تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٦

مخلد العطّار ، حدّثنا أبو عمر حفص بن عمرو الربالي ، حدّثنا عبد الوهّاب الثقفي ، حدّثنا أيّوب عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن الحويرث عن ابن عبّاس : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج من الخلاء فأتى بطعام ، فعرض عليه الوضوء فقال : «أصلي فأتوضأ (٢)»؟.

أنبأنا هلال بن محمّد الحفّار ، أنبأنا الحسين بن يحيى بن عياش القطّان ، حدّثنا حفص بن عمرو الربالي ، حدّثنا سهل بن زياد ، حدّثنا سليمان التّيميّ ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا نودي بالصلاة ، فتحت أبواب السماء ، واستجيب الدعاء (٣)».

أنبأنا عليّ بن محمّد السّمسار ، أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا عبد الباقي ابن قانع : أن حفص بن عمرو الربالي مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين.

٤٣٢٠ ـ حفص بن عمرو ، أبو بكر الحبطي المعروف بالسّيّاري :

بصري قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، وسليمان بن كراز ، ويونس بن عبد الله العميري. وأبي عمر حفص بن عمر الضّرير. روى عنه محمّد بن عبد الملك التاريخي ، ومحمّد بن مخلد ، وعليّ بن إسحاق المادراني ، وكان ثقة.

أنبأنا محمّد بن عبد الواحد ، أنبأنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : ومات أبو بكر السّيّاري البصريّ فيما بلغنا يوم الأحد لتسع خلون من شوّال سنة تسع وستين.

٤٣٢١ ـ حفص بن إبراهيم بن حفص بن عمر بن عبد الله بن أوس بن عمرو ابن غزية الأنصاريّ :

صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يكنى أبا حكيم. حدّث عن يحيى بن عثمان الحربيّ.

روى عنه عبد الباقي بن قانع القاضي.

وذكره الدار قطني فقال : بغدادي لا بأس به.

٤٣٢٢ ـ حفص بن عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث بن طلق النّخعيّ ، أبو الحسن الكوفيّ :

قدم بغداد وحدّث عن أحمد بن عبد الحميد الحارثي. روى عنه القاضي الجرّاحي.

__________________

) انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٣٥٩. وسنن الدارمي ١ / ١٩٦. وحلية الأولياء ٨ / ٣٣١.

) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٣ / ٥٤. وكنز العمال ٣٣٤٣.

٤٣٢٠ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٢١٣.

٢٠١

أنبأنا عليّ بن عمر الحربيّ الزاهد ، حدّثنا عليّ بن الحسن الجرّاحي ، أنبأنا أبو الحسن حفص بن عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث ، حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ، حدّثنا أبو أسامة عن ابن جريج ، عن الزّهريّ ، عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك عن أبيه : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يقدم من سفر إلّا نهارا في الضحى ، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم جلس فيه.

٤٣٢٣ ـ حفص بن عمر بن هبيرة ، أبو عمر البخاريّ الكرماني :

من أهل قرية يقال لها كرمينية. ذكر أبو القاسم بن الثلاج : أنه قدم بغداد حاجّا وحدّثهم عن [أبي] شجاع بن شجاع الكشاني.

ذكر من اسمه الحارث

٤٣٢٤ ـ الحارث بن عميرة الزبيدي ، ويقال : الحارثي :

يعد في الشاميين. سمع معاذ بن جبل ، وسلمان الفارسيّ. وكان ورد المدائن ، فسمع بها من سلمان. حدّث عنه : عبد الرّحمن بن غنم ، وعكرمة. وغيرهما.

أنبأنا عبد العزيز بن محمّد بن جعفر العطّار ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا يعقوب بن يوسف بن المطوعي ، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم ، عن عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرّحمن بن غنم ، عن الحارث بن عميرة قال : قدمت إلى سلمان إلى المدائن فوجدته في مدبغة له يعرك إهابا له بكفيه ، فلما سلمت عليه قال : مكانك حتى أخرج إليك. قال الحارث : والله ما أراك تعرفني يا أبا عبد الله ، قال : بلى قد عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك فإن الأرواح عند الله جنود مجندة ، فما تعارف منها في الله ائتلف ، وما كان في غير الله اختلف. هكذا رواه عبد الرّحمن بن غنم عن الحارث بن عميرة مرفوعا ورفعه عكرمة مولى ابن عبّاس عن الحارث.

كذلك : أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السّرّاج ـ بنيسابور ـ أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي ، أنبأنا معاذ بن نجدة القرشيّ ، حدّثنا خلاد

__________________

٤٣٢٣ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٤٠٢ ، ٤٠٣.

٢٠٢

ابن يحيى ، حدّثنا عبد الأعلى بن أبي المساور ، عن عكرمة عن الحارث بن عميرة عن سلمان الفارسيّ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف (١)».

أنبأنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : الحارث بن عميرة الزبيدي شامي ، هو من أصحاب معاذ ، سمع منه أبو المليح عامر بن أسامة ، بصري صدوق.

٤٣٢٥ ـ الحارث بن قيس ، أبو موسى الهمداني :

يعد في الكوفيّين. سمع عليّ بن أبي طالب ، وحضر معه الحرب بالنهروان. روى عنه محمّد بن قيس الأسديّ.

أنبأنا عليّ بن يحيى بن جعفر ـ الإمام بأصبهان ـ حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا عليّ بن عبد العزيز ، حدّثنا أبو نعيم.

وأنبأنا الحسن بن بكر ـ واللفظ له ـ أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغويّ ، حدّثنا محمّد بن أحمد الرياحي ، حدّثنا عبد العزيز بن أبان قالا : حدّثنا سفيان عن محمّد بن قيس الهمداني ، عن أبي موسى الهمداني قال : كنت مع عليّ بن أبي طالب يوم النهر حين قال : التمسوا ذا الثدية ، فالتمسوه فجعلوا لا يجدونه ، فجعل يعرق جبين عليّ ويقول : ما كذبت ، فالتمسوه فوجدوه في دالية وجدول تحت قتلى ، فأتى به ، فخر علي ساجدا.

أنبأنا ابن الفضل القطّان ، أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال :

وأنبأنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو موسى الحارث بن قيس رأى عليا. روى عنه محمّد بن قيس ، زاد مسلم ـ الأسدي ـ روى حديثه إسرائيل بن يونس عن محمّد بن قيس فسمى أبا موسى مالكا ، وسمى أباه الحارث ، ونحن نذكره في باب الميم ، إن شاء الله.

__________________

(١) ٤٣٢٤ ـ انظر الحديث في : المستدرك ٤ / ٢٤٠ ، ٤٢٠. وإتحاف السادة المتقين ٦ / ١٨٢ ، ١٨٣. وقد سبق تخريج الحديث ، راجع الفهرس.

٢٠٣

٤٣٢٦ ـ الحارث بن النّعمان بن سالم، أبو النّضر البزّاز ويقال : الأكفاني :

حدّث عن حريز بن عثمان ، وعن الحارث بن النّعمان بن أخت سعيد بن جبير ، وسفيان الثوري وشيبان بن عبد الرّحمن ، وشعبة بن الحجّاج ، وأيّوب بن عتبة ، وأبي سهل محمّد بن عمرو الأنصاريّ ، وأبي مالك النّخعيّ. روى عنه أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، والقاسم بن سعيد وسعيد بن المسيّب وشريك ، وأبو علوية الحسين بن منصور ، وأبو العوام أحمد بن يزيد الرياحي ، وغيرهم.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، حدّثنا أبو النّضر البزّاز : حارث بن النّعمان طوسي.

أنبأنا أبو بكر البرقاني ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، أنبأنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا ابن عمّار ، حدّثنا الحارث بن النّعمان أبو النّضر ـ كان يبيع الأكفان بباب الشام ـ.

أنبأنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أنبأنا عمر بن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن ناجية ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي إسرائيل المروزي ، حدّثنا الحارث بن النّعمان بن سالم ـ وكان في السوق هاهنا بباب الشام ـ قال : حدّثني الحارث بن النّعمان بن سالم قال : الحارث بن النّعمان اسم هذا الشيخ على اسمي واسم أبي واسم جدي. قال : دخلت على أنس بن مالك فرأيت عليه برنسا ودنية (١) صوف. فسألته فقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصدقة تمنع سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص(٢)».

٤٣٢٧ ـ الحارث بن مرة بن مجاعة. أبو مرة الحنفي اليمامي :

حدّث عن يزيد الرقاشي ، وسكين الهجري ، وغيرهما. قدم بغداد وحدّث بها فروى عنه أبو جعفر النفيلي ، وأحمد بن حنبل ، وسريج بن يونس ، وسليمان بن أبي شيخ. وقال سليمان : حدّثنا بواسط ، وكان جاء من البصرة يريد بغداد.

أنبأنا بشرى بن عبد الله الرومي ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو مرة الحارث بن مرة بن مجاعة اليمامي ،

__________________

(١) ٤٣٢٦ ـ دنية : قلنسوة.

(٢) انظر الحديث في : كشف الخفا ٢ / ٢٩. وإتحاف السادة المتقين ٤ / ١٧٣. وإرواء الغليل ٣ / ٣٩٣. وكنز العمال ١٥٩٨٢.

٢٠٤

حدّثنا نفيس عن عبد الله بن جابر العبدي قال : كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من عبد القيس ـ ولست منهم ـ وإنما كنت مع أبي. قال : فنهاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الشرب في الأوعية التي سمعتم : الدباء ، والحنتم ، والنقير ، والمزفت.

أنبأنا الحسين بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، أنبأنا عليّ بن عمر بن محمّد الحربيّ ، حدّثنا حامد بن شعيب البلخيّ ، حدّثنا سريج بن يونس ، حدّثنا الحارث بن مرة قال : حدّثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عند أذان المؤذن يستجاب الدعاء ، فإذا كان الإقامة لا ترد دعوته (١)».

٤٣٢٨ ـ الحارث بن خليفة ، أبو العلاء المؤدّب ـ وقيل : الناقد ـ :

سمع شعبة بن الحجّاج وإسماعيل بن عليّة ، وأبان بن يزيد ، وبقية بن الوليد. روى عنه عبّاس الدوري وحمدان بن عليّ الورّاق ، وبتان بن سليمان الدّقّاق ، وإبراهيم بن راشد الأدميّ ، وأحمد بن زياد السّمسار ، ومحمّد بن غالب التمتام.

أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن نجيح ، حدّثنا أحمد بن زياد ابن مهران ـ أبو جعفر ـ حدّثنا الحارث بن خليفة ، حدّثنا شعبة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال : صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي ابن الدحداح ، فلما رجع أتى بفرس قال : والفرس عرى قال : فركبه فجعل يتقمص (١) به ، ونحن نسعى خلفه.

أنبأنا البرقانيّ ، أنبأنا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال : أبو العلاء الحارث بن خليفة الناقد ، بغدادي صالح.

٤٣٢٩ ـ الحارث بن سريج ، أبو عمر النقال :

خوارزمي الأصل ، حدّث عن حمّاد بن سلمة ، وحمّاد بن زيد ، ويزيد بن زريع ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن إدريس ومعتمر بن سليمان ، وعبد الرّحمن بن مهديّ. روى عنه أحمد بن منصور الرمادي وأحمد بن أبي خيثمة ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وإبراهيم بن هاشم البغويّ ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، وغيرهم.

وقال ابن أبي حاتم : كتب عنه أبو زرعة وترك حديثه وامتنع أن يحدثنا عنه.

أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا

__________________

(١) ٤٣٢٧ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٣٣٤٧.

(١) ٤٣٢٨ ـ قمص الفرس قمصا وقماصا ، وهو أن ينفر ويرفع يديه ويطرحهما معا (النهاية).

٢٠٥

إبراهيم بن هاشم بن الحسين ، حدّثنا محمّد بن المنهال الضّرير ـ أبو عبد الله ـ وحارث ابن سريج النقال قالا : حدّثنا يزيد بن زريع ، حدّثنا شعبة عن سليمان الأعمش ، عن أبي ظبيان عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيما صبي حج ثم بلغ الحنث ، فعليه أن يحج حجة أخرى ، وأيما أعرابي حج ثم هاجر ، فعليه أن يحج حجة أخرى ، وأيما عبد حج ثم أعتق فعليه أن يحج مرة أخرى (١)». لم يرفعه إلّا يزيد بن زريع عن شعبة ، وهو غريب.

حدّثت عن عليّ بن الحسن الجرّاحي قال : أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال : قال جدي : كان عبد الرّحمن بن إسحاق مفضلا على حارث النقال ، وكان عبد الرّحمن وجد على بعض وكلائه ، قال : فوجه بحارث ليشرف على هذا الوكيل ، قال : فكان يأخذ في كل يوم من غنم عبد الرّحمن حملا فيأكله ، قال : فكتب الوكيل إلى عبد الرّحمن : أيها القاضي وجهت إلينا بأمين ، والله لو أن الذئب ، أو السبع ، مجاور لضيعتك ما قدر أن يأخذ كل جمعة حملا ، وهذا الأمين يأكل كل يوم حملا! أو كما قال.

أنبأنا الأزهري ، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال : الحارث بن سريج النقال بغدادي. ذكر ليحيى بن معين فلم يرضه. آخر من حدّث عنه أبو عبد الله بن أحمد بن الحسن ابن عبد الجبّار الصّوفيّ.

قلت : قد اختلف قول يحيى بن معين فيه.

فأنبأنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : ـ وسئل عن يحيى بن معين وأنا أسمع ـ عن حارث النقال ، وأحمد بن إبراهيم الموصليّ؟ فقال : ثقتين صدوقين.

أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب ، أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن حيّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده. قال أبو زكريّا : حارث النقال ، قد سمع ، ما هو من أهل الكذب ، ولكن ليس له بخت.

أنبأنا الصّيمريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين

__________________

(١) ٤٣٢٩ ـ انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٣٢٥. ومجمع الزوائد ٣ / ٢٠٥. ونصب الراية ٣ / ٧.

٢٠٦

الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين ـ وألقى عليه حديث الحارث النقال ـ فأنكره ، وقال فيه قولا سمجا قبيحا.

أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقي ، أنبأنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قلت ليحيى بن معين : إن حارثا النقال يحدث عن ابن عيينة عن عاصم بن كليب حديث وائل بن حجر : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولي شعر؟ قال : كل من حدّث بحديث عاصم بن كليب عن ابن عيينة فهو كذاب خبيث ، ليس حارث بشيء.

وقال العقيلي : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن الهيثم قال : سمعت أبا معمر القطيعي ـ وذكر الحارث بن سريج ـ فقال : لو كان الحارث بن سريج في المطبخ امتلأ ذبانا.

أنبأنا الجوهريّ ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : قال أبو حذيفة عبد الله بن مروان بن معاوية ليحيى ابن معين : حارث كان صاحب حديث؟ قال : كان يطلب الحديث فقال أبو خيثمة : كان صاحب شغب ـ يعني حارثا ـ أي يشغب في الحديث.

أنبأنا البرقاني ، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : الحارث النقال ليس بثقة.

قلت : وكان الحارث يذهب إلى الوقف في القرآن. أنبأنا محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدّقّاق ، أنبأنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : حدّثني أبو عبد الله ـ يعني السلمي ـ قال : سألت حارثا النقال : ما تقول في القرآن؟ فقال : كلام الله ، لا أقول غير هذا. فقلت له : إن أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول هو كلام الله غير مخلوق؟ فقال لي : إن أبا عبد الله لثقة عدل.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا محمّد بن عمر بن غالب ، أنبأنا موسى بن هارون قال : مات حارث النقال وكان واقفيا شديد الوقوف ، وكان يتهم في الحديث سنة ست وثلاثين ـ يعني ومائتين ـ.

٤٣٣٠ ـ الحارث بن أسد ، أبو عبد الله المحاسبي :

أحد من اجتمع له الزهد والمعرفة بعلم الظاهر والباطن ، وحدّث عن يزيد بن

__________________

٤٣٣٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٠٨. وطبقات الصوفية. وتهذيب التهذيب ٢ / ١٣٤. ـ

٢٠٧

هارون ، وطبقته. روى عنه أبو العبّاس بن مسروق الطوسي وغيره. وللحارث كتب كثيرة في الزهد ، وفي أصول الديانات ، والرد على المخالفين من المعتزلة ، والرافضة ، وغيرهما ، وكتبه كثيرة الفوائد ، جمة المنافع.

وذكر أبو عليّ بن شاذان يوما كتاب الحارث في الدماء فقال : على هذا الكتاب عول أصحابنا في أمر الدماء التي جرت بين الصحابة.

أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا أحمد بن الحسن ابن عبد الجبّار الصّوفيّ ، حدّثنا الحارث بن أسد ، حدّثنا محمّد بن كثير الصّوفيّ ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عبد الرّحمن بن الأسود ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود قال : شغل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أمر المشركين فلم يصل الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، فلما فرغ صلاهنّ الأول فالأول ، وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أحمد بن القاسم نصر بن زيد الشّاعر ، أنبأنا محمّد بن عليّ بن مخلد الورّاق ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا أحمد بن القاسم بن نصر ـ أخو أبي الليث ـ حدّثنا الحارث ابن أسد المحاسبي ، حدّثنا يزيد بن هارون ، حدّثنا شعبة. وقال الخلّال عن شعبة عن القاسم عن عطاء الكيخاراني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفضل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة ، حسن الخلق».

أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثني أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن ميمون قال : سمعت الحارث المحاسبي يقول : أنشدني عبد العزيز بن عبد الله

الخوف أولى بالمس

يء إذا تأله والحزن

والحب يحسن بالمط

يع وبالنقي من الدرن

والشوق للنجباء والأ

بدال عند ذوى الفطن

أنبأنا أحمد بن محمّد بن العتيقي ، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني ، وعليّ بن عليّ البصريّ ، والحسن بن عليّ الجوهريّ. قالوا : أنبأنا الحسين بن محمّد بن عبيد

__________________

ـ وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٣٤. وصفة الصفوة ٢ / ٢٠٧. وميزان الاعتدال ١ / ١٩٩. وحلية الأولياء ١٠ / ٧٣. ووفيات الأعيان ١ / ١٢٦. والأعلام ٢ / ١٥٣. ومقدمة كتاب آداب النفوس بتحقيق الأستاذ / عبد القادر عطا.

٢٠٨

الدّقّاق قال : سمعت أبا العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق يقول : سمعت حارثا المحاسبي يقول : ثلاثة أشياء عزيزة أو معدومة : حسن الوجه مع الصيانة ، وحسن الخلق مع الديانة ، وحسن الإخاء مع الأمانة.

أنبأنا أحمد بن عليّ بن الحسين المحتسب ، حدّثنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني قال : سمعت محمّد بن أحمد بن هارون الزنجاني ـ بزنجان ـ قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق قال : قال حارث المحاسبي : لكل شيء جوهر ، وجوهر الإنسان العقل ، وجوهر العقل التوفيق.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أنبأنا محمّد بن الحسين النّيسابوري قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن شاذان يقول : سمعت أبا الحسين الزنجاني يقول : قال حارث المحاسبي : ترك الدّنيا مع ذكرها صفة الزاهدين ، وتركها مع نسيانها صفة العارفين.

أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرني جعفر الخلدي ـ في كتابه ـ قال : سمعت الجنيد بن محمّد يقول : كان الحارث المحاسبي يجيء إلى منزلنا ويقول : اخرج معنا نصحر ، فأقول له تخرجني من عزلتي وأمني على نفسي إلى الطرقات والآفات ، ورؤية الشهوات؟ فيقول : اخرج معي ولا خوف عليك فأخرج معه ، فكأن الطريق فارغ من كل شيء لا نرى شيئا نكرهه ، فإذا حصلت في المكان الذي يجلس فيه قال لي : سلني ، فأقول له : ما عندي سؤال أسألك ، فيقول لي : سلني عما يقع في نفسك ، فتنثال على السؤالات فأسأله عنها ، فيجيبني عنها للوقت ، ثم يمضي إلى منزله فيعملها كتبا.

قال : وسمعت الجنيد يقول : كنت كثيرا أقول للحارث : عزلتي أنسي ، تخرجني إلى وحشة رؤية الناس والطرقات؟ فيقول لي : كم أنسي وعزلتي؟ لو أن نصف الخلق تقربوا مني ما وجدت بهم أنسا ، ولو أن النصف الآخر ناء عني ما استوحشت لبعدهم.

قال : وسمعت الجنيد يقول : كان الحارث كثير الضر ، واجتاز بي يوما وأنا جالس على بابنا ، فرأيت على وجهه زيادة الضر من الجوع ، فقلت له : يا عم ، لو دخلت إلينا نلت من شيء عندنا؟ قال : أو تفعل؟ قلت : نعم ، وتسرني بذلك وتبرني ، فدخلت بين يديه ودخل معي ، وعمدت إلى بيت عمي ـ وكان أوسع من بيتنا لا يخلو من

٢٠٩

أطعمة فاخرة ، لا يكون مثلها في بيتنا سريعا ـ فجئت بأنواع كثيرة من الطعام. فوضعته بين يديه ، فمد يده وأخذ لقمة ، فرفعها إلى فيه ، فرأيته يلوكها ولا يزدردها ، فوثب وخرج وما كلمني ، فلما كان الغد لقيته ، فقلت : يا عم سررتني ثم نغصت عليّ؟ قال : يا بني أما الفاقة فكانت شديدة ، وقد اجتهدت في أن أنال من الطعام الذي قدمته إلىّ ولكن بيني وبين الله علامة إذا لم يكن الطعام مرضيا ارتفع إلى أنفي منه زفرة فلم تقبله نفسي ، فقد رميت تلك اللقمة في دهليزكم وخرجت.

أنبأنا أبو نعيم ، أخبرني جعفر الخلدي ـ في كتابه ـ قال : سمعت الجنيد يقول : مات أبو حارث المحاسبي يوم مات وإن الحارث لمحتاج إلى دانق فضة ـ وخلف مالا كثيرا. وما أخذ منه حبة واحدة وقال : أهل ملتين لا يتوارثان ، وكان أبوه واقفيّا.

أنبأنا أبو نعيم : قال : سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول : سمعت أبا عليّ بن خيران الفقيه يقول : رأيت أبا عبد الله الحارث بن أسد بباب الطاق في وسط الطريق متعلقا بأبيه ، والناس قد اجتمعوا عليه يقول له : طلق أمي فإنك على دين وهي على غيره؟

قلت : وكان أحمد بن حنبل يكره لحارث نظره في الكلام ، وتصانيفه الكتب فيه ، ويصد الناس عنه.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن إسحاق ـ يعني الصبغي ـ يقول : سمعت إسماعيل بن إسحاق السّرّاج يقول : قال لي أحمد بن حنبل يوما : يبلغني أن الحارث هذا ـ يعني المحاسبي ـ يكثر الكون عندك ، فلو أحضرته منزلك وأجلستني من حيث لا يراني فأسمع كلامه؟ فقلت : السمع والطاعة لك يا أبا عبد الله ، وسرني هذا الابتداء من أبي عبد الله ، فقصدت الحارث وسألته أن يحضرنا تلك الليلة ، فقلت وتسل أصحابك أن يحضروا معك ، فقال : يا إسماعيل فيهم كثرة فلا تزدهم على الكتب والتمر ، وأكثر منهما ما استطعت ، ففعلت ما أمرني به ، وانصرفت إلى أبي عبد الله فأخبرته ، فحضر بعد المغرب وصعد غرفة في الدار ، فاجتهد في ورده إلى أن فرغ ، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا ، ثم قاموا لصلاة العتمة ولم يصلوا بعدها ، وقعدوا بين يدي الحارث ، وهم سكون لا ينطق واحد منهم إلى قريب من نصف الليل ، فابتدأ واحد منهم وسأل الحارث عن مسألة ، فأخذ في الكلام وأصحابه يستمعون ، وكأنّ على رءوسهم الطير ،

٢١٠

فمنهم من يبكي ، ومنهم من يزعق ، وهو في كلامه. فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبي عبد الله ، فوجدته قد بكى حتى غشي عليه ، فانصرفت إليهم ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا فقاموا وتفرقوا ، فصعدت إلى أبي عبد الله وهو متغير الحال ، فقلت : كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبد الله؟ فقال : ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء القوم ، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل ، وعلى ما وصفت من أحوالهم فإني لا أرى لك صحبتهم ، ثم قام وخرج.

أنبأنا البرقانيّ ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم الميانجي ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ قال : شهدت أبا زرعة ـ وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه ـ فقال للسائل : إياك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات ، عليك بالأثر ، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب ، قيل له في هذه الكتب عبرة ، قال : من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة ، بلغكم أن مالك بن أنس. وسفيان الثوري والأوزاعي ، والأئمة المتقدمين ، صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟ هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم ، يأتونا مرة بالحارث المحاسبي ، ومرة بعبد الرّحيم الديبلي ، ومرة بحاتم الأصم ، ومرة بشقيق ، ثم قال : ما أسرع الناس إلى البدع.

حدثت عن دعلج بن أحمد قال : سمعت القاضي الحسين بن إسماعيل المحامليّ يقول : قال لي أبو بكر بن هارون بن المجدر : سمعت جعفر بن أخي أبي ثور يقول : حضرت وفاة الحارث ـ يعني المحاسبي ـ فقال : إن رأيت ما أحب تبسمت إليكم ، وإن رأيت غير ذلك تبينتم في وجهي. قال : فتبسم ثم مات.

أنبأنا إسماعيل بن أحمد الحيرى ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي قال : سمعت أبا القاسم النصرآباذي يقول : بلغني أن الحارث المحاسبي تكلم في شيء من الكلام فهجره أحمد بن حنبل ، فاختفى في دار ببغداد ومات فيها ، ولم يصل عليه إلّا أربعة نفر ، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.

٤٣٣١ ـ الحارث بن مسكين بن محمّد بن يوسف ، أبو عمرو المصري ، مولى محمّد بن زبان بن عبد العزيز بن مروان :

رأى الليث بن سعد ، وسأله ، وسمع سفيان بن عيينة الهلالي ، وعبد الرّحمن بن

__________________

٤٣٣١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٧.

٢١١

القاسم العتقي ، وعبد الله بن وهب القرشيّ : روى عنه كافة المصريين ، وكان فقيها على مذهب مالك بن أنس ، وكان ثقة في الحديث ، ثبتا. حمله المأمون إلى بغداد في أيام المحنة ، وسجنه لأنه لم يجب إلى القول بخلق القرآن ، فلم يزل ببغداد محبوسا إلى أن ولى جعفر المتوكل فأطلقه ، وأطلق جميع من كان في السجن. وحدّث الحارث ببغداد ، فسمع منه حمدان بن عليّ الورّاق ، والقاسم بن المغيرة الجوهريّ ، ويعقوب بن شيبة ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وغيرهم. ورجع إلى مصر وكتب إليه المتوكل بعهده على قضاء مصر ، فلم يزل يتولاه من سنة سبع وثلاثين ومائتين ، إلى أن صرف عنه في سنة خمس وأربعين ومائتين.

أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أنبأنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي ، حدّثنا الحارث بن مسكين ، حدّثنا ابن وهب ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال : جاء رجل من الأنصار إلى أبي فقال : يا أبا أسامة إني رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبا بكر ، وعمر ، وخرجوا من هذا الباب ، فإذا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : انطلقوا بنا إلى زيد بن أسلم نجالسه ونسمع من حديثه ، فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى جلس إلى جنبك فأخذ بيدك ، قال : فلم يكن بقاء أبي بعد هذا إلّا قليلا.

أنبأنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان. قال : قال لي عمي أبو عليّ عبد الرّحمن بن يحيى بن خاقان بن موسى : وسألته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن الحارث بن مسكين قاضي مصر. فقال فيه قولا جميلا ، وقال : ما بلغني عنه إلّا خير.

قرأنا على الجوهريّ عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا يحيى بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سئل يحيى بن معين ـ وأنا أسمع ـ عن الحارث بن مسكين المصري فقال : لا بأس به.

أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب ، أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن حيّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريّا : الحارث بن مسكين خير من أصبغ بن الفرج وأفضل ، وأفضل من عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وكان أصبغ من أعلم خلق الله كلهم برأي مالك ، يعرفها مسألة مسألة ، متى قالها مالك ، ومن خالفه فيها.

٢١٢

حدّثني محمّد بن أبي الحسن ، أنبأنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني ، أنبأنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ قال : الحارث بن مسكين ثقة مأمون.

أنبأنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي ، حدّثني محمّد بن نصر بن منصور قال : لما خرج الحارث ابن مسكين من بغداد إلى مصر اغتم عليه أبو عليّ بن الجروي غما شديدا فكتب إلى سعدان بن يزيد ـ وهو مقيم بمصر ـ يشكو ما نزل به من غم الفقد للحارث بن مسكين ، وكتب في أسفل كتابه :

من كان يسليه نأى عن أخي ثقة

فإنني غير سال آخر الأبد

وكيف ينساك من قد كنت راحته

وموضع المشتكى في الدين والولد

كنت الخليل الذي نرجو النجاة به

وكنت مني مكان الروح في الجسد

ففرقت بيننا الأقدار واضطرمت

بالوجد والشوق نار الحزن في كبدي

فأجابه سعدان بن يزيد :

أيها الشاكي إلينا وحشة

من حبيب ناء عنه فبعد

حسبك الله أنيسا ، فبه

يأنس المرء إذا المرء سعد

كل أنس بسواه زائل

وأنيس الله في عز الأبد

ولقد متعك الله به

بضع عشر من سنين قد تعد

لو تراه وأبا زيد معا

وهما للدين حصن وعضد

يدرسون العلم في مجلسهم

وإذا جنهم الليل هجد

وإذا ما وردت معضلة

أسند القوم إليه ما ورد

نوّر الله بهم مسجدهم

فهو للمسجد نور يتقد

أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : سنة ثمان وأربعين فيها مات الحارث بن مسكين.

[قلت] : هذا القول خطأ ، والصواب : ما أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا عليّ بن أبي سعيد بن يونس المصري ، حدّثنا أبي قال : ولد الحارث بن مسكين سنة أربع وخمسين ومائة ، وتوفي ليلة الأحد لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة خمسين ومائتين ، وصلّى عليه يزيد بن عبد الله ـ أمير كان على مصر وكبر عليه خمسا.

٢١٣

٤٣٣٢ ـ الحارث بن محمّد بن أبي أسامة ، أبو محمّد التّميميّ :

ولد في شوّال من سنة ست وثمانين ومائة ، وسمع عليّ بن عاصم ، ويزيد بن هارون ، وعبد الوهّاب بن عطاء ، وأبا النّضر هاشم بن القاسم ، وروح بن عبادة ، ومحمّد بن عمر الواقدي ، وعبيد الله بن موسى العبسي ، وأبا عاصم النبيل ، ومحمّد ابن كناسة ، وإسحاق بن عيسى بن الطباع ، والحسن بن موسى الأشيب ، وأسود بن عامر شاذان ، وهوذة بن خليفة وعفان بن مسلم ، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة ، وممن بعدها. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، ومحمّد بن جرير الطّبريّ. ومحمّد بن خلف وكيع ، ومحمّد بن خلف بن المرزبان ، وأحمد بن معروف الخشّاب ، ومحمّد ابن مخلد العطّار ، ومحمّد بن أحمد الحكيمي ، وعبد الصّمد بن عليّ الطّستيّ ، وأبو عمرو بن السّمّاك ، وأحمد بن سلمان النّجّاد ، وأبو سهل بن زياد ، وأحمد بن عثمان ابن الأدميّ ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وجعفر الخلدي ، وإسماعيل بن عليّ الخطبي ، وأبو بكر بن خلاد ، وجماعة غيرهم.

وهو : الحارث بن محمّد بن أبي أسامة ـ واسمه زاهر ـ عن يزيد بن عدي بن السائب بن شماس بن حنظلة بن عامر بن الحارث بن مرة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان. قرأت نسبه هذا بخط أبي عمر بن حيويه.

وأنبأنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، حدّثنا عبد الصّمد بن عليّ بن محمّد بن مكرم ، أنبأنا أبو محمّد الحارث بن محمّد بن الحارث بن داهر التّميميّ. كذا قال داهر بالدال ، وزاد قبله الحارث.

وكذلك أنبأنا عليّ بن القاسم البصريّ ، حدّثنا عليّ بن إسحاق المادراني ، حدّثنا الحارث بن محمّد بن الحارث بن داهر ، والله أعلم بالصواب.

وقال الدّارقطنيّ : هو صدوق.

حدّثني هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ ـ من كتابه ـ قال : سمعت أبا الحسين محمّد بن أحمد بن القاسم المحامليّ يقول : سمعت محمّد بن محمّد بن مالك الإسكافي يقول : سألت إبراهيم الحربيّ عن الحارث بن أبي أسامة وقلت له : أريد أن أسمع منه وهو يأخذ الدراهم. فقال : اسمع منه فإنه ثقة.

__________________

٤٣٣٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٥٠.

٢١٤

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق قال : أنبأنا إسماعيل بن عليّ الخطبي قال : مات أبو محمّد الحارث بن أبي أسامة ليلة عرفة ، ودفن يوم عرفة ضحوة النهار من سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قال : بلغ الحارث بن أبي أسامة ستا وتسعين سنة ، وكان يخضب بالحمرة ، وكان ثقة.

ذكر من اسمه الحكم

٤٣٣٣ ـ الحكم بن الصّلت ، الأعور المؤذّن :

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. سمع أباه ـ وكان أبوه يحدّث عن أبي هريرة ـ وسمع أيضا عبد الملك بن المغيرة ، ومحمّد بن عبد الله بن مطيع ، ويزيد بن شريك الفزاري. روى عنه خالد بن مخلد القطواني ، ومحمّد بن صدقة المديني ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، والهيثم بن جميل.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : سألت يحيى بن معين عن شيخ حدّثنا عنه الهيثم بن جميل يقال له : الحكم بن الصلت؟ فقال : مديني قدم بغداد.

٤٣٣٤ ـ الحكم بن عبد الملك البصريّ :

نزل الكوفة وقدم بغداد وحدّث بها عن قتادة بن دعامة ، وأبي صادق ، وزيد بن نافع ، وغيرهم. روى عنه مالك بن إسماعيل النهدي ، والحسن بن بشر بن مسلم البجليّ ، وسريج بن النّعمان الجوهريّ.

__________________

٤٣٣٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٤٢٩ (٧ / ٩٨). وتاريخ ابن معين ٢ / ١٢٣. والتاريخ الكبير ٢ / ت ٢٦٧٥. والجرح والتعديل ٣ / ت ٥٤٨. والولاة والقضاة ١٩. وثقات ابن حبان ، ورقة ٩٩. والتبيين في أنساب القرشيين ٢٠٨. وأسد الغابة ٢ / ٣٣. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٢٧٩. ونهاية السئول ، الورقة ٧٣. وتهذيب ابن حجر ٢ / ٤٢٧. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٥٤٥.

٤٣٣٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٤٣٦ (٧ / ١١٠). وتاريخ ابن معين ٢ / ١٢٥. وتاريخ الدارمي ٢٨٠. وسؤالات ابن الجنيد ، الورقة ٣٢. والتاريخ الكبير ٢ / ت ٢٦٧٦. وسؤالات الآجري لأبي داود ١٨. وتاريخ واسط لبحشل ١٢٩. وضعفاء النسائي ، الترجمة ١٢٣. وضعفاء العقيلي ، ـ

٢١٥

أنبأنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أنبأنا عبد الباقي بن قانع ، حدّثنا محمّد بن العبّاس المؤدّب ، حدّثنا سريج بن النّعمان ، حدّثنا الحكم بن عبد الملك ، عن عمّار عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن معاذ بن جبل قال : بينما النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض أسفاره ، إذ سمع مناديا ينادي ؛ الله أكبر ، فقال : «على الفطرة» قال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، قال : «شهد بشهادة الحق» قال : أشهد أن محمّدا رسول الله ، قال : «خرج من النار» وقال : «انظروا فستجدونه إما راعيا معزبا ، وإما مكلئا (١)». فوجدوه ، فإذا راع حضرته الصلاة فنادى بها.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت عليّ ابن المديني قال : الحكم بن عبد الملك أصله بصري ، وقدم الكوفة ، وهو من أصحاب قتادة.

أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم الأشناني قال : سمعت أحمد ابن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فالحكم بن عبد الملك ما حاله في قتادة؟ قال : ضعيف.

أنبأنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الحكم بن عبد الملك ـ صاحب قتادة ـ ضعيف الحديث.

أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين ـ وسئل عن الحكم بن عبد الملك ـ فقال : ليس حديثه بشيء.

وسئل يحيى مرة أخرى عن الحكم بن عبد الملك فقال : ضعيف.

قرأت على البرقانيّ عن محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن

__________________

ـ الورقة ٤٨. وتاريخ الطبري ٦ / ٤٢٠. والجرح والتعديل ٣ / ت ٥٦٤. والمجروحين ١ / ٢٤٨. وجمهرة ابن حزم ٨٦. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٤٠. وتذهيب الذهبي ١ / ورقة ٦٧. والكاشف ١ / ٢٤٦. وميزان الاعتدال ١ / ت ٢١٨٧. والمغني ١ / ت ١٦٦٤. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٠٨٢. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٢٨٠. ونهاية السئول ، الورقة ٧٣. وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٣١. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٥٥٣.

(١) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ١ / ٣٣٤ ، ٣٣٦.

٢١٦

محرز قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الحكم بن عبد الملك ، شيخ كوفي كان ينزل ببغداد ، يروي عن قتادة ، ضعيف الحديث.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : والحكم بن عبد الملك ضعيف الحديث جدّا ، له أحاديث مناكير.

أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ ، أنبأنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أنبأنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألته ـ يعني أبا داود سليمان ابن الأشعث ـ عن الحكم بن عبد الملك فقال : منكر الحديث بصري نزل الكوفة.

أنبأنا البرقانيّ ، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : الحكم بن عبد الملك ليس بالقوي.

أنبأنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن يزيد الغازي ، أنبأنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : الحكم ابن عبد الملك ، ضعيف الحديث كوفي.

٤٣٣٥ ـ الحكم بن فضيل ، أبو محمّد الواسطيّ :

نزل المدائن وحدّث بها عن خالد الحذّاء ، ويعلى بن عطاء ، وسيّار أبي الحكم. روى عنه أبو النّضر هاشم بن القاسم وبشر بن مبشر ، وعاصم بن عليّ ، ومحمّد بن أبان الواسطيّ. وقال عاصم بن عليّ : كان الحكم من أعبد أهل زمانه.

أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري ، حدّثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم ، حدّثنا الحكم بن فضيل ـ وكان بالمدائن ـ حدّثنا يعلى بن عطاء عن عبيد ـ يعني ابن جبر ـ عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يصلي على أهل البقيع ، فصلى عليهم في ليلة ثلاث مرات ، فلما كانت الثالثة قال : «يا أبا مويهبة أسرج لي دابتي ، حتى أنتهي إليهم» فنزل عن دابته ، وأمسكت الدابة ، ووقف عليهم ـ أو قال : قام ثم قال : «ليهنكم ما أنتم فيه مما فيه الناس ، أتت الفتن كقطع الليل يركب بعضها بعضا ، الآخرة شر من الأولى ، فليهنكم ما أنتم فيه». ثم رجع فقال : «يا أبا

__________________

٤٣٣٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١١.

٢١٧

مويهبة إني أعطيت ـ أو خيرت ـ ما فتح الله على أمتي من بعدي والجنة ، أو لقاء ربي» قال : قلت : بأبي وأمي يا رسول الله ، فاخترنا ، قال : «لأن تردّ على عقبيها ما شاء الله ، فاخترت لقاء ربي (١)» فما لبث بعد ذلك إلّا سبعا أو ثمانيا ، حتى قبض.

أنبأنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، والحسن بن أبي بكر قالا : أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا الحسن بن عليّ بن شبيب ، حدّثنا محمّد بن أبان الواسطيّ ، حدّثنا الحكم بن فضيل ـ وكان من العباد ـ.

قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد الصّيرفيّ أنه سمعه من أبي العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم وذهب أصله به.

ثم أنبأنا العتيقي ـ قراءة ـ أنبأنا عثمان بن محمّد المخرّميّ ، أخبرني الأصم أن العبّاس بن محمّد حدّثهم قال : سألت يحيى بن معين عن الحكم بن فضيل فقال : ثقة.

أنبأنا أحمد بن أبي جعفر ، أنبأنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن الحكم بن فضيل فقال : ثقة.

أنبأنا البرقانيّ ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم ، حدّثنا سعيد بن عمرو قال : قلت ـ يعني لأبي زرعة الرّازيّ ـ الحكم بن فضيل؟ قال : شيخ ليس بذاك. حدّث عنه أبو النّضر ، ومحمّد بن أبان.

أنبأنا الأزهري ، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ قال : الحكم بن فضيل أبو محمّد عداده في أهل واسط ، توفي سنة خمس وسبعين ومائة.

٤٣٣٦ ـ الحكم بن عبد الله بن مسلمة بن عبد الرّحمن ، أبو مطيع البلخيّ :

حدّث عن هشام بن حسّان ، وبكر بن خنيس ، وعباد بن كثير ، وعبد الله بن عون ، وإبراهيم بن طهمان ، وإسرائيل بن يونس ، وأبي حنيفة ، ومالك بن أنس ، وسفيان الثوري. روى عنه أحمد بن منيع ، وجماعة من أهل خراسان ، وكان فقيها بصيرا بالرأي ، وولى قضاء بلخ ، وقدم بغداد غير مرة وحدّث بها.

قرأت في كتاب أحمد بن قاج الورّاق الذي سمعه من عليّ بن الفضل بن طاهر البلخيّ قال : أبو يحيى ـ يعني عبد الصّمد بن الفضل بلغني عن القاسم بن زريق ـ

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند احمد ٣ / ٤٨٨. ومجمع الزوائد ٩ / ٢٤. وفي المطبوعة : " موهبة" تصحيف.

٤٣٣٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٧٧.

٢١٨

وكان من تلاميذ أبي مطيع قال : دخلت أنا وأبو مطيع بغداد ، فاستقبلنا أبو يوسف فقال : يا أبا مطيع كيف قدمت؟ قال : ثم نزل عن دابته فدخلا المسجد فأخذا في المناظرة.

وقال عليّ بن الفضل : أخبرني محمّد بن أحمد قال : كان في كتاب أحمد بن أبي علي أن أبا مطيع كان على قضاء بلخ ست عشرة سنة ، وكان يخضب بالحناء ، مات ببلخ ليلة السبت لاثنتي عشرة خلت من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين ومائة.

قال : وحدّثني ابنه أنه مات وهو ابن أربع وثمانين.

وقال عليّ بن الفضل : أخبرني محمّد بن محمّد بن غالب قال : سمعت ابن فضيل ـ يعني محمّد البلخيّ ـ يقول : مات أبو مطيع وأنا ببغداد ، فجاءني المعلى بن منصور فعزاني فيه ، ثم قال : لم يوجد هاهنا منذ عشرين سنة مثله.

وقال : علي حدّثني الحسن بن محمّد بن أبي حمزة التّميميّ ، حدّثنا عمران بن الرّبيع ـ أبو نهشل البلخيّ ـ قال : دخلت مع حمويه بن خليد العابد على شوذب بن جعفر سنة الرجفة ، فقال شوذب لحمويه : رأيت الليلة أبا مطيع في المنام ، فكأني قلت ما فعل بك؟ فسكت حتى ألححت عليه ، فقال : إن الله قد غفر لي ، وفوق المغفرة. قال : قلت : فما حال أبي معاذ؟ قال : الملائكة تشتاق إلى رؤيته. قال : قلت : فغفر الله له؟ قال لي : من تشتاق الملائكة إلى رؤيته لم يغفر الله له؟!

أخبرني محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الحسين الرّازيّ ، حدّثنا عليّ بن أحمد الفارسيّ قال : سمعت محمّد بن الفضيل ـ وهو البلخيّ ـ قال : سمعت عبد الله بن محمّد العابد قال : جاء كتاب من أسفل في كل مدينة يقرأ على المنابر ومعه حرسيان ، وفيه مكتوب : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) [مريم ١٢] وكان ولى عهده صبيّا ـ يعني الخليفة ـ قال : فلما جاء الكتاب إلى بلخ ليقرأ ، فسمع أبو مطيع ، فقام فزعا ودخل على والي بلخ فقال له : بلغ من خطر الدّنيا أن نكفر بسببها؟ فكرر مرارا حتى أبكى الأمير ، فقال الأمير لأبي مطيع : إني معك ، وإني عامل لا أجترئ بالكلام ، ولكن خليت الكورة إليك ، وكن مني آمنا ، وقل ما شئت. قال : وكان أبو مطيع يومئذ قاضيا ، قال : فذهب الناس إلى الجمعة ، وقال سلّم بن سالم : إني معك وأبو معاذ معك يا أبا مطيع ، قال : فجاء سلّم إلى الجمعة متقلدا بالسيف ، قال : فلما أذن ارتقى أبو مطيع إلى المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخذ

٢١٩

بلحيته ، فبكى وقال : يا معشر المسلمين ، بلغ من خطر الدّنيا أن نجر إلى الكفر؟ من قال: (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) غير يحيى بن زكريّا ، فهو كافر. قال : فرج أهل المسجد بالبكاء ، وقام الحرسيان فهربا.

أخبرني محمّد بن عبد الملك ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الحسين الرّازيّ ، حدّثنا عليّ بن أحمد الفارسيّ ، حدّثنا محمّد بن فضيل قال : سمعت حاتما السّقطيّ قال : سمعت ابن المبارك يقول : أبو مطيع له المنة على جميع أهل الدّنيا ، قال محمّد بن فضيل ، وقال حاتم : قال مالك بن أنس لرجل : من أين أنت؟ قال : من بلخ ، قال : قاضيكم أبو مطيع قام مقام الأنبياء.

قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي محمّد سعيد بن أحمد بن رميح النسوي قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول : سمعت أحمد بن سيّار يقول : سمعت محمّد بن عفان الجوزجاني الثقة يقول : قال النّضر بن شميل : قال أبو مطيع البلخيّ : نزل الايمان والإسلام في القرآن على وجهين ، وهو عندي على وجه واحد. فقلت له : فممن ترى الغلط؟ منك ، أو من النبي ، أو من جبريل ، أو من الله؟ فبقي. قال أحمد بن سيّار : أبو مطيع من رؤساء المرجئة.

أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سألت أبي عن الحكم بن عبد الله أبي مطيع البلخيّ فقال : لا ينبغي أن يروى عنه ، حكوا عنه أنه كان يقول : الجنة والنار خلقتا وستفنيان ، وهذا كلام جهم ، لا يروى عنه شيء.

أنبأنا يوسف بن رباح البصريّ ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال : أبو مطيع ضعيف.

أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن سعيد السوسي ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : وأبو مطيع الخراساني ليس بشيء.

أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ قال : وأبو مطيع الحكم بن عبد الله ضعيف الحديث.

٢٢٠