ عليّا عليهالسلام مات وخلّف عقارا كثيرا يعنون نخلا قيل لهم قد علم كلّ أحد أنّ عليّا عليهالسلام ، استخرج عيونا بكدّ يده بالمدينة وينبع وسويعة وأحيا بها مواتا كثيرة ثمّ أخرجها عن ملكه وتصدّق بها على المسلمين ولم يمت وشيء منها في ملكه.
الثالث
ما رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهانى المتوفى سنة ٤٣٠ في «حلية الأولياء» (ج ١ ص ٧٠ ط مطبعة السعادة بمصر) قال :
حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، ثنا إسماعيل بن عليّة ، وثنا عبد الله محمّد ، ثنا أحمد بن عليّ بن المثنّى ، ثنا أبو الرّبيع ، ثنا حمّاد ، قالا حدّثنا أيّوب السّختياني ، عن مجاهد ، قال : خرج علينا عليّ بن أبي طالب يوما معتجرا ، فقال : جعت مرّة بالمدينة جوعا شديدا ، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة ، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا تريد بلّه فأتيتها فقاطعتها كلّ ذنوب على تمرة ، فمددت ستّة عشر ذنوبا ، حتّى مجلت يداي ثمّ أتيت الماء فأصبت منه ، ثمّ أتيتها ، فقلت : بكفّي هكذا بين يديها ـ وبسط إسماعيل يديه وجمعها ـ فعدت لي ستّة عشرة تمرة ، فأتيت النّبي صلىاللهعليهوسلم فأخبرته ، فأكل معي منها. وقال حمّاد بن زيد في حديثه : فاستقيت ستّة عشر ، أو سبعة عشر ، ثمّ غسّلت يدي فذهبت بالتّمر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال لي خيرا ودعا لي.
ورواه موسى الطّحان عن مجاهد نحوه ، وقال :
حدّثنا أحمد بن جعفر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني عليّ بن حكيم الأودي ، ثنا شريك ، عن موسى الطحّان ، عن مجاهد ، عن عليّ عليهالسلام ، قال : جئت إلى حائط أو بستان ، فقال لي صاحبه : دلوا وتمرة ، فدلوت دلوا بتمرة ، فملأت كفّي ، ثمّ شربت من الماء ، ثمّ جئت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بملء كفّي ، فأكل بعضه وأكلت بعضه.
ومنهم الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ في «صفوة الصفوة»
(ج ١ ص ١٢٤ ط حيدرآباد)
روى الحديث عن مجاهد ، عن عليّ بعين ما تقدّم أولا عن «حلية الأولياء».
ومنهم العلامة محب الدين الطبري في «الرياض النضرة» (ج ٢ ص ٢٣١ ط محمد أمين الخانجى بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدّم أولا عن «حلية الأولياء» وزاد في آخر الحديث وقال إليّ خيرا ودعا لي أخرجه أحمد وصاحب الصفوة.
ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي في «نظم درر السمطين» (ص ١٩١ ط مطبعة القضاء)
روى الحديث عن مجاهد بعين ما تقدّم أوّلا عن «حلية الأولياء».
ومنهم الحافظ نور الدين على بن أبى بكر في «مجمع الزوائد» (ج ١٠ ص ٣١٤ ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال :
وعن على قال : خرجت فأتيت حائطا قال : فقال : دلو بتمرة ، قال : فدليت حتّى ملأت كفّي ثمّ أتيت الماء فاستعذبت ، يعني شربت ، ثمّ أتيت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فأطعمته نصفه وأكلت نصفه رواه أحمد ورجاله وثقوا.
وروى الحديث من طريق الترمذيّ بعضا ومن طريق أبي يعلي كلا بعين ما تقدّم عن «حلية الأولياء».
ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين على المتقى الهندي المتوفى سنة ٩٧٥ في «منتخب كنز العمال» (المطبوع بهامش المسند ج ٥ ص ٥٦ ط الميمنية بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدّم عن «صفة الصفوة».
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢١٨ ط اسلامبول)
روى الحديث من طريق أحمد ، وابن الجوزي ، عن عليّ بعين ما تقدّم في
«حلية الأولياء» إلّا أنّه زاد : ودعا لي خيرا.
ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ١٦٥ ط لاهور)
روى الحديث ملخصا كما تقدّم عن «حلية الأولياء».
ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن على البيهقي في «السنن الكبرى» (ج ٦ ص ١١٩ ط حيدرآباد)
أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا عبيد ، ثنا الأسفاطي يعني العبّاس بن الفضل ، ثنا عبيد الله بن معاذ ، ثنا المعتمر عن أبيه عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس قال : أصاب نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم خصاصة فبلغ ذلك عليّا رضياللهعنه فخرج يلتمس عملا ليصيب منه شيئا يبعث به إلى نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستقى له سبعة عشر دلوا كلّ دلو بتمرة فخيره اليهودي من تمره سبع عشرة تمرة عجوة فجاء بها إلى نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم فقال : من أين هذا يا أبا الحسن قال : بلغني ما بك من الخصاصة يا نبيّ الله فخرجت ألتمس عملا لأصيب لك طعاما قال : فحملك على هذا حبّ الله ورسوله قال عليّ : نعم يا نبيّ الله فقال نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم : والله ما من عبد يحبّ الله ورسوله إلّا ان الفقر أسرع اليه من جرية السّيل على وجهه من أحبّ الله ورسوله فليعد تجفافا. وإنّما يعني الصبر ـ وروى عن يزيد بن زياد عن محمّد بن كعب قال : حدّثني من سمع عليّ بن أبي طالب فذكر بعض معني هذه القصة.
وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد ، أنبأ الحسن بن محمّد بن إسحاق ، ثنا يوسف ابن يعقوب ، ثنا سليمان بن حرب ، ثنا حمّاد بن زيد ، عن أيّوب عن مجاهد فذكر بمثل ما تقدّم عن «حلية الأولياء».
الرابع
ما رواه القوم :
منهم العلامة السمهودي في «وفاء الوفاء» (ج ٢ ط مصر) قال :
قال أبو نيزر : جاءني عليّ وأنا أقوم على الضيعتين عين أبي نيزر والبغيبغة فقال : هل عندك من طعام ـ وذكر قصة أكله وشربه ـ قال : ثمّ أخذ المعول وانحدر فجعل يضرب وأبطأ عليه الماء فخرج وقد تصبب جبينه عرقا فانتكف العرق عن جبينه ثمّ أخذ المعول وعاد إلى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم فسالت كأنّها عنق جزور فخرج مسرعا وقال : أشهد الله أنّها صدقة.
ومنهم العلامة الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (مخطوط)
روى الحديث بعين ما تقدّم عن «وفاء الوفاء».
الباب العاشر
في صبره عليهالسلام على مصائب الدّنيا
رواه القوم :
منهم العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ١٠١ ط مكتبة القدسي بمصر) قال :
عن عليّ مرفوعا يا عليّ كيف أنت إذا زهد النّاس في الآخرة ورغبوا في الدّنيا وأكلوا التّراث أكلا لمّا وأحبّوا المال حبّا جمّا واتّخذوا دين الله دغلا ومال الله دولا قال : قلت : يا رسول الله أتركهم وأترك ما فعلوه وانّي أختار الله ورسوله والدّار الآخرة وأصبر على مصائب الدّنيا وهواها حتّى الحق بك بمشيّة الله
قال : صدقت يا عليّ اللهمّ افعل ذلك به أخرجه الحافظ الثّقفي في الأربعين.
ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢١٧ ط اسلامبول)
روى الحديث عن عليّ بعين ما تقدّم عن «ذخائر العقبى».
صبره عليهالسلام على الفقر
ونذكر له شواهد :
الاول
ما رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ١٠٥) ط مكتبة القدسي بمصر) قال :
وعن سهل بن سعد انّ عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه دخل على فاطمة وحسن وحسين يبكيان فقال : ما يبكيهما؟ قالت : الجوع فخرج عليّ فوجد دينارا في السوق فجاء إلى فاطمة فأخبرها فقالت : اذهب إلى فلان اليهودىّ فخذ لنا به دقيقا فجاء إلى اليهودىّ فاشترى به دقيقا فقال اليهوديّ : أنت ختن هذا الّذي يزعم انّه رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : نعم ، قال : فخذ دينارك وخذ الدّقيق ، فخرج عليّ حتّى جاء فاطمة فأخبرها فقالت : اذهب إلى فلان الجزّار فخذلنا بدرهم لحما فذهب فرهن الدّينار بدرهم في لحم فجاء به فعجنت وخبزت وطبخت وأرسلت إلى أبيها صلىاللهعليهوسلم فجاءهم وقالت : يا رسول الله اذكر لك فإن رأيته حلالا أكلنا وأكلت من شأنه كذا وكذا فقال : كلوا باسم الله فأكلوا فبينما هم بمكانهم وإذا بغلام ينشد الله والإسلام الدينار فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم يا عليّ اذهب إلى الجزّار فقل له إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لك : أرسل إليّ بالدّينار ودرهمك عليّ ، فأرسل به فدفعه إليه ، أخرجه أبو داود.
ومنهم العلامة الشيباني في «تيسير الوصول» (ج ٢ ص ٢٧٧ ط نول كشور) روى الحديث من طريق أبي داود عن سهل بن سعد بعين ما تقدّم عن «ذخائر العقبى».
ومنهم العلامة النابلسى في «ذخائر المواريث» (ج ١ ص ٢٦٤ ط القاهرة) أشار إلى الحديث بذكر شيء من فقراته.
الثاني
ما رواه القوم :
منهم العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ٤٩ و ١٠٥ ط مكتبة القدسي بمصر) قال :
وعن أسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم انّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتاها يوما فقال : أين ابناي يعني حسنا وحسينا قالت : قلت : أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق فقال عليّ : أذهب بهما فإنّي أتخوّف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء فذهب بهما إلى فلان اليهودي فوجه إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوجدهما يلعبان في مشربة بين أيديهما فضل من تمر فقال : يا عليّ ألا تقلب ابنيّ قبل أن يشتدّ الحرّ عليهما قال : فقال عليّ : أصبحنا وليس في بيتنا شيء فلو جلست يا رسول الله حتّى اجمع لفاطمة تمرات فجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعليّ ينزع لليهودي كلّ دلو بتمرة حتّى اجتمع له شيء من تمر فجعله في حجزته ثمّ أقبل فحمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحدهما وحمل عليّ الآخر أخرجه الدولابي في الذرّية الطاهرة في مسند أسماء بنت عميس عن فاطمة رضياللهعنها.
ومنهم العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ١٤٩ ط لاهور)
روى الحديث عن أسماء بنت عميس بعين ما تقدّم عن «ذخائر العقبى».
الثالث
ما رواه القوم :
منهم العلامة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن عمر الوصابى الحبشي في «البركة في فضل السعى والحركة» (ص ٢٩ ط المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة) قال :
ويروى أن عليّا كرّم الله وجهه كان يستقى الماء ليهودي كلّ دلو بتمرة ويروى انّه آجر نفسه يسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتّى أصبح وقال : لما أردت أن أبتني بفاطمة واعدت رجلا صوّاغا على أن يرتحل معى فنأتي بإذخر فنبيعه من الصوّاغين فأستعين به على وليمة عرسي.
الرابع
ما رواه القوم :
منهم العلامة الصفورى في «نزهة المجالس» (ج ١ ص ٢٢٣ ط القاهرة) قال : رأى عثمان درع عليّ يباع بأربعمائة درهم ليلة عرسه على فاطمة رضياللهعنها فقال عثمان : هذا درع فارس الإسلام عليّ لا يباع أبدا ، فدفع لغلام عليّ أربعمائة درهم وأقسم عليه أن لا يخبره بذلك وردّ الدّرع معه.
الباب الحادي عشر
في كثرة عتقه عليهالسلام
رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم العلامة ابن أبى الحديد في «شرح النهج» (ج ١ ص ١٨٢ ط مصر) قال :
روى عنبسة العابد عن عبد الله بن الحسين بن الحسن قال : أعتق عليّ عليهالسلام في حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ألف مملوك ممّا مجلت يداه وعرق جبينه.
ومنهم العلامة السيد أحمد المهدى لدين الله ابن يحيى بن المرتضى الحسنى اليماني السمعاني في «الطبقات» (ص ٨٧ ط بيروت)
وعن الباقر عليهالسلام انّه قال : أعتق عليّ عليهالسلام ألف عبد وكان يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة إلخ.
ومنهم العلامة القندوزى في «الينابيع» (ص ١٤٦ ط اسلامبول)
في المناقب عن جعفر الصّادق في حديث له : ولقد أعتق (اي عليّ) ألف مملوك من ماله الّذي يجفي فيه يداه ويعرق جبينه التماس وجه الله عزوجل ورضائه.
الباب الثاني عشر
ثقته عليهالسلام بالله تعالى
ونذكر له شواهد :
الاول
ما رواه جماعة من أعلام القوم :
منهم العلامة ابن قتيبة الدينوري في «الامامة والسياسة» (ج ١ ص ١٦٢ ط مصر) قال : وجاء رجل من مراد إلى عليّ فقال له : يا أمير المؤمنين احترس فان هنا قوما يريدون قتلك فقال : إن لكلّ انسان ملكين يحفظانه فإذا جاء القدر خلّياه.
ومنهم العلامة عبد الرحمن السيوطي في «الحبائك في أخبار الملائك» (ص ٨٦ ط دار التقريب بالقاهرة) قال :
وأخرج ابن جرير عن ابن مجلّد (والصّواب أبي مجلز) قال : جاء رجل من مراد إلى عليّ فقال : احترس فانّ ناسا من مراد يريدون قتلك فقال : إنّ مع كلّ رجل ملكين يخفظانه ممّا يقدر ، فإذا جاء القدر خلّيا بينه وبينه.
ومنهم الحافظ أبو الفداء اسماعيل بن كثير في «تفسير القرآن» (ج ٥ ص ٢٤٥ طبع المنيرية ببولاق مصر)
روى الحديث عن أبي مجلز بعين ما تقدّم عن «الحبائك» ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٨ ص ١٣ ط حيدرآباد) قال :
وفي رواية ، ملكان يدفعان عنه فإذا جاء القدر خلّيا عنه ، وأنّه لا يجد عبد حلاوة الايمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطأه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب العلوي الشعراني في «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ١٨ ط القاهرة) قال :
قال عليّ عليهالسلام : إنّ مع كلّ انسان ملكين يحفظانه فإذا جاء القدر خلّيا
بينه وبينه وإنّ الأجل جنّة حصينة.
الثاني
ما رواه القوم :
منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٦٤ ط اسلامبول) قال :
عن جعفر الصادق عليهالسلام قال : كان قنبر يحبّ عليّا حبّا شديدا فإذا خرج عليّ عليهالسلام خرج على اثره بالسّيف فرآه ذات ليلة فقال : يا قنبر مالك؟ قال : جئت لأمشي خلفك ، قال : من أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض ، وإنّ أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلّا بإذن الله من السماء فارجع فرجع.
الثالث
ما رواه القوم :
منهم العلامة عبد الرحمن السيوطي في «الحبائك في أخبار الملائك» (ص ٨٧ ط القاهرة) قال :
أخرج أبو داود في كتابه القدر وابن أبي الدّنيا وابن عساكر عن عليّ بن أبي طالب قال : لكلّ عبد حفظة يحفظونه لا يخرّ عليه حائط أو يتردّى في بئر أو تصيبه دابّة حتّى إذا جاء القدر له خلّت عنه الحفظة فأصابه ما شاء الله أن يصيبه.
الرابع
ما رواه القوم :
منهم الحافظ عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي