تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٦

ابن خلف بن المرزبان أخبرني أحمد بن منصور. قال : أهدى بعض العمال إلى دعبل ابن عليّ برذونا ، فوجده زمنا فرده ، وكتب إليه :

وأهديته زمنا فانيا

فلا للركوب ولا للثمن

حملت على زمن شاعرا

فسوف تكافا بشعر زمن

وقال محمّد بن خلف أخبرني عبد الرّحمن بن حبيب. قال : قدم صديق لدعبل من الحج ، فوعده أن يهدي له نعلا فأبطأت عليه ، فكتب إليه :

وعدت النعل ثم صدفت عنها

كأنك تبتغي شتما وقذفا

فإن لم تهد لي نعلا فكنها

إذا أعجمت بعد النون حرفا

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي حدّثنا عمر بن أحمد بن يوسف الوكيل حدّثني محمّد بن القاسم المعروف بابن أخي السوس. قال قال أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الخزاعيّ : ولد دعبل سنة ثمان وأربعين ومائة ، ومات سنة ست وأربعين ومائتين ـ بالطّيّب ـ فعاش سبعا وتسعين سنة وشهورا من سنة ثمان ، ويكنى أبا علي واسمه عبد الرّحمن بن عليّ ، وإنما لقبته دايته لدعابة كانت فيه ، فأرادت ذعبلا فقلبت الذال دالا.

٤٤٩١ ـ دعجة بن خنبس بن ضيغم بن جحشة بن الرّبيع بن زياد بن سلامة ابن قيس بن تويل ، أبو زهير الكلبيّ :

شاعر قدم بغداد ، وكان جده الرّبيع بن زياد أيضا شاعرا ومعدودا في الفرسان ، قتل في زمان عثمان بن عفان. ويقال له فارس العرادة.

قرأت في كتاب أبي عبيد الله المرزبانيّ ـ بخطه ـ وحدّثني عليّ بن المحسن عنه. قال : أبو زهير الكلبي اسمه دعجة بن خنبس أحد بني تويل بن عدي بن جناب الكلبي ، أعرابي قدم بغداد واتصل بآل زياد بن عبيد الله الحارثي ومدحهم فلم يحمدهم ، وهو القائل :

تجاورنا ليالي صالحات

قليلا ثم إن الشعب شاعا

ألا يا ليت قومكم وقومي

عدي فتعاور القوم القراعا

فإن أخذوا عليكم كنت عونا

لأهلك لن أضيع ولن أضاعا

إذا أذنبت أو أفضعت أمرا

أمرت بطيه فمضى ضياعا

٣٨١

٤٤٩٢ ـ دهثم بن خلف بن الفضل ، القرشيّ الرّمليّ :

قدم بغداد وحدّث بها عن ضمرة بن ربيعة ، وسوار بن عمارة ، ومؤمل بن إسماعيل ، وسلم بن ميمون الخواص وسليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأحمد بن محمّد بن المغلس ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وإسحاق بن إبراهيم بن غالب الأنباريّ ، والعبّاس بن أحمد بن أبي شحمة ، وغيرهم.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد بن يوسف الواعظ حدّثنا مخلد بن جعفر الدّقّاق. قال : حدّثنا العبّاس بن أحمد بن أبي شحمة حدّثنا دهثم بن الفضل حدّثنا داود بن الجرّاح حدّثنا أبو صالح الجزريّ عن ضرار بن عمرو عن مجاهد عن علي. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صلاة الرجل متقلدا سيفه ـ يعني تفضل ـ على صلاة غير المتقلد سبعمائة ضعف (١)» وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله يباهي بالمتقلد سيفه في سبيل الله ملائكته ، وهم يصلون عليه ما دام متقلده (٢)».

أخبرني الأزهري حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي. قال : رؤى شيخ يقال له دهثم بن الفضل قدم بغداد ، وساق عني حديثا.

٤٤٩٣ ـ دبيس بن سلّام بن إبراهيم ، أبو عليّ القصبانيّ :

حدّث عن عليّ بن عاصم روى عنه عبد الصّمد الطّستيّ.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عبد الصّمد بن عليّ بن محمّد الطّستيّ حدّثنا دبيس بن سلّام حدّثنا عليّ بن عاصم حدّثنا ليث بن أبي سليم عن أبي الزّبير عن جابر. قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء ، ولا أكف شعرا ، ولا ثوبا (١)».

قال عبد الصّمد : دبيس ثقة.

قلت : وذكره الدّارقطنيّ فقال : دبيس ضعيف.

__________________

(١) ٤٤٩٢ ـ انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ٧٥. وتنزيه الشريعة ٢ / ١٧٧. والفوائد المجموعة ٢٠٨. وتذكرة الموضوعات ١٢٠. وكنز العمال ١٠٧٩١.

(٢) انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ٢٢٦. وتذكرة الموضوعات ١٢٠. وكنز العمال ١٠٧٨٧. وتاريخ ابن عساكر ٥ / ٢٥٣. والجامع الكبير ٥١٥٨.

) ٤٤٩٣ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٢٠٦ ، ٢٠٧. وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة ٢٢٨. وفتح الباري ٢ / ٢٧٢ ، ٢٩٧ ، ٢٩٩.

٣٨٢

٤٤٩٤ ـ دلف بن أبان ، أبو منصور الكلوذانيّ :

حدّث عن أبي بكر محمّد بن رزق الله الكلوذاني. روى عنه أبو سهل أحمد بن عليّ بن عبد الجبّار الكلوذاني.

٤٤٩٥ ـ دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرّحمن ، أبو محمّد السّجستانيّ المعدّل :

سمع الحديث ببلاد خراسان ، وبالري ، وحلوان ، وبغداد ، والبصرة ، والكوفة ومكة ، وكان من ذوي اليسار والأحوال ، وأحد المشهورين بالبر والإفضال ، وله صدقات جارية ، ووقوف محبسة على أهل الحديث ببغداد ، ومكة ، وسجستان وكان جاور بمكة زمانا ، ثم سكن بغداد واستوطنها ، وحدّث بها عن محمّد بن عمرو الحرضي ، ومحمّد بن النّضر الجارودي ، وجعفر بن محمّد الترك ، وعبد الله بن شيرويه النّيسابوريين ، وعن عثمان بن سعيد الدارمي ، وعليّ بن محمّد بن عيسى الجكاني القزوينيّ ، وعن محمّد بن إبراهيم البوسنجي. والحسن بن سفيان النسوي ، ومحمّد ابن أيّوب ، وعليّ بن الحسين بن الجنيد الرّازيّين ، وإبراهيم بن زهير الحلواني ، ومحمّد ابن رمح البزّاز ، ومحمّد بن أحمد بن البراء العبدي ، وأحمد بن القاسم بن المساور ، ومحمّد بن شاذان الجوهريّين ، ومحمّد بن سليمان الباغندي ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وبشر بن موسى الأسديّ ، وعليّ بن الحسن بن بنان الباقلاني ، وإسحاق بن الحسن الحربيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأحمد بن عليّ الأبّار ، وموسى بن هارون الحافظ ، ومعاذ بن المثني العنبريّ ، وأبي مسلم الكجي ، وعبيد الله بن موسى الإصطخري ، ومحمّد بن يحيى بن المنذر القزاز البصريّ ، وعبّاس بن الفضل الأسفاطي ، وعبد العزيز بن معاوية القرشيّ ، وأحمد بن موسى الحمار الكوفيّ ، ومحمّد بن عبد الله الحضرمي وعليّ بن عبد العزيز البغويّ ، ومحمّد بن عليّ بن زيد الصائغ المكي ، وخلق كثير سوى هؤلاء. روى عنه أبو عمر بن حيويه ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ. وحدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو الحسين بن الفضل ، وعلي وعبد الملك ابنا بشران ، وعليّ بن أحمد الرّزّاز ، وأحمد بن عليّ أبادا ، وأحمد بن عبد الله ابن المحامليّ ، وغيلان بن محمّد السّمسار ، وأبو عليّ بن شاذان وغيرهم.

وكان ثقة ثبتا ، قبل الحكام شهادته ، وأثبتوا عدالته ، وجمع له المسند ، وحديث شعبة ومالك ، وغير ذلك.

__________________

٤٤٩٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٤٣. والبداية والنهاية ١١ / ٢٤١.

٣٨٣

وبلغني أنه بعث بكتابه المسند إلى أبي العبّاس بن عقدة لينظر فيه. وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين دينارا ، وكان أبو الحسن الدّارقطنيّ هو الناظر في أصوله ، والمصنف له كتبه.

فحدّثني القاضي أبو العلاء الواسطيّ عن الدّارقطنيّ. قال : صنفت لدعلج المسند الكبير ، فكان إذا شك في حديث ضرب عليه ، ولم أر في مشايخنا أثبت منه. قال لي أبو العلاء ، وقال عمر بن جعفر البصريّ : ما رأيت ببغداد ممن انتخبت عليهم أصح كتبا ، ولا أحسن سماعا من دعلج بن أحمد.

حدّثني عليّ بن محمّد بن نصر الدّينوريّ قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول : سئل أبو الحسن الدّارقطنيّ عن دعلج بن أحمد فقال : كان ثقة مأمونا. وذكر له قصة في أمانته وفضله ونبله.

حدّثني أبو القاسم الأزهري عن أبي عمر محمّد بن العبّاس بن حيويه قال : أدخلني دعلج إلى داره ، وأراني بدرا من المال معبأة في منزله وقال لي : يا أبا عمر خذ من هذه ما شئت. فشكرت له وقلت : أنا في كفاية وغنى عنها ، فلا حاجة لي فيها.

حكى لي القاضي أبو العلاء الواسطيّ عن دعلج أنه سئل عن سبب مفارقته مكة بعد أن سكنها فقال : خرجت ليلة من المسجد ، فتقدم ثلاثة من الأعراب فقالوا : أخ لك من أهل خراسان قتل أخانا. فنحن نقتلك به.

فقلت : اتقوا الله فان خراسان ليست بمدينة واحدة. فلم أزل أداريهم إلى أن اجتمع الناس وخلوا عني. فكان هذا سبب انتقالي إلى بغداد. وكان يقول : ليس في الدّنيا مثل داري ، وذاك أنه ليس مثل في الدّنيا مثل بغداد ، ولا ببغداد مثل القطيعة ، ولا في القطيعة مثل درب أبي خلف. وليس في الدرب مثل داري.

حدّثني أبو بكر محمّد بن عليّ بن عبد الله الحدّاد ـ وكان من أهل الدين والقرآن والصلاح ـ عن شيخ سماه ، فذهب عني حفظ اسمه ، قال : حضرت يوم الجمعة مسجد الجامع بمدينة المنصور ، فرأيت رجلا بين يدي في الصف حسن الوقار ظاهر الخشوع ، دائم الصلاة ، لم يزل ينتفل مذ دخل المسجد إلى قرب قيام الصلاة ثم جلس ، قال : فعلتني هيبته ودخل قلبي محبته ، ثم أقيمت الصلاة فلم يصل مع الناس الجمعة ، فكبر على ذلك من أمره ، وتعجبت من حاله ، وغاظني فعله ، فلما قضيت الصلاة تقدمت إليه وقلت له أيها الرجل ما رأيت أعجب من أمرك! أطلت النافلة

٣٨٤

وأحسنتها وتركت الفريضة وضيعتها؟ فقال : يا هذا إن لي عذرا وبي علة منعتني عن الصلاة ، قلت وما هي؟ فقال : أنا رجل عليّ دين اختفيت في منزلي مدة بسببه ، ثم حضرت اليوم الجامع للصلاة فقبل أن تقام التفت فرأيت صاحبي الذي له الدين علي ورائي ، فمن خوفه أحدثت في ثيابي فهذا خبري. فأسألك بالله إلا سترت علي وكتمت أمري ، قال فقلت : ومن الذي له عليك الدين؟ قال دعلج بن أحمد ، قال وكان إلى جانبه صاحب لدعلج قد صلى وهو لا يعرفه ، فسمع هذا القول ، ومضى في الوقت إلى دعلج فذكر له القصة ، فقال له دعلج : امض إلى الرجل واحمله إلى الحمام ، واطرح عليه خلعة من ثيابي ، وأجلسه في منزلي حتى أنصرف من الجامع ، ففعل الرجل ذلك ، فلما انصرف دعلج إلى منزله أمر بالطعام فأحضر. فأكل هو والرجل ، ثم أخرج حسابه فنظر فيه ، وإذا له عليه خمسة آلاف درهم ، فقال له : انظر لا يكون عليك في الحساب غلط ، أو نسى لك نقد ، فقال الرجل لا ، فضرب دعلج على حسابه وكتب تحته علامة الوفاء ثم أحضر الميزان ووزن خمسة آلاف درهم وقال له : أما الحساب الأول فقد حللناك مما بيننا وبينك فيه ، وأسألك أن تقبل هذه الخمسة آلاف درهم وتجعلنا في حل من الروعة التي دخلت قلبك برؤيتك إيانا في مسجد الجامع ، أو كما قال.

حدّثني أبو منصور محمّد بن أحمد العكبري حدّثني أبو الحسين أحمد بن الحسن الواعظ قال : أودع أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشميّ عشرة آلاف دينار ليتيم ، فضاقت يده وامتدت إليها ، فأنفقها ، فلما بلغ الغلام مبلغ الرجال أمر السلطان بفك الحجر عنه ، وتسليم ماله إليه ، وتقدم إلى ابن أبي موسى بحمل المال ليسلم إلى الغلام ، قال ابن أبي موسى : فلما تقدم إلي بذلك ضاقت علي الأرض بما رحبت وتحيرت في أمري ، لا أعلم من أى وجه أغرم المال ، فبكرت من داري وركبت بغلتي وقصدت الكرخ لا أعلم أين أتوجه ، فانتهت بي البغلة إلى درب السّلوليّ ووقفت بي على باب مسجد دعلج بن أحمد ، فثنيت رجلي ودخلت المسجد وصليت خلفه صلاة الفجر. فلما سلم انفتل إلي ، فرحب بي ، وقام وقمت معه ، ودخل إلى داره ، فلما جلسنا جاءته الجارية بمائدة لطيفة وعليها هريسة. فقال : يأكل الشريف فأكلت وأنا لا أحصل أمرى ، فلما رأى تقصيري قال : أراك منقبضا ، فما الخبر؟ فقصصت عليه القصة ، وإني أنفقت المال ، فقال كل فإن حاجتك تقضى ، ثم أحضر حلواء فأكلنا ، فلما رفع الطعام وغسلنا أيدينا قال : يا جارية افتحي ذلك الباب فإذا خزانة مملوءة

٣٨٥

زبلا مجلدة ، فأخرج إلي بعضها وفتحها إلي أن أخرج النقد الذي كانت الدنانير منه ، واستدعى الغلام والتخت والطيار. فوزن عشرة آلاف دينار وبدرها وقال : يأخذ الشريف هذه ، فقلت يثبتها الشيخ علي ، فقال : أفعل ، وقمت وقد كاد عقلي يطير فرحا. فركبت بغلتي وتركت الكيس على القربوس وغطيته بطيلساني ، وعدت إلى داري ، وانحدرت إلى دار السلطان بقلب قوي وجنان ثابت ، فقلت ما أظن إلا أنه قد استشعر في أني قد أكلت مال اليتيم واستلذذت به ، والمال قد أخرجته ، فأحضر قاضي القضاة والشهود والنقباء وولاة العهود ، وأحضر الغلام وفك حجره ، وسلم المال إليه ، وعظم الشكر لي والثناء علي فلما عدت إلى منزلي استدعاني أحد الأمراء من أولاد الخلافة وكان عظيم الحال ، فقال : قد رغبت في معاملتك وتضمينك أملاكي ببادوريا ونهر الملك ، فضمنت ذلك. بما تقرر بيني وبينه من المال ، وجاءت السنة ووفيته ، وحصل في يدي من الربح ما له قدر كبير ، وكان ضماني لهذه الضياع ثلاث سنين ، فلما مضت حسبت حسابي وقد تحصل في يدي ثلاثون ألف دينار ، فعزلت عوض العشرة الآلاف دينار التي أخذتها من دعلج وحملتها إليه ، وصليت معه الغداة ، فلما انفتل من صلاته ورآني نهض معى إلى داره ، وقدم المائدة والهريسة فأكلت بجأش ثابت وقلب طيب ، فلما قضينا الأكل قال لي خبرك وحالك؟ فقلت له بفضل الله وبفضلك قد أفدت بما فعلته معى ثلاثين ألف دينار ، وهذه عشرة آلاف عوض الدنانير التي أخذتها منك ، فقال : سبحان الله ، والله ما خرجت الدنانير عن يدي فنويت آخذ عوضها ، جل بها الصبيان ، فقلت له : أيها الشيخ أيش أصل هذا المال حتى تهب لي عشرة آلاف دينار؟ فقال : نشأت وحفظت القرآن ، وسمعت الحديث ، وكنت أتبزز ، فوافاني رجل من تجار البحر ، فقال لي أنت دعلج بن أحمد؟ فقلت نعم! فقال قد رغبت في تسليم مالي إليك لتتجر به ، فما سهل الله من فائدة كانت بيننا ، وما كان من جائحة كانت في أصل مالي. وسلم إلى بارنامجات ألف درهم ، وقال أبسط يدك ، ولا تعلم موضعا ينفق فيه هذا المتاع إلا حملته إليه. واستنبت فيه الكفاة ، ولم يزل يتردد إلي سنة بعد سنة يحمل إلي مثل هذا والبضاعة تنمى ، فلما كان في آخر سنة اجتمعنا فيها قال لي : أنا كثير الأسفار في البحر ، فإن قضى الله علي بما قضاه على خلقه فهذا المال لك ، على أن تتصدق منه وتبنى المساجد وتفعل الخير ، فإنا أفعل مثل هذا ، وقد ثمر الله المال في يدي ، فأسألك أن تطوي هذا الحديث أيام حياتي.

٣٨٦

حدّثنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، والحسن بن أبي بكر بن شاذان. قالا : توفى دعلج بن أحمد يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت ـ وقال ابن شاذان ـ لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.

٤٤٩٦ ـ دجى بن عبد الله ، أبو الحسن الخادم الأسود الخصي ، مولى أمير المؤمنين الطّائع لله :

كان قريبا منه ، وخصيصا به ، ويسفر بينه وبين الملوك ، وسمع أحمد بن محمّد بن عمران بن جندي ، ومحمّد بن عمر بن زنبور الورّاق ، وأبا الفضل محمّد بن الحسن ابن المأمون ، وغير واحد ممن يعدهم. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.

أخبرنا دجى بن عبد الله الطائعي ـ في سنة تسع وأربعمائة ـ قال أخبرنا أحمد ابن محمّد بن عمران حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي حدّثنا أبو أيّوب سليمان بن عمر الأقطع حدّثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب قال أخبرنا ابن فارط أن عطاء حدّثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من صام رمضان يعرف حدوده ، ويحفظ ما ينبغي أن يحفظ منه ، كفر ما قبله».

توفى دجى في يوم السبت الرابع من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.

انقضى حرف الدال

٣٨٧
٣٨٨

باب الذال

٣٨٩

٤٤٩٧ ـ ذو النّون بن إبراهيم ، أبو الفيض المعروف بالمصريّ :

أصله من النوبة. وكان من قرية من قرى صعيد مصر يقال لها إخميم ، فنزل مصر. وكان حكيما فصيحا زاهدا ، وجه إليه المتوكل على الله فحمل إلى حضرته بسرمن رأى ، حتى رآه وسمع كلامه ، ثم انحدر إلى بغداد ، فأقام بها مديدة وعاد إلى مصر. وقيل إن اسمه ثوبان ، وذو النون لقب له ، وقد أسند عنه أحاديث غير ثابته والحمل فيها على من دونه. وحكى عنه من البغداديّين : سعيد بن عياش الحناط ، وأبو العبّاس ابن مسروق الطوسي.

أخبرنا أحمد بن عليّ المحتسب حدّثنا أبو عبد الرّحمن السلمي. قال : ذو النون بن إبراهيم كنيته أبو الفيض ، ويقال إن اسمه الفيض بن إبراهيم وذو النون لقب ، ويقال إن اسمه ثوبان.

أخبرنا الأزهري أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر الدّارقطنيّ. قال : ذو النون بن إبراهيم المصري روى عنه عن مالك أحاديث في أسانيدها نظر ، وكان واعظا.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمّد بن الحسين السلمي قال : سألت عليّ بن عمر عن ذى النون فقال : إذا صح السند إليه فأحاديثه مستقيمة وهو ثقة.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد أخبرنا محمّد بن الحسين بن موسى قال سمعت عبد الله بن عليّ يقول سمعت محمّد بن داود الرقى يقول سمعت ابن الجلا يقول : لقيت ستمائة شيخ ما لقيت فيهم مثل أربعة ، أحدهم ذو النون.

أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان البجليّ أخبرنا جعفر ابن محمّد بن نصير الخلدي حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق قال سمعت ذا النون المصري يقول : بينا أنا في بعض مسيري إذ لقيتني امرأة فقالت لي : من أين؟ قلت رجل غريب ، فقالت لي : ويحك وهل يوجد مع الله إخوان الغربة ، وهو مؤنس الغرباء ، ومعين الضعفاء ، فبكيت ، فقالت لي ما يبكيك؟ قلت وقع الدواء على داء قد قرح فأسرع في نجاحه ، قالت إن كنت صادقا فلم بكيت؟ قلت والصادق لا يبكى؟

__________________

٤٤٩٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٤٤. ووفيات الأعيان ١ / ١٠١. وميزان الاعتدال ١ / ٣٣١. ولسان الميزان ٢ / ٤٣٧. وحلية الأولياء ٩ / ٣٣١ ، ١٠ / ٣. وطبقات الشعراني ١ / ٥٩. والأعلام ٢ / ١٠٢.

٣٩٠

قالت : لا ، قلت : ولم؟ قالت : لأن البكاء راحة القلب ، وملجأ يلجأ إليه ، وما كتم القلب شيئا أحق من الشهيق والزفير ، فإذا أسبلت الدمعة استراح القلب ، وهذا ضعف عند الألباء يا بطال ، فبقيت متعجبا من كلامها ، فقالت : مالك؟ قلت : تعجبا من هذا الكلام ، قالت : وقد أنسيت القرحة التي سألت عنها؟ قلت : لا ، قلت : علميني شيئا ينفعني الله به ، قالت : وما أفادك الحكيم في مقامك هذا من الفوائد ما تستغني به عن طلب الزوائد؟ قلت : لا ، ما أنا مستغن عن طلب الزوائد ، قالت : صدقت. أحب ربك واشتق إليه فإن له يوما يتجلى فيه على كرسي كرامته لأوليائه وأحبائه فيذيقهم من محبته كأسا لا يظمئون بعدها أبدا ، قال : ثم أخذت في البكاء والزفير والشهيق وهي تقول : سيدي إلى كم تخلفني في دار لا أجد فيها أحدا يسعدني على البكاء أيام حياتي؟ ثم تركتني ومضت.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق قال : سمعت ذا النون المصري يقول : اعلموا أن الذي أقام الحياء من الله ، معرفته بإحسانه إليهم ، وعلمهم بتضييع ما افترض من شكره ، فليس لشكره نهاية.

أخبرنا أبو عليّ عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النّيسابوري ـ بالري ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شاذان الرّازيّ ـ بنيسابور ـ قال : سمعت يوسف بن الحسين يقول : حضرت مع ذى النون مجلس المتوكل ، وكان المتوكل مولعا به يفضله على العباد والزهاد ، فقال له المتوكل : يا أبا الفيض صف لنا أولياء الله؟ فقال ذو النون : يا أمير المؤمنين هؤلاء قوم ألبسهم الله النور الساطع من محبته وجللهم بالبهاء من أردية كرامته ، ووضع على مفارقهم تيجان مسرته ، ونشر لهم المحبة في قلوب خليقته ، ثم أخرجهم وقد أودع القلوب ذخائر الغيوب ، فهي معلقة بمواصلة المحبوب فقلوبهم إليه سائرة ، وأعينهم إلى عظيم جلاله ناظرة ، ثم أجلسهم بعد أن أحسن إليهم على كراسي طلب المعرفة بالدواء ، وعرفهم منابت الأدواء ، وجعل تلاميذهم أهل الورع والتقى ، وضمن لهم الإجابة عند الدعاء ، وقال : يا أوليائي إن أتاكم عليل من فرقي فداووه ، أو مريض من إرادتي فعالجوه ، أو مجروح بتركي إياه فلاطفوه ، أو فار مني فرغبوه ، أو آبق مني فخادعوه ، أو خائف مني فأمنوه ، أو راغب في مواصلتي فمنوه ، أو قاصد نحوي فأدوه ، أو جبان في متاجرتي فجرءوه ، أو آيس من

٣٩١

فضلي فعدوه ، أو راج لإحساني فبشروه ، أو حسن الظن بي فباسطوه ، أو محب لي فواصلوه ، أو معظم لقدري فعظموه ، أو مستوصف نحوي فأرشدوه ، أو مسيء بعد إحساني فعاتبوه ، أو ناس لاحساني فذكروه ، وإن استغاث بكم ملهوف فأغيثوه ، ومن وصلكم فيّ فواصلوه ، فإن غاب عنكم فافتقدوه ، وإن ألزمكم جناية فاحتملوه ، وإن قصر في واجب حق فاتركوه ، وإن أخطأ خطيئة فانصحوه ، وإن مرض فعودوه ، وإن وهبت لكم هبة فشاطروه وإن رزقتكم فآثروه ، يا أوليائي لكم عاتبت ، ولكم خاطبت ، وإياكم رغبت ومنكم الوفا طلبت ، لأنكم بالأثرة آثرت وانتخبت ، وإياكم استخدمت واصطنعت واختصصت. لا أريد استخدام الجبّارين. ولا مطاوعة الشرهين. جزائي لكم أفضل الجزاء ، وعطائي لكم أوفر العطاء ، وبذلي لكم أغلى البذل. وفضلي عليكم أكبر الفضل. ومعاملتي لكم أوفى المعاملة. ومطالبتي لكم أشد المطالبة. أنا مفتش القلوب ، أنا علام الغيوب. أنا ملاحظ اللحظ. أنا مراصد الهمم ، أنا مشرف على الخواطر ، أنا العالم بأطراف الجفون ، لا يفزعكم صوت جبار دوني ، ولا مسلط سواي ، فمن أرادكم قصمته ، ومن آذاكم آذيته ، ومن عاداكم عاديته ، ومن والاكم واليته ، ومن أحسن إليكم أرضيته ، أنتم أوليائي ، وأنتم أحبائي. أنتم لي وأنا لكم.

حدّثنا أبو الفرج محمّد بن عبيد الله الخرجوشي ـ لفظا ـ قال : حدّثنا أبو العبّاس الحسن بن سعد المطوعي حدّثنا أبو بكر محمّد بن بنان بن عبد الله المصري ـ بمصر ـ قال سمعت أبا الفيض ذا النون بن إبراهيم المصري يقول : سألني جعفر المتوكل أمير المؤمنين أن أكتب له دعاء يدعو به ، وأمر يحيى بن أكثم أن يكتبه له ، فقلت له أكتب : رب أقمني في أهل ولايتك ، مقام رجاء الزيادة من محبتك ، واجعلني ولها بذكرك في ذكرك إلى ذكرك ، وفي روح بحابح أسمائك لاسمك ، وهب إلي قدما أعادل بها بفضلك أقدام من لم يزل عن طاعتك ، وأحقق بها ارتياحا في القرب منك ، واحف بها جولا في الشغل بك ، ما حييت ، وما بقيت ، رب العالمين ، إنك رءوف رحيم ، اللهم بك أعوذ ، وألوذ وأؤمل البلغة إلى طاعتك ، والمثوى الصّالح من مرضاتك ، وأنت ولي قدير.

قال ذو النون : فقال لي يحيى بن أكثم : هذا بس (١) يا أبا الفيض؟ فقلت له هذا لهذا كثير إن أراد الله به خيرا ، قال : ثم خرجت وودعته.

__________________

(١) بس : أراد بها استقلال المرغوب فيه ، وهي عربية بمعنى : " حسب" وقد تظن عامية.(هامش المطبوعة).

٣٩٢

حدّثنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق حدّثنا عليّ بن عبد الله الهمذاني حدّثنا أحمد بن مقاتل الحريريّ ـ مذاكرة ـ قال : لما وافى ذو النون إلى بغداد ، اجتمع إليه جماعة من الصّوفيّة ومعهم من يقول ، فاستأذنوه أن يقول شيئا من عنده ، فقال : نعم ، فابتدأ القوال:

صغير هواك عذبني

فكيف به إذا احتنكا

وأنت جمعت من قلبي

هوى قد كان مشتركا

أما ترثى لمكتئب

إذا ضحك الخلى بكى؟

فقام ذو النون قائما ، ثم سقط على وجهه ، ترى الدم يجرى منه ولا يسقط إلى الأرض منه شيء. ثم قام بعده رجل ممن كان حاضرا في المجلس يتواجد ، فقال له ذو النون : (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ) [الشعراء ٢١٨] فجلس الرجل.

أخبرني عبد الصّمد بن محمّد الخطيب حدّثنا الحسن بن الحسين الهمذاني الفقيه. قال سمعت محمّد بن أبي إسماعيل العلوي يقول سمعت أحمد بن رجاء ـ بمكة ـ يقول سمعت ذا الكفل المصري ـ وهو أخو ذى النون ـ يقول : دخل غلام لذي النون إلى بغداد فسمع قوالا يقول : فصاح غلام ذى النون صيحة خر ميتا ، فاتصل الخبر بذي النون ، فدخل إلى بغداد فقال علي بالقوال ، واسترد الأبيات ، فصاح ذو النون صيحة فمات القوال ، ثم خرج ذو النون وهو يقول النفس بالنفس والجروح قصاص.

أخبرنا الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس. وأخبرنا الأزهري أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى القرشيّ قالا : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي قال : ودخلها ـ يعني بغداد ـ أبو الفيض ذو النون النوبي المعروف بالمصري ، حين أشخص إلي سر من رأى أيام المتوكل ، ثم زار جماعة من إخوانه ، فأقام ببغداد أياما يسيرة ، ثم رجع إلى مصر.

أخبرنا أبو سعد المالينى ـ إجازة ـ أخبرنا الحسن بن رشيق المصري حدّثني جبلة ابن محمّد الصدفي حدّثني عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير قال : توفى ذو النون المصري سنة خمس وأربعين ومائتين.

وقال ابن رشيق : حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك الإخميمي قال : سمعت أبا العبّاس حيّان بن أحمد السهمي يقول : مات ذو النون بالجيزة ، وحمل في مركب حتى عدى به إلى الفسطاط خوفا من زحمة الناس عند الجسر ، ودفن في مقابر

٣٩٣

أهل المعافر ، وذلك في يوم الاثنين لليلتين خلتا من ذى القعدة من سنة ست وأربعين ومائتين ، وكان والده يقال له : إبراهيم مولى إسحاق بن محمّد الأنصاريّ ، وكان له أربعة بنين ؛ ذو النون والهميسع ، وعبد الباري ، وذو الكفل ، ولم يكن أحد منهم على مثل طريقة ذى النون.

٤٤٩٨ ـ ذكوان بن عبد الله ، الورّاق مولى المعتضد بالله :

حدّث عن الحسن بن عرفة العبدي ، وعبيد الله بن سعد الزّهريّ. روى عنه القاضي الجرّاحي ، وأبو القاسم بن الثلاج.

أخبرنا عليّ بن عمر الحربيّ الزاهد حدّثنا القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن الجرّاحي حدّثنا ذكوان بن عبد الله الورّاق ـ مولى بني هاشم ـ حدّثنا عبيد الله بن سعد الزّهريّ حدّثنا عمي حدّثنا ابن أخي الزّهريّ عن عمه قال أخبرتني عمرة بنت عبد الرّحمن بن زرارة أن عائشة أخبرتهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يقطع السارق في ربع دينار فصاعدا (١)».

٤٤٩٩ ـ ذهل بن يوسف بن محمّد ، أبو شجاع الكلوذانيّ :

حدّث ابن الثلاج عنه عن يحيى بن أبي طالب وذكر أنه سمع منه بكلواذي في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

٤٥٠٠ ـ ذهل بن السيّد بن محمّد ، أبو الحسن البزّاز الموصليّ :

حدّث عن عبد الله بن أبي سفيان الموصليّ. روى عنه أبو الفتح بن مسرور ، وذكر أنه حدّثهم من حفظه ببغداد وقال : كان ثقة.

٤٥٠١ ـ ذمر بن الحسين بن محمّد ، أبو الحسين ، يعرف بابن الكبّاش :

ذكر لنا أنه ولد ببغداد في سنة أربع وستين وثلاثمائة ، يوم مات المطيع وسافر في حداثته إلى خراسان فسمع بنيسابور من الحسن بن أحمد المخلدي ، وأحمد بن محمّد ابن عمرو الخفاف ، وأبي بكر الطرازي ، ومحمّد بن عبد الله الجوزقي ، وسمع بمرو من محمّد بن الحسين الحدّادي ، وبسرخس من زاهر بن أحمد الفقيه ، وبأسفرايين من شافع بن أحمد بن أبي عوانة ، وبكشميهن من محمّد بن المكي صحيح البخاريّ.

__________________

(١) ٤٤٩٨ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ٢٠٠.

٣٩٤

قال : وسمعت ببغداد من أبي حفص بن شاهين ، والوليد بن بكر الاندلسي ، وسمع من غير هؤلاء ، إنما كتبنا عنه من تخريج خرجه له بعض أصحاب الحديث ببلاد العجم ، وكان يحفظ أحاديث يرويها من حفظه.

أخبرنا ذمر بن الحسين أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أحمد الشّيباني المخلدي ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق بن مهران السّرّاج حدّثنا قتيبة بن سعيد قال حدّثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يزور الأنصار ، ويسلم على صبيانهم ، ويمسح برءوسهم. سمعنا من ذمر ببغداد في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ، وخرج من عندنا إلى البصرة في ذلك الوقت ، وغاب عنا خبره.

انقضى حرف الذال

٣٩٥
٣٩٦

باب الراء

٣٩٧

ذكر من اسمه روح

٤٥٠٢ ـ روح بن مسافر ، أبو بشر ، وكناه محمّد بن سليمان : لوين ، أبا المعطل ، وهو مولى سعد بن أبي وقّاص :

من أهل البصرة. قدم بغداد وحدّث بها عن أبي إسحاق السبيعي ، وحمّاد بن أبي سليمان ، ويحيى بن أبي أنيسة ، وأبان بن أبي عياش. روى عنه صالح بن مالك الخوارزميّ ، وفضيل بن عبد الوهّاب ، ومنصور بن أبي مزاحم. وإسماعيل بن عيسى العطّار.

أخبرنا عليّ بن أبي علي أخبرنا عبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشميّ حدّثنا الحسن بن محمّد بن عنبر الوشاء حدّثنا منصور بن أبي مزاحم حدّثنا روح بن مسافر عن أبان بن أبي عياش عن أبي صالح ذكوان عن أبي هريرة. قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من سره أن يستجاب له في الشدائد والكرب ، فليكثر من الدعاء في الرخاء (١)».

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق قال حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم الحافظ حدّثني إسحاق بن موسى حدّثني سليمان بن الأشعث قال سمعت أحمد ـ هو ابن حنبل ـ يقول : روح بن مسافر كان هاهنا وكتب عنه أصحابنا ، وليس بشيء.

أخبرنا ابن الفضل القطّان أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار حدّثنا محمّد بن عليّ ـ هو الشقيقي ـ قال سمعت أبي يقول : من ترك عبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ حديثه فإني أدع حديثه ، إلا روح بن مسافر. قال وكان ترك ابن المبارك حديثه.

وأخبرنا ابن الفضل أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي أخبرني محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي قال سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : روح بن مسافر أبو بشر تركه ابن المبارك وغيره.

__________________

٤٥٠٢ ـ انظر : الضعفاء الصغير ١٢٠. والضعفاء والمتروكين ١٩٢. والجرح والتعديل ٣ / ٢٢٤٦. والكامل ١ / ٣٤٥. وضعفاء العقيلي ، ورقة ٦٨. وميزان الاعتدال ١ / ٦١. وأحوال الرجال للجوزجاني ٥٨ ، ١٥٩.

) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٣٥٩. والمستدرك ١ / ٥٤٤.

٣٩٨

أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ أخبرنا محمّد بن المظفر أخبرنا عليّ بن أحمد ابن سليمان المصري حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال ، وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن روح بن مسافر فقال : ليس بشيء ولا يكتب حديثه.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثني أبي حدّثنا الحسن بن أحمد قال قرئ على العبّاس بن محمّد قال سمعت يحيى بن معين يقول : روح بن مسافر بصري وهو ضعيف.

أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ حدّثنا عبد الله بن عليّ المديني قال وسألته ـ يعني أباه ـ عن روح بن مسافر فضعفه جدا.

وقال عبد الله مرة أخرى : سمعت أبي يقول : روح بن مسافر ضعيف ، ما كتبت من حديثه إلا حديثا واحدا ، روى عنه أبو الهيثم عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس. قال قال ورقة بن نوفل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : صف لي الذي يأتيك؟ قال : «باطن قدميه أخضر ، وجناحاه من لؤلؤ» ودلسه لي أبو الهيثم فقال : أبو المعطل. فعرفت بعد ذاك أنه روح بن مسافر.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن عليّ الكتاني حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي الإمام حدّثنا القاسم بن عيسى العصار حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال : روح بن مسافر متروك. وقال في موضع آخر : روح بن مسافر غير مقنع.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال : وروح بن مسافر ضعيف متروك الحديث.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن روح ابن مسافر فقال : ترك حديثه.

أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ قال حدّثنا أبي قال : روح بن مسافر متروك الحديث بصري.

٣٩٩

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي قال حدّثني أبو حسّان الزيادي. قال : سنة اثنتين وسبعين ومائة فيها مات روح بن مسافر يكنى أبا بشر مولى سعد بن أبي وقاص ، في شهر رمضان وهو ابن إحدى وثمانين سنة.

٤٥٠٣ ـ روح بن عبادة بن العلاء بن حسّان بن عمرو بن مرثد ، أبو محمّد القيسي من بني قيس بن ثعلبة من أنفسهم :

سمع عبد الله بن عون ، وعمران بن حدير ، وأشعث بن عبد الملك ، وسعيد بن أبي عروبة ، وابن جريج ، والأوزاعي وابن أبي ذئب ، ومالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وشعبة ، والحمّادين ، وسفيان بن عيينة ، وروى عنه أحمد بن حنبل ، وأبو خيثمة ، وعليّ بن المديني ، وإسحاق بن راهويه ، وهارون بن عبد الله ، وأحمد بن منيع ، وبندار ابن بشّار ، ويعقوب الدورقي ، والحسن بن أشكاب ، وعبد الله بن أيوب المخرّميّ ، وأحمد بن الوليد الفحام ، والحارث بن أبي أسامة.

وكان من أهل البصرة فقدم بغداد وحدّث بها مدة طويلة ، ثم انصرف إلى البصرة فمات بها ، وكان كثير الحديث ، وصنف الكتب في السنن والأحكام ، وجمع التفسير ، وكان ثقة.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي حدّثنا محمّد بن يونس قال سمعت عليّ بن المديني يقول : نظرت لروح بن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث ، كتبت منها عشرة آلاف.

__________________

٤٥٠٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٩٣٠ (٩ / ٢٣٨). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٤٣. وطبقات ابن سعد ٧ / ٢٩٦. وتاريخ ابن معين ٢ / ١٦٨. وطبقات خليفة ٢٢٦. وتاريخه ١٧٦. والتاريخ الكبير ٣ / ت ١٠٥٢. والصغير ٢ / ٣٠٤. والكنى لمسلم ، الورقة ٩٧. وثقات العجلى ، الورقة ١٦. وسؤالات الآجري لأبي داود ٣ / ٢٢٤ ، ٤ / ورقة ٣. وضعفاء العقيلي الورقة ٦٨. والجرح والتعديل ٣ / ت ٢٢٥٥. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ١٣٢. ووفيات ابن زبر ، الورقة ٦٤. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٣٦٥. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٤٨. وموضح أوهام الجمع ٢ / ٩٥. والسابق واللاحق ٢٠٠. ورجال البخاري للباجى ، الورقة ٥٧. والجمع ١ / ١٣٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٥ (أيا صوفيا ٣٠٠٧). وسير النبلاء ٩ / ٤٠٢. والعبر ١ / ٣٤٧. والكاشف ١ / ٣١٣. وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ٢٢٩. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٢٨٠٢. والمغني ١ / ت ٢١٤٠. وإكمال مغلطاي ٢ / ورقة ٢٨. وشرح علل الترمذي ٤٠٣. ونهاية السئول ، الورقة ٩٨. وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٩٣. وطبقات المفسرين ١ / ١٧٣. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٢٠٨٢. وشذرات الذهب ٢ / ١٣.

٤٠٠