تراثنا ـ العدد [ 10 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 10 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣٣

رجع الحديث إلى الأول

قال : وكان سليمان بن صرد الخزاعي فيمن كتب إلى الحسين بن علي أن يقدم الكوفة ، فلما قدمها أمسك عنه ولم يقاتل معه! فلما قتل الحسين رحمه‌الله ورضي عنه ندم هو والمسيب بن نجبة الفزاري وجميع من خذل الحسين ولم يقاتل معه ، فقالوا : ما المخرج والتوبة مما صنعنا؟

فخرجوا فعسكروا بالنخيلة لمستهل شهر بيع الآخر سنة خمس وستين وولوا أمرهم سليمان بن صرد ، وقالوا : نخرج إلى الشام فنطلب بدم الحسين فسموا التوابين ، وكانوا أربعة آلاف.

فخرجوا فأتوا عين الوردة وهي بناحية فزقيسيا ، فلقيهم جمع أهل الشام وهم عشرون ألفا عليهم الحصين بن نمير ، فقاتلوهم ، فترجل سليمان بن صرد وقاتل فرماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله فسقط [٧١ / ب] رحمه‌الله قال : فزت ورب الكعبة ، وقتل عامة أصحابه ورجع من بقي منهم إلى الكوفة.

قالوا : وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف : أما بعد يا حجاج فجنبني دماء بني عبد المطلب فإني رأيت آل حرب لما قتلوهم لم يناظروا.

وقال سليمان بن قتة يرثي الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما (١) :

وإن قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقابا من قريش فذلت

مررت على أبيات آل محمد

فألفيتها أمثالها حين حلت

وكانوا لنا غنما فعادوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا وجلت

فلا يبعد الله الديار وأهلها

وإن أصبحت منهم برغمي تخلت

إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها

وتقتلنا قيس إذا النعل زلت

وعند غني قطرة من دمائنا

سنجزيهم يوما بها حيث حلت

ألم تر أن الأرض أضحت مريضة

لفقد حسين والبلاد اقشعرت

__________________

(١) حكاه سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ص ٢٧٢ عن ابن سعد.

٢٠١

فقال له عبد الله بن حسن بن حسن : ويحك ألا قلت :

أذل رقاب المسلمين فذلت

وقال أبو الأسود الدؤلي في قتل الحسين رضي‌الله‌عنه :

أقول وذاك من جزع ووجد

أزال الله ملك بني زياد

وأبعدهم بما غدروا وخانوا

كما بعدت ثمود وقوم عاد

هم خشموا الأنوف وكن شما

بقتل ابن القعاس أخي مراد [٧٢ / أ]

قتيل السوق يا لك من قتيل

به نضح من أحمر كالجساد

وأهل نبينا من قبل كانوا

ذوي كرم دعائم للبلاد

حسين ذو الفضول وذو المعالي

يزين الحاضرين وكل باد

أصاب العز مهلكة فأضحى

عميدا بعد مصرعه فؤادي

وقال أبو الأسود الدؤلي أيضا :

أيرجو معشر قتلوا حسينا

شفاعة جده يوم الحساب

قال : ولقي عبيد الله بن الحر الجعفي حسين بن علي فدعاه حسين إلى نصرته والقتال معه فأبى! وقال : قد أعييت أباك قبلك.

قال : فإذ أبيت أن تفعل فلا تسمع الصيحة علينا ، فوالله لا يسمعها أحد ثم لا ينصرنا فيرى بعدها خيرا أبدا.

قال عبيد الله فوالله لهبت كلمته تلك ، فخرجت هاربا من عبيد الله من زياد مخافة أن يوجهني إليه فلم أزل في الخوف حتى انقضى الأمر.

فندم عبيد الله على تركه نصرة حسين رضي‌الله‌عنه ، فقال :

يقول أمير غادر حق غادر

ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمة

ونفسي على خذلانه واعتزاله

وبيعة هذا الناكث العهد لائمة

فيا ندما ألا أكون نصرته

ألا كل نفس لا تسدد نادمة [٧٢ / ب]

وإني لأني لم أكن من حماته

لذو حسرة ما إن تفارق لازمة

سقى الله أرواح الذين تأزروا

على نصرة سقيا من الغيث دائمة

وقفت على أجداثهم ومحالهم

فكاد الحشى يرفض والعين ساجمة

٢٠٢

لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغي

سراعا إلى الهيجا حماة خضارمة

تأسوا على نصر ابن بنت محمد

نبيهم بأسيافهم اساد غيل ضراغمة

وقد طاعنوا من دونه برماحهم

عصائب بورانا بذتهم مجارمة

فإن تقتلوا فكل نفس زكية

على الأرض قد أضحت لك اليوم واجمة

وما أن رأى الراؤن أصبر منهم

لدى الموت سادات وزهر قماقمة

أتقتلهم ظلما وترجو ودادنا

فدع خطة ليست لنا بملائمة

لعمري لقد رغمتمونا بقتلهم

فكم ناقم منا عليكم وناقمة

أهم مرارا أن أسير بجحفل

إلى فئة ناغت عن الحق ظالمة

فكفوا وإلا زرتكم في كتائب

أشد عليكم من زحوف الديالمة

وقال عبيد الله بن الحر أيضا :

أيرجو ابن الزبير اليوم نصري

بعاقبة ولم أنصر حسينا!

وكان تخلفي عنه تبابا

وتركي نصره غبنا وجبنا

ولو أني أواسيه بنفسي

أصبت فضيلة وقررت عينا

وقال عبيد الله بن الحر أيضا : [٧٣ / أ]

فيا لك حسرة ما دمت حيا

تردد بين حلقي والتراقي

حسينا حين يطلب بذل نصري

على أهل العداوة والشقاق

ولو أني أواسيه بنفسي

لنلت كرامة يوم التلاق

مع ابن المصطفى نفسي فداه

فولى ثم ودع بالفراق

غداة يقول لي بالقصر قولا

أتتركنا وتزمع بانطلاق

فلو فلق التلهف قلب حي

لهم اليوم قلبي بانفلاق

فقد فاز الأولى نصروا حسينا

وخاب الآخرون أولوا النفاق

وقال عبيدة بن عمرو الكندي أحد بني بد ابن الحارث يرثي الحسين بن علي وولده رضي‌الله‌عنهم ويذكر قتلهم وقتلتهم :

صحا القلب بعد الشيب عن أم عامر

وأذهله عنها صروف الدوائر

ومقتل خير الآدميين والدا وجدا

إذا عدت مساعي المعاشر

٢٠٣

دعاه الرجال الحائرون لنصره

فكلا رأيناه له غير ناصر

وجدناهم من بين ناكث بيعة

وساع به عند الإمام وغادر

ورام له لما رآه وطاعن

ومسل عليه المصلتين وناحر

فيا عين أذري الدمع منك وأسبلي

على خير باد في الأنام وحاضر

على ابن علي وابن بنت محمد

نبي الهدى وابن الوصي المهاجر [٧٣ / ب]

تداعت عليه من تميم عصابة

وأسرة سوء من كلاب وعامر

ومن حي وهبيل تداعت عصابة

عليه وأخرى أردفت من يحابر

وخمسون شيخا من أبان بن دارم

تداعوا عليه كالليوث الخواطر

ومن كل حي قد تداعى لقتله

ذو والنكث والافراط أهل التفاخر

شفى الله نفسي من سنان ومالك

ومن صاحب الفتيا لقيط بن ياسر

ومن مرة العبدي وابن مساحق

ومن فارس الشقراء كعب بن جابر

ومن أورق الصيدا وابن موزع

ومن بحر تيم اللات والمرء عامر

ومن نفر من حضرموت وتغلب

ومن مانعيه الماء في شهر ناجر

وخولي لا يقتلك ربي وهانئ

وثعلبة المستوه وابن تباحر

ولا سلم الله ابن أبحر ما دعت

حمامة أيك في غصون نواضر

ومن ذلك الفدم الأباني والذي

رماه بسهم ضيعة والمهاجر

ولا ابن رقاد لا نجا من حذاره

ولا ابن يزيد من حذار المحاذر

ومن رؤس ضلال العراق وغيرهم

تميم ومن ذاك اللعين ابن زاجر

ولا الحنظليين الذين تتابعت

نبالهم في وجهه والخواصر

ولا نفر من آل سعد بن مذحج

ولا الأبرص الجلف اللئيم العناصر

ولا عصبة من طي أحدقت به

ولا نفر منا شرار السرائر

ولا الخثعميين الذين تنازلوا

عليه ولا من زاره بالمناسر [٧٤ / أ]

ولا شبث لأسلم الله نفسه

ولا في ابن سعد حد أبيض باتر

قال : والقوم الذين سماهم في شعره : سنان بن أنس النخعي ، ومالك ـ رجل من وهبيل من النخع ـ ، ومرة بن كعب ـ رجل من أشراف عبد القيس ـ! ونوفل بن مساحق من بني عامر بن لوي ،

٢٠٤

كعب بن جابر الأزدي ، أورق الصيداء ـ رجل منهم كان أفوه ـ ، وابن موزع ـ رجل من همدان ـ ، بحر بن مالك من بني تميم بن ثعلبة ، خولي بن يزيد الأصبحي ـ المحرق بالنار ـ ، هانئ بن ثبيت الحضرمي ، وثعلبة المستوه ـ رجل من بني تميم كان مأبونا ـ! وابن تباحر ـ رجل من بني تيم الله يقال له : عمرو بن يبحر بن أبحر حجار بن أبحر ـ ، بجير بن جابر العجلي ـ والذي رماه الغنوي الذي رمى ابن الحسين فقتله ـ ، وابن زاجر ـ رجل من بني منقر من بني تميم ـ ، والأبرص الجلف يعني شمر ابن ذي الجوشن ، شبث بن ربعي الرياحي.

وقال عبيد الله بن الحر أيضا :

تبيت نساء من أمية نوما

وبالطف هام ما ينام حميمها

وما ضيع الإسلام إلا قبيلة

تأمر نوكاها وطال نعيمها

وأضحت قناة الدين في كف ظالم

إذا اعوج منها جانب لا يقيمها

آخر مقتل الحسين بن علي رحمه‌الله ورضي عنه وعن أبيه وأخيه وذويه وصلى الله عليه سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه وسلم [٧٤ / ب].

٢٠٥
٢٠٦

العقود الاثني عشر

في رثاء سادات البشر

للسيد بحر العلوم

للسيد بحر العلوم الكبير ، وهو العلامة الفقيه الورع آية الله السيد مهدي بن مرتضى الطباطبائي البروجردي النجفي ، المتوفى سنة ١٢١٢ ه ، أستاذ فقهاء عصره ومربي المجتهدين الكبار ، له المصابيح والمشكاة في الفقه ، ولو المنظومة الفقهية المسماة بالدرة البهية المعروفة ، مطبوعة غير مرة وعليها شروح كثيرة مطبوعة وغير مطبوعة ، راجع الذريعة ١٣ / ٢٣٥ ـ ٢٤١ ، وله الفوائد الرجالية المطبوعة باسم رجال السيد بحر العلوم ، مطبوع غير مرة في أربع مجلدات ، وشأنه في العلم والفقه والورع والزعامة الروحية أشهر من كل ذلك.

والعقود هذه اثنتي عشرة قصيدة ، كل منها في اثني عشر بيتا ، نظمها في رثاء الحسين عليه‌السلام ، جارى بها قصائد محتشم الكاشاني (١) ونقلها إلى العربية

__________________

(١) هو الشاعر الفارسي المشهور محتشم الكاشاني (٩١٣ ـ ٩٩٦) من أشهر شعراء الفرس في القرن العاشر ، له ديوان يسمى «جامع اللطائف» مطبوع بالهند وإيران.

له ترجمة حسنة في تواريخ الأدب الفارسي ومعاجم شعراء الفرس مثل : تحفه سامي ، وتذكرة نصرآبادي ، ونتائج الأفكار ، وتذكره حسيني ، وآتشكده آذر ، ومجمع الخواص ، مجمع الفصحاء ، وطبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) : ١٩٩ ، والذريعة ٨ / ٢٦٩ و ٩ / ١٨٣ و ٩٧٢ ، وخزانة عامره ص ٤٠٤ وفيه : إنه نظم قصيدة في مدح الشاه طهماسب الصفوي وأرسلها إليه ، فأرسل إليه الشاه : إني لا يعجبني إلا ما كان في أهل البيت عليهم‌السلام ، فنظم محتشم هذه المراثي وأرسلها إليه ، فأمر له بهدية سنية وأجزل صلته ، وقد لاقت هذه القصائد قبولا وإقبالا منقطع النظير منذ يومه وحتى اليوم ، فهي في مقدمة ما يحفظه الخطباء وفي الطليعة مما ينشده الوعاظ في مآتم الحسين عليه‌السلام.

٢٠٧

نظما ، وهي أيضا اثنتا عشرة قصيدة فارسية كل منها في اثني عشر بيتا ، اشتهرت عبر هذه القرون ب «دوازده بند محتشم» البنود الاثني عشر ، فكان معربها العقود الاثني عشر كما ذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ١٥ / ٣٠٢ وذكرها أيضا في ١ / ١١٣ باسم الاثنا عشريات في المراثي.

وهذه كأصلها اشتهرت في الأوساط الأدبية فخمسها بعضهم كما جاء في الذريعة ٤ / ٧ وشرحها بعضهم شرحين ، كبير باسم سفينة النجاة ، مطبوع ، وصغير باسم لؤلؤة البحرين ، وبعض آخر باسم وسيلة النجاة ، ذكرت في الذريعة ١٢ / ٢٠٣ و ١٨ / ٣٧٨ و ٢٥ / ٨٥ ، وحفظها الخطباء ، وينشدها الوعاظ وقراء المراثي في المآتم الحسينية ، أحببنا نشرها خدمة للثقافة الإسلامية والأدب العربي.

عبد العزيز الطباطبائي

٢٠٨

الله أكبر ماذا الحادث الجلل

فقد تزلزل سهل الأرض والجبل

ما هذه الزفرات الصاعدات أسى

كأنها شعل ترمى بها شعل

ما للعيون عيون الدمع جارية

منها تخد خدودا حين تنهمل

ماذا النياح الذي عط القلوب وما

هذا الضجيج وذا الضوضاء والزجل

كأن نفخة صور الحشر قد فجأت

والناس سكرى ولا سكر ولا ثمل (٥)

قد هل عاشور لو غم الهلال به

كأنما هو من شوم به زحل

شهر دهى ثقليها منه داهية

ثقل النبي حصيد فيه والثقل

قامت قيامة أهل البيت وانكسرت

سفن النجاة وفيها العلم والعمل

وارتجت الأرض والسبع الشداد وقد

أصاب أهل السماوات العلى الوجل

واهتز من دهش عرش الجليل فلو

لا الله ماسكه أدهى به الميل (١٠)

جل الإله فليس الحزن بالغه

لكن قلبا حواه حزنه جلل

قضى المصاب بأن تقضي النفوس له

لكن قضى الله أن لا يسبق الأجل

هذا مصاب الذي جبريل خادمه

ناغاه في المهد إذ نيطت تمائمه

هذا مصاب الشهيد المستظام ومن

فوق السماوات قد قامت مآتمه

سبط النبي أبي الأطهار والده

الكرار مولى أقام الدين صارمه (١٥)

صنو الزكي جنى (١) قلب البتول له

أقسومة (٢) ليس فيها من يقاسمه (٣)

مطهر ليس يغشى الريب ساحته

وكيف يغشى من الرحمن عاصمه

لله طهر تولى الله عصمته

أرداه رجس عظيمات جرائمه

لله مجد سما الأفلاك رفعته

ماد العلى عندما مادت دعائمه

خليف (٤) ألم بأرض وردها شرع

قضى بها وهو ظامي القلب حائمه (٢٠)

__________________

(١) الجنى : ما يجنى من ثمر أو ذهب أو عسل ، ، جمعه : أجناء وأجن.

(٢) أقسومة ، جمعها : أقاسيم ، بمعنى النصيب والحظوظ المقسومة بين الناس.

(٣) قاسمه المال مقاسمة : أخذ كل واحد منهما قسمه.

(٤) كذا.

٢٠٩

لهفي على ماجد أربت أنامله

على السحاب غدا سقياه خاتمه

لهفي على الال صرعى في الطفوف فما

غير العليل بذاك اليوم سائله

إغتم يوم به حمت سلاحهم

ثم انجلى وهم قتلى غنائمه

حزن طويل أبى أن ينجلي أبدا

حتى يقوم بأمر الله قائمه

* * *

(٢٥) كيف السلو ونار القلب تلتهب

والعين خلف قذاها دمعها سرب

ألقى المصاب على الإسلام كلكله

فكل منتسب للدين مكتئب

لا صبر في فادح عمت رزيته

حتى اعترى الصبر منه الحزن والوصب

لا تقدر العين حق الصبر من صبب

وإن جرت حين تجري دمعها الصبب

يستحقر الدمع فيمن قد بكته دما

أرجاؤها الجون والخضراء والشهب

(٣٠) قل البكاء على رزء يقل له

شق الجيوب وعط القلب والعطب

كيف العزاء وجثمان الحسين على

الرمضاء عار جريح بالثرى ترب

والرأس في رأس ميال يطاف به

ويقرع السن منه شامت طرب

وأهل بيت رسول الله في نصب

أسرى النواصب قد أنضاهم التعب

والناس لا جازع فيهم ولا وجع

ولا حزين ولا مسترجع كئب

(٣٥) فليت عين رسول الله ناظرة

ماذا جرى بعده من معشر نكبوا

كم بعده من خطوب بعدها خطب

لو كان شاهدها لم تكثر الخطب

* * *

شاء من الناس لأناس ولا شاء

هوت بهم في مهاوي الغي أهواء

دانوا نفاقا فلما أمكنت فرص

شنت بهم غارة في الدين شعواء

سلوا عليه سيوفا كان أرهفها

لها مضاء إذ سلت وإمضاء

(٤٠) شبوا لاطفاء نور الله نار وغى

لولاه ما شبها قدح وإيراء

وزحزحوا الأمر للأذناب عن ترة

وأخروا من به العلياء علياء

حلت بذلك في الإسلام قارعة

وفتنة تقرع الاسماع صماء

وطخية غشت الأبطار ظلمتها

عمياء قد عمت الأبصار غماء

٢١٠

عدت على أسد الغابات أضبعها

وفي الرعاة لها قد عاثت الشاء

فالحق مغتصب والإرث منتهب

وفئ آل رسول الله أفياء (٤٥)

والطاهرون ولاة الأمر تحتكم

الأرجاس فيهم بما اختاروا وما شاؤوا

وبضعة المصطفى لم يرع جانبها

حتى قضت وهي غضبى داؤها داء

قد أبدلوا الود في القربى ببغضهم

كأنما ودهم في الذكر بغضاء

هم أهل بيت رسول الله جدهم

أجر الرسالة عند الله ودهم

هم الأئمة دان العالمون لهم

حتى أقر لهم بالفضل ضدهم (٥٠)

سعت أعاديهم في حط قدرهم

فازداد شأنا ومنه ازداد حقدهم

ونابذوهم على علم ومعرفة

منهم بأن رسول الله جدهم

كأن قربهم من جدهم سبب

للبعد عنه وأن القرب بعدهم

لو أنهم أمروا بالبغض ما صنعوا

فوق الذي صنعوا لوجد جدهم

دعوا وصي رسول الله واغتصبوا

إرث البتول وأورى الظلم زندهم (٥٥)

وأضرموا النار في بيت النبي ولم

يرجوا الورود فبئس الورد وردهم

ومهدوا لذوي الأحقاد بعدهم

أمرا به تم ملأقوام (٥) قصدهم

أوصى النبي برفد الآل أمته

فاستأصلوهم فبئس الرفد رفدهم

أبت صحيفتهم إلا الذي فعلوا

من بعدها وأضاع العهد عهدهم

تعاقدوا وأعانتهم بطانتهم

وحل ما عقد الإسلام عقدهم (٦٠)

نزت أمية حرب ثم مروان

منابرا ما لهم فيهن سلطان

وأعلنت لعنت لعن الوصي بها

وقد أقيمت به منهن عيدان

واضيعة الدين إذ قد حل ساحته

من بعد ذي الوحي غناء ونشوان

كم قد علا ما علاه الطهر ذو دنس

رجس من النار بل قرد وشيطان

وحاربت آل حرب من بسيفهم

من بعدما حزبوا الأحزاب قد دانوا (٦٥)

__________________

(٥) أي : من الأقوام ، وهي كلمة ركبت من الكلمتين للضرورة الشعرية.

٢١١

وألجأت حسنا للصلح عن مضض

وجعجعت بحسين وهو ظمآن

رمت بسهم الردى من بالحجاز ومن

أم العراق وقد خانته كوفان

قامت تطالب إذ دانت على ترة

أو تار بدر بأشياخ لها بانوا

وبالقليب هوت كم فيه من وثن

كانت له دون وجه الله أوثان

(٧٠) وقد تلاها بنو الزرقاء ثم تلا

أبناء نثلة ختار وخوان

فأرهفوا لبني بنت النبي شبا

حد السيوف ودان اللب خوان

هذا وكلهم للدين منتحل

سيان من مثلهم كفر وإيمان

سد المسامع من أنبائهم خبر

لا ينقضي حزنه أو ينقضي العمر

ما حل بالآل في يوم الطفوف وما

في كربلاء جرى من معشر غدر

(٧٥) قد بايعوا السبط طوعا منهم ورضى

وسيروا صحفا بالنصر تبتدر

أقبل فإنا جميعا شيعة تبع

وكلنا ناصروا لكل منتصر

أقبل وعجل قد أخضر الجناب وقد

زهت بنضرتها الأزهار والثمر

أنت الإمام الذي نرجو بطاعته

خلد الجنان إذ النيران تستعر

لا رأي للناس إلا فيك فأت ولا

تخش اختلافا ففيك الأمر منحصر

(٨٠) وأثموه إذا لم يأتهم فأتى

قوما لبيعتهم بالنكث قد خفروا

قوما يقولون لكن لا فعال لهم

ورأيهم من قديم الدهر منتشر

فعاد نصرهم خذلا وخذلهم

قتلا له بسيوف للعدى ادخروا

يا ويلهم من رسول الله كم ذبحوا

ولدا له وكريمات له أسروا

ما ظنهم برسول الله لو نظرت

عيناه ما صنعوا لو أنهم نظروا

(٨٥) ما آمن القوم قدما أو هم كفروا

من بعد إيمانهم لو أنهم شعروا

قد حاربوا المصطفى في حرب عترته

ولو أغاثهم في حربه ابتدروا

ما كان ينزل عن سلطانه

ملك ولا لمنيته الساعي لها يذر

مهما نسيت فلا أنسى الحسين وقد

كرت على قتله الأفواج والزمر

٢١٢

كم قام فيهم خطيبا منذرا وتلا

آيا فما أغنت الآيات والنذر

قال : انسبوني فجدي أحمد وسلوا

ما قال في ولم يكذبكم الخبر (٩٠)

دعوتموني لنصري أين نصركم

وأين ما خطت الأقلام والزبر

حلأتمونا عن الماء المباح وقد

أضحت تناهله الأوغاد والغمر

هل من مغيث يغيث الآل من ظمأ

بشربة من نمير ما لها خطر

هل راحم يرحم الطفل الرضيع فقد

جف الرضاع وما للطفل مصطبر

هل من نصير محام أو أخي حسب

يرعب النبي فما حاموا ولا نصروا (٩٥)

تلك الرزايا لو أن القلب من حجر

أصم كان لأدناهن منفطر

الدين من بعدهم أقوت مرابعه

والشرع من فقدهم غارت شرائعه

قد اشتفى الكفر بالاسلام مذ رحلوا

والبغي بالحق لما راح صادعه

ودائع المصطفى أوصى بحفظهم

فضيعوها ولم تحفظ ودائعه

صنائع الله بدءا والأنام لهم

صنائع شد ما لاقت صنائعه (١٠٠)

أزال أول أهل البغي أولهم

عن موضع فيه رب العرش واضعه

وزاد ما ضعضع الإسلام وانصدعت

منه دعائم دين الله تابعه

كمين جيش بدا يوم الطفوف ومن

يوم السقيفة قد لاحت طلائعه

يا رمية قد أصابت وهي مخطئة

من بعد خمسين من شطت مرابعه

وفجعة ما لها في الدهر ثانية

هانت لديها وإن جلت فجائعه (١٠٥)

ولوعة أضرمت في قلب كل شج

نارا بلذعتها صابت مدامعه

لا العين جف بسفع النار مدمعها

ولا الفؤاد جنى بالدمع سافعه

كل الرزايا وإن جلت وقائعها

تنسى سوى الطف لا تنسى وقائعه

ذادوا عن الماء ظمآنا مراضعه

من جده المصطفى الساقي أصابعه

يعطيه إبهامه آنا وآونة

لسانه فاستوت منه طبائعه (١١٠)

لله مرتضع لم يرتضع أبدا

من ثدي أنثى ومن طه مراضعه

٢١٣

سرية خصه باريه إذ جمعت

وأودعت فيه من أسري (٦) ودائعه

غرس سقاه رسول الله من يده

وطاب من بعد طيب الأصل فارعه

ذوت بواسقه إذ أظمأوه فلم

يقطف من الثمر المطلول يانعه

(١١٥) عدت عليه يد الجانين فانقطعت

عن مجتنى ينعه الذاكي منافعه

قضى على ظمأ والماء قد منعت

بمشرعات القنا عنه مشارعه

قد حرموه عليه في الحياة ومن

بعد استحلوا لكي تعفو مضاجعه

هموا بإطفاء نور الله واجتهدوا

في وضع قدر من الرحمن رافعه

لم أنسه إذ ينادي بالطغاة وقد

تجمعوا حوله والكل سامعه

(١٢٠) ترجون جدي شفيعا وهو خصمكم

ويل لمن خصمه في الحشر شافعه

يوم بنو المصطفى الهادي ذبائحه

والفاطميات أسراء نوائحه

وسبط أحمد عار بالعراء لقى

مزمل بالدما جرحى جوارحه

فوق القنا رأسه يهدى لكاشحه

فنال أقصى مناه منه كاشحه

كم هام عز وأيد للسماح وكم

أقدام سبق بها طاحت طوائحه

(١٢٥) وكم حريم لأهل البيت محترم

قد استحل وكم صاحت صوائحه

مصاب خامس أصحاب الكساء وهم

أهل العزاء بهم حلت فوادحه

لم ينس قط ولا الذكرى تجدده ،

أورى بزند الأسى في الحشر قادحه

كيف السلو عن المكسور منفردا

من غير نسوته خلوا مطارحه

يلقى الأعادي بقلب منه منقسم

بين الخيام وأعداء تكافحه

(١٣٠) واللحظ كالقلب عين نحو نسوته

ترنو وعين لقوم لا تبارحه

لهفي عليه وقد مال الطغاة إلى

نحو الخيام وخاض النقع سابحه

قال : اقصدوني بنفسي واتركوا حرمي

قد حان حيني وقد لاحت لوائحه

أعزز بناصر دين الله منفردا

في مجمع من بني عبادة الوثن

__________________

(٦) كذا.

٢١٤

يوصي الأحبة ألا تقبضوا بيد

إلا على الدين في سر وفي علن

وإن جرى أحد الأقدار فاصطبروا

فالصبر في القدر الجاري من الفطن (١٣٥)

سقيا لهمته ما كان أكرمها

في سقي ظامي المواضي من دم هتن

يقول والسيف لولا الله يمنعه

أبى بأن لا يرى رأسا على البدن

يا جيرة الغدر إن أنكرتم شرفي

فإن واعية الهيجاء تعرفني

ومذ رقى منبر الهيجاء اسمعها

مواعظا من فروض الطعن والسنن.

كأن أسيافه إذ تستحل دما

صفائح البرق حلت عقدة المزن (١٤٠)

لله حملته لو صادفت فلكا

لخر هيكله الأعلى على الذقن

حتى إذا لم تصب منه العدى غرضا

رموه بالنبل عن موتوره الضغن

فانقض عن مهره كالشمس من فلك

فغاب صبح الهدى في الفاحم الدجن

وأصبحت ظلمات الشمر محدقة

من الحسين بذاك النير الحسن

قل للمقادير قد أحدثت حادثة

غريبة الشكل ما كانت ولم تكن (١٤٥)

أمثل شمر أذل الله جبهته

يلقى حسينا بذاك الملتقى الخشن

واحسرة الدين والدنيا على قمر

يشكو الخسوف على عساله اللدن

ما للحوادث لا دارت دوائرها

أصابت الجبل القدسي بالوهن

يوم بكت فيه عين المكرمات دما

على الكريم فبلت فاضل الردن

يوم أجال القذا في عين فاطمة

حتى استحال وعاء الدمع كالمزن (١٥٠)

لم تدر أي رزايا الطف تندبها

ضربا على الهام أم سيبا على البدن (٧)

هي المعالم أبلتها يد الغير

وصارم الدهر لا ينفك ذا أثر

أين الألى كان إشراق الزمان بهم

إشراق ناحية الآكام بالزهر

جار الزمان عليهم غير مكترث

وأي حر عليه الدهر لم يجر

لله من فتية في كربلاء ثووا

وعندهم علم ما يجري من القدر (١٥٥)

__________________

(٧) تنسب هذه الأبيات للشاعر كاظم الأزري ـ رحمه‌الله ـ كما جاء ذلك في كتاب «نفس المهموم» للمحدث الشيخ عباس القمي ـ قدس‌سره ـ.

٢١٥

صالوا ولولا قضاء الله يمسكهم

لم يتركوا من بني سفيان من أثر

سل كربلا كم حوت منهم هلال دجى

كأنها فلك للأنجم الزهر

واصفقة الدين لم تنقق بضاعته

في كربلاء ولم تربح سوى الضرر

وأصبحت عرصات العلم دارسة

كأنها الشجر الخالي عن الثمر

(١٦٠) قد غير الطعن منهم كل جارحة

إلا المكارم في أمن من الغير

لم أنس من عترة الهادي جحاجحة

يسقون من كدر يكسون من عفر

لهفي لرأسك والخطار يرفعه

قسرا فيسجد رأس المجد والخطر

من المعزي رسول الله في ملأ

كانوا بمنزلة الأشباح للصور (٨)

__________________

(٨) تنسب هذه الأبيات أيضا للشاعر كاظم الأزري ـ رحمه‌الله ـ كالقطعة السابقة.

٢١٦

من أنباء التراث

كتب ترى النور لأول مرة

* المائة منقبة

تأليف : الشيخ الفقيه أبي الحسن محمد ابن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي ، كان حيا سنة ٤١٢ ه ، وهو من مشايخ الشيخ الطوسي.

تحقيق : مدرسة الإمام المهدي ـ عليه‌السلام ـ ، في قم.

وهو مائة منقبة وفضيلة لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، جمعها المؤلف من طريق العامة ، نقل عنه الكراجكي في «كنز الفوائد» واعتمده المجلسي في «بحار الأنوار» ، وقد صدر مؤخرا من منشورات مدرسة الإمام المهدي ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ في قم.

ويقوم بتحقيقه أيضا الشيخ نبيل رضا علوان كما ذكرنا في «تراثنا» العدد

الثالث ، السنة الأولى ، ص ٢١٦.

* الفرائد الطريفة في شرح الصحيفة الشريفة

تأليف : شيخ الإسلام العلامة محمد باقر المجلسي ، المتوفى سنة ١١١٠ ه.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

نشر : مكتبة العلامة المجلسي ـ أصفهان.

وهو شرح مبسوط على الصحيفة السجادية ، خرج من أول الصحيفة السجادية ، خرج من أول الصحيفة إلى آخر شرح الدعاء الثالث لحملة العرش ، ولم يتمه المؤلف حيث وافاه الأجل ، وهذا الشرح تتمة لشرح والد المؤلف على الصحيفة اعتمد المحقق على ثلاث نسخ مخطوطة ، هي :

١ ـ نسختان محفوظتان في خزانة مكتبة الإمام رضا عليه‌السلام ، في مشهد ، الأولى برقم ٤٨٨٧ ، والثانية برقم ٧٠٢٦.



٢١٧

٢ ـ النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة آية الله المرعشي العامة ، في قم المشرفة ، برقم ٣٠٢٥.

صدر الكتاب في ٣٤٢ صفحة من الحجم الوزيري.

* عوالم العلوم ، حياة الإمام السجاد عليه‌السلام

تأليف : الشيخ عبد الله بن نور الله البحراني ، من أعلام القرن الحادي عشر.

تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي ـ عليه‌السلام ـ ، قم.

صدر في ٣٥٢ صفحة بضميمة رسالة الحقوق للإمام السجاد عليه‌السلام.

* غنيمة المعاد في شرح الارشاد ، الجزء ٤.

تأليف : العلامة الشيخ محمد صالح البرغاني القزويني الحائري (١١٦٧ ـ ١٢٧١ ه).

تقديم وتصحيح : عبد الحسين الصالحي.

نشر : المعرض الدائم للكتاب ـ طهران.

من الكتب الفقهية الاستدلالية

الروائية ، صدر منه ما يختص بكتاب الطهارة سابقا ، والجزء المذكور يختص بكتاب الصلاة ، وربما يقع الكتاب في أكثر من ثلاثين مجلدا.

* الدر النظيم في لغات القرآن العظيم

تأليف : المحدث الجليل الشيخ عباس القمي ، المتوفى سنة ١٣٥٩ ه.

نشر : مؤسسة في طريق الحق (در راه حق) ـ قم.

وهو كتاب مختصر في توضيح لغات القرآن الشريف ليسهل على الطالبين تحصيل معانيها.

وقد صدر عام ١٤٠٧ ه ، في ٢٥٤ صفحة من القطع الوزيري.

* بهجة الآمال في شرح زبدة المقال ، الجزء ٤.

تأليف : العلامة الشيخ ملا علي العلياري التبريزي (١٢٣٦ ـ ١٣٢٧ ه).

تصحيح : السيد هداية الله المسترحمي.

نشر : مؤسسة الثقافة الإسلامية (كوشان پور) ـ قم.

كتاب كبير في خمس مجلدات ، ثلاث مجلدات منها شرح لمنظومة «زبدة المقال في الرجال» نظم السيد حسين بن السيد الرضا البروجردي ـ المتوفى سنة ١٢٧٦ ه ـ ، ومجلدان منها شرح لمنظومة الشارح في تتميم «زبدة المقال» التي سماها «منتهى الآمال».

صدر مؤخرا الجزء الرابع من الكتاب.

٢١٨

كتب صدرت محققة

* الغارات

تأليف : أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال ، المعروف بابن هلال الثقفي ، المتوفى سنة ٢٨٣ ه.

تحقيق : السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب.

نشر : دار الأضواء ـ بيروت.

وكان الكتاب قد طبع في مجلدين بتحقيق الدكتور جلال الدين المحدث

الأرموي ـ المتوفى سنة ١٣٩٨ ه ـ ، فأعاد السيد الحسيني تحقيقه بمقابلته مع مخطوطة للكتاب في المكتبة الظاهرية بدمشق.

صدر الكتاب في ٤٩٩ صفحة من القطع الوزيري.

* أدعية الحج ومناسكه من مصباح المتهجد

وهو استلال وتحقيق ما يتعلق بأدعية الحج ومناسكه من كتاب «مصباح المتهجد» تأليف شيخ الطائفة الطوسي ، المتوفى سنة ٤٦٠ ه.

نشر : مركز بحوث الحج والعمرة ، في طهران.

*غرر الحكم ودرر الكلم

من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

تأليف : القاضي عبد الواحد بن محمد التميمي الآمدي ، من أعلام القرن الخامس.

تحقيق : محمد سعيد الطريحي.

صدر مؤخرا في بيروت.

* خلاصة الحساب

في علم الحساب والجبر المقابلة.

تأليف : الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي ، المعروف ب «الشيخ البهائي» ، المتوفى سنة ١٠٣١ ه.

تحقيق : الدكتور جلال شوقي.

يبين الشيخ البهائي في الكتاب طرائق الحساب الأساسية من جمع وتفريق وضرب واستخراج للجذور ، سواء بالنسبة للأعداد الصحيحة أو للكسور ، كذلك كيفية التحقق من سلامة أدائها بتطبيق قاعدة «ميزان العدد» تلك القاعدة التي أطلق عليها الغرب تسمية «القاعدة الذهبية» ، ويخوض الشيخ البهائي في شرح مسائل حسابية عديدة منها : استخراج المجهولات بطريق الأربعة المناسبة ، وخواص الأعداد ، وجمع المتواليات الرياضية ، وغيرها.

ومن الجدير بالذكر ما قاله محقق

٢١٩

الكتاب في تعريفه له : «ويفرد الشيخ العاملي خاتمة كتابه لسبع مسائل يسميها : المستصعبات السبع». وهي مسائل بعضها صعب وبعضها الآخر مستحيل الحل ، فمنها مستصعبات تشتمل على معادلات جبرية

من الدرجتين الثالثة والرابعة ، ومنها مسألتان مستحيلتا الحل كمسألتي تقسيم

ضعف المربع إلى مربعين وتقسيم المكعب إلى مكعبين ، بشرط كون المقادير كلها أعداد صحيحة ، وقد عرفت هاتان المستصعبتان فيما بعد بنظرية «فيرما» نسبة إلى العالم الفرنسي پييردي فيرما الذي عاش في القرن السابع عشر وذلك يثبت سبق وقوف العرب على هذا النظرية الشهيرة.

طبع الكتاب ثلاث مرات ، كما صدرت له ثلاث ترجمات إلى اللغات الفارسية والألمانية والفرنسية ، كما تحتفظ خزانات الكتب في العالم بالعديد من مخطوطات هذا الكتاب القيم ، حيث يوجد أكثر من أربعين مخطوطا منه ذكرها المحقق في مقدمته ، فضلا عن شروحه التي تعدت العشرين مخطوطا ، كل هذا يدلنا على سعة انتشار الكتاب وعظم الاهتمام به من جهة ، وما يمثله الشيخ البهائي ـ قدس‌سره ـ من مقام سامي ومرتبة عالية على صعيد المعارف الرياضية.

صدر الكتاب عن دار الشروق ، باهتمام

المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية.

* مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ، الجزء ١٧

تأليف شيخ الإسلام العلامة محمد باقر المجلسي ، المتوفى سنة ١١١٠ ه.

تصحيح : السيد محسن الحسيني الأميني.

نشر : دار الكتب الإسلامية ـ طهران.

وهو شرح على جميع كتب «الكافي» لثقة الإسلام الكليني (٩ ـ ٣٢٨ ه) من الأصول والفروع والروضة ، ويعد من أحسن الشروح عليه.

* أسرار البلاغة

المنسوب للشيخ بهاء الدين العاملي ، المتوفى سنة ١٠٣١ ه.

شرح وتحقيق : الدكتور محمد التونجي.

نشر : المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في إيران بدمشق.

* عوالم العلوم ، حياة الإمام الحسين عليه‌السلام.

تأليف : الشيخ عبد الله بن نور الله البحراني ، من أعلام القرن الحادي عشر.

تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي ـ عليه‌السلام ـ ، قم.

٢٢٠