تراثنا ـ العدد [ 12 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 12 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٢٢

وقال الطحاوي في (آية الرضاع) : (هذا مما لا نعلم أحدا رواه كما ذكرنا غير عبد الله بن أبي بكر ، وهو عندنا وهم منه ، أعني ما فيه مما حكاه عن عائشة أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ توفي وهن مما يقرأ من القرآن. لأن ذلك لو كان كذلك لكان كسائر القرآن ، ولجاز أن يقرأ به في الصلوات ، وحاشا لله أن يكون كذلك ، أو يكون قد بقي من القرآن ما ليس في المصاحف التي قامت بها الحجة علينا ... ونعوذ بالله من هذا القول ممن يقوله.

ولكن حقيقة هذا الحديث عندنا ـ والله أعلم ـ ما قد رواه من أهل العلم عن عمرة من مقداره في العلم وضبطه له فوق مقدار عبد الله بن أبي بكر وهو القاسم بن محمد بن أبي بكر ... فهذا الحديث أولى من الحديث الذي ذكرناه قبله ... لأن محالا أن يكون عائشة تعلم أن قد بقي من القرآن شئ لم يكتب في المصاحف ، ولا تنبه على ذلك من أغفله ...

ومما يدل على فساد ما قد زاده عبد الله بن أبي بكر على القاسم بن محمد ويحيى بن سعيد في هذا الحديث : أنا لا نعلم أحدا من أئمة أهل العلم روى هذا الحديث مع عبد الله بن أبي بكر غير مالك بن أنس. ثم تركه مالك فلم يقل به وقال بضده ، وذهب إلى أن قليل الرضاع وكثيره يحرم. ولو كان ما في هذا الحديث صحيحا أن ذلك في كتاب الله لكان مما لا يخالفه ولا يقول بغيره) (٥٥).

وقال النحاس بعد ذكر حديث آية الرضاع : (فتنازع العلماء هذا الحديث لما فيه من الإشكال ، فمنهم من تركه وهو مالك بن أنس وهو راوي الحديث ... وممن تركه أحمد بن حنبل وأبو ثور ... وفي هذا الحديث لفظة شديدة الإشكال ، وهو قولها : فتوفي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وهن مما يقرأ في القرآن. فقال بعض أجلة أصحاب الحديث : قد روى هذا الحديث رجلان جليلان أثبت من عبد الله بن أبي بكر ، فلم يذكرا أن هذا فيها ، وهما : القاسم بن محمد بن أبي بكر ويحيى بن سعيد الأنصاري. وممن قال بهذا الحديث وأنه لا يحرم إلا بخمس

__________________

(٥٥) مشكل الآثار ٣ / ٧ ـ ٨.

٦١

رضعات : الشافعي.

وأما القول في تأويل (وهن مما يقرأ في القرآن) فقد ذكرنا رد من رده ، ومن صححه قال : الذي يقرأ من القرآن : وأخواتكم من الرضاعة.

وأما قول من قال : إن هذا كان يقرأ بعد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فعظيم ، لأنه لو كان مما يقرأ لكانت عائشة قد نبهت عليه ، ولكان قد نقل إلينا في المصاحف التي نقلها الجماعة الذين لا يجوز عليهم الغلط. وقد قال الله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. وقال : إن علينا جمعه وقرآنه ... ولو كان بقي منه شئ لم ينقل إلينا لجاز أن يكون مما لم ينقل ناسخا لما نقل ، فيبطل العمل بما نقل ، ونعوذ بالله من هذا فإنه كفر) (٥٦).

وقال السرخسي : (والدليل على بطلان هذا القول قوله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر ... وبه يتبين أنه لا يجوز نسخ شئ منه بعد وفاته ـ صلى الله عليه وآله ـ وما ينقل من أخبار الآحاد شاذ لا يكاد يصح شئ منها وحديث عائشة لا يكاد يصح) (٥٧).

وقال الزركشي في الكلام على آية الرضاع : (وحكى القاضي أبو بكر في الانتصار عن قوم إنكار هذا القسم ، لأن الأخبار فيه أخبار آحاد ، ولا يجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجية فيها) (٥٨).

وقال صاحب المنار : (وروي عنها أيضا أنها قالت : كان فيما نزل من القرآن : (عشر رضعات معلومات يحرمن) ثم نسخن ب (خمس رضعات معلومات يحرمن) فتوفي النبي وهي فيما يقرأ من القرآن. وقد اختلف علماء السلف والخلف في هذه المسألة ... ورواية الخمس هي المعتمدة عن عائشة وعليها العمل عندها ... قال الذاهبون إلى الاطلاق أو إلى التحريم بالثلاث فما فوقها : إن عائشة نقلت آية الخمس نقل قرآن لا نقل حديث ، فهي لم تثبت قرآنا لأن القرآن لا

__________________

(٥٦) الناسخ والمنسوخ : ١٠ ـ ١١.

(٥٧) الأصول ٢ / ٧٨.

(٥٨) البرهان في علوم القرآن ٢ / ٣٩ ـ ٤٠.

٦٢

يثبت إلا بالتواتر ، ولم تثبت سنة فتجعلها بيانا للقرآن ، ولا بد من القول بنسخها لئلا يلزم ضياع شئ من القرآن ، وقد تكفل الله بحفظه وانعقد الاجماع على عدم ضياع شئ منه ، والأصل أن ينسخ المدلول بنسخ الدال لا أن يثبت خلافه. وعمل عائشة به ليس حجة على إثباته ، وظاهر الرواية عنها أنها لا تقول بنسخ تلاوته فيكون من هذا الباب.

ويزاد على ذلك أنه لو صح أن ذلك كان قرآنا يتلى لما بقي علمه خاصا بعائشة ، بل كانت الروايات تكثر فيه ويعمل به جماهير الناس ويحكم به الخلفاء الراشدون ، وكل ذلك لم يكن ، بل المروي عن رابع الخلفاء وأول الأئمة الأصفياء القول بالإطلاق كما تقدم ، وإذا كان ابن مسعود قد قال بالخمس فلا يبعد أنه أخذ ذلك عنها ، وأما عبد الله بن الزبير فلا شك في أن قوله بذلك اتباع لها ، لأنها خالته ومعلمته ، واتباعه لها لا يزيد قولها قوة ولا يجعله حجة.

ثم إن الرواية عنها في ذلك مضطربة ، فاللفظ الذي أوردناه في أول السياق رواه عنها مسلم وكذا أبو داود والنسائي ، وفي رواية لمسلم : نزل في القرآن عشر رضعات معلومات ثم نزل أيضا خمس معلومات. وفي رواية الترمذي : نزل في القرآن عشر رضعات معلومات فنسخ من ذلك خمس رضعات إلى خمس رضعات معلومات ، فتوفي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ والأمر على ذلك. وفي رواية ابن ماجة : كان فيما أنزل الله ـ عزوجل ـ من القرآن ، ثم سقط لا يحرم إلا عشر رضعات أو خمس رضعات.

فهي لم تبين في شئ من هذه الروايات لفظ القرآن ولا السورة التي كان فيها ، إلا أن يراد برواية ابن ماجة أن ذلك لفظ القرآن ... ـ ثم قال بعد إيراد تأويل قاله (الجامدون على الروايات من غير تمحيص) كما وصفهم : ـ إن رد هذه الرواية عن عائشة لاهون من قبولها مع عدم عمل جمهور من السلف والخلف بها كما علمت. فإن لم نعتمد روايتها فلنا أسوة بمثل البخاري وبمن قالوا باضطرابها ، خلافا للنووي ، وإن لم نعتمد معناها فلنا أسوة بمن ذكرنا من الصحابة والتابعين ومن تبعهم في ذلك كالحنفية. وهي عند مسلم من رواية عمرة عن عائشة. أو

٦٣

ليس رد رواية عمرة وعدم الثقة بها أولى من القول بنزول شئ من القرآن لا تظهر له حكمة ولا فائدة ، ثم نسخه أو سقوطه أو ضياعه ، فإن عمرة زعمت أن عائشة كانت ترى أن الخمس لم تنسخ؟! وإذا لا نعتد بروايتها) (٥٩).

وأبطل صاحب الفرقان الأحاديث الواردة في (الرضاع) و (الرجم) و (لو كان لابن آدم ...) ونص على دس الأباطيل في الصحاح (٦٠).

وقال بعض المعاصرين : (نحن نستبعد صدور مثل هذه الآثار بالرغم من ورودها في الكتب الصحاح ... وفي بعض هذه الروايات جاءت العبارات التي لا تتفق ومكانة عمر ولا عائشة ، مما يجعلنا نطمئن إلى اختلاقها ودسها على المسلمين) (٦١).

وقال آخر في خبر ابن أشتة في المصاحف : إن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها زير لأنه كان وحده : (هذه الرواية مخالفة للمعقول والمنقول) (٦٢).

وتنازع العلماء حديث إنكار ابن مسعود الفاتحة والمعوذتين ، ففي (الإتقان) عن الفخر الرازي : (نقل في بعض الكتب القديمة أن ابن مسعود كان ينكر كون سورة الفاتحة والمعوذتين من القرآن. وهو في غاية الصعوبة ، لأنا إن قلنا : إن النقل المتواتر كان حاصلا في عصر الصحابة يكون ذلك من القرآن ، فإنكاره يوجب الكفر ، وإن قلنا : لم يكن حاصلا في ذلك الزمان فيلزم أن القرآن ليس بمتواتر في الأصل. قال : والأغلب على الظن أن نقل هذا المذهب عن ابن مسعود نقل باطل ، وبه يحصل الخلاص عن هذه العقدة).

قال السيوطي : (وكذا قال القاضي أبو بكر : لم يصح عنه أنها ليست من القرآن ولا حفظ عنه ، وإنما حكها وأسقطها من مصحفه إنكارا لكتابتها لا جحدا لكونها قرآنا ...

وقال النووي في شرح المهذب : أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة

__________________

(٥٩) المنار ٤ / ٤٧١ ـ ٤٧٤.

(٦٠) الفرقان : ١٥٧.

(٦١) النسخ في القرآن ١ / ٢٨٣.

(٦٢) الجواب المنيف في الرد على مدعي التحريف : ١٢١.

٦٤

من القرآن ، وأن من جحد منها شيئا كفر. وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح.

وقال ابن حزم في المحلى : هذا كذب على ابن مسعود وموضوع ، وإنما صح عنه قراءة عاصم ، عن زر ، عنه ، وفيها المعوذتان والفاتحة).

قال السيوطي : (وقال ابن حجر في شرح البخاري : قد صح عن ابن مسعود إنكار ذلك ، فأخرج أحمد وابن حبان عنه : أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه. وأخرج عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي ، قال : كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول : إنهما ليستا من كتاب الله. وأخرج البزار والطبراني من وجه آخر عنه أنه : كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول : إنما أمر النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أن يتعوذ بهما وكان لا يقرأ بهما. أسانيده صحيحة. قال البزار : لم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة ، وقد صح أنه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قرأ بهما في الصلاة.

قال ابن حجر : فقول من قال : إنه كذب عليه مردود ، والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل ، بل الروايات صحيحة والتأويل محتمل (٦٣).

أقول : لكن لم نر من ابن حجر تأويلا لهذه الأحاديث ، فهو إحالة إلى غيره كما فعل بالنسبة إلى الأحاديث السابقة!!

تأويل أحاديث نقصان القرآن

قال السيوطي : (وقد أوله القاضي وغيره على إنكار الكتابة كما سبق. وهو تأويل حسن ، إلا إن الرواية الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك ، حيث جاء فيها : ويقول : إنهما ليست من كتاب الله).

قال : ويمكن حمل لفظ كتاب الله على المصحف فيتم التأويل المذكور.

__________________

(٦٣) الإتقان في علوم القرآن ١ / ٢٧٠ ـ ٢٧٢.

٦٥

لكن من تأمل سياق الطرق المذكورة استبعد هذا الجمع.

وقد أجاب ابن الصباغ بأنه لم يستقر عنده القطع بذلك ثم حصل الاتفاق بعد ذلك ، وحاصله : أنهما كانتا متواترتين في عصره لكنهما لم يتواترا عنده.

وقال ابن قتيبة في (مشكل القرآن) : (ظن ابن مسعود أن المعوذتين ليستا من القرآن ، لأنه رأى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ يعوذ بهما الحسن والحسين ، فأقام على ظنه ، ولا نقول : إنه أصاب في ذلك وأخطأ المهاجرون والأنصار).

قال السيوطي : (وأما إسقاطه الفاتحة من مصحفه فليس لظنه أنها ليست من القرآن ، معاذ الله ، ولكنه ذهب إلى أن القرآن إنما كتب وجمع بين اللوحين مخافة الشك والنسيان والزيادة والنقصان ، ورأى أن ذلك مأمون في الحمد لقصرها ووجوب تعلمها على كل واحد) (٦٤).

أقول : هذه وجوه التأويل في حديث إنكار ابن مسعود كون الفاتحة والمعوذتين من القرآن ، ولهم في حمل الأحاديث الأخرى وجوه :

١ ـ الحمل على التفسير :

وقد حمل بعضهم عليه عددا من الأحاديث ، من ذلك ما ورد حول ما أسميناه بآية الجهاد فقال : يحمل على التفسير. والمراد من (أسقط من القرآن) أي : أسقط من لفظه فلم تزل الآية بهذا اللفظ ، لا أنها كانت منزلة ثم أسقطت ، وإلا فما منع عمر وعبد الرحمن من الشهادة على أن الآية من القرآن وإثباتها فيه؟! (٦٥).

ومن ذلك : ما ورد حول آية المحافظة على الصلوات عن عائشة وحفصة من إلحاق كلمة (وصلاة العصر) بقوله تعالى : (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) بأن الكلمة أدرجت على سبيل التفسير والإيضاح (٦٦).

__________________

(٦٤) الإتقان في علوم القرآن ١ / ٢٧٢.

(٦٥) مقدمتان في علوم القرآن : ١٠٠.

(٦٦) البرهان في علوم القرآن ١ / ٢١٥ ، مباحث في علوم القرآن : ١١٢ ، الناسخ والمنسوخ : ١٥.

٦٦

ومن ذلك : ما ورد عن أبي موسى الأشعري حول سورة كانوا يشبهونها في الطول والشدة بسورة براءة ، فقد ذكر بعضهم له وجوها منها : أنه يجوز أن يكون تفسيرا ، وحفظ منها أي من تفسيرها ومعناها (٦٧).

ومن ذلك : ما ورد عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب ، أنه قال له : (كم تقرأ سورة الأعراف (٦٨)؟ قلت : ثلاثا وسبعين آية ...) : فقد قيل : (يحمل إن صح ـ لأن أهل النقل ضعفوا سنده ـ على أن تفسيرها كان يوازي سورة البقرة ، وأن في تفسيرها ذكر الرجم الذي وردت به السنة) (٦٩).

٢ ـ الحمل على السنة

وهذا وجه آخر اعتمد عليه بعض العلماء بالنسبة إلى عدد من الأحاديث :

ومن ذلك : قول أبي جعفر النحاس وبعضهم في آية الرجم : (إسناد الحديث صحيح ، إلا أنه ليس حكمه حكم القرآن الذي نقله الجماعة عن الجماعة ، ولكنها سنة ثابتة ... وقد يقول الإنسان : (كنت أقرأ كذا) لغير القرآن ، والدليل على هذا أنه قال : ولولا أن أكره أن يقال : زاد عمر في القرآن ، لزدته) (٧٠).

ومن ذلك : قول بعضهم حول آية : (لو كان لابن آدم ...) : (إن هذا معروف في حديث النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ على أنه من كلام الرسول لا يحكيه عن رب العالمين في القرآن ... ويؤيده حديث روي عن العباس بن سهل ، قال : سمعت لبن الزبير على المنبر يقول : قال رسول الله : لو أن ابن آدم أعطي واديان ...) (٧١).

٣ ـ الحمل على الحديث القدسي

وعليه حمل بعضهم آية الرضاع حيث قال : (يحمل على الحكم النازل

__________________

(٦٧) مقدمتان في علوم القرآن : ٩٧.

(٦٨) كذا ، والذي نقلناه سابقا عن الدر المنثور عن طائفة من أهم مصادرهم : (الأحزاب).

(٦٩) مقدمتان في علوم القرآن : ٨٣.

(٧٠) الناسخ والمنسوخ : ٨ ، مقدمتان في علوم القرآن : ٧٨.

(٧١) مقدمتان في علوم القرآن : ٨٥.

٦٧

سنة لا على جهة القرآنية ، وإلا لما أكله الداجن ، والله يقول : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. ولو كان من القرآن لما اجتمع فيه الناسخ والمنسوخ في آية واحدة ، بل كانت الآية الناسخة تتأخر عن المنسوخة ، كما لا يجوز أن يجتمع حكمان مختلفان في وقت واحد وحال واحدة. وكيف يجوز أن يكون قرآن يتلى على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ على ما أخبرت به عائشة ـ ولا يحفظه واحد من الصحابة) (٧٢) قال : (ويدل على ذلك قوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ : أوتيت القرآن ومثله معه ، إنه الحكمة) (٧٣).

وكذا حمل عليه آية الرجم ، قال : (وهو الري اعتمده شيخي أبو جعفر محمد بن أحمد بن جعفر) (٧٤).

٤ ـ الحمل على الدعاء

وهذا ما قاله بعضهم في ما سمي ب (سورة الحفد) و (سورة الخلع) فقال : (وأما ما ذكر عن أبي بن كعب أنه عد دعاء القنوت : اللهم إنا نستعينك ... سورة من القرآن ، فإنه ـ إن صح ذلك ـ كتبها في مصحفه لا على أنها من القرآن ، بل ليحفظها ولا ينساها احتياطا ، لأنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان يقنت بها في صلاة الوتر ، وكانت صلاة الوتر أوكد السنن ...) (٧٥).

للبحث صلة ...

__________________

(٧٢) مقدمتان في علوم القرآن : ٨٧ ـ ٨٨.

(٧٣) مقدمتان في علوم القرآن : ٨١.

(٧٤) مقدمتان في علوم القرآن : ٨٥ ـ ٨٦.

(٧٥) مقدمتان في علوم القرآن : ٧٥.

٦٨

من التراث الأدبي المنسي في الأحساء

الشيخ حسين الصحاف

الشيخ جعفر الهلالي

نواصل حديثنا في هذه الحلقة حول شاعر آخر من الشعراء المنسيين في الأحساء وهو : الشيخ حسين بن الشيخ علي بن الشيخ محمد الصحاف.

وقد سبق منا الحديث حول والده الشيخ علي الصحاف ، وولده هذا من أفاضل الأعلام في الأحساء ، وهو بالإضافة إلى ما له من منزلة ومكانة علمية فقد كان أديبا شاعرا.

ولادته :

ولد المترجم له في إمارة الكويت سنة ١٣٠٣ ه.

نشأته ودراسته :

نشأ شاعرنا على يد والده الشيخ علي وأخيه الشيخ أحمد ، ويظهر أنه أخذ أوائل تحصيله العلمي على يديهما ، وبعد وفاة والده وأخيه سافر إلى النجف الأشرف طلبا للعلم ، وهناك لازم سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ موسى أبو خمسين (١) فأخذ على يده بعض العلوم ، وبعد مغادرة الشيخ موسى النجف متوجها إلى الأحساء انقطع المترجم له إلى

__________________

(١) الشيخ موسى أبو خمسين هو أحد أعلام أسرة آل أبي خمسين في الأحساء ، وهو أحد المراجع في التقليد هناك ، وكان يتمتع بمنزلة مرموقة وشهرة علمية ، وأسرته إلى اليوم في الأحساء ، اشتهر منهم علماء وأدباء.

٦٩

حجة الإسلام والمسلمين السيد ناصر الأحسائي (٢) وأخذ عليه باقي تحصيله كما درس على يد غيره من أعلام النجف ، ولم يزل مثابرا على تحصيله حتى حصل على درجة الاجتهاد.

شعره وشاعريته :

كان المترجم له يقرض الشعر على عادة كثير من علماء أسرته إلا أنه كان مقلا فيه ، وشعره متوسط المستوى نظم في بعض المناسبات الدينية وخصوصا في مدح ورثاء آل الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ إلا أن شعره ضاع كغيره ممن ضاع شعره من سائر علماء وأدباء منطقته ولم نعثر له إلا على قصيدة واحدة نظمها في رثاء الإمام الحسين ـ عليه‌السلام ـ ستمر علينا أثناء الحديث.

وفاته :

توفي المترجم له في مدينة سوق الشيوخ في العراق أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك عند عودته إلى الكويت مارا بسوق الشيوخ ، وقد نقل جثمانه إلى النجف الأشرف ، فتأخرت جنازته ١٦ يوما وكان الوقت صيفا ، وينقل عن السيد ناصر الأحسائي أنه قال : فوالله العظيم ما وجدنا أي تغير على الجثمان ، ولم يتعفن ، وما شممنا منه إلا رائحة الكافور.

أقول : وهذا يدل على جلالة قدر المترجم له ، وكذلك تكون كرامة الله لأوليائه.

وهنا أقدم للقارئ هذه القصيدة للشاعر كنموذج ، قالها في رثاء الإمام الحسين ـ عليه‌السلام ـ :

أمنزل أهل الوحي ما لك مقفرا

بك الدار ظلما (٣) بعدما كنت مسفرا

أهل بهم استبدلت أهلا وصاحبا

وتنظر أن يأتوا فلا زلت مغبرا

__________________

(٢) السيد ناصر الأحسائي هو أيضا أحد مراجع التقليد في الأحساء ، وقد رجع إليه جماعة كثيرون في النجف والبصرة وسوق الشيوخ والكويت والأحساء ، ومن أنجاله سماحة الحجة السيد علي الموجود حاليا في مدينة الدمام.

(٣) ظلما : أصلها ظلماء من الظلام ، ولكن حذف الشاعر همزة الكلمة لضرورة الشعر.

٧٠

أم استبدلوا أهل العلى بك منزلا

فساروا إليه أم أبو الموت كبرا

فقال مجيبا للسؤال ودمعه

كسيل جرى من شاهق وتحدرا

فلا استبدلوا مني مكانا ولا بهم

أخذت رجالا لا وعزة من برا (٤) (٥)

وكيف يطيب العيش من بعدهم وهم

من الناس ما بين الثريا إلى الثرى

ولكن دعاهم من براهم فأسرعوا

ملبين للداعي ويا نعم معبرا

وساروا ولكن في ثرى الطف عرسوا (٥)

بأسد وعنهم قصرت أسد الشرى

بيوم سكارى تحسب الناس عنده

وما هم سكارى لكن الحرب حيرا

فلله هم نيف وسبعون فارسا

لقد قابلوا سبعين ألفا وأكثرا (١٠)

وما رعبوا بل أرعبوا الموت والعدي

وما ضعفوا والكل للحرب شمرا

وقد صيروا السبع الطباق ثمانيا

فعادت أراضي السبع ستا وأقصرا (٦)

وكل جواد سابح بدمائهم

كما سبحت أهل المكارم في الثرى (٧)

إذا اعتدلوا قطوا وقدوا إذا اعتلوا

فقط وقد بينهم قد تبعثرا

فما وجدوا طعم الأسنة والظبا

وما نالهم إلا سويقا وسكرا (٨) (١٥)

فيا نعم أنصارا ويا نعم صفوة

ويا نعم جندا في اللقاء وعسكرا

ولما أراد الله جل جلاله

نفوذ القضا فيهم لربهم جرى

فخروا على البوغاء لله سجدا

كمثل نجوم حين خرت على الثرى

وقام فريد الدين من بعد فقدهم

وصال على الأعداء ليثا غضنفرا

فجدل أبطالا وأردى فوارسا

ونكس أعلاما وآخر دمرا (٢٠)

__________________

(٤) برا : أي برأ ، يقال : برأ برا وبرءا وبروءا خلقه من العدم ، والبارئ هو الخالق.

(٥) عرسوا : نزلوا ، يقال : عرس القوم ، أي : نزلوا من السفر للاستراحة ثم يرحلون.

(٦) هذا المعنى قد تناوله مجموعة من الشعراء ، من ذلك قول السيد جعفر الحلي :

أحال أرض العدى نقعا بحملته

وللسماء سما من قسطل سمكا

فأنقص الأرضين السبع واحدة

منها وزاد إلى أفلاكها فلكا

(٧) الثرى : الندى جمع أثراء.

(٨) وأروع ما ورد في هذا المعنى هو قول الحاج هاشم الكعبي :

ومروا على مر الطعان كأنه

لديهم جني النحل بل هو أطيب

٧١

وعيناه عين للعدى ناظر بها

وأخرى لمن قد عودوها التخدرا (٩)

فما زال في ذا الحال في الكر حاكيا

أباه أمير المؤمنين وحيدرا

وفي يده ذات الفقار فكربلا

بها لم تجد إلا دماء وعثيرا (١٠)

ولما بها أحيا شريعة جده

وكان لها نورا وفخرا ومظهرا

(٢٥) فنا جاه في طور الجلالة ربه

فخر كما خر الكليم على الثرى (١١)

وفر إلى نحو الخيام جواده

ففرت بنات الوحي ينظرن ما جرى

فأبصرن شمرا جالسا فوق صدره

وقد كان للتوحيد لوحا ومصدرا

ويفري بحد السيف أوداج نحره

فشلت يداه أي نحر به فرى

وشال على رأس السنان كريمه

كمثل هلال فيه قد لاح نيرا

(٣٠) فزلزلت الأرضون واحمرت السما

عليه ولون الشمس حزنا تغيرا

وأعظم ما رج العوالم والهدى

وزلزل قلب الدين حتى تفطرا

وقوف بنات الوحي في مجلس حوى

لكل دعي راح يبدي التجبرا

ونغل ابن هند ضاحك مترنم

بيا ليت أشياخي ببدر لتنظرا

وبين يديه ذلك الطشت ناكتا

ثنايا حسين ، يا لعظم الذي اجترى!

(٣٥) وما زال يبدي منه ما كان كامنا

من الحقد والبغضاء حتى تجسرا

وسب علي المرتضى غير خائف

من الله والسجاد يسمع ما جرى (١٢)

هذا آخر ما وقفنا عليه من هذه القصيدة لشاعرنا المترجم له ، كما أننا لم نقف له على غيرها من القصائد ، وقد ذكر أن له قصائد في مدح النبي ـ صلى الله

__________________

(٩) وفي هذا المعنى يقول الشيخ عبد الحسين الأعسم :

يراعي بإحدى مقلتيه خيامه

ويرصد بالأخرى العدى حين تزحف

(١٠) العثير : التراب ، والعجاج.

(١١) وخير من صور هذا المعنى هو الحاج محمد علي كمونة بقوله :

ولما تجلى الله جل جلاله

له خر تعظيما له ساجدا شكرا

(١٢) نقلنا هذه القصيدة للشاعر من كتاب (تذكرة الأشراف في ترجمة آل الصحاف) لمؤلفه الشيخ كاظم الصحاف ، وهو أخو المترجم له ، والكتاب مخطوط موجود في الأحساء عند بعض أفراد أسرة المؤلف.

٧٢

عليه وآله ـ وسائر أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ ولعلها فقدت ، ونختتم الحديث عن الشاعر ، ولنا عودة مع القارئ في التحدث عن شاعر آخر ، ومن الله نستمد العون وهو الموفق للصواب.

* * *

٧٣

استدراك

نشرنا في العدد السادس ـ العدد الأول / السنة الثانية / محرم ١٤٠٧ ـ من تراثنا مقالا قيما بعنوان (موقف الشيعة من هجمات الخصوم وخلاصة عن كتاب عبقات الأنوار) كتبه العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي.

ولما كان العمل في العدد المذكور قد تم في ظروف غير طبيعية أيام الجريمة الظالمة التي ارتكبها طاغوت العراق بشن حملاته على المدن الآمنة في الجمهورية الإسلامية ، والتي هتك كل حرمة تقدسها الإنسانية فضلا عن الإسلام أو العروبة ـ كما يدعي كذبا وزورا ـ فهو عندما ضاقت عليه سوح الحرب النظامية نفس عن حقده على السلام وعلى البشرية بتلك الحملات التي لا يقوم بها من يمت إلى هذا الوطن الإسلامي المجيد بسبب ولا نسب.

لذا فقد سقط من المقال المذكور ـ أثناء الطبع ـ الكلام عن المجلد الثاني عشر من عبقات الأنوار.

وها نحن نلحقه الآن بأصله ليستفيد منه القراء الفضلاء ، ومحله الطبيعي ص ٦٠ من العدد السادس بعد الكلام عن المجلد الحادي عشر.

والكريم من القراء من عذر.

* * *

٧٤

المجلد الثاني عشر

حول حديث الثقلين ، وهو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (إني تارك فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا ، كتاب الله وعترتي).

وهو أيضا حديث متواتر روي عن عدة من الصحابة بطرق كثيرة ، رواه مسلم في صحيحه وسائر الحفاظ وأئمة هذا الشأن ، وهذا أيضا في مجلدين كبيرين.

طبع في لودهيانا سنة ١٢٩٣ ه ، في ١٢٥١ صفحة.

وطبع المجلد الأول منه في لكهنو بالهند سنة ١٣١٤ ه على الحجر ، في ٦٦٤ صفحة بالحجم الكبير.

وطبع الثاني منه بها أيضا سنة ١٣٢٧ ه ، في ٦٠٠ صفحة.

وطبع الثاني أيضا سنة ١٣٥١ ه ، في ٨٩١ صفحة.

وألحق المؤلف به ـ كشاهد له ـ حديث السفينة ، وهو قوله صلى الله عليه وآله : (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق).

فأولاه المؤلف دراسة شاملة ومستوفاة على عادته في كل بحث يستعرضه والحق في الطبع بآخر المجلد الثاني من مجلدي حديث الثقلين.

ثم تبنى ثلة من أفاضل أصفهان كالبحاثة المحقق السيد محمد علي الروضاتي والعلامة الجليل الشيخ مهدي الفقيه الإيماني فقاموا بطبع هذا المجلد (الثاني عشر) في أصفهان طبعة حروفية منقحة فصدر بإشرافهم ورعايتهم من سنة ١٣٧٩ ـ ١٣٨٢ في ست مجلدات عن مؤسسة نشر نفائس المخطوطات في أصفهان مع دراسة عن حياة المؤلف وموسوعته الثقافية (العبقات) وفهرس شامل لبحوث الأجزاء وفوائدها وقائمة بالمصادر المستخدمة في هذا المجلد (الثاني عشر).

ولخص العلامة الخطيب الشيخ قوام الدين القمي الوشنوي ـ دام فضله ـ هذا المجلد فاستخرج منه عصارة موجزة بأسماء الحفاظ والحدثين ممن أخرجوا هذا

٧٥

الحديث وذكر مصادره في نحو مائتي صفحة ، نشرته دار التقريب بالقاهرة سنة ١٣٧٠ باسم (حديث الثقلين) ثم أعيد طبعه بالأفست أكثر من مرة.

وعربه أيضا العلامة الجليل السيد علي الميلاني ـ حفظه الله ورعاه ـ وطبع في قم مجلدين سنة ١٣٩٨ مع ضم ملحق لي استدركت فبه من لم يذكروا في الأصل من رواة هذا الحديث ومن أخرجوه في مصنفاتهم فبلغوا (١٢١) رجلا في ١٢٠ صفحة طبع منضما إلى المجلد الأول.

ثم إن العلامة الميلاني أعاد النظر في عمله هذا وأجرى فيه تعديلات فطبع مرة ثانية مع مقدمة حافلة في ترجمة المؤلف وأسرته ، وصدر عن قسم الدراسات الإسلامية لمؤسسة البعثة في طهران سنة ١٤٠٥ في ثلاث مجلدات.

وأما حديث السفينة الذي كان ملحقا بحديث الثقلين في المجلد الثاني عشر من الأصل فقد أفرده العلامة الميلاني في التعريب وطبع في جزء مستقل مع ملحق في استدراك بقية مصادر الحديث.

وطبعته الدار الإسلامية في بيروت سنة ١٤٠١ ، في ٢٧٢ صفحة.

وأعادت طبعه بالأفست مكتبة نينوى في طهران سنة ١٤٠٣.

ثم أعاد قسم الدراسات الإسلامية لمؤسسة البعثة في طهران طبعه من جديد فصدر عام ١٤٠٦ ، في ٣٨٢ صفحة.

* * *

٧٦

من ذخائر التراث

٧٧
٧٨

مقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام

لابن أبي الدنيا

٢٠٨ ـ ٢٨١ ه

السيد عبد العزيز الطباطبائي

المؤلف :

هو أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي الأموي ، مولاهم البغدادي ، الحافظ الأخباري ، صاحب الكتب المصنفة في التواريخ والزهد والرقائق ، وكان ببغداد يؤدب المعتضد والمكتفي بالله وغير واحد من أولاد الخلفاء.

قال النديم في (الفهرست) : وكان ورعا زاهد عالما بالأخبار والروايات ، وتوفي يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى أو الآخرة.

وأوسع ترجمة له في كتب التراجم ما كتبه المزي في تهذيب الكما ل واستوفى ذكر شيوخه والرواة عنه على حروف المعجم ، ومن بعده الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٩٧ فقد سرد شيوخه والرواة عنه وذكر مصنفاته على المعجم ، عد منها ١٦١ كتابا منها كتابه هذا (مقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام) و (فضائل علي عليه‌السلام) و) مقتل الحسين عليه‌السلام).

وترجم له ابن كثير في تاريخه ووصفه بالحافظ المصنف في كل فن ، المشهور بالتصانيف الكثيرة النافعة الشائعة الذائعة في الرقاق وغيرها وهي تزيد على مائة مصنف ، وقيل إنها نحو الثلاثمائة.

٧٩

وترجم له في النجوم الزاهرة ٣ / ٨٦ وقال : وله التصانيف الحسان ، والناس بعده عيال عليه في الفنون التي جمعها ، وروى عنه خلق كثير واتفقوا على ثقته وصدقه وإمامته ...

وألف الحافظ أبو موسى المديني الأصبهاني ـ المتوفى سنة ٥٨١ ـ جزء مفردا في ترجمته وذكر مصنفاته باسم : (جزء فيه ذكر أبي بكر عبد الله بن عبيد بن أبي الدنيا وحاله ، وما وقع عاليا من أحاديثه).

توجد مخطوطة منه في دار الكتب الظاهرية ، رقم ٣٨٤٧ ضمن المجموع رقم ١١١ ، من الورقة ٥٢ ـ ٦٢ ، مكتوبة في حياة المؤلف ، عليها سماع بتاريخ سنة ٥٨٠ ، ذكرت في فهارس الظاهرية : فهرس الدكتور يوسف العش ص ٢١٩ ، وفهرس الدكتور خالد الريان ص ٦٤٧ ، وفهرس الألباني ص ٢٠٧.

وفي الظاهرية أيضا جزء في أسماء مصنفات ابن أبي الدنيا ، يوجد ضمن المجموع رقم ٤٢ من مجاميعها ، نشره الدكتور صلاح الدين المنجد ضمن مقال ممتع له عن ابن أبي الدنيا ومصنفاته ، مع زيادات وتعديلات ، نشره في مجلة مجمع اللغة العربية في دمشق في المجلد ٤٩ سنة ١٣٩٤ = ١٩٧٤ باسم (معجم مصنفات ابن أبي الدنيا) من الصفحة ٥٧٩ حتى الصفحة ٥٩٤ ، فعد له ١٩٨ كتابا ومنها كتابه هذا (مقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام) تحت الرقم ١٧٦.

وذكر بروكلمن عددا كبيرا مما يوجد من مؤلفات ابن أبي الدنيا وأماكن تواجدها وما طبع منها ، في تاريخ الأدب العربي ـ الترجمة العربية ـ ٣ / ١٢٩ ـ ١٣٣ الأصل الألماني ، الذيل ج ١ ص ٢٤٧.

مصادر ترجمته :

الجرح والتعديل ٥ / ١٦٣ ، فهرست النديم : ٢٣٦ ، فهرست الشيخ الطوسي رقم ٤٥٠ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٨٩ ، طبقات الحنابلة ١ / ١٩٢ ، المنتظم ٥ / ١٤٨ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٩٧ ، العبر ٢ / ٦٥ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٧٧ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٥١٩ ، فوات الوفيات ٢ / ٢٢٨ ، فهرسة ابن خير الإشبيلي ص ٢٨٢ ، الكامل

٨٠