إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٨

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

قوله عليه‌السلام : انى لا أفرّ على من كرّ

ولا أكرّ على من فرّ

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ أبو إسحاق برهان الدين محمد بن ابراهيم بن يحيى ابن على في «غرر الخصائص الواضحة» (ص ٢٦١ ط الشرقية بمصر) قال :

وقيل له (أي لعليّ) إنّك مطلوب فلو اتخذت طرفا سابقا فقال : إنّي لا أفرّ على من كرّ ، ولا أكرّ على من فرّ فالبغلة تكفيني.

كان عليه‌السلام يقف بين الصفين في كلّ

يوم ويقول : أىّ يومىّ من الموت أفرّ

رواه القوم :

منهم العلامة ابن عبد ربه الأندلسي في «عقد الفريد» (ج ١ ص ١٢٩ ط الشرفية بمصر) قال : كان عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه يخرج كلّ يوم بصفّين حتّى يقف بين الصّفّين ويقول :

أيّ يوميّ من الموت أفرّ

يوم لا يقدر أم يوم قدر

يوم لا يقدر لا أرهبه

ومن المعذور «المقدور ظ» لا ينجى الحذر

ومنهم العلامة الشيخ شهاب الدين القلقشندي في «نهاية الارب» (ج ٣ (ص ٢٢٧ ط القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «عقد الفريد».

٤٠١

قوله عليه‌السلام انه لم يملأ صدره شيء قطّ

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ ابراهيم البيهقي في «المحاسن والمساوى» (ص ٤١٣ ط بيروت) قال :

قيل : ولمّا كان في حرب صفّين والنّاس في أشدّ ما يكون من الحرب قال عليّ رضوان الله عليه : ألا ماء فأشتريه (فأشربه ظ) فأتاه شابّ من بني هاشم بشربة من عسل فتناوله وقال : يا فتى عسلك هذا طائفيّ قال : سبحان الله ، في هذا الوقت تعرف الطائفيّ من غيره فقال : انّه لم يملأ صدر ابن عمّك شيء قطّ.

اجتماع الأنصار معه عليه‌السلام بصفين

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور المصري في «لسان العرب» (ج ١ ص ٨٠٠ ط دار الصادر في بيروت) قال :

وفي الحديث : أوعب الأنصار مع عليّ إلى صفّين أي لم يتخلّف منهم أحد عنه ـ.

ومنهم العلامة الشيخ سعدى الابى الشافعي في «أرجوزته» (ص ٣٤٤ مخطوط) قال :

وكان (أي قيس) مع عليّ رضي‌الله‌عنه في حروبه كلّها وهو القائل يوم صفين :

هذا اللواء الّذي كنّا نحفّ به

مع النّبي وجبريل لنا مدد

ما ضرّ من كانت الأنصار عيبته

أن لا يكون له من غيرهم أحد

قوم إذا حاربوا طالت أكفّهم

بالمشرفيّة حتّى يفتح البلد

٤٠٢

وكان على مقدمة عليّ ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رءوسهم وتحالفوا على الموت.

قتل معه عليه‌السلام في صفين خمسة وعشرون بدريا

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ شهاب الدين ابو عبد الله ياقوت الحموي الرومي البغدادي في «معجم البلدان» (ج ٣ ص ٤١٤ ط بيروت) قال :

وقتل مع عليّ خمسة وعشرون صحابيا بدريا وكانت مدّة المقام بصفين مائة يوم وعشرة أيّام إلخ.

قتله عليه‌السلام رجلين من شجعان الشام أرادا

عباسا حين قتل بطلا منهم فركب عليه‌السلام

فرسه وجال بين الصفين وقتلهما

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الفقيه المحدث الشيخ على بن محمد بن احمد المالكي المكي الشهير بابن الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ٧٥ ط الغرى) قال :

ومنها ما اتّفق في بعض مصافة أن خرج العبّاس بن ربيعة الهاشميّ من أصحاب عليّ عليه‌السلام ، وخرج إليه فارس مشهور يقال له عرار من أصحاب معاوية فقال له : يا عبّاس هل لك في المبارزة فقال العبّاس : هل لك في المنازلة فقال : نعم

٤٠٣

فرمى كلّ واحد منهما بنفسه عن فرسه ، وتلاقيا ، وكف أهل الجيشين عنهما لينظرا ما يكون من أمرهما ، فتجاولا ساعة بسيفهما ، فلم يقدر أحد منهما على الآخر ، ثمّ إنّهما تجاولا ثانية فتبيّن للعبّاس وهن في درع الشّامىّ وكان سيف العبّاس قاطعا فضربه بالسّيف على وسط الدّرع فقسّمه بنصفين فكبّر النّاس وعجبوا لذلك وعطف العباس على فرسه فركبها ، وجال بين الصّفّين فقال معاوية لأصحابه : من خرج منكم لهذا الفارس فقتله فله عندي ديتان ، فخرج فارسان من لخم وقال كلّ واحد منهما : أنا له فقال : اخرجا فأيّكما قتله فله عندي ما قلت ، وللآخر نصف مثله ، فخرجا جميعا ، ووقفا في مقرّ المبارزة ، ثمّ صاحا يا عبّاس هل لك في المبارزة فابرز لأيّنا اخترت فقال : أستأذن أميري وأرجع اليكما فجاء إلى عليّ عليه‌السلام فاستأذنه فقال : أنا لهما ادن منّى يا عبّاس ، وهات لبسك ، وفرسك وجميع ما عليك ، وخذ لبسى ، وفرسي ، ثمّ إنّ عليّا عليه‌السلام خرج إليهما فجال بين الصفّين وكلّ من رآه يظنّه العبّاس ، فقال له : اللّخميان استأذنت صاحبك فتحرج عليّ عليه‌السلام من الكذب ، فقال : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) فتقدّم إليه أحدهما ، فاختلفا بضربتين ، وسبقه أمير المؤمنين بالضّربه فجاء على بطنه فقطعه بنصفين ، فتقدّم إليه الآخر فما كان بأسرع من طرفة عين من أن الحقه بصاحبه ، وجال بين الصفّين جولة ، ورجع إلى مكانه ، فتبيّن لأهل الشّام ومعاوية أنّه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ولكنه تنكّر فقال معاوية : قبّح الله اللّجاج انّه لقعود ما ركبه أحد قطّ إلّا خذله فقال عمرو : المخذول والله اللخميان.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٨٨ ط العامرة بمصر) روى الحديث بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمّة».

٤٠٤

قتله عليه‌السلام كريز بن الصباح ، والحارث بن

وداعة ، وداود بن الحارث ، والمطاع

ابن المطلب ، ثمّ دعوته معاوية للبراز وإباؤه

رواه القوم :

منهم العلامة محب الدين الطبري في «الرياض النضرة» (ج ٢ ص ٢٢٤ ط مكتبة الخانجى بمصر) قال :

وعن صعصعة بن صوحان قال : خرج يوم صفّين رجل من أصحاب معاوية يقال له : كريز بن الصّباح الحميري فوقف بين الصّفين ، وقال : من يبارز فخرج اليه رجل من أصحاب عليّ فقتله فوقف عليه ، ثمّ قال : من يبارز ، فخرج اليه آخر فقتله وألقاه على الأوّل ، ثمّ قال : من يبارز فخرج اليه الثالث فقتله وألقاه على الآخرين ، وقال : من يبارز فأحجم النّاس عنه ، وأحبّ من كان في الصّف الأوّل أن يكون في الآخر ، فخرج عليّ عليه‌السلام على بغلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم البيضاء فشقّ الصفوف فلمّا انفصل منها نزل على البغلة وسعى اليه فقتله ، وقال : من يبارز؟ فخرج اليه رجل فقتله ووضعه على الأوّل ، ثمّ قال : من يبارز فخرج إليه رجل فقتله ووضعه على الآخرين ، ثمّ قال : من يبارز فخرج إليه رجل فقتله ووضعه على الثلاثة ، ثمّ قال : يا أيّها النّاس إنّ الله عزوجل يقول (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ) ولو لم تبدءوا بهذا لما بدأنا ثمّ رجع إلى مكانه.

ومنهم العلامة المذكور في «ذخائر العقبى» (ص ٩٨ ط مكتبة القدسي بمصر)

روى الحديث بعين ما تقدّم عنه في «الرياض النضرة».

٤٠٥

ومنهم الحافظ عماد الدين ابو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير في «البداية والنهاية» (ج ٧ ص ٢٦٢ ط القاهرة) قال :

وقد ذكر علماء التاريخ وغيرهم ، أن عليّا رضي‌الله‌عنه بارز في أيّام صفّين وقاتل وقتل خلقا حتّى ذكر بعضهم انّه قتل خمسمائة ، فمن ذلك أنّ كريب بن الصّباح قتل أربعة من أهل العراق ، ثمّ وضعهم تحت قدميه ثمّ نادى : هل من مبارز؟ فبرز اليه عليّ فتجاولا ساعة ، ثمّ ضربه عليّ فقتله ، ثمّ قال عليّ : هل من مبارز؟ فبرز اليه الحارث بن وداعة الحميري فقتله ، ثمّ برز اليه داود بن الحارث الكلاعي فقتله ، ثمّ برز اليه المطاع بن المطلّب القيسي فقتله ، فتلا عليّ قوله تعالى ((وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ)) الحديث.

ومنهم العلامة الشهير بابن الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ٧١ ط الغرى) قال :

ومنها ما اتّفق في بعض أيّامها وقد تقابل الجيشان ، إذ خرج فارس من أبطال عسكر أهل الشام يقال له : كريب بن الصّباح ، فوقف بين الصفّين ، وسأل المبارزة ، فخرج اليه فارس من أهل العراق يقال له المرقع الخولاني فقتله الشامي ثمّ خرج إليه الحارث الحكمي فقتله الشّامي أيضا ، فنظر النّاس إلى مقام فارس صنديد فخرج اليه عليّ عليه‌السلام بنفسه الكريمة فوقف بإزائه وقال له : من أنت أيّها الفارس فقال : أنا كريت بن صالح الحميري فقال له عليّ عليه‌السلام : يا كريت أحذرك الله في نفسك ، وأدعوك إلى كتابه وسنة نبيّه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال كريت : من أنت؟ فقال : أنا عليّ بن أبي طالب ، يا كريت الله الله في نفسك ، فإنّي أراك بطلا فارسا ، فيكون لك مالنا ، وعليك ما علينا ، ولا يغررك معاوية فقال : ادن منّي يا عليّ ، وجعل يلوح بسيفه فجرّد الإمام سيفه ودنا منه فتجاولا ساعة ، ثمّ اختلفا بضربتين فسبقه الإمام بالضربة فقتله ، وسقط إلى الأرض ، ثمّ نادى هل من مبارز فخرج إليه

٤٠٦

الحارث الحميري فقتله ، وهكذا لم يزل يخرج اليه فارس بعد فارس إلى أن قتل منهم أربعة ، وهو يقول : (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) ثمّ صاح عليّ عليه‌السلام يا معاوية هلمّ إلى مبارزتي لا تفني العرب بيننا ، فقال معاوية : لا حاجة لي في مبارزتك ، فقد قتلت أربعة من أبطال العرب بيننا فحسبك فصاح فارس من أصحاب معاوية يقال له عروة فقال : يا ابن أبي طالب إن كان معاوية قد كره مبارزتك فأناله ، وجرّد سيفه وخرج للإمام فتجاولا ، ثمّ انّه سبق الإمام بضربة تلقاها عليّ عليه‌السلام في سيفه ثمّ إنّ عليّا عليه‌السلام ضربه ضربة على رأسه ألقاه إلى الأرض قتيلا فعظم على أهل الشام قتل عروة لأنّه كان من أعظم شجعانهم ومشاهير فرسانهم ثمّ حجز اللّيل بينهم ـ.

في خروج بسر بن أرطاة الى مبارزته عليه‌السلام

وكشف عورته عند سقوطه على

بطعن رمحه فخلّاه عليه‌السلام ، فلم يصر واحد

منهم الى مبارزته فصار لا يخرج الى

المبارزة الا متنكرا

رواه القوم :

منهم العلامة الشهير بابن الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ٧٣ ط الغرى) قال:

٤٠٧

ثم إنّ فارسا من فرسان معاوية كان مشهورا بالشجاعة ، يقال له : بسر بن أرطاة حدثته نفسه بالخروج إلى عليّ بن أبي طالب ومبارزته ، وكان له غلام شهم شجاع يقال له : لا حق فشاوره في ذلك ، فقال : ما أشير عليك إلّا أن تكون واثقا من نفسك انّك من أقرانه ، ومن فرسان ميدانه ، فابرز اليه فإنّه الأسد الخادر ، والشجاع المطرق ، وأنشد العبد يقول :

فأنت له يا بسر إن كنت مثله

وإلّا فانّ اللّيث للضّبع آكل

متى تلقه فالموت في رأس رمحه

وفي سيفه شغل لنفسك شاغل

قال : ويحك هل هو إلّا الموت ، والله لا بدّ لي من مبارزته على كلّ حال فخرج بسر بن أرطاة لمبارزة عليّ ، فلمّا رآه عليّ عليه‌السلام ، حمل عليه ودقّه بالرّمح ، فسقط على قفاه إلى الأرض ، فرفع رجله فبدت سوءته فصرف عليّ عليه‌السلام وجهه فوثب قائما وقد سقط المغفر عن رأسه فعرفه أصحاب عليّ فصاحوا به يا أمير المؤمنين إنّه بسر بن أرطاة لا يذهب ، فقال ذروه وإن كان فعليه ما يستحق فركب جواده ورجع إلى معاوية فجعل معاوية يضحك منه ويقول له : لا عليك ولا تستحيي فقال : نزل بك ما نزل بعمرو ، فصاح فتى من أهل الكوفة ويلكم يا أهل الشّام أما تستحيون من كشف الأستاه ، وأنشد بقوله :

ألا كلّ يوم فارس بعد فارس

له عورة تحت العجاجة بادية

يكفّ حيا منها عليّ سنانه

ويضحك منها في الخلاء معاوية

بدت أمس من عمرو فقنّع رأسه

وعورة بسر مثلها حذو حاذية

فقولا لعمرو وابن أرطاة أبصرا

سبيلكما لا تلقيا اللّيث ثانية

ولا تحمدا إلّا الحيا وخصاكما

هما كانتا للنفس والله واقية

فلولاهما لم تنجيا من سنانه

وتلك بما فيها عن العود كافية

متى تلقيا الخيل المغيرة صيحة

وفيها عليّ فاتركا الخيل ناحية

٤٠٨

وكان بسر بن أرطاة يضحك من عمرو وصار عمرو يضحك منه وتحامي أهل الشام عليّا وخافوه خوفا شديدا ولم يصر واحد منهم على مبارزته وصار عليّ عليه‌السلام لا يخرج إلى المبارزة إلّا متنكّرا.

ومنهم العلامة المورخ الشيخ ابو محمد عبد الله الطيب بن عبد الله بن أحمد أبي محزمة في «تاريخ ثغر عدن» (ج ٢ ص ٢٥ طبع المستشرق بمطبعة بريل في ليدن) قال :

أبو عبد الرّحمن بشر بكسر الموحّدة وسكون الشين المعجمة وقيل (بسر) بضمّ الموحّدة وسكون المهملة ابن أرطاة بن أبي أرطاة وكان من الأبطال المشهورين والشجعان المذكورين ، ولم يزل معاوية بصفّين يشجّعه على لقاء عليّ رضي‌الله‌عنه ، فلما رأى عليّا في الحرب قصده ، فطعنه عليّ فصرعه ، فانكشفت عورته كما انكشفت عورة عمرو بن العاص فكفّ عنه عليّ ، فقال الحارث بن النضر السّهمي في ذلك فنقل الأشعار بعين ما تقدّم عن «الفصول المهمة».

قتله عليه‌السلام لحريث متنكرا

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشهير بابن الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ٧٤ ط الغرى) قال:

وكان لمعاوية عبد يقال له : حريث ، وكان فارسا بطلا شجاعا ، ومعاوية يحذّره من التعرض لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فخرج عليّ متنكّرا يطلب المبارزة ، وقد عرفه عمرو بن العاص ، فقال لحريث : عليك بهذا الفارس لا يفوتنك اقتله وتشيّع به ، فخرج له حريث وهو لا يعرف أنّه عليّ ، فما كان بأسرع من أن ضربه الامام بالسّيف ضربة على أمّ رأسه سقط منها إلى الأرض ، وتبيّن لمعاوية ولأهل الشام قاتله عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فشقّ ذلك على معاوية ، وقال لعمرو : أنت قتلت

٤٠٩

عبدى وغررته ولم يقتله أحد غيرك ـ.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٨٨ ط العامرة بمصر) روى ما تقدّم عن «الفصول المهمة» بعينه.

في قتله عليه‌السلام المحراق وسبعة من أبطال

الشاميين خرجوا الى مبارزته بعد قتله

رواه القوم :

منهم العلامة الشهير بابن الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ٧٠ ط الغرى) قال:

خرج من عسكر معاوية فارس من أهل الشّام معروفة بشدّة البأس ، وقوّة المراس ، يقال له المحراق بن عبد الرّحمن ، فوقف بين الصفّين ، وسأل المبارزة فخرج اليه فارس من أهل العراق يقال له : ابن عبيد المراديّ ، فتطاعنا بالرّماح ثمّ تضاربا بالصّفاح وظفر به الشّاميّ فقتله ، ثمّ نزل على فرسه فجرّ رأسه ، وحكّ بوجهه الأرض وتركه مكبوبا على وجهه ، ثمّ ركب فرسه وسأل المبارزة ، فخرج اليه فتى من الأزد يقال له : مسلم بن عبد ربّه ، فقتله الشّامي أيضا وفعل به ما فعل بالأوّل أيضا ، ثمّ ركب فرسه وخرج إلى المبارزة ، فخرج إليه عليّ عليه‌السلام متنكّرا فتجاولا ساعة ، ثمّ ضربه الامام البطل الهمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بالسّيف جاءت على عاتقه رمت بشعثه إلى الأرض وسقط ، ونزل عليّ عليه‌السلام عن فرسه وجرّ رأس الشّاميّ وجعل وجهه إلى السّماء ، ثمّ ركب ونادى هل من مبارز فخرج إليه فارس من فرسان الشّام فقتله وفعل به كما فعل بصاحبيه الأوّلين ، وهكذا إلى أن قتل

٤١٠

منهم سبعة ، فأحجم الناس ولم يقدم على مبارزته أحد بعد أولئك فجال بين الصفّين جولة ورجع إلى أصحابه لم يعرفه أهل الشام لأنّه كان متنكرا ـ.

قتله عليه‌السلام يوم صفين زيادة على خمس مائة

رجل فيضرب بالسيف حتى ينحنى فيصلحه

ثمّ يرجع إليهم

رواه القوم :

منهم العلامة عماد الدين ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٧ ص ١٦٣ ط القاهرة) قال :

وقال إبراهيم بن الحسين بن ديزيل : ثنا يحيى ، ثنا نصر ، ثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفيّ عن نمير الأنصاري قال : والله لكاني أسمع عليّا وهو يقول لأصحابه يوم صفّين : أما تخافون مقت الله حتّى متى؟ ثمّ انفتل إلى القبلة يدعو ثمّ قال : والله ما سمعنا برئيس أصاب بيده ما أصاب عليّ يومئذ إنّه قتل فيما ذكر العادون زيادة على خمسمائة رجل. يخرج فيضرب بالسيف حتّى ينحني ، ثمّ يجيء فيقول : معذرة إلى الله وإليكم ، والله لقد هممت أن أقلعه ولكن يحجزني عنه أنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا سيف إلّا ذو الفقار ـ ولا فتى إلّا عليّ» قال : فيأخذه فيصلحه ثمّ يرجع به ـ.

٤١١

انه لم يكن يجسر أحد من الشاميين على

مبارزة عليّ عليه‌السلام فلا يخرج إليهم الّا

متنكرا وقبضه عنق من قتل مولى له

وكسره ظهره وأضلاعه

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٨٨ ط العامرة بمصر) قال : وخاف أهل الشام من عليّ رضي‌الله‌عنه خوفا شديدا ، ولم يجسر واحد منهم على مبارزته ، وصار لا يخرج إلى مبارزتهم إلّا متنكّرا ثمّ انّ مولى من موالي عثمان رضي‌الله‌عنه يقال له : الأحمر ، وكان شجاعا خرج يبغي المبارز ، فخرج إليه مولى لعليّ رضي‌الله‌عنه يقال له : كيسان فحمل كلّ واحد منهما على صاحبه فسبقه الأحمر بالضربة فقتله ، فقال عليّ كرم الله وجهه : قتلني الله إن لم أقتلك به ، فكرّ عليّ رضي‌الله‌عنه على العبد فرجع العبد عليه بالسّيف فضربه ، فتلقاها عليّ رضي‌الله‌عنه في سيفه ، فنشب بالسّيف ، فدنا منه عليّ ، ومدّ يده إلى عنقه ، فقبض عليها ورفعه عن فرسه ، ثمّ جلد به الأرض فكسر ظهره وأضلاعه ثمّ رجع عنه.

ومنهم العلامة المحدث الفقيه الشيخ على بن محمد بن أحمد المالكي المكي الشهير بابن الصباغ المتوفى سنة ٨٥٥ في «الفصول المهمة» (ص ٧٤ ط الغرى)

روى الحديث من قوله : ثمّ إنّ مولى من موالي عثمان إلخ بعين ما تقدّم عن «نور الأبصار».

٤١٢

دعوته عليه‌السلام معاوية الى البراز

وامتناعه عن اجابته

رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ شهاب الدين الابشهى في «المستطرف» (ج ١ ص ١٩٩ ط القاهرة) قال :

وقال عليّ رضي‌الله‌عنه لمعاوية : قد دعوت النّاس إلى الحرب ، فدع النّاس جانبا واخرج إليّ ليعلم أينا المران على قلبه والمغطي على بصره ، وأنا أبو الحسن قاتل جدّك ، وخالك ، وأخيك شدخا يوم بدر ، وذلك السّيف معي ، وبذلك القلب ألقى عدوّي.

ومنهم العلامة الشيخ طاهر بن المطهر المقدسي في «البدء والتاريخ» (ج ٥ ص ٢١٩ ط مكتبة المثنى بمصر) قال :

قال (أي عليّ عليه‌السلام) لمعاوية : علام يقتل النّاس بيني وبينك أحاكمك إلى الله عزوجل ، فأيّنا قتل صاحبه استقام الأمر له ، فقال عمرو بن العاص له : أنصفك والله يا معاوية فقال معاوية : تعلم والله انّه لم يبارزه أحد إلّا قتله ؛ فيزعم قوم أنّ معاوية قال : فابرز أنت يا عمرو ، فلبس مدرعة ذات فرجين من قدّامها وورائها ، وبارز عليّا ، فلما حمل عليه وتمكّن من ضربه رفع عمرو رجله فبدت عورته فيصرف عنه عليّ وجهه ويتركه.

ومنهم العلامة ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج ٧ ص ٢٧١ ط مصر) قال :

عليّ يقاتل (أي يوم الصّفّين) ويقول :

٤١٣

أضربهم ولا أرى معاوية

الجاحظ العين عظيم الهاوية

قال : ثمّ دعى عليّ معاوية إلى أن يبارزه فأشار عليه بالخروج إليه عمرو ابن العاص فقال له معاوية : إنّك لتعلم أنّه لم يبارزه رجل قطّ إلّا قتله ، ولكنك طمعت فيها بعدي ـ.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٤٨ ط اسلامبول) قال : أمّا شجاعته مشهورة يضرب بها الأمثال وأنّه لمّا دعا معاوية إلى المبارزة ليستريح النّاس من الحرب يقتل أحدهما الآخر قال عمرو بن العاص لمعاوية : لقد أنصفك عليّ فقال معاوية : ما غششتني منذ نصحتني إلّا اليوم أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم انّه الشجاع المطرق أراك طمعت في امارة الشام بعدي.

ومنهم العلامة ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج ٧ ص ٢٦٢ ط القاهرة) قال في آخر حديث تقدّم نقله في قتله عليه‌السلام لكريز بن الصباح وغيره : ثمّ نادى ويحك يا معاوية ابرز إليّ ولا تفني العرب بيني وبينك فقال له عمرو بن العاص : اغتنمه فانّه قد أثخن بقتل هؤلاء الأربعة فقال له معاوية : والله لقد علمت أنّ عليّا لم يقهر قطّ وإنّما أردت قتلي لتصيب الخلافة من بعدي ، اذهب إليك فليس مثلي يخدع.

ومنهم العلامة الشيخ صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي في «الغيث المسجم» (ج ١ ص ١٦٩) قال :

ولما دعا الإمام عليّ معاوية إلى البراز قال له عمرو بن عاص : لقد أنصفك فقال له معاوية رضي‌الله‌عنه : ما غششتني منذ نصحتني إلّا اليوم أتأمرني بمبارزة أبي الحسن أراك طمعت في أمارة الشام بعدي.

ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٧١ ط الغرى)

٤١٤

قال في حديث ساقه في قتله لكريت : ثمّ صاح عليّ عليه‌السلام : يا معاوية هلمّ إلى مبارزتي لا تفنى العرب بيننا فقال معاوية : لا حاجة لي في مبارزتك فقد قتلت أربعة من أبطال العرب بيننا فحسبك.

قتله عليه‌السلام في ليلة الهرير خمسمائة وثلاثة

وعشرين رجلا وكان إذا ضرب لا يثنى

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة السيد مسعود بن حسن بن أبى بكر القناوى الشافعي المصري في «فتح الرحيم الرحمن» في شرح لامية ابن الوردي (١٠٧ ط القاهرة) قال :

ومن الشجعاء أيضا عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، فكان شجاعا بطلا ، ذكر عنه انّه قتل ليلة الهرير من حرب صفّين خمسمائة وثلاثة وعشرين رجلا ، وكان إذا ضرب لا يثنّى.

ومنهم العلامة المحدث ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» (ص ٧٥ ط الغرى) قال :

ومنها ليلة الهرير الّتى كلما أردى عليّ فيها قتيلا أعلن عليه بالتكبير فأحصيت تكبيراته في تلك اللّيلة فكانت خمسة مائة تكبير وثلاث وعشرين تكبيرة بخمس مائة قتيل وثلاث وعشرين قتيلا ـ.

ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق برهان الدين الكتبي في «غرر الخصائص الواضحة» (ص ٢٦١٠ ط الشرفية بمصر)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «شرح اللاميّة» (١)

__________________

(١) لا إشكال في كونه عليه‌السلام محقا في غزواته كسائر أقواله وأفعاله لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٤١٥

__________________

ان عليا مع الحق والحق مع على (ع) ، وغيره من الأحاديث الكثيرة الدالة على معناه بل كان كلها بأمره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن شاء فليراجع ما نقلناه آنفا من الأحاديث الكثيرة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شأنه وسيأتي في آخر هذه التعليقة إيراد بعض ما يدل عليه في خصوص غزوة جمل قال العلامة أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التيمي البغدادي المتوفى سنة ٤٢٩ في كتابه «اصول الدين» (ص ٢٨٩ ط الآستانة) : أجمع أصحابنا على أن عليا رضي‌الله‌عنه كان مصيبا في قتال أصحاب الجمل وفي قتال أصحاب معاوية بصفين وقال الحاكم بن عبد الله بن محمد البيع. على ما رواه في «فرائد السمطين» : اعتقاد المسلم فيما بينه وبين الله تعالى : ان أمير المؤمنين على بن أبي طالب كرم الله وجهه كان محقا مصيبا في قتاله الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر رسول الله رب العالمين صلعم. وسيأتي أيضا ما يدل عليه في خصوص غزوة نهروان في فصل ما صدر من شجاعته عليه‌السلام في تلك الغزوة ولنذكر هاهنا جملة مما يشهد على خصوص كونه محقا في غزوة صفين لمزيد الفائدة :

منها تحقق علامة في صفين كان معهودا

بينه وبين النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محب الدين الطبري في «الرياض النضرة» (ج ٢ ص ٢٢٥ ط الخانجى بمصر) قال :

وعن الحارث قال كنت مع على بن أبي طالب بصفين فرأيت بعيرا من ابل الشام جاء وعليه راكبه وثقله فألقى ما عليه وجعل يتخلل الصفوف حتى انتهى الى على فوضع مشفره ما بين رأس على ومنكبه وجعل يحركها بجرانه فقال على : والله انها لعلامة بيني وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فجد الناس في ذلك اليوم واشتد قتالهم.

ومنهم العلامة المذكور في «ذخائر العقبى» (ص ٩٧ ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث فيه أيضا بعين ما تقدم عنه في «الرياض النضرة».

٤١٦

__________________

ومنهم العلامة المولى على المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» المطبوع بهامش المسند (ج ٥ ص ٤٥٠ ط الميمنية بمصر)

روى الحديث نقلا عن أبى نعيم في الدلائل عن الحارث بعين ما تقدم عن «ذخائر العقبى» لكنه زاد بعد كلمة ومنكبه : وجعل يحركها بجر انه وأسقط في آخر الحديث : فجد الناس إلخ

ومنهم العلامة الامرتسرى في «أرجح المطالب» (ص ٦٨٥ ط لاهور)

روى الحديث من طريق الحارث بعين ما تقدم عن «الرياض النضرة».

ومنها شهادة اويس مع عليّ بصفّين وقد قال

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انّه خير التابعين

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ٧٣ مخطوط) قال : وقتل أيضا من جند على كرم الله وجهه خزيمة بن ثابت الأنصاري الملقب بذي الشهادتين من أجلاء الصحابة واويس بن عامر القرني الذي قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حقه : ان خير التابعين رجل يقال له اويس ، وله والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم.

ومنها كلام ميمونة بنت الحارث عند مسيره عليه‌السلام

إلى صفّين : والله ما ضلّ ولا ضلّ به

رواه القوم :

منهم الحاكم أبو عبد الله النيشابوري المتوفى سنة ٤٠٥ في «المستدرك» (ج ٣ ص ١٤١ طبع حيدرآباد الدكن)

حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن عيسى بن السكن ثنا الحارث بن منصور ، ثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن جرى بن كليب العامري قال : لما سار على الى صفين كرهت القتال

٤١٧

__________________

فأتيت المدينة فدخلت على ميمونة بنت الحارث فقالت : ممن أنت؟ قلت : من أهل الكوفة قالت : من أيهم؟ قلت : من بنى عامر قالت : رحبا على رحب وقربا على قرب تجيء ما جاء بك قال : قلت : سار على الى صفين وكرهت القتال فجئنا الى هاهنا قالت : أكنت بايعته؟ قال : قلت : نعم ، قالت : فارجع اليه فكن معه فوالله ما ضل ولا ضل به هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

وأورده الذهبي ملخصا في السند والمتن في تلخيص المستدرك المطبوع بهامش المستدرك ج ٣ ص ١٤١.

ندائه عليه‌السلام بين أهل الشام بقوله : أقمت عليكم

الحجّة فلم تجيبوا

رواه القوم :

منهم العلامة عماد الدين بن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج ٧ ص ٢٥٩ ط القاهرة) قال :

قال على : فلو أنى أطعت عصمت قومي

الى ركن اليمامة أو شآم

ولكني إذا أبرمت أمرا

يخالفه الطغام بنو الطغام

فأمر على بن أبي طالب يزيد بن الحارث الجشمي فنادى أهل الشام عند غروب الشمس ألا ان أمير المؤمنين يقول لكم : انى قد استأنيتكم لتراجعوا الحق ، وأقمت عليكم الحجة فلم تجيبوا ، وانى قد نبذت إليكم على سواء ان الله لا يحب الخائنين ـ.

ومنها اخبار النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عن إجباره عليه‌السلام

من غير حقّ بمحو إمرة المؤمنين عن اسمه

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة النسائي في «الخصائص» (ص ٥٠ ط التقدم بمصر) قال :

٤١٨

__________________

قال أخبرنى معاوية بن صالح قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا عمرو ابن هاشم الحسنى عن محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرضى عن علقمة بن قيس قال : قلت لعلى رضي‌الله‌عنه تجعل بينك وبين ابن آكلة الأكباد قال : انى كنت كاتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الحديبية فكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله قالوا : لو نعلم انه رسول الله ما قاتلناه امحها قلت : هو والله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وان رغم أنفك ولا والله لا أمحوها فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أرنيه فأريته فمحاها وقال : أما ان لك مثلها وستأتيها وأنت مضطر.

ومنهم العلامة ابن أبى الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ١ ص ١٩٠) قال :

فلما أعيد اليه الكتاب امر بمحوه فقال الأحنف : لا تمح اسم أمير المؤمنين عنك فانى أتخوف ان محوتها ألا ترجع إليك ابدا فلا تمحها فقال على عليه‌السلام : ان هذا اليوم كيوم الحديبية حين أكتب الكتاب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسهيل بن عمرو فقال سهيل : لو أعلم انك رسول الله لم أقاتلك ولم أخالفك انى إذا لظالم لك ان منعتك أن تطوف ببيت الله الحرام وأنت رسوله ولكن اكتب من محمد بن عبد الله فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا على انى لرسول الله وأنا محمد بن عبد الله ولن يمحو عنى الرسالة كتابي لهم من محمد بن عبد الله فاكتبها وأمح ما أراد محوه أما ان لك مثلها ستعطيها وأنت مضطهد.

وفي (ج ٢ ص ٥٨٨)

وقد قال له صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يومئذ كاتب تلك الصحفة : ستدعى الى مثلها فتجيب. وهذا من أعلام نبوته صلوات الله عليه. ومن دلائل صدقه ، ومثله جرى له حذو القذة بالقذة.

ومنهم القاضي أبو الحسن عبد الجبار الأسدآبادي المتوفى سنة ٤١٥ في «المغني ـ في آداب التوحيد والعدل» (ج ١٦ ص ٤٢٢ ط دار الكتب بمصر) قال :

٤١٩

__________________

وقوله صلّى الله عليه لأمير المؤمنين في قصة «سهيل بن عمرو» : انك ستدعى الى مثلها.

ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في «الكامل» (ج ٣ ص ١٦٢ ط المنيرية بمصر) قال :

ان الأشعث بن قيس قال : امح هذا الاسم فمحاه فقال على : الله أكبر سنة بسنة والله انى لكاتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الحديبية فكتبت محمد رسول الله وقالوا : لست برسول الله ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فأمرنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمحوه فقلت : لا أستطيع فقال : أرنيه فأريته فمحاه بيده وقال : انك ستدعى الى مثلها فتجيب.

ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ١٥٩ ط اسلامبول)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «شرح النهج» الا أنه أسقط قوله : ستعطيها.

ومنهم العلامة عبد الحق بن يوسف الدهلوي في «مدارج النبوة» (ص ١٩٥ ط الدهلى)

روى الحديث بالترجمة الفارسية وفيه قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وانك ستدعى الى مثلها.

في أنّ عليّا عليه‌السلام لم يجد بدّا

من القتال او الكفر

رواه القوم :

منهم العلامة ابن ابى الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ١ ص ١٨٣ ط القاهرة) قال :

أورد نصر بن مزاحم في كتاب الصفين فهو ثقة ثبت صحيح النقل غير منسوب الى الهوى ولا إدغال وهو من رجال أصحاب الحديث قال : حدثنا عمرو بن شمر قال : حدثني أبو ضرار قال : حدثني عمار بن ربيعة في حديث قال : وخرج رجل من أهل الشام فنادى بين الصفين يا أبا الحسن يا على ابرز لي فخرج اليه على عليه‌السلام حتى اختلفت أعناق دابتيهما بين الصفين فقال : ان لك يا على لقد ما في الإسلام والهجرة فهل لك في أمر أعرضه عليك

٤٢٠