إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٨

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

منهم العلامة عز الدين ابن الأثير الجزري في «اسد الغابة» (ج ٤ ص ١٩ ط مصر سنة ١٢٨٥) قال :

أنبأنا محمّد بن القاسم بن عليّ بن الحسن هبة الله الدمشقيّ إجازة أنبأنا أبي أنبأنا أبو الاعزّ قراتكين بن الأسعد ، حدّثنا أبو محمّد الجويني ، حدّثنا أبو حفص ابن شاهين ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، حدّثنا أحمد بن يوسف ، حدّثنا أحمد بن يزيد النخعيّ ، حدّثنا عبيد الله بن الحسن ، حدّثنا معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه عن أبي رافع (ح) قال عبيد الله بن الحسن ؛ وحدّثني محمّد بن عبيد الله بن عليّ بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه عن أبي رافع في هجرة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : وخلّفه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعني خلّف عليّا يخرج إليه بأهله وأمره أن يؤدّي عنه أمانته ووصايا من كان يوصي اليه وما كان يؤتمن عليه من مال فأدى عليّ أمانته كلّها ، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج وقال : إنّ قريشا لم يفقدوني ما رأوك فاضطجع على فراشه وكانت قريش تنظر إلى فراش النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيرون عليه عليّا فيظنونه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى إذا أصبحوا رأوا عليه عليا فقالوا : لو خرج محمّد لخرج بعليّ معه فحبسهم الله بذلك عن طلب النّبي حين رأوا عليّا وأمر النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا أن يلحقه بالمدينة فخرج عليّ في طلبه بعد ما أخرج اليه أهله يمشي اللّيل ويكمن النّهار حتّى قدم المدينة فلمّا بلغ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قدومه قال : ادعوا لي عليّا قيل : يا رسول الله لا يقدر أن يمشي فأتاه النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلمّا رآه اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم وكانتا تقطران دما فتفل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في يديه ومسح بهما رجليه ، ودعا له بالعافية فلم يشتكهما حتّى استشهد رضي الله تعالى عنه ـ.

٣٤١

السادس

حديث المسور

رواه القوم :

منهم المورخ الشهير محمد بن منيع المعروف بابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج ٨ ص ٥٢ طبع دار الصادر في بيروت) قال :

أخبرنا محمّد بن عمر ، ثنا عبد الله بن جعفر ، عن امّ بكر بنت المسور ، عن أبيها إنّ رقيقة بنت صيفيّ بن هاشم بن عبد مناف وهي امّ مخرمة بن نوفل حذّرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : إنّ قريشا قد اجتمعت تريد بياتك اللّيلة قال المسور : فتحوّل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن فراشه وبات عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ومثله في ص ٢٢٣.

السابع

ما روى من غير تعيين الراوي

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة البحاثة أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الليثي الجاحظ المتوفى سنة (٢٥٥) في «التاج» (ط بيروت ص ٢٢٠) قال :

وقد كان المشركون همّوا بقتله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره جبرئيل عن الله جلّ ثناه بذلك فدعا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فأنامه على فراشه.

ومنهم المؤرخ الشهير أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع المشهور بابن سعد المتوفى سنة ٢٣٠ في «الطبقات الكبرى» (ج ١ ص ٢٢٨ ط دار الصارف في بيروت)

٣٤٢

ساق حديث هجرة النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة إلى أن قال ما لفظه : وأمر عليّا أن يبيت في مضجعه إلخ.

ومنهم علامة التاريخ والسير أبو جعفر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري البغدادي المتوفى (سنة ٢٧٩) في «أنساب الاشراف» (ص ٢٦٠ ط دار المعارف بمصر) وأمر رسول الله عليّا فنام على فراشه ، فلمّا دخلوا بيته وهم يرون أنّه نائم على فراشه فقام إليهم عليّ عليه‌السلام فقالوا : أين ابن عمّك؟ قال : لا علم لي به.

ومنهم العلامة الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي في «البدء والتاريخ» (ج ٤ ص ١٦٨ ط الخانجى بمصر)

قال عند ذكر واقعة ليلة الهجرة : وتفرّقوا على هذا وجمعوا من فتيان قريش أربعين شابّا وأعطوهم السّيوف وأمروهم أن يغتالوا النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويقتلوه فأتوا داره وأحاطوا به يرصدونه حتّى ينام فيبيّتون به وأتاه الخبر من السماء فثبت حتّى أمسي ثمّ اضطجع على فراشه وتجلّل ريطة له خضراء والرّصد يرون ما صنعه ويترقبون نومه فدعى عليّا وقال : نم على فراشي الحديث.

ومنهم العلامة أبو محمد على بن أحمد بن سعيد المعروف بابن الحزم المتوفى (سنة ٤٥٦) في «جوامع السير النبوية» (ص ٩٠ ط مصر)

قال في طيّ كلام له : فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه أن يضطجع على فراشه وخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحديث.

ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو عبد الله محمد بن ابى المكارم الشهير بابن المعمار البغدادي الحنبلي المتوفى (سنة ٦٤٢) في كتابه «الفتوه» (ص ٢٨٥ ط القاهرة)

روى تشاور جماعة من كبراء الجاهليّة واتّفاق آرائهم على قتل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمّ قال : فقال عليّ عليه‌السلام : أنا يا رسول الله أوثرك بنفسي وأبيت على فراشك اللّيلة

٣٤٣

فلمّا كان اللّيل جاء القوم يطلبون النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليقتلوه فلمّا رأوا عليّا عليه‌السلام على فراش النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكثوا يرقبون النبيّ عليه‌السلام.

ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول» (ص ٣٥ ط طهران)

ذكر اجتماع القريش بالنّدوة لدفع النّبي ومعهم إبليس إلى أن قال : فقال أبو جهل : والله لأشيرنّ عليكم برأي لا أرى غيره وهو أن تأخذوا من كلّ بطن من بطون قريش غلاما وسطا لتدفعوا إلى كلّ غلام سيفا ليضربوا محمّدا ضربة رجل واحد فإذا قتلتموه تفرّق دمه في قبايل قريش كلّها فيرضون بالعقل فتعطونهم عقله فتخلصون منه فقال لهم إبليس لعنه الله : هذا الرّأي وقد صدق فيما أشار به وهو أجود رأيكم إلى أن قال : أمر عليّا بأن يبيت في المضجع الّذي كان يبيت فيه النّبي فقال رسول الله : اتشح ببردى الحضرمي الحديث ـ.

ومنهم الحافظ عماد الدين ابو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير المتوفى سنة ٧٧٤ في «البداية والنهاية» (ط مصر ج ٣ ص ١٧٦) قال :

فلمّا رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكانهم ، قال لعليّ بن أبي طالب : نم على فراشي وتسجّ ببردي هذا الحضرميّ الأخضر. فبات عليّ على فراش النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وفي (ج ٣ ص ١٨٣ ، الطبع المذكور)

قال في نقل واقعة ليلة المبيت : فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا فنام على فراشه.

ومنهم الحافظ الشهير بابن سيد الناس المتوفى (سنة ٧٣٤) في «عيون الأثر» (ج ١ ص ١٧٩ ط مكتبة القدسي بالقاهرة) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعليّ بن أبي طالب ليلة المبيت : نم على فراشي وتسجّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر.

ومنهم العلامة الشيخ نور الدين على بن الصباغ المالكي المتوفى سنة

٣٤٤

٨٥٥ في «الفصول المهمة» (ص ٢٩ ط الغرى)

ذكر في بيان ليلة الهجرة وذهب من اللّيل ما ذهب وعليّ رضي‌الله‌عنه نائم عليّ فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والمشركون يرجمونه فلم يضطرب ولم يكترث ثمّ إنّهم تسوّروا عليه ودخلوا شاهرين سيوفهم فثار في وجوههم فعرفوه.

وفي (ص ٣٤ ، الطبع المذكور)

نقل عن أبي اليقظان أنّه لما وصل رسول الله إلى قبا أخبرنا بمبيت عليّ على فراشه.

ومنهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويرى المصري المتوفى سنة (٧٣٢) في «نهاية الارب» (ج ١٦ ص ٣٢٩ ط القاهرة) قال :

فلمّا رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكانهم قال لعليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه : نم على فراشي ، وتسجّ ببردي هذا الحضرميّ الأخضر فنم فيه.

ومنهم العلامة المورخ ابن هشام في «السيرة النبوية» (ج ١ ص ٤٨٢ ط مصطفى الحلبي بمصر)

فأتى جبرئيل عليه‌السلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : لا تبت هذه اللّيلة على فراشك الّذي كنت تبيت عليه ، قال : فلمّا كانت عتمة من اللّيل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبّون عليه فلمّا رأي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكانهم قال لعليّ بن أبي طالب : نم على فراشي وتسجّ ببردي هذا الحضرميّ الأخضر فنم فيه فانّه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينام في برده ذلك إذا نام.

ومنهم العلامة الشيخ تقى الدين ابو إسحاق ابراهيم بن ابى عبد الله بن مفلح المقدسي الحنبلي في «مصائب الإنسان من مكايد الشيطان» (ص ٧٩ ط القاهرة) قال:قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعليّ بن أبي طالب : نم على فراشي وتسجّ بردائي الأخضر ، إلى أن قال : ثمّ جعلوا يتطلّعون فيرون عليّا على الفراش مسجّي ببرد رسولاللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم

٣٤٥

فيقولون : والله إنّ هذا لمحمّد نائم في برده فلم يبرحوا كذلك حتّى أصبحوا فقام عليّ عن الفراش.

ومنهم الحافظ ابو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد البلخي الشافعي في كتابه «على ما في تلخيصه» (ط الحيدرى ببمبئى ص ١٦)

قال عند ذكر ليلة المبيت : وأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا أن ينام عوضه في مضجعه على فراشه الّذي كان ينام فيه.

ومنهم العلامة السمهودي المتوفى سنة ٩١١ في «تاريخ المدينة المنورة» (ج ١ ص ١٧٠ ط مصر) قال :

إنّ عليّا رقد على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يورّي عنه وباتت قريش تحلف وتأتمر أيّهم يهجم على صاحب الفراش فيوثقه حتّى أصبحوا فإذا بعليّ فسألوه فقال : لا علم لي فعلموا أنّه فرّ منهم.

وفي (ج ١ ص ١٦٩ ، الطبع المذكور)

ذكر شطرا من واقعة الهجرة وفيه مبيت عليّ عليه‌السلام على فراش النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة النبهاني في «الأنوار المحمدية» (ص ٥٤ ط بيروت)

قال عند نقل واقعة ليلة المبيت : فأتي جبرئيل عليه‌السلام النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : لا تبت هذه اللّيلة على فراشك ، فلمّا كان اللّيل ، اجتمعوا على بابه يرصدونه حتّى ينام فيثبوا عليه فأمر صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا فنام مكانه وتغطّي ببرد أخضر فكان أوّل من شرى نفسه في الله.

ومنهم العلامة السيد جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الهروي في «روضة الأحباب» (ص ١٨٥ المخطوط):

ذكر عند واقعة ليلة المبيت فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعليّ : نم على فراشي وتسجّ ببرد الحضرمي الأخضر فنام عليّ على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٣٤٦

ومنهم العلامة الشيخ على بن ابراهيم برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى سنة (١٠٤٤) في «انسان العيون» (الشهير بالسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦ ط القاهرة)

فلمّا رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكانهم أي علم ما يكون منهم قال لعليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه : نم على فراشي واتشح بردائي الحضرمي.

قال : وفي السبعيات أنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم نظر إلى أصحابه وقال : أيكم يبيت على فراشي وأنا أضمن له الجنّة ، فقال عليّ : أنا أبيت وأجعل نفسي فداءك.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ١٥ ط العامرة بمصر) قال :

في حديث فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا رضي‌الله‌عنه ، أن ينام على فراشه فنام في مضجعه وقال : اتشح ببردتي فإنّه لن يخلص إليك أمر تكرهه.

ومنهم العلامة المعاصر سيد بن على المرصفى في «رغبة الامل في شرح الكامل» (ص ٢٦٥ ط القاهرة)

ذكر اجتماع القريش إلى دار النّدوة لدفع النّبيّ وفيهم إبليس ثم أشار أبو جهل أن يأخذوا من كلّ قبيلة شابّا جلدا ثمّ يعطوهم سيوفا صوارم فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه فتشترك القبائل جميعا في دمه إلى أن قال : فأنام عليه عليا رضي‌الله‌عنه.

ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في «أئمة الهدى» (ص ٣٧ ط القاهرة بمصر) قال :

علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأنّ قريشا قد اجتمعوا على قتله بدار النّدوة وأخبر بذلك الإمام عليّا ، بأنّه يهاجر ، فأمره في تلك اللّيلة أن يبيت في مضجعه تضليلا لمحاصريه في عقر داره ويلبس رداءه المبارك إلى أن قال : وكلّما نظر محاصروه

٣٤٧

من ثقب منزله فوجدوا شخصا نائما ملأ جفنيه بلا وجل فظنّوه رسول الله محمّداصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حتّى الصّباح ، إذا برسول الله مهاجر وهذا هو عليّ. (١)

ما برز من شجاعته عليه‌السلام في غزوة بدر

في أنه عليه‌السلام كان حامل الراية

يوم بدر وهو ابن عشرين سنة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة محمد بن جرير الطبري في «تاريخ الأمم والملوك» (ج ٢ ص ١٣٨ ط الاستقامة بمصر) قال :

حدثني محمّد بن عبيد المحاربي قال : حدّثنا أبو مالك الجنبي عن الحجاج عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عبّاس قال : كان المهاجرون يوم بدر سبعة وسبعين رجلا ، وكان الأنصار مأتين وستّة وثلاثين رجلا ، وكان صاحب راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة.

ومنهم الحافظ ابن عبد البر في «الاستيعاب» (ج ٢ ص ٤٥٩ ط حيدرآباد الدكن) قال :

__________________

(١) قال العلامة السمهودي في «تاريخ المدينة المنورة» (ج ١ ص ٣١٨ ط بمصر):

قال يحيى : حدثنا موسى بن سلمة ، قال : سألت جعفر بن عبد الله بن الحسين عن اسطوان على بن أبى طالب ، فقال : ان هذه المحرس كان على بن أبي طالب يجلس في صفحتها التي تلى القبر مما يلي باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحرس النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٣٤٨

وروى ابن الحجاج بن أرطاة عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عبّاس قال : دفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الراية يوم بدر إلى عليّ وهو ابن عشرين سنة ذكره السراج في تاريخه.

ومنهم الحاكم النيشابوري في «المستدرك» (ج ٣ ص ١١١ ط حيدرآباد الدكن) قال :

حدّثنا عليّ بن حمشاذ ثنا محمّد بن المغيرة السكري ، ثنا القاسم بن الحكم العرني ، ثنا مسعر عن الحكم بن عتيبة ، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «الاستيعاب» سندا ومتنا ثمّ قال : هذا حديث صحيح على شرط الشّيخين.

ومنهم العلامة أخطب خوارزم في «المناقب» (ص ١٠٠ ط تبريز) قال : وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدّم في كتابه) عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني أبو عبد الله الحافظ حدثني عليّ بن حمشاذ فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «المستدرك» سندا ومتنا.

ومنهم العلامة البيهقي في «السنن» (ج ٦ ص ٢٠٧ ط حيدرآباد الدكن) قال:

وحدثنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عليّ بن حمشاذ فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «المستدرك» سندا ومتنا.

ومنهم العلامة الذهبي في «تلخيص المستدرك» (المطبوع بذيل المستدرك ج ٣ ص ١١١ ط حيدرآباد)

روى الحديث بعين ما تقدّم عن «المستدرك» بتلخيص السند.

ومنهم الحافظ نور الدين على بن أبى بكر في «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٢٥ ط مكتبة القدسي في القاهرة)

روى الحديث من طريق الطّبرانيّ عن ابن عبّاس بعين ما تقدّم عن «الاستيعاب»

٣٤٩

لكنّه أسقط كلمة : يوم بدر.

ومنهم العلامة المؤرخ ابو محمد عبد الملك بن هشام في «السيرة النبوية» (ج ١ ص ٦١٢ ط مصطفى الحلبي بمصر) قال :

قال ابن إسحاق : وكان أمام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رايتان سوداوان إحداهما مع عليّ بن أبي طالب يقال لها : العقاب ، والأخرى مع بعض الأنصار.

غزوة بدر

ان عليا عليه‌السلام بارز يوم بدر وظاهر

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ محمد بن اسماعيل البخاري في «صحيحه» (ج ٥ ص ٧٥ ط الاميرية بمصر) قال :

حدّثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله ، حدّثنا إسحاق بن منصور ، حدّثنا إبراهيم ابن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق سأل رجل البراء وأنا أسمع قال : أشهد عليّ بدرا؟ قال : بارز وظاهر (١).

ومنهم العلامة البدخشي في «مفتاح النجا» (ص ٢٤ مخطوط)

__________________

(١) قال في «الرياض النضرة» (ص ٢٢٥ ط مكتبة الخانجى بمصر)

عن على قال : قاتلت يوم بدر قتالا ثم جئت الى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإذا هو ساجد يقول : يا حي يا قيوم ، ثم ذهبت فقاتلت ثم جئت فإذا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساجد يقول : يا حي يا قيوم ففتح الله عزوجل عليه أخرجه النسائي والحافظ الدمشقي في الموافقات.

٣٥٠

روى الحديث من طريق البخاريّ عن أبي إسحاق بعين ما تقدّم عن «صحيح البخاريّ».

ومنهم العلامة الورديفى الخيراني في «سعد الشموس والأقمار» (ص ٢١٠ ط التقدّم العلمية بالقاهرة)

روى الحديث بعين ما تقدّم.

انه عليه‌السلام قتل شيبة وشارك في قتل الوليد

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحافظ ابو محمد عبد الرحمن بن ابى حاتم الرازي في «آداب الشافعي» (ص ٥١ ط سيد عزة العطار بالقاهرة) قال :

أنبأ أبو محمّد عبد الرحمن ، قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا أبو الطاهر أحمد ابن عمرو بن السرح ، قال : حدّثنا الشافعيّ ، قال : حدّثني محمّد بن عليّ (يعني عمّه) قال : سمعت محمّد بن عليّ بن حسين (رحمه‌الله) يقول :

لمّا كان يوم بدر ، فدعى عتبة بن ربيعة إلى البراز قام عليّ بن أبي طالب إلى الوليد بن عتبة ، وكانا مشبهين حدثين ، (ومال بيده فجعل باطنها إلى الأرض) فقتله إلى أن قال : ورجع حمرة وعليّ على عتبة فأجهزا عليه وحملا عبيدة إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في العريش ، فأدخلاه عليه فأضجعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ووسّده رجله وجعل : يمسح الغبار عن وجهه فقال عبيدة : أما والله يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لو رآني أبو طالب لعلم أنّي أحقّ بقوله منه حين يقول :

كذبتم وبيت الله نبزى محمّدا

ولمّا نقاتل دونه ونناضل

ونسلمه حتّى نصرع حوله

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

ألست شهيدا؟ قال : بلى وأنا الشّهيد عليك.

٣٥١

ومنهم الحافظ أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في «المناقب» (ص ١٠٠ ط تبريز) قال :

وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدّم في كتابه) عن أحمد بن الحسين هذا أخبرني عليّ بن أحمد بن عبدان ، أخبرني أحمد بن عبيد الصفّار ، حدّثني عثمان ابن عمر ، حدثني عبد الله بن رجا ، حدّثني إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة عن عليّ عليه‌السلام في قصّة بدر قال : نزل عتبة وأتبعه أخوه شيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فقال : من يبارز ، فانتدب له رجل من الأنصار فقال لا حاجة لنا في قتالكم إنّما نريد بني عمّنا فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قم يا عليّ قم يا حمزة قم يا عبيدة قال : فقتل حمزة عتبة قال عليّ عليه‌السلام : عمدت إلى شيبة وقتلته واختلف الوليد وعبيدة بضربتين فأثخن كلّ واحد منهما صاحبه قال فملنا على الوليد فقتلناه وأسرنا منهم سبعين وقتلنا منهم سبعين ـ.

ومنهم العلامة المحدث الفقيه الشيخ على بن محمد بن احمد المالكي المكي الشهير بابن الصباغ المتوفى سنة ٨٥٥ في «الفصول المهمة» (ص ٣٦ ط الغرى) قال :

وروى عن أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لمّا أصبح الناس يوم بدر اصطفت قريش أمامها عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد فنادى عتبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا محمّد (ص) اخرج إلينا أكفاءنا من قريش فبدر اليه ثلاثة من شبّان الأنصار فقال لهم عتبة : من أنتم؟ فانتسبوا له فقال لهم : لا حاجة لنا في مبارزتكم إنّما طلبنا بنى عمّنا فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للأنصار : ارجعوا إلى مواقفكم ثمّ قال : قم يا عليّ قم يا حمزة قم يا عبيدة قاتلوا على حقكم الّذي بعث به نبيّكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله فقاموا فصفوا في وجوههم وكان على رءوسهم البيض فلم يعرفوهم فقال لهم عتبة : يا هؤلاء تكلّموا فان كنتم أكفاءنا قاتلناكم. فقال حمزة : أنا حمزة بن

٣٥٢

عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله فقال عتبة : كفو كريم وقال عليّ : أنا عليّ بن أبي طالب وقال عبيدة : أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فقال عتبة لابنه الوليد : قم يا وليد ابرز لعلىّ وكانا إذ ذاك أصغر الجماعة سنّا فاختلفا بضربتين اخطأت ضربة الوليد ووقعت ضربة على اليد اليسرى من الوليد فأبانتها ثمّ ثنى عليه بأخرى فجدله صريعا ـ.

ومنهم العلامة المحدث الفقيه الشيخ على بن محمد بن أحمد المالكي المكي الشهير بابن الصباغ في «الفصول المهمة» (ج ١ ص ٣٧ ط الغرى) قال :

وروى عن عليّ عليه‌السلام أنّه كان إذا ذكر بدرا وقتله الوليد قال في حديثه : كأنّي أنظر إلى وميض خاتمه في شماله عند ما أبينت يده منه ، وبها أثر من خلوق فعلمت أنّه قريب عهد بعرس وبارز عتبة حمزة فقتله حمزة ، وبارز عبيدة شيبة وكانا من أسنّ القوم فاختلفا بضربتين فأصاب ذباب سيف شيبة عضلة ساق عبيدة ، فقطعتها فاستنقذه عليّ وحمزة منه وقتلا شيبة فحمل عبيدة فمات بالصفراء رحمه‌الله تعالى ـ.

ومنهم العلامة القاضي أبو الحسن على بن محمد بن حبيب البصري الماوردي في «الاحكام السلطانية» (ص ٣٦ ط مصر) قال :

وأوّل حرب شهدها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم بدر برز فيها من شرفاء قريش عتبة ابن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة ودعوا إلى البراز فبرز إليهم من الأنصار عوف ومسعود ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة فقالوا : لا يبرز أكفاءنا إلينا فما نعرفكم فبرز إليهم ثلاثة من بني هاشم برز عليّ بن أبي طالب إلى الوليد فقتله وبرز عبيدة ابن الحارث إلى شيبة فاختلفا بضربتين أثبت كلّ واحد منهما صاحبه ومات شيبة لوقته.

ومنهم العلامة الدميري في «حيوة الحيوان» (ج ١ ص ٢٧٤ ط القاهرة) قال :

٣٥٣

وروى أبو داود بإسناد صحيح عن عليّ رضي‌الله‌عنه أنّه قال : لمّا كان يوم بدر تقدّم عقبة بن ربيعة بنفسه ، وتبعه أخوه وابنه فنادى من يبارز ، فانتدب اليه شبّان من الأنصار ، فقال : من أنتم؟ فأخبروه فقال : لا حاجة لنا فيكم إنّما أردنا بني عمّنا فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قم يا حمزة قم يا عليّ قم يا عبيدة بن الحارث ، فذكر الحديث إلى أن قال : ثمّ ملنا إلى الوليد فقتلناه واحتملنا عبيدة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومخّ ساقه يسيل.

ومنهم العلامة النبهاني في «الأنوار المحمدية» (ص ٦٥ ط بيروت)

روى حديث قتل عليّ الوليد ومشاركته مع حمزة في قتل عبيدة بعين ما تقدّم عن «مناقب الخوارزميّ».

انه عليه‌السلام كان زميل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله

يوم بدر

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري في «المستدرك» (ج ٢ ص ٩١ ط حيدرآباد) قال :

(أخبرني) عبد الله بن إسحاق بن الخراساني العدل ببغداد ، ثنا الحسن بن مكرم البزّاز ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا حمّاد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة ، عن رزّ عن عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه قال : كنّا يوم بدر تتعاقب ثلاثة على بعير فكان عليّ وأبو لبابة زميلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فكان إذا كانت عقبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقولان لا أركب حتّى نمشي فيقول إنّي لست بأغنى عن الأجر منكما ولا أنتما بأقوى على المشي منّي. هذا حديث صحيح الاسناد.

٣٥٤

ومنهم الحافظ نور الدين على بن ابى بكر في «مجمع الزوائد» (ج ٦ ص ٦٨ ط مكتبة القدسي في القاهرة)

روى من طريق أحمد والبزّار عن عبد الله بن مسعود بعين ما تقدّم عن «المستدرك» بتغيير بعض العبائر في مقدّمة الحديث.

رجزه عليه‌السلام يوم بدر

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (مخطوط) قال :

أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن موسى بن عبد الوهّاب الطحّان ، وأحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان الواسطيّان قالا : حدّثنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن المعلّى الحنوطي الواسطيّ يرفعه إلى مصعب بن سعد عن أبيه قال : قال لي معاوية : أتحبّ عليّا؟ قال : قلت : وكيف لا أحبّه وقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول له : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا انّه لا نبيّ بعدي ، ولقد رأيته بارزا يوم بدر وجعل يحمحم كما يحمحم الفرس ويقول :

بازل عامين حديث سنّ

سنحنح الليل كأنّي جنّي

لمثل هذا ولدتني امّي

قال : فما رجع حتّى غضب دما (١)

ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في «المناقب» (ص ٩٥ ط تبريز) قال :

أنبأني أبو العلا الحسن بن أحمد هذا ، أخبرني أبو جعفر محمّد بن الحسين

__________________

(١) قال في «الاستيعاب» (ج ٣ ص ٤٥٩ ط حيدرآباد الدكن)

وقال محمد بن إسحاق شهد على بن أبي طالب بدرا وهو ابن خمس وعشرين سنة.

٣٥٥

ابن محمّد الحافظ ، أخبرنا أبو عليّ محمّد بن موسى بن نعيم ، أخبرني أبو الحسن محمّد ابن الحسن بن داود ، حدّثني أبو الأحوذ محمّد بن عمر بن جميل الازريّ ، حدّثني محمّد بن يونس القرشىّ حدّثني محمّد بن معلّى بن زياد الفردوسى ، حدّثنى أبو عوانة عن الأعمش ، عن الحكم ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «مناقب ابن المغازلىّ» لكنّه أسقط قوله في آخر الحديث : فما رجع حتّى غضب دما.

ومنهم العلامة الزمخشرىّ في «الفائق» (ج ١ ص ٨٨ في مادة بازل) قال : أمير المؤمنين رضي‌الله‌عنه ـ قال سعد بن أبي وقّاص : رأيته يوم بدر وهو يقول :

بازل عامين حديث سنّى

سنحنح الليل كأنّى جنّى

لمثل هذا ولدتني أمي

ما تنقم الحرب العوان منّى

سمعمع كأنّنى من جنّ

ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٥٠ ط اسلامبول)

روى الحديث من طريق ابن المغازلىّ وموفق بن أحمد بعين ما تقدّم عنهما بلا واسطة. لكنّه زاد مصرعا وهو قوله : قد عرف الحرب العوان إنّى فذكر الأبيات.

كونه عليه‌السلام منصورا يوم بدر

بجبرئيل وميكائيل

رواه القوم :

منهم العلامة ابن عبد البر في «الاستيعاب» (ج ٢ ص ٤٦١ ط حيدرآباد الدكن)

٣٥٦

حيث قال :

وقد روى أنّ جبرئيل وميكائيل عليهما‌السلام مع عليّ رضي‌الله‌عنه :

عدّة من قتل بيده عليه‌السلام يوم بدر

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة المحدث الفقيه الشيخ على بن محمد بن احمد المالكي المكي الشهير بابن الصباغ في «الفصول المهمة» (ص ٣٥ ط الغرى) قال :

فكان عدّة من قتل عليّ كرّم الله وجهه من مقاتلة المشركين على ما قيل في المغازي أحدا وعشرين قتيلا ، منهم من اتّفق النّاقلون على انفراده بقتله وهم تسعة وليد بن عتبة بن ربيعة خال معاوية بن أبي سفيان قتله مبارزة وكان شجاعا جريا فتّاكا وقّاحا تهابه الأبطال ، والعاص بن سعيد بن العاص بن أميّة وكان هولا عظيما من الرّجال المعدودين ، وعامر بن عبد الله ، ونوفل بن خويلد وكان من شياطين قريش وكان من أشدّ النّاس عداوة للنّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكانت قريش تقدّمه وتعظّمه ولمّا عرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حضوره سأل الله أن يكفيه أمره فقتله عليّ ابن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، ومسعود بن أميّة بن المغيرة ، وأبو قيس بن الفاكهة ، وعبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة ، والعاص بن منتبه بن الحجّاج ، وحاجب بن السائب ، وأمّا الذين شاركه في قتلهم غيره فهم أربعة : حنظلة بن أبي سفيان بن حرب أخو معاوية ، وعبيدة بن الحارث ، وربيعة ، وعقيل ابنا الأسود بن المطّلب وأمّا المتخلّف «المختلف ظ» فيهم فسبعة ، وهم طيعم بن عديّ بن نوفل ، وكان من رءوس أهل الضّلال ، وعمر بن عثمان بن عمر ، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبو العاص بن قيس ، وأوس بن الجمحي ، وعقبة بن أبي معيط ، ومعاوية بن عامر ، فهذه عدّة من

٣٥٧

قتله عليّ كرّم الله وجهه يوم بدر ، وأجمع أهل الغزوات على أنّ عدّة من قتل من مقاتلة المشركين يوم بدر سبعون رجلا.

ومنهم العلامة ابن أبى الحديد في «شرح نهج البلاغة» (ج ١ ص ٨ ط القاهرة) قال :

وقد عرفت أن أعظم غزاة غزاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأشدّها نكاية في المشركين بدر الكبرى قتل فيها سبعون من المشركين قتل عليّ عليه‌السلام نصفهم وقتل المسلمون والملائكة النصف الآخر وإذا رجعت إلي مغازي محمّد بن عمر الواقدي وتاريخ الأشراف ليحيى بن جابر البلاذريّ وغيرهما علمت صحّة ذلك دع من قتله في غيرها كأحد والخندق وغيرهما وهذا الفصل لا معني للاطناب فيه لأنّه من المعلومات الضرورية كالعلم بوجود مكّة ومصر ونحوهما ـ.

ومنهم العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص ٧٤ ط مصر) قال :

قال بعضهم : إنّ أهل الغزوات أجمعت على أنّ جملة من قتل من المشركين يوم بدر سبعون رجلا قال : قتل عليّ رضي‌الله‌عنه منهم أحدا وعشرين تسعة باتفاق الناقلين وأربعة شاركه فيهم غيره وثمانية مختلفا فيهم (١).

__________________

(١) قال العلامة ابن حجر العسقلاني في «الاصابة» (ج ١ ص ٦٢ ط مصطفى محمد بمصر) :

ثم وجدت في فضائل على رضي‌الله‌عنه جمع المعيد بن النعمان نحو ما ذكر العبدى فانه ذكر قصة بدر ، ثم قال في آخرهما فيما منعه على رضي‌الله‌عنه يوم بدر يقول أسيد بن أبى أياس يخاطب قريشا بقوله :

في كل مجمع غاية أخزاكم

صدع يفوق على المذاكي القرح

هذا ابن فاطمة الذي أفناكم

ذبحا وقتلا بعضه لم يرتح

لله مدكم ألما تذكروا

قد يذكر الحر الكريم ويستحى

٣٥٨

ما برز من شجاعته عليه‌السلام في غزوة احد

انه لما فر معظم أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم احد

قصدته خمسون فارسا فرّقهم عنه عليّ عليه‌السلام

وقتل منهم عشرة

رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة ابن أبى الحديد المعتزلي في «شرح النهج» (ج ص ط القاهرة) قال :

روى محمّد بن حبيب في أماليه انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمّا فرّ معظم أصحابه عنه يوم احد كثرت عليه كتائب المشركين ، وقصدته كتيبة من بني كنانة ، ثمّ من بني عبد مناة بن كنانة ، فيها بنو سفيان بن عويف ، وهم خالد بن سفيان ، وأبو الشعشاء ابن سفيان ، وأبو الحمراء بن سفيان ، وغراب بن سفيان ، فقال رسول الله : يا عليّ اكفني هذه الكتيبة ، فحمل عليها ، وانها لتقارب خمسين فارسا ، وهو عليه‌السلام راجل فما زال يضربها بالسّيف ، فتفرّق عنه ، ثمّ يجتمع عليه هكذا حتّى قتل بني سفيان بن عويف الأربعة وتمام العشرة منها من لا يعرف بأسمائهم (١)

ومنهم العلامة أمان الله الدهلوي الهندي في «تجهيز الجيش» (ص ٣٩١ مخطوط)

__________________

(١) قال العلامة الشيخ أبو محمد عبد الحق بن أبى بكر بن عبد الملك الغرناطي المالكي في «مقدمة تفسيره الجامع المحرر» (ص ٩٨ ط القاهرة) انه لم يقتل أحد يوم احد ما قتله على (ع).

٣٥٩

نقل عن ابن أبي الحديد في «شرح النهج» بعين ما تقدّم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة السيد أبو محمد البصري الهندي في «انتهاء الافهام» (ص ٩٨ ط نول كشور)

نقل عن روضة الصّفا بما محصّله أن جيش المشركين أصابوا المسلمين ، فهزموهم وغضب النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان إذا غضب عرق جبينه ، فرأى عليّا إلى جنبه فقال له : فلم لم تنهزم مع القوم ، فقال : إنّ لي بك أسوة.

وفي رواية أخرى قال : لا كفر بعد الإيمان فإذا بطائفة من المشركين تعرضوا النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : اكفني يا عليّ ، فحمل عليهم عليّ بسيفه ذى الفقار ففرّجهم فحمل عليه طائفة أخرى ففرّجهم أيضا فقال : إنّ هذا لهي المواساة.

وفي رواية فرّ النّاس يوم احد ولم يبق معه إلّا عليّ وأبو دجّانة وسهل بن حنيف فغشي عليه ، فلمّا أفاق سأل عليّا عن جماعة المسلمين فقال : نقضوا العهد ، واختاروا الفرار فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اكفني يا عليّ فحمل عليهم بسيفه فهزمهم ، فعاد إليه ، وقد قصده جماعة الكفّار من المشركين ، ففرّقهم عنه وكان أبو دجّانة يحفظه حين اشتغال عليّ بالقتال.

في أن عليا عليه‌السلام غسل الدم عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم احد

رواه القوم :

منهم العلامة المحدث الشهير الشيخ محمد طاهر بن على الصديقى في «مجمع بحار الأنوار» (ج ٣ ص ٤٨٢ ط نول كشور في لكهنو) قال :

إنّه أي النّبيّ عطش يوم أحد فجاءه عليّ بماء من المهراس فعافه وغسل به الدّم هو صخرة منقورة تسع كثيرا من الماء قد يعمل منه حياض للماء وقيل : هو هنا اسم ماء بأحد.

٣٦٠