إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٨

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

ابن عبيد عن عليّ بن ربيعة جاء جعدة بن هبيرة إلى عليّ فقال : يا أمير المؤمنين يأتيك الرّجلان أنت أحبّ إلى أحدهما من أهله وماله ، والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك ، فتقضي لهذا على هذا قال : فلهزه عليّ وقال : إنّ هذا شيء لو كان لي فعلت ، ولكن إنّما ذا شيء لله.

الحادي عشر

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الجزري المعروف بابن الأثير في «اسد الغابة» (ج ٣ ص ٤٢٣ ط مصر سنة ١٢٨٥) قال :

أخبرنا أبو محمّد بن أبي القاسم الدمشقي كتابة. أخبرنا أبي قال : قرأت على أبي محمّد عبد الله بن أسد بن عمار عن عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر بن عليّ ونقلته من خطّه ، حدّثني أحمد بن عليّ بن عبد الله ، حدّثني محمّد بن سعيد العوصى ، حدّثنا محمود بن محمّد الحافظ ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد ، حدّثنى محمّد بن حسان الضبي ، حدّثنا الهيثم بن عدي ، حدّثني عبد الله بن عياش المرهبي وإسحاق بن سعد عن أبيه أنّ عقيل بن أبي طالب لزمه دين فقدم على عليّ بن أبي طالب الكوفة فأنزله وأمر ابنه الحسن فكساه فلمّا أمسى دعا بعشائه فإذا خبز وملح وبقل فقال عقيل : ما هو إلّا ما أرى قال : لا قال فتقضى ديني قال : وكم دينك قال : أربعون ألفا قال : ما هي عندي ولكن اصبر حتّى يخرج عطائي فانّه أربعة ألف فادفعه إليك فقال له عقيل : بيوت المال بيدك وأنت تسوّفنى بعطائك فقال : أتأمرني أن أدفع إليك أموال المسلمين وقد ائتمنونى عليها قال : فانّى آت معاوية فأذن له فأتى معاوية فقال له : يا أبا يزيد كيف تركت عليّا وأصحابه؟ قال : كأنّهم أصحاب محمّد إلّا أنّى لم أر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيهم ، وكانّك وأصحابك أبو سفيان وأصحابه

٥٤١

إلّا أنّى لم أر أبا سفيان فيكم فلمّا كان الغد قعد معاوية على سريره وأمر بكرسىّ إلى جنب السرير ثمّ أذن للناس فدخلوا وأجلس الضحاك بن قيس معه على سريره ثمّ أذن لعقيل فدخل عليه فقال : يا معاوية من هذا معك؟ قال : الضحاك بن قيس فقال : الحمد لله الّذي رفع الخسيسة وتمّم النقيصة هذا الّذي كان أبوه يخصى بهمنا بالأبطح لقد كان بخصائها رفيقا فقال الضحاك : إنّى لعالم بمحاسن قريش وإن عقيلا عالم بمساويها وأمر له معاوية بخمسين ألف درهم فأخذها ورجع.

ومنهم العلامة ابن الطقطقى في «الفخرى» (ص ٦٩ ط محمد على صبيح بالقاهرة) قال :

إنّ أخاه (أى عليّ) عقيلا وهو ابن أبيه وامّه طلب من بيت المال شيئا لم يكن له بحقّ فمنعه عليه‌السلام وقال : يا أخى ليس لك في هذا المال غير ما أعطيتك ولكن اصبر حتّى يجيء مالي وأعطيك منه ما تريد ، فلم يرض عقيل هذا الجواب وفارقه وقصد معاوية «رض» بالشام.

ومنهم العلامة الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج ٢ ص ٢٣٤ ط مصر) قال : وقال غسّان بن مصر : ثنا أبو هلال ، ثنا حميد بن هلال أن عقيلا سأل عليّا فقال : إنّي محتاج وفقير فقال : حتّى يخرج عطائي ، فألحّ عليه ، فقال لرجل خذ بيده فانطلق به الى الحوانيت فقل دقّ الأقفال وخذ ما في الحوانيت ، فقال : تريد أن تتّخذني سارقا ، قال : وأنت تريد أن تتّخذنى سارقا؟ وأعطيك أموال النّاس ، قال : لآتينّ معاوية ، قال : أنت وذاك ، فأتى معاوية فأعطاه مائة ألف ثمّ قال : اصعد على المنبر فاذكر ما أولاك عليّ وما أوليتك ، قال : فصعد المنبر فحمد الله ثمّ قال : أيّها النّاس إنّى أخبركم أنى أردت عليّا على دينه فاختار دينه عليّ وأردت معاوية على دينه فاختارني على دينه ، فقال معاوية : هذا الّذي تزعم قريش أنّه أحمق.

ومنهم العلامة المذكور في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٦٦

٥٤٢

ط دار المعارف بمصر)

روى الحديث عن حميد بن هلال بعين ما تقدّم عنه في «تاريخ الإسلام» إلّا أنّه ذكر بدل قوله : فقال لرجل : خذ بيده فانطلق به إلى الحوانيت. فقال : (أى لعقيل) انطلق فخذ ما في حوانيت النّاس. وزاد في آخر الحديث : إنّ معاوية قال لهم : هذا عقيل وعمّه أبو لهب. فقال : هذا معاوية وعمّته حمّالة الحطب.

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ٧٩ ط الميمنية بمصر)

روى الحديث من طريق ابن عساكر بعين ما تقدّم عن «تاريخ الإسلام» إلى قوله : فاختار عليّ دينه. وذكر بدل : وأعطيك أموال النّاس : أن آخذ أموال المسلمين فاعطيكها دونهم.

ومنهم العلامة الحافظ عبد الرحمن السيوطي في «تاريخ الخلفاء» (ط السعادة بمصر)

روى الحديث من طريق ابن عساكر عن حميد بعين ما تقدّم عن «الصواعق المحرقة» ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ٨٠ المخطوط)

روى الحديث من طريق ابن عساكر عن حميد بن هلال بعين ما تقدّم عن «الصواعق المحرقة».

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٢٩٠ ط اسلامبول)

روى الحديث من طريق ابن عساكر بعين ما تقدّم عن «الصواعق المحرقة».

الثاني عشر

ما رواه القوم :

منهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ٧٩

٥٤٣

ط الميمنية بمصر) قال :

وجاء في كثير من الروايات أنّ عليّا كرّم الله وجهه كان يعطي أخاه عقيلا كلّ يوم من الشعير ما يكفي عياله فاشتهى عليه أولاده مريسا فصار يوقر كلّ يوم شيئا قليلا حتّى اجتمع عنده ما اشترى به سمنا وتمرا وصنع لهم فدعوا عليّا اليه فلمّا جاء وقدّم له ذلك سأله عنه فقصّوا عليه ذلك فقال أو كان يكفيكم ذلك بعد الّذي عزلتم منه؟ قالوا : نعم فنقّص ممّا كان يعطيه مقدار ما كان يعزله منه كلّ يوم وقال : لا يحلّ لي أن أزيد من ذلك فغضب فحمى له حديدة وقرّبها من خدّه وهو غافل فتأوّه فقال عليّ كرم الله وجهه : تجزع من هذه وتعرضني لنار جهنّم فقال : لأذهبنّ إلى من يعطيني تبرا ويطعمني تمرا فلحق بمعاوية وقد قال معاوية يوما : لو لا علم بأنّي خير له من أخيه ما أقام عندنا وتركه ، فقال له عقيل : أخي خير لي في ديني وأنت خير لي في دنياي وقد آثرت دنياي وأسأل الله خاتمة خير.

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ٧٩ مخطوط)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الصّواعق المحرقة»

الثالث عشر

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ أحمد بن محمد المؤدب الهروي في «الغريبين» (ص ١٤٢ مخطوط) قال :

في مادة العين مع الظّاء ـ في حديث عليّ رضي‌الله‌عنه والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا أو اجرّ في الأغلال مصفدا أحبّ إليّ من أن ألقى الله يوم القيامة ظالما لبعض العباد وغاصبا لشيء من الحطام والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتّى استماحني من برّكم صاعا ورأيت صبيانه شعث الألوان من فقرهم كأنّما

٥٤٤

سوّدت وجوههم بالعظلم وعاودني مؤكدا وكرّر عليّ القول فأصغيت اليه سمعي فظنّ أنّي أبيعه ديني واتّبع قياده مفارقا طريقي ، والله لو أعطيت الأقاليم السّبعة على أن اعصي في نملة أسلبها خلب شعيرة ما فعلته.

ومنهم العلامة الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (ص ٣٦٤ مخطوط)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الغريبين» وزاد بعد قوله لشيء من الحطام : وكيف أظلم أحدا لنفس تسرع إلى البلى قفولها ويطول في الثّرى حلولها. وزاد في آخر الحديث : وانّ دنياكم لأهون عليّ من ورقة في فم جرادة تقضمها ما لعليّ ولنعيم يفني ولذّة لا تبقى نعوذ بالله من شنان الفعل وقبح الزّلل.

وأسقط قوله : والله لقد رأيت عقيلا إلى قوله مفارقا طريقتي وذكره مستقلا في ـ ص ٣٣ ـ وزاد بعده : فأحميت له حديدة ثمّ أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضجّ ضجيج ذي كنف من ألمها وكاد أن يحترق من ميسمها فقلت : ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئنّ من حديدة أحماها إنسانها للعبه ، وتجرّني إلى نار سجّرها جبّارها لغضبه ، أتئنّ من الأذى ولا أئنّ من لظى.

ومنهم العلامة ابن الجوزي في «مختصر الغريبين» (مخطوط).

روى الحديث نقلا عن «الغريبين» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

الرابع عشر

ما رواه القوم :

منهم الحافظ ابن عبد البر في «الاستيعاب» (ج ٢ ص ٤٦٤ ط حيدرآباد الدكن) قال :

ولا يخصّ بالولايات إلّا أهل الدّيانات والأمانات وإذا بلغه عن أحدهم خيانة كتب إليه (قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ

٥٤٥

وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) إذا أتاك كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من أعمالنا حتّى نبعث إليك من يتسلّمه منك ثمّ يرفع طرفه إلى السّماء فيقول : اللهم إنّك تعلم أنّي لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقّك.

الخامس عشر

ما رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحنبلي في «جوامع السياسة الالهية» (ص ١٤) قال :

وكان عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه إذا بلغه أنّ بعض نوّابه ظلم يقول : اللهم إنّي لم آمرهم أن يظلموا خلقك ولا أن يتركوا حقّك.

السادس عشر

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ يحيى بن آدم بن سليمان القرشي في كتابه «الخراج» (ص ٧٦ ط مصر) قال :

أخبرنا إسماعيل قال : حدّثنا الحسن ، قال : حدّثنا يحيى ، قال : حدّثنا جعفر الأحمر قال : حدّثنا عبد الملك بن عمير قال : أخبرني رجل من ثقيف ، قال : استعملني عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه على (بزرج سابور) فقال : لا تضربنّ رجلا سوطا في جباية درهم ولا تتبعنّ لهم رزقا ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا دابّة يعتملون عليها ولا تقيمنّ رجلا قائما في طلب درهم قال : قلت : يا أمير المؤمنين إذا أرجع إليك كما ذهبت من عندك ، قال : وإن رجعت كما ذهبت ، ويحك إنّا أمرنا أن نأخذ

٥٤٦

منهم العفو يعني الفضل ـ. انتهى.

أقول : قال العلامة أبو الأشبال الشيخ أحمد محمّد شاكر من علماء مضر في تعليقته على هذه الصفحة من كتاب الخراج ص ٧٤ ما لفظه :

ورواه أبو يوسف في الخراج (ص ٩١ و ١٨ ط السلفيّة بمصر) عن إسماعيل ابن إبراهيم بن المهاجر عن عبد الملك بن عمير بلفظ آخر وسمّي البلد (عكبرا) بضم العين وإسكان الكاف وفتح الباء يجوز فيه المدّ والقصر قال ياقوت : قال حمزة الأصفهاني : (بزرج سابور) معرّب عن وزرك شافور وهي المسمّاة بالسّريانيّة عكبرا ، وقال : بينها وبين بغداد عشرة فراسخ ـ. انتهى.

ومنهم العلامة ابن الأثير في «اسد الغابة» (ج ٤ ص ٢٤ ط مصر) قال : أنبأنا عبد الله بن أحمد الخطيب ، أنبأنا أبو الحسين بن طلحة النّعال إجازة إن لم يكن سماعا ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفار حدّثنا يحيى بن آدم فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الخراج».

السابع عشر

ما رواه القوم :

منهم العلامة المحقق أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (ص ٣٨٩ مخطوط) قال :

وقال للأشتر حين ولّاه مصر : واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك وتجلس لهم مجلسا عاما فتتواضع فيه لله الّذى خلقك وتقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك حتّى يكلّمك متكلمهم غير متعتع فانّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول في غير موطن : لن تقدّس أمة لا يؤخذ لضعيف فيها حقّه من القويّ غير

٥٤٧

متعتع ، ثمّ احتمل الخرق منهم والعيّ ونحّ عنك الضيق والأنفة يبسط الله عليك أكناف رحمته ويوجب لك ثواب طاعته.

الثامن عشر

ما رواه القوم :

منهم العلامة الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (ص ٣٨٩ مخطوط) قال : وقال (اى عليّ عليه‌السلام) لعامله : انطلق على تقوى الله وحده لا شريك له ولا تروعنّ مسلما ولا تجتازنّ عليه كارها ولا تأخذنّ منه أكثر من حقّ الله في ماله فإذا قدمت على الحيّ فأنزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم ثمّ امض إليهم بالسّكينة والوقار حتّى تقوم بينهم فتسلّم عليهم ولا تخدج التحيّة لهم ثمّ تقول : عباد الله أرسلني إليكم وليّ الله وخليفته لآخذ منكم حقّ الله في أموالكم فهل لله في أموالكم من حقّ فتؤدّوه إلى وليّه ، فان قال قائل : لا ، فلا تراجعه وإن أنعم لكم منعم فانطلق معه من غير أن تخيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضّة فان كانت له ماشئة أو إبل فلا تدخلها إلّا باذنه فإنّ أكثرها له فإذا أتيتها فلا تدخلها دخول متسلّط عليه ولا عنيف به ولا تنفرنّ بهيمة ولا تفز عنّها ولا تسعرنّ صاحبها فيها.

التاسع عشر

ما رواه القوم :

منهم العلامة الرياضي محمد بن محمد بن أحمد الشهير بابن الاخوة في «معالم القربة في أحكام الحسبة» (ص ٢٠٣ ط كيمبرج) قال :

يحكى أنّ عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ولي ابا الأسود الدؤليّ القضاء ساعة من نهار ثمّ عزله ، فقال له : لم عزلتني فوالله ما خنت ولا خونت قال : بلغني أنّ كلامك يعلو كلام الخصمين إذا تحاكما إليك.

٥٤٨

متمم العشرين

ما رواه القوم :

منهم العلامة أمير كبير السيد على الهمداني في «ذخيرة الملوك» (ص ١٠٢ ط أمرتسر) قال :

روى انّ عليّا أرسل أبا أمامة الباهلي بحكومة البصرة ، فأخبره رجل بانّه دعى إلى ضيافة ، فكتب اليه : يا ابن حنيف بلغني انّك دعيت إلى مأدبة ، عائلهم مجفوّ ، وغنيّهم مدعوّ ، تستطاب لك الألوان ، وتنقل بك الجفان ، وما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم غنيّهم مدعوّ ، وعائلهم مجفوّ ، وعزله عن الحكومة.

الحادي والعشرون

ما رواه القوم :

منهم العلامة أبو بكر محمد بن خلف المشهور بابن وكيع في «أخبار القضاة» (ج ١ ص ٥٩) قال :

حدثنا الزعفراني قال : حدّثنا أبو نعيم ، قال : حدّثنا سعيد بن عبيد الطائي ، عن عليّ بن ربيعة ، أنّ عليّا استعمل رجلا من بني أسد يقال له : ضبيعة ابن زهير ، فلمّا قضى عمله أتى عليّا بجراب فيه مال ـ فقال : يا أمير المؤمنين إنّ قوما يهدون لي حتى اجتمع منه مال فها هوذا ، فان كان لي حلالا أكلته ، وان كان غير ذاك فقد أتيتك به ، فقال عليّ : لو أمسكته لكان غلولا. فقبضه منه وجعله في بيت المال.

الثاني والعشرون

ما رواه القوم :

٥٤٩

منهم العلامة جار الله الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (ص ٤١٨ مخطوط) قال : قال على عليه‌السلام حين أشير عليه بترك محاربة طلحة والزبير : والله لا أكون كالضّبع تنام طول اللّدم حتّى يصل إليها طالبها ويخيلها راصدها ولكنّي أضرب بالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه وبالسّامع المطيع العاصي المريب حتّى يأتى عليّ يومى.

الثالث والعشرون

ما رواه القوم :

منهم القاضي ابو يوسف في «الخراج» (ص ٢١٤ ط السلفية بمصر) قال : إن الصحيح عندنا من الأخبار عن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه أنّه لم يقاتل قوما قطّ من أهل القبلة ممّن خالفه حتّى يدعوهم وأنّه لم يتعرض بعد قتالهم وظهوره عليهم بشيء من مواريثهم ولا لنسائهم ولا لذراريهم ولم يقتل منهم أسيرا ولم يذفف منهم على جريح ولم يتّبع منهم مدبرا.

وقال : حدّثنا بعض المشيخة عن جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عليّا رضي‌الله‌عنه أمر مناديه فنادى يوم البصرة : لا يتّبع مدبر ، ولا يذفف على جريح ، ولا يقتل أسير ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن قال : ولم يأخذ من متاعهم شيئا.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١١ ص ٣٠٩ ط حيدرآباد) قال :

عن عرفجة عن أبيه قال : جيء عليّ بما في عسكر اهل النهر فقال : من عرف شيئا فليأخذه فأخذوه.

ومنهم العلامة ابو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد التيمي البغدادي في «اصول الدين» (ص ٢٨٤ ط الآستانة في مطبعة الدولة) قال :

٥٥٠

وما قاتل عليّ أصحاب الجمل وأهل صفّين ليسلموا وإنّما قاتلهم لبغيهم عليه ، لذلك قال لأصحابه : لا تبدءوهم بقتال حتى يبدؤكم ، ونهى عن اتباع من أدبر منهم وعن أن يذفّف على جريح منهم.

ومنهم الحافظ الشيخ أبو محمد على بن محمد بن حزم الأندلسي الظاهري المتوفى سنة ٤٥٦ في «المحلى» (ج ١١ ص ١٠١ ط القاهرة) قال :

وقد روينا من طريق عبد الرزّاق عن ابن جريح قال : أخبرني جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب قال : قال عليّ بن أبي طالب : لا يذفف على جريح ولا يقتل أسير ولا يتبع مدبر ، وكان لا يأخذ مالا لمقتول يقول : من اعترف شيئا فليأخذه.

ومن طريق عبد الرزّاق عن يحيى بن العلاء عن جويبر قال : أخبرتني امرأة من بني أسد قالت : سمعت عمارا بعد ما فرغ عليّ من أصحاب الجمل ينادي : لا تقتلنّ مدبرا ولا مقيلا ، ولا تذففوا على جريح ولا تدخلوا دارا ومن ألقى السلاح فهو آمن كالمأسور قد قدرنا أن نصلح بينه وبين المبغي عليه بالعدل وهو أن نمنعه من البغي بأن نمسكه ولا ندعه يقاتل وكذلك الجريح إذا قدرنا عليه.

ومنهم العلامة البيهقي في «السنن الكبرى» (ج ٨ ص ١٨١ ط حيدر حيدرآباد) قال :

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرني ، ثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي ، ثنا الحسن بن عليّ بن عفان ، ثنا زيد بن الحباب حدّثني جعفر بن إبراهيم من ولد عبد الله بن جعفر ذى الجناحين ، حدّثني محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب أن عليا رضي‌الله‌عنه لم يقاتل أهل الجمل حتّى دعا النّاس ثلاثا حتّى إذا كان اليوم الثالث دخل عليه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر رضي‌الله‌عنهم فقالوا : قد أكثروا فينا الجراح فقال : يا ابن أخى والله ما جهلت شيئا من أمرهم إلّا ما كانوا

٥٥١

فيه وقال : صبّ لي ماء فصبّ له ماء فتوضأ به ، ثمّ صلّي ركعتين حتّى إذا فرغ رفع يديه ودعا ربّه وقال لهم : إن ظهرتم على القوم فلا تطلبوا مدبرا ولا تجيزوا على جريح ، وانظروا ما حضرت به الحرب من آنية فاقبضوه ، وما كان سوى ذلك فهو لورثته.

وقال : قال الداروردى : أخبرنا جعفر عن أبيه أنّ عليّا رضي‌الله‌عنه كان لا يأخذ سلبا وأنّه كان يباشر القتال بنفسه وأنّه كان لا يذفف على جريح ولا يقتل مدبرا.

ومنهم العلامة الشهير بابن أبى الحديد في «شرح النهج» (ج ١ ص ٧ ط القاهرة) قال

وحاربه أهل البصرة ، وضربوا وجهه ، ووجوه أولاده بالسيف ، وسبّوه ، ولعنوه ، فلمّا ظفر بهم رفع السّيف عنهم ونادى مناديه في أقطار العسكر ، ألّا يتبع مولّ ، ولا يجهّز على جريح ، ولا يقتل مستأسر ، ومن ألقي سلاحه فهو آمن ، ومن تحيّز إلى عسكر الامام فهو آمن ، ولم يأخذ أثقالهم ، ولا سبي ذراريهم ، ولا غنم شيئا من أموالهم ، ولو شاء أن يفعل كلّ ذلك لفعل ، ولكنّه أبي إلّا الصفح والعفو وتقبّل سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكّة فانّه عفا (عفى) ، والأحقاد لم تبرد ، والإساءة لم تنس.

وفي (ج ٢ ص ٥٧٨ ، الطبع المذكور)

قال : كان عليّ عليه‌السلام لا يستعمل في حربه إلّا ما وافق الكتاب والسنّة ، وكان معاوية يستعمل خلاف الكتاب والسنّة كما يستعمل الكتاب والسنّة ويستعمل جميع المكايد حلالها وحرامها ويسير في الحرب بسيرة ملك الهند إذا لاقي كسرى وخاقان إذا لاقي وتبيل ، وعليّ عليه‌السلام يقول : لا تبدئهم (ؤهم) بالقتال حتّى يبدؤكم ولا تتبعوا مدبرا ولا تجهّزوا على جريح ولا تفتّحوا بابا مغلقا.

٥٥٢

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» المطبوع بهامش المسند (ج ٥ ص ٤٤٥ ط الميمنية بمصر)

روى الحديث عن جعفر عن أبيه بعين ما تقدّم عن «الخراج».

ثمّ روى الحديث من طريق البيهقيّ بعين ما تقدّم عنه في «السنن» ثانيا.

ومنهم العلامة السيد شريف البرزنجى في «الاشاعة في أشراط الساعة» (ص ١٥ ط مصر)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «السّنن» ثانيا.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٤٩ ط اسلامبول) قال : ولما ظفر بأهل البصرة رفع السّيف عنهم ونادي مناديه لا يتبع مولى ولا يقتل جريحا ولا أسيرا ، ومن ألقي سلاحه فهو آمن ، ومن تحيّز إلى عسكر الامام فهو آمن ، ولم يأخذ أموالهم ، ولا يسبي ذراريهم.

ومنهم العلامة ابن منظور المصري في «لسان العرب» (في مادة ذفف ص ٤٣٢) قال :

عليّ عليه‌السلام ـ أمر يوم الجمل فنودي : لا يتبع مدبر ، ولا يذفّف على جريح ولا يقتل أسير ، ولا يغنم لهم مال ، ولا تسبي لهم ذريّة

ومنهم العلامة مجد الدين عبد الله بن محمود الموصلي الحنفي في «الاختيار» (ج ٤ ص ١٥٢ ط مصطفى الحلبي بالقاهرة) قال :

وهكذا فعل عليّ رضي‌الله‌عنه بأهل البصرة ، وقال : لا يغنم لهم مال ولا تسبي لهم ذريّة وقال يوم الجمل : لا تتبعوا مدبرا ، ولا تقتلوا أسيرا ، ولا تذففوا على جريح أى لا يتمّ قتله ، ولا يكشف ستر ، ولا يؤخذ مال ، وهو القدوة في الباب.

٥٥٣

الرابع والعشرون

ما رواه القوم :

منهم الحافظ البيهقي في «السنن الكبرى» (ج ٨ ص ١٨٠ ط حيدرآباد الدكن) قال :

أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عمرو الرزّازى ، ثنا يحيى بن جعفر ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا جويرية بن أسماء ، قال : أراه عن يحيى بن سعيد قال : حدّثني عمّي أو عمّ لي قال : لما تواقفنا يوم الجمل وقد كان عليّ رضي‌الله‌عنه حين صفنا نادى في النّاس : لا يرمين رجل بسهم ، ولا يطعن برمح ، ولا يضرب بسيف ، ولا تبدوا القوم بالقتال ، وكلّموهم بألطف الكلام وأظنّه قال : فانّ هذا مقام من فلج فيه فلج (١) يوم القيامة.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» المطبوع بهامش المسند (ص ٥٤٤ ط الميمنية بمصر)

روى الحديث عن يحيى بن سعيد عن عمّه بعين ما تقدّم عن «السّنن».

الخامس والعشرون

ما رواه القوم :

منهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» (المطبوع بهامش المسند ج ٥ ص ٤٤٩ ط الميمنية بمصر) قال :

عن يزيد بن بلال قال : شهدت مع عليّ صفّين فكان إذا أتى بالأسير قال : لن أقتلك صبرا إنّي أخاف الله ربّ العالمين وكان يأخذ سلاحه ويحلفه لا يقاتله ويعطيه أربعة دراهم (ش).

__________________

(١) في نسخة «منتخب كنز العمال» : من أفلح فيه أفلح يوم القيامة.

٥٥٤

السادس والعشرون

ما رواه القوم :

منهم العلامة القاضي أبو يوسف في «الخراج» (ص ١٤٩ ط السلفية بمصر) قال:

قال : ولم تزل الخلفاء يا أمير المؤمنين تجرى على أهل السجون ما يقوتهم في طعامهم وأدمهم وكسوتهم الشتاء والصيف ، وأوّل من فعل ذلك عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه بالعراق ، ثمّ فعله معاوية بالشّام ، ثمّ فعل ذلك الخلفاء من بعده.

السابع والعشرون

ما رواه القوم

من أنّه أوّل من أخرج الأسراء من الآبار وبني لهم بيوتا يحفظون فيه.

منهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن الشافعي السيوطي في «الوسائل» (ص ٥٥ ط القاهرة) قال :

أوّل من بنى السجن في الإسلام عليّ بن أبي طالب وكان الخلفاء قبله يحبسون في الآبار رأيته في الشواهد الكبرى للعيني

وفي (ص ٩٨ ، الطبع المذكور)

أوّل من اتخذ بيتا يطرح الناس فيه القصص

ومنهم العلامة المنشى النسابة الشيخ أبو العباس أحمد بن على بن أحمد القلقشندي المتوفى سنة ٨٢١ في كتابه «صبح الأعشى» (ج ١ ص ٤١٤ ط القاهرة) قال :

٥٥٥

أوّل من اتّخذ بيتا ترمي فيه قصص أهل الظلامات أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

ومنهم العلامة الشيخ على ددة السكتوارى البسنوى الحنفي المتوفى سنة ١٠٠٧ في «محاضرة الأوائل» (ص ١٠٨ ط الآستانة)

ذكر ما تقدّم أولا عن «الوسائل» بعينه.

وفي (ص ٩٨)

ذكر ما تقدّم عنه ثانيا بعينه.

الثامن والعشرون

ما رواه القوم :

منهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» (المطبوع بهامش المسند ج ٥ ص ٤٤٥ ط الميمنية بمصر) قال :

عن عمر بن خالد بن غلاب قال : قدمت الكوفة فصادفت وقعة الجمل ، فسمعت يوما من أهل الكوفة يقولون : الآن أمير المؤمنين يقسّم فينا نسائهم وأتيت الأحنف فقلت : يا عمّ إنّي سمعت كذا وكذا فقال : امض بنا إلى أمير المؤمنين ، فدخلنا على عليّ بن أبي طالب فقال : إنّ ابن أخي أخبرني بكذا وكذا فقال : معاذ الله يا أحنف ثمّ قال : من قال هذا؟ قال : عمر بن خالد قال : ابن غلاب؟ قال : نعم ، قال : اشهد أنّي رأيت أباه بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكر الفتن فقال : يا رسول الله ادع الله أن يكفيني الفتن قال : اللهم اكفه الفتن ما ظهر منها وبطن وقيل في ذلك :

كفى فتن الدّنيا بدعوة أحمد

ففاز بها في الناس ما ناله خسر

ظواهرها جمعا وباطنها معا

فصحّ له في أمره السّر والجهر

رواه عليّ المرتضى عن محمّد

ففي مثل هذا قد يطيب به النشر

٥٥٦

أبو نعيم وقال : هذا الحديث عزيز.

التاسع والعشرون

ما رواه القوم :

منهم العلامة ابن أبى الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ص ١٨١ ط القاهرة) قال :

روى بكر بن عيسى عن عاصم بن كليب الجرميّ عن أبيه قال : شهدت عليّا عليه‌السلام وقد جاءه مال من الجبل فقام وقمنا معه وجاء الناس يزدحمون فأخذ حبالا فوصلها بيد وعقد بعضها إلى بعض ثمّ أدارها حول المال وقال : لا احلّ لأحد أن يجاوز هذا الحبل قال : فقعد النّاس كلّهم من وراء الحبل ودخل هو فقال : أين رءوس الأسباع وكانت الكوفة يومئذ أسباعا فجعلوا يحملون هذه الجوالق إلى هذه الجوالق ، وهذا إلى هذا حتّى استوت القسمة سبعة أجزاء ووجد مع المتاع رغيف ، فقال : اكسروه سبع كسر وضعوا على كلّ جزء كسرة ثمّ قال :

هذا جناي وخياره فيه

وكلّ جان يده إلى فيه

ثمّ أقرع عليها ودفعها إلى رءوس الأسباع فجعل كلّ رجل منهم يدعو قومه فيحملون الجواليق.

متمم الثلاثين

ما رواه القوم :

منهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٩٢ ط مصر) قال :

عن عبد المجيد بن سهيل ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عبّاس قال :

٥٥٧

استعملني عثمان على الحجّ ، ثمّ قدمت فقد بويع لعليّ ، فقال لي : سر إلى الشّام فقد ولّيتكها. قلت : ما هذا برأى معاوية أموى وهو ابن عمّ عثمان وعامله على الشّام ، ولست آمن أن يضرب عنقي بعثمان ، أو أدنى ما هو صانع أن يحبسني ، قال عليّ : ولم؟ قلت : لقرابة ما بيني وبينك ، وأنّ كلّ من حمل عليك حمل عليّ. ولكن اكتب إليه فمنّه وعده ، فأبى عليّ وقال : لا والله ، لا كان هذا أبدا.

الحادي والثلاثون

ما رواه القوم :

منهم علامة التاريخ أبو حاتم السجستاني المتوفى سنة ٢٥٠ أو ٢٥٤ في «المعمرون والوصايا» (ص ١٥٤ ط دار الاحياء لعيسى الحلبي) قال :

وحدّثنا عن أبي نعيم عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر قال : سمعت عبد الملك بن عمير قال : حدّثني رجل من ثقيف قال : استعملني عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه على عكبرا ، ولم يكن السّواد يسكنه المصلّون ، فقال لي بين أيديهم : استوف خراجهم منهم فلا يجدوا فيك ضعفا ولا رخصة ، ثمّ قال لي : رح إلىّ عند الظهر (إلى أن قال) قال عليه‌السلام : وإنّي قلت لك بين أيديهم الّذي قلت لك لأنهم قوم خدع ، وأنا آمرك الآن بما تأخذهم به إن أنت فعلت ، وإلّا أخذك الله به دوني ، وإن بلغني عنك خلاف ما آمرك به عزلتك : لا تبغينّ لهم رزقا يأكلونه ، ولا كسوة شتاء ولا صيف ، ولا تضربنّ رجلا منهم سوطا في طلب درهم ، فانّا لم نؤمر بذلك ولا تبيعنّ لهم دابّة يعملون عليها ، إنّا أمرنا أن نأخذ منهم العفو. قال : إذا أجيئك كما ذهبت. قال : وإن فعلت. قال : فذهبت ، فتتبّعت ما أمرني به ، فرجعت ، وو الله ما بقي درهم واحد إلّا وفيته.

٥٥٨

الثاني والثلاثون

ما رواه القوم :

منهم العلامة البيهقي في «السنن الكبرى» (ج ٢ ص ١٨٣ ط حيدرآباد) قال : (أخبرنا) أبو سعيد الصّيرفي ، أنبأ أبو عبد الله الصّفار ، ثنا أحمد بن محمّد البرقي ثنا أبو الوليد ، ثنا يعلي بن الحارث عن جامع بن شدّاد عن عبد الله بن قتادة رجل من الحيّ قال : كنت في الخيل يوم النّهروان مع عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، فلمّا أن فرغ منهم وقتلهم لم يقطع رأسا ولم يكشف عورة.

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «كنز العمال» (ج ١١ ص ٣١٢ ط حيدرآباد)

روى الحديث عن عبد الله بن قتادة بعين ما تقدّم عن «السنن الكبرى».

الثالث والثلاثون

ما رواه القوم :

منهم العلامة المولى الشيخ على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» المطبوع بهامش المسند (ج ٥ ص ٤٤٦ ط الميمنية بمصر) قال :

عن حميد بن مالك قال : سمعت عمّار بن ياسر سأل عليّا عن سبي الذريّة فقال : ليس عليهم سبي إنما قاتلنا من قاتلنا قال : لو قلت غير ذلك لخالفتك (ه ق).

الرابع والثلاثون

ما رواه القوم :

منهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» المطبوع

٥٥٩

بهامش المسند (ج ٥ ص ٤٤٥ ط الميمنية بمصر) قال :

عن أبى البختري قال : لمّا انهزم أهل الجمل قال عليّ : لا يطلبن عبد خارجا من العسكر وما من دابّة أو سلاح فهو لكم وليس لكم أمّ ولد والمواريث على فريضة الله وأيّ امرأة قتل زوجها فلتعتد أربعة أشهر وعشرا قالوا : يا أمير المؤمنين تحلّ لنا دماءهم ولا تحلّ لنا نساؤهم فقال : كذلك المسيرة في أهل القبلة فخاصموه قال : فهاتوا سهامكم واقرعوا على عائشة فهي رأس الأمر وقائدهم قال : فعرفوا وقالوا : نستغفر الله ، فخصمهم عليّ (ش).

الخامس والثلاثون

ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن أبى الحديد في «شرح النهج» (ج ١ ص ١٨٢) قال :

روى عليّ بن يوسف المدائني أنّ طائفة من أصحاب عليّ عليه‌السلام مشوا اليه فقالوا : يا أمير المؤمنين أعط هذه الأموال وفضّل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم واستمل من تخاف خلافه من النّاس وفراره وإنّما قالوا له ذلك لما كان معاوية يصنع في المال فقال لهم : أتأمرونني أن أطلب النّصر بالجور لا والله لا أفعل ما طلعت شمس وما لاح في السماء نجم والله لو كان المال لي لواسيت بينهم فكيف وإنّما هي أموالهم ، ثمّ سكت طويلا واجما ثمّ قال : الأمر أسرع من ذلك قالها ثلاثا.

وفي (ج ١ ص ١٨٢ ، الطبع المذكور) قال :

روى عليّ بن محمّد بن أبي يوسف المدائني عن فضيل بن الجعد قال : آكد الأسباب في تقاعد العرب عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أمر المال فانّه لم يكن يفضّل شريفا على مشروف ولا عربيّا على عجميّ ولا يصانع الرّؤساء وأمراء القبائل

٥٦٠