تراثنا ـ العدد [ 12 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 12 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٢٢

خطب الحسن بن علي فحمد الله ـ عزوجل ـ وأثنى عليه ثم قال :

لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، أن كان رسول الله ـ صلى الله عليه ـ يدفع الراية إليه فيمضي وجبريل عن يمينه وميكايل عن يساره ، فما يبرح حتى يفتح الله ـ عزوجل ـ عليه ، وما ترك صفراء ولا بيضاء غير سبعمائة درهم كان أرصدها [٢٤٥ / أ] في خادم.

٩٢ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، عن هشام بن محمد ، عن أبي عبد الله الجعفي ، قال : حدثني عروة بن عبد الله ، عن زحر بن قيس ، قال : بعثني الحسن بن علي ـ عليهما‌السلام ـ إلى المدائن وبها حسين بن علي ، فلما انتهيت إليه قال : أي زحر ، ما لي أرى وجهك متغيرا؟! قلت : تركت أمير المؤمنين في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة ، وهذا كتاب الحسن إليك.

قال زحر : فلما ذكرت له أمر علي ومصابه ، قال : ويحك من قتله؟! قلت : رجل من مراد ، مارق فاسق ، يقال له عبد الرحمن بن ملجم ، قال : أقتل الرجل؟ قلت : نعم ، فكبر ثم قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين ، ما أعظمك من مصيبة ، مع أن رسول الله ـ صلى الله عليه ـ قال : إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصابه بي ، فإنه لن يصاب بمثلها أبدا ، وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه ـ ، وما أصيب بعد رسول الله ـ صلى الله عليه ـ بمثلها ، ولن نصاب بمثلها في بقية عمري ، أن البلاء إلينا أهل البيت سريع ، والله المستعان.

فقال له زحر : أن هامنا من لا يرى أنه يموت حتى يظهر! وأنا أخافهم عليك ، فاجمعهم إلي حتى أقرأ كتاب الحسن عليهم ، فنودي في الناس فاجتمعوا وحضر حسين ـ عليه‌السلام ـ فقمت فقرأت على الناس الكتاب ، فقال رجل ـ يقال له ابن السوداء ، من همدان يقال له عبد الله بن سبأ (١) ـ : والله لو رأيت أمير المؤمنين في

__________________

(١) ألف العلامة السيد مرتضى العسكري كتبا في أكاذيب سيف بن عمر التميمي ، أحدها كتاب (عبد الله بن سبأ) في مجلدين ، حول اختلاق المسمى بهذا الاسم وأن لا وجود له أصلا بأدلة علمية

١٢١

قبره لعلمت أنه لن يذهب حتى يظهر فارج (١) من عقل بالاسترجاع والبكاء والاستغفار لعلي والتعزية لحسين ، ثم انصرف راجعا إلى الكوفة في الناس.

ندب علي ومراثيه صلوات الله عليه

٩٣ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، عن محمد بن أيوب التميمي ، عن موسى عن المغيرة ، عن الضحاك بن مزاحم ، قال : ذكر علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ عند ابن عباس ـ رحمه‌الله ـ بعد وفاته فقال :

وا أسفا على أبي الحسن ، ملك والله فما بدل ولا غير ولا قصر ، ولا جمع ولا منع ولا آثر ، ولقد كانت الدنيا أهون عليه من شسع نعله ، ليث في الوغى ، بحر في المجالس ، حكيم الحكماء ، هيهات قد مضى في الدرجات العلى.

٩٤ ـ [٢٤٥ / ب] حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني محمد بن أبي يحيى أن شيخا من ضبة يكنى أبا الوليد حدثهم ، قال : حدثني عبد الواحد ابن أبي عمرو الأسدي أن معاوية قال لرجل (٢) من كنانة : صف لي عليا ، قال : اعفني ، قال : لا أعفيك ، قال : أما إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب.

__________________

قوية ، وقد شفى وكفى فراجع.

(١) كذا في الأصل.

(٢) هو ضرار بن ضمرة الكناني النهشلي ، وكلامه هذا له مصادر كثيرة منها أمالي القالي ٢ / ١٤٣ ، وزهر الآداب ١ / ٣٨ ، والاستيعاب : ١١٠٧ ، والمستطرف ١ / ١٢٧ ، وذخائر العقبى : ١٠٠ ، والرياض النضرة ٢ / ٢١٢ ، وشرح النهج لابن أبي الحديد ٤ / ٢٧٦ ، ورواه الحافظ الطبراني وعنه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٨٤ ، والحافظ ابن عساكر في ترجمة ضرار من تاريخه عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم ، وأورده ابن الجوزي في صفة الصفوة وفي الطبقات وفيها كلها : فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها ، وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء.

١٢٢

كان والله كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، ويبتدئنا إذا أتيناه ، ويلبينا إذا دعوناه ، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة ، ولا نبتديه لعظمة ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله.

وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سرباله وقد غارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، فكأني الآن أسمعه وهو يقول :

يا دنيا يا دنيا ، أبي تعرضت؟! أم بي تشوقت؟! هيهات هيهات ، غري غيري ، لا حان حينك ، قد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيك ، فعمرك قصير ، وعيشك حقير ، وخطرك يسير ، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.

قال : فبكى معاوية! وبكى القوم ، ثم قال : رحم الله أبا الحسن ، كان والله كذلك ، وكيف حزنك عليه؟ قال : حزن ـ والله ـ من ذبح واحدها في حجرها فلا ترقأ عبرتها ولا يسكن حزنها.

٩٥ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا يوسف بن موسى ، أنبأنا جرير ، عن مغيرة ، قال : لما جئ معاوية بنعي علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ وهو قائل مع امرأته ابنة قرظة في يوم صائف فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون! ماذا فقدوا من العلم والخير والفضل والفقه؟! قالت امرأته : بالأمس تطعن في عينيه وتسترجع اليوم عليه؟! قال : ويلك لا تدرين ما فقدوا من علمه وفضله وسوابقه! (١).

٩٦ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا يوسف بن موسى ، أنبأنا عمرو ابن طلحة القناد ، أنبأنا أسباط بن نصر ، عن سماك ، عن حجار بن أبجر ، قال : جاء رجل إلى معاوية فقال : سرق ثوبي هذا فوجدته مع هذا [٢٤٦ / أ] فقال : لو كان لهذا علي بن أبي طالب!؟

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ بإسناده عن ابن أبي الدنيا.

١٢٣

٩٧ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني عبد الرحمن بن صالح ، أنبأنا يونس بن بكير ، عن عنبسة بن الأزهر ، عن سماك بن حرب ، قال : كان عمر بن الخطاب ـ رضي‌الله‌عنه ـ يقول لعلي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ عندما يسأله عن الأمر فيفرجه عنه : لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن.

٩٨ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني مهدي بن حفص ، أنبأنا عبدة بن سليمان ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، قال : قلت لعطاء : أكان أحد من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه ـ أفقه من علي ـ عليه‌السلام ـ؟ قال : لا والله ما علمته (١).

٩٩ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا أحمد بن حاتم الطويل ، أنبأنا محمد بن الحجاج ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن قبيصة بن جابر ، قال : ما رأيت أزهد في الدنيا من علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ.

١٠٠ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا علي بن الجعد ، قال : سمعت الحسن بن حي ، قال : تذاكروا زهاد أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه ـ عند عمر بن عبد العزيز ، فقال بعضهم : عمر! وقال بعضهم : فلان ، فقال عمر بن عبد العزيز : علي ـ عليه‌السلام ـ.

١٠١ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني أبو حفص الصيرفي ، أنبأنا يحيى بن سعيد القطان ، أنبأنا عبد العزيز بن سياه ، قال : حدثني أبو راشد ، قال : أتيت عليا ـ عليه‌السلام ـ في منزله بالكوفة ، فقلت : يا أمير المؤمنين يا أمير المؤمنين ، فأجابني : يا لبيكاه ، يا لبيكاه.

١٠٢ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني أبو زيد النميري ، قال : حدثني أبو غسان محمد بن يحيى بن علي الكناني ، قال : حدثني عبد العزيز بن

__________________

(١) وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٢ / ٧٥ رقم ١٢١٥٨ ، والاستيعاب : ١١٠٤.

١٢٤

عمران الزهري ، قال :

قال محمد بن علي (١) ليزيد بن معاوية ـ وذكر يزيد عليا عليه‌السلام ـ يا يزيد بن معاوية بن صخر ، إن عليا كان سهما من مرامي الله ـ عزوجل ـ على عدوه ، يهوعهم مآكلهم ، آخذا بحناجرهم ، يمنعهم مأكل السوء ويلج عنهم بشظف المعيشة ـ قال أبو بكر : هو شدة المعيشة ـ ، حتى صار أصغر عند كبرائهم من أمة لكعا ، فنبزوه بالعضيهة ـ يعني يقول العطية ـ ورموه بفريقة الأباطيل ، فنحن على ثبج من أمره ، ومرئ من أثره ، ومرقبا من أنجمه ، بجبهة من الأنصار والأعوان خوفا أن يكر لنا منكم دولة تبري عظامكم وتحسم أمركم ، فإن المقاتل بادية ، والأستار عارية ، وليس لنا دون مقادير الحتوف حلية ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

١٠٣ ـ [٢٤٦ / ب] حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا إبراهيم بن بشار ، أنبأنا نعيم بن مورع ، أنبأنا هشام بن حسان ، قال : بينا نحن عند الحسن إذ أتاه رجل فقال : يا با سعيد ، إن الناس يزعمون أنك تبغض عليا ـ عليه‌السلام ـ؟! فقال :

رحم الله عليا ، كان سهما لله ـ عزوجل ـ في أعدائه ، وكان في محلة العلم أشرفها ، وأقربها من رسول الله ـ صلى الله عليه ـ ، وكان رهباني هذه الأمة ، لم يكن لمال الله ـ عزوجل ـ بالسروقة ، ولا في أمر الله ـ عزوجل ـ بالنؤمة ، أعطى القرآن عزائمه عليه ووله ، فكان منه في رياض مونقة وأعلام بينة ، ذلك علي يا لكع.

١٠٤ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني أبو علي أحمد بن الحسن الضرير ، أنبأنا هشام بن محمد ، عن الوليد بن وهب الحارثي ، عن يزيد بن عمرو التميمي ، قال : لما توفي علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ قام رجل من بني تميم (٢) ـ كان على حرسه ـ في مسجد الكوفة بعد ما صلوا عليه فقال :

__________________

(١) هو المعروف بابن الحنفية.

(٢) هو القعقاع بن زرارة ، فقد حكى كلامه هذا اليعقوبي في تاريخه ٢ / ٩١ مصرحا باسمه.

١٢٥

رحمك الله يا أمير المؤمنين ، فلئن كان حياتك مفتاح خير ومغلاق شر وكنت للناس علما منيرا ، يعرف به الهدى من الضلالة والخير من الشر ، إن وفاتك لمفتاح شر ومغلاق خير ، وإن فقدانك لحسرة وندامة ، ولو أن الناس قبلوك بقبولك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، ولكنهم اختاروا الدنيا على الآخرة ، فأصبحوا بعدك حيارى في سبل المطالب ، قد غلب عليهم الشقاء والداء العياء ـ قال أبو بكر : العياء ... ـ فهم ينتقضونها كما ينتقض الحبل من برمه ، فتبا لهم خلفا ، تقبلوا سخفا وباعوا كثيرا بقليل ، وجزيلا بيسير ، فكرم الله مآبك ، وضعف ثوابك ، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

١٠٥ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني عبد الرحمن بن صالح ، أنبأنا إبراهيم بن هراسة ،

عن محمد بن سلمة النصيبي ، قال : قالت أم العربان حين قتل علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ :

ألا عيني فاحتفلا سنينا

وبكينا أمير المؤمنينا

ألا يا خير من ركب المطايا

وذللها ومن ركب السفينا

يقيم الحد لا يرتاب فيه

ويقضي بالفرائض مستبينا

كأن الناس مذ فقدوا عليا

نعاما جال في بلد سنينا

فلا تشمت معاوية بن حرب

فإن بقية الخلفاء فينا

وكنا قبل مقتله بخير

نرى مولى رسول الله فينا

١٠٦ ـ [٢٤٧ / أ] حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني سليمان بن أبي شيخ ، قال : أنشدني محمد بن الحكم لأبي زبيد الطائي يرثي عليا ـ عليه‌السلام ـ :

حمت ليدخل جنات أبو حسن

وأوقدت بعده للقائل النار

ماذا أراد بخير الناس كلهم

دينا وأهداهم للحق إن حاروا

يقول ما قال عن قول النبي فما

يخالف الجهر منه فيه أسرار

تزوره أم كلثوم ونسوتها

لا كالمزور ولا كالزور زوار

يبكين أروع ميمونا نقيبته

يحمي الذمار إذا ما معشر جاروا

١٢٦

١٠٧ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، أنبأنا محمد ابن ربيعة ، قال :

حدثني أبو طلق القرشي ، قال : حدثتني جدتي ، قالت : كنت أنوح أنا وأم كلثوم بنت علي على علي ـ عليه‌السلام ـ.

١٠٨ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني القاسم بن خليفة الخزاعي ، أنبأنا أبو يحيى التيمي ، عن عمر بن عبد الله ، عن الزهري ، قال : بعث إلي عبد الملك بن مروان فقال لي : ما كان آية قتل علي ـ عليه‌السلام ـ صبيحة قتل؟ قلت : كان آية قتله صبيحة قتل أنه لم يقلب حجر بالجابية إلا عن دم عبيط ، فقال لي : صدقت ، أما إنه لم يبق أحد يعلم هذا غيري وغيرك.

١٠٩ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : حدثني إبراهيم بن عبد الله ، قال : أخبرنا هشيم ، قال : أخبرنا أبو معشر ، عن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص ، عن الزهري ، قال : قال لي عبد الملك بن مروان : أي علامة كانت يوم قتل علي ـ عليه‌السلام ـ؟ قال : قلت : لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط ، فقال : إني وإياك في هذا الحديث لغريبان.

ولد علي بن أبي طالب عليه وعليهم‌السلام

١١٠ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : قال الزبير بن أبي بكر ـ فيما أجاز لي وقال : اروه عني ـ ولد علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ :

١ ـ الحسن بن علي ، ولد للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وسماه رسول الله ـ صلى الله عليه ـ حسنا ، ومات لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين.

٢ ـ والحسين بن علي ـ عليه‌السلام ـ ، ولد لخمس ليال خلون من شعبان

١٢٧

سنة أربع من الهجرة ، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين ، وقتله سنان بن أنس النخعي ـ لعنه الله ـ ، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير ـ لعنه الله ـ ، وحز رأسه.

٣ ـ وزينب ابنه علي الكبري ، ولدت لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

٤ ـ وأم كلثوم الكبرى ، ولدت لعمر بن الخطاب (١) ولم يبق لعمر ولد من أم كلثوم بنت علي.

وأمهم فاطمة [٢٤٧ / ب] بنت رسول الله ـ صلى الله عليهما ـ.

٥ ـ ومحمد بن علي بن أبي طالب ، الذي يقال له ابن الحنفية ، وأمه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبد الله بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل ابن حنيفة بن لجيم.

١١١ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ، قال : أخبرنا الفضل بن موسى ، عن فطر ، عن منذر ، عن محمد بن علي ، عن علي ـ عليه‌السلام ـ ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه ـ : لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي ، فقلت : يا رسول الله ، إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال : نعم ، فولد له فسماه محمدا وكناه أبو القاسم.

١١٢ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله ، قال : أخبرنا هشيم ، قال : أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : كان محمد بن الحنفية يكنى أبا القاسم ، وكان محمد ابن الشعث يكنى أبا القاسم ، وكان يدخل على عائشة ، قال : وأحسبها كانت تكنيه.

١١٣ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا داود بن عمرو ، أنبأنا إسماعيل بن زكريا ،

__________________

(١) راجع تعليقة الحديث رقم ٤.

١٢٨

عن يزيد ـ يعني ابن أبي زياد ـ ، قال : قلت : لمحمد بن الحنفية : متى ولدت؟ قال : لثلاث سنين بقين من خلافة عمر ـ رضي‌الله‌عنه ـ.

١١٤ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : أخبرنا علي بن عمر بن علي بن حسين ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، قال : سمعت محمد بن الحنفية يقول ـ سنة الجحاف حين دخلت إحدى وثمانون ـ : هذه لي ست وستون سنة قد جاوزت سن أبي ، قال : قلت : وكم كانت سنة يوم قتل؟ قال : ثلاث وستون.

ومات أبو القاسم محمد بن الحنفية في تلك السنة.

رجع إلى حديث الزبير

٦ و ٧ ـ وعمر بن علي ورقية الكبرى ، وهما تؤم ، وأمهما الصهباء ، ويقال اسمها أم حبيب بنت ربيعة ، من بني تغلب ، من سبي خالد بن الوليد.

١١٥ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : قال الزبير : وحدثني عمي قال : كان عمر بن علي آخر ولد علي بن أبي طالب ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، ووفد على الوليد بن عبد الملك مع أبان بن عثمان يسأله أن يوليه صدقة أبيه علي ، وكان يليها يومئذ ابن أخيه حسن بن حسن بن علي ، فعرض عليه الوليد الصلة وقضاء الدين ، فقال : لا حاجة لي في ذلك ، إنما جئت لصدقة أبي ، أنا أولى بها ، فاكتب لي في ولايتها ، فكتب له الوليد رقعة فيها أبيات ربيع بن أبي الحقيق اليهودي :

أنا إذا مالت دواعي الهوى

وأنصت السامع للقائل

واصطرع الناس بألبابهم

نقضي بحكم عادل فاصل

[٢٤٨ / أ] لا نجعل الباطل حقا ولا

نلط دون الحق بالباطل

نخاف أن تسفه أحلامنا

ونخمل الدهر مع الخامل

ثم دفع الرقعة إلى أبان فقال : ادفعها إليه وأعلمه أني لا أدخل على ولد فاطمة بنت رسول الله ـ صلى الله عليهما ـ ، فانصرف عمر غضبان ولم يقبل له صلة.

١٢٩

١١٦ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : زبير : وحدثني محمد بن سلام ، قال : قلت لعيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب : كيف سمى جدك علي عمر؟! قال : سألت عن ذلك أبي فأخبرني عن أبيه عن عمر بن علي ، قال : ولدت لأبي بعد ما استخلف عمر بن الخطاب ـ رضي‌الله‌عنه ـ فقال له : يا أمير المؤمنين ولد لي الليلة غلام ، قال : هبه لي! قال : فقلت : هو لك! قال : قد سميته عمر ونحلته غلامي مورق ، قال : فله الآن ولد كثير بينبع.

٨ ـ والعباس الأكبر بن علي.

١١٧ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : قال زبير : قال عمي : وولده يسمونه (السقاء) ويكنونه (أبا قربة) ، شهر مع الحسين ـ عليه‌السلام ـ كربلاء ، فعطش الحسين فأخذ قربة واتبعه إخوته لأمه بنو علي وهم عثمان وجعفر وعبد الله فقتل إخوته قبله ، لا عقب لإخوته ، وجاء بالقربة فحملها إلى الحسين ـ عليه‌السلام ـ مملوءة! فشرب منها الحسين! ثم قتل العباس بن علي بعد إخوته مع الحسين ـ صلوات الله عليهم ـ ، فورث العباس إخوته ولم يكن لهم ولد ، وورث العباس ابنه عبيد الله بن العباس.

وكان محمد بن علي ابن الحنفية وعمر بن علي حيين ، فسلم محمد لعبيد الله بن العباس ميراث عمومته ، وامتنع عمر حتى صولح وأرضي من حقه.

وأم العباس وإخوته هؤلاء أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كلاب بن ربيعة.

١٢ ، ١٣ ـ وعبيد الله وأبا بكر ابني علي لا بقية لهما.

كان عبيد الله بن علي قدم على المختار ، فقتل عبيد الله مع مصعب بن الزبير ، كان مصعب ضمه إليه ولم ير عند المختار ما يحب.

وأم عبيد الله وأبي بكر ابني علي ـ عليهم‌السلام ـ ليلى ابنة مسعود بن خالد ابن مالك بن ربعي بن سالم بن جندل بن نهشل لن دارم.

وإخوة عبيد الله وأبي بكر ابني علي ـ لأمهما ـ صالح ، وأم أبيها ، وأم محمد ، بنو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، خلف عليها عبد الله بن جعفر بعد علي ، جمع

١٣٠

بين ابنته وزوجته.

١٤ ـ ويحيى بن علي ، لا عقب له ، توفي صغيرا قبل أبيه [٢٤٨ / ب] وأم يحيى أسماء ابنة عميس الخثعمية ، إخوته لأمه : عبد الله ومحمد وعون بنو جعفر بن أبي طالب ، ومحمد بن أبي بكر الصديق ـ رضوان الله عليهم ـ.

١١٨ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا خالد بن خداش ، أنبأنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد : أن أسماء ولدت لجعفر محمدا ، ولأبي بكر محمدا ، ولعلي محمدا.

١١٩ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا محمد بن سلام الجمحي ، قال :

سمعت عباد بن مسلم يحدث عن قتادة ، قال : استبق بنو أسماء الثلاثة ابن جعفر وابن أبي بكر وابن علي ، فسبق الأكبران : ابن جعفر وابن أبي بكر ابن علي ، فقالت أسماء : لئن سبقاك ما سبق آباؤهما أباك.

قال : ثم أخذ قتادة يقول : لم يكن علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ مثلهما ، وعنده رجل من أهل الكوفة فقال : يا عمي حدثنا بما سمعت ودعنا من رأيك.

١٥ ـ ومحمد الأصغر ابن علي ، درج ، لأم ولد.

١٦ و ١٧ ـ وأم الحسين ورملة ابنتا علي ، وأمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود بن معتب الثقفي.

١٢٠ ـ حدثنا الحسين ، أنبأنا عبد الله ، قال : قال الزبير : قال عمي : وإخوتهما لأمهما بنو يزيد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية.

وقال غير عمي : أختهما لأمهما بنت لعنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية.

ولأم الحسين بنت علي حسن وعلي وحبيب بنو جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عايذ بن عمران بن مخزوم ، كان خلف عليها ، ثم خلف عليها بعده جعفر بن عقيل بن أبي طالب فلم تلد له.

وكانت رملة بنت علي عند أبي الهياج واسمه عبد الله بن أبي سفيان بن

١٣١

الحارث بن عبد المطلب ، فولدت منه عبد الكريم وأخاله هلكا ، وأختا له كانت عند عاصم بن عمر بن الخطاب ، وقد انقرض ولد أبي سفيان بن الحارث ، ثم خلف عليها معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص.

١٨ ، ٢٥ ـ وزينب الصغرى ، وأم هانئ ، وأم الكرام ، وأم جعفر ـ واسمها الجمانة ـ وأم سلمة ، وميمونة ، وخديجة ، وفاطمة ، بنات علي لأمهات أولاد.

كانت رقية الكبرى بنت علي عند مسلم بن عقيل ، فولدت له : عبد الله ، ـ قتل بالطف ـ وعليا ومحمدا ابني مسلم بن عقيل ، وقد انقرض ولد مسلم بن عقيل.

وكانت زينب الصغرى بنت علي عند محمد بن عقيل بن أبي طالب فولدت له عبد الله الذي يحدث عنه ، وفيه العقب من ولد عقيل ، وعبد الرحمن والقاسم ابني محمد ، ثم خلف عليها كثير بن العباس [بن عبد المطلب] فولدت له كلثم [أم كلثوم] تزوجها جعفر بن تمام بن العباس وقد [٢٤٩ / أ] [انقرض] ولد كثير وتمام ابني العباس بن عبد المطلب.

وكانت أم هانئ بنت علي عند عبد الله الأكبر ابن عقيل ، فولدت له محمدا ـ قتل بالطف ـ وعبد الرحمن ومسلما وأم كلثوم.

وكانت ميمونة بنت علي عند عبد الله الأكبر ابن عقيل ، فولدت له عقيلا.

وكانت أم كلثوم الصغرى ـ واسمها نفيسة ـ عند عبد الله الأكبر ابن عقيل فولدت له أم عقيل ، ثم خلف عليها كثير بن العباس بعد زينب الصغرى فولدت له الحسن ، ثم خلف عليها تمام بن العباس فولدت له نفيسة تزوجها عبد الله بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب.

وكانت خديجة بنت علي عند عبد الرحمن بن عقيل فولدت له سعيدا وعقيلا ، ثم خلف عليها أبو السنابل عبد الرحمن بن عبد الله بن [عبيد الله بن] عامر ابن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس.

وكانت فاطمة ابنة علي عند أبي سعيد بن عقيل ، فولدت له حميدة ، ثم

١٣٢

خلف عليها سعيد بن الأسود بن أبي البختري فولدت له برة وخالدة ، ثم خلف عليها المنذر بن عبيدة بن الزبير بن العوام فولدت له عثمان وكثيرة ، درجا.

وكانت أمامة بنت علي عند الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، فولدت له نفيسة وتوفيت عنده.

فهؤلاء ولد علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ.

آخر كتاب مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ.

فرغت من نسخه في النجف الأشرف آخر نهار الخميس آخر شهر جمادى الآخرة سنة ١٣٩٢.

عبد العزيز الطباطبائي

١٣٣

الاثنا عشرية في الصلاة اليومية

للشيخ البهائي

الشيخ محمد الحسون

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين ، محمد المصطفى وعلى عترته الميامين ، واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين ، من الآن إلى قيام يوم الدين.

وبعد ،

بين يديك عزيزي القارئ رسالة وجيزة ، صغيرة في حجمها ، كبيرة في محتواها ، خطها يراع أحد علمائنا البارزين ، وهي الرسالة الثانية من الاثني عشريات الخمس للشيخ البهائي.

قسم المصنف فيها ما يتعلق بالصلاة إلى : أفعال وتروك ، وكل منها إلى : واجبة ومستحبة ، وكل منهما إلى : لسانية أو جنانية أو أركانية ، فتكون اثني عشر نوعا ، ثم حصر كل نوع باثني عشر مصداقا فيكون لدينا ١٤٤ مصداقا ، وبهذا يكون المؤلف قد جمع كل ما يتعلق بالصلاة بمقالة ظريفة يسهل حفظها ، مجتنبا الإطالة والإيجاز.

وقد انتهى من تأليفها في ١٧ ربيع الأول سنة ١٠١٢ ه.

* * *

١٣٤

المصنف :

لست بصدد ترجمة حياة مؤلف هذه الرسالة الشيخ البهائي ، بل إن ذلك منوطا بكبار العلماء والمطلعين في هذا المجال ، ولا يمكن لهذه الأسطر أن تستوعب مثل هذه الشخصية الفذة التي ذاع صيتها في الآفاق ، وأشرق نورها في الأماكن والبقاع.

وما هي إلا لمحة عن حياته المباركة ، بل كلمة تعريف جرت العادة كتابتها في مقدمة كل رسالة أو كتاب محقق.

فهو الشيخ الجليل بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني الجبعي ، ينسب إلى الحارث الهمداني ، ولد في بعلبك ـ وقال أبو المعالي الطالوي : إنه ولد بقزوين ، وقيل غير ذلك ـ سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة ، وانتقل به والده وهو صغير إلى الديار الإيرانية فنشأ فيها وتتلمذ على يد والده وغيره في الفقه والأصول والعقائد والتفسير والنحو وغير ذلك من العلوم ، حيث لم يدع علما إلا وطرق بابه وارتشف من منهله العذب ، حتى ذاع صيته وعلا ، وعرف بالفضل والكمال ، وأصبحت كلمته مسموعة.

فعند ذلك رغب في الفقر والسياحة ، واستهب من مهاب التوفيق رياحه ، فترك تلك المناصب ، ومال لما هو بحاله مناسب ، فساح في البلدان ثلاثين عاما من أصفهان إلى الحجاز ، ثم مصر والقدس وحلب ، ثم رجع إلى أصفهان ـ مركز تحصيله وتعلمه ـ ، وهناك هما غيث فضله وانسجم ، وألف وكتب ، وانعقد عليه الاجماع ، وتفرد بصنوف الفضل ، فبهر النواظر والأسماع ، فما من فن إلا وله القدح المعلى ، والمورد العذب المحلى ، إن قال لم يدع قولا لقائل ، أو طال لم يأت غيره بطائل.

فحاله في الفقه والعلم ، والفضل والتحقيق والتدقيق ، وجلالة القدر ، وعظم الشأن ، وحسن التصنيف ، ورشاقة العبارة ، وجمع المحاسن أظهر من أن

١٣٥

يذكر ، وفضائله أكثر تحصى ، كان ماهرا متبحرا ، جامعا ، كاملا ، شاعرا ، أديبا ، فقيها ، أصوليا ، حسابيا ، عديم النظير في زمانه.

فخلال جولاته اجتمع بكثير ما أرباب الفضل والكمال ، ونال من فيض حججهم ما تعذر على غيره واستحال.

توفي رضوان الله تعالى عليه في أصفهان في شهر شوال سنة ألف وثلاثين ـ وقيل إحدى وثلاثين ، وقيل خمس وثلاثين ـ ونقل إلى مشهد الرضا عليه‌السلام ودفن هناك ، وقبره الآن مشهور تزوره الخاصة والعامة.

أساتذته وتلاميذه :

تتلمذ البهائي على أساطين العلم وكبار شيوخ عصره ، ولا شك أن أباه كان أول معلم له ، وهو الذي دفعه إلى أنداده من علماء إيران ليثقفوا ابنه ويوجهوه نحو حب العلم. ولم يكتف العاملي بأساتذة إيران حيث أمضى شطرا من حياته فيها قبل رحيله ، بل إن أساتذته الآخرين تعددت مشاربهم بتعدد بلادهم وعلومهم. فرحلاته التي دامت ثلاثين سنة ، والتي كان نهل العلوم سبيلها الأول جعلته يجتمع في هذه الحواضر الإسلامية بأساطين الدين وعباقرة المذاهب.

فالذي عثرت عليه أثناء مطالعتي القاصرة أن أساتذته وشيوخه الذين قرأ عليهم هم :

١ ـ والده الشيخ حسين بن عبد الصمد.

٢ ـ الشيخ عبد العالي الكركي ، المتوفى سنة ٩٩٣ ه ، وهو ابن المحقق الكركي المتوفى سنة ٩٤٠ ه.

٣ ـ الشيخ محمد بن محمد بن أبي اللطيف المقدسي الشافعي ، فقد روى عنه ونال منه إجازة مؤرخة سنة ٩٩٣ ه ، وهو مذكور في رحلاته.

٤ ـ الشيخ عبد الله اليزدي.

٥ ـ علي المذهب المدرس ، أستاذه في العلوم العقلية والرياضية.

٦ ـ الشيخ أحمد الكجائي المعروف ببير أحمد ، قرأ عليه في قزوين.

١٣٦

٧ ـ عماد الدين محمود النطاسي ، قرأ عليه في الطب.

٨ ـ الشيخ عمر العرضي ، والد المؤلف أبي الوفاء ، أفاد منه في حلب.

٩ ـ الأستاذ محمد بن أبي الحسن البكري ، اجتمع به في مصر وحضر دروسه في الأزهر.

وقد تتلمذ على يده الكثير من الفضلاء ، وتخرج من مدرسته المباركة فطاحل العلماء ، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : الفاضل الجواد البغدادي ، والسيد الماجد البحراني ، والمولى محمد حسن ـ المشتهر بالفيض الكاشاني ، والسيد الميرزا رفيع الدين النائيني ، والمولى شريف الدين محمد الروي دشتي ، والمولى خليل ابن الغازي القزويني ، والمولى محمد صالح بن أحمد المازندراني ، والمولى مظفر الدين علي ، والشيخ محمود بن حسام الدين الجزائري ، وغيرهم.

مصنفاته :

لم يدع الشيخ البهائي ـ رضوان الله تعالى عليه ـ علما إلا وكتب فيه مفصلا أو مجملا ، حتى بلغت مؤلفاته ثمانية وثمانين ، نذكر بعضها :

ففي مجال الفقه له : الحبل المتين ، الاثنا عشريات الخمس : الطهارة ،والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج. والجامع العباسي ، ورسالة في قصر الصلاة في الأماكن الأربعة ، شرح على اثني عشرية الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني ، حواشي على كتاب (مختلف الشيعة) ، وأخرى على القواعد الشهيدية ، رسالة في مباحث الكر ، وأخرى في المواريث ، وأخرى في ذبائح أهل الكتاب.

وفي الأصول له : الزبدة ، لغز الزبدة ، حواشي الزبدة.

وفي الحديث له : شرح الأربعين حديثا ، حاشية الفقيه ، مشرق الشمسين.

وفي الرجال له : حاشية على خلاصة العلامة ، فوائد في الرجال.

وفي التفسير له : العروة الوثقى ، الصراط المستقيم ، عين الحياة ، الحبل المتين في مزايا القرآن المبين ، تفسير وجيز ، حاشية على تفسير القاضي البيضاوي.

وفي اللغة له : الفوائد الصمدية في علم العربية ، أسرار البلاغة ، تهذيب

١٣٧

النحو ، المخلاة.

وفي الرياضيات له : خلاصة الحساب ، بحر الحساب ، رسالة وجيزة في الجبر والمقابلة ، تشريح الأفلاك ، الرسالة الحاتمية في الأسطرلاب ، رسالة الصفيحة (أو الصفحة) ، رسالة (جهان نما) ، رسالة في تحقيق جهة القبلة ، الملخص في الهيئة ، رسالة كرية.

وفي مجال الدعاء له : شرح دعاء الصباح ، شرح دعاء رؤية الهلال ، مفتاح الفلاح.

إضافة إلى مؤلفات أخرى كالكشكول ، وكتاب في سوانح سفر الحجاز.

النسخ الخطية المعتبرة

اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة على نسختين معتبرتين :

الأولى : نسخة المكتبة الرضوية ، في مشهد المقدسة ، تحت رقم ٢٦٨٣ ، كاتبها الشيخ زين الدين علي النباطي ، وهي مقروءة على المؤلف ، وعليها إجازة المصنف للكاتب في شهر جمادى الأولى سنة ١٠١٢ ه ، أي بعد شهرين تقريبا من انتهاء المصنف من تأليف هذه الرسالة. تقع هذه النسخة في ٢٣ ورقة ، كل ورقة تحتوي على ١٦ سطرا ، وقد جعلنا الحرف (ض) رمزا لها.

الثانية : نسخة مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي ـ دام ظله ـ ، في قم تحت رقم ٧٥ ، مذكورة في فهرسها ١ : ٨٧ ، كتبها السيد سليمان بن السيد شمس الدين محمد بن شدقم الحسيني المدني سنة ١٠١٣ ه ، وعليها إجازة الشيخ البهائي للكاتب بتاريخ ١٠١٦ ه. تقع هذه النسخة في ٥٣ ورقة ، كل ورقة تحتوي على ١٩ سطرا ، وقد جعلنا الحرف (ش) رمزا لها.

وفي حواشي النسختين عبارات توضيحية من المصنف ختمت ب (منه مد ظله) أو (منه مد ظله العالي).

١٣٨

منهجية التحقيق

بما أن النسختين الخطيتين اللتين مر وصفهما معتبرتان ولا تفضيل لإحداهما على الأخرى فقد اعتمدتهما أصلا ، حيث لم أجد عند المقابلة اختلافا بينهما سوى سبعة مواضع لا تخل بالمعنى ، فثبت الأرجح في المتن وأشرت للراجح في الهامش ، فكان عملي في الرسالة كما يلي :

١ ـ تقطيع النص إلى عدة مقاطع ، وكل مقطع إلى عدة فقرات حسبما تقتضيه الجنبة الفنية.

٢ ـ مقابلة النسختين الخطيتين أحدهما على الأخرى ، والإشارة إلى الاختلافات ـ وإن كانت قليلة ـ في الهامش.

٣ ـ استخراج الآيات الكريمة وضبطها.

٤ ـ استخراج الأقوال الفقهية التي ذكرها المصنف ، والروايات التي استدل بها من المصادر الرئيسية ، سواء الواردة في المتن أو الهامش.

٥ ـ لأهمية الحواشي التوضيحية الواردة في النسختين ، والتي معظمها من المصنف ـ رحمه‌الله ـ فقد أثبتناها في هامش الرسالة معطيا كل منها رقما مستقلا.

٦ ـ لوجود نقيصة في بعض الروايات الواردة في الرسالة عما في المصدر المخرج فقد وضعنا النقيصة بين معقوفتين [] تمييزا لها.

هذا ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما فيه خير الدنيا والآخرة ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

محمد الحسون

١ ذو القعدة ١٤٠٧ ه

بلدة قم الطيبة

١٣٩

١٤٠