تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٦

حمزة محمّد بن إبراهيم الصّوفيّ وغيره ، وصحبه الجنيد بن محمّد ، وأبو العبّاس بن عطاء ، وأبو محمّد الجريري ، وأبو بكر الشبلي. وعمر عمرا طويلا حتى لقيه أحمد ابن عطاء الروذباري. وللصوفية عنه حكايات غريبة ، وأمور مستظرفة عجيبة.

وذكر فارس البغداديّ أن اسمه محمّد بن إسماعيل ولقبه خير ، وقد ذكرنا ذلك في باب المحمّدين.

أخبرنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن أحمد بن فضالة النّيسابوري ـ بالري ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شاذان الرّازيّ بنيسابور. قال سمعت أبا الحسن خيرا النساج يقول : إذا أحبك دللك وعافاك ، وإذا أحببته أتعبك وأبلاك.

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري. قال : خير النساج قيل كان اسمه محمّد بن إسماعيل ، وإنما سمى خير النساج لأنه خرج إلى الحج فأخذه رجل على باب الكوفة وقال : أنت عبدي واسمك خير ـ وكان أسود ـ فلم يخالفه ، فاستعمله الرجل في نسج الخز ، فكان يقول يا خير ، فيقول لبيك. ثم قال الرجل له بعد سنين : غلطت لا أنت عبدي ولا اسمك خير. فمضى وقال لا أغير اسما سماني به رجل مسلم. وحكيت هذه الحكاية عن جعفر الخلدي عن خير على وجه طريف ، وسياقه طويلة وعجيبة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ أخبرنا جعفر الخلدي ـ في كتابه ـ قال سألنا خير النساج ، أكان النسج حرفتك؟ قال. لا ، قلت فمن أين سميت به؟ قال كنت عاهدت الله تعالى أن لا آكل الرطب أبدا ، فغلبتني نفسي يوما ، فأخذت نصف رطل ، فلما أكلت واحدة إذا رجل نظر إلي وقال : خير يا آبق ، هربت مني. وكان له غلام هرب اسمه خير فوقع علي شبهه وصورته ، فاجتمع الناس ، فقالوا هذا والله غلامك خير ، فبقيت متحيرا وعلمت بما أخذت ، وعرفت جنايتي ، فحملني إلى حانوته الذي كان ينسج فيه غلمانه ، فقالوا يا عبد السوء تهرب من مولاك؟ ادخل فاعمل عملك الذي كنت تعمل. وأمرني بنسج الكرباس ، فدليت رجلي على أن أعمل ، وأخذت بيدي آلته فكأني كنت أعمل من سنين ، فبقيت معه أشهرا أنسج له ، فقمت ليلة فتمسحت وقمت إلى صلاة الغداة ، فسجدت وقلت في سجودي إلهي لا أعود إلى ما فعلت ، فأصبحت وإذا الشبه ذهب عني ، وعدت إلى صورتي التي كنت عليها ، فأطلقت فثبت على هذا الاسم ، فكان سبب النسج إتياني شهوة عاهدت الله أن لا آكلها ،

٣٤١

فعاقبني الله بما سمعت. وكان يقول : لا نسب أشرف من نسب من خلقه الله بيده فلم يعصمه ، ولا علم أرفع من علم من علمه الله الأسماء كلها فلم ينفعه في وقت جريان القضاء عليه.

قلت : جعفر الخلدي ثقة ، وهذه الحكاية ظريفة جدا يسبق إلى القلب استحالتها ، وقد كان الخلدي كتب إلى شيخنا أبي نعيم يجيز له رواية جميع علومه عنه ، وكتب أبو نعيم هذه الحكاية عن أبي الحسن بن مقسم عن الخلدي ، ورواها لنا عن الخلدي نفسه إجازة ، وكان ابن مقسم غير ثقة. والله أعلم.

حدّثنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق حدّثنا عليّ بن عبد الله الهمذاني حدّثني أحمد ابن عطاء قال : كنت مع خير النساج وهو من شيوخ خالي في السماع ، وكان قد احدودب ، وكان إذا سمع السماع قام ظهره ورجعت قوته كالشاب المطلق ، فإذا غاب عن الوجود عاد إلى حاله ، وقد كان عمّر مائة وعشرين سنة ، وكان يذكر أن إبراهيم الخواص صحبه.

قال لي أبو نعيم الحافظ : ـ وذكر خيرا ـ سمعت عليّ بن هارون الحربيّ يحكي عن غير واحد ممن حضر موته من أصحابه أنه غشى عليه عند صلاة المغرب ، ثم أفاق ونظر إلى ناحية من باب البيت فقال : قف عافاك الله ، فإنما أنت عبد مأمور ، وأنا عبد مأمور ، ما أمرت به لا يفوتك ، وما أمرت به يفوتني ، فدعني أمضي لما أمرت به ، ثم امض أنت لما أمرت به ، ودعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى ، ثم تمدد وغمض عينيه ، وتشهد فمات ، فرآه بعض أصحابه في المنام فقال له : ما فعل الله بك؟ قال : لا تسألني عن هذا ، ولكن استرحت من دنياكم الوضرة.

بلغني أن خيرا مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة (١)».

انقضى باب الخاء

__________________

(١) آخر الجزء الثامن والخمسين من تجزئة المؤلف.

٣٤٢

باب الدال

٣٤٣

٤٤٥٥ ـ داود بن نصير ، أبو سليمان الطّائيّ الكوفيّ :

سمع عبد الملك بن عمير ، وحبيب بن أبي عمرة. وسليمان الأعمش ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى. روى عنه إسماعيل بن عليّة ، ومصعب بن المقدام ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وكان داود من شغل نفسه بالعلم ، ودرس الفقه وغيره من العلوم ، ثم اختار بعد ذلك العزلة وآثر الانفراد والخلوة ، ولزم العبادة واجتهد فيها إلى آخر عمره ، وقدم بغداد في أيام المهديّ. ثم عاد إلى الكوفة وبها كانت وفاته.

وجدت في كتاب محمّد بن العبّاس بن الفرات الذي سمعه من أبي الحسن إسحاق بن عبدوس قال حدّثنا محمّد بن يونس الكديمي قال سمعت أبا نعيم يقول : كنت ببغداد عند داود الطائي وبها المهديّ عشرين ليلة ، فسمع ضوضاء فقال : ما هذا؟ قالوا : هذا أمير المؤمنين يا أبا سليمان قال : وهو هاهنا؟!.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبر جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حدّثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه قال سمعت عليّ بن المديني يقول سمعت ابن عيينة يقول كان داود الطائي ممن علم وفقه. قال : وكان يختلف إلى أبي حنيفة حتى نفذ في ذلك الكلام ، قال فأخذ حصاة فحذف بها إنسانا ، فقال له : يا أبا سليمان طال لسانك وطالت يدك؟ قال : فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يجيب ، فلما علم أنه يصبر عمد إلى كتبه فغرقها في الفرات ، ثم أقبل على العبادة وتخلى. قال : وكان زائدة صديقا له وكان يعلم أنه يجيب في آية من القرآن يفسرها (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) فأتاه فصلى إلى جنبه ، فلما انفتل قال : يا أبا سليمان : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) فقال : يا أبا الصلت انقطع الجواب فيها ، انقطع الجواب فيها مرتين.

__________________

٤٤٥٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٧٨٩ (٨ / ٤٥٥). والمنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢٧٨. وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٦٧. والتاريخ الكبير ٣ / ت ٨١٩. والصغير ٢ / ١٣٦. والكنى لمسلم ، الورقة ٤٤. وثقات العجلى ، الورقة ١٤. وسؤالات الآجرى ، لأبى داود ٣ / الترجمة ١٩٨. والمعارف ٥١٥. والجرح والتعديل ٣ / ت ١٩٣٩. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٢٣. ومشاهير الأمصار ، الترجمة ١٣٤٢. وحلية الأولياء ٧ / ٣٣٥ ـ ٣٦٧. وطبقات الصوفية للسلمى ٨٥. والأنساب ٨ / ٣٠٦. والكامل في التاريخ ٦ / ٥٠. ووفيات الأعيان ٢ / ٢٥٩ ـ ٢٦٣. والعبر ١ / ٢٣٨. وسير النبلاء ٧ / ٤٢٢ ـ ٤٢٥. وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ٢٠٨. والكاشف ١ / ٢٩٢. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٢٦٥١. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣. ونهاية السئول ، الورقة ٩١. وتهذيب ابن حجر ٣ / ٢٠٣. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٩٤٧. وشذرات الذهب ١ / ٢٨٦.

٣٤٤

وأخبرنا ابن رزق أخبرنا جعفر الخلدي حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي حدّثنا محمّد بن يزيد حدّثنا وكيع قال قيل لداود الطائي حدثنا قال : تريد أن أقعد مثل المكتب مع قوم يتحفظون سقط كلامي؟.

أخبرنا أبو عليّ عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فضالة النّيسابوري ـ بالري ـ أخبرنا أبو الفضل محمّد بن الفضل بن محمّد بن سليمان السلمي حدّثنا أبو عمران موسى بن العبّاس الجويني حدّثنا جعفر بن الحجّاج الرقي حدّثنا عبيد بن جناد قال : قال سمعت عطاء يقول : كان لداود الطائي ثلاثمائة درهم فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه ، قال : وكنا ندخل على داود الطائي فلم يكن في بيته إلا بارية ، ولبنة يضع عليها رأسه وإجانة فيها خبز ، ومطهرة يتوضأ منها ومنها يشرب.

أخبرنا الحسن بن أبي طالب أخبرنا عليّ بن عمرو الحريريّ أن عليّ بن محمّد بن كاس النّخعيّ حدّثهم قال حدّثنا أحمد بن أبي الختلي حدّثنا محمّد بن إسحاق البكائي حدّثنا الوليد بن عقبة الشّيباني قال لم يكن في حلقة أبي حنيفة أرفع صوتا من داود الطائي ، ثم إنه تزهد واعتزلهم وأقبل على العبادة.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطيّ حدّثنا أحمد بن أبي الحواري. قال قال أبو سليمان ـ يعني الداراني ـ ورث داود الطائي من أمه دارا فكان ينتقل في بيوت الدار ، كلما تخرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر ، ولم يعمره حتى أتى على عامة بيوت الدار. قال وورث من أبيه دنانير فكان يتقوتها حتى كفن بآخرها.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح أخبرنا المعافى بن زكريّا الجريري حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ حدّثني أبي حدّثنا موسى بن عبد الرّحمن حدّثنا محمّد بن حسّان قال : قال لي عمى : قدم محمّد بن قحطبة الكوفيّ فقال : أحتاج إلى مؤدب يؤدب أولادي ، حافظ لكتاب الله ، عالم بسنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبالآثار ، والفقه ، والنحو ، والشعر ، وأيام الناس. فقيل له : ما يجمع هذه الأشياء إلا داود الطائي ، وكان محمّد ابن قحطبة ابن عم داود ، فأرسل إليه يعرض ذلك عليه ويسنى له الأرزاق والفائدة فأبى داود ذلك ، فأرسل إليه بدرة عشرة آلاف درهم وقال له استعن بها على دهرك ، فردها فوجه إليه بدرتين مع غلامين له مملوكين وقال لهما : إن قبل البدرتين فأنتما حران ، فمضيا بهما إليه ، فأبى أن يقبلهما فقالا له إن في قبولهما عتق رقابنا. فقال

٣٤٥

لهما إني أخاف أن يكون في قبولهما وهق رقبتي في النار ، رداها إليه وقولا له يردهما على من أخذهما منه أولى من أن يعطيني أنا.

أخبرنا ابن رزق قال أخبرنا جعفر الخلدي حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي حدّثنا محمّد بن حسّان قال سمعت إسماعيل بن حسّان يقول : جئت إلى باب داود الطائي فسمعته يخاطب نفسه ، فظننت أن عنده أحدا ، فأطلت القيام على الباب ثم استأذنت فدخلت ، فقال : ما بدا لك في الاستئذان؟ قلت سمعتك تتكلم فظننت أن عندك أحدا ، قال : لا ولكن كنت أخاصم نفسي. اشتهت البارحة تمرا ، فخرجت فاشتريت لها ، فلما جئت به اشتهت جزرا ، فأعطيت الله عهدا أن لا آكل تمرا ولا جزرا حتى ألقاه.

وقال الحضرمي : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه قال سمعت عليّ بن الحسن الشقيقي قال : قال عبد الله بن المبارك : قيل لداود الطائي ـ وحائطه قد تصدع ـ لو أمرت برمه؟ فقال داود : كانوا يكرهون فضول النظر.

أخبرنا عبد الغفار بن محمّد المؤدّب حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري حدّثنا الحسن بن عليّ العبدي حدّثنا أبو حفص قال : سمعت ابن أبي عدي يقول : صام داود الطائي أربعين سنة ، ما علم به أهله ، وكان خرازا وكان يحمل غداءه معه ويتصدق به في الطريق ويرجع إلى أهله يفطر عشاء ، لا يعلمون أنه صائم.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمّد بن الواثق بالله حدّثني جدي حدّثنا خلف بن عمرو حدّثنا محمّد بن عبد المجيد المروزي حدّثنا الوليد بن عقبة قال : رأيت داود الطائي ـ وقال له رجل : ألا تسرح لحيتك؟ قال : إني عنها مشغول.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن القاسم بن الحسن الشّاهد بالبصرة حدّثنا أبو روق الهزاني حدّثنا أبو سعيد السكري قال : احتجم داود الطائي فدفع إلى الحجام دينارا ، فقيل له هذا إسراف ، فقال : لا عبادة لمن لا مروءة له.

أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن عليّ بن المنذر القاضي حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصر بن الخواص حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حدّثنا أبو سعيد قال حدّثني سهل بن بكار ، قال : قالت أخت لداود الطائي لداود : لو تنحيت من الشمس إلى الظل؟ قال : هذه خطى لا أدري كيف تكتب.

٣٤٦

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ حدّثنا جعفر الخلدي حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق حدّثنا هارون بن سوار المقرئ قال سمعت شعيب بن حرب يقول : دخلت على داود الطائي فأكربني الحر في منزله ، فقلت : لو خرجنا إلى الدار نستروح؟ فقال إني لأستحي من الله أن أخطو خطوة لذة.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف حدّثنا أبو ميسرة قميع بن ميسرة بن حاجب الزّهيري حدّثنا أحمد بن مسروق حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حدّثني هريم حدّثني أبو الرّبيع الأعرج قال : دخلت على داود الطائي ببيته بعد المغرب ، فقرب إلي كسيرات يابسة ، فعطشت ، فقمت إلى دن فيه ماء حار ، فقلت : رحمك الله لو اتخذت إناء غير هذا يكون فيه الماء؟ فقال لي : إذا كنت لا أشرب إلا باردا ، ولا آكل إلا طيبا ، ولا ألبس إلا لينا ، فما أبقيت لآخرتي؟ قال : قلت أوصني ، قال صم الدّنيا ، واجعل إفطارك فيها الموت ، وفر من الناس فرارك من السبع ، وصاحب أهل التقوى إن صحبت ، فإنهم أقل مئونة وأحسن معونة ، ولا تدع الجماعة ، حسبك هذا إن عملت به.

أخبرني الأزهري أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز حدّثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله حدّثني أبو بكر بن مكرم قال سمعت محمّد بن عبد الرّحمن الصّيرفيّ يقول : رحل أبو ربيع الأعرج إلى داود الطائي من واسط ليسمع منه شيئا ويراه ، فأقام على بابه ثلاثة أيام لم يصل إليه ، قال : كان إذا سمع الإقامة خرج ، فإذا سلّم الإمام وثب فدخل منزله قال : فصليت في مسجد آخر ثم جئت وجلست على بابه ، فلما جاء ليدخل من باب الدار ، قلت : ضيف رحمك الله ، قال إن كنت ضيفا فادخل ، قال فدخلت فأقمت عنده ثلاثة أيام لا يكلمني ، فلما كان بعد ثلاث قلت : رحمك الله أتيتك من واسط وإني أحببت أن تزودني شيئا ، فقال : صم الدّنيا واجعل فطرك الموت ، فقلت زدني رحمك الله ، قال فر من الناس كفرارك من السبع ، غير طاعن عليهم ولا تارك لجماعتهم. قال : فذهبت أستزيده فوثب إلى المحراب. وقال الله أكبر.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثني رستم بن أسامة حدّثني أبو خالد الأحمر. قال قال داود الطائي : ما حسدت أحدا على شيء إلا أن يكون رجلا يقوم الليل فإني أحب أن أرزق وقتا من الليل. قال أبو خالد : وبلغني أنه كان لا ينام الليل ، إذا غلبته عيناه احتبى قاعدا.

٣٤٧

وقال ابن أبي الدّنيا : حدّثني محمّد بن الحسين حدّثني إسحاق بن منصور قال حدّثتني أم سعيد بن علقمة النّخعيّ ـ وكانت أمه طائية ـ قالت : كان بيننا وبين داود الطائي حائط قصير ، كنت أسمع حسه عامة الليل لا يهدأ ، قالت وربما سمعته يقول : همك عطل على الهموم ، وحالف بيني وبين السهاد ، وشوقي إلى النظر إليك أوبق منى ، وحال بيني وبين اللذات ، فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب. قالت : وربما ترتم بالآية فأرى أن جميع نعيم الدّنيا جمع في ترنمه ، وكان يكون في الدار وحده ، وكان لا يصبح فيها ـ أى لا يسرج ـ.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أحمد بن محمّد الجواليقيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد الخلدي حدّثنا أحمد ـ يعني ابن محمّد بن مسروق ـ حدّثنا محمّد بن الحسين حدّثنا قبيصة بن عقبة حدّثتني جارية لداود ـ يعني الطائي ـ قالت : مكث داود عشرين سنة لا يرفع رأسه إلى السماء. قال قبيصة : قد رأيته كان متخشعا جدا.

وأخبرنا الحسين بن الحسن الجواليقيّ حدّثنا جعفر الخلدي حدّثنا أحمد ـ هو ابن مسروق ـ حدّثنا محمّد ـ يعني ابن الحسين ـ حدّثني عمرو بن طلحة القناد. قال : ورث داود الطائي من ابن عم له ـ لم يكن له وارث غيره ـ نحوا من مائة ألف درهم ، وعرضا وغيره ، قال : قد جعلت ما أصابني من ميراثي منه صدقة على أهل الحاجة والمسكنة. قال عمرو : فقسمت والله في الأحياء عن آخرها درهما. قال عمرو : حدّثني حمّاد بن أبي حنيفة قال قلت له : لو بقيت بعضها لخلة تكون؟ قال : إني احتسبت بها صلة الرحم.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا الوليد بن بكر حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حدّثني أبي أحمد قال حدّثني أبي عبد الله. قال : قدم هارون الكوفة ، فكتب قوما من القراء وأمر لهم بألفين ألفين ، فكان داود الطائي ممن كتب فيهم ، ودعى باسمه : أين داود؟ قالوا داود يجيئكم؟ أرسلوها إليه ، قال ابن السّمّاك وحمّاد بن أبي حنيفة نحن نذهب بها إليه. قال ابن السّمّاك لحمّاد في الطريق : إذا نحن أدخلناها عليه فانثرها بين يديه فان للعين حظها ، رجل ليس عنده شيء ، يؤمر له بألفي درهم يردها! فلما دخلوا عليه نثروها بين يديه فقال : شوه؟ إنما يفعل هذا بالصبيان ، وأبى أن يقبلها.

٣٤٨

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النعالي أخبرنا سعد بن محمّد بن إسحاق الصّيرفيّ حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة حدّثنا عبد الله بن سعيد قال : حدّثنا عبد الله بن عبد الكريم ـ وكان متعبّدا ـ عن حمّاد بن أبي حنيفة أن مولاة لداود الطائي كانت تخدمه فقالت : لو طبخت لك دسما تأكله؟ قال : وددت ، قالت فطبخت له دسما ثم أتيته به فقال لها : ما فعل أيتام بني فلان؟ قالت على حالهم ، قال اذهبي بهذا إليهم ، فقالت أنت لم تأكل أدما منذ كذا وكذا! فقال : إن هذا إذا أكلوه كان عند الله مذخورا ، وإذا أكلته كان في الحش.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا محمّد بن هشام المستملي. قال : سمعت أبا عبد الرّحمن المذكر ـ وأنا حدث ـ قال : كان داود الطائي يحيي الليل صلاة. ثم يقعد بحذاء القبلة فيقول : يا سواد ليلة لا تضيء ، ويا بعد سفر لا ينقضي ويا خلوتك بي تقول داود ألم تستح؟

أخبرنا ابن رزق أخبرنا جعفر الخلدي حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي حدّثنا عليّ بن حرب حدّثنا إسماعيل بن زبان. قال قالت داية داود له : يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز؟ قال يا داية بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية.

أخبرنا الحسين بن عليّ الصّيمريّ حدّثنا الحسين بن هارون القاضي أخبرنا أحمد ابن سعيد حدّثنا قاسم بن الضّحاك حدّثنا معاوية بن سفيان المازني عن دثار بن محارب قال حدّثني أبي محارب بن دثار. قال : لو كان داود الطائي في الأمم الماضية لقص الله علينا من خبره.

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد بن الأزهر حدّثنا ابن الغلابي. قال قال أبو زكريّا يحيى بن معين : داود الطائي ثقة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان حدّثنا عبدوس ـ وهو عبد الله بن روح المدائني ـ حدّثنا عبيد الله بن محمّد العيشي حدّثنا سلمة بن سعيد. قال : باع داود الطائي جارية له ، قال : فقال له بعض إخوانه : لو دفعت إلى ثمنها فضاربت لك بها ، فعشت في فضلها ، وكانت هي على حالها ، فلما ولى دعاه. فقال : هاتها عسى أن لا أفنيها حتى أموت. قال : فو الله ما أفناها حتى مات ، قال وبقي منها شيء فاشترينا له كفنا.

٣٤٩

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدّثنا البخاريّ. قال : داود بن نصير الطائي أبو سليمان مات بعد الثوري ، قاله لي على وقال لي ابن أبي الطّيّب عن أبي داود : مات إسرائيل وداود في أيام وأنا بالكوفة. وقال أبو نعيم : مات سنة ستين ومائة.

وأخبرنا ابن الفضل أخبرنا جعفر الخلدي حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نمير. قال : مات داود الطائي سنة خمس وستين ومائة.

أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان البجليّ أخبرنا جعفر ابن محمّد بن نصير حدّثنا أبو الوليد بشر بن أبي عاصم حدّثني أبو الهيثم خالد بن أبي الصقر السّدوسيّ. قال قال أبي : لما مات داود بن نصير الطائي جاء ابن السّمّاك فجلس على قبره ثم قال : أيها الناس إن أهل الزهد في الدّنيا تعجلوا التعب على أبدانهم مع ثقل الحساب عليهم غدا ، والزهادة راحة لصاحبها في الدّنيا والآخرة ، والرغبة تتعب صاحبها في الدّنيا والآخرة ، رحمك الله يا أبا سليمان! ما كان أعجب شأنك ألزمت نفسك الصبر حتى قومتها عليه ، أجعتها وإنما تريد شبعها ، وأظمأتها وإنما تريد ريها ، أخشنت المطعم وإنما تريد أطيبه ، وخشنت الملبس وإنما تريد لينه ، يا أبا سليمان أما كنت تشتهي من الطعام طيبه ، ومن الماء باردة ، ومن اللباس لينه ، بلى! ولكنك أخرت ذلك لما بين يديك ، فما أراك إلا قد ظفرت بما طلبت ، وما إليه رغبت ، فما أيسر ما صنعت وأحقر ما فعلت ، في جنب ما أملت ، فمن سمع بمثلك عزم عزمك ، أو صبر صبرك!! آنس ما تكون إذا كنت بالله خاليا ، وأوحش ما تكون آنس ما يكون الناس ، سمعت الحديث وتركت الناس يحدثون ، تفهمت في دين الله وتركتهم يفتون ، لا تذللك المطامع ، ولا ترغب إلى الناس في الصنائع ، ولا تحسد الأخيار ، ولا تعيب الأشرار ، ولا تقبل من السلطان عطيّة ، ولا من الإخوان هدية ، سجنت نفسك في بيتك ، فلا محدث لك ، ولا ستر على بابك ، ولا قلة تبرد فيها ماءك ، ولا قصعة تثرد فيها غداءك وعشاءك ، فلو رأيت جنازتك وكثرة تابعك ، علمت أنه قد شرفك وكرمك ، وألبسك رداء عملك ، فلو لم يرغب عبد في الزهد في الدّنيا إلا لمحبة هذا النشر الجميل ، والتابع الكثير ، لكان حقيقا بالاجتهاد. فسبحان من لا يضيع مطيعا ، ولا ينسى لأحد صنيعا. وفرغ من دفنه وقام الناس.

٣٥٠

أخبرنا البرقانيّ أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت أبا بكر بن خلف قال حدّثنا إسحاق بن منصور السّلوليّ ـ سنة خمس ومائتين ـ قال : لما مات داود الطائي شيع جنازته الناس فلما دفن قام ابن السّمّاك على قبره فقال : يا داود كنت تسهر ليلك إذا الناس ينامون ، فقال القوم جميعا : صدقت ، وكنت تربح إذا الناس يخسرون ، فقال الناس جميعا : صدقت ، وكنت تسلم إذا الناس يخوضون ، فقال الناس جميعا صدقت ، حتى عدد فضائله كلها. فلما فرغ قام أبو بكر النّهشلي فحمد الله ثم قال : يا رب إن الناس قد قالوا ما عندهم مبلغ ما علموا ، اللهم اغفر له برحمتك ، ولا تكله إلى عمله.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا حدّثني محمّد بن الحسين حدّثنا أبو الوليد الكلبي حدّثني حفص بن بغيل المرهبي. قال : رأيت داود الطائي في منامي فقلت : أبا سليمان كيف رأيت خير الآخرة؟ قال : رأيت خيرها كثيرا ، قال قلت فما ذا صرت إليه؟ قال صرت إلى الخير والحمد لله. قال قلت فهل لك من علم بسفيان بن سعيد فقد كان يحب الخير وأهله؟ قال فتبسم وقال رقاه الخير إلى درجة أهل الخير.

٤٤٥٦ ـ داود بن عبد الجبّار ، أبو سليمان الكوفيّ المؤذن :

حدّث عن أبي إسحاق الهمذاني ، وإبراهيم بن جرير البجليّ ، وسلمة بن المجنون ، وأبي الجارود زياد بن المنذر. روى عنه سعيد بن سليمان الواسطيّ ، وسويد بن سعيد الحديثي ، وأبو الرّبيع الزهراني ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، وسعيد بن محمّد الجرمي ، وأبو معمر الهذلي ، وكان قد انتقل إلى بغداد فسكنها.

حدّثنا عليّ بن الحسن بن محمّد الدّقّاق حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز حدّثنا أبو الرّبيع الزهراني حدّثنا داود ابن عبد الجبّار حدّثنا سلمة بن المجنون قال : سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من تغوط على ضفة نهر يتوضأ منه ويشرب. فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».

أخبرنا الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال حدّثنا أحمد بن زهير حدّثنا الحسن بن عليّ الأعرج ـ وكان ينزل مدينة أبي

٣٥١

جعفر ـ قال سألت سعدويه عن داود بن عبد الجبّار ـ وحدّثني عنه بحديث ـ قال : كان عندنا ببغداد يسأل في كوخ له عند باب الجسر.

قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكرنا لنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ أنه سمعه من أبي العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم وذهب أصله به.

ثم أخبرني العتيقي ـ قراءة أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ أخبرني الأصم أن العبّاس بن محمّد حدّثهم قال سمعت يحيى بن معين يقول : داود بن عبد الجبّار كان ينزل عند باب الطاق وقد رأيته وكان يكذب.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري حدّثنا الحسن بن محمّد بن الأزهر حدّثنا ابن الغلابي. قال : قال أبو زكريّا : رأيت داود بن عبد الجبّار الكوفيّ كان منزله عند الجسر ، فذمه يحيى.

أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدّثنا البخاريّ حدّثنا سعيد بن سليمان حدّثنا داود بن عبد الجبّار ـ كان ببغداد ـ هو منكر الحديث.

أخبرنا البرقانيّ حدّثني محمّد بن العبّاس حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري حدّثنا جعفر بن درستويه بن المرزبان حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سألت يحيى بن معين عن داود بن عبد الجبّار ، وقلت له : حدّثنا الحماني عن داود بن عبد الجبّار عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي أنه قال : من يشترى مني علما بدرهم؟ قال الحارث : فذهبت فاشتريت صحفا ، ثم جئت بها. من داود هذا؟ قال : ليس بشيء ما كتبت عنه ، كان يكون هاهنا ـ يعني ببغداد ـ.

أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال : داود بن عبد الجبّار أظنه كوفيا ، منكر الحديث لا ينبغي أن يكتب حديثه.

أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أخبرنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري. قال : سألته ـ يعني أبا داود سليمان بن الأشعث ـ عن داود بن عبد الجبّار الذي كان يكون ببغداد فقال : غير ثقة.

أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي. قال : داود بن عبد الجبّار ليس بثقة متروك الحديث.

٣٥٢

أخبرني الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : داود بن عبد الجبّار كوفي لا بأس به.

٤٤٥٧ ـ داود بن الزبرقان ، أبو عمرو الرقاشي البصريّ :

نزل بغداد وحدّث بها عن زيد بن أسلم ، وأيّوب السختياني ، ومحمّد بن جحادة ، وعليّ بن زيد بن جدعان ، ويونس بن عبيد ، وأبان بن أبي عياش ، ومطر الورّاق ، وحجّاج بن أرطأة ، وشعبة بن الحجّاج ، ومحمّد بن عبيد الله العرزمي ، ومجالد بن سعيد ، وسعيد بن أبي عروبة. روى عنه داود بن مهران الدّبّاغ ، والفضل بن جبير الورّاق ، وإسماعيل بن عيسى العطّار ، وأبو إبراهيم الترجماني ، ومحرز بن عون ، وأحمد ابن منيع ، ومحمّد بن معاوية بن مالج ، والحسن بن عرفة ، وغيرهم.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ حدّثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق ـ إملاء ـ حدّثنا الحسن بن عرفة حدّثنا ابن الزبرقان عن عبد الأعلى والحجّاج عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت : لما نزلت سورة البقرة نزل فيها تحريم الخمر ، فنهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذلك.

بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال قلت ليحيى معين : داود بن الزبرقان؟

قال : قد كتبت عنه ، كان يكون في قصر الوضاح.

وأخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ أخبرنا محمّد بن المظفر أخبرنا عليّ بن أحمد بن سليمان المصري حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم. قال : وداود بن الزبرقان كان يكون ببغداد.

__________________

٤٤٥٧ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٧٥٩ (٨ / ٣٩٢). وتاريخ الدارمي رقم ٣٢٢. وتاريخ ابن معين ٢ / ١٥٢. والتاريخ الكبير ٣ / ت ٨٣٥. وأحوال الرجال ، الترجمة ١٨٢. وسؤالات الآجرى ، لأبى داود ٣ / ١٥٨ ، ١٦٧. وضعفاء النسائي ، الترجمة ١٨١. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٦٤. والجرح والتعديل ٣ / ت ١٨٨٥. والمجروحين ، لابن حبان ١ / ٢٩٢. والكامل ، لابن عدي ١ / الورقة ٣٣٢. والإرشاد للخليلى ، الورقة ١٩. والسابق واللاحق ١٩٦. وموضح أوهام الجمع ٢ / ٩١. وتاريخ دمشق (٥ / ٢٠٢). وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٥٠. ومعجم البلدان ٤ / ١٠٠٢. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧٣ (أيا صوفيا ٣٠٠٦). والكاشف ١ / ٢٨٨. وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ٢٠٥. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٢٦٠٦. والمغني ١ / ت ١٩٩٠. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٣١٣. وإكمال مغلطاي ١ / الورقة ٣٣٩. ونهاية السئول ، الورقة ٨٩. وتهذيب ابن حجر ٣ / ١٨٥. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٩١٦.

٣٥٣

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن سعيد الخزّاز حدّثنا عبّاس بن محمّد. قال : سمعت يحيى بن معين يقول : داود بن الزبرقان ليس حديثه بشيء ، وقد روى عنه سعيد بن أبي عروبة حديثا في أصنافه. قلت ليحيى : من رواه عن سعيد؟ قال : الخفاف.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين فداود بن الزبرقان؟ قال : ليس بشيء.

أخبرني الأزهري حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال سمعت أبي يقول : داود بن الزبرقان كتبت عنه شيئا يسيرا ، ورميت به ، وضعفه جدا.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن عليّ الكتاني ـ لفظا بدمشق ـ حدّثنا عبد الوهّاب ابن جعفر الميداني حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي حدّثنا القاسم بن عيسى العصار. قال : حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال : داود بن الزبرقان كذاب.

أخبرنا البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ قال : قلت لأبي زرعة داود بن الزبرقان؟ قال متروك الحديث قلت : ترى أن نذاكر عنه أو نكتب حديثه؟ قال لا.

أخبرني الأزهري حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي. قال : داود بن الزبرقان متروك الحديث.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال سمعت أبا داود يقول : داود بن الزبرقان ترك حديثه.

أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال : داود بن الزبرقان ضعيف.

حدّثنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي. قال : داود بن الزبرقان ليس بثقة.

٣٥٤

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : داود بن الزبرقان بصري ضعيف الحديث.

٤٤٥٨ ـ داود بن رزين ، أبو حيي الواسطيّ. مولى عبد القيس :

كان شاعرا محسنا ورد بغداد وعاشر بها أبا نواس ، وغيره من الشعراء ، وكان راوية بشّار بن برد ، وله أخبار في كتب أهل الأدب.

٤٤٥٩ ـ داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان ، أبو سليمان الطائي البصريّ :

نزل بغداد وحدّث بها عن شعبة ، وحمّاد بن سلمة ، وهمّام بن يحيى ، وعباد بن كثير ، وأبي جزي نصر بن طريف ، وصالح المري ، والهيثم بن حمّاد ، وعدي بن الفضل ، وعبد الواحد بن زياد ، وغياث بن إبراهيم ، والسّري بن يحيى ، والحسن بن دينار ، ومقاتل بن سليمان ، وإسماعيل بن عياش ، وسلام أبي المنذر وهياج بن بسطام. روى عنه محمّد بن الحسين البرجلاني ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمّد بن عبيد الله المنادي ، والحسن بن يزيد الجصاص ، والحسن بن مكرم البزّاز ، والحارث بن أبي أسامة ، وغيرهم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي حدّثنا الحارث بن أبي أسامة حدّثنا داود بن المحبر بن قحذم حدّثنا عبّاد بن كثير عن ابن

__________________

٤٤٥٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٧٨٤ (٨ / ٤٤٣). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٥٤. وتاريخ ابن معين ٢ / ١٥٤. وعلل أحمد ١ / ١٢٥. والتاريخ الكبير ٣ / ت ٨٣٧. والصغير ٢ / ٢٩١ ، ٣٠٩. والضعفاء الصغير ، ترجمة ١١٠. وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٣٧٦. وأبو زرعة ٥٠٩ ، ٦١٥. وسؤالات الآجري ، لأبي داود ٣ / ت ٢٣٢. والمعرفة ٢ / ٨٠٤. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٦٥. والجرح والتعديل ٣ / ت ١٩٣١. والكامل ، لابن عدي ١ / الورقة ٣٣٤. وضعفاء الدار قطني ، ترجمة ٢٠٨. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٣٤٦. والمدخل للحاكم ، ترجمة ٥٤. والضعفاء ، لأبي نعيم ، ترجمة ٦١. وأخبار أصبهان ١ / ١٦٥. وإكمال مغلطاي ٧ / ١٠١ ، ٢٠٩. والأنساب ٨ / ١٩٧. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٤ (أيا صوفيا ٣٠٠٧). وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ٢٠٧. والكاشف ١ / ٢٩١. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٢٦٤٦. والمغني ١ / ت ٢٠٢٤. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٣١٨. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٢ ـ ٣. وشرح علل الترمذي ٥٢٠. ونهاية السئول ، الورقة ٩١. والكشف الحثيث ، الترجمة ٢٨٧. وتهذيب التهذيب ٣ / ١٩٩ ـ ٢٠١. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٩٤٢.

٣٥٥

جريج عن عطاء أن ابن عبّاس دخل على عائشة فقال : يا أم المؤمنين ، أرأيت الرجل يقل قيامه ويكثر رقاده ، وآخر يكثر قيامه ويقل رقاده أيهما أحب إليك؟ قالت سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كما سألتني فقال : «أحسنهما عقلا». فقلت يا رسول الله إنما أسألك عن عبادتهما؟ فقال : «يا عائشة ، إنما يسألان عن عقولهما ، فمن كان أعقل كان أفضل في الدّنيا والآخرة (١)».

أخبرنا البرقانيّ قال قرأت على أبي حفص بن الزّيّات حدّثكم أحمد بن الحسين الصّوفيّ قال سمعت الدوري يقول سمعت يحيى بن معين ـ وذكر داود بن المحبر ـ فأحسن عليه الثناء ، وذكره بخير وقال : ما زال معروفا بالحديث ، يكتب الحديث ، وترك الحديث ثم ذهب فصحب قوما من المعتزلة ، فأفسدوه ، وهو ثقة.

قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ أنه سمعه من أبي العبّاس الأصم ـ وذهب أصله له ـ ثم أخبرني العتيقي أخبرنا عثمان ابن محمّد المخرّميّ أخبرني الأصم أن العبّاس بن محمّد الدوري حدّثهم. قال سمعت يحيى بن معين يقول : حدّثنا داود بن المحبر ليس بكذاب. قال يحيى : وقد كتبت عن أبيه المحبر بن قحذم وكان داود ثقة ، ولكنه جفا الحديث ثم حدّث.

قلت : حال داود ظاهرة في كونه غير ثقة ، ولو لم يكن له غير وضعه كتاب العقل بأسره لكان دليلا كافيا على ما ذكرته.

وقد حدّثني محمّد بن عليّ الصوري قال سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول قال لنا أبو الحسن عليّ بن عمر : كتاب العقل وضعه أربعة ؛ أولهم ميسرة بن عبد ربه ، ثم سرقه منه داود بن المحبر ، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة ، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء ، فركبه بأسانيد أخر ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أخر. أو كما قال الدّارقطنيّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي عن داود بن المحبر فضحك وقال : شبه لا شيء كان يدرى ذاك أيش الحديث؟

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي أخبرني محمّد

__________________

(١) انظر الحديث في : اللئالئ المصنوعة ١ / ٦٧. وتنزيه الشريعة ١ / ١٧٦. والفوائد المجموعة ٤٧٧. وإتحاف السادة المتقين ١ / ٤٥٧ ، ٤٧٣. والموضوعات ١ / ١٧٦.

٣٥٦

ابن إبراهيم بن شعيب الغازي قال سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : داود ابن المحبر منكر الحديث ، شبه لا شيء ، لا يدري ما الحديث.

أخبرنا البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ. قال سئل أبو زرعة عن داود بن المحبر فقال : ضعيف الحديث.

وقال الفضل بن سهل الأعرج سئل عنه يحيى بن معين فقال : ليس له بخت.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن عليّ الكتاني حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي حدّثنا القاسم بن عيسى العصار حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال : داود بن المحبر كان يروى عن كل أحد ، فكان مضطرب الأمر.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمّد بن عدي البصري ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال سئل أبو داود عن داود بن المحبر فقال : هو ثقة شبه الضعيف. وبلغني عن يحيى فيه كلام أنه يوثقه.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سمعت أبا علي صالح بن محمّد البغداديّ يقول : داود بن المحبر يكذب ويضعف في الحديث.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ أخبرني أبو أحمد عليّ بن محمّد الحبيبي ـ بمرو ـ وقال سألت أبا علي صالح بن محمّد جزرة الحافظ عن داود بن المحبر فقال : ضعيف صاحب مناكير.

أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد قال حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي قال : داود بن المحبر ضعيف.

أخبرني الأزهري حدّثنا أبو الحسن الدّارقطنيّ. قال : داود بن المحبر متروك الحديث. قيل إن داود بن المحبر مات ببغداد في يوم الجمعة لثمان مضين من جمادى الأولى سنة ست ومائتين.

٣٥٧

٤٤٦٠ ـ داود بن منصور ، أبو سليمان :

نسائي الأصل بغدادي الدار. سمع الليث بن سعد ، وأيّوب بن خوط ، ومحمّد بن راشد المكحولي ، وإبراهيم بن طهمان ، وعبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، وجرير بن حازم ، ووهيب بن خالد ، وقيس بن الرّبيع ، وأبا معشر المدني. ولى قضاء المصيصة وانتقل عن بغداد إليها فسكنها ، وحصل حديثه عند أهلها. فروى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، وأبو حاتم الرّازيّ ، والهيثم بن خالد المصيصي.

وقال ابن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال : صدوق.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزوينيّ أخبرنا عليّ بن إبراهيم بن سلمة القطّان حدّثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي حدّثنا داود بن منصور النّسائيّ ـ قاضي المصيصة ـ حدّثنا جرير بن حازم عن قتادة قال سألت أنسا : كيف كان شعر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : كان شعره رجلا ليس بالسبط ، ولا الجعد ، بين أذنيه وعاتقه.

أخبرني عليّ بن أحمد الرّزّاز أخبرنا عليّ بن أحمد بن عليّ الورّاق المصيصي حدّثنا الهيثم بن خالد المصيصي حدّثنا داود بن منصور حدّثنا أيّوب بن خوط حدّثنا ابن الحارث ـ يعني نفيعا ـ عن زيد بن أرقم أن رجلا سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بم أتقى النار؟ قال : «بدموع عينيك ، فإن عينا بكت من خشية الله لا تأكلها النار (١)».

حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال : أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ أخبرنا أبو بكر الخلّال أخبرني محمّد بن عليّ حدّثنا مهني قال : سألت أحمد عن داود بن منصور أبي سليمان النّسائيّ فقال : جد أبي نصر المار؟ قلت : نعم كان قاضي المصيصة ، قال : أعرفه ، قلت : كيف هو؟ قال : لا أدري ، وكرهه.

__________________

٤٤٦٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٧٨٨ (٨ / ٤٥٣). وضعفاء العقيلي ، الورقة ٦٥. والجرح والتعديل ٣ / ت ١٩٣٧. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٢٢ ـ ١٢٣. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٨ (أيا صوفيا ٣٠٧). وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ٢٠٨. والكاشف ١ / ٢٩٢. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٢٦٥٠. والمغني ١ / ت ٢٠٢٧. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٣٤٠. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣. ونهاية السئول ، الورقة ٩١. وتهذيب ابن حجر ٣ / ٢٠٢. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٩٤٦.

) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٣٣٥. والترغيب والترهيب ٤ / ٢٣٠. كنز العمال ٤٣١٥٨.

٣٥٨

٤٤٦١ ـ داود بن مهران ، أبو سليمان الدّبّاغ :

سمع داود بن عبد الرّحمن العطّار ، ومحمّد بن الحجّاج اللّخميّ ، وعبد العزيز بن أبي رواد ، وسفيان بن عيينة ، وداود بن الزبرقان ، ومعاذ بن هشام. روى عنه محمّد ابن عبد الرّحيم صاعقة ، وإبراهيم بن راشد الأدميّ ، وعبّاس الدوري ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، وعيسى بن عبد الله الطيالسي ، وغيرهم.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصلت الأهوازيّ حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ حدّثنا أبو بكر بن زنجويه حدّثنا داود بن مهران حدّثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن يحيى بن أبي كثير قال حدّثني أبو سلمة أن عائشة حدّثته : أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلى ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر أخبرنا الوليد بن بكر حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حدّثني أبي. قال : داود بن مهران الدّبّاغ ثقة سكن بغداد.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا أحمد بن عليّ الخزّاز المقرئ حدّثنا داود بن مهران الدّبّاغ ـ الشيخ الصّالح ـ حدّثنا سفيان بن عيينة بحديث ذكره.

أخبرني الأزهري حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي. قال : داود بن مهران الدّبّاغ كان شيخا صدوقا ثقة.

قرأت على البرقانيّ عن أبي إسحاق المزكي أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال حدّثني أبو يحيى ـ يعني محمّد بن عبد الرّحيم ـ قال حدّثني داود بن مهران الدّبّاغ وكان ثقة ثقة بغداديا.

وقال السّرّاج سمعت الحسين بن أبي زيد يقول : مات داود بن مهران الدّبّاغ ـ يكنى أبا سليمان ـ سنة سبع عشرة ومائتين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا حنبل بن إسحاق. قال : ومات داود الدّبّاغ سنة سبع عشرة ومائتين في شوال.

__________________

٤٤٦١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٦.

٣٥٩

٤٤٦٢ ـ داود بن عمرو بن زهير ، أبو سليمان الضّبّيّ :

سمع عبد الله بن عمر العمريّ. ونافع بن عمر الجمحي ، وداود بن عبد الرحمن ، وجويرية بن أسماء ، وحمّاد بن زيد وحسان بن إبراهيم ، وأبا الأحوص سلّام بن سليم ، وشريك بن عبد الله ، ومنصور بن أبي الأسود ، وعبد الله بن المبارك ، وسفيان ابن عيينة. سمع منه يحيى بن معين ، وروى عنه أحمد بن حنبل ، وحجاج بن يوسف الشّاعر ، وأبو يحيى محمّد بن عبد الرّحيم ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وعبّاس الدوري ، وأحمد بن أبي خيثمة وجعفر الصائغ ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وموسى بن هارون ، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ ، وعبد الله بن ناجية ، وأبو القاسم البغويّ.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عليّ الإياديّ قال قرئ على أبي القاسم عيسى بن عليّ ابن عيسى بن داود الجرّاح وأنا أسمع ـ قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغويّ. وأخبرني الأزهري قال حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن معروف حدّثنا الحسين بن فهم حدّثنا محمّد بن سعد قالا : داود بن عمرو بن زهير ابن عمرو بن جميل بن الأعرج بن عاصم بن ربيعة بن مسعود بن كوز بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ، اتفق ابن سعد والبغويّ على أن نسبا داود هذا النسب ، وقال غيرهما : إنما هو ابن زهير بن عمرو بن حميل ـ بالحاء المهملة المضمومة وبعدها الميم المفتوحة ـ بن حسّان ابن الأعرج ، فالله أعلم.

حدّثت عن دعلج بن أحمد قال حدّثنا موسى بن هارون حدّثنا أبو الحسن بن العطّار ـ شيخ لنا ثقة ـ أنه رأى أحمد بن حنبل يأخذ لداود بن عمرو بالركاب.

__________________

٤٤٦٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٣٧. وتهذيب الكمال ١٧٧٧ (٨ / ٤٢٥). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٩. وعلل أحمد ١ / ١٣٤. والتاريخ الكبير ٣ / ت ٨٠١. والكنى لمسلم ، الورقة ٤٥. والجرح والتعديل ٣ / ت ١٩١٨. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٢٢. ووفيات ابن زبر ، الورقة ٧١. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٤٧. والسابق واللاحق ٦٠. والجمع ١ / ١٣٢. وطبقات الحنابلة ١ / ١٥٥. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٣٣٠. والمعلم ، لابن خلفون ، الورقة ٨٠. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٩٧ (أيا صوفيا ٣٠٠٧). وسير النبلاء ١١ / ١٣٠ ـ ١٣٣. وتذكرة الحفاظ ٤٥٧. والعبر ١ / ٤٠٢. والكاشف ١ / ٢٩٠. وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ٢٠٧. وميزان الاعتدال ١ / ت ١٦٣٦. والمغني ١ / ت ٢٠١٦. ديوان الضعفاء ، ترجمة ١٣٣٤. ومن تكلم فيه وهو موثق ، الورقة ١٢. وإكمال مغلطاي ٢ / ورقة ٢. ونهاية السئول ٩٠. وتهذيب ابن حجر ٣ / ١٩٥. وطبقات الحفاظ ١٩٩ ـ ٢٠٠. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٩٣٥. وشذرات الذهب ٢ / ٦٤.

٣٦٠