تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٧

وجوبا عند التميميين والطائيين ، وجوازا عند الحجازيين ، ولا فرق في ذلك بين أن يكون الخبر غير ظرف ولا جار ومجرور كما مثّل ، أو ظرفا أو جارا ومجرورا نحو أن يقال : «هل عندك رجل ، أو هل في الدار رجل؟» فتقول : «لا رجل». فإن لم يدلّ على الخبر دليل لم يجز حذفه عند الجميع نحو قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا أحد أغير من الله» (١) ، وقول الشاعر :

١١٧ ـ ولا كريم من الولدان مصبوح (٢).

__________________

(١) ليس المراد بالغيرة هنا الهيجان وانفعال النفس بل لازم ذلك وهو مقت من يتعدى الحدود ويقبل على فعل المنكرات ، فليس أشد من الله مقتا لمن يفعل المحرمات.

(٢) نسب البيت لحاتم الطائي ، وقيل لرجل من بني النبيت اجتمع مع حاتم والنابغة عند امرأة يخطبونها فآثرت حاتما دونهما فقال أبياتا يفتخر فيها منها هذا البيت : وصدره : (إذا اللقاح غدت ملقى أصرّتها) ؛ واللقاح جمع لقوح وهي الناقة الحلوب ، والأصرة جمع صرار وهو خيط يشد به ضرع الناقة لئلا يرضعها ولدها ، المصبوح من يسقى لبن الصباح.

المعنى : هلا سألت عن مآثري حين تشتد الأيام وتلقى أصرّة النياق لجفاف ضروعها ، ولا يجد أولاد الكرام ما اعتادوه من اللبن في الصباح؟

الإعراب : إذا : ظرف متضمن معنى الشرط في محل نصب على الظرفية الزمانية ، متعلق بجواب الشرط المحذوف ، اللقاح : اسم لفعل ناقص محذوف يفسره المذكور ، والخبر محذوف يدلّ عليه المذكور ، والتقدير : إذا غدت اللقاح ملقى أصرتها ، غدت : غدا : فعل ماض ناقص بمعنى صار مبنيّ على فتحة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ، والتاء : للتأنيث ، واسم غدا ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود إلى اللقاح ، ملقى : خبرها منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، أصرتها : أصرة : نائب فاعل لاسم المفعول ملقى مرفوع ، وها : في محل جر بالإضافة ، ولا : الواو : حرف عطف ، لا : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ» ، كريم : اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، من الولدان : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة لكريم مصبوح : خبر لا مرفوع.

٨١

وإلى هذا أشار المصنف بقوله : «إذا المراد مع سقوطه ظهر» ، واحترز بهذا مما لا يظهر المراد مع سقوطه فإنه لا يجوز حينئذ الحذف كما تقدّم.

__________________

جملة غدت اللقاح ملقى أصرتها : في محل جر بإضافة الظرف «إذا» إليها ، وجملة غدت الثانية مع معموليها : تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة لا مع معموليها : معطوفة على جملة الشرط في محل جر. الشاهد فيه قوله : «ولا كريم مصبوح» فقد ذكر خبر «لا» لأنه ليس من قرينة تدل عليه لو حذف.

٨٢

أسئلة

١ ـ متى تعمل لا النافية عمل (إنّ)؟ وما معناها حينئذ؟ وما الفرق بينها وبين العاملة عمل (ليس)؟ مثّل لما تقول.

٢ ـ اذكر بالتفصيل شروط عملها ـ وبيّن كيف عملت في مثل : (قضية ولا أبا حسن لها)؟ وما تأويل ذلك؟ وضح إجابتك بالأمثلة.

٣ ـ قال النحاة : (يبنى اسم «لا» النافية للجنس إذا كان مفردا). ما المراد بالمفرد؟ وعلام يبنى؟ اذكر ذلك بالتفصيل ...

٤ ـ ما المواضع التى ينصب فيها اسم (لا) النافية للجنس؟ مثل لما تقول.

٥ ـ ما العامل في خبرها؟ اذكر الآراء في ذلك ورجح ما تراه ...

٦ ـ ما حكم تابع اسم (لا) هذه (نعتا أو معطوفا أو بدلا)؟ مثّل لما تقول.

٧ ـ متى تهمل (لا) ويتعين تكرارها؟ مثّل.

٨ ـ ما حكم (لا) إذا دخلت عليها همزة الاستفهام؟ مثّل.

٩ ـ متى يحذف خبر (لا) وما حكم هذا الحذف؟ مثل.

٨٣

تمرينات

١ ـ ما أوجه الإعراب الجائزة في (لا حول ولا قوة إلا بالله)؟ وجّه ما تقول.

٢ ـ بيّن معنى (لا) النافيه في المثالين الآتيين : ـ (ا) لا طالب في الفصل. (ب) لا طالب في الفصل أعرب كلا منهما ...

٣ ـ بيّن معمولي (لا) النافية للجنس ـ ونوع الاسم وإعرابه فيما يلي : ـ «لا صادقا في القول مذموم ـ لا مؤذيا جاره محبوب ـ لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ـ لا كتاب علم يذم ـ لا كاذبين ناجون ـ ولا كاذبات محمودات ـ لا بنين ولا أموال تغني من عذاب الله».

٤ ـ بين ما يجوز في المعطوف في قولك (لا مال ولا ولد يغنيان من الله شيئا) مكتفيا بضبطه الممكن.

٥ ـ ما الفرق في المعنى والإعراب بين : (ألا ماء ماء باردا) وبين (ألا رجوع وقد شبت).

٦ ـ هات جملا مفيدة تتضمن ما يلي مع الضبط بالشكل :

(١) اسم (لا) النافية للجنس جمع مذكر سالم.

(٢) خبر (لا) النافية للجنس جملة اسمية.

(٣) اسم (لا) نكرة وقد عطف عليه مثله مع عدم تكرار (لا).

(٤) معطوف على اسم (لا) النكرة يكون مضافا دون تكرير (لا).

٧ ـ كوّن جملتين مفيدتين مع ضبط الوصف بكل شكل ممكن وتوجيهه :

٨٤

الأولى : يكون فيها اسم (لا) موصوفا بوصف متصل به.

الثانية : يكون اسم (لا) موصوفا بوصف منفصل عنه.

٨ ـ علّل لماذا أهملت (لا) فيما يلي : ـ لا في الدار رجل ـ لا محمد مقيم ولا عمرو ـ لا رجل قائما بل رجلان

٩ ـ بيّن موضع الاستشهاد بالآتي : ـ (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(١).

(قالُوا : لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ.)(٢) ألا عمر ولىّ مستطاع رجوعه. لا أحد أغير من الله عزوجل.

١٠ ـ أعرب قول المتنبي ... وبيّن ما يجوز في كلمة (مال) من أعاريب :

لا خيل عندك تهديها ولا مال

فليسعد النطق إن لم يسعد الحال

__________________

(١) آية ٦٢ سورة يونس.

(٢) آية ٢٠ سورة الشعراء.

٨٥

«ظن» وأخواتها

انصب بفعل القلب جزأي ابتدا

أعني : «رأى ، خال ، علمت ، وجدا

ظنّ ، حسبت ، وزعمت ، مع عد

حجا ، درى ، وجعل» اللّذك : «اعتقد»

و «هب ، تعلّم» ، والتي كصيّرا

أيضا بها انصب مبتدا وخبرا

هذا هو القسم الثالث من الأفعال الناسخة للابتداء ، وهو : «ظنّ وأخواتها» ، وينقسم إلى قسمين :

أحدهما : أفعال القلوب.

والثاني : أفعال التحويل.

١ ـ فأما أفعال القلوب فتنقسم إلى قسمين :

أحدهما : ما يدل على اليقين ، وذكر المصنف منها خمسة : رأى ، وعلم ، ووجد ، ودرى ، وتعلّم (١).

__________________

(١) أسقط منها فعل : ألفى ، وبعض النحاة يجعلونها قسمين ، أولهما يفيد في الخبر يقينا وهو : وجد ، وألفى ، ودرى ، وتعلّم بمعنى اعلم ، والثاني تغلب عليه إفادة اليقين وقد يكون للرجحان وهو : رأى وعلم.

٨٦

والثاني منهما : ما يدل على الرّجحان ، وذكر المصنّف منها ثمانية : خال ، وظنّ ، وحسب ، وزعم ، وعدّ ، وحجا ، وجعل ، وهب (١). فمثال رأى قول الشاعر :

١١٨ ـ رأيت الله أكبر كلّ شيء

محاولة ، وأكثرهم جنودا (٢)

فاستعمل «رأى» فيه لليقين ، وقد تستعمل رأى بمعنى «ظنّ» كقوله تعالى (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً)(٣) أي : يظنونه.

ومثال «علم» : «علمت زيدا أخاك» ، وقول الشاعر :

__________________

(١) يجعلها النحاة قسمين : الأول يفيد في الخبر رجحانا وهو : زعم وما بعده ، والثاني يأتي للرجحان أو لليقين والغالب فيه الأول وهو : خال ، حسب ، ظن.

(٢) البيت لخداش بن زهير بن ربيعة. محاولة : قدرة.

المعنى : إنني أعلم أن الله أعظم قدرة وأكثر جندا وأوفر قوة من كل مخلوق.

الإعراب : رأيت : فعل وفاعل ، الله : مفعول أول ، أكبر : مفعول ثان ، كل : مضاف إليه ، شيء : مضاف إليه ، محاولة : تمييز لأكبر ، وأكثرهم : الواو : عاطفة ، أكثر : معطوف على أكبر ، والهاء : في محل جر بالإضافة ، والميم للجمع ، جنودا : تمييز لأكثر منصوب.

الشاهد فيه : قوله «رأيت الله أكبر» فقد استعمل «رأى» اليقينية بمعنى علم ، ونصب بها مفعولين.

(٣) وبعدها قوله تعالى : (وَنَراهُ قَرِيباً) المعارج (٦ و ٧) وقد جاءت (رأى) الأولى بمعنى «ظن» والثانية بمعنى «علم» وكل منهما نصب المفعولين. فإن كانت «رأى» بمعنى أبصر ، أو بمعنى ذهب إلى الرأي الفلاني تعدت إلى واحد مثل : رأيت زيدا ، رأى الشافعي حلّ كذا ورأى أحمد خلاف ذلك.

٨٧

١١٩ ـ علمتك الباذل المعروف فانبعثت

إليك بي واجفات الشوق والأمل (١)

ومثال «وجد» قوله تعالى : (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(٢) ومثال «درى» قوله :

__________________

(١) لم ينسب البيت إلى قائل معيّن ، انبعثت بي : انطلقت بي ، واجفات الشوق : أسبابه ودواعيه.

المعنى : علمت عنك بذل العطاء وحب الخبر فانطلقت بي نحوك دواعي الشوق إليك والأمل فيك.

الإعراب : علمتك : فعل وفاعل ومفعول أول ، الباذل : مفعول به ثان ، المعروف : مفعول به لاسم الفاعل منصوب ، أو مجرور بالإضافة من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ، فانبعثت : الفاء : حرف عطف ، انبعث : فعل ماض ، والتاء : للتأنيث ، إليك بي : كل منها جار ومجرور متعلق بانبعث ، واجفات : فاعل مرفوع بالضمة ، الشوق : مضاف إليه ، الأمل : معطوف على الشوق بالواو ، وجملة : علمتك الباذل : ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، وجملة فانبعثت واجفات ..... معطوفة على السابقة لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه : قوله : «علمتك الباذل المعروف» فقد جاءت «علم» يقينية ، ونصبت المفعولين. وقد تكون للظن وتنصب مفعولين أيضا كقوله تعالى : (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ) فإن كانت بمعنى «عرف» تعدت لواحد كقولنا : علمت المسألة أي عرفتها.

(٢) الأعراف (١٠١) والآية بكاملها : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ ، وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) من : : زائدة ، عهد : مفعول به لوجدنا الأولى مجرور لفظا منصوب تقديرا ، إن : مخففة من الثقيلة مهملة ، وجدنا : فعل وفاعل ، أكثرهم : أكثر : مفعول أول ، والهاء : في محل جر بالإضافة ، والميم : للجمع ، لفاسقين : اللام : فارقة ، فاسقين : مفعول ثان منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.

٨٨

١٢٠ ـ دريت الوفيّ العهد يا عرو فاغتبط

فإنّ اغتباطا بالوفاء حميد (١)

ومثال «تعلّم» (٢) ـ وهي التي بمعنى اعلم ـ قوله :

__________________

(١) لم ينسب البيت إلى قائل معين. عرو : ترخيم عروة ، اغتبط من الغبطة وهي تمني ما للغير من الخير دون أن يزول عنه.

المعنى : لقد علم الناس أنك يا عروة وفي العهد فلتغتبط على مكرمتك ، فالغبطة بالوفاء والمكارم محمودة.

الإعراب : دريت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء : نائب فاعل وهي المفعول الأول ، الوفيّ مفعول به ثان منصوب بالفتحة ، العهد : مجرور بالإضافة ، أو فاعل مرفوع بالوفيّ ، أو منصوب بالوفيّ على شبه المفعولية. يا : أداة نداء ، عرو : منادى مفرد علم مرخم مبني على ضم الحرف الموجود أو المحذوف للترخيم في محل نصب على النداء ، فاغتبط : الفاء : حرف عطف ، اغتبط : فعل أمر ، والفاعل : أنت ، فإن : الفاء : استئنافية للتعليل ، إن : حرف مشبه بالفعل ينصب الإسم ويرفع الخبر ، اغتباطا : اسم إن ، بالوفاء : جار ومجرور متعلق باغتباطا ، حميد : خبر إن مرفوع. جملة : دريت الوفي : ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، وجملة : اغتبط : معطوفة على السابقة لا محل لها. وجملة : إن مع معموليها : استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه : قوله : «دريت الوفي» فقد جاء فعل «درى» دالا على اليقين ونصب مفعولين ، ونصب «درى» لمفعولين بنفسها قليل ، وأكثر ما تتعدى إلى مفعول واحد بحرف الجر الباء ، مثل : دريت بزيد ، فإذا دخلت عليه همزة النقل تعدّى لآخر بنفسه كقوله تعالى : «قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ ، فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ ، أَفَلا تَعْقِلُونَ».

(٢) فعل أمر ملازم لهذه الصيغة لا يأتي منه مضارع ولا ماض ومعناه : اعلم.

٨٩

١٢١ ـ تعلّم شفاء النّفس قهر عدوّها

فبالغ بلطف في التحيّل والمكر (١)

وهذه مثل الأفعال الدالة على اليقين.

ومثال الدالة على الرجحان قولك : «خلت (٢) زيدا أخاك» ، وقد تستعمل «خال» لليقين كقوله :

١٢٢ ـ دعاني الغواني عمّهنّ وخلتني

لي اسم فلا أدعى به وهو أوّل (٣)

__________________

(١) البيت لزياد بن سيّار.

المعنى : اعلم أن شفاء النفس منوط بهزيمة عدوها ، فتلطف في تلمس الحيل ، وبالغ في الخديعة والمكر حتى تبلغ من عدوك ما يشفي نفسك.

الإعراب : تعلم : فعل أمر بمعنى : اعلم : والفاعل : أنت : شفاء : مفعول أول ، النفس : مضاف إليه ، قهر : مفعول ثان ، عدوّها : عدو : مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله ، وها : في محل جر بالإضافة ، والجملة : ابتدائية لا محل لها من الإعراب. فبالغ : الفاء : حرف عطف ، بالغ : فعل أمر ، والفاعل أنت ، بلطف : جار ومجرور متعلق ببالغ ، في التحيل : جار ومجرور متعلق ببالغ. والمكر : معطوف على التحيل بالواو ، والجملة : معطوفة على الابتدائية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه : قوله : «تعلم شفاء النفس قهر» فقد نصب فعل «تعلم» بمعنى «اعلم» مفعولين ، والأكثر في استعمال هذا الفعل أن يقع على «أن» ومعموليها مثل قول زهير بن أبي سلمى :

فقلت : تعلم أن للصيد غرة

وإلا تضيعها فإنك قاتله.

(٢) مضارعها «أخال» ، والكثير فيه كسر الهمزة على غير قياس : إخال.

(٣) البيت للنمر بن تولب العكلي. الغواني ج غانية وهي المستغنية بجمالها عن الزينة.

المعنى : سماني الحسان الغانيات عمّالهن ، وكنت أعلم أن لي اسما أفلا أدعي به وهو الأول؟

٩٠

و «ظننت زيدا صاحبك» ، وقد تستعمل لليقين كقوله تعالى : (وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ)(١) ، و «حسبت زيدا صاحبك» ، وقد تستعمل لليقين كقوله :

__________________

الإعراب : دعاني : دعا : فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والنون للوقاية. والياء : في محل نصب مفعول أول لدعاني والغواني : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، عمهن : عم : مفعول ثان منصوب ، والهاء : في محل جر بالإضافة ، والنون : للنسوة ، وخلتني : الواو : عاطفة ، خلت : فعل وفاعل ، والنون : للوقاية ، والياء : في محل نصب مفعول أول لخال ، لي : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، اسم : مبتدأ مؤخر مرفوع ، والجملة : في محل نصب مفعول ثان ، فلا : الفاء : زائدة ، لا : نافية ، أدعى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره للتعذر ، ونائب الفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، به : جار ومجرور متعلق بأدعى والجملة في محل رفع صفة لاسم ، وهو : الواو : حالية ، هو : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ، أول : خبر المبتدأ ، والجملة في محل نصب على الحال من الضمير في : به.

الشاهد فيه : قوله : «خلتني لي اسم» فقد استعملت خال لليقين ونصبت المفعولين ، ويلاحظ أن الفاعل والمفعول ضميران متصلان لمسمى واحد ، وهذا خاص بأفعال القلوب.

(١) قال تعالى : (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) التوبة (١١٨ و ١١٩). والشاهد في الآية استعمال ظنوا بمعنى اعتقدوا ، وألا : أن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، ولا ملجأ من الله إلا إليه : لا النافية للجنس مع معموليها في محل رفع خبر أن ، وأن المخففة مع معموليها في تأويل مصدر منصوب سدّ مسدّ مفعولي «ظن» اليقينية.

٩١

١٢٣ ـ حسبت التّقى والجود خير تجارة

رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا (١).

ومثال «زعم» قوله :

١٢٤ ـ فإن تزعميني كنت أجهل فيكم

فإنّي شريت الحلم بعدك بالجهل (٢)

__________________

(١) البيت للبيد بن ربيعة العامري. حسبت : اعتقدت وأيقنت ، رباحا : ربحا ، ثاقلا : ميتا.

المعنى : أيقنت أن التقوى والكرم أوفر تجارة ربحا إذا ما انقضى عهد الإنسان بالحياة.

الإعراب : حسبت : فعل وفاعل ، التقى : مفعول به أول منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، والجود معطوف على التقى بالواو ، خير : مفعول ثان منصوب ، تجارة : مضاف إليه مجرور ، رباحا تمييز منصوب ، إذا : ظرف متضمن معنى الشرط في محل نصب على الظرفية الزمانية ، متعلق بجواب الشرط المحذوف دلّ عليه ما قبله ، ما : زائدة ، المرء : اسم لأصبح محذوفة تفسرها المذكورة ، أصبح : فعل ماض ناقص ، واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، وخبرها محذوف دلّ عليه خبر الأولى ، ثاقلا : خير لأصبح المحذوفة ، وجملتها في محل جر بإضافة إذا إليها ، وجملة أصبح : تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه : قوله : «حسبت التقى ... خير» فقد استعمل حسب بمعنى علم وأيقن ونصب بها مفعولين.

(٢) البيت لأبي ذؤيب الهذلي. أجهل : من الجهل وهو السب والسفه والخفة وعكسه الحلم.

المعنى : إن كان يغلب على ظنك أنني كنت سبابا نزقا يوم أقمت بينكم فقد تغير الحال اليوم واستبدلت بذلك كله حلما وسعة صدر وخلقا كريما.

الإعراب : فإن : الفاء : بحسب ما قبلها ، إن : حرف شرط جازم ، تزعميني : تزعمي : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والياء : في محل رفع فاعل ، والنون : للوقاية ، وياء المتكلم : مفعول أول لتزعمي في محل نصب ، كنت : كان الناقصة مع اسمها ، أجهل : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل : أنا ، والجملة : في محل نصب خبر كان ، وجملة كان مع معموليها : في محل نصب مفعول تزعمي الثاني ، فيكم : في : حرف جر متعلق بأجهل ،

٩٢

ومثال «عدّ» قوله :

١٢٥ ـ فلا تعدد المولى شريكك في الغنى

ولكنّما المولى شريكك في العدم (١)

__________________

والكاف : في محل جر بفي والميم للجمع ، فإني : الفاء : رابطة لجواب الشرط ، إن : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر ، والياء في محل نصب اسم إن ، شريت : فعل وفاعل : والجملة في محل رفع خبر إن ، وإن مع معموليها في محل جزم جواب الشرط ، الحلم : مفعول به لشريت ، بعدك : بعد : ظرف زمان متعلق بشريت ، والكاف : في محل جر بالإضافة ، بالجهل : جار ومجرور متعلق بشريت.

الشاهد فيه : قوله : «تزعميني كنت أجهل ...» فقد استعمل زعم بمعنى الرجحان ونصب بها المفعولين ، وفي البيت شاهد آخر وهو تعدي زعم إلى مفعوليها بنفسها ، والأكثر فيها أن تقع على «أن» وصلتها ، مخففة كقوله تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) أو مشددة كقول كثير :

وقد زعمت أني تغيرت بعدها

ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغير

(١) البيت للنعمان بن بشير الأنصاري. المولى : الصاحب والنصير. العدم : الفقر.

المعنى : لا تحسبن الصديق الحق من يخالطك أيام يسرك ، ولكنه الذي يلزمك ويشد أزرك حين الشدة والحاجة.

الإعراب : لا : ناهية جازمة ، تعدد : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون. وحرك بالكسر دفعا لالتقاء الساكنين ، والفاعل : مستتر وجوبا تقديره : أنت. المولى : مفعول أوّل منصوب بالفتحة المقدرة على آخره للتعذر ، شريكك : شريك مفعول ثان منصوب ، وهو مضاف ، والكاف : مضاف إليه في محل جر ، في ، حرف جر متعلق بشريك ، الغنى : اسم مجرور بفي علامة جره الكسرة المقدرة للتعذر ، ولكنما : الواو : عاطفة ، لكنما : كافة ومكفوفة ، المولى : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ، شريكك : شريك : خبر المبتدأ مرفوع ، والكاف في محل جر بالإضافة ، في العدم : جار ومجرور متعلق بشريك.

الشاهد فيه : قوله : «لا تعدد المولى شريكك» فقد استعمل مضارع «عد» بمعنى الرجحان ونصب به مفعولين.

٩٣

ومثال «حجا» قوله :

١٢٦ ـ قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة

حتى ألمّت بنا يوما ملمّات (١)

ومثال «جعل» قوله تعالى : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً)(٢). وقيّد المصنّف «جعل» بكونها بمعنى «اعتقد» احترازا من «جعل» التي بمعنى «صيّر» فإنها من أفعال التحويل لا من أفعال القلوب.

__________________

(١) اشتهرت نسبة البيت إلى تميم بن مقبل ، أحجو : أظن وأرجح ، ملمات : نوازل مصائب مفردها ملمة.

المعنى : كنت أحسب أبا عمرو أخا في الشدائد يثق المرء بنجدته ، حتى ألمت بنا الكارثة فلم يكن أهلا للثقة.

الإعراب : قد : حرف تحقيق ، كنت : كان الناقصة مع اسمها ، أحجو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل ، والفاعل : مستتر وجوبا تقديره : أنا ، أبا : مفعول به أول منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، عمرو : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، أخا : مفعول به ثان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، ثقة : مضاف إليه مجرور ، (روى البيت أيضا : أخا ثقة بنصب الكلمتين منونتين فأخا : منصوب بالفتحة ، وثقة : نعت) ، حتى حرف ابتداء ، ألمت : ألم : فعل ماض ، والتاء : للتأنيث ، بنا : جار ومجرور متعلق بألمت ، يوما : ظرف زمان متعلق بألمت ، ملمات : فاعل ألمت. جملة : أحجو أبا عمر أخا ثقة : في محل نصب خبر كان ، وجملة : كان مع معموليها : ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، وجملة : ألمت بنا يوما ملمات : في حكم الابتدائية (استئنافية) لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه : قوله : «أحجو أبا عمر أخا ثقة» فقد استعمل مضارع «حجا» بمعنى الرجحان ونصب به مفعولين.

(٢) الزخرف (١٩) وتتمة الآية (أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) والشاهد مجيء «جعل» بمعنى الرجحان ، ونصب المفعولين بها وهما : «الملائكة ، إناثا».

٩٤

ومثال «هب» قوله :

١٢٧ ـ فقلت : أجرني أبا مالك

وإلا فهبني امرأ هالكا (١)

ونبّه المصنّف بقوله : «أعني رأى» على أنّ أفعال القلوب منها ما ينصب مفعولين وهو «رأى» وما بعده مما ذكره المصنف في هذا الباب ، ومنها ما ليس كذلك ، وهو قسمان :

ـ لازم نحو «جبن زيد».

ـ ومتعد إلى واحد نحو «كرهت زيدا».

هذا ما يتعلق بالقسم الأول من أفعال هذا الباب وهو أفعال القلوب.

٢ ـ وأمّا أفعال التحويل ـ وهي المرادة بقوله : «والتي كصيّرا» .. إلى

__________________

(١) البيت لعبد الله بن همام السلولي ، ويروى : أبا خالد ، أجرنى : أغثني واحمني ، هبني : ظنني.

المعنى : فقلت احمني يا أبا مالك وردّ عني ما أخافه ، فإن لم تفعل فأنا هالك.

الإعراب : قلت : فعل وفاعل ، أجرني : أجر : فعل أمر مبنيّ على السكون. والفاعل : أنت ، والنون : للوقاية ، والياء : في محل نصب مفعول به ، أبا منادى مضاف بأداة نداء محذوفة منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، مالك : مضاف إليه ، والجملة في محل نصب مقول القول ، وإلا : الواو : حرف عطف ، إن : حرف شرط جازم ، لا : نافية ، وفعل الشرط محذوف تقديره : وإلا تجرني فهبني ، فهبني : الفاء : رابطة للجواب ، هب : فعل أمر ، والفاعل : أنت ، والنون : للوقاية ، والياء : في محل نصب مفعول أول لهب : أمرا : مفعول به ثان ، هالكا : صفة لامرأ منصوبة ، وجملة : هبني : في محل جزم جواب الشرط.

الشاهد فيه : قوله : «هبني امرأ» فقد استعمل «هب» بمعنى الرجحان ونصب به المفعولين ، وهو بهذا المعنى فعل جامد ملازم لصيغة الأمر ، فإن جاء بمعنى : أعطى ومنح فهو متصرف وليس جامدا.

٩٥

آخره ـ فتتعدى أيضا إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، وعدّها بعضهم سبعة :

(ا) «صيّر» نحو : «صيّرت الطين خزفا».

(ب) و «جعل» نحو قوله تعالى : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً)(١).

(ج) و «وهب» كقولهم : «وهبني الله فداك» أي صيّرني.

(د) و «تخذ» كقوله تعالى : (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً)(٢).

(ه) و «اتّخذ» كقوله تعالى : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً)(٣)

(و) و «ترك» كقوله تعالى : (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ)(٤) ، وقول الشاعر :

__________________

(١) الفرقان (٢٣) والشاهد في الآية مجيء «جعل» بمعنى «صيّر» ونصبه للمفعول وهما : الهاء وهباء.

(٢) من قوله تعالى : «فَانْطَلَقا ، حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما ، فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ ، قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً». الكهف (٧٨)

(٣) من قوله تعالى : «وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً ، وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً». النساء (١٢٤)

(٤) الكهف (١٠٠) وتتمة الآية : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً) والشاهد نصب المفعولين بتركنا التي بمعنى صيّرنا ، الأول : بعضهم ، والثاني : جملة يموج مع فاعلها المستتر.

٩٦

١٢٨ ـ وربّيته حتّى إذا ما تركته

أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه (١)

(ز) و «ردّ» كقوله :

١٢٩ ـ رمى الحدثان نسوة آل حرب

بمقدار سمدن له سمودا

__________________

(١) البيت لفرعان بن الأعرف من بني مرة من أبيات يقولها في ابنه منازل الذي عقّه.

استغنى عن المسح شاربه : كناية عن اعتماده على نفسه واستغنائه عن المساعدة ، وبعد هذا البيت قوله:

تغمّط حقي ظالما ولوى يدي

لوى يده الله الذي هو غالبه.

المعنى : تعهدت ولدي بالتربية حتى إذا ما شبّ ولحق بالرجال واستغنى عن عوني ورعايتي تنكر لي وجحد حقي ولوى يدي.

الإعراب : ربيته : فعل وفاعل ومفعول به ، حتى : حرف ابتداء ، إذا : ظرف متضمن معنى الشرط في محل نصب متعلق بالجواب تغمط في البيت الثاني ، ما : زائدة ، تركته : فعل وفاعل ومفعول به أوّل ، أخا : مفعول به ثان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، القوم : مضاف إليه ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها ، واستغنى : الواو : عاطفة ، استغنى : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على آخره للتعذر ، عن المسح ، جار ومجرور متعلق باستغنى ، شاربه : شارب : فاعل مرفوع ، والهاء : في محل جر بالإضافة ، والجملة : معطوفة على جملة تركته في محل جر ، وجواب الشرط جملة : تغمط حقي في البيت الثاني.

الشاهد فيه : قوله : «تركته أخا القوم» فقد استعمل «ترك» بمعنى «صيّر» ونصب به مفعولين.

٩٧

فردّ شعورهنّ السّود بيضا

وردّ وجوههنّ البيض سودا (١)

* * *

أحكام هذه الأفعال :

وخصّ بالتّعليق والإلغاء ما

من قبل : «هب» ، والأمر «هب» قد ألزما (٢)

__________________

(١) البيتان لعبد الله بن الزّبير ـ بفتح الزاي وكسر الباء ـ ونسبا لغيره. الحدثان : نوائب الدهر وهي بكسر الحاء وسكون الدال وبفتحهما ، سمدن : حزنّ ، ردّ : صيّر.

المعنى : رمى الدهر هؤلاء النسوة بمقدار من النوائب ملأت نفوسهن بالحزن ، فابيض شعرهن الأسود من الهول ، واسود وجههن الأبيض من اللطم والحزن.

الإعراب : رمى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر ، الحدثان : فاعل مرفوع بالضمة ، نسوة : مفعول به منصوب ، آل : مضاف إليه ، حرب ، مضاف إليه ، بمقدار : جار ومجرور متعلق برمى ، والجملة : ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، سمدن : سمد : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، ونون النسوة : في محل رفع فاعل ، والجملة : في محل جر صفة لمقدار ، له : جار ومجرور متعلق بسمدن ، سمودا ، مفعول مطلق ، فرد : الفاء : حرف عطف ، رد : فعل ماض ، وفاعله : هو يعود إلى الحدثان ، شعورهن : شعور : مفعول به أول وهو مضاف ، والهاء : مضاف إليه في محل جر ، والنون : علامة النسوة ، السود : صفة ، بيضا : مفعول به ثان ، والجملة معطوفة على جملة رمى الحدثان الابتدائية لا محل لها من الإعراب ، وإعراب الشطر الثاني كالأول تماما.

الشاهد فيه : البيت الثاني فقد استعمل ردّ بمنى صير ونصب به مفعولين في المصراعين.

(٢) خصّ : فعل ماض مبني للمجهول ، ما : اسم موصول في محل رفع نائب فاعل (أو خصّ : فعل أمر ، والفاعل : أنت ، ما : مفعول به) ، من قبل : جار ومجرور متعلق بصلة الموصول والتقدير : ما ذكر من قبل هب ، الأمر : مفعول ثان مقدم لألزم ، هب (قصد لفظه) : مبتدأ ، قد : حرف تحقيق ، ألزم : فعل ماض مبني للمجهول ، والألف للإطلاق. ونائب الفاعل : هو وهو المفعول الأول ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ (هب).

٩٨

كذا «تعلّم» ولغير الماض من

سواهما اجعل كلّ ما له زكن (١)

تقدّم أنّ هذه الأفعال قسمان :

أحدهما : أفعال القلوب.

والثاني : أفعال التحويل.

فأما أفعال القلوب فتنقسم إلى : متصرفة وغير متصرفة. فالمتصرفة ما عدا : «هب وتعلّم» فيستعمل منها الماضي نحو «ظننت زيدا قائما» ، وغير الماضي ـ وهو المضارع نحو «أظنّ زيدا قائما» ، والأمر نحو : «ظنّ زيدا قائما» (٢) ـ واسم الفاعل نحو : «أنا ظانّ زيدا قائما» ، واسم المفعول نحو «زيد مظنون أبوه قائما» ف «أبوه» : هو المفعول الأول ، وارتفع لقيامه مقام الفاعل ، و «قائما» : المفعول الثاني. والمصدر نحو : «عجبت من ظنّك زيدا قائما» (٣) ـ ويثبت لها كلها من العمل وغيره ما ثبت للماضي.

وغير المتصرّف اثنان هما : «هب ، وتعلّم بمعنى اعلم» فلا يستعمل منها إلا صيغة الأمر كقوله :

تعلّم شفاء النفس قهر عدوها

فبالغ بلطف في التحيّل والمكر (٤)

__________________

(١) كذا : الكاف حرف جر متعلق بمحذوف خبر مقدم ، ذا : اسم إشارة في محل جر ، تعلم (قصد لفظه) : مبتدأ مؤخر والمعنى ، تعلم : لزم الأمر كذلك.

(٢) ظنّ : فعل أمر مبنيّ على السكون وحرّك بالفتح للخفة ، والفاعل : أنت ، زيدا مفعول أول قائما : مفعول ثان.

(٣) ظنك : الكاف : في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر إلى فاعله ، زيدا قائما : مفعولان للمصدر.

(٤) مرّ الشاهد برقم (١٢١) ص : (٣٧٢).

٩٩

وقوله :.

فقلت : أجرني أبا مالك

وإلا فهبني أمرأ هالكا (١)

واختصت القلبية المتصرّفة بالتعليق والإلغاء (٢). فالتعليق هو : ترك العمل لفظا دون معنى لمانع (٣) نحو : «ظننت لزيد قائم» ، فقولك «لزيد قائم» : لم تعمل فيه «ظننت» لفظا لأجل المانع لها من ذلك وهو اللام لكنه في موضع ، نصب ، بدليل أنك لو عطفت عليه لنصبت نحو : : «ظننت لزيد قائم وعمرا منطلقا» ، فهي عاملة في «لزيد قائم» في المعنى دون اللفظ.

والإلغاء هو : ترك العمل لفظا ومعنى لا لمانع (٤) نحو : «زيد ظننت قائم» ، فليس ل «ظننت» عمل في «زيد قائم» لا في المعنى ولا في اللفظ.

ويثبت للمضارع وما بعده من التعليق وغيره ما ثبت للماضي نحو : «أظنّ لزيد قائم» ، و «زيد أظنّ قائم» وأخواتها.

وغير المتصرفة لا يكون فيها تعليق ولا إلغاء ، وكذلك أفعال التحويل نحو «صيّر» وأخواتها.

* * *

وجوّز الإلغاء ، لا في الابتدا

وانو ضمير الشان ، أو لام ابتدا (٥)

__________________

(١) مرّ مشروحا برقم (١٢٧) ص : (٣٧٧).

(٢) التعليق قد يقع في غير هذه الأفعال ، وإنما تختص الأفعال القلبية بوقوع الإلغاء والتعليق فيها معا دون غيرها من الأفعال.

(٣) المانع : هو مجيء ماله صدر الكلام بعد الفعل كلام الابتداء أو الاستفهام مما سيفصله الشارح.

(٤) لا لمانع لفظي كالتعليق ، بل المانع هنا معنوي وهو ضعف العامل بتوسطه أو تأخّره.

(٥) جوز : فعل أمر وفاعله : أنت ، الإلغاء : مفعول به ، لا : حرف عطف يعطف ما بعده على مقدر قبله والتقدير : جوز الإلغاء في التوسط أو في التأخر لا في الابتداء ... ، انو : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، والفاعل أنت ، ضمير : مفعول به ، لام : معطوفة على المفعول بأو.

١٠٠