علوم العربيّة - ج ٢

السيد هاشم الحسيني الطهراني

علوم العربيّة - ج ٢

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني الطهراني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٩٧٤
الجزء ١ الجزء ٢

ساقط ايضا ، لان الوصف اضيف الى معموله فيقع مبتدا وخبرا وفاعلا وغيرها.

صيغة المبالغة

هى كاسم الفاعل فى جميع ما ذكر مع اختلاف فى الصيغة ، وقد ذكر ناصيغها فى كتاب الصرف ، ونذكر هنا امثلة لاعمالها ، نحو قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) ـ ٤١ / ٤٦ ، (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ) ـ ٤ / ٣٦ ، (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) ـ ٢٠ / ٨٢ ، والمفعول فى هذه الامثلة مصدر بلام التقوية او على ، وتاتى فى مبحث حروف الجر ، ومثال عملها بنفسها ما فى هذه الابيات.

ضروب بنصل السيف سوق سمانها

٤٥٣ اذا عدموا زادا فانّك عاقر

اخا الحرب لبّاسا اليها جلالها

٤٥٤ وليس بولّاج الخوالف اعقلا

اتانى انّهم مزقون عرضى

٤٥٥ جحاش الكرملين لها فديد

ثمّ زادوا انّهم فى قومهم

٤٥٦ غفرذ نبهم غير فخر

ولبعض النحاة فى اعمال صيغة المبالغة كلام جدير بالرفض بعد مجيئه فى كلام العرب.

اسم المفعول

هو كلمة تدل على ذات وحدث على وجه الوقوع ، وذكرنا فى كتاب الصرف صيغته ، وشروط عمله واقسامه كاسم الفاعل ، ونذكر هنا امثلة لاعماله.

١ ـ : اعماله فى الضمير المستتر ، نحو قوله تعالى : (وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) ـ ٢ / ٢٥ ، (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ) ـ ٨٠ / ١٣ ، (وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً) ـ ٧٤ / ١٢ ، (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً) ـ ١٧ / ٣٣.

٢ ـ : اعماله فى الاسم الظاهر ، نحو قوله تعالى : (وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ) ـ ٢ / ٨٥ ، وضمير هو للشان،(إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)

٣٠١

ـ ٧ / ١٣٩ ، (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) ـ ٣٨ / ٥٠ ، وكقول الشاعر :

لعلّ عتبك محمود عواقبه

٤٥٧ وربّما صحّت الاجسام بالعلل

٣ ـ : اعماله فى الظرف والجار والمجرور ، نحو قوله تعالى : (قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً) ـ ٥ / ٢٦ ، (النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) ـ ٧ / ١٥٧ ، (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) ـ ٥١ / ٣٣ ، (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) ـ ٨٣ / ١٥.

٤ ـ : اضافته الى معموله ، نحو ما فى البيتين.

تمنّى لقائى الجون مغرور نفسه

٤٥٨ فلمّا رآنى ارتاع ثمّة عرّدا

خلقت الوفا لو رجعت الى الصبا

٤٥٩ لفارقت شيبى موجع القلب باكيا

الباب الثالث

فى الصفة المشبهة ، وهى لا تكون الا مشتقة من الفعل اللازم ، تعمل فى الفاعل ولا يكون لها مفعول به الا بواسطه حرف الجر ، ويكون له معمولات اخر كالفعل اللازم ، وذكرنا اوزانها فى كتاب الصرف.

وهى كاسم الفاعل فيما ذكر ، وقال بعضهم : ان الصفة المشبهة لا تكون صلة لال ، وال الداخلة عليها حرف تعريف كالداخلة على الجوامد ، لان معناها الثبوت فلا تؤول الى الفعل الدال على الحدوث ، ولك ان تؤول قولك : الجميل وجهه زيد الى قولك : الذى جمل وجهه زيد ، واليك بعض الامثلة.

١ ـ : عملها فى الضمير ، نحو قوله تعالى : (وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) ـ ٧ / ١٤١ ، (كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) ـ ٧٧ / ٣٣ ، (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) ـ ٣ / ٤.

٢ ـ : عملها فى الاسم الظاهر ، نحو قول على عليه‌السلام فى وصف المتقين : تراه قريبا امله ، قليلا زلله ، خاشعا قلبه ، قانعة نفسه ، منزورا اكله ، سهلا امره ، حريزا دينه ، ميتة شهوته ، مكظوما غيظه ، بعيدا فحشه ، لينا قوله ، غائبا منكره ، حاضرا

٣٠٢

معروفه ، مقبلا خيره ، مدبرا شره ، بعض هذه الاوصاف صفة مشبهة.

٣ ـ : عملها فى الجار والمجرور ، نحو قوله تعالى : (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ) ـ ٤٢ / ١٩ ، (إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) ـ ٢٩ / ٦ ، (اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) ـ ٣ / ٤٥.

٤ ـ : عملها فى الظرف ، نحو قوله تعالى : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) ـ ٤٣ / ٦٧ ، يومئذ متعلق بعدو ، (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) ـ ١٠٠ / ١١ ، (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ـ ١٣ / ٤٣.

٥ ـ : اضافتها الى فاعلها ، نحو قوله تعالى : (وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ) ـ ٣ / ١١ ، (وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) ـ ٢٤ / ٣٩ ، (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) ـ ٥٣ / ٥ ، ويجوز فى فاعلها النصب على خلاف القاعدة ، وللاوصاف المذكورة احكام نذكرها فى فصول.

الفصل الاول

ان فاعل الصفة المشبهة واسم الفاعل اللازم واسم المفعول ان كان اسما ظاهرا يجوز فيه الرفع اصالة والجر بالاضافة والنصب على التشبيه بالمفعول ان كان معرفة وعلى التمييز ان كان نكره ، سواء اكان الوصف محلى بال ام مجردا عنها فهذه ست صور ، وهو مع كل من هذه الصور الست اما مضاف او مقرون بال او مجرد عنهما ، فالاقسام ثمانية عشر ، فهو فى ستة منها مرفوع ، وفى ستة منها مجرور ، وفى ستة منها منصوب ، وان شئت فقل : ان الوصف اما مقرون بال او مجرد عنها ، وفاعل كل منهما اما مقرون بال او مضاف او مجرد عنهما ، وهذه ست صور ، وفى كل من هذه الصور يجوز رفع الفاعل وجره ونصبه ، وكونه فاعلا حسب المعنى ، وكونه جائز الوجوه حسب التصور الابتدائى ، وياتى التفصيل.

صور الرفع الست

١ ـ : كون الوصف بدون ال ومعموله مضاف الى ضمير الموصوف ، نحو زيد

٣٠٣

حسن وجهه ، وهذا احسن ومنه قوله تعالى : (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) ـ ٧٠ / ٤٣ ـ ٤٤ ، وقول الشاعر :

لقد كنت جلدا قبل ان توقد النوى

٤٦٠ على كبدى نارا بطيئا خمودها

٢ ـ : كون الوصف مع ال ومعموله مضاف الى ضمير الموصوف ، نحو جاءنى زيد الحسن وجهه ، وهذا احسن ايضا.

٣ ـ : كون الوصف بدون ال ومعموله مع ال ، نحو زيد حسن الوجه ، ومنه قوله تعالى : (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) ـ ٣٨ / ٥٠ ، وهذا قبيح على قولهم.

٤ ـ : كون الوصف مع ال ومعموله مع ال ، نحو جاءنى زيد الحسن الوجه ، وهذا قبيح ايضا.

٥ ـ : كون الوصف ومعموله كليهما بدون ال ، نحو زيد حسن وجه ، وهذا قبيح ايضا ومنه قول الشاعر :

بثوب ودينار وشاة ودرهم

٤٦١ فهل انت مرفوع بما ههنا راس

٦ ـ : كون الوصف مع ال ومعموله بدون ال ، نحو جاءنى زيد الحسن وجه ، وهذا قبيح ايضا.

اعلم ان الوصف فى هذه الصور الست خال عن ضمير موصوفه لان فاعله مرفوع مذكور بعده ، بخلاف سائر الصور الآتية ، فان الوصف فيها حامل لضمير موصوفه وهو الفاعل حسب الصناعة ، وياتى بيانه.

ثم انهم قالوا : ان الصور الثمانى عشرة اثنتان منها ممتنعتان ، وواحدة منها مختلف فيها ، وتسع منها احسن ، واثنتان منها حسنتان ، واربع منها قبيحة.

والقبيحة هى الاربع الاخيرة من الست التى ذكرناها ، وجهة قبحها عدم الرابط الى الموصوف ، والصورة الاولى والثانية من القسم الاحسن ، وياتى الباقية

٣٠٤

اقول : الرابط موجود فى الصورة الثالثة والرابعة ، وهو ال الداخلة على معمول الوصف ، فان الرابط لا ينحصر فى الضمير كما مر فى مبحث المبتدا والخبر ، وحكمهم بالقبح مع ورودها فى القرآن عجيب ، فكانهم غفلوا عن الآية ، وفى الصورة الخامسة والسادسة يجب الحكم بالامتناع لخروج الكلام عن الاسلوب العربى لعدم الربط والبيت ضرورة وفى غاية الشذوذ.

صور الجر الست

١ ـ : كون الوصف بدون ال ومعموله مضاف الى ضمير الموصوف ، نحو زيد حسن وجهه ، وفى الحديث : انه صلى‌الله‌عليه‌وآله شثن اصابعه ، وفى الحديث فى وصف الدجال لعنه الله : انه اعور عينه اليمنى وجاء فى قول الشاعر :

اقامت على ربعيهما جارتا صفا

٤٦٢ كميتا الاعالى جونتا مصطلاهما

وهذه الصورة المختلف فيها ، قال الاكثر : انها جائزة على قبح مستشهدا بما جاء فى الحديث والشعر ، وقال بعضهم : انها ممتنعة ، وان شئت فقل : لا امتناع ولا قبح لمجيئه فى كلام العرب وعدم منافاته للقواعد.

٢ ـ كون الوصف مع ال ومعموله مضاف الى ضمير الموصوف ، نحو جاءنى زيد الحسن وجهه ، قالوا : هذه الصورة ممتنعة لان الاضافة لا تفيد تعريفا ولا تخصيصا ولا تخفيفا ، فلا فائدة فى الاضافة.

اقول : ياتى فى مبحث الاضافة ان المضاف بشرائطه يكتسب من المضاف اليه تخصيصا او تعريفا لانه يتقيد به لا محالة لحصول النسبة بينهما ، فالحسن فى المثال المذكور يتقيد بوجهه مجرورا كما يتقيد به مرفوعا او منصوبا.

٣ ـ : كون الوصف بدون ال ومعموله مع ال ، نحو زيد حسن الوجه ، وهذه كثيرة فى الكلام ، نحو قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) ـ ٣ / ١٩٩ ، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) ـ ٢ / ١٩٦ ، وكما فى هذه الابيات.

٣٠٥

سهل الخليقة لا تخشى بوادره

٤٦٣ تزينه الخصلتان الحلم والكرم

لا يخلف الوعد ميمون بغرّته

٤٦٤ رحب الفناء اريب حين يعتزم

ويل للشّجىّ من الخلىّ فانّه

٤٦٥ نصب الفؤاد بحزنه مهموم

٤ ـ : كون الوصف ومعموله مع ال ، نحو جاءنى زيد الحسن الوجه ، ومنه قول الشاعر :

السمح فى الناس محمود خلائفه

٤٦٦ والجامد الكفّ ما ينفكّ ممقوتا

٥ ـ : كون الوصف ومعموله بدون ال ، نحو زيد حسن وجه ، ومنه قول الشاعر.

فظلّ طهاة اللحم من بين منضج

٤٦٧ صفيف شواء او قدير معجّل

وهذه الصور الثلاث من القسم الاحسن ، وملاك الاحسنية ان يكون الضمير الراجع الى الموصوف واحدا ، لانه جاء على وفق ما يقتضيه الكلام من الرابط من دون زيادة ونقصان ، وخير الكلام ما قل ودل.

٦ ـ : كون الوصف مع ال ومعموله بدون ال ، نحو جاءنى زيد الحسن وجه ، وهذه ممتنعة لامتناع اضافة المعرفة الى النكرة.

صور النصب الست

١ ـ : كون الوصف بدون ال ومعموله مضاف الى ضمير الموصوف ، نحو زيد حسن وجهه ، ومنه قوله تعالى : (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) ـ ٢ / ٢٨٣ ، بنصب قلبه فى قراءة بعض.

٢ ـ : كون الوصف مع ال ومعموله مضاف الى ضمير الموصوف ، نحو جاءنى زيد الحسن وجهه.

وهاتان الصورتان حسنتان لان فى كل منهما ضميرين : احدهما فى الوصف والآخر ما اضيف اليه معموله ، لان معموله منصوب مجازا فلابد له من مرفوع وهو مستتر فيه ، وانما انحطتا عن درجة الاحسنية الى الحسن لزيادة الرابط بتعدد الضمير ، والاربعة الباقية من القسم الاحسن ووجه الاحسنية ما ذكرنا.

٣٠٦

٣ ـ : كون الوصف بدون ال ومعموله مع ال ، نحو زيد حسن الوجه.

٤ ـ : كون الوصف مع ال ومعموله ايضا ، نحو جاءنى زيد الحسن الوجه.

٥ ـ : كون الوصف ومعموله بدون ال ، نحو زيد حسن وجها ، ومنه قول الشاعر :

ليس يفنى عيشه احد

٤٦٨ لا يلاقى فيه امعارا

من صديق او اخى ثقة

٤٦٩ او عدوّ شاحط دارا

٦ ـ : كون الوصف مع ال ومعموله بدون ال ، نحو جاءنى زيد الحسن وجها ، ويوجد مثال الصورتين فى باب التمييز ، هذه ثمانى عشرة صورة ، وقال فى التصريح : اوصل بعض المتاخرين الصور الحاصلة من الصفة ومعمولها الى اربع عشرة الف صورة ومائين وست وخمسين صورة ، فاحذر ولا تغتر بذلك فانه مضيع للعمر.

الفصل الثانى

بين الصفة المشبهة وغيرها من الاوصاف فروق ، وهى :

١ ـ : انها لا تصاغ الا من الفعل اللازم ، بخلاف غيرها ، وما كان متعديا على احد اوزان الصفة المشبهة فهو صيغة المبالغة ، نحو اكول ، شروب ، مزق.

٢ ـ : انها لا تستعمل الا للماضى المتصل بالزمن الحاضر ، وغيرها يستعمل لاحد الازمنة الثلاثة ، وفيه ما ياتى فى اول مبحث ادوات المضى والاستقبال فى المقصد الثالث.

٣ ـ : انها تدل على الثبوت فى الاكثر ، اى تصاغ من الصفات الثابتة لموصوفاتها نحو شجاع وجبان وطويل وصبور وحليم وكريم ، وقد تكون من غيرها نحو مريض وكسل ، والامر فى غيرها على العكس ، اى يصاغ من الافعال الحادثة والصفات الزائلة فى الاكثر ، نحو ساكت وضارب ، وقد يكون من الصفات الثابتة ، نحو ثابت ، كائن ، عاقل ، مؤمن ، دائم ، طاهر ، شاحط ، منطلق ، وما يكون من صيغ المبالغة للحرفة يدل على الثبوت ، نحو بناء ، عطار ، نجار ، حداد ، خباز ، خياط ،

٣٠٧

عصار.

ثم ان حدثا ان لم يكن ثابتا بنفسه واريد دلالة ثبوته صيغ على احد اوزان الصفة المشبهة ، نحو زيد سكوت فانه يدل على ان السكوت صار من طبعه ، بخلاف ساكت ، وكذا صبور وصابر ، وحسود وحاسد ، وقدير وقادر ، وامير وآمر ، وقاسى وقسى ، وضائق وضيق ، ووزير ووازر ، وعليم وعالم ، حتى ان المتعدى يصير لازما ، ولا يراد تعلقه بمفعول نحو عليم ان اردت ثبوت العلم له لا انه يعلم شيئا خاصا ، وان اردت تعلقه بشئ عديته بحرف التعدية ، نحو (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ـ ٣ / ١١٩.

٤ ـ : انها لا تجارى على وزن الفعل ، بخلاف اسم الفاعل ، فانه يجارى على وزن المضارع وزناعر وضيا فى ابواب المجرد والمزيد من الثلاثى والرباعى ، واسم المفعول يجارى على وزن المضارع المجهول فى ابواب مزيد الثلاثى والرباعى مجردا ومزيدا ، والوزن العروضى هو توافق الحركات والسكنات وان اختلف نوعها ، والوزن الصرفى توافقها فى نوعها ، فالعروضى اعم من الصرفى.

٥ ـ : انها لا يجوز تقدم منصوبها عليها لانه فاعل فى المعنى بخلاف غيرها ، فيجوز زيد عمرا ضارب ، ولا يجوز زيد وجهه جميل بنصب وجهه ، وان جاز متاخرا

٦ ـ : انها تخالف فعلها فى عمل النصب مع انها ليست من المتعدى ، فلا يجوز زيد حسن وجهه بنصب وجهه تشبيها بالمفعول ، ولكن يجوز زيد حسن وجهه كمامر ، وبعض هذه الخصائص للصفة المشبهة ياتى فى اسم المفعول واسم الفاعل اللازم ، ومر الاشارة الى ذلك وذكر ابن هشام فى رابع المغنى فروقا غير هذه ، ولا جدوى فى ذكرها ، ان اردتها فراجع.

الفصل الثالث

ان اسم الفاعل اذا جرد عن ال وكان بمعنى الماضى لا يعمل فى المفعول به ،

٣٠٨

بل يجب ان يضاف اليه ، وهذا مذهب قوم ، وعللوا ذلك بان اسم الفاعل انما يعمل عمل الفعل لمشابهته بالمضارع من حيث الموازنة والمضارع يكون للحال او الاستقبال ، واما الماضى فلا يشبهه اسم الفاعل ، فلا يعمل ان كان بمعناه ، وقال آخرون كالكسائى وجماعة : انه يعمل بمعنى الماضى كما يعمل بمعنى الحال والاستقبال.

ثم تداول بين الفريقين مثال الآية : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) ـ ١٨ / ١٨ ، فاستشهد به المجوزون واجاب المانعون بانها حكاية الحال الماضية ، فالوصف فيها بمعنى الحال ، ومعنى حكاية الحال كما قال الرضى نقلا عن الاندلسى : ان تفرض نفسك كانك موجود فى ذلك الزمان ، او تفرض ذلك الزمان كانه موجود الآن ، ومعنى كلامهم ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين نزل عليه هذه الآية وتكلم بها لاصحا به فرض نفسه فى ذلك الزمان او فرض ذلك الزمان فى زمانه ثم قرا باسط بالتنوين ، هذا ، فانظر.

والعجب انهم قالوا : ان اقترن اسم الفاعل بال عمل بمعنى الماضى والحال والاستقبال على السواء ، وقال بعضهم : يعمل بمعنى الماضى فقط ، مع ان ال تزيل شباهته بالفعل ، سواء اقلنا انها موصولة ام حرف تعريف وهو مذهب بعضهم.

ثم انهم اعترفوا بجواز عمل الوصف فى المفعول الثانى فى نحو قوله تعالى : (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) ـ ٦ / ٩٦ ، على قراءة بعض ، وقالوا ان ذلك ضرورة فلا بد منه ، لامتناع الاضافة اليه لان الوصف اضيف الى المفعول الاول ولا يمكن ان يضاف اسم واحد الى اثنين ، ونقل الرضى فى شرح الكافية فى مبحث اسم الفاعل عن السيرافى انه قال : ولم يوجد اسم الفاعل عاملا فى المفعول الاول فى موضع من المواضع مع كثرة دوره فى الكلام.

واقول : ان الفعل لا دلالة له على الزمن الخاص ، اى احد الازمنة الثلاثة الا بالقرينة ، هذا حال الفعل ، فكيف بالوصف ، وياتى بيان ذلك فى مبحث ادوات المضى والاستقبال فى المقصد الثالث.

٣٠٩

واما تعليل المانعين من عمل اسم الفاعل بمعنى الماضى فلا يصغى اليه كسائر تعليلاتهم ، لان دلائل النحو هى استعمالات العرب لا منسوجات الخيال ، فان تم المدعى فهو لعدم الاستعمال.

واما حكاية الحال الماضية فهى اذا كان الكلام محكيا بالقول او ما بمعناه ، نحو قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ـ ٢ / ٣٠ ،(قالَ كَلَّا فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) ـ ٢٦ / ١٥ ، اى كلامكم ، (قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ) ـ ٥ / ٢٨ ، ولو لم يكن الوصف فى هذه الآيات حكاية الحال الماضية لكان شاهدا للمجوزين

واما المثال المتداول ، اى قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) ـ ١٨ / ١٨ ، فاخبار عن الماضى لا حكاية عنه ، ولكنه من الماضى المستمر الى الحال وما بعده ، ولا خلاف فى جواز عمله ايضا ، ونظائره كثيرة كقوله تعالى : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) ـ ١٠٩ / ٣ ـ ٤ ، (وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ) ـ ٢ / ١٤٥ ،(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ) ـ ٨ / ٥٣ ، (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ) ـ ٦٥ / ٣ ، على قراءة بعض ، (وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) ـ ٣٥ / ٢٢ ، وكقول الشاعر :

انّى حلفت برافعين اكفّهم

٤٧٠ بين الحطيم وبين حوضى زمزم

ثم ان الوصف الماضى يعمل فى المفعول به مع لام التقوية ، وفى المفعول فيه والمفعول له والمجرور بالحرف وغير ذلك ، افليس هذا يكفى للحكم بالجواز قياسا عليه.

مثال المفعول به مع لام التقوية قوله تعالى : (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) ـ ٢١ / ٧٨ ، (وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ)ـ ٢١ / ٨٢ ، (وَكانُوا لَنا عابِدِينَ) ـ ٢١ / ٧٣ ، (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ) ـ ٢٣ / ٦٣ ، (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) ـ ٥ / ٤٢ ،

٣١٠

مثال المفعول فيه قوله تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ) ـ ٣٩ / ٩ ، (يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا) ـ ١١ / ٦٢.

مثال المفعول له قوله تعالى :(فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ) ـ ٩ / ٨١ ، الباء متعلق بفرح ، وخلاف مفعول له للمخلفون ، (إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) ـ ٤٤ / ٥ ـ ٦ ، رحمة مفعول له لمرسلين.

مثال المجرور بالحرف ، وهو مفعول به بالواسطة ، نحو قوله تعالى : (وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ) ـ ٢١ / ٩٠ ، (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) ـ ٦١ / ٦.

ومع ذلك كله ان الوصف بمعنى الماضى المنقطع عامل فى المفعول به لكنه حذف لدلالة القرينة ، نحو قوله تعالى : (قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) ـ ٢١ / ٦٨ ، اى فاعلين تحريق ابراهيم ونصرة آلهتكم ، (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) ـ ٢٣ / ٣٠ ، اى مبتلين قوم نوح ، وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين ، اى فاعلين هذه المعجزات.

وقال الرضى فى شرح الكافية فى مبحث الاضافة : اسم الفاعل والمفعول يعملان فى الظرف والجار والمجرور والحال والمفعول المطلق مطلقا ، واما عملهما فى المفعول به وغيره من المعمولات الفعلية فمحتاج الى شرط هو كونهما بمعنى الحال او الاستقبال او الاطلاق المفيد للاستمرار ، اقول : مراده بالاستمرار استمرار الفعل من الماضى الى مستقبل التكلم او حاله كالامثلة التى مرت ، فارجع الى ما ذكرنا وتامل فيه.

فالجدير ان يقال : ان الوصف يعمل عمل فعله لاشتراكه معه فى الحدث لان مناط العمل فى المعمولات هو الحدث لانه يتعلق بها ويستدعيها كما يستدعى الفاعل ، ويترك ما قالوا فى هذا الباب مع الاختلاف والجدال بينهم.

الفصل الرابع

ان الوصف اما حقيقى ، وهو الذى لنفس الموصوف ، وهو يتحمل ضميره ، نحو

٣١١

قوله تعالى : (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) ـ ٣٩ / ٦٢ ، (أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) ـ ١٠ / ٤١ ، واما سببى وهو الذى لمتعلق الموصوف ، والوصف خال عن ضميره ، فلا بد ان يكون مع المتعلق رابط الى الموصوف لئلا يختل معنى الكلام لعدم الربط وهذا هو الذى ذكرنا فى باب الصفة المشبهة ان له ثمانى عشرة صورة فى الحالات الثلاث رفع المعمول وجره ونصبه ، مع ان المعمول فى حال الجر والنصب فاعل فى المعنى ، لا فى تركيب الكلام حسب قواعد الصناعة.

فالان نقول : ان الوصف السببى فى حال جر معموله ونصبه حامل لضمير الموصوف كالوصف الحقيقى طبقا للقواعد فيجب مطابقته لموصوفه فيما يجب مطابقة الوصف للموصوف ، وياتى بيانه فى مبحث التوابع ، ومر فى مبحث المبتدا والخبر والحال والصفة المشبهة ، واما فى حال الرفع فمفرد مذكر مطلقا ، ويجب المطابقة فى الرابط ان كان ضميرا.

ثم لا يجب ان يكون فاعل الوصف السببى من متعلقات الموصوف وضمائمه ، بل يمكن ان يكون اجنبيا ، لكن مع حفظ الرابط ، نحو مررت برجل نائم فى داره عمرو ، والامير مضروب على بابه بكر ، ورايت صديقك مقطوعا لاجل سرقة ماله يد السارق ، ولكن ليس لهذا الا وجه واحد هو الرفع ، اذ لا يضاف الوصف اليه ولا يجوز نصبه على التمييز لكونه اجنبيا.

ثم الافصح ان يضاف المتعلق الى الموصوف ويسند الوصف اليه صريحا ، نحو قوله تعالى : (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) ـ ٥٠ / ٢٢ ، مع امكان ان يقال : انت اليوم حديد بصرا ، او حديد بصرك او حديد البصر ، وقوله تعالى : (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) ـ ١١ / ١٠٢ ، مع امكان ان يقال : انه شديد اخذا او شديد الاخذ او شديد اخذه ، وقوله تعالى : (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) ـ ١٩ / ٦١ ، مع امكان ان يقال : كان ماتيا وعدا او ماتيا وعده او ماتى الوعد ، وقوله تعالى : (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ) ـ

٣١٢

١٤ / ٢٤ ، مع امكان ان يقال : ثابتة الاصل او ثابتة اصلا او ثابت اصلها ، وقوله تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها) ـ ١٣ / ٣٥ ، مع امكان ان يقال : هى دائمة الاكل او دائمة اكلا او دائم اكلها ، واطلب من الله ذكاء كاملا وانظر فيما عثرت عليه من الامثال ، واعلم ان كل ما قلنا فى الوصف جار فى الفعل اذا وقع مكان الوصف ، وقد مر فى مبحث الفعل والفاعل.

ثم المنصوب بالوصف اما سببى ، نحو زيد ضارب غلامه وعمرو مكرم اباه ، او اجنبى اى غير متعلق بالموصوف ، نحو انا راء جبلا وانت ناصر رجلا ، وقد يصير الاجنبى بعد تعلق الوصف به سببيا ، نحو ان تقول : انا آخذ منك دينارا وناكح امراة ، فمنفق دينارى فى سبيل الله وآمر امراتى بارضاع ولدى ، وفى جميع الوجوه يجوز اضافة الوصف الى المعمول.

ولكن المنصوب بالوصف اللازم تشبيها بالمفعول لا يكون الا سببيا نحو زيد حسن وجهه او حسن الوجه ، ويجوز ايضا اضافته ولا يمكن ان يكون اجنبيا نحو زيد جميل عمرا وابوك شريف جبلا لعدم امكان الربط بال او الضمير وعدم كونه مفعولا فى الحقيقة ليكون مطلوبا للوصف معنى ، فلا يجوز ايضا اضافته.

الفصل الخامس وفيه امور

الاول : ان المنسوب فى حكم الوصف ، كما تقول : فلان نجفى المولد ، عراقى الاصل ، طهرانى المسكن ، قمرى الوجه ، وردى اللون ، مصرى الحمار ، ويمكن نصب المذكورات او رفعه مع الاضافة الى ضمير الموصوف فتقول : فلان نجفى مولده الخ.

الثانى : يلحق ياء النسبة الى بعض الاوصاف للتاكيد ، كما ورد فى وصفه تعالى فى بعض الاحاديث : احدى الذات ، احدى المعنى ، واحدى ، صمدى ، وغير ذلك ، ولا يراد بهذه الياء معنى النسبة بل التاكيد.

الثالث : قد يستعمل الجامد مرادا به الوصف كما فى هذه الابيات.

اسد علىّ وفى الحروب نعامة

٤٧١ فتخاء تنفر من صفير

٣١٣

فلولا الله والمهر المفدّى

٤٧٢ لابت وانت غربال الاهاب

فراشة الحلم فرعون العذاب وان

٤٧٣ تطلب نداه فكلب دونه كلب

ومن ذلك قولهم : فلان جبل ، اى ثابت راسخ لا يزول عن مكانه بشئ ، وفى الحديث : المؤمن كالجبل الراسخ لا يحركه العواصف ، وفلان اسداى شجاع ، وفلان حمار اى غير فاهم وامثال ذلك كثيرة ، فيصح رفع الظاهر بهذه الجوامد كالضمير ، نحو مررت برجل حمار ابوه ، ويصح نصب الاسم بها ، نحو رايت امراة امّا ثلاثة بنصب ثلاثة ، اى والدة ثلاثة اولاد ، ويصح اعراب التابع باعتبار الضمير المستتر ، نحو اضفت رجالا عربا كلهم ، برفع كل ، اى اضفت رجالا فصحاء فان فى عربا ضميرهم

الرابع : اسم الزمان واسم المكان واسم الآلة وان كانت من المشتقات ، ولكنها كالجامد ، لا تتحمل ضميرا ولا تعمل عمل الاوصاف لا رفعا ولا نصبا الا فى الظرف قليلا من دون فاعل ومفعول وتضاف كالجوامد.

الخامس : الظرف والجار والمجرور يعملان عمل الوصف ، لكونهما متعلقين بوصف عام مقدر ككائن وثابت ، وياتى بيان ذلك فى مبحث شبه الجملة فى المقصد الثانى.

السادس : الوصف لا يكون له الا صيغ ست كما ذكرنا فى كتاب الصرف ، والضمير فى جميعها مستتر يرجع الى موصوفه ان كان مذكورا قبله ولو رتبة ، نحو جاءنى رجل عالم ، واراغب انت ان فرضناه مبتدا مؤخرا ، بخلاف زيد شريف نسبه ، اذ ليس فيه ضمير ، واما الالف والياء والواو فى المثنى والمجموع فليست ضمائر بخلاف الفعل ، بل هى علامات الاعراب والتثنية والجمع كسائر الاسماء ، وتقدير الضمير فيه على حسب موصوفه المذكور قبله من حيث التانيث والتذكير والافراد والتثنية والجمع والغيبة والخطاب والتكلم ، فقولك : زيد ضارب ، انت ضارب ، انا ضارب ، ففى الاول هو وفى الثانى انت وفى الثالث انا ، كما تقول : زيد يضرب وانت تضرب وانا اضرب ، وقس عليها البواقى ، والمراد بتقدير الضمير فيه هو الارشاد الى ارتباطه وتعلقه بموصوفه المذكور قبله كما هو الشان فى الفعل ، فالتقدير معنوى

٣١٤

لا لفظى ، كما فى نحو قوله تعالى :(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) : * فان المبتدا مقدر لفظا ، اى هم ، فالتقدير قسمان : لفظى ومعنوى.

السابع : المراد بالوصف فى هذا الباب هو المشتق ، وبالموصوف هو الاسم المذكور قبله المتعلق به ، سواء اكان مبتدا ام غيره كما شوهد فى الامثلة ، وهذا غيرما اصطلحوا عليه من الوصف والموصوف فى مبحث التوابع ، فانه ياتى فى المقصد الثانى ، وياتى فى مبحث الاضافة فى المقصد الثانى ما يرتبط بهذا المبحث.

الباب الرابع

فى اسم التفضيل ، وهو كلمة تدل على ذات وحدث مع فضل لها فيه على غيرها ، وذكرنا بعض احكامه فى كتاب الصرف ، ونذكر هنا احكاما له نحوية.

الحكم الاول

ان اسم التفضيل لا يكون فاعله فى الاكثر الا ضميرا مستترا فيه ، نحو قوله تعالى : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) ـ ٢ / ١٩١ ، (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ـ ٢ / ١٦٥ ، (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ) ـ ٢ / ١٤٠ ، وعمله فى الاسم الظاهر قليل ، كقول على عليه‌السلام : رب نطق احسن منه الصمت ، وقولك : رايت رجلا افضل منه ابوه ، وهذا سماعى كما قيل ، ولكن لا باس عندى بالقياس عليه.

ومنه مورد قياسى معروف بمسالة الكحل لكون مثاله فى كتب القوم كذلك ، نحو ما رايت رجلا احسن فى عينه الكحل منه فى عين زيد ، وضابطه ان يكون التفضيل فى الكلام المنفى والمفضل والمفضل عليه واحدا باعتبارين ، ومنه قول الشاعر :

ما رايت امرا احبّ اليه

٤٧٤ البذل منه اليك يا ابن منان

فان الكحل فى المثال والبذل فى البيت فاعلان لاحسن واحب ، والتقدير ان الكحل فى عين زيد احسن من الكحل فى عين غيره ، وان ابن سنان اشد حبا للبذل

٣١٥

من غيره ، ومثل ذلك : هل احد احق له الطاعة منها لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم اجد فى الخلق رجلا اولى به الوصاية منها باخى رسول الله.

وليس من هذا القبيل قوله تعالى : (هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ) ـ ٣ / ١٦٧ ، لان الكلام مثبت ، والفاعل ضمير مستتر فى اقرب وان كان المفضل والمفضل عليه واحدا باعتبارين ، وليس منه ايضا قولك : لم اجد احدا اعمل للخير منك ، ولا يكن غيرك اقبل للوعظ منك لان المفضل والمفضل عليه اثنان ، والفاعل ضمير مستتر فى اعمل واقبل ، وان كان الكلام منفيا.

ثم انه ان اضيف ولا موصوف قبله فهو كالاسم الجامد لا فاعل له ضميرا ولا اسما ظاهرا ، نحو قوله تعالى : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) ـ ٢ / ١٠٠ ، وقولك : جاءنا افضل الناس ، وكذا ان كان مع من ، نحو اعلم منك اعلم من زيد ، وكذا المقترن بال ، نحو قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) ـ ١٨ / ١٠٣ ، ولكن نفس الحدث يومى الى فاعل مبهم لا على حسب تركيب الكلام ، بل حسب المعنى وليس ال موصولة لان اسم التفضيل ان اول بالفعل فات معنى التفضيل.

واما نحو ما اعلم منك زيد ، وااعلم منك زيد ، فجاز ان يكون المرفوع فاعلا سادا مسد الخبر او مبتدا مؤخرا كما فى سائر الاوصاف على ما بين فى هذا المبحث والمبحث الاول.

الحكم الثانى

اسم التفضيل ان استعمل مع من فهو مفرد مذكر دائما ، ولا يجوز المطابقة مع موصوفه ، نحو قوله تعالى : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ـ ٥٠ / ١٦ ، (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً) ـ ٥٠ / ٣٦ ، (أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا) ـ ٥٧ / ١٠ ، (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) ـ ٧٣ / ٦.

وان استعمل مع ال وجب المطابقة ، نحو قوله تعالى : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ

٣١٦

مُؤْمِنِينَ) ـ ٣ / ١٣٩ ، (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ـ ٢٦ / ٢١٤ ، (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى) ـ ٨ / ٢٤ ، (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى) ـ ٧ / ١٦٩.

وان استعمل مضافا الى المعرفة جاز الوجهان ، نحو قوله تعالى : (لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ) ـ ٢ / ٩٦ ، (وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ) ـ ١١ / ٢٧ ، (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها) ـ ٦ / ١٢٣ ، والموصوف محذوف اى رجالا اكابر.

وان استعمل مضافا الى النكرة فكالمستعمل مع من ، سواء ااضيف الى المفرد ، نحو قوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) ـ ٢ / ٤١ ، ام الى المثنى ، نحو انت اعز رجلين يتتلمذان عند الشيخ ، ام الى الجمع ، نحو قوله تعالى : (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) ـ ٩٥ / ٥ ، والموصوف محذوف ، اى مكانا اسفل.

والمشهور فى هذه الصورة مطابقة المضاف اليه مع الموصوف ، كما يقال : زيد افضل رجل وهند افضل امراة والرجلان افضل تاجرين وهؤلاء افضل طلاب ، وهكذا ، ولكن الاستعمال لا يرشدنا الى وجوب ذلك.

ثم انهم قالوا : ان اسم التفضيل ان جرد عن ال والاضافة وجب ان يكون مفردا مذكرا دائما ، وقد وجدت موارد جرد فيها عنهما مع انه ليس مفردا مذكرا فوقعوا فى حيص بيص ، والتجاوا الى تاويلات.

اقول : ان تلك الموارد ليست فيها من التفضيلية ايضا ولكنهم اذ قالوا : ان جرد عن ال والاضافة وجب ان يكون مفردا مذكرا طولبوا بذلك ، فالحق انها موارد قليلة شاذة عن القاعدة ، نذكرها ونتكلم فيها.

١ ـ : كلمة آخر ، اصلها ااخر كاكبر ، فانه اسم تفضيل فى مقابل اول من حيث اللفظ ، ولكن سلب عنه معنى التفضيل ، ويستعمل بمعنى غير ، فقولك : اشتريت ثوبا وثوبا آخر ، اى ثوبا غيره ، فلذلك يعامل معه معاملة سائر الاوصاف فى رعاية المطابقة لموصوفاتها فى الافراد والتذكير وفروعهما ، ولا يراعى فيه احكام اسم التفضيل ،

٣١٧

كما شوهد فى الآيات وغيرها.

كما ان اول قد سلب عنه معنى التفضيل ويستعمل بمعنى متقدم ، فلذا يستعمل فى مقابله آخر بكسر الخاء على وزن فاعل بمعنى متاخر ، نحو قوله تعالى : (تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا) ـ ٥ / ١١٤ ، اى متقدمنا ومتاخرنا ،(وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ) ـ ٤٣ / ٦ ، اى فى الامم المتقدمين ، (فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى) ـ ٣٩ / ٤٢ ، اى ويرسل غيرها التى لم يقض عليها الموت.

٢ ـ : كلمة صغرى وكبرى فى قول الشاعر.

كانّ صغرى وكبرى من فقاقعها

٤٧٥ حصباء درّ على ارض من الذهب

ومنه ما يقال فى فن العروض : فاصلة صغرى وفاصلة كبرى ، وما يقال فى فن المنطق : مقدمة صغرى ومقدمة كبرى ، فانها قد هجرت عنها معنى التفضيل ، ومن ذلك هذا البيت.

اذا غاب عنكم اسود العين كنتم

٤٧٦ كراما وانتم ما اقام الائم

٣ ـ : كلمتا خير وشر ، فانهما فى الاصل اخير واشر ، حذف الهمزة منهما لكثرة الاستعمال ، واستعمالهما على الاصل قليل ، ومن ذلك قراءة بعض : (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) ـ ٥٤ / ٢٦ ، وما نقل فى وصف بلال الحبشى : بلال اخير الناس وابن الاخير ، فانهما يستعملان مسلوبا عنهما معنى التفضيل وبمعنى التفضيل ، نحو قوله تعالى : (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ ،) ٢ / ١١٠ ، (بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) ـ ٣ / ١٥٠ ، (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ـ ٩٧ / ٣ ، (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ) ـ ٧٦ / ١١ ، (قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ) ـ ٢٢ / ٧٢.

الحكم الثالث

اسم التفضيل ان اقترن بال يحذف المفضل عليه وجوبا ويعلم من القرينة كما شوهد فى الامثلة ، وما فى هذا البيت ضرورة ، وما فى البيت الثانى للتعدية

٣١٨

ولست بالاكثر منهم حصى

٤٧٧ وانّما العزّة للكاثر

فهم الاقربون من كلّ خير

٤٧٨ وهم الابعدون من كلّ ذمّ

وان كان مع من فالاكثر ذكره ، وقد يحذف للقرنية نحو قوله تعالى : (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ) ـ ٢ / ١٤٠ ، اى اانتم اعلم من الله ام الله اعلم منكم ، (وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ) ـ ٦ / ٥٨ ، اى من غيره ، (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) ـ ١٦ / ٧٧ ، اى اقرب من لمح البصر ، (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) ـ ٥٣ / ٩ ، اى ادنى من قاب قوسين ، وكقول الشاعر :

انّ الّذى سمك السماء بنى لنا

٤٧٩ بيتا دعائمه اعزّ واطول

وان كان مع الاضافة فالمضاف اليه هو المفضل عليه ، ولا معنى لحذفه.

ان قلت : اليس يجوز فى بعض الموارد ان يقدر المحذوف مضافا اليه؟ قلت. بلى ، ولكن ليس بمتعين بل الامران محتملان ، نحو قوله تعالى : (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) ـ ٣ / ١١٨ ، اى اكبر من البغضاء ، او اكبر السيئات ، وقوله تعالى : (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ) ـ ١٦ / ٤١ ، اى اكبر من اجر الدنيا ، او اكبر الاجور ، (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) ـ ٢ / ٢٣٧ ، اى اقرب من عدم العفو ، او اقرب اعمالكم لايجاد التواد بينكم.

الحكم الرابع

ان التفضيل يقتضى الاشتراك بين المفضل والمفضل عليه فى الوصف الذى يدل عليه اسم التفضيل واقعا ، وقد يستعمل مع عدم الاشتراك ، ولكن المتكلم يفرضه حسب ادعاء الخصم ليتسع مجال الجدال ويصير جداله احسن.

نحو قوله تعالى : (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) ـ ٧٢ / ٢٤ ، اى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ام من خالفه ، فان الضعف فى ناصره انما هو بالفرض ، لان ناصره الله تعالى وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ، وقوله

٣١٩

تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) ـ ٣٠ / ٢٧ ، اى لو فرض صعوبة عليه تعالى فى خلق الخلائق كما هو ظن غير العارفين به فالاعادة اقل صعوبة من الابداء.

ثم قد يستعمل اسم التفضيل للتنزيه لا لتفضيل شىء على شىء فى وصف ، نحو الله اكبر ، فقد ورد فى الحديث : ان معناه الله اكبر من ان يوصف ، ومادة الكلمة تدل على علة التنزيه اى هو منزه عن الوصف لكبريائه ، ونظيره الله اكرم من ان يعذب عبده مرتين ، اى هو منزه عن ذلك لكرمه ، ومنه قولهم : فلان اعقل من ان يكذب ، اى منزه عن الكذب لعقله ، وتقدير المفضل عليه بان يقال : الله اكبر من كل شىء ، واكرم من المعذبين عبيدهم مرتين ، وفلان اعقل من الكاذبين ممكن ، ولكن يفوت معنى التنزيه ، وهو المراد ، وقد يضاف اسم التفضيل الى شىء ليس له اشتراك مع الموصوف لا فرضا ولا واقعا ، نحو فلان اعلم البلد ، وفلان اشجع هذا الزمان ، وهو بتقدير مضاف آخر بينهما ، اى اعلم علماء البلد واشجع شجعان هذا الزمان ، او اشجع الشجعان فى هذا الزمان ، او الاضافة الى الظرف بلا تقدير شىء ، والمفضل عليه مطوى.

الحكم الخامس

من الواجب ان يكون المفضل والمفضل عليه مصداقين لمفهوم ما وقع به التفاضل ولو فرضا كما ذكرنا ، فلا اشكال فى قوله تعالى : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ، وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) وامثالهما ، نحو (أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) واقدر القادرين واكرم الاكرمين ، وهو اقدر من كل قادر ، واكرم من كل كريم ، واقرب من كل قريب ، لان اشتراك غيره انما هو فى المفهوم لا فى الحقيقة ، وانما الشرك هو اعتقاد اشتراكه معه تعالى فى الحقيقة.

ان قلت : هل من خالق ورازق غير الله؟ قلت : اما بالاستغناء والاستقلال

٣٢٠