تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٦

قال سليمان : لم يروه عن أيّوب عن محمّد بن عبد الرّحمن إلّا عبد الوارث ، وعبد الوهّاب الثقفي ، ومعمر بن راشد. ورواه جماعة عن أيّوب عن محمّد عن أبي بكرة ، ولم يذكروا عبد الرّحمن.

٤٣٤٩ ـ حاتم بن حميد ، أبو عدي :

حدّث عن يوسف بن موسى القطّان. روى عنه الطبراني أيضا.

أنبأنا ابن شهريار ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا حاتم بن حميد أبو عدي البغداديّ ، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان ، حدّثنا عاصم بن يوسف اليربوعي ، حدّثنا سعير بن الخمس عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقطعة من ذهب كانت أول صدقة جاءته من معدن. فقال : «ما هذه؟» فقالوا : صدقة من معدن لنا. فقال : «إنها ستكون معادن ، وسيكون فيها شر خلق الله (١). قال سليمان : لم يروه عن سعير إلا عاصم.

٤٣٥٠ ـ حاتم بن الحسن بن الفتح بن هاشم بن حازم بن رزق ، أبو سعيد الشّاشيّ :

قدم بغداد حاجّا في سنة ثلاث وثلاثمائة ، وحدّث بها عن عليّ بن خشرم ، وعن جده الفتح بن هاشم ، وإسحاق بن منصور الكوسج ، وسليمان بن معبد السبنجي ، وأبي الدرداء عبد العزيز بن منيب ، وغيرهم. روى عنه أبو بكر الشّافعيّ ، وعبد العزيز ابن محمّد بن الواثق الهاشميّ ، وعليّ بن عمر السّكّري ، وما علمت من حاله إلّا خيرا.

أخبرني محمّد بن عليّ بن محمّد الإياديّ ، أنبأنا عليّ بن عمر الحضرمي ، حدّثنا أبو سعيد حاتم بن الحسن الشاشي ، حدّثنا أبو داود السنجي ، حدّثنا يعقوب بن محمّد الزّهريّ ، حدّثنا عبد الله بن عصمة النصيبي ، حدّثنا بشر بن حكيم عن سالم ابن كثير عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من حضره الموت فوضع وصيته على كتاب الله ، كان ذلك كفارة لما ضيع من زكاته في حياته».

__________________

(١) ٤٣٤٩ ـ انظر الحديث في : المعجم الكبير ١٩ / ٣٣. والموضوعات ٣ / ٢٢١. وتنزيه الشريعة ٢ / ٣٦٥. وكنز العمال ٥٤ ، ٤٦.

٢٤١

ذكر من اسمه حبيب

٤٣٥١ ـ حبيب بن صهبان ، أبو مالك الأسديّ الكوفيّ :

سمع عمّار بن ياسر. روى عنه أبو حصين عثمان بن عاصم ، وسليمان الأعمش ، وغيرهما. وكان ممن شهد فتح المدائن.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الرّبيع اللّخميّ ، حدّثني جدي ، حدّثنا إبراهيم ابن إسماعيل بن البصير ، حدّثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن حبيب بن صهبان قال : شهدت القادسيّة ، قال : فانهزموا حتى أتوا المدائن ، قال : وتبعناهم ، قال : فانتهينا إلى دجلة وقد قطعوا الجسور ، وذهبوا بالسفن ، فانتهينا إليها وهي تطفح ، فأقحم رجل منا فرسه وقرأ : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً) [آل عمران ١٤٥] قال : فعبر ، ثم تبعه الناس أجمعون فعبروا ، فما فقدموا عقالا ، ما خلا رجلا منهم انقطع قدح كان معلقا بسرجه ، فرأيته يدور في الماء ، قال : فلما رأونا انهزموا من غير قتال قال : فبلغ سهم الرجل منا ثلاثة عشر دابة ، وأصابوا من الجامات الذهب والفضة ، قال : فكان الرجل منا يعرض الصحفة من الذهب يبدلها بصحفة من فضة يعجبه بياضها ، فيقول : من يأخذ صفراء ببيضاء؟!.

٤٣٥٢ ـ حبيب بن أوس ، أبو تمّام الطّائيّ الشّاعر :

شامي الأصل كان بمصر في حداثته يسقي الماء في المسجد الجامع ، ثم جالس الأدباء فأخذ عنهم ، وتعلم منهم ، وكان فطنا فهما ، وكان يحب الشعر ، فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر فأجاد ، وشاع ذكره وسار شعره ، وبلغ المعتصم خبره ، فحمله إليه وهو بسر من رأى ، فعمل أبو تمام فيه قصائد عدة ، وأجازه المعتصم ، وقدمه على شعراء وقته ، وقدم إلى بغداد فجالس بها الأدباء ، وعاشر العلماء ، وكان موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق ، وكرم النفس ، وقد روى عنه أحمد بن أبي طاهر وغيره أخبارا مسندة.

__________________

٤٣٥٢ ـ انظر : وفيات الأعيان ١ / ١٢١. ومعاهد التنصيص ١ / ٣٨. وخزانة البغدادي ١ / ١٧٢ ، ٤٦٤. وشذرات الذهب ٢ / ٧٢. ودائرة المعارف الإسلامية ١ / ٣٢٠. والأعلام ٢ / ١٦٥.

٢٤٢

وهو : حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى بن مزينا بن سهم ابن ملحان بن مروان بن دفافة بن مر بن سعد بن كاهل بن عمرو بن عدي بن عمرو ابن الحارث بن طيء ـ واسمه جلهم ـ بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد ابن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

أنبأنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن أبي سعيد البزّاز ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر قال : حدّثني حبيب بن أوس أبو تمام الطائي قال : حدّثني أبو عبد الرّحمن الأموي. قال : ذكر الكلام في مجلس سليمان بن عبد الملك فذمه أهل المجلس ، فقال سليمان : كلا ، إن من تكلم فأحسن ، قدر على أن يسكت فيحسن ، وليس كل من سكت فأحسن ، قدر على أن يتكلم فيحسن. قال حبيب : وتذوكر الكلام في مجلس سعيد بن عبد العزيز التّنوخيّ وحسنه ، والصمت : ونبله ، فقال : ليس النّجم كالقمر ، إنك إنما تمدح السكوت بالكلام ، ولن تمدح الكلام بالسكوت ، وما نبأ عن شيء فهو أكبر منه.

أخبرني عليّ بن أيّوب القمي ، أنبأنا أبو عبيد الله المرزبانيّ. أخبرني محمّد بن يحيى الصولي قال : قال قوم : إن أبا تمام هو حبيب بن بدوس النصراني ، فغير فصيّر أوسا.

أنبأنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أنبأنا المعافى بن زكريّا الجريري ، حدّثنا محمّد بن محمود الخزاعيّ ، حدّثنا عليّ بن الجهم قال : كان الشعراء يجتمعون كل جمعة في القبة المعروفة بهم من جامع المدينة ، فيتناشدون الشعر ، ويعرض كل واحد منهم على أصحابه ما أحدث من القول بعد مفارقتهم في الجمعة التي قبلها ، فبينا أنا في جمعة من تلك الجمع ، ودعبل وأبو الشيص ، وابن أبي فنن ، والناس يستمعون إنشاد بعضنا بعضا ، أبصرت شابّا في أخريات الناس ، جالسا في زي الأعراب وهيئتهم ، فلما قطعنا الإنشاد قال لنا : قد سمعت إنشادكم منذ اليوم ، فاسمعوا إنشادي. قلنا : هات ، فانشدنا :

فحواك دلّ على نجواك يا مذل

حتام لا يتقضى قولك الخطل

فإن أسمج من يشكو إليه هوى

من كان أحسن شيء عنده العذل

ما أقبلت أوجه اللذات سافرة

مذ أدبرت باللوى أيامنا الأول

إن شئت أن لا ترى صبر القطين بها (١)

فانظر على أي حال أصبح الطلل

__________________

(١) في الديوان : «إن شئت أن لا ترى صبر المصطبر».

٢٤٣

كأنما جاد مغناه فغيره

دموعنا يوم بانوا ، وهي تنهمل

ولو ترانا وإياهم وموقفنا

في موقف البين لاستهلالنا زجل

من حرقة أطلقتها فرقة أسرت

قلبا ، ومن عذل في نحره عذل

وقد طوى الشوق في أحشائنا بقر

عين طوتهن في أحشائها الكلل

ثم مر فيها حتى انتهى إلى قوله في مدح المعتصم :

تغاير الشعر فيه إذ سهرت له

حتى ظننت قوافيه ستقتتل

قال : فعقد أبو الشيص عند هذا البيت خنصره ، ثم مر فيها إلى آخرها.

فقلنا : زدنا ، فأنشدنا :

دمن ألمّ بها فقال سلام

كم حل عقدة صبره الإلمام

ثم أنشدها إلى آخرها ، وهو يمدح فيها المأمون ، واستزدناه فأنشدنا قصيدته التي أولها:

قدك اتئد أربيت في الغلواء

كم تعذلون وأنتم سجرائي؟

حتى انتهى إلى آخرها ، فقلنا له : لمن هذا الشعر؟ فقال : لمن أنشدكموه ، قلنا : ومن تكون؟ قال : أنا أبو تمام حبيب بن أوس الطائي ، فقال له أبو الشيص : تزعم أن هذا الشعر لك ، وتقول :

تغاير الشعر فيه إذ سهرت له

حتى ظننت قوافيه ستقتتل؟

قال : نعم! لأني سهرت في مدح ملك ، ولم أسهر في مدح سوقة ، فعرفناه حتى صار معنا في موضعنا ، ولم نزل نتهاداه بيننا ، وجعلناه كأحدنا ، واشتد إعجابنا به لدماثته ، وظرفه وكرمه. وحسن طبعه ، وجودة شعره ، وكان ذلك اليوم أول يوم عرفناه فيه ، ثم ترقت حاله حتى كان من أمره ما كان.

أخبرني عليّ بن أيّوب القمي ، أنبأنا محمّد بن عمران الكاتب ، أخبرني الصولي ، حدّثني الحسين بن إسحاق قال : قلت للبحتري : الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمام؟ فقال : والله ما ينفعني هذا القول ولا يضير أبا تمام ، والله ما أكلت الخبز إلّا به ، ولوددت أن الأمر كما قالوا ، ولكني والله تابع له ، لائذ به ، آخذ منه ، نسيمي يركد عند هوائه ، وأرضي تنخفض عند سمائه.

٢٤٤

وأخبرني عليّ بن أيّوب ، أنبأنا محمّد بن عمران ، أخبرني محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثني أبو العبّاس عبد الله بن المعتز قال : حدّث إبراهيم بن المدبر ـ ورأيته يستجيد شعر أبي تمام ولا يوفيه حقه ـ بحديث حدّثنيه أبو عمرو بن أبي الحسن الطوسي وجعلته مثلا له ، ـ قال : بعثني أبي إلى ابن الأعرابي لأقرأ عليه أشعارا ، وكنت معجبا بشعر أبي تمام فقرأت عليه من أشعار هذيل ، ثم قرأت عليه أرجوزة أبي تمام على أنها لبعض شعراء هذيل :

وعاذل عذلته في عذله

فظن أني جاهل لجهله

حتى أتممتها فقال : اكتب لي هذه فكتبتها له ثم قلت : أحسنة هي؟ قال ما سمعت بأحسن منها ، قلت : إنها لأبي تمام ، قال : خرق خرق. قال ابن المعتز : وهذا الفعل من العلماء مفرط القبح ، لأنه يجب أن لا يدفع إحسان محسن ، عدوا كان أو صديقا ، وأن تؤخذ الفائدة من الرفيع والوضيع ، فإنه يروى عن عليّ بن أبي طالب أنه قال : الحكمة ضالة المؤمن ، فخذ ضالتك ولو من أهل الشرك. ويروى عن بزرجمهر أنه قال : أخذت من كل شيء أحسن ما فيه ، حتى انتهيت إلى الكلب ، والهرة ، والخنزير ، والغراب ، فقيل له : وما أخذت من الكلب؟ قال : ألفه لأهله ، وذبه عن حريمه. قيل فمن الغراب؟ قال شدة حذره ، قيل : فمن الخنزير؟ قال بكوره في إرادته ، قيل فمن الهرة؟ قال حسن رفقها عند المسألة ، ولين صياحها.

أنبأنا أبو عليّ محمّد بن الحسين بن محمّد الجازري حدّثنا المعافى بن زكريّا حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي حدّثنا محمّد بن موسى بن حمّاد قال سمعت عليّ بن الجهم ـ وقد ذكر دعبلا فكفره ولعنه ـ وقال : كان قد أغرى بالطعن على أبي تمام وهو خير منه ، دينا وشعرا ، فقال له رجل : لو كان أبو تمام أخاك ما زاد على كثرة وصفك له ، فقال : إلا يكن أخا بالنسب ، فإنه أخ بالأدب ، والدين ، والمروءة ، أوما سمعت قوله في طيء :

إن يكد مطرف الإخاء فإننا

نغدو ونسرى في إخاء تالد

أو يختلف ماء الوصال فماؤنا

عذب تحدر من غمام واحد

أو يفترق نسب ، يؤلف بيننا

أدب أقمناه مقام الوالد

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد أنبأنا محمّد بن عبد الرّحيم المازني حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثني أبو عليّ محرز. قال : اعتل أبو عليّ الحسن

٢٤٥

ابن وهب من حمى نافض ، وصالب ، وطاولته ، فكتب إليه أبو تمام حبيب بن أوس الطائي:

يا حليف الندى ويا توأم الجود

ويا خير من حبوت القريضا

ليت حماك في وكان لك الأجر

فلا تشتكي وكنت المريضا

أخبرني أبو القاسم الأزهري أنبأنا أحمد بن إبراهيم حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، قال : سنة ثمان وعشرين ، فيها مات أبو تمام الطائي.

وأخبرني الأزهري حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ حدّثنا أبو عليّ الكواكبي حدّثنا أبو سليمان النابلسي إدريس بن يزيد. قال : قال لي تمام بن أبي تمام الطائي : ولد أبي سنة ثمان وثمانين ومائة ، ومات في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

أخبرني عليّ بن أيّوب أنبأنا محمّد بن عمران الكاتب أخبرني الصولي حدّثني محمّد بن موسى. قال : عنى الحسن بن وهب بأبي تمام ، فولاه بريد الموصل ، فأقام بها أقل من سنتين ، ومات في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، ودفن بالموصل.

قال الصولي : وحدّثني عون بن محمّد الكندي قال سمعت أبا تمام يقول : مولدي سنة تسعين ومائة. قال وأخبرني مخلد الموصليّ أن أبا تمام مات بالموصل في المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

وقال الصولي قال علي بن الجهم يرثي أبا تمام :

غاضت بدائع فطنة الأوهام

وغدت عليها نكبة الأيام

وغدا القريض ضئيل شخص باكيا

يشكو رزيته إلى الأقلام

وتأوهت غرر القوافي بعده

ورمى الزمان صحيحها بسقام

أودى مثقفها ورائد صعبها

وغدير روضتها أبو تمام

أنبأنا عليّ بن أبي علي المعدّل حدّثنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزبانيّ أخبرني محمّد بن يحيى حدّثني محمّد بن موسى قال : قال الحسن بن وهب يرثي أبا تمام الطائي :

فجع القريض بخاتم الشعراء

وغدير روضتها حبيب الطائي

ماتا معا فتجاورا في حفرة

وكذاك كانا قبل في الأحياء

٢٤٦

قال محمّد بن يحيى : ولمحمّد بن عبد الملك الزّيّات يرثيه وهو حينئذ وزير :

نبأ أتى من أعظم الأنباء

لما ألم مقلقل الأحشاء

قالوا حبيب قد ثوى فأجبتهم

ناشدتكم لا تجعلوه الطائي

٤٣٥٣ ـ حبيب بن خلف ، أبو محمّد ، يعرف بصاحب البخاريّ :

حدّث عن شيبان بن فروخ الأبلي ، وأبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي. روى عنه محمّد بن مخلد الدوري.

أنبأنا محمّد بن عبد الواحد حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع. قال : وأبو محمّد حبيب البخاريّ أحد الصّالحين ، كتب الناس عنه ، كان عنده كتاب أبي ثور في الفقه. مات لأربع عشرة خلت من شهر رمضان سنة أربع وثمانين ـ يعنى ومائتين ـ.

٤٣٥٤ ـ حبيب بن نصر بن زياد ، أبو أحمد المهلّبيّ :

حدّث عن محمّد بن مهاجر المعروف بأخي حنيف ، وعن محمّد بن عمر بن أبي مذعور ، ونحوهما. روى عنه أبو الفرج الأصبهانيّ ، وعبد الله بن موسى بن إسحاق ابن حمزة الهاشميّ ، وغيرهما.

أنبأنا عليّ بن أبي علي عبد الله بن موسى أبو العبّاس الهاشميّ حدّثنا حبيب بن نصر بن زياد المهلّبي حدّثنا محمّد بن مهاجر حدّثنا حليس بن محمّد الكلابي أنبأنا سفيان الثوري عن منصور ـ أو مغيرة ـ عن إبراهيم عن أبي وائل عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سطع نور في الجنة فقيل ما هذا؟ قال هذا ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها!»(١).

حدّثني عبد العزيز بن عليّ الورّاق حدّثنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الكوفيّ حدّثنا أبو أحمد حبيب بن نصر بن زياد المهلّبي ـ ببغداد ـ سنة سبع وثلاثمائة.

٤٣٥٥ ـ حبيب بن الحسن بن داود بن محمّد بن عبيد الله ، أبو القاسم القزاز :

سمع أبا مسلم الكجي ، وعمر بن حفص الدوسي ، ومحمّد بن يحيى المروزي ،

__________________

٤٣٥٤ ـ انظر الحديث في : حلية الأولياء ٦ / ٣٧٤.

٤٣٥٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٠٢.

٢٤٧

وموسى بن إسحاق الأنصاريّ ، والحسن بن علوية القطّان ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ومحمّد بن الليث الجوهريّ ، وخلف بن عمرو العكبري ، وأبا شعيب الحراني ، وأحمد بن يحيى الحلواني ، والحسن بن عليّ بن الوليد الفارسيّ. روى عنه أبو الحسن الدّارقطنيّ ، وأبو حفص بن شاهين. وحدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، والحسين بن الحسن المخزوميّ ، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ ، وعليّ بن المظفر الأصبهانيّ ، والحسن بن عبيد الله الهماني ، وعبد الرّحمن بن عبيد الله الحربيّ ، وأبو نعيم الحافظ ، وغيرهم.

سألت أبا بكر البرقانيّ عن حبيب القزاز فقال : ضعيف ، فراجعته في أمره فقال : ضعيف.

قلت : وحبيب عندنا من الثقات ، وكان يؤثر عنه الصلاح ، ولا أدرى من أى جهة ألحق البرقانيّ به الضعف.

وقد سألت أبا نعيم عنه فقال : ثقة.

قال محمّد بن أبي الفوارس : توفي حبيب بن الحسن القزاز يوم الأحد في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ، وكان ثقة مستورا حسن المذهب.

حدّثني الأزهري عن محمّد بن العبّاس بن الفرات. قال : كان حبيب القزاز ثقة مستورا ، دفن في الشونيزية ، وذكر أن قوما من الرافضة أخرجوه من قبره ليلا وسلبوه كفنه إلى أن أعاد له ابنه كفنا ، وأعاد دفنه.

ذكر من اسمه حبّان

٤٣٥٦ ـ حبّان بن الحارث ، أبو عقيل الكوفيّ :

شهد مع عليّ بن أبي طالب حرب الخوارج بالنهروان. روى عنه شبيب بن غرقدة.

أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا محمّد بن سليمان بن فارس حدّثنا البخاريّ حدّثنا محمّد بن سعيد عن شريك عن شبيب عن حبّان : أهللنا مع علي فسار بنا إلى النهروان.

٢٤٨

قال البخاريّ حدّثنا ابن شريك حدّثنا أبي حدّثني شبيب عن أبي عقيل حبّان بن الحارث ـ أراه من بارق نحوه ـ

٤٣٥٧ ـ حبّان بن عليّ ، أبو عليّ ـ وقيل : أبو عبد الله ـ العنزيّ الكوفيّ ، أخو مندل :

حدّث عن سليمان الأعمش ، وسهيل بن أبي صالح ، وعبد الملك بن عمير ، وأبي سعد البغال ، وليث بن أبي سليم ، ومحمّد بن عجلان. روى عنه محمّد بن الصلت الأسديّ وحجين بن المثنّى ، ومحمّد بن الصباح الدولابي ، وخلف بن هشام المقرئ ، وكان المهديّ أقدم حبّان بن علي إلى بغداد.

كذلك أخبرني الأزهري حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن فهم أنبأنا محمّد بن سعد قال : حبّان بن عليّ العنزي يكنى أبا علي ، وهو أسن من أخيه مندل ، وكان المهديّ قد أحب أن يراهما ، فكتب إلى الكوفة في إشخاصهما إليه ، فلما دخلا عليه سلما فقال : أيكما مندل؟ فقال مندل : هذا حبّان يا أمير المؤمنين. وتوفي حبّان بالكوفة سنة إحدى وسبعين ، وكان حبّان ضعيفا.

قلت : وكان حبّان صالحا دينا.

كما أخبرني الحسين بن عليّ الصيمري حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني حدّثنا أحمد بن زهير أنبأنا سليمان بن أبي شيخ حدّثنا حجر بن عبد الجبّار. قال : ما رأيت فقيها بالكوفة أفضل من حبّان بن عليّ.

أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعنى يحيى بن معين ـ عن مندل بن عليّ فقال : ليس به بأس. قلت : فأخوه حبّان؟ فقال : صدوق. قلت : أيهما أعجب إليك؟ قال كلاهما وتمرا. كأنه يضعفهما.

أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر أنبأنا محمّد بن العبّاس أنبأنا أحمد بن سعيد السوسي حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مندل بن عليّ ، وحبّان بن عليّ ، حبّان بن عليّ أمثلهما.

أنبأنا عليّ بن طلحة المقرئ أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن يزيد الغازي أنبأنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : قال يحيى بن معين : حبّان بن عليّ ، ومندل بن عليّ ، صدوقان.

٢٤٩

أخبرني الصّيمريّ حدّثني عليّ بن الحسن الرّازيّ حدّثنا محمّد بن الحسين حدّثنا أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين يقول : حبّان بن عليّ ليس حديثه بشيء.

أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني. قال : وسألت أبي عن حبّان بن عليّ فضعفه ، قال أبي : وحبّان بن عليّ لا أكتب حديثه.

أنبأنا ابن الفضل القطّان أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي أخبرني محمّد بن إبراهيم ابن يزيد الغازي قال سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : حبّان بن عليّ أخو مندل العنزي أبو عليّ الكوفيّ ليس عندهم بالقوى.

أنبأنا أحمد بن أبي جعفر. أنبأنا محمّد بن عدي البصريّ في كتابه حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري [سمعت] (١) ابن الأشعث يقول : لا أحدّث عن حبّان بن عليّ. قال : سمعت أبا داود وسألت يحيى بن معين عن حبّان فقال : لا هو ولا أخوه.

أنبأنا البرقانيّ أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد أنبأنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي قال : حبّان بن عليّ ضعيف كوفي.

وأنبأنا البرقانيّ قال : (٢) سألت أبا الحسن الدّارقطنيّ عن حبّان بن عليّ وأخيه مندل فقال : متروكان.

وقال مرة أخرى : ضعيفان ، ويخرج حديثهما.

أنبأنا أبو الفرج الطّناجيريّ أنبأنا محمّد بن زيد بن عليّ بن مروان الكوفيّ أنبأنا محمّد بن محمّد بن عقبة الشّيباني حدّثنا هارون بن حاتم قال سألت محمّد بن فضيل فقلت : يا أبا عبد الرّحمن ، متى ولدت؟ قال : أنا وحبّان بن عليّ سنة إحدى عشرة ، قلت : فمندل؟ قال مندل أكبر منا بدهر؟

أنبأنا أبو سعيد بن حسنويه أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ حدّثنا خليفة بن خياط.

وأنبأنا أبو حازم محمّد بن الحسين بن محمّد الفراء أنبأنا الحسين بن عليّ بن أبي

__________________

(١) ٤٣٥٧ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) الى هنا ينتهى الحزم الذي في النسخة الصميصاطية الذي سبق وأشرنا اليه.

٢٥٠

أسامة الحلبيّ حدّثنا القاضي أبو عمران بن الأشيب حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا حدّثنا محمّد بن سعد. قالا : حبّان بن عليّ العنزي من أنفسهم ، يكنى أبا علي مات سنة إحدى وسبعين ومائة.

أنبأنا ابن الفضل أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي حدّثنا محمّد بن عبد الله ابن سليمان الحضرمي. قال : مات حبّان بن عليّ العنزي سنة إحدى وسبعين ومائة.

أخبرني الحسن بن أبي بكر أنبأنا محمّد بن إبراهيم الجوري ـ في كتابه ـ أنبأنا أحمد بن حمدان بن الحضرمي حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ حدّثنا أبو حسّان الزيادي. قال : سنة اثنتين وسبعين ومائة فيها مات حبّان بن عليّ العنزي.

٤٣٥٨ ـ حبّان بن عمّار بن الحكم بن عمّار بن واقد ، أبو أحمد :

وهو والد الحسين بن حبّان صاحب يحيى بن معين ، حدّث عن عبّاد بن عبّاد المهلّبي ، ويحيى بن كثير البصريّين. روى عنه عليّ بن الحسن بن عبدويه الخراز ، وعليّ ابن عبد الله بن المبارك الصنعاني.

أنبأنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل أنبأنا عليّ بن محمّد بن أحمد المصري حدّثنا عليّ بن عبد الله بن المبارك حدّثنا حبّان بن عمّار حدّثنا يحيى بن كثير حدّثنا أيّوب عن نافع عن ابن عمر. قال : اجتمع المهاجرون والأنصار على أن خير هذه الأمة بعد نبيها ، أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، هيه الآن؟!.

أخبرني الأزهري حدّثنا محمّد بن المظفر حدّثنا أحمد بن سعيد بن يزيد الحديثي حدّثنا عليّ بن المبارك ـ يعنى الصنعاني ـ حدّثنا حبّان بن عمّار ـ ثقة مأمون ـ حدّثنا يحيى بن كثير بإسناده نحوه.

وأنبأنا الأزهري أخبرني عليّ بن عمر الحافظ حدّثنا أبو بكر بن مجاهد المقرئ حدّثنا عليّ بن الحسن بن عبدويه حدّثنا أبو أحمد حبّان أبو الحسين بن حبّان حدّثنا عبّاد بن عبّاد عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يطيل المكتوبة ويقول : هي رأس المال.

قرأت في كتاب محمّد بن حميد المخرّميّ. قال لنا أبو الحسن ـ يعني عليّ بن الحسين بن حبّان ـ سمعت بعض أهلنا ـ عمي أو غيره ـ يقول : جاء أبو أحمد

٢٥١

حبّان بن عمّار إلى إبراهيم بن سعد ليكتب عنه ، قال فرأيته يبزق في المسجد ، فخرجت ولم أكتب عنه.

ذكر من اسمه حسّان

٤٣٥٩ ـ حسّان بن سنان بن أوفي بن عوف ، أبو العلاء التّنوخيّ الأنباريّ :

وهو جد إسحاق بن البهلول ، سمع أنس بن مالك. روى عنه ابن ابنه إسحاق.

أنبأنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار أنبأنا أحمد بن إسحاق بن محمّد بن الفضل الزّيّات حدّثنا بهلول بن إسحاق بن بهلول الخطيب ـ بالأنبار ـ حدّثني أبي حدّثني جدي حسّان بن سنان بن أوفي قال : خرجت متظلما إلى واسط ، فرأيت أنس ابن مالك في ديوان الحجّاج وسمعته يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مر بالمعروف ، وانه عن المنكر ما استطعت»(١).

قال أحمد بن إسحاق قال لنا بهلول بن إسحاق عمّر حسّان مائة وعشرين سنة.

أنبأنا عليّ بن أبي علي المعدّل حدّثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التّنوخيّ ـ إملاء من حفظه ـ حدّثنا أبي أبو بكر يوسف بن يعقوب وعم أبي القاضي أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول قال : القاضي حدّثني أبي ، وقال أبي حدّثني جدي ـ يعنيان إسحاق بن البهلول ـ قال : سمعت جدي حسّان بن سنان يقول : قدمت إلى واسط متظلما من عاملنا بالأنبار فرأيت أنس بن مالك في ديوان الحجّاج بن يوسف ، وسمعته يقول : «مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر» (٢).

قال إسحاق بن البهلول : قد دخلت في الدعوة التي دعا بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله : «طوبى لمن رآني ، ومن رأى من رآني ، ومن رأى من رأى من رآني» (٣).

__________________

٤٣٥٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٤٩.

) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ١٧٣. وصحيح ابن حبان ٤٧٢. وإتحاف السادة المتقين ٧ / ٦.

(٢) انظر التخريج السابق.

) انظر الحديث في : مسند احمد ٣ / ٧١ ، ٥ / ٢٤٨ ، ٢٥٧. والمعجم الكبير ٨ / ٣١١. ومجمع الزوائد ١٠ / ٢٠ ، ٦٧. وكشف الخفا ٢ / ٦٢.

٢٥٢

قال أبو الحسن بن الأزرق : هذا الحديث مستفيض في أهلنا ، رواه أبو سعد داود ابن الهيثم بن إسحاق بن البهلول عن جدنا إسحاق عن حسّان بن سنان ، فرفعه عن أنس إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبلغ ذلك أبي ـ وأنا حاضر أسمع ـ فقال أبي : أبو سعد أعلم بما قال. وبلغ القاضي أبا جعفر عمي هذا عنه فقال مثل هذا : هو أعلم بما قال.

قلت : وقد رواه أبو غانم محمّد بن يوسف الأزرق عن أبيه فرفعه.

أنبأناه عليّ بن أبي علي حدّثني أبو غانم محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق ابن البهلول حدّثنا أبي حدّثنا جدي إسحاق حدّثني جدي حسّان. قال : خرجت في وفد من أهل الأنبار إلى الحجّاج إلى واسط نتظلم إليه من عامله علينا [ابن] (٤) الرفيل ، فدخلت ديوانه ، فرأيت شيخا والناس حوله يكتبون عنه ، فسألت عنه فقيل لي أنس بن مالك ، فوقفت عليه فقال لي : من أين أنت؟ فقلت من الأنبار جئنا إلى الأمير نتظلم إليه ، فقال بارك الله فيك ، فقلت حدثني بشيء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يا خادم رسول الله. فقال : سمعته صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «مر بالمعروف وانه عن المنكر ما استطعت» وأعجلني أصحابي فلم أسمع منه غير هذا الحديث. قال أبو غانم قال أبي كان جدي إسحاق يقول : أرجو أن أكون ممن سبقت فيه دعوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله : «طوبى لمن رآني ، ولمن رأى من رآني ، ولمن رأى من رأى من رآني».

قال أبو غانم : كان من بركة دعاء أنس لحسان أنه عاش مائة وعشرين سنة ، وخرج من أولاده جماعة فقهاء ، وقضاة ورؤساء ، وصلحاء وكتاب ، وزهاد. وولد حسّان سنة ستين للهجرة ووفاته في سنة ثمانين ومائة.

قلت : وهكذا روى حديث أنس مرفوعا أبو طالب محمّد بن أحمد بن إسحاق ابن البهلول عن أبيه ، وتابعه ابناه علي وجعفر. أنبأنا محمّد عن جدهما أحمد بن إسحاق ، فاتفقوا ثلاثتهم على رفعه.

حدّثني عليّ بن المحسن القاضي عن أحمد بن يوسف الأزرق عن مشايخ أهله قال : كان جدنا حسّان بن سنان يكنى أبا العلاء ، وولد بالأنبار في سنة ستين من الهجرة على النصرانية ، وكانت دينه ودين آبائه ، ثم أسلم وحسن إسلامه ، وكانت له حين أسلم ابنة بالغ ، فأقامت على النصرانية ، فلما حضرتها الوفاة ووصت بمالها لديرة تنوخ بالأنبار. وكان حسّان يتكلم ويقرأ ، ويكتب بالعربية ، وبالفارسيّة ، وبالسريانية ،

__________________

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٥٣

ولحق الدولتين ، فلما قلد أبو العبّاس السفاح ربيعة الرأى القضاء بالأنبار ، وهي إذ ذاك حضرته أتى بكتب مكتوبة بالفارسيّة فلم يحسن أن يقرأها ، فطلب رجلا دينا ثقة يحسن قراءتها ، فدل على حسّان بن سنان فجاء به ، فكان يقرأ له الكتب بالفارسيّة ، فلما اختبره ورضى مذاهبه استكتبه على جميع أمره ، وكان حسّان قبل ذلك رأى أنس ابن مالك خادم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وروى عنه ، ولا يعلم هل رأى غيره من الصحابة أم لا ، ومات جدنا حسّان وله مائة سنة وعشرون سنة.

٤٣٦٠ ـ حسّان بن إبراهيم ، أبو هشام العنزيّ الكوفيّ :

قاضي كرمان. رأى محارب ابن دثار ، وسمع سعيد بن مسروق الثوري ، وهشام ابن عروة ، وعبيد الله بن عمر بن حفص ، وليث بن أبي سليم ، وإبراهيم الصائغ ، ويونس بن يزيد ، وسفيان بن عمرو ، ومحمّد بن بكار بن الرّيّان ، وعليّ بن المديني ، وأبو إبراهيم الترجماني ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وغيرهم. وقدم حسّان بغداد وحدّث بها.

أخبرنا القاضي أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن إبراهيم الهاشميّ حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم حدّثنا إبراهيم بن مهديّ حدّثنا حسّان الكرماني حدّثنا ليث عن مجاهد عن أبي الجليل عن أبي قتادة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنه كره أن يصلى نصف النهار إلا يوم الجمعة لأن جهنم تسجّر كل يوم إلا يوم الجمعة».

أنبأنا الحسين بن عليّ الصّيمريّ حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّيّ أنبأنا محمّد بن عمر بن سلّم حدّثني عبيد الله بن جعفر بن محمّد البزّاز. قال سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول : قال لي بشر بن آدم : كان حسّان بن إبراهيم يجيء إلى سلمة الأحمر وهو ببغداد فنكتب عنه.

أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمّد ابن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن حسّان بن إبراهيم الكرماني كيف هو؟ فقال : ليس به بأس.

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد الأزهر حدّثنا ابن الغلابي. قال قال أبو زكريا يحيى بن معين : حسّان بن إبراهيم الكرماني ثقة.

__________________

٤٣٦٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٢٠.

٢٥٤

أنبأنا الحسن بن عليّ الجوهريّ أنبأنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال قال رجل ليحيى بن معين : وأنا أسمع ـ نكتب حديث حسّان بن إبراهيم الكرماني؟ فقال ليس به بأس إذا حدّث عن ثقة. قلت ليحيى بن معين : فحديث حسّان ، حديث رافع بن خديج في القدر؟ قال : ليس بشيء.

أنبأنا البرقانيّ أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي قال : حسّان بن إبراهيم الكرماني ليس بالقوى.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق أنبأنا إسماعيل بن عليّ الخطبي حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال : سمعت شيخا من أهل كرمان يذكر أن حسّان بن إبراهيم ولد في سنة ست وثمانين ، ومات في سنة ست وثمانين ومائة. وذكر أنه مات وله مائة سنة.

ذكر من اسمه حكيم

٤٣٦١ ـ حكيم بن الدّيلم :

سمع الضّحاك بن مزاحم ، وأبا بردة بن أبي موسى الأشعريّ. روى عنه سفيان الثوري ، وكان ثقة.

قال البخاريّ : يعد في الكوفيّين. وذكر أبو داود السجستاني أنه من أهل المدائن.

أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال سمعت أبا داود يقول : حكيم بن الديلم من أهل المدائن.

__________________

٤٣٦١ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٤٥٦ (٧ / ١٩٤). وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٢٦. وعلل أحمد ١ / ١٦٥ ، ٢٠١. والتاريخ الكبير ٣ / ت ٦٦. والمعرفة ليعقوب ٣ / ١١٣ ، ١٩٤. وأخبار القضاة لوكيع ٢ / ٢٩٨. والجرح والتعديل ٣ / ت ٨٨٦. وثقات ابن حبان ، الورقة ١٠١. وتاريخ الإسلام ٥ / ٦٣. وميزان الاعتدال ١ / ت ٢٢١٩. وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ١٧١. والكاشف ١ / ٢٤٨. والمغني ١ / ت ١٦٨٩. ومن تكلم فيه وهو موثق الورقة ١٠. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١١٠١. وإكمال مغلطاي ١ / الورقة ٢٨٤. ونهاية السئول ، الورقة ٧٥. وتهذيب ابن حجر ٢ / ٤٤٩. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٥٧٤.

٢٥٥

أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال قال أحمد ـ يعني ابن حنبل ـ حدّثنا المؤمل حدّثنا سفيان قال : وواقد ـ قال أحمد يعنى مولى زيد بن خليد ـ وحكيم بن الديلم ، كانا شيخي صدق.

وأنبأنا ابن الفضل أنبأنا عبد الله حدّثنا يعقوب حدّثنا أبو نعيم حدّثنا سفيان عن حكيم بن الديلم ، وهو ثقة كوفي لا بأس به.

٤٣٦٢ ـ حكيم بن نافع ، أبو جعفر القرشيّ الرّقيّ :

نزل بغداد وحدّث بها عن عطاء الخراساني ، وهشام بن عروة ، وسليمان الأعمش ، وسالم الأفطس ، وخصيف بن عبد الرّحمن الجزريّ ، روى عنه محمّد بن بكار بن الرّيّان ، وأبو إبراهيم الترجماني وغيرهما.

أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس قال حدّثنا البخاريّ. قال : حكيم بن نافع الجزريّ حدّثنا موسى بن إسماعيل. قال لقيته ببغداد.

أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقي حدّثنا موسى بن جعفر بن محمّد بن عرفة السّمسار حدّثنا أبو جعفر محمّد بن صالح بن ذريح العكبري حدّثنا أبو إبراهيم الترجماني حدّثنا حكيم بن نافع القرشيّ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سجدتا السهو تجزيان في الصلاة من كل زيادة ونقصان» (١).

. أنبأنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ أنبأنا محمّد بن المظفر أنبأنا أحمد بن الحسن ابن عبد الجبّار الصّوفيّ حدّثنا محمّد بن بكار قال حدّثنا حكيم بن نافع الرقي عن عطاء الخراساني عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لا تقوم الساعة على رجل يقول لا إله إلا الله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر» (٢).

. أنبأنا الجوهريّ أنبأنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال : سألت يحيى بن معين عن حكيم بن نافع القرشيّ الرقي فقال : لا بأس به ، وأيش عنده؟

__________________

٤٣٦٢ ـ انظر : كلام ابن معين ، رواية ابن طهمان ترجمة ٣٠١.

) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٣٤٩. ومجمع الزوائد ٢ / ١٥١.

) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ١٦٢. والمستدرك ٤ / ٤٩٥. وصحيح ابن حبان ١٩١١. والكامل لابن عدي ٦ / ٢٠٩٢.

٢٥٦

أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثني أبي حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا عبّاس بن محمّد قال سمعت يحيى يقول : حكيم بن نافع الرقي ليس به بأس.

دفع إلى محمّد بن أحمد بن رزق أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه. ثم أنبأنا الأزهري أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى أنبأنا مكرم حدّثني يزيد بن الهيثم. قال سمعت يحيى بن معين يقول : حكيم بن نافع الرقي ضعيف الحديث.

أنبأنا البرقانيّ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم حدّثنا سعيد بن عمر البرذعيّ. قال سألت أبا زرعة قلت : حكيم بن نافع الرقي؟ قال : واهي الحديث.

أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال : حكيم بن نافع رقي لا بأس به.

ذكر من اسمه حصين

٤٣٦٣ ـ حصين بن عمر بن الفرات ، أبو عمر ـ وقيل : أبو عمران ـ الأحمسيّ الكوفيّ :

حدّث عن إسماعيل بن أبي خالد ، ومخارق بن عبد الله ، روى عنه محمّد بن بشر العبدي ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، وأحمد بن أبي خلف البغداديّ.

وذكر عبد الله بن عليّ بن الجارود النّيسابوري أن حصينا قدم بغداد وأنه منكر الحديث.

__________________

٤٣٦٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٣٦٣ (٦ / ٥٢٦) والتاريخ الكبير ٣ / ت ٨٣. والصغير ٢ / ٢٥٦. والضعفاء الصغير للبخاري ٨٢. والكنى لمسلم ، الورقة ٧٠. وثقات العجلى ، الورقة ١١. والمعرفة ليعقوب ٣ / ٣٧٧ ، ٤٠٤. والكنى للدولابي ٢ / ٤٠. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٥٧. والجرح والتعديل ٣ / ت ٨٤٢. والمجروحين ١ / ٢٧٠. والكامل ، لابن عدي ١ / الورقة ٢٨١. وموضح أوهام الجمع ١ / ٣١٥. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٣٨. ومعجم البلدان ٣ / ٣٠٨ ، ٤ / ٢٣٨. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٦٦ (أيا صوفيا ٣٠٠٦) وميزان الاعتدال ١ / ت ٢٠٨٧. والمغني ١ / ت ١٥٩١. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٠٣٠. وتذهيب الذهبي ١ / الورقة ١٦١. والكاشف ١ / ٢٣٧. وبغية الأريب ، الورقة ١٠١. ونهاية السئول ، الورقة ٧٠. وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٨٥. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٤٧٨.

٢٥٧

أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا الحسن بن أحمد ـ وهو أبو سعيد الإصطخري ـ. قال قرئ على العبّاس بن محمّد قال سمعت يحيى بن معين يقول : حصين بن عمر ليس بشيء.

أنبأنا الجوهريّ أنبأنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سئل يحيى بن معين وأنا أسمع عن حصين بن عمر الأحمسي فقال : ليس بشيء.

أخبرني الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني حدّثنا أحمد بن زهير. قال : سمعت يحيى بن معين يقول : حصين بن عمر روى عنه ابن الحماني ، ليس حديثه بشيء.

أنبأنا حمزة بن محمّد بن طاهر حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حدّثني أبي. قال : وحصين بن عمر كوفي ثقة.

أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال سمعت أبي يقول : حصين بن عمر شيخ من أهل الكوفة ، ليس بالقوى ، روى عن مخارق عن طارق أحاديث منكرة.

أنبأنا ابن الفضل أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدّثنا البخاريّ. قال : حصين بن عمر أبو عمر الأحمسي منكر الحديث.

أنبأنا البرقانيّ ـ قراءة ـ حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر ابن النّجم حدّثنا سعيد بن عمرو قال وسمعته ـ يعني أبا زرعة ـ يقول : حصين بن عمر منكر الحديث.

أنبأنا أبو حازم العبدوي قال سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان سمعت مسلم بن الحجّاج يقول.

وأخبرنا البرقانيّ أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ حدّثنا أبي قال : حصين بن عمر كوفي ضعيف.

أخبرني القاضي أبو عبد الله الصّيمريّ قال حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : حصين بن عمر الأحمسي كوفي كذاب.

٢٥٨

أخبرني أبو بكر أحمد بن سليمان بن عليّ المقرئ الواسطيّ حدّثنا عبد الرّحمن ابن عمر الخلّال حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدّثنا جدي. قال : حصين بن عمر شيخ ، قد روى عنه ، وهو ضعيف جدا ، ومنهم من يجاوز به الضعف إلى الكذب.

أخبرني البرقانيّ حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدميّ حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجي. قال : حصين بن عمر أبو عمر الأحمسي ، يحدث عن مخارق ، وإسماعيل بن أبي خالد منكر الحديث كوفي.

٤٣٦٤ ـ حصين بن محمّد الصّيرفيّ :

حدّث عن أبي حامد محمّد بن هارون الحضرمي حدّثنا عنه البرقانيّ.

أخبرنا البرقانيّ قال : قرئ عليّ أبي الحسن الدّارقطنيّ ـ وأنا أسمع ـ وقرأنا على الحصين بن محمّد الصّيرفيّ ببغداد ، حدّثكم محمّد بن هارون الحضرمي حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي صفوان حدّثنا أمية بن خالد حدّثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله ، قال أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله قد قتل الله أبا جهل ، قال : «الحمد لله الّذي أعز دينه ، ونصر عبده» (١).

قال البرقانيّ قال لنا الدّارقطنيّ : هذا حديث غريب معروف من رواية أمية بن خالد ، وتابعه عمرو بن حكام عن شعبة.

ذكر من اسمه حريز

٤٣٦٥ ـ حريز بن عثمان بن جبر بن أحمر بن أسعد ، أبو عثمان ـ وقيل : أبو عون ـ الرّحبيّ الحمصيّ :

سمع عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وراشد بن سعد ، وعبد الرّحمن بن ميسرة ، وعبد الواحد بن عبد الله النصري ، وعبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي ، وحبّان بن زيد الشرعبي. روى عنه إسماعيل بن عياش ، وبقية بن الوليد ، وعيسى بن يونس ، وإسحاق بن سليمان الرّازيّ ، ومعاذ بن معاذ العنبريّ ، وعثمان بن كثير بن

__________________

(١) ٤٣٦٤ ـ انظر الحديث في : فتح الباري ٧ / ٢٩٥.

٤٣٦٥ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٦ / ٩٣.

٢٥٩

دينار ، ويزيد بن هارون وشبابة بن سوار ، وأبو النّضر الحارث بن النّعمان البزّاز ، وعليّ بن الجعد ، والحسن بن موسى الأشيب ، وآدم بن أبي إياس ، وأبو اليمان ، وعليّ ابن عياش.

وكان قد قدم بغداد فسمع بها منه العراقيون. قال شبابة : لقيت حريز بن عثمان ببغداد.

أنبأنا أبو الفرج عبد السّلام بن عبد الوهّاب القرشيّ ـ بأصبهان ـ أنبأنا سليمان ابن أحمد بن أيّوب الطبراني حدّثنا بشر بن موسى حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب قال سليمان وحدّثنا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة حدّثنا عليّ بن عياش. قالا : حدّثنا حريز بن عثمان حدّثنا حبّان بن زيد الشرعبي ـ وقال الأشيب : حبّان ـ عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ارحموا ترحموا ، واغفروا يغفر لكم ، ويل لأقماع القول ، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون» (١).

أنبأنا يوسف بن رباح البصريّ أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بشر الدولابي حدّثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح. قال : حريز بن عثمان الرحبي ، قال يحيى بن معين : ثقة.

وقال لي أحمد ـ يعنى ابن حنبل ـ : هو من المعدودين مع عبد الرّحمن بن يزيد وأصحابه. قال أبو عبد الله : أدرك المهديّ وقدم عليه.

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أنبأنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر حدّثنا ابن الغلابي حدّثنا عليّ بن عياش الحمصي. قال : جمعنا حديث حريز بن عثمان في دفتر ، قال نحوا من مائتي حديث ، فأتيناه به فجعل يتعجب من كثرته ويقول : هذا كله عنى؟ مرتين.

قلت : ولم يكن لحريز كتاب ، وكان يحفظ حديثه ، وكان ثقة ثبتا. وحكى عنه من سوء المذهب ، وفساد الاعتقاد ما لم يثبت عليه.

أنبأنا البرقانيّ أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ أنبأنا الحسين بن إدريس أنبأنا ابن عمّار. قال حريز بن عثمان يتهمونه أنه كان ينتقص عليا ، ويروون عنه ويحتجون بحديثه وما يتركونه.

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ١٦٥ ، ٢١٩. ومجمع الزوائد ١٠ / ١٩١. والترغيب والترهيب ٢٠٢١٣. والأدب المفرد ٣٨٠.

٢٦٠