تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٦

عبد الرّحمن ، واسم أبي عبد الرّحمن فروخ ، وكان مولى آل الهدير من بني تيم بن مرة ، وكان يقال له ربيعة الرأى ، وكان قد أدرك بعض أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والأكابر من التابعين ، وكان صاحب الفتوى بالمدينة ، وكان يجلس إليه وجوه الناس بالمدينة ، وكان يحصى في مجلسه أربعون معتما ، وعنه أخذ مالك بن أنس.

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد بن الأزهر حدّثنا ابن الغلابي. قال قال أبو زكريّا يحيى بن معين : ربيعة بن أبي عبد الرّحمن مولى تيم ، واسم أبي عبد الرّحمن فروخ.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمّد المالكيّ الدّينوريّ القاضي ـ قراءة عليه بمصر ـ حدّثنا يحيى بن أبي طالب حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء الخفاف حدّثني مشيخة أهل المدينة أن فروخا أبا عبد الرّحمن أبو ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بنى أمية غازيا ، وربيعة حمل في بطن أمه ، وخلف عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار ، فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة وهو راكب فرسا ، في يده رمح ، فنزل عن فرسه ، ثم دفع الباب برمحه ، فخرج ربيعة فقال له : يا عدو الله أتهجم على منزلي؟ فقال لا ، وقال فروخ يا عدو الله أنت رجل دخلت على حرمتي ، فتواثبا وتلبب كل واحد منهما بصاحبه ، حتى اجتمع الجيران فبلغ مالك بن أنس والمشيخة فأتوا يعينون ربيعة ، فجعل ربيعة يقول : والله لا فارقتك إلا عند السلطان ، وجعل فروخ يقول : والله لا فارقتك إلا بالسلطان ، وأنت مع امرأتي ، وكثر الضجيج ، فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم ، فقال مالك : أيها الشيخ لك سعة في غير هذه الدار ، فقال الشيخ هي داري وأنا فروخ مولى بنى فلان ، فسمعت امرأته كلامه فخرجت فقالت : هذا زوجي ، وهذا ابني الذي خلفته وأنا حامل به ، فاعتنقا جميعا وبكيا ، فدخل فروخ المنزل وقال هذا ابني؟ قالت نعم! قال : فأخرجى المال الذي لي عندك ، وهذه معى أربعة آلاف دينار ، فقالت المال قد دفنته وأنا أخرجه بعد أيام ، فخرج ربيعة إلى المسجد وجلس في حلقته ، وأتاه مالك بن أنس ، والحسن بن زيد ، وابن أبي علي اللهبي والمساحقي ، وأشراف أهل المدينة وأحدق الناس به ، فقالت امرأته اخرج صل في مسجد الرسول ، فخرج فصلى ، فنظر على حلقة وافرة ، فأتاه فوقف عليه ، ففرجوا له قليلا ، ونكس ربيعة رأسه يوهمه أنه لم يره ، وعليه طويلة ، فشك فيه أبو عبد الرّحمن ، فقال من هذا الرجل؟ فقالوا له هذا ربيعة بن أبي عبد الرّحمن فقال أبو عبد

٤٢١

الرّحمن : لقد رفع الله ابني. فرجع إلى منزله فقال لوالدته لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحدا من أهل العلم والفقه عليها ، فقالت أمه : أيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار ، أو هذا الذي هو فيه من الجاه؟ قال : لا والله إلا هذا قالت فإنى قد أنفقت المال كله عليه ، قال فو الله ما ضيعته.

أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عبد الله الصريفيني أخبرنا محمّد بن عمر بن عليّ الورّاق حدّثنا عبد الله بن سليمان السجستاني حدّثنا أحمد بن صالح حدّثنا عنبسة بن خالد بن أبي النّجّاد حدّثنا يونس ـ يعني ابن يزيد ـ قال : رأيت أبا حنيفة عند ربيعة ابن أبي عبد الرّحمن وكان مجهود أبي حنيفة أن يفهم ما يقول ربيعة.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حدّثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حدّثني ابن زيد. قال : مكث ربيعة بن أبي عبد الرّحمن دهرا طويلا عابدا يصلي الليل والنهار صاحب عبادة ، ثم نزع ذلك إلى أن جالس القوم ، فجالس القاسم فنطق بلب وعقل ، قال فكان القاسم إذا سئل عن شيء قال : سلوا هذا ـ لربيعة ـ قال فان كان شيئا في كتاب الله أخبرهم به القاسم ، أو في سنة نبيه ، وإلا قال سلوا هذا ـ لربيعة أو سالم.

وقال يعقوب : حدّثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدّثني الليث عن يحيى بن سعيد قال قال لي ما رأيت أحدا أفطن من ربيعة بن أبي عبد الرّحمن ، قال الليث وقال لي عبيد الله بن عمر في ربيعة : هو صاحب معضلاتنا ، وعالمنا ، وأفضلنا.

وقال يعقوب : حدّثنا أبو صالح حدّثني الليث عن يحيى بن سعيد أنه قال : ما رأيت أحدا أسد عقلا من ربيعة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدّثنا جدي حدّثنا الحارث بن مسكين حدّثنا ابن وهب حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم. قال : كان يحيى بن سعيد يجالس ربيعة بن أبي عبد الرّحمن ، فإذا غاب ربيعة حدّثهم يحيى أحسن الحديث ، وكان يحيى بن سعيد كثير الحديث ، فإذا حضر ربيعة كف يحيى ـ إجلالا لربيعة ـ وليس ربيعة بأسن منه ، وهو فيما هو فيه ، وكان كل واحد منهما مجلا لصاحبه.

وأخبرنا أبو عمر بن مهديّ أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي. قال : قرأت على الحارث بن مسكين : أخبركم ابن وهب حدّثنا مالك. قال : كان يحيى بن

٤٢٢

سعيد أعرف شيء بحق ربيعة ، قال وكان ربيعة يقول له ـ وهو يمازحه في شيء من القضاء يسمع ذلك يحيى ـ هذا خير لكم مما تحوزون من الدّنيا.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن القاسم بن الحسن الشّاهد ـ بالبصرة ـ حدّثنا عليّ بن إسحاق المادراني حدّثنا أبو قلابة حدّثنا سليمان بن داود حدّثني معاذ بن معاذ قال سمعت سوار بن عبد الله يقول : ما رأيت أحدا أعلم من ربيعة الرأى. قلت : ولا الحسن ، وابن سيرين؟ قال : ولا الحسن وابن سيرين.

أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حدّثنا إبراهيم ـ هو ابن المنذر ـ حدّثني ابن وهب حدّثني عبد العزيز بن أبي سلمة.

قال : لما جئت العراق ، جاءني أهل العراق فقالوا : حدثنا عن ربيعة الرأى ، قال فقلت : يا أهل العراق تقولون ربيعة الرأى؟ لا والله ما رأيت أحدا أحوط لسنة منه.

وقال يعقوب : حدّثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حدّثني ابن زيد قال : وصار ربيعة إلى فقه وفضل ، وما كان بالمدينة رجل واحد أسخى نفسا بما في يديه لصديق ، أو لابن صديق ، أو لباغ يبتغيه منه ، كان يستصحبه القوم فيأتى صحبة أحد ، إلا أحدا لا يتزود (١) معه ، ولم يكن في يده ما يحمل ذاك.

أخبرني الأزهري حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي حدّثنا عبد الجبّار بن عاصم ـ أو غيره ـ قال حدّثنا ابن وهب قال : أنفق ربيعة على إخوانه أربعين ألف دينار ، ثم جعل يسأل إخوانه في إخوانه فقال أهله : أذهبت مالك ، وأنت دائب تخلق جاهك؟ قال فقال : لا يزال هذا دأبي ودأبهم ، ما وجدت أحدا يعطيني على جاهي.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن بن عليّ الواسطيّ أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ الكوفيّ حدّثنا أحمد بن محمّد أبو سعيد النّيسابوري قال حدّثنا الحسن بن صاحب بن حميد قال سمعت أبا سلمة الصنعاني الفقيه يقول سمعت بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني يقول : أتينا مالك بن أنس فجعل يحدثنا عن ربيعة الرأى بن أبي عبد الرّحمن ، فكنا نستزيده من حديث ربيعة ، فقال لنا ذات يوم : ما تصنعون بربيعة؟ هو نائم في ذاك الطاق ، فأتينا ربيعة فأنبهناه ، فقلنا له : أنت ربيعة بن أبي عبد الرحمن؟ قال : بلى ، قلنا : ربيعة بن فروخ؟ قال بلى ، قلنا ربيعة الرأى؟ قال بلى ، قلنا هذا الذي يحدث عنك مالك بن أنس؟ قال بلى ، قلنا له كيف حظى بك مالك ولم تحظ أنت بنفسك؟ قال أما علمتم أن مثقالا من دولة خير من حمل علم؟!

__________________

(١) في المطبوعة : " لا يتردد" تصحيف.

٤٢٣

أخبرنا البرقانيّ أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق حدّثنا أبو الحسن الميموني قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : ربيعة بن أبي عبد الرّحمن ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا الوليد بن بكر حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حدّثني أبي. قال : وربيعة بن أبي عبد الرّحمن مدني تابعي ثقة.

حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ أخبرني أبي قال : أبو عثمان ربيعة بن أبي عبد الرّحمن الرأى مديني ثقة.

أخبرنا عليّ بن أبي طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرخي حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : ربيعة بن أبي عبد الرّحمن ، مديني رجل جليل من جلتهم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا حنبل بن إسحاق حدّثني أبو عبد الله. قال قال يحيى بن سعيد : جاء ربيعة إلى أبي العبّاس بالأنبار.

أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدّثنا يعقوب بن سفيان حدّثني محمّد ابن أبي زكير أخبرني ابن وهب. قال قال مالك : لما قدم ربيعة بن أبي عبد الرّحمن على أمير المؤمنين أبي العبّاس ، أمر له بجائزة فأبى أن يقبلها.

قال ابن وهب : وحدّثني مالك عن ربيعة. قال قال لي حين أراد الخروج إلى العراق : إن سمعت أني حدّثتهم شيئا ، أو أفتيتهم ، فلا تعدني شيئا. قال فكان كما قال ، لما قدمها لزم بيته ، فلم يخرج إليهم ولم يحدثهم بشيء حتى رجع.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ قال سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول : مات ربيعة الرأى في مدينة أبي العبّاس بالأنبار.

أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أخبرنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال وسمعته ـ يعني أبا داود سليمان بن الأشعث ـ يقول : مات ربيعة بالأنبار.

٤٢٤

أخبرنا الأزهري حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب حدّثنا الحارث بن محمّد حدّثنا محمّد بن سعد. قال قال محمّد بن عمر : توفى ربيعة بن أبي عبد الرّحمن بالمدينة في آخر خلافة أبي العبّاس.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا حدّثنا محمّد بن سعد. قال : ربيعة بن أبي عبد الرّحمن الرأى ، توفى سنة ست وثلاثين ومائة فيما أخبرني به الواقدي ، وكان ثقة كثير الحديث ، وكانوا يتقونه لموضع الرأى.

أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدّثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت إبراهيم بن المنذر وابن بكير يقولان : مات ربيعة سنة ست وثلاثين ومائة.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بشر الدولابي حدّثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين. قال : ربيعة الرأى مات سنة ست وثلاثين.

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله الكاتب ـ بأصبهان ـ أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ حدّثنا خليفة بن خياط. قال : وربيعة الرأى بن أبي عبد الرّحمن اسمه فروخ ، مولى لآل المنكدر ، مات سنة ثلاثين ومائة ، يكنى أبا عثمان ويقال أبا عبد الرّحمن ـ كذا قال ، وقول من قال سنة ست وثلاثين أصح.

أخبرنا عليّ بن أحمد الرّزّاز أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن حدّثنا بشر بن موسى حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ. قال : ومات ربيعة الرأى ، وهو ربيعة بن أبي عبد الرّحمن مولى المنكدر ، سنة ست وثلاثين ومائة. ويكنى بأبي عثمان ، وهو ربيعة ابن فروخ.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري وأبو محمّد الجوهري. قالا : حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب حدّثنا الحارث بن محمّد بن سعد أخبرنا مطرف ابن عبد الله قال سمعت مالك بن أنس يقول : ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرّحمن.

٤٢٥

٤٥٣٢ ـ ريحان بن سعيد بن المثنّى بن ليث بن معدان بن زيد بن كزمان (١) ابن الحارث ، أبو عصمة النّاجي البصريّ :

يقال : إنه من بني سامة بن لؤي ، قدم بغداد وحدّث بها عن عبّاد بن منصور ، وشعبة بن الحجّاج ، ومحمّد بن عبد الله المعولي ، وغيرهم. روى عنه مجاهد ابن موسى ، وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، ومحمّد بن حسّان الأزرق وسعيد بن بحر القراطيسي.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد حدّثنا عمر بن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ حدّثنا القاسم بن زكريّا المطرز حدّثنا إبراهيم بن سعيد حدّثنا ريحان بن سعيد حدّثنا عبّاد ـ هو ابن منصور ـ عن أيّوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «إذا عاد الرجل أخاه من الوصب ـ يعني المرض ـ فهو في مخرفة الجنة حتى يرجع (٢)».

قرأت على ابن الفضل القطّان عن دعلج قال أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار. قال مجاهد بن موسى كتبنا عن ريحان بن سعيد ببغداد في مدينة الوضاح.

قلت : أراد في قصر الوضاح ، وهو القصر المقابل لمسجد الشرقية.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال سألت أبا داود عن ريحان بن سعيد ، فكأنه لم يرضه.

أخبرنا البرقانيّ قال سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول : ريحان بن سعيد بصري يحتج به.

__________________

٤٥٣٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٩٤٣ (٩ / ٢٦٠). وطبقات ابن سعد ٧ / ٢٩٩. والتاريخ الكبير ٣ / ت ١١١٥. والكنى لمسلم ، الورقة ٨٥. وسؤالات الآجري لأبي داود ٣ / ت ٢٣٥. والجرح والتعديل ٣ / ت ٢٣٣٥. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٣٤. وسؤالات البرقاني للدارقطني ، الورقة ٤. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٣٧٤. وإكمال ابن ماكولا ٤ / ٣٧٨. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٥٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٥ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ٢٣٠. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٢٨١٥. والكاشف ١ / ٣١٥. والمغني ١ / ت ٢١٥٢. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٤٣٩. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣٠. ونهاية السئول ، الورقة ٩٩. وتهذيب ابن حجر ٣ / ٣٠١. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٢٠٩١.

(١) في المطبوعة : " بن كرمان"

) انظر الحديث في : مسند أحمد ٥ / ٢٨٤. وإتحاف السادة المتقين ٦ / ٢٩٦. وكشف الخفا ١ / ١١٣. وأمالى الشجري ٢ / ١٤١.

٤٢٦

أخبرنا الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن معروف الخشخاب حدّثنا الحسين بن فهم حدّثنا محمّد بن سعد. قال : ريحان بن سعيد بن المثني بن ليث ابن معدان بن زيد بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن أسامة بن لؤي ، ويكنى أبا عصمة ، توفى بالبصرة سنة ثلاث ـ أو أربع ـ ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون.

أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن ريحان بن سعيد مات في سنة أربع ومائتين.

٤٥٣٣ ـ ريحان بن عبد الواحد بن محمّد ، أبو الوفاء الأرمويّ الواعظ :

وهو أخو أبي النجيب الأرموي. قدم بغداد وحدّث بها عن أبي عليّ بن حبش الدّينوريّ حدّثنا عنه أبو طاهر محمّد بن عليّ بن الأشناني. وكان صدوقا مات بأرمية نحو سنة ثلاثين وأربعمائة.

٤٥٣٤ ـ رباح بن الجرّاح بن عبّاد ، أبو الوليد العبدي :

من أهل الموصل. سمع سابق بن عبد الله ، وعمر بن أيّوب ، وعفيف بن سالم ، والمعافي بن عمران ، وزيد بن أبي الزرقاء ، وقاسم بن يزيد الجرمي ، وغيرهم من المواصلة. وقدم بغداد وحدّث بها ، فروى عنه من أهلها محمّد بن أبي العوام الرياحي ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، والحسن بن الحسين الصّوّاف المقرئ ، ويحيى بن صاعد ، في آخرين وكان ثقة.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا حدّثنا رباح بن الجرح العبدي.

وأخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ ـ واللفظ له ـ أخبرنا عثمان بن محمّد بن القاسم الأدميّ حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد حدّثنا أبو الوليد رباح بن الجرّاح الموصليّ ـ ببغداد سنة ست وأربعين ومائتين ـ حدّثنا سابق بن عبد الله عن أبي خلف خادم أنس عن أنس بن مالك. قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا مدح الفاسق اهتز العرش وغضب له الرب عزوجل (١)».

__________________

(١) ٤٥٣٤ ـ انظر الحديث في : كشف الخفا ١ / ١٠٥ ، ١٠٦. والمجروحين ١ / ٢٦٧. وميزان الاعتدال ٣٠٤١. والكامل لابن عدي ٣ / ١٣٠٧. وتاريخ دمشق ٦ / ٤٠.

٤٢٧

كتب إلى أبو الفرج محمّد بن إدريس الموصليّ. وحدّثني بذلك أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي عنه قال حدّثنا المظفر بن محمّد الطوسي قال حدّثنا أبو زكريّا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ. قال : رباح بن الجرّاح العبدي ويكنى ابا الوليد ، كان يحفظ الرقائق وكلام الزهاد وكان شيخا خاشعا صالحا ، وكتب عنه يحيى بن معين ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وغيرهما من العراقيين ، وكان له هناك قدر ومنزلة. توفى سنة نيف وأربعين ومائتين.

٤٥٣٥ ـ رباح بن عليّ بن موسى بن رباح ، أبو يوسف القاضي البصريّ :

قدم بغداد وحدّث بها عن أحمد بن محمّد بن سليمان بن أبي أيّوب المالكيّ ، وأحمد بن الحسين المعروف بشعبة ، وأبي إسحاق الهجيمي ، ومحمّد بن محمّد بن بكر الهزاني البصريّين حدّثنا عنه القاضيان أبو عبد الله الصّيمريّ ، وأبو القاسم التّنوخيّ.

وذكر لي التّنوخيّ أنه سمع منه ببغداد في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.

سألت يوسف بن رباح عن وفاة أبيه فقال : مات في سنة ثمان عشرة وأربعمائة.

قلت : وأحسب أنه مات بالبصرة.

٤٥٣٦ ـ رويم بن يزيد ، أبو الحسن المقرئ ، مولى العوّام بن حوشب الشّيباني:

كان يسكن نهر القلاءين ، وله هناك مسجد معروف به ينسب إليه ، كان يقرئ فيه ويحدث عن الليث بن سعد ، وسلام بن المنذر ، وإسماعيل بن يحيى التّيميّ ، وهارون بن أبي عيسى الشامي. روى عنه أبو عبد الله محمّد بن سعد كاتب الواقدي وأبو يحيى صاعقة ، وأحمد بن يوسف التغلبي ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا أحمد بن يوسف التغلبي ـ صاحب أبي عبيد ـ حدّثنا رويم ـ وهو ابن يزيد المقرئ ـ حدّثنا ليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب قال حدّثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا أخصبت الأرض فانزلوا عن ظهركم ، فأعطوه حقه من الكلأ ، وإذا أجدبت الأرض فامضوا عليها بنقبها وعليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل (١).

__________________

٤٥٣٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٤٥.

((١)) انظر الحديث في : سنن أبى داود ٢٥٧١. ومسند أحمد ٣ / ٣٨٢. والسنن الكبرى ٥ / ٢٥٦. والمستدرك ١ / ٤٤٥ ، ٢ / ١١٤. وفتح الباري ٧ / ٢.

٤٢٨

أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ ـ وسئل عن حديث الزّهريّ عن أنس. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عليكم بالدلجة فان الأرض تطوى بالليل (١) ـ فقال : رواه رويم بن يزيد المقرئ عن الليث عن عقيل عن الزّهريّ عن أنس ، وتابعه محمّد ابن أسلم عن قبيصة عن الليث عن عقيل عن الزّهريّ ، والمحفوظ عن ليث عن عقيل عن الزّهريّ مرسل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الردستاني وأبو الفرج الحسين بن عليّ الطّناجيريّ. قالا : أخبرنا أبو حكيم محمّد بن إبراهيم الدامي بالكوفة حدّثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم حدّثنا أحمد بن هارون بن روح ـ هو أبو بكر البرديجي ـ قال : رويم بن يزيد المقرئ يروى عن الليث بن سعد ، وسلام أبي المنذر ، سكن بغداد. قرأت بخط القاضي أبي بكر بن الجعابي ، وأخبرناه الصّيمريّ حدّثنا أحمد بن محمّد ابن عليّ الصّيرفيّ حدّثنا محمّد بن عمر بن سلّم الجعابي. قال : مات رويم بن يزيد المقرئ سنة إحدى عشرة ومائتين.

٤٥٣٧ ـ رويم بن أحمد ـ وقيل : رويم بن محمّد ـ بن يزيد بن رويم بن يزيد ـ أبو الحسن ـ وقيل : أبو محمّد ـ وقيل : أبو الحسين ـ الصّوفيّ :

سمعت أبا نعيم الحافظ ذكره فقال : يكنى أبا الحسن من أفاضل البغداديّين ، وكان عالما بالقرآن ومعانيه وقال لي أبو طالب يحيى بن عليّ الدسكري عن أبي عبد الرّحمن السلمي : كنية رويم أبو محمّد.

وأخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد أخبرنا محمّد بن الحسين بن موسى قال سمعت جعفر بن أحمد الرّازيّ يقول : كنية رويم أبو الحسين ، وهو من بني شيبان ، وهو من أهل بغداد. أحد أئمة أهل زمانه ، كان عالما بالقراءات.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى أخبرنا محمّد بن الحسين السلمي قال سمعت أحمد بن محمّد بن زكريّا يقول سمعت أحمد بن عطاء يقول : كان رويم يتفقه لداود بن عليّ الأصبهانيّ.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت محمّد بن عليّ بن حبيش يقول كان رويم يقول : السكون إلى الأحوال اغترار. وكان يقول : رياء العارفين أفضل من إخلاص المريدين.

__________________

(٢) ٤٥٣٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٦٢.

٤٢٩

أخبرنا رضوان بن محمّد الدّينوريّ قال سمعت عبد الواحد بن الحارث الفقيه يقول سمعت عليّ بن نصر يقول سمعت الهيكل الهاشميّ الصّوفيّ يقول سمعت رويما يقول : الفقر له حرمة ، وحرمته ستره وإخفاؤه ، والغيرة عليه ، والضن به ، فمن كشفه وأظهره وبذله ، فليس هو من أهله ولا كرامة.

حدّثنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق قال سمعت عليّ بن عبد الله الهمذاني يقول سمعت محمّد بن إبراهيم يقول سمعت رويم بن أحمد يقول : منذ عشرين سنة لا يحظر بقلبي ذكر الطعام حتى يحضر.

أخبرنا أحمد بن عليّ بن الحسن أخبرنا محمّد بن الحسين النّيسابوري قال سمعت أبا الحسين القاضي الفارسيّ يقول سمعت إبراهيم بن فاتك يقول قال رويم : التوكل إسقاط رؤية الوسائط ، والتعلق بأعلى العلائق. وسئل رويم عن المحبة فقال : الموافقة في جميع الأحوال وأنشد :

ولو قلت لي مت مت سمعا وطاعة

وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا

وقال : الأنس أن تستوحش مما سوى محبوبك.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ أخبرنا جعفر الخلدي ـ في كتابه ـ قال سمعت رويم بن أحمد يقول : الإخلاص ارتفاع رؤيتك عن فعلك. والفتوة أن تعذر إخوانك في زللهم ، ولا تعاملهم بما يحوجك إلى الاعتذار إليهم. وقال سمعت رويما يقول : الصبر ترك الشكوى ، والرضى استلذاذ البلوي ، واليقين المشاهدة ، والتوكل إسقاط رؤية الوسائط ، والتعلق بأعلى الوثائق.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمّد بن الحسين السلمي قال سمعت أحمد بن إبراهيم يحكي عن أبي عمرو الزجاجي. قال : نهاني الجنيد أن أدخل على رويم. فدخلت عليه يوما ـ وكان قد دخل في شيء من أمور السلطان ـ فدخل عليه الجنيد فرآني عنده. فلما أن خرجنا. قال الجنيد : كيف رأيته يا خراساني؟ قلت : لا أدري ، قال : إن الناس يتوهمون أن هذا نقصان في حاله ووقته ، وما كان رويم أعمر وقتا منه في هذه الأيام ، ولقد كنت أصحبه الشونيزية في حال الإرادة ، وكنت معه في خرقتين ، وهو الساعة أشد فقرا منه في تلك الحالة ، وفي تلك الأيام.

٤٣٠

وقال السلمي : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا العبّاس بن عطاء يقول : رويم أتم حالا من أن تغيره تصاريف الأحوال.

أخبرنا الحيري أخبرنا محمّد بن الحسين قال سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول : مات رويم ببغداد سنة ثلاث وثلاثمائة.

٤٥٣٨ ـ رضوان بن أحمد بن إسحاق بن عطيّة بن عبد الله بن سعد ، أبو الحسين التّميميّ ، وهو رضوان بن جالينوس الصّيدلانيّ :

كان أحمد يلقب جالينوس. سمع رضوان الحسن بن عرفة العبدي ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وأحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، وأبا بكر بن أبي الدّنيا. روى عنه أبو بكر بن شاذان ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ ، وأبو حفص بن شاهين ، وعمر بن إبراهيم الكتاني ، وأبو طاهر المخلص وأبو القاسم بن الثلاج ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا رضوان ابن أحمد الصيدلاني حدّثنا أحمد بن منصور حدّثنا عثمان بن عمر حدّثنا شعبة عن أيّوب قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «في بيع حبل الحبلة ربا (١)».

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر أن رضوان الصيدلاني مات في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

٤٥٣٩ ـ رضوان بن محمّد بن الحسن بن إبراهيم بن الحسن ، أبو القاسم الدّينوريّ :

حدّث عن محمّد بن عجل الدّينوريّ صاحب جعفر بن محمّد الفريابي ، وعن عيسى بن أحمد بن زيد الدّينوريّ ، وعمر بن إبراهيم الكتاني ، وأبي الحسن بن الجندي والحسين بن جعفر بن محمّد الرّازيّ ، والحسين بن حيدرة الداودي ، وحمد بن عبد الله الأصبهانيّ ، وعليّ بن محمّد بن عمر القصار ، وأبي حاتم محمّد بن عبد الواحد الرّازيّين ، وأحمد بن عليّ بن لال الهمذاني ، وأحمد بن عبد الرّحمن الشّيرازيّ ، وغيرهم.

وقدم بغداد وكتبنا عنه بها في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، وكتبت عنه أيضا

__________________

٤٥٣٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٦٢.

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٢٤٠.

٤٣١

بالدينور في سنة خمس عشرة وأربعمائة ، وما علمت منه إلا خيرا ، وبلغني أنه مات بالدينوري في سنة ست وعشرين وأربعمائة.

ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب

٤٥٤٠ ـ ربعيّ بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد بن عبد مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان العبسيّ الكوفيّ :

روى عن عمر بن الخطّاب ، وعليّ بن أبي طالب ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي بكرة ، وعمران بن حصين ، حدّث عنه عامر الشعبي ، وعبد الملك بن عمير ، ومنصور بن المعتمر ، وأبو مالك الأشجعي ، وحصين بن عبد الرّحمن ، وحميد بن هلال ، ومحمّد ابن عليّ السلمي ، وإبراهيم بن مهاجر ، وغيرهم وكان ثقة. وهو أخو مسعود وربيع ابني حراش ورد المدائن غير مرة في حياة حذيفة وبعده.

أخبرنا صالح بن محمّد المؤدّب حدّثنا أحمد بن كامل القاضي حدّثني أبو يحيى زكريّا بن يحيى بن مروان الناقد حدّثنا محمّد بن جعفر الفيدي حدّثنا محمّد بن فضيل عن الأجلح قال حدّثني قيس بن مسلم وأبو كلثوم عن ربعي بن حراش قال سمعت عليا يقول وهو بالمدائن. جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنه قد خرج إليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعبدا فارددهم علينا ، فقال له أبو بكر

__________________

٤٥٤٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٨٥٠ (٩ / ٥٤). والمنتظم ، لابن الجوزي ٧ / ٩٠. وطبقات ابن سعد ٦ / ١٢٧. وعلل ابن المديني ٩٢. وتاريخ ابن معين ٢ / ١٥٩. وتاريخ خليفة ٢٨٨. وطبقاته ١٥٤. والتاريخ الكبير ٣ / ت ١١٠٦. والصغير ١ / ٨٨ ، ٢١٢ ، ٢٤٢. وثقات العجلى ، الورقة ١٤. وسؤالات الآجري لأبي داود ٥ / الورقة ٤٥. والجرح والتعديل ٣ / ت ٢٣٠٧. والمراسيل ٥٩. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٢٧. ومشاهير الأمصار ، الترجمة ٧٦٠. ووفيات ابن زبر ، الورقة ٣٠. ورجال الأولياء ٤ / ٣٦٧. والجمع ١ / ١٤٠. والأنساب ٨ / ٣٦٧. وتاريخ دمشق ٥ / ٣٠٠. وأسد الغابة ٢ / ١٦٢. والكامل في التاريخ ٥ / ٥٦. ووفيات الأعيان ٢ / ٣٠٠ ـ ٣٠١. وتاريخ الإسلام ٤ / ١١١. وسير النبلاء ٤ / ٤٥٩ ـ ٣٦٢. وتذكرة الحفاظ ١ / ٦٩. والعبر ١ / ١٢١. والكاشف ١ / ٣٠٢. والتهذيب ١ / الورقة ٢١٦. ومعرفة التابعين ، الورقة ١٢. وتجريد أسماء الصحابة ١ / ١٧٦. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١٣. والمراسيل للعلائى ٢١٠. ونهاية السئول ، الورقة ٩٤. وتهذيب ابن حجر ٣ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧. والإصابة ١ / ٥٢٥. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٢٠١٣. وشذرات الذهب ١ / ١٢١.

٤٣٢

وعمر : صدق يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لن تنتهوا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالإيمان ، يضرب رقابكم وأنتم مجفلون عنه إجفال النعم» فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ قال «لا» قال له عمر : أنا هو يا رسول الله؟ قال «لا» ، ولكنه خاصف النعل (١)» قال وفي كف علي نعل يخصفها لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر حدّثنا الوليد بن بكر الاندلسي حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حدّثني أبي قال : وربعي بن حراش كوفي تابعي ثقة ويقال : إنه لم يكذب كذبة قط ، كان ابنان له عاصيان زمن الحجّاج فقيل للحجاج إن أباهما لم يكذب كذبة قط لو أرسلت إليه فسألته عنهما ، فأرسل إليه فقال أين ابناك؟ قال هما في البيت ، قال قد عفونا عنهما بصدقك.

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي قال حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن حراش. قال ربعي بن حراش كوفي صدوق.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثنا محمّد بن جعفر بن عون أخبرني بكر بن محمّد العابد عن الحارث الغنوي قال : آلي الرّبيع بن حراش أن لا يفتر أسنانه ضاحكا ، حتى يعلم أين مصيره فما ضحك إلا بعد موته ، وآلي أخوه ربعي بعده أن لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار.

قال الحارث الغنوي : فلقد أخبرني غاسله أنه لم يزل مبتسما على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا منه.

وأخبرنا عليّ بن محمّد أخبرنا الحسين بن صفوان حدّثنا عبد الله بن أبي الدّنيا حدّثنا محمّد بن سعد قال : ربعي بن حراش العبدي توفى في ولاية الحجّاج بعد الجماجم.

أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال قال أبو عبد الله قال أبو نعيم : مات ربعي بن حراش في زمن عمر بن عبد العزيز.

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٣٦٣٧٣.

٤٣٣

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا حنبل بن إسحاق. قال قال أبو عبد الله قال أبو نعيم حدّثني سعيد بن جميل العبسي. قال : رأيت ربعي بن حراش رجلا أعور صلّى عليه عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد ، وذلك في ولاية عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ حدّثني أبي حدّثنا الحسين بن أحمد ـ يعني ابن صدقة ـ حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة أخبرنا عليّ بن محمّد المدائني. قال : ربعي بن حراش من بني الحريش ، مات سنة أربع ومائة.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ أخبرنا أحمد بن عبيد أخبرنا محمّد بن الحسين ابن أبي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول : مات ربعي بن حراش سنة أربع ومائة.

٤٥٤١ ـ ركن بن عبد الله بن سعد ، أبو عبد الله الدّمشقيّ :

يقال إنه كان ابن امرأة مكحول الشامي. قدم بغداد وحدّث بها عن مكحول أبي عبد الله الشامي. روى عنه شبابة بن سوار الفزاري ، ويحيى بن عبدويه ، وعبد الصّمد ابن النّعمان البزّاز وأبو عمرو الشّيباني صاحب اللغة.

أخبرني أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون النرسي أخبرنا محمّد بن جعفر بن محمّد الأدميّ القارئ حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح حدّثنا شبابة بن سوار الفزاري حدّثنا ركن بن عبد الله الدمشقي عن مكحول الشامي عن معاذ بن جبل أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما بعثه إلى اليمن مشى معه أكثر من ميل يوصيه فقال : «يا معاذ أوصيك بتقوى الله العظيم ، وصدق الحديث وأداء الامانة ، وترك الخيانة ، وخفض الجناح ، ولين الكلام ، ورحمة اليتيم ، والتفقه في الدين ، والجزع من الحساب ، وحب الآخرة يا معاذ ، ولا تفسدن أرضا ، ولا تشتم مسلما ، ولا تصدق كاذبا ، ولا تكذب صادقا ، ولا تعص إماما عادلا ، يا معاذ أوصيك بذكر الله ، يعني عند كل حجر وشجر ، وأن تحدث لكل ذنب توبة السر بالسر ، والعلانية بالعلانية ، يا معاذ إنى أحب لك ما أحب لنفسي ، وأكره لك ما أكره لها ، يا معاذ إنى لو أعلم أنا نلتقي إلى يوم القيامة لأقصرت لك من الوصية ، يا معاذ إن أحبكم إلي من لقيني يوم القيامة على مثل الحالة التي فارقني عليها. وكتب له في عهده : أن لا طلاق لامرئ فيما لا يملك ،

__________________

(١) ٤٥٤١ ـ انظر : الضعفاء للنسائى ، ترجمة ٢٠٤. وميزان الاعتدال ٢ / ٥٤. والتاريخ الكبير ٣ / ٣٤٣.

٤٣٤

ولا عتق فيما لا يملك ، ولا نذر في معصية ، ولا في قطيعة رحم ، ولا فيما لا يملك ابن آدم ، وعلى أن تأخذ من كل حالم دينارا أو عدله معافر. وعلى أن لا تمس القرآن إلا طاهرا ، وأنك إذا أتيت اليمن يسألونك نصاراها عن مفتاح الجنة فقل مفتاح الجنة لا إله إلا الله وحده لا شريك له (١).

قال أحمد بن عبيد : قوله «معافر» ، يريد ثيابا معافرية.

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكي حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي حدّثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي. قال سمعت عليّ بن النّضر يقول : قرأ علينا عبدان كتاب الجنائز ، فلما فرغ من باب التسليم على الجنازة قال لرجل من أصحاب الرأى : يا أبا فلان ، من أين جئتم بتسليمتين. فقال الرجل : يروى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسليمتين. فقال عبدان : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟! قال عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال عمن؟ قال : أخبرنا إبراهيم بن رستم عن أبي عصمة عن الركن عن مكحول عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصلاة على الجنازة بالليل والنهار سواء ، يكبر أربعا ، ويسلم تسليمتين (٢)» فقال له عبدان : يا ابا فلان ، من هاهنا أتى أبو عصمة حيث ترك حديثه ، يروى مثل هذا عن الركن!

قال عبد الله بن المبارك : لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن عبد القدوس الشامي ، وعبد القدوس خير من مائة مثل ركن.

أخبرنا الجوهري أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال سأل رجل يحيى بن معين ـ وأنا شاهد ـ عن ركن الشامي فقال : ليس بشيء.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا العبّاس ابن محمّد. قال سمعت يحيى بن معين يقول : ركن ليس بشيء.

أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي قال : ركن متروك الحديث.

__________________

(١) انظر الحديث في : اتحاف السادة المتقين ٧ / ٥١٩. والترغيب والترهيب ٤ / ١٠٧. والموضوعات ٣ / ١٨٥. وتنزيه الشريعة ٢ / ٣٤١.

(٢) انظر الحديث في : الموضوعات لابن الجوزي ٣ / ٢٢٧. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢٦٣. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٢٣٠. وكنز العمال ٤٢٢٩٠.

٤٣٥

٤٥٤٢ ـ رزين بن زندورد ، أبو زهير الشّاعر العروضيّ ، مولى طيفور بن منصور الحميري خال المهديّ ، ويقال مولى بني هاشم :

وهو بغدادي معروف ، وله مع عنان جارية الناطفي أخبار مشهورة ، وكثير من شعره يخرج عن العروض فلذلك قيل له العروضي.

٤٥٤٣ ـ رشيد ، مولى المنصور ـ والد داود بن رشيد الخوارزميّ :

نزل بغداد وحدّث بها عن أمير المؤمنين المهديّ. روى عنه ابنه داود.

أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن جعفر اليزدي ـ بأصبهان ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى الملحمي حدّثنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن مطر السكري ـ ببغداد ـ حدّثنا داود بن رشيد حدّثني أبي قال : كنت يوما عند المهديّ فذكر عليّ بن أبي طالب فقال المهديّ : حدّثني أبي عن جدي عن أبيه عن ابن عبّاس. قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده أصحابه حافين به ، إذ دخل عليّ بن أبي طالب فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا علي إنك عبقريهم» قال المهديّ : أي سيدهم.

٤٥٤٤ ـ رزق الله بن موسى ، أبو الفضل الإسكافي :

حدّث عن يحيى بن سعيد القطّان ، وأنس بن عياض الليثي ، وسفيان بن عيينة ، وشبابة بن سوار ، وسلمة بن عطيّة. روى عنه عبد الله بن محمّد بن ناجية ، ومحمّد ابن محمّد بن سليمان الباغندي ، ويحيى بن صاعد ، ومحمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطيّ ، والقاضي المحامليّ ، وغيرهم وكان ثقة.

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري ـ إملاء بنيسابور ـ أخبرنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة حدّثنا رزق الله بن موسى ـ إملاء ببغداد ـ أخبرنا أنس بن عياض حدّثنا موسى بن عقبة عن محمّد بن المنكدر عن جابر. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قليل ما أسكر كثيره حرام (١)».

__________________

٤٥٤٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٩٠٣ (٩ / ١٧٨). والمنتظم : لابن الجوزي ١٢ / ١١٠. والضعفاء للعقيلى ، الورقة ٧٠. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٣٢. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٣٤١. وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ٢٢٦. والكاشف ١ / ٣٠٩. والمجرد في رجال ابن ماجة ، الورقة ١٨. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٢٧٧٢. والمغني ١ / ت ٢١١٩. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٤٠٩. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٢٣. ونهاية السئول ، الورقة ٩٧. وتهذيب ابن حجر ٣ / ٢٧٢. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٢٠٩٨.

(١) انظر الحديث في : صحيح ابن حبان ١٣٨٥. وكنز العمال ١٣٢٧٩. ومصنف عبد الرزاق ١٧٠٠٧.

٤٣٦

أخبرنا الأزهري أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز. قال قال لنا إبراهيم بن محمّد الكندي : ومات رزق الله بن موسى الإسكافي أبو الفضل في ذى القعدة سنة ست وخمسين ـ يعني ومائتين.

٤٥٤٥ ـ رائع بن عبد الله المقدسيّ :

أخبرني أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن عمر الوتار أخبرنا أحمد بن محمّد ابن عمران قال حدّثني رائع بن عبد الله المقدسي ـ في مجلس أبي عبيد المحامليّ سنة عشرين وثلاثمائة ـ حدّثنا ربيعة بن الحارث الحبلاني حدّثنا جعفر بن عبد الله السالمي حدّثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن دينار الحمصي البهراني عن محمّد بن مسلم الزّهريّ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عبّاس. قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسدل ناصيته سدل أهل الكتاب ، ثم فرق بعد ذلك فرق العرب.

٤٥٤٦ ـ رميس بن صالح ، أبو بكر السّامي المقرئ :

حدّث عن عبّاس بن عبد الله الترقفي ، ويحيى بن أبي طالب. روى عنه أبو الحسن ابن الجندي ، ومحمّد بن جعفر النجار.

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن العبّاس النجار حدّثني أبو بكر رميس بن صالح المقرئ وجماعة قالوا : حدّثنا العبّاس بن عبد الله الترفقي.

وأخبرنا الحسن بن عمر بن برهان الغزّال قال قرئ على إسماعيل بن محمّد الصّفّار ـ وأنا أسمع ـ قال حدّثنا عبّاس بن عبد الله الترفقي حدّثنا رواد بن الجرّاح حدّثنا أبو سعد الساعدي عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له (١)».

٤٥٤٧ ـ راشد بن أحمد بن راشد ، أبو الحسن الحدّاد :

ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدّثه عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني.

٤٥٤٨ ـ رشيق ، أبو الحسن الرقي :

أخبرنا محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز ـ بهمدان ـ حدّثنا أبو الحسن رشيق

__________________

(١) ٤٥٤٦ ـ انظر الحديث في : السنن الكبرى ١٠ / ٢١٠. واتحاف السادة المتقين ٤ / ١١٧ ، ٧ / ٥٥٧. وكشف الخفا ٢ / ٢٤٢ ، ٣٣٢٠ ، ٥١١. والدرر المنتثرة ١٧٧.

٤٣٧

الرقي المصيصي ـ ببغداد ـ حدّثنا أبو بكر أحمد بن سعيد الورّاق حدّثنا عمر بن سعيد عن عبد الرّحمن بن مهديّ. قال : رأيت سفيان الثوري في النوم ، فقلت ما فعل الله بك؟ قال لم يكن إلا أن وضعت في اللحد ، حتى وقفت بين يدي الله تعالى ، فحاسبني حسابا يسيرا ، ثم أمر بي إلى الجنة ، فبينا أنا أدور بين أشجارها وأنهارها ، ولا أسمع حسا ولا حركة ، إذ سمعت قائلا يقول : سفيان بن سعيد؟ فقلت سفيان ابن سعيد. قال : تحفظ أنك آثرت الله على هواك يوما ما؟ قال : قلت : أى والله ، فأخذني صواني النثار من جميع الجنة.

انقضى حرف الراء

٤٣٨

باب الزاي

٤٣٩

ذكر من اسمه زيد

٤٥٤٩ ـ زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس ، يكنى : أبا عائشة ـ وقيل : أبا سلمان ـ وقيل : أبا عبد الله ـ وقيل : أبا مسلم ـ وقيل : كان له كنيتان أبو عبد الله ، وأبو عائشة :

وهو أخو صعصعة وسيحان ابني صوحان العبدي. نزل الكوفة وسمع عمر بن الخطّاب ، وعليّ بن أبي طالب. روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة الأسديّ ، والعيزار ابن حريث وغيرهما. وقدم المدائن ، وقد ذكرنا حديث كونه بالمدائن في باب بشر.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا أحمد بن حنبل البرجلاني حدّثنا أبو النّضر حدّثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : كان زيد بن صوحان يقوم الليل ، ويصوم النهار ، وإذا كانت ليلة الجمعة أحياها ، فإن كان ليكرهها إذا جاءت مما كان يلقى فيها ، فبلغ سلمان ، ما كان يصنع ، فأتاه فقال : أين زيد؟ قالت : امرأته ليس هاهنا ، قال فإنى أقسم عليك لما صنعت طعاما ، ولبست محاسن ثيابك ، ثم بعثت إلى زيد ، قال فجاء زيد ، فقرب الطعام فقال سلمان : كل يا زييد ، قال إني صائم قال كل يا زييد لا ينقص ـ أو تنقص ـ دينك ، إن شر السير الحقحقة (١) إن لعينك عليك حقا ، وإن لبدنك عليك حقا ، وإن لزوجتك عليك حقا ، كل يا زيد فأكل ، وترك ما كان يصنع.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التّيميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي. وحدّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ بن الطّيّب الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ـ بأصبهان ـ قالا : أخبرنا أبو يعلى الموصليّ حدّثنا إبراهيم بن سعيد حدّثنا حسين بن محمّد عن الهذيل ابن بلال عن عبد الرّحمن بن مسعود العبدي عن علي قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من

__________________

(١) ٤٥٤٩ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٦ / ٨٥. وتهذيب ابن عساكر ٦ / ١٠. وتاريخ الكوفة ٥٢. والأعلام ٣ / ٥٩.

سير الحقحقة : المتعب من السير ، وقيل : أن تحمل الدابة على ما لا تطيقه (النهاية).

٤٤٠