في ظلال تسبيح الزهراء عليها السلام

عامر الحلو

في ظلال تسبيح الزهراء عليها السلام

المؤلف:

عامر الحلو


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات مركز أهل البيت عليهم السلام الثقافي الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

في ضلال تسبيح الزهراء عليها‌السلام

١
 &

حقوق الطبع محفوظة الطبعة الأولى ١٤٢٦ هـ / ٢٠٠٥ م

منشورات مركز أهل البيت عليهم‌السلام الثقافي الإسلامي فيينا النمسا التنضيد والإخراج الفني : دار المودة

٢
 &

في ظلال تسبيح الزهراء عليها‌السلام

عامر الحلو

٣
 &

بسم الله الرحمن الرحيم

٤
 &

الإهداء

أهدي :

ثواب هذا العمل الإيماني لروح خالتي المرحومة العلوية : نجاة السيد علاوي الحلو راجياً الجميع أن يذكروها بقراءة سورة الفاتحة

٥
 &

في ضلال تسبيح الزهراء عليها السلام

٦
 &

المقدمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمد الله ونسبح بحمده ونكبره على نعمائه وآلاءه ونُصلي ونُسلم على سيد رسله وأنبيائه وأشرف خلقه محمد المصطفى الأمين وعلى آل بيته الطاهرين وأصحابه الغر المنتجبين ومن سار بهديهم إلى يوم الدين .

وبعد : فإن تسبيح سيدة النساء : فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُعد ثروة إيمانية ، وعبادية لا يستغني عنها الإنسان المؤمن المتعبد خلال عبادته اليومية ، ولقائه ربه تعالى كلون من ألوان التعبد والتهجد التي يمارسها المؤمن كل يوم وليلة ، فينبغي المواظبة عليها وتعليم الناس بها ، وعدم الاستغناء عنها في أي حال من الأحوال .

وسوف نعيش خلال الصفحات الآتية في ظلاله الوارفة مستفيدين أن شاء الله تعالى من بركاته ومنافعه الثرة وعطاياه الكثيرة فكله خير وبركة ، وعطاء ومن الله نستمد العون والتوفيق .

٧
 &

في ضلال تسبيح الزهراء عليها السلام

٨
 &

صاحبة التسبيح

هي : فاطمة الزهراء بنت الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيدة نساء العالمين ، وأمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين ومثلهن الأعلى (١) ، وأول زوجات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يتزوج غيرها إلا بعد وفاتها .

ولادتها :

ولدت بمكة المكرمة يوم الجمعة في عشرين من جمادى الثاني قبل المبعث بخمس سنين ، وقيل بعد المبعث بخمس سنين وهو المروي عن الإمام محمد الباقر عليه‌السلام ، والمشهور بين أصحابنا كما قال الكليني ، وأبن شهر آشوب في المناقب .

كنيتها :

تكنى أم أبيها (٢) ، وقد كناها بذلك أبوها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذلك لكثرة حبها لأبيها وإشفاقها عليه ، وهو نابع من كمال معرفتها به .

ألقابها :

تلقب : ١ ـ بالزهراء ، ٢ ـ والبتول ، ٣ ـ والصديقة ، ومن لقبها الزهراء أشتق أسم الجامع الأزهر في مصر والذي بناه الفاطميون ، ولقبت بالبتول لأنها تبتلت عن النظير .

__________________

١ ـ كتاب بأسم : ( خديجة الكبرى مثلهن الأعلى ) للمرحوم الشيخ : عبد الله العلايلي ، مطبوع

٢ ـ للسيد : فاضل الميلاني كتاب عن الزهراء بأسم : ( أم أبيها ) ، مطبوع

٩
 &

شمائلها :

كانت أشد الناس برسول الله شبها ، وقد قالت السيدة عائشة : [ ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا سمتا وهديا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها ورحب بها وأخذها بيده وأجلسها في مجلسه ] ١ .

فضلها وحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لها :

١ ـ في حديث شريف أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « أن أحب أهلي إليّ فاطمة ، سميت بذلك لأن الله فطمها وولدها ومحبيهم من النار »

٢ ـ وقال الإمام علي الرضا عليه‌السلام : « سميت بفاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها » ٢ .

٣ ـ في الصواعق المحرقة لابن حجر قال : أخرج الترمذي عن عائشة : [ كانت فاطمة أحب النساء إلى رسول الله ، وزوجها علي أحب الرجال إليه ] ٣ .

٤ ـ عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام أنه قال : « لفاطمة عليها‌السلام تسعة أسماء عند الله عز وجل : ١ ـ فاطمة ، ٢ ـ والصديقة ، ٣ ـ والمباركة ، ٤ ـ والطاهرة ، ٥ ـ والزكية ، ٦ ـ والراضية ، ٧ ـ والمرضية ، ٨ ـ والمحدثة ، ٩ ـ والزهراء ـ ثم قال : ـ أتدري أي شيء تفسير فاطمة ؟ قلت : أخبرني يا سيدي ، قال : فطمت من الشر » ٤ .

__________________

١ ـ الكافي : ١ / ٣٨٠

٢ ـ مقتطفات ولائية من محاضرات الشيخ : الوحيد الخراساني دام ظله

٣ ـ الصواعق المحرقة : ٢٢١

٤ ـ أمالي الصدوق : ٤٧٤

١٠
 &

بلاغتها :

كانت أبلغ وأفصح النساء وما خطبتها الكبرى في مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخطبتها الصغرى أمام نساء المهاجرين والأنصار إلا دليل على ذلك ، وقد ذكر الخطبتين معا المرحوم السيد : عبد الرزاق المقرم ١ .

وفاتها :

توفيت شهيدة مظلومة في روضة المدينة يوم الاثنين في (٣) جمادى الثانية ـ على رواية ـ سنة (١١) هجرية .

ودفنت بالخفية ليلا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد كتب أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني إلى الإمام علي بن محمد الهادي عليه‌السلام : أخبرنا عن بيت أمك فاطمة أهي في طيبة ، أو كما يقول الناس في البقيع ؟

فكتب : « هي مع جدي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »

وهذا النص كاف في أنها مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ذكر ذلك السيد أبن طاووس في الأقبال ، ولكن الصدوق يقول : [ دفنت في بيتها ، وهذا هو الحق عندي ] ٢ .

زيارتها :

[ السلام عليك يا سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين ، السلام عليك أيتها المظلومة الممنوعة حقها .

اللهم صل على آمتك وابنة نبيك وزوجة وصي نبيك

__________________

١ ـ في كتابه : وفاة الزهراء عليها‌السلام

٢ ـ من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٥٧٢

١١
 &

صلاة تزلفها فوق زُلفى عبادك المكرمين من أهل السماوات وأهل الأرضين ]

ومن زارها بهذه الزيارة واستغفر الله غفر له وأدخله الجنة ١ .

ومن أجمل ما قرأته حول مرقدها ما قاله : المرحوم الدكتور علي شريعتي ، [ لا أريد أن أجد مكان قبرها فمدفنها يجب أن يبقى دائما مجهولا كي يبقى ما أرادته معلوما ، وهي التي أرادت أن لا يعرفوا قبرها في وقت كي يبقى الجميع يتساءلون ، وإلى الأبد لماذا ؟ ] ٢ .

__________________

١ ـ عمدة الزائر : ٤٣

٢ ـ فاطمة هي فاطمة عليها‌السلام : ٢٢٨

١٢
 &

منشأ تسبيح الزهراء

قال الإمام علي عليه‌السلام : « لما رأيت ما أصاب فاطمة الزهراء من العناء في خدمة البيت وقد جاء سبي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلت لها هلا أتيت أباك تسألينه خادما يكفيك مشقة خدمة البيت ؟ ، فأتت النبي وإذا عنده جماعة فانصرفت ، وعلم أبوها أنها جاءت لأمر أهمها فغدا إلى دارها صباحا وسألها : عما جاءت له ؟ ، فاستحت أن تذكر له .

فقلتُ له أنك تعلم ما تلاقيه فاطمة من القيام بشؤون البيت من الاستقاء ، والطحن ، والكنس ، وقد أثر ذلك عليها ، فقلت لها لو سألت أباك يُخدمك من يكفيك مشقة ما أنت فيه من العمل ؟ .

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أفلا أدلك يا فاطمة على ما خير لك من الخادم ومن الدنيا ؟ »

فقالت : «بلى يا رسول الله» ،

فعلمها هذا التسبيح المعروف عند النوم وبعد كل صلاة » ١ .

[ ونتذكر معه أن الزهراء ابتعدت عن متاعبها من خلال تكبير الله ، وتحميده ، وتسبيحه لنعرف كيف هو العيش مع الله ، وكيف هو ذكر الله عندما يعيش الإنسان آلامه ] ٢ .

__________________

١ ـ كشف الغمة في معرفة الأئمة : ٢ / ٩٩ ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري : ١١ / ١١٨

٢ ـ فاطمة الزهراء ، عبد الحكيم السلوم : ١٠٢

١٣
 &

التسبيح لغة واصطلاحا :

١ ـ [ التسبيح ـ لغة ـ هو : التنزيه ، وسبحان الله معناه : التنزيه لله ، وهو : نصب على المصدر كأنه ، قال : أبرئ الله من السوء براءة ، وسبحات وجه الله تعالى جلالته ، وسبوح من صفات الله .

والسُبحة : خَرَزات يُسبح بها ، وهي أيضا التطوع من الذكر ، والصلاة ، تقول : منه قضيتُ سبحتي ] ١ .

٢ ـ والتسبيح اصطلاحا أن المؤمن بقوله : سبحان الله فإنه ينزه الله ويقدسهُ عن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى من الشرك ، والصاحبة ، والولد ، والظلم وكل ما لا يتوافق مع جلالته وعظمته وكمال المطلق .

التسبيح في القرآن :

لقد ورد لفظ التسبيح ومشتقاته في القرآن الكريم في ثمان وأربعين مرة ، وهي : موزعة في كل سور القرآن وآياته المباركة .

والتسبيح ، والتكبير ، والتحميد ، والتهليل ، هي : مفاهيم مشتركة وعنوانها جميعا تقديس الله سبحانه وتعالى الذي تفرد بالعزة والكمال .

والتكبير أن يكبر الله ، ويقول : الله أكبر فهو أكبر من كل كبير .

والتحميد أن يقول العبد : الحمد لله فلا يستحق الحمد إلا هو سبحانه ولا يليق الثناء إلا عليه .

__________________

١ ـ مختار الصحاح : ٢٨٢

١٤
 &

والتهليل أن يقول العبد : لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون .

بعض آيات التسبيح :

١ ـ قال تعالى : ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) ١ .

٢ ـ قال تعالى : ( وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ) ٢ .

٣ ـ قال تعالى : ( إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ) ٣ .

٤ ـ قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ) ٤ .

٥ ـ قال تعالى : ( يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ٥ .

٦ ـ قال تعالى : ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّـهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) ٦ .

__________________

١ ـ سورة الإسراء ، الآية : ٤٤

٢ ـ سورة الأنبياء ، الآية : ٧٩

٣ ـ سورة ص ، الآية : ١٨

٤ ـ سورة النور ، الآية : ٤١

٥ ـ سورة الحشر ، الآية : ٢٤

٦ ـ سورة الرعد ، الآية : ١٣

١٥
 &

لمحات في تفسير هذه الآيات :

١ ـ الحقيقة أن التسبيح الذي تثبته الآية لكل شيء ، هو : التسبيح بمعناه الحقيقي ، وقد تكرر في كلامه تعالى إثباته للسماوات والأرض ومن فيهن وما فيهن وفيها موارد لا تحتمل إلا الحقيقة .

٢ ـ التسبيح تنزيه قولي كلامي ، وحقيقة الكلام الكشف عما في الضمير بنوع من الإشارة إليه والدلالة عليه .

٣ ـ ( ما ) تطلق على عامة الموجودات ما عقل منها وما لم يعقل .

٤ ـ قال الأشاعرة : [ أن البهائم والجماد إنما يسبح الله بلسان الحال ، لا تسبيح له بلسان المقال ] ، يعني ليس له قابلية أو أدراك التسبيح .

٥ ـ ( إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ ) ، ومثله قوله تعالى : ( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) ١ .

٦ ـ أن التسبيح لله تعالى يمثل ظاهرة كونية تشمل كل الكائنات حسب ما أكده القرآن تُسبح له السماوات السبع والأرض ، وقال تعالى : ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ) ٢ .

٧ ـ أفتخر الملائكة عندما أرادوا لأنفسهم أن يكونوا خلفاء الله في الأرض : ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) ٣ .

__________________

١ ـ سورة سبأ ، الآية : ١٠

٢ ـ سورة الحجر ، الآية : ٩٨

٣ ـ صفوة التفاسير : ٢ / ٧٧

١٦
 &

٨ ـ وتسبيح الرعد حقيقة دلّ عليها القرآن فنؤمن بها وأن لم نفهم تلك الأصوات ، فالله لا يُخبر إلا بما هو حق ، ويرسل الصواعق المدمرة يهلك بها من يشاء .

ومن الطرائف قول بعض المتصوفة : [ أن الرعد صعقات الملائكة ، والبرق زفرات أفئدتهم ] ١ .

التسبيح والذكر :

وردت كلمة الذكر في القرآن الكريم ومشتقاتها في : (١٦١) آية قرآنية موزعة على كل سور القرآن الكريم ومنها :

١ ـ قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) ٢ .

وقد ورد في تفسيرها مختصرا ما يلي : [ على كل حال ، وبكل ما هو أهله ، وسبحوه أول النهار وأخره ] ٣ .

٢ ـ قوله تعالى : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) ٤ .

وقد ورد في تفسيرها ما يلي : [ ذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته ، أو الصلاة أكبر من سائر الطاعات ] ٥ .

__________________

١ ـ الكاشف في تفسير القرآن : ٤ / ٣٨٨

٢ ـ سورة الأحزاب ، الآية : ٤١

٣ ـ تفسير القرآن ، لشبر : ٤٠١

٤ ـ سورة العنكبوت ، الآية : ٤٥

٥ ـ تفسير القرآن ، لشبر : ٣٨٣

١٧
 &

٣ ـ قوله تعالى : ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) ١ .

٤ ـ قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ ) ٢ .

تسبيح العاقل وغير العاقل :

تسبيح كل شيء بحسبه ، فالعاقل يسبح بلسان المقال ، وغير العاقل يُسبح بلسان الحال ، وكأنه يقول : [ أو من بمن أوجدني وأنزهه عن العجز والنقص ، ولكن لا تفهمون تسبيحي إلا من كان له عقل يفهم عن الله سبحانه ما أقام من البينات على وجوده وعظيم قدرته ]

وعن الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام : « كان داود عليه‌السلام إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ، ولا حجر ، ولا طائرا إلا جاوبه » ، وعن الإمام محمد الباقر عليه‌السلام : « أما سمعت خشب البيت تنقض وذلك تسبيحه » ، وعن الصادق عليه‌السلام : « نقض الجدر تسبيحها » ٣ .

معنى سبحان الله :

السبحان : اسم مصدر للتسبيح بمعنى التنزيه ، وسبحتُ الله تسبيحا نزهته عن كل ما لا يليق بساحة قدسه ، وعن طلحة أبن عبيد الله ، قال : [ سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن تفسير سبحان الله ؟ .

__________________

١ ـ سورة الأنفال ، الآية : ٢

٢ ـ سورة آل عمران ، الآية : ١٩١

٣ ـ بحار الأنوار : ٦٠ / ١٧٧

١٨
 &

قال : « هو تنزيه الله عن كل سوء » ١ .

وسئل أمير المؤمنين علي عليه‌السلام : ما تفسير سبحان الله ؟ قال : « هو تعظيم جلال الله عز وجل وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك فإذا قاله العبد صلى عليك كل ملك » ٢ .

وفي ثواب الأعمال عن الصادق عليه‌السلام قال : « من قال سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم وبحمده ، كتب الله له ثلاثة آلاف حسنة ، ورفع له ثلاثة آلاف درجة ، وخلق منها طائرا في الجنة يسبح الله وكان أجر تسبيحه له » ٣ .

التسبيح في الروايات :

١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أن النمل يسبحن »

٢ ـ نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قتل الضفدع ، وقال : « نعيقها تسبيح »

٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعائشة : « اغسلي هذين البردين »

قالت يا رسول الله بالأمس غسلتهما ، فقال لها : « أما علمت أن الثوب يسبح ، فإذا أتسخ أنقطع تسبيحه »

٤ ـ وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « آجال البهائم كلها وخشخاش الأرض ، والنمل ، والبراغيث ، والجراد ، والخيل ، والبغال ،

__________________

١ ـ الدر النثور : ١ / ١١٠

٢ ـ بحار الأنوار : ٩٣ / ١٧٧

٣ ـ جامع أحاديث الشيعة : ٩ / ٣٩٦

١٩
 &

والدواب وغير ذلك آجالها في التسبيح ، فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها »

٥ ـ قَدِم ملوك حضر موت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالوا : كيف نعلم أنك رسول الله ؟

فأخذ كفا من حصى ، فقال : « هذا يشهد أني رسول الله » ، فسبح الحصى في يده وشهد أنه رسول الله

٦ ـ وعن الإمام الصادق قال : « ما من طير يُصاد في بر أو في بحر ، ولا شيء يُصاد من الوحش إلا بتضييعه التسبيح »

٧ ـ عن أبي حمزة الثمالي قال : كنا عند علي بن الحسين زين العابدين فمر بنا عصافير يصحن ، فقال :

« أتدرون ما تقول هذه العصافير ؟ »

فقلنا : لا

فقال : « أما أني ما أقول : إنا نعلم الغيب ، ولكن سمعتُ أبي يقول : سمعتُ علي بن أبي طالب أمير المؤمنين يقول : أن الطير إذا أصبحت سبحت ربها وسألت قوت يومها ، وأن هذه تسبح ربها وتسأل قوت يومها » ١ .

بركات التسبيح :

قال أمير المؤمنين علي عليه‌السلام للبراء أبن عازب : « إذا فرغت من الصلاة فقلت : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ثلاثين مرة فان ذلك يصرف عنك ألف

__________________

١ ـ كشف الغمة : ٢ / ٢٩٠

٢٠