تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٦

أنبأنا أحمد بن أبي جعفر ، أنبأنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن أبي مطيع الخراساني فقال : تركوا حديثه ، كان جهميّا.

٤٣٣٧ ـ الحكم بن مروان ، أبو محمّد الكوفيّ :

حدّث عن كامل أبي العلاء ، وإسرائيل بن يونس ، وأزهر بن سنان ، وفرات بن السائب ، وزهير بن معاوية. روى عنه أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمّد بن أيّوب المخرّميّ ، والعبّاس بن الفضل بن رشيد الطّبريّ.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : كوفي سكن بغداد لا بأس به.

أنبأنا أبو عمر بن مهديّ ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش التّمّار ، حدّثنا عبد الله ابن أيّوب المخرّميّ ، حدّثنا الحكم بن مروان ، حدّثنا فرات عن ميمون بن مهران عن ابن عمر ـ يرفعه ـ قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الغناء ، والاستماع إلى الغناء ، ونهى عن الغيبة ، وعن الاستماع إلى الغيبة ، وعن النميمة والاستماع إلى النميمة.

قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد الصّيرفيّ أنه سمعه من أبي العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم وفقد أصله به.

ثم أخبرني العتيقي ، أنبأنا عثمان بن محمّد المخرّميّ ، أخبرني الأصم أن العبّاس بن محمّد حدّثهم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الحكم بن مروان الضّرير ليس به بأس.

أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب ، أنبأنا محمّد بن حميد ، حدّثنا ابن حيّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده سئل أبو زكريّا عن الحكم بن مروان فقال : ما أراه إلّا كان صدوقا. قلت له : ما أنكرتم عليه بشيء؟ قال : أما أنا فما أنكرت عليه بشيء. قلت له : إنه حدّث بحديث عن زهير عن أبي الزبير عن جابر ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كبر غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق؟ فقال أبو زكريّا : هذا باطل ، ريح شبّه له.

٢٢١

٤٣٣٨ ـ الحكم بن موسى بن أبي زهير ، أبو صالح القنطريّ :

وهو نسائي الأصل ، رأى مالك بن أنس ، وسمع يحيى بن حمزة الحضرمي ، وإسماعيل بن عياش ، وعبد الله بن المبارك ، وعيسى بن يونس ، والوليد بن مسلم ، وهقل بن زياد ، وصدقة بن خالد ، والهيثم بن حميد. روى عنه أحمد بن حنبل ، وعليّ بن المديني ، والحسن بن محمّد الزعفراني ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعبّاس الدوري ، وحمّاد بن المؤمل الكلبي ، والحارث بن أبي أسامة ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وأبو الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وموسى بن هارون الحافظ ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، وأبو القاسم البغويّ.

أخبرنا أبو سعيد الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني ، أنبأنا الحكم بن موسى ، حدّثنا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي ، عن عطاء ، عن جابر بن عبد الله : أن رجلا زوج ابنته وهي بكر من غير أمرها ، فأتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ففرق بينهما. تفرد برواية هذا الحديث الحكم بن موسى عن شعيب بن إسحاق ، هكذا متصلا ، وخالفه عليّ بن معبد فرواه عن شعيب عن الأوزاعي عن عطاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لم يذكر فيه جابرا. ورواه كذلك أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج عن الأوزاعي. ورواه عبد الله بن المبارك وعيسى بن يونس وعمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن عطاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا محمّد بن العبّاس بن أبي ذهل الهرويّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يونس الحافظ ، حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال : قدم عليّ بن المديني بغداد فحدّثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة أن أسوأ الناس

__________________

٤٣٣٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٨٣. وتهذيب الكمال ١٤٤٦ (٧ / ١٣٦). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٦. وتاريخ الدارمي ٢٩١ ، ٦٨٥. وعلل أحمد ٥٣ ، ٨٤ ، ١٩٩ ، ٢٥١. والتاريخ الكبير ٢ / ت ٢٦٩٢. والصغير ٢ / ٣٦١. والكنى لمسلم ، الورقة ٥٤. وثقات العجلى ، الورقة ١١. وتاريخ واسط ١٠٩. والكنى للدولابي ٢ / ٩. والجرح والتعديل ٣ / ت ٥٨٤. وثقات ابن حبان ، الورقة ١٠٠. وأسماء الدار قطني ، الترجمة ٢٥٥. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٣٥. ورجال البخاري ، للباجى ، الورقة ٤٩. وشيوخ أبى داود ، ورقة ٨٠. والجمع ١ / ١٠١. والأنساب ١٠ / ٢٤٥. والمعلم ، لابن خلفون ، الورقة ٦٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٣٢ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وتذكرة الحفاظ ٤٧٤. والعبر ١ / ٤١١. وميزان الاعتدال ١ / ت ٢٢٠٤. وتذهيب الذهبي ١ / الورقة ٢٨١. ونهاية السئول ، الورقة ٧٤. وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٣٩. والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٦٥. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٥٦٣. وشذرات الذهب ٢ / ٧٥.

٢٢٢

سرقة. فقال له علي : لو غيرك حدّث به كنا نصنع به ـ أي لأنك ثقة ـ ولا يرويه غير الحكم.

وكذلك حديث يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود بحديث عمرو بن حزم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الصدقات.

قلت : أما حديث أبي قتادة : فأنبأناه أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السّرّاج ـ بنيسابور ـ أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي ، حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدّثنا الحكم بن موسى البغداديّ ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق [من] (١) صلاته». قالوا : وكيف يسرقها يا رسول الله؟ قال : «لا يتم ركوعها ، ولا سجودها (٢)».

وقد تابع الحكم عليه أبو جعفر السويدي فرواه عن الوليد بن مسلم. هكذا رواه ابن أبي العشرين عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأما حديث عمرو بن حزم فلا أعلم أحدا تابع عليه الحكم بن موسى.

وقد أنبأناه عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الترمذي ، حدّثنا الحكم بن موسى ـ أبو صالح ـ حدّثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود قال : حدّثني الأزهري ، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن ، والديات ، وبعث به مع عمرو بن حزم ، وساق الحديث بطوله.

أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : الحكم بن موسى ثقة.

أنبأنا الصّيمريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سئل يحيى بن معين عن الحكم بن موسى فقال : ثقة.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٥٦. والسنن الكبرى ٢ / ٣٨٦. والمستدرك ١ / ٢٢٩. وكشف الخفا ١ / ٢٦١.

٢٢٣

أنبأنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : أبو صالح الحكم بن موسى ثقة.

أنبأنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنبأنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا موسى بن هارون ، حدّثنا الحكم بن موسى ـ أبو صالح الشيخ الصّالح ـ. أنبأنا ابن رزق ، أنبأنا محمّد بن عمر بن غالب ، أنبأنا موسى بن هارون قال : الحكم بن موسى أبو صالح الشيخ الصّالح ، بلغني أن عليّ بن المديني حدّث عنه قبل موته بمدة فقال : حدّثنا أبو صالح الشيخ الصّالح.

أنبأنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم قال : الحكم بن موسى كان رجلا صالحا ، ثبتا في الحديث.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرني أبو أحمد علي بن محمّد الحبّينيّ (٣) ـ بمرو ـ قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد جزرة الحافظ عن سريج بن يونس فقال : ثقة ثقة ثقة ، لو رأيته لقرت عينك ، وسألته عن يحيى بن أيّوب فقال : ثقة ثقة ، لو رأيته لقرت عينك به ، قال أبو عليّ : وثالثهم الحكم ابن موسى القنطري الثقة المأمون ، هؤلاء الثلاثة تقطعوا من العبادة.

أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، فيها مات الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أنبأنا محمّد بن المظفر قال : قال البغويّ : ومات أبو صالح الحكم بن موسى ليومين من شوّال سنة اثنتين وثلاثين ، وقد كتبت عنه.

٤٣٣٩ ـ الحكم بن عمرو بن الحكم ، أبو القاسم الأنماطيّ :

كان بسرمن رأى وحدّث عن عليّ بن عياش الحمصي ، وسريج بن النّعمان الجوهريّ ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، وأسيد بن زيد الجمال ، وغيرهم. روى عنه محمّد بن غالب التمتام ، وقاسم بن زكريّا المطرز ، ومحمّد بن جعفر الخرائطي ، وحمزة بن الحسين السّمسار ، ومحمّد بن جعفر المطيري.

وقال ابن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي وهو صدوق.

__________________

(٣) في المطبوعة : «الحبيبى» تصحيف.

٢٢٤

أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدّثنا أبو عيسى حمزة بن الحسين بن عمر السّمسار ، حدّثنا الحكم بن عمرو بن الحكم الأنماطيّ ـ بالعسكر ـ حدّثنا محمّد بن إبراهيم القرشيّ عن سفيان الثوري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها اليمن ، ووجدت أكثر أهل اليمن مذحج (١)».

٤٣٤٠ ـ الحكم بن إبراهيم بن الحكم ، أبو الحسن القرشيّ مولاهم :

حدّث بمصر.

حدّثنا الصوري ، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : الحكم بن إبراهيم بن الحكم مولى قريش ، يكنى أبا الحسن ، بغدادي قدم مصر وحدّث بها عن الحسن بن محمّد بن الصباح الزعفراني ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وغيرهما. كتبت عنه وتوفي سلخ صفر سنة ثمان وثلاثمائة.

ذكر من اسمه حجّاج

٤٣٤١ ـ حجّاج بن أرطأة ، أبو أرطأة النّخعيّ الكوفيّ :

كان مع أبي جعفر المنصور في وقت بناء مدينته ، ويقال إنه ممن تولى خططها.

ونصب قبلة جامعها. والحجّاج أحد العلماء بالحديث ، والحفاظ له. سمع عطاء بن أبي رباح ، وجماعة من بعده. وروى عنه سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجّاج ، وحمّاد ابن زيد ، وهشيم بن بشير وعبد الله بن المبارك ، ويزيد بن هارون ، وكان مدلسا ، يروى عمن لم يلقه.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عمر بن سلّم الحافظ قال :

__________________

(١) ٤٣٣٩ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٣٣٩٤٣.

٤٣٤١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ١٢٣. وكلام ابن معين في الرجال ، رواية ابن طهمان ١٣ ، ٣٦٣. والجرح والتعديل ٣ / ٣٥٦. وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٥٩. وتهذيب التهذيب ٢ / ١٩٦. وميزان الاعتدال ١ / ٢١٣. والأعلام ٢ / ١٦٨.

٢٢٥

وذكروا عن مشيخة أهل المدينة أنهم زعموا أن حجّاج بن أرطأة نصب قبلة مسجد مدينة أبي جعفر المنصور ، ولحجّاج قطيعة ببغداد في الربض تعرف بقطيعة حجّاج.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب ، أنبأنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : الحجّاج بن أرطأة بن ثور بن هبيرة ابن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع بن مذحج ، ويكنى الحجّاج أبا أرطأة. وكان شريفا سريّا ، وكان في أصحاب أبي جعفر فضمه إلى المهديّ فلم يزل معه حتى توفي بالري ، والمهديّ بها يومئذ في خلافة أبي جعفر. وكان ضعيفا في الحديث.

قلت : والنخع هو ابن عامر بن عمرو بن عكة بن جلد بن مالك ـ وهو مذحج ـ ابن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا عمر بن الحسن ، أنبأنا الحارث ابن محمّد قال : حدّثني محمّد بن الحسين قال : حدّثنا عبد الملك بن عبد الحميد ، حدّثني أبي ـ غير مرة ـ قال : مكث الحجّاج بن أرطأة يعيش من غزل أمة له ؛ كذا وكذا من سنة ـ أو قال ستين سنة ـ ثم أخرجه أبو جعفر مع ابنه المهديّ إلى خراسان فقدم بسبعين مملوكا. قال : وربما رأيته ـ يعني الحجّاج ـ يضع يده على رأسه ويقول : قتلني حب الشرف.

أخبرني محمّد بن جعفر بن علان الورّاق ، أنبأنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن جرير الطّبريّ ، حدّثني عبد الله بن محمّد الزّهريّ ، حدّثنا سفيان قال : قال الحجّاج بن أرطأة : أهلكني حب الشرف.

أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أبو سلمة موسى ، حدّثنا حمّاد بن زيد.

وأنبأنا البرقانيّ ـ واللفظ له ـ قال : قرأت على أبي الحسين محمّد بن محمّد الحجّاجي أخبركم محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، حدّثنا العبّاس بن عبد العظيم ، حدّثنا المعلى بن منصور ، حدّثنا حمّاد بن زيد قال : قدم علينا جرير بن حازم من المدينة فأتيناه فسلمنا عليه ، فما برحنا حتى تذاكرنا الحديث ، فقال في بعض ما يقول : حدّثنا قيس بن سعد عن الحجّاج بن أرطأة ، فلبثنا ما شاء الله ، فقدم علينا الحجّاج ، ابن

٢٢٦

ثلاثين ـ أو إحدى وثلاثين ـ فرأيت عليه من الزحام ما لم أر على حمّاد بن أبي سليمان. رأيت عنده مطرا الورّاق ، وداود بن أبي هند ، ويونس بن عبيد ، جثاة على أرجلهم ، يقولون له : يا أبا أرطأة ما تقول في كذا؟ يا أبا أرطأة ما تقول في كذا؟.

أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ ، أنبأنا أبو القاسم السكوني ، حدّثنا وكيع ، حدّثني محمّد بن إسحاق الصاغاني ، حدّثنا أبو سليمان الأشقر ، حدّثنا هشيم قال : سمعت الحجّاج بن أرطأة يقول : استفتيت وأنا ابن ست عشرة سنة.

أنبأنا البرقاني ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، أنبأنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمّار ـ وذكر حجّاج بن أرطأة ـ فقال : كان من فقهاء الناس.

أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا ابن أبي عمر ، حدّثنا سفيان قال : سمعت ابن أبي نجيح يقول : ما جاء منكم مثله ـ يعني الحجّاج بن أرطأة ـ أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا دعلج بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار ، أنبأنا أبو معمر قال : قال حفص بن غياث : قال لنا سفيان الثوري يوما : من تأتون؟ قلنا : الحجّاج بن أرطأة ، قال : عليكم به ، فإنه ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه.

أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب ـ بأصبهان ـ أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عيسى بن مزيد الخشّاب ، حدّثنا أحمد بن مهديّ بن رستم ، حدّثنا يحيى بن أكثم ، حدّثنا يحيى بن آدم ، عن حفص بن غياث قال : رآني سفيان بن سعيد وأنا مقبل من ناحية الحجّاج فقال : تأتون الحجّاج؟ قلت : نعم! قال : أما إنكم لا تأتون مثله.

أنبأنا البرقانيّ ، أنبأنا ابن خميرويه ، أنبأنا الحسين بن إدريس قال : سمعت ابن عمّار يقول : قال سفيان الثوري : ما رأيت أحفظ من حجّاج بن أرطأة.

أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن عمّار قال : حدّثنا حفص بن غياث قال : سمعت سفيان الثوري يقول : ما تأتون أحدا أحفظ من حجّاج بن أرطأة ، قال حفص : وسمعت حجّاجا يقول : ما خاصمت أحدا قط ، ولا جلست إلى قوم يختصمون.

٢٢٧

أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا دعلج ، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا مجاهد بن موسى.

وأنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن عيسى بن مزيد الخشّاب ، حدّثنا أحمد بن مهديّ ، حدّثنا يحيى بن أكثم قالا : حدّثنا يحيى بن آدم قال : سمعت حمّاد بن زيد يقول : كان الحجّاج عندنا أقهر لحديثه من سفيان الثوري. وفي حديث ابن الفضل ، كان الحجّاج أقهر للحديث من سفيان الثوري.

أنبأنا ابن حسنويه ، أنبأنا عبد الله بن محمّد الخشّاب ، حدّثنا أحمد بن مهديّ ، حدّثنا يحيى بن أكثم ، حدّثنا أبو شهاب الحناط عبد ربه قال : قال شعبة : إن أردت الحديث فعليك بالحجّاج بن أرطأة ومحمّد بن إسحاق.

أخبرني حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبيد قال : سمعت أبا قلابة يقول : سمعت أبا عاصم يقول : أول من ولى القضاء لبني العبّاس بالبصرة الحجّاج بن أرطأة ، فجاء إلى حلقة البتى فجلس في عرض الحلقة ، فقيل له : ارتفع ـ أعز الله القاضي ـ إلى الصدر. فقال : أنا صدر حيث كنت. قال : وقال : أنا رجل حبب إليّ الشرف.

أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدّثنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم بن جعفر الزبيبي ـ لفظا ـ حدّثنا أبو العبّاس سهل بن أبي سهل الواسطيّ ، حدّثنا وهب بن بقية قال : سمعت خالد بن عبد الله يقول : كنا في مسجد الجامع ، فدخل الحجّاج بن أرطأة. فقالوا له : قبالتنا يا أبا أرطأة ، فقال : حيثما جلست فأنا صدرها.

أخبرني محمّد بن جعفر بن علان ، أنبأنا مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن جرير الطبريّ قال : حدّثت عن بشر بن الوليد قال : سمعت أبا يوسف يقول : كان الحجّاج ابن أرطأة لا يشهد جمعة ولا جماعة ، يقول أكره مزاحمة الأنذال.

أنبأنا الأزهري ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان. وأنبأنا القاضي أبو الطّيّب الطّبري ، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص. وأنبأنا عليّ بن أبي علي ، أنبأنا ابن شاذان والمخلص. قالا : حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّري ، حدّثنا زكريّا بن يحيى المنقري ، حدّثنا الأصمعي قال : أول من ارتشى من القضاة بالبصرة ، الحجّاج بن أرطأة.

٢٢٨

أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا دعلج ، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا أبو سعيد الأشج ، حدّثنا عبد الله بن الأسود الحارثي قال : كان الحجّاج بن أرطأة يقيم على رءوسنا غلاما له أسود ، فيقول : من رأيته يكتب فخذ برجله. فقام إليه رجل فقال : سوأة لك يا أبا أرطأة ، يأتيك نظراؤك وأبناء نظرائك من أبناء القبائل ، ثم تأمر هذا الأسود بما تأمره ، فلم يأمره بعد ذلك.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : قال سفيان : حدّث منصور بحديث فقالوا عمن يا أبا عتاب؟ فقال : ويحكم لا تريدوه ، فألحوا به فقال : هو عن الحجّاج بن أرطأة ، اذهبوا الآن.

أنبأنا عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أنبأنا عبد الله بن عثمان ، أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : كان يحيى لا يحدث عن الحجّاج بن أرطأة ، كان يرسل ، وكان قاضيا بالكوفة لأبي جعفر ، وبالبصرة ، وكان يحدث عن الأعمش وهو حي وحمّاد بن سلمة ، كتب عنه عن حمّاد قبل أن يلقي حمّاد ، وما أعلم أحدا تركه غير يحيى بن سعيد.

أنبأنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ـ إجازة ـ حدّثني ابن خلاد ـ وهو أبو بكر الباهلي ـ قال : سمعت يحيى يذكر : أن حجّاجا لم ير الزّهريّ ، وكان سيئ الرأي فيه جدّا. ما رأيته أسوأ رأيا في أحد منه في حجّاج ، ومحمّد بن إسحاق ، وليث ، وهمّام ، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم.

أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : وحجّاج بن أرطأة النّخعيّ أبو أرطأة كان فقيها ، وكان أحد مفتي الكوفة ، وكان فيه تيه ، وكان يقول قتلني حب الشرف ، وولى قضاء البصرة ، وكان جائز الحديث ، إلّا أنه صاحب إرسال ، كان يرسل عن يحيى بن أبي كثير ولم يسمع منه شيئا ، ويرسل عن مكحول ولم يسمع منه شيئا ، ويرسل عن مجاهد ولم يسمع منه شيئا ، ويرسل عن الزّهريّ ولم يسمع منه شيئا ، فإنما يعيب الناس منه التدليس. وروى نحوا من ستمائة حديث ، ويقال إن سفيان أتاه يوما ليسمع منه. فلما قام من عنده قال

٢٢٩

حجّاج : يرى بني ثور أنّا نحفل به؟ إنا لا نبالي جاءنا أو لم يجئنا ، وكان حجّاج تيّاها. وكان قد ولى الشرط ، ويقال عن حمّاد بن زيد قال : قدم علينا حمّاد بن أبي سليمان وحجّاج بن أرطأة. فكان الزحام على حجّاج أكثر منه على حمّاد ، وكان حجّاج يقع في أبي حنيفة ويقول : إن أبا حنيفة لا يعقل ، لله عقله. وكان حجّاج راوية عن عطاء بن أبي رباح ، سمع منه.

حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن عليّ الكتاني ـ لفظا بدمشق ـ قال : حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : الحجّاج بن أرطأة كان يروي عن قوم لم يلقهم : الزّهريّ وغيره ، فيثبت في حديثه.

قلت : قد ذكر يحيى بن معين أن حجّاجا سمع من مكحول.

كذلك أنبأنا محمّد بن عبد الواحد ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا ابن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : قد سمع حجّاج بن أرطأة من مكحول ، وفي بعض حديثه سمعت مكحولا. وقد سمع الحجّاج من الشعبي حديثا واحدا.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق وابن الفضل القطّان ، قالا : أنبأنا دعلج قال : حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أنبأنا ـ أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال : سمعت يحيى بن يعلى يقول : قال لنا زائدة : اطرحوا حديث أربعة ، حجّاج بن أرطأة ، وجابر ، وحميد ، والكلبي.

أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عليّ الصّوفيّ ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلّام يقول : ناظرت يحيى بن سعيد القطّان ، يعني في حجّاج بن أرطأة ـ وظننت أنه تركه ـ يعني لا يروي عن الحجّاج ـ من أجل لبسه السواد ، فقلت : لم تركته؟ فقال : للغلط. قلت : في أي شيء؟ فحدّث يحيى بغير حديث.

قال أبو عبيد : أذكر هاهنا حديث زيد بن جبير عن خشف بن مالك عن عبد الله في الديات.

قلت : ولم يرو عن خشف بن مالك غير زيد بن جبير هذا الحديث ، وتفرد به حجّاج عن زيد.

٢٣٠

أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : الحجّاج بن أرطأة؟ فقال : صالح.

أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثني الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الحجّاج بن أرطأة كوفي صدوق ، وليس بالقوي. وسئل يحيى مرة أخرى عن الحجّاج بن أرطأة. فقال : ضعيف. وقال يحيى : الحجّاج بن أرطأة يدلس.

أنبأنا عليّ بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : وسئل يحيى ـ وأنا أسمع ـ عن حجّاج بن أرطأة. فقال : صدوق ، وليس بالقوي في الحديث وليس هو من أهل الكذب.

أنبأنا الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة ، حدّثنا جدي قال : الحجّاج بن أرطأة صدوق ، وفي حديثه اضطراب.

أنبأنا البرقانيّ ، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : حجّاج بن أرطأة كوفي ليس بالقوي.

أنبأنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن يزيد الغازي ، أنبأنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : كان حجّاج بن أرطأة مدلسا وكان حافظا للحديث.

أنبأنا عليّ بن محمّد بن الحسن الحربيّ ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل الورّاق ، أنبأنا محمّد بن مخلد الدوري قال : قرأت على عليّ بن عمرو الأنصاريّ حدّثكم الهيثم بن عدي قال : والحجّاج النّخعيّ توفي بخراسان مع المهديّ.

قلت : وذكر خليفة بن خياط أنه مات بالري.

٤٣٤٢ ـ حجاج بن محمّد ، أبو محمّد الأعور ، مولى سليمان بن مجالد مولى أبي جعفر المنصور :

ترمذي الأصل. سمع ابن جريج وابن أبي ذئب ، وشعبة بن الحجّاج ، وحمزة الزّيّات ، والليث بن سعد ، وأبا معشر المدني.

٢٣١

روى عنه سنيد بن داود ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وهارون بن عبد الله البزّاز ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وإبراهيم بن دينار ، والحسن بن محمّد الزعفراني ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعبّاس الدوري ، ومحمّد بن الفرج الأزرق ، وغيرهم.

أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد بن عيسى الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ذكر حجّاج بن محمّد فقال : كان مرّة يقول : أنبأنا ابن جريج ، وإنما قرأ علي ابن جريج ثم ترك ذاك فكان يقول : قال ابن جريج ، وكان صحيح الأخذ.

وقال أبو عبد الله : الكتب كلها قرأها علي ابن جريج ، إلّا كتاب التفسير ، فإنه سمعه إملاء من ابن جريج ، ولم يكن مع ابن جريج كتاب التفسير ، فأملاه.

أنبأنا أحمد بن عليّ بن الحسين التوزي ، حدّثنا أحمد بن الفرج بن منصور الورّاق ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت أبا مسلم المستملي يقول : خرج حجّاج الأعور من بغداد إلى الثغر في سنة تسعين ، وسألته في درب الحجارة وهو في السفينة فقلت : يا أبا محمّد هذا التفسير سمعته من ابن جريج؟ فرأيت عينه قد انقلبت فقال : سمعت التفسير من ابن جريج ، وهذه الأحاديث الطوال ، وكل شيء قلت : حدّثنا ابن جريج فقد سمعته.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا علي بن الحسين بن حيّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده. قال أبو زكريّا : قال لي المعلى الرّازيّ : قد رأيت أصحاب ابن جريج بالبصرة ما رأيت فيهم أثبت من حجّاج. قال أبو زكريّا : فكنت أتعجّب منه ، فلما تبينت ذاك إذا هو كما قال ، كان أثبتهم في ابن جريج.

أنبأنا أحمد بن أبي جعفر ، أنبأنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : خرج أحمد ويحيى بن حجّاج الأعور إلى المصيصة ، وبلغني أن يحيى كتب عنه نحوا من خمسين ألف حديث.

أنبأنا بشرى بن عبد الله الرومي ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد ابن جعفر الراشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : قال أبو عبد الله : ما كان أضبط

٢٣٢

حجّاج ـ يعني ابن محمّد ـ وأصح حديثه ، وأشد تعاهده للحروف ، ورفع أمره جدّا. قلت له : كان صاحب عربية؟ فقال : نعم!

أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : أخبرت عن إبراهيم بن محمّد بن سفيان قال : سمعت إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم السلمي الخشكي يقول : حجّاج بن محمّد نائم ، أوثق من عبد الرّزّاق يقظان.

حدّثني محمّد بن يوسف القطّان النّيسابوري ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو محمّد حجّاج بن محمّد الأعور ترمذي ثقة.

أنبأنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس. وأنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قالا : الحجّاج بن محمّد الأعور مولى سليمان بن مجالد مولى أبي جعفر المنصور ـ لم يزل ببغداد من أهلها ، ثم تحول إلى المصيصة بولده وعياله ، فأقام بها سنين ، ثم قدم بغداد في حاجة ، فلم يزل بها حتى مات بها في شهر ربيع الأول سنة ست ومائتين ، وكان ثقة صدوقا إن شاء الله ، وكان قد تغير في آخر عمره حين رجع إلى بغداد.

أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، أنبأنا سليمان بن إسحاق ـ أبو أيّوب الجلاب ـ قال : قال إبراهيم الحربيّ : أخبرني صديق لي قال : لما قدم حجّاج الأعور آخر قدمة إلى بغداد خلط ، فرأيت يحيى بن معين عنده ، فرآه يحيى خلط فقال لابنه : لا تدخل عليه أحدا ، قال : فلما كان بالعشي دخل الناس فأعطوه كتاب شعبة فقال : حدّثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عيسى بن مريم عن خيثمة عن عبد الله. فقال له رجل : يا أبا زكريّا عليّ بن عاصم حدّث عن ابن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة عبتم عليه ، هذا حدّث عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عيسى بن مريم عن خيثمة فلم تعيبوا عليه؟ قال : فقال لابنه : قد قلت لك.

أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : مات حجّاج بن محمّد سنة ست ومائتين.

٤٣٤٣ ـ حجّاج بن إبراهيم ، أبو إبراهيم ـ ويقال : أبو محمّد ـ الأزرق :

نزل مصر وحدّث بها عن روح بن مسافر ، وحبّان بن عليّ ، وفرج بن فضالة ، وعبد الرّحمن بن أبي الزناد ، وخالد بن عبد الله المزني ، وأبي شهاب الحناط ،

٢٣٣

وعبد الله بن وهب. روى عنه أبو الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي ، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي ، ومحمّد بن يحيى الذهلي ، وأبو حاتم الرّازيّ ، وجماعة من الغرباء ، وكافة المصريين.

وقال أبو حاتم الرّازيّ : هو ثقة.

أنبأنا عبد العزيز بن محمّد بن جعفر العطّار ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم ، حدّثنا حجّاج بن إبراهيم الأزرق ، حدّثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي النّضر عن أبي سلمة عن ابن عمر عن سعد : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسح على الخفّين. قال ابن عمر : فذكرت ذلك لعمر فقال : نعم! إذا حدّثك سعد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشيء فلا تسأل عنه غيره.

أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أنبأنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : حجّاج بن إبراهيم كان يسكن مصر ثقة.

قال مرة أخرى : حجّاج بن إبراهيم يكنى أبا محمّد سكن مصر من الأبناء ، ثقة صاحب سنّة.

حدّثني الصوري ، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : حجّاج بن إبراهيم الأزرق من أهل بغداد يكنى أبا محمّد ، قدم مصر وحدّث بها ، وكان رجلا صالحا ثقة.

حدّثني محمّد بن موسى الحضرمي قال : حدّثني أبو يزيد القراطيسي قال : كنت أغدو ضحى أريد سوق البزّازين ، فأدخل المسجد الجامع فلا أرى فيه أحدا قائما يصلي غير حجّاج الأزرق ، وكان يصلي في المؤخر فأراه يراوح بين قدميه من طول القيام. قال أبو سعيد : قال لي محمّد بن موسى الحضرمي : وحجّاج الأزرق من أهل خراسان أقام ببغداد ، وقدم إلى مصر ولم يكن له إلى الرجوع طريق ، وتوفي بمصر.

قلت : ذكر يوسف بن يزيد القراطيسي أنه خرج عن مصر إلى الثغر ومات هناك.

كذلك أخبرني أبو الفرج الطّناجيريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : وجدت في كتاب جدي عن أبي يزيد القراطيسي قال : خرج الأزرق إلى الثغر سنة ثلاث عشرة إلى المصيصة ومات بها.

٢٣٤

قلت : وهذا التاريخ المذكور إنما هو لخروجه عن مصر ، فأما وفاته فبعد ذلك بزمان طويل.

٤٣٤٤ ـ حجّاج بن يوسف بن حجّاج ، أبو محمّد الثقفي ، يعرف بابن الشّاعر:

وكان أبوه شاعرا صحب أبا نواس وأخذ عنه ، ويلقب يوسف لقوه. وكان منشؤه بالكوفة وأما حجّاج فبغدادي المولد والمنشأ. سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، وأبا أحمد الزبيري ، وعبد الصّمد بن عبد الوارث ، وقرادا أبا نوح ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وشبابة بن سوار ، وإسحاق بن منصور ، وعبد الرّزّاق بن همّام ، ويزيد بن أبي حكيم. روى عنه محمّد بن إسحاق الصاغاني ، وأبو داود السجستاني ، ومسلم بن الحجّاج ، وصالح بن محمّد جزرة ، وعبيد العجل ، وعبد الرّحمن بن يوسف بن خراش ، وجماعة آخرهم الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، وكان ثقة فهما حافظا.

قال بن أبي حاتم : كتبت عنه وهو ثقة من الحفاظ ، ممن يحسن الحديث ، وسئل أبي عنه فقال : صدوق.

حدّثني الأزهري ، أنبأنا أبو سعد الإدريسي ، حدّثنا أحمد بن أحيد البخاريّ ، حدّثنا صالح بن محمّد الحافظ قال : سمعت حجّاج بن الشّاعر يقول : جمعت لي أمي مائة رغيف فجعلتها في جراب ، وانحدرت إلى شبابة بالمدائن فأقمت ببابه مائة يوم ، كل يوم أجيء برغيف فأغمسه في دجلة فآكله ، فلما نفد خرجت.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن عليّ بن عبدوس الأهوازيّ ، حدّثنا أبو بكر بن المقرئ الأصبهانيّ قال : سمعت أبا بشر الدولابي يقول : كان عند الحجّاج بن الشّاعر حديث يسأل عنه قال : فصرنا إليه نسأله ، قال : فجلس يبكي فقلنا : مالك تبكي؟ فقال : إذا حدّثتكم بهذا أيش يبقى عندي؟!

أخبرني الأزهري قال : قال لنا أبو بكر بن شاذان ، حدّثنا أبو عبيد بن المحامليّ قال : بلغني عن حجّاج بن الشّاعر أنه سمعه بعض الجيران وهو يقول : كذبت يا عدو الله ، كذبت يا عدو الله ، قال : فدخل عليه فقال : ما هذا؟ قال : أدخلت إحليلي في جوف البالوعة ، فجاء الشيطان فقال : قد أصاب طهرك. قال : وبلغني أنه مر يوما في درب وفي آخره ميزاب ، فقال : أصابني لم يصبني؟ فلما طال عليه جاء فجلس تحته وقال : استرحت من الشك.

__________________

٤٣٤٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٥٣.

٢٣٥

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : وسئل يحيى بن معين عن حجّاج بن الشّاعر ، فبزق لما سئل عنه.

أخبرني محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازيّ ، أنبأنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أنبأنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : قلت له ـ يعني لأبي داود سليمان بن الأشعث ـ أيما أحب إليك ، الرمادي ، أو حجّاج بن الشّاعر؟ فقال : حجّاج خير من مائة مثل الرمادي.

حدّثني محمّد بن يوسف القطّان النّيسابوري ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو محمّد حجّاج بن يوسف يقال له ابن الشّاعر ، بغدادي ثقة.

أنبأنا عليّ بن محمّد السّمسار ، أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع ، أن حجّاج بن الشّاعر مات لعشر بقين من رجب سنة تسع وخمسين ومائتين.

ذكر من اسمه حاتم

٤٣٤٥ ـ حاتم بن عنوان ، أبو عبد الرّحمن الأصم :

من أهل بلخ وكان أحد من عرف بالزهد والتقلل ، واشتهر بالورع والتقشف ، وله كلام مدون في الزهد والحكم ، وأسند الحديث عن شقيق بن إبراهيم ، وشدّاد بن حكيم البلخيّين ، وعبد الله بن المقدام ، ورجاء بن محمّد الصغاني. روى عنه حمدان ابن ذي النون ، ومحمّد بن فارس البلخيّان ، ومحمّد بن مكرم الصّفّار البغداديّ ، وغيرهم. وقدم حاتم بغداد في أيام أبي عبد الله أحمد بن حنبل واجتمع معه.

حدّثنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق ، حدّثنا عليّ بن عبد الله الهمذاني ، حدّثنا إبراهيم ابن أبي حصين ، حدّثنا عبد الله بن غنام ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن جعفر الحلواني ، حدّثني أبو عبد الله الخواص ـ وكان من علية أصحاب حاتم ـ قال : لما دخل حاتم

__________________

٤٣٤٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٥٣.

٢٣٦

بغداد اجتمع إليه أهل بغداد فقالوا له : يا أبا عبد الرّحمن أنت رجل عجمي ، وليس يكلمك أحد إلّا قطعته ، لأي معنى؟! فقال حاتم : معي ثلاث خصال بها أظهر على خصمي ، قالوا : أي شيء هي؟ قال : أفرح إذا أصاب خصمي ، وأحزن له إذا أخطأ ، وأحفظ نفسي لا تتجاهل عليه. فبلغ ذلك أحمد بن محمّد بن حنبل فقال : سبحان الله ما أعقله من رجل.

ذكر محمّد بن أبي الفوارس أن طلحة بن عمر بن عليّ الحذّاء حدّثهم قال : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن المهتدي الحنفي ، حدّثنا أبو جعفر الهرويّ قال : كنت مع حاتم كر وقد أراد الحج ، فلما وصل إلى بغداد قال لي : يا أبا جعفر أحب أن ألقي أحمد بن حنبل ، فسألنا عن منزله ، ومضينا إليه ، فطرقت عليه الباب ، فلما خرج قلت : يا أبا عبد الله أخوك حاتم ، قال : فسلم عليه ورحب به وقال له ـ بعد بشاشته به ـ : أخبرني يا حاتم فيم التخلص من الناس؟ قال : يا أحمد في ثلاث خصال ، قال : وما هي؟ قال : أن تعطيهم مالك ولا تأخذ من مالهم شيئا ، قال : وتقضي حقوقهم ولا تستقضي أحدا منهم حقا لك ، قال : وتحتمل مكروههم ولا تكره أحدا على شيء ، قال : فأطرق أحمد ينكت بإصبعه على الأرض ، ثم رفع رأسه ثم قال : يا حاتم إنها لشديدة ، فقال له حاتم : وليتك تسلم ، وليتك تسلم ، وليتك تسلم.

أنبأنا أحمد بن عليّ بن الحسين المحتسب قال : حدّثنا الحسن بن الحسين الهمذاني ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن إسحاق السرخسي قال : سمعت أبا الحسن محمّد بن الحسين الجرجانيّ يقول : سمعت الحسن بن عليّ العابد يقول : سمعت حاتما الأصم ـ وقد سأله سائل على أي شيء بنيت أمرك؟ ـ فقال : على أربع خصال ؛ على أن لا أخرج من الدّنيا حتى أستكمل رزقي ، وعلى أن رزقي لا يأكله غيري ، وعلى أن أجلي لا أدري متى هو ، وعلى أن لا أغيب عن الله طرفة عين. قال : وسمعت حاتما يقول : لو أن صاحب خبر جلس إليك ليكتب كلامك لاحترزت منه ، وكلامك يعرض على الله فلا تحترز؟

أنبأنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي الحسن القرميسيني ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد الجرجرائي ، حدّثنا عبد الله بن سهل الرّازيّ قال : قال رجل لحاتم الأصم : بلغني أنك تجوز المفاوز من غير زاد؟ فقال : بل أجوزها بالزاد ، إنما زادي فيها أربعة أشياء ، قال : ما هي؟ قال : أرى الدّنيا كلها ملكا لله وأرى الخلق كلهم عباد الله

٢٣٧

وعياله ، وأرى الأسباب والأرزاق كلها بيد الله ، وأرى قضاء الله نافذا في كل أرض الله ، فقال له الرجل : نعم الزاد زادك يا حاتم ، أنت تجوز به مفاوز الآخرة ، فكيف مفاوز الدّنيا؟

أخبرني الأزهري ، أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، حدّثني محمّد بن عمرو بن مكرم الصّفّار قال : قرأ علينا عمي محمّد بن مكرم ـ وذكر أنه سمعه من أبي عبد الرّحمن حاتم الأصم ـ قال : قال حاتم : جعلت على نفسي إن قدمت مكة أن أطوف حتى أنقطع ، وأصلي حتى أنقطع وأتصدق بجميع ما معي ، فلما قدمت صليت حتى انقطعت ، وطفت حتى انقطعت ، فقويت على هاتين الخصلتين ولم أقو على الأخرى ، قال : كنت أخرج من هاهنا ويجيء من هاهنا! وقال : قال حاتم : وقع الثلج ببلخ فمكثنا في بيت ثلاثة أيام ومعي أصحابنا ، فقلت لهم : يخبرني كل رجل منكم بهمته؟ قال : فأخبروني فإذا ليس فيهم أحد لا يريد أن يتوب من تلك الهمة ، قال : قالوا لي : ما همتك أنت يا أبا عبد الرّحمن؟ قال : قلت : ما همتي الساعة إلّا شفقة على إنسان يريد أن يحمل رزقي في هذا الطين. قال : فإذا رجل قد جاء ومعه جراب خبز وقد زلق فامتلأت ثيابه طينا فقال : يا أبا عبد الرّحمن خذ هذا الخبز. قال حاتم : وخرجت في سفر ومعي زاد ، فنفد زادي في وسط البرية ، فكان قلبي في البرية والحضر واحدا.

أخبرني الأزهري ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو مزاحم ، حدّثني محمّد بن عمرو الصّفّار ، حدّثني عبد الله بن مت البلخيّ قال : سمعت حاتما الأصم وقيل له من أين تأكل؟ فقال : (وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) [المنافقون ٧].

أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أحمد بن بندار الفقيه يقول : حدّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم قال : سمعت أبا تراب النخشبي يقول : سمعت حاتما يقول : لي أربع نسوة ، وتسعة من الأولاد ما طمع الشيطان أن يوسوس إلى في شيء من أرزاقهم.

أنبأنا عبد الكريم بن هوازن القشيري قال : سمعت أبا علي الحسن بن عليّ الدّقّاق يقول : جاءت امرأة فسألت حاتما عن مسألة ، فاتفق أن خرج منها في تلك الحالة صوت فخجلت. فقال حاتم : ارفعي صوتك ، وأرى من نفسه أنه أصم. فسرت المرأة لذلك ، وقالت إنه لم يسمع الصوت فغلب عليه اسم الصمم.

٢٣٨

حدّثنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق ، حدّثنا عليّ بن عبد الله الهمذاني ، حدّثنا محمّد ابن عبيد الله بن حفص عن عليّ بن الموفق. قال : سمعت حاتم ـ وهو الأصم ـ يقول : لقينا الترك ، وكان بيننا جولة ، فرماني تركي بوهق فأقبلني عن فرسي ، ونزل عن دابته فقعد على صدري ، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة ، وأخرج من خفه سكينا ليذبحني به ، فو حق سيدي ما كان قلبي عنده ولا عند سكينه ، إنما كان قلبي عند سيدي أنظر ما ذا ينزل به القضاء منه ، فقلت سيدي قضيت على أن يذبحني هذا فعلى الرأس والعين ، إنما أنا لك وملكك ، فبينا أنا أخاطب سيدي وهو قاعد على صدري ، آخذ بلحيتي ليذبحني ، إذ رماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه ، فسقط عني ، فقمت أنا إليه فأخذت السّكين من يده فذبحته! فما هو إلّا أن تكون قلوبكم عند السيد حتى تروا من عجائب لطفه ما لم تروا من الآباء والأمهات.

أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حبّان ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن زكريّا ، حدّثنا أبو تراب عسكر بن الحصين قال : جاء رجل إلى حاتم الأصم فقال : يا أبا عبد الرّحمن أي شيء رأس الزهد ، ووسط الزهد ، وآخر الزهد؟ فقال : رأس الزهد الثقة بالله ، ووسطه الصبر ، وآخره الإخلاص.

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد ابن نصير الخلدي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدّثنا سعدون الرّازيّ قال : كنت مع حاتم الخراساني فكان يتكلم ، فقل كلامه فقيل له في ذلك قد كنت تتكلم فتنفع الناس؟ فقال : إني لا أحب أن أتكلم كلمة قبل أن أستعد جوابها لله ، فإذا قال الله تعالى لي يوم القيامة لم قلت كذا؟ قلت : يا رب لكذا.

حدّثني الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدّب ، عن أبي سعد الإدريسي قال : سمعت عبد الله بن محمّد بن شاه السّمرقنديّ ـ بها ـ يقول : سمعت محمّد بن أحمد بن الفضل أبي العبّاس بن الحكيم البلخيّ يقول : سمعت أبا بكر الورّاق يقول : حاتم الأصم ، لقمان هذه الأمة!

٤٣٤٦ ـ حاتم بن الليث بن الحارث بن عبد الرّحمن ، أبو الفضل الجوهريّ :

سمع عبيد الله بن موسى ، وسعيد بن داود الزبيري ، ويعقوب بن محمّد الزّهريّ ، وإسماعيل بن أبي أويس ، والحسين بن محمّد المروزي ، ويحيى بن حامد البصريّ

__________________

٤٣٤٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٧٥.

٢٣٩

وفهد بن عوف ، ومحمّد بن عبد الله بن الرومي ، وسلم بن إبراهيم. روى عنه محمّد ابن محمّد الباغندي ، وأبو العبّاس السّرّاج النّيسابوري ، وجماعة آخرهم محمّد بن مخلد الدوري.

وبعض الرواة عنه يقول : حدّثنا حاتم بن أبي الليث وكان ثقة ثبتا ، متقنا حافظا.

أنبأنا أبو عمر بن مهديّ ، أنبأنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا حاتم بن الليث ، حدّثنا ابن أبي أويس ، حدّثني ابن أبي الزناد ، عن أبي الزناد ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كنت لك كأبي زرع لأم زرع (١)».

أخبرني الحسين بن عليّ الطّناجيريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : قرأت على محمّد بن مخلد العطّار قال : ومات حاتم الجوهريّ سنة اثنتين وستين ـ يعني ومائتين ـ.

٤٣٤٧ ـ حاتم بن محمّد ، أبو محمّد البلخيّ :

قدم بغداد وحدّث بها عن قتيبة بن سعيد البغلاني ، وعبد الله بن عبد الوهّاب الخوارزميّ. روى عنه محمّد بن مخلد. أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد الله المقرئ ، حدّثنا محمّد بن بكران بن عمران البزّاز ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا حاتم بن محمّد أبو محمّد البلخيّ قال : سمعت أبا رجاء ـ يعني قتيبة بن سعيد ـ يقول : لو لا الثوري لمات الورع.

٤٣٤٨ ـ حاتم بن يحيى الأدميّ :

حدّث عن أبي كامل الجحدري. روى عنه أبو القاسم الطبراني.

أنبأنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهانيّ ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا حاتم بن يحيى الأدميّ البغداديّ ، حدّثنا أبو كامل الجحدري ، حدّثنا عبد الوارث بن سعيد ، حدّثنا أيّوب السختياني ، عن محمّد بن سيرين ، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا ترجعوا بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض(١)».

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ٣٥. وصحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة باب ١٤. وفتح الباري ٩ / ٢٥٦ ، ٢٥٧.

) ٤٣٤٨ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٤١ ، ٢ / ٢١٦ ، ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، ٧ / ١٣٠ ، ٨ / ٤٨ ، ١٩٨ ، ٩ / ٣ ، ٦٣ ، ٦٤ ، ١٦٣. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ٢٩.

٢٤٠