تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٨

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٦

محمّد بن طاهر في سحر يوم الأحد السادس من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وأربعمائة ، وحضرت الصلاة على جنازته في جامع المدينة ، وحضرت دفنه أيضا ، ودفن في مقابر باب الشام.

حدّثني محمّد بن يحيى الكرماني ـ بعد موت حمزة بنحو من شهرين. قال : رأيت أبا طاهر في المنام بهيئة جميلة وعليه ثياب بياض وهو يضحك ، ثم رأيته دفعة أخرى فقلت له : أنا أعلم أنك قد فارقتنا وخرجت من الدّنيا ، وصرت في جملة الموتى ، فأخبرني هل رضى الله عنك؟ فقال : نعم [قلت] فدلني على ما يرضي الله! فأراد أن يجيبني فانتبهت.

حدّثني عليّ بن الحسن بن جدا العكبري قال : رأيت حمزة بن محمّد بن طاهر في المنام فقلت : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي. قلت : بما ذا؟ قال : بفضله وكرمه.

٤٣١١ ـ حمزة بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن شعيب ، أبو طالب الدلال ، ويعرف بابن الكوفيّ :

حدّث عن أبي عمرو بن السّمّاك ، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدميّ وأحمد بن كامل القاضي ، وأبي بكر الشّافعيّ ، وأحمد بن يوسف بن خلاد ، وعليّ بن محمّد الشونيزي. كتبت عنه ، وكان يسكن بالجانب الشرقي درب البستان ناحية الرصافة.

أنبأنا حمزة بن الحسين ، أنبأنا أحمد بن يوسف بن خلاد العطّار ، حدّثنا الحارث ابن محمّد بن أبي أسامة ، حدّثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا محمّد بن عمرو بن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «فجرت أربعة أنهار من الجنة ، الفرات ، والنيل ، وسيحان ، وجيحان (١)».

كان سماع هذا الشيخ من ابن خلّاد صحيحا ، وسمعت منه قديما فلما كان بأخرة حدّث عن الشيوخ الذين سميتهم وذكر لي الصولي أنه كتب عنه عن أبي عمرو بن السّمّاك جزءا لطيفا ، رأى سماعه فيه صحيحا.

وحدّثني محمّد بن محمّد الحديثي قال : أخرج إلى حمزة بن الكوفيّ جزءا عن أحمد بن عثمان بن الأدميّ ، فرأيت فيه سماعه مع أبيه ، ففرحت به ، ثم أخرج إلىّ جزءا غيره وجدت فيه سماعه ملحقا بين الأسطر ، ثم نظرت فإذا الجزء الذي كان فيه

__________________

(١) ٤٣١١ ـ انظر الحديث في : مسند احمد ٢ / ٢٦١. وكنز العمال ٣٥٣٣٤. والبداية والنهاية ١ / ٢٦.

١٨١

سماعه مع أبيه من ابن الأدميّ ، قد كان التسميع بخط أبيه : سمعت وابني فلان ـ يعني أخا لحمزة ـ وقد شدد حمزة الياء من ابني ، فصار يقرأ وابنيّ ، وألحق اسمه مع اسم أخيه بعد أن حك موضع اسمه وأصلحه ، وطرح على الجزء دهنا وترابا حتى أصفر ليظن أنه تسميع عتيق! قال : فرددت الجزء عليه وانصرفت.

حدّثني من سمع حمزة بن الحسين يقول : ولدت في المحرم من سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. ومات في يوم الاثنين لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

ذكر من اسمه حفص

٤٣١٢ ـ حفص بن سليمان بن المغيرة ، أبو عمر الأسديّ البزّاز ، وهو : حفص ابن أبي داود القارئ :

حدّث عن سماك بن حرب ، وعلقمة بن مرثد ، وأبي إسحاق السّبيعيّ وأبي إسحاق الشّيباني ، وليث بن أبي سليم ، وعاصم بن أبي النجود.

وهو صاحب عاصم في القراءة وابن امرأته ، وكان ينزل معه في دار واحدة ، فقرأ عليه القرآن مرارا ، وكان المتقدمون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ، ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به علي عاصم. روى عنه عبيد بن الصباح ،

__________________

٤٣١٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٣٩٠ (٧ / ١٠). وتاريخ الدارمي ٢٦٩. والتاريخ الكبير ٢ / ت ٢٧٦٧. والصغير ٢ / ٢٥٦. والضعفاء الصغير ، ترجمة ٧٣. وأحوال الرجال للجوزجاني ، ترجمة ١٨٠. والكنى لمسلم ، الورقة ٧٠. وتاريخ واسط لبحشل ١١٣. وضعفاء النسائي ، ١٣٤. وضعفاء أبي زرعة ٥٠٢ ، ٦٠٩. والكنى للدولابي ٢ / ٤٠. وضعفاء العقيلي ، ورقة ٥٠. والجرح والتعديل ٣ / ت ٧٤٤. والمجروحين ، لابن حبان ١ / ٢٥٥. والكامل ، لابن عدي ٢ / ت ٢٧٥. وضعفاء الدار قطني ، ترجمة ١٧٠. وموضح أوهام الجمع ٢ / ٤٧ ـ ٤٨. وضعفاء ابن الجوزي ، ورقة ٣٨. ومعجم البلدان ١ / ١٠٩٣. والكامل ، لابن الأثير ٥ / ٣٩٤. وأسماء الرجال للطيبى ، ورقة ١٣. وتاريخ الإسلام ٥ / ٢٣٧. والعبر ١ / ٢٧٦. والميزان ١ / ت ٢١٢١. وتذهيب الذهبي ١ / الورقة ١٦٢. والكاشف ١ / ٢٤٠. والمغني ١ / ت ١٦١٥. وديوان الضعفاء ، ترجمة ١٠٤٩. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٢٧١ ـ ٢٧٢. وغاية النهاية ١ / ٢٥٤. والكشف الحثيث ١٥٤. ونهاية السئول ، الورقة ٧١. وتهذيب ابن حجر ٢ / ٣٤٠. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٥٠٤. وشذرات الذهب ١ / ٢٩٣.

١٨٢

وعمرو ابن الصياح ، وآدم بن أبي إياس ، ومحمّد بن بكار بن الرّيّان ، وأبو إبراهيم الترجماني ، وعمرو بن محمّد الناقد ، وغيرهم. وكان قد نزل بغداد في الجانب الشرقي منها كذلك.

أنبأنا عليّ بن محمّد بن عيسى البزّاز ، حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم الحافظ ، حدّثنا أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد ، حدّثنا محمّد بن سعد العوفيّ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا حفص بن سليمان ـ وكان ينزل سويقة نصر ، لو رأيته لقرت عينك به علما وفهما ـ.

أنبأنا الحسن بن عليّ التّميميّ ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبو إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثنا أبو عمر المقرئ عن سماك عن جابر بن سمرة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن حبّان (١) قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده. قال أبو زكريّا ـ يعني يحيى بن معين ـ زعم أيّوب بن متوكل قال : أبو عمر البزّاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش ، وأبو بكر أوثق من أبي عمر. قال أبو زكريّا : وكان أيّوب بن متوكل ، بصري من القراء ، سمعته يقول هذا.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألته ـ يعني أباه ـ عن حفص بن سليمان المقرئ فقال : هو صالح.

وأنبأنا ابن رزق ، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله : وما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس. روى عمر بن محمّد الصابوني عن حنبل قال : سألته ـ يعني أباه ـ عن حفص بن سليمان المقرئ فقال : هو صالح.

وأنبأنا ابن رزق ، أنبأنا [....] (٢) عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل خلاف هذا.

أخبرني عليّ بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عمر بن محمّد بن شعيب الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله : وأبو عمر البزّاز متروك الحديث.

__________________

(١) في المطبوعة : " بن حيان" تصحيف.

(٢) بياض في الأصل بنحو كلمة.

١٨٣

أنبأنا أبو القاسم الأزهري وعليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ قالا : أنبأنا عبد الله ابن عثمان الصّفّار ، أنبأنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : حفص بن سليمان أبو عمر البزّاز متروك ضعيف الحديث ، وتركته على عمد. روى عن عاصم عامة القراءات مسندة ، وعن سماك ، وحمّاد بن أبي سليمان ، والسدى.

أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن حفص بن سليمان الأسديّ الكوفيّ كيف حديثه؟ فقال : ليس بثقة. قلت : يروي عن كثير بن زاذان من هو؟ قال : لا أعرفه.

أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد ابن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : حفص بن سليمان الأسديّ أبو عمر القارئ تركوه ، وهو حفص بن أبي داود الكوفيّ.

أنبأنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت أبا بكر بن محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان وأنا أسمع. قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو عمر حفص بن سليمان الأسديّ متروك الحديث.

أنبأنا محمّد بن عليّ المقرئ ، أنبأنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله ابن مهران ، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد عن حديث حفص بن عبد الله الحلواني عن حفص بن سليمان عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعم الإدام الخل (٣)».

فقال : حفص بن سليمان لا يكتب حديثه ، هو المقرئ كان يتيما في حجر عاصم ابن أبي النجود ، أحاديثه كلها مناكير ، وروى هذا الحديث عن محارب الثوري.

أنبأنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن يزيد الغازي ، أنبأنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : حفص ابن سليمان كذاب متروك ، يضع الحديث.

أنبأنا أبو بكر البرقانيّ ، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : حفص بن سليمان يروي عن علقمة بن مرثد متروك.

__________________

(٣) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٨٤

أخبرني البرقانيّ ، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدميّ ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ ، حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجي قال : حفص بن أبي داود ، وهو ابن سليمان الأزديّ ويكنى بأبي عمر القارئ ، يحدّث عن سماك وعلقمة بن مرثد ، وكذلك عن قيس بن مسلم وعاصم بن بهدلة أحاديث بواطل.

٤٣١٣ ـ حفص بن غياث بن طلق ، أبو عمر النّخعيّ الكوفيّ :

سمع عبيد الله بن عمر العمريّ ، وهشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وأبا إسحاق الشّيباني ، وسليمان الأعمش ، وجعفر بن محمّد بن عليّ ، وليث بن أبي سليم ، وداود بن أبي هند ، والحسن بن عبد الله ، وأشعث بن عبد الملك ، وأشعث بن سوار ، وابن جريج ، ومسعر بن كدام ، وسفيان الثوري. روى عنه ابنه عمر ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وعفان بن مسلم ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعليّ بن المديني ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، والحسن بن عرفة ، وإسحاق بن راهويه وعامة الكوفيّين. وولى حفص القضاء ببغداد وحدّث بها ، ثم عزل وولى قضاء الكوفة.

أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : قال لنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم : سمعت أبا جعفر أحمد بن عبد الحميد الحارثي يقول : حفص بن غياث بن طلق.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب ، أنبأنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : حفص بن غياث بن طلق بن

__________________

٤٣١٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٤١٥ (٧ / ٥٦). وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٨٩. وتاريخ ابن معين ٢ / ١٢١. وعلل ابن المديني ٦٩ ، ٧٠. وطبقات خليفة ١٧٠. وتاريخه ٤٦٤ ، ٤٦٦. وعلل أحمد ١ / ٤١ ، ٥٢ ، ٥٣ ، ٧٣ ، ٨١ ، ٨٨ ، ١٨٥ ، ٢٠٦ ، ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، ٣٩١ ، ٣٩٣. والتاريخ الكبير ٢ / ت ٢٨٠٤. والصغير ٢ / ٢٧٨. والكنى لمسلم ، الورقة ٧٠. والمعارف ٥١٠. وثقات العجلى ، الورقة ١١. وتاريخ واسط لبحشل ٤١ ، ٦٨. والجرح والتعديل ٣ / ت ٨٠٣. وتاريخ الطبري ٨ / ٧٩. وثقات ابن حبان ، الورقة ٩٨. ومشاهير علماء الأمصار ، ترجمة ١٣٧٠. وعلل الدار قطني ١ / ورقة ٧٧. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٣٦. وجمهرة ابن حزم ٤١٥. والسابق واللاحق ١٨٣. ورجال البخاري للباجى ، الورقة ٤٦. والجمع ١ / ٩٢. والكامل ٦ / ٢٣٧. ووفيات الأعيان ٢ / ١٩٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٠٤ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وتذكرة الحفاظ ٢٩٧. والعبر ١ / ٣١٤. وميزان الاعتدال ١ / ت ٢١٦٠. وتذهيب التهذيب ١ / ورقة ١٦٥. والكاشف ١ / ٢٤٣. وسير أعلام النبلاء ٩ / ٢٢ ـ ٣٤. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٢٧٦. وشرح علل الترمذي ٢٢ ، ٤١٧. ونهاية السئول ، الورقة ٧٢. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٥٢٩. وشذرات الذهب ١ / ٣٤٠. والمنتظم ٩ / ٢٩.

١٨٥

معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن جشم بن دهبل ابن سعد بن مالك بن النخع بن مذحج.

أنبأنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قال : كان الرشيد ولى أبا البختري وهب بن وهب قضاء القضاة ببغداد بعد أبي يوسف ، وكان على قضاء الشرقية عمر ابن حبيب فعزله وولى حفص بن غياث ، ثم عزله واستقضاه على الكوفة.

أنبأنا محمّد بن عليّ بن الفتح ، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا ابن مخلد وقال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبا معمر يقول : لما جيء بحفص ، وابن إدريس ، ووكيع ، إلى بغداد إلى القضاء ، طرى حفص خضابه حين قرب من بغداد ، فالتفت ابن إدريس إلى وكيع. فقال : أما هذا فقد قبل.

أنبأنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن جعفر المقرئ ، حدّثنا الباوردي الشّافعيّ قال : قال حميد بن الرّبيع : لما جيء بعبد الله ابن إدريس ، وحفص بن غياث ، ووكيع بن الجرّاح ، إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد ليوليهم القضاء ، دخلوا عليه فأما ابن إدريس فقال : السّلام عليكم ، وطرح نفسه كأنه مفلوج ، فقال هارون : خذوا بيد الشيخ لا فضل في هذا ، وأما وكيع فقال : والله يا أمير المؤمنين ما أبصرت بها منذ سنة ـ ووضع إصبعه على عينه ـ وعني إصبعه ، فأعفاه ، وأما حفص بن غياث فقال : لو لا غلبة الدين والعيال ما وليت.

أخبرني الحسين بن عليّ الصّيمريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا محمّد بن يزيد قال : سمعت حفص بن غياث قال : كنا حيث خرجنا إلى بغداد يجيئنا أصحاب الحديث فيقول لهم ابن إدريس : عليكم بالشعر والعربية. فقلت : ألا تتقى الله؟ قوم يطلبون آثار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تأمرهم يطلبون الشعر والعربية؟ لئن عدت لأسوءنك.

أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض ، حدّثنا إسحاق بن سيّار النصيبي ، حدّثنا إبراهيم بن مهديّ قال : سمعت حفص بن غياث ـ وهو قاض بالشرقية ـ يقول لرجل يسأل عن مسائل القضاء : لعلك تريد أن تكون قاضيا؟ لأن يدخل الرجل إصبعه في عينه فيقتلعها فيرمى بها ، خير له من أن يكون قاضيا.

١٨٦

أنبأنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا الحسن بن عمر الشيعي قال : سمعت بشرا ـ يعني ابن الحارث ـ يقول : قال حفص بن غياث : لو رأيت أني أسر بما أنا فيه لهلكت.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : سمعت محمّد ابن عثمان يقول : حدّثني أبي قال : سمعت عمر بن حفص بن غياث يقول : لما حضرت أبي الوفاة أغمى عليه ، فبكيت عند رأسه ، فأفاق فقال : ما يبكيك؟ قلت : أبكي لفراقك ، ولما دخلت فيه من هذا الأمر ـ يعني القضاء ـ فقال : لا تبك فإني ما حللت سراويلي على حرام قط ، ولأجلس بين يدي خصمان فباليت على من توجه الحكم منهما.

أنبأنا عليّ بن المحسن ، أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدّثني عمر بن الحسن ، حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور ، عن أبي هاشم الرفاعي أن حفص بن غياث كان جالسا في الشرقية للقضاء فأرسل إليه الخليفة يدعوه ، فقال له : حتى أفرغ من أمر الخصوم ، إذ كنت أجيرا لهم وأصير إلى أمير المؤمنين ، ولم يقم حتى تفرق الخصوم.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن الرّبيع ، أنبأنا أبو الفضل العبّاس بن أحمد بن موسى بن أبي مواس الكاتب ، أنبأنا أبو عليّ الطوماري ، حدّثني عبيد بن غنام بن حفص بن غياث ، حدّثني أبي قال : مرض حفص بن غياث خمسة عشر يوما ، فدفع إليّ مائة درهم فقال : امض بها إلى العامل وقل له هذه رزق خمسة عشر يوما لم أحكم فيها بين المسلمين لا حظ لي فيها.

أنبأنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ وأبو الحسن أحمد بن عمر بن روح النهرواني ـ قال طاهر : حدّثنا ، وقال أحمد : أنبأنا ـ المعافى بن زكريّا الجريري ، حدّثنا محمّد بن مخلد بن جعفر العطّار ، حدّثني أبو عليّ بن علان ـ إملاء من حفظه سنة ست وستين ومائتين ـ حدّثني يحيى بن الليث قال : باع رجل من أهل خراسان جمالا بثلاثين ألف درهم من مرزبان المجوسي وكيل أم جعفر ، فمطله بثمنها وحبسه ، فطال ذلك على الرجل ، فأتى بعض أصحاب حفص بن غياث فشاوره ، فقال : اذهب إليه فقل له أعطني ألف درهم وأحيل عليك بالمال الباقي ، وأخرج إلى خراسان ، فإن فعل هكذا فالقني حتى أشير عليك ، ففعل الرجل وأتى مرزبان فأعطاه ألف درهم ، فرجع إلى الرجل فأخبره فقال : عد إليه فقل له إذا ركبت غدا فطريقك على القاضي

١٨٧

تحضر وأوكل رجلا يقبض المال وأخرج ، فإذا جلس إلى القاضي فادّع عليه ما بقي لك من المال ، فإذا أقر حبسه حفص وأخذت مالك. فرجع إلى مرزبان فسأله فقال : انتظرني بباب القاضي ، فلما ركب من الغد وثب إليه الرجل فقال : إن رأيت أن تنزل إلى القاضي حتى أوكل بقبض المال وأخرج ، فنزل مرزبان فتقدما إلى حفص بن غياث فقال الرجل : أصلح الله القاضي لي على هذا الرجل تسعة وعشرون ألف درهم ، فقال حفص : ما تقول يا مجوسي؟ قال : صدق أصلح الله القاضي ، قال : ما تقول يا رجل فقد أقر لك؟ قال : يعطيني مالي أصلح الله القاضي ، فأقبل حفص على المجوسي فقال : ما تقول؟ قال : هذا المال على السيدة ، قال : أنت أحمق ، تقر ثم تقول على السيدة! ما تقول يا رجل؟ قال : أصلح الله القاضي إن أعطاني مالي وإلّا حبسته. قال حفص : ما تقول يا مجوسي؟ قال : المال على السيدة ، قال حفص : خذوا بيده إلى الحبس ، فلما حبس بلغ الخبر أم جعفر فغضبت ، وبعثت إلى السندي وجه إليّ مرزبان ، وكانت القضاة تحبس الغرماء في الحبس ـ فعجل السندي فأخرجه ، وبلغ حفصا الخبر. فقال : أحبس أنا ويخرج السندي؟ لا جلست مجلسي هذا أو يرد مرزبان إلى الحبس ، فجاء السندي إلى أم جعفر فقال : الله الله فيّ ، إنه حفص بن غياث وأخاف من أمير المؤمنين أن يقول لي : بأمر من أخرجته؟ رديه إلى الحبس وأنا أكلم حفصا في أمره ، فأجابته مرزبان إلى الحبس فقالت أم جعفر : يا هارون قاضيك هذا أحمق ، حبس وكيلي واستخف به ، فمره لا ينظر في الحكم ، وتولى أمره إلى أبي يوسف ، فأمر لها بالكتاب ، وبلغ حفصا الخبر فقال للرجل : أحضر لي شهودا حتى أسجل لك على المجوسي بالمال ، فجلس حفص فسجّل على المجوسي وورد كتاب هارون مع خادم له فقال : هذا كتاب أمير المؤمنين. قال : مكانك نحن في شيء حتى نفرغ منه ، فقال : كتاب أمير المؤمنين ، قال : انظر ما يقال لك ، فلما فرغ حفص من السجل أخذ الكتاب من الخادم فقرأه فقال : اقرأ على أمير المؤمنين السّلام وأخبره أن كتابه ورد وقد أنفذت الحكم ، فقال الخادم : قد والله عرفت ما صنعت!! أبيت أن تأخذ كتاب أمير المؤمنين حتى تفرغ مما تريد والله لأخبرن أمير المؤمنين بما فعلت ، فقال حفص : قل له ما أحببت ، فجاء الخادم فأخبر هارون فضحك ، وقال للحاجب : مر لحفص بن غياث بثلاثين ألف درهم ، فركب يحيى بن خالد فاستقبل حفصا منصرفا من مجلس القضاء ، فقال : أيها القاضي قد سررت أمير المؤمنين اليوم ، وأمر لك بثلاثين ألف درهم ، فما كان السبب في هذا؟ قال : تمم الله سرور أمير المؤمنين ، وأحسن حفظه

١٨٨

وكلاءته ، ما زدت على ما أفعل كل يوم ، ثم قال على ذاك ما أعلم إلّا أن يكون سجلت على مرزبان المجوسي بما وجب عليه ، فقال يحيى بن خالد : فمن هذا سر أمير المؤمنين ، فقال حفص : الحمد لله كثيرا ، فقالت أم جعفر لهارون : لا أنا ولا أنت إلّا أن تعزل حفصا ، فأبى عليها. ثم ألحت عليه فعزله عن الشرقية ، وولاه القضاء على الكوفة ، فمكث عليها ثلاث عشرة سنة. وكان أبو يوسف لما ولى حفص قال لأصحابه : تعالوا نكتب نوادر حفص ، فلما وردت أحكامه وقضاياه على أبي يوسف قال له أصحابه : أين النوادر التي زعمت نكتبها؟ قال : ويحكم إن حفصا أراد الله فوفقه. قال ابن مخلد قال أبو عليّ : سمعت حسن بن حمّاد سجّادة يقول : قال حفص ابن غياث : والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة ، ومات يوم مات ولم يخلف درهما ، وخلف عليه تسعمائة درهم دينا ، قال سجّادة : وكان يقال : ختم القضاء بحفص بن غياث.

أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا محمّد بن الحسن بن زياد النقاش أن الحسن بن سفيان أخبرهم قال : أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : سمعت حفص بن غياث يقول : والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. قال ابن أبي شيبة : وولى الكوفة ثلاث عشرة سنة ، وبغداد سنتين.

أنبأنا عليّ بن المحسن ، أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، أخبرني عبد الباقي بن قانع ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن رزق قال : لما ولى حفص بن غياث القضاء بالكوفة ، قال لهم أبو يوسف : اكسروا دفترا لتكتبوا فيه نوادر قضاياه ، فمرت قضاياه وأحكامه كالقدح ، فقالوا لأبي يوسف : أما ترى؟ قال : ما أصنع بقيام الليل ، يريد أن الله وفقه بصلاة الليل في الحكم.

قال : وحدّثني حسين بن المغيرة قال : رأى رجل صالح : كأنّ زورقا غرق بين الجسرين ، وفيه عشرون قاضيا ، فما نجا منهم إلّا ثلاثة على سوآتهم خرق : حفص بن غياث ، والقاسم بن معن ، وشريك.

حدّثني محمّد بن عليّ الصوري ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر المقرئ ، أنبأنا أحمد ابن محمّد بن زياد أبو سعيد ، حدّثنا سعيد بن سعيد بن بشر بن جحوان أبو عثمان الحارثي ، حدّثنا طلق بن غنام قال : خرج حفص بن غياث يريد الصلاة وأنا خلفه في الزقاق ، فقامت امرأة حسناء فقالت : أصلح الله القاضي زوجني فإن لي إخوة يضرون

١٨٩

بي ، قال : فالتفت إلى فقال : يا طلق اذهب فزوجها إن كان الذي يخطبها كفؤا ، فإن كان يشرب النبيذ حتى يسكر فلا تزوجه ، وإن كان رافضيا فلا تزوجه ، قلت : أصلح الله القاضي لم قلت هذا؟ قال : إنه إن كان رافضيا فإن الثلاث عنده واحدة ، وإن كان يشرب النبيذ حتى يسكر فهو يطلق ولا يدري.

أنبأنا عليّ بن المحسن ، أنبأنا طلحة بن محمّد ، حدّثني عليّ بن محمّد بن عبيد ، حدّثنا أحمد بن زهير ، أخبرني سليمان بن أبي شيخ. قال : كان حفص بن غياث وهو قاض على الكوفة ، إذا يؤامروه في يتيمة يزوجها قال لقيمها : سل عنه فإن كان رافضيا لم يزوجه ، وإن كان يعاقر على النبيذ لم يزوجه ، قال : لأنه يسكر ويطلق ويقيم عليها.

قال : وأنبأنا سليمان قال : قال وكيع بن الجرّاح : أهل الكوفة اليوم بخير ، أميرهم داود بن عيسى ، وقاضيهم حفص بن غياث ، ومحتسبهم حفص الدورقي.

أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان ، حدّثنا محمّد بن أبي صفوان قال : سمعت معاذ بن معاذ يقول : ما كان أحد من القضاة يأتيني كتابه أحب إلى من كتاب حفص بن غياث ، كان إذا كتب إلى كتابا كان في كتابه : أما بعد أصلحنا الله وإياك بما أصلح به عباده الصّالحين ، فإنه هو الذي أصلحهم ، فكان ذلك يعجبني من كتابه.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي ، حدّثنا يحيى بن زكريّا قال : قدم إلينا محمّد بن طريف البجليّ رطبا فسألنا أن نأكل فأبيت عليه ، فقال : سمعت حفص بن غياث يقول : من لم يأكل من طعامنا لم نحدثه.

قلت : وكان حفص كثير الحديث ، حافظا له ، ثبتا فيه ، وكان أيضا مقدما عند المشايخ الذين سمع منهم الحديث.

أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، وأنبأنا عبد الله بن أحمد بن عليّ السوذرجاني ـ بأصبهان ـ أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ بن بحر قالا : قال أبو حفص عمرو ابن عليّ : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ما رأيت أحدا يجترئ أن يسأل الأعمش إلّا رجلين ؛ حفص ، وأبو معاوية.

١٩٠

أنبأنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا ابن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت حفصا يقول : حدّثنا الأعمش بحديث يوما فجعل يقول : عن من عن من عن من وكنت والله أحفظه فلم أفتحه عليه. قال يحيى : أراد أن لا يسمعه أصحاب الحديث.

أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب ، أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا ابن حيّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريّا ـ وهو يحيى بن معين ـ : جميع ما حدّث به حفص بن غياث ببغداد ، والكوفة إنما هو من حفظه لم يكن يخرج كتابا ، كتبوا عنه ثلاثة آلاف ، أربعة آلاف حديث من حفظه. وقال : سألت أبا زكريّا عن حفص بن غياث عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : كنا نأكل ونحن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن نمشي. فقال أبو زكريّا : لم يحدث به أحد إلّا حفص وما أراه إلّا وهم فيه وأراه سمع حديث عمران بن حدير فغلط بهذا.

أنبأنا بشرى بن عبد الله الفاتني ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد ابن جعفر الرّاشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : قلت له : ـ يعني لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل ـ الحديث الذي يرويه حفص عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ؛ كنا نأكل ونحن نسعى ، ونشرب ونحن قيام فقال : ما أدري ما ذاك ـ كالمنكر له ـ ما سمعت هذا إلّا من ابن أبي شيبة عن حفص. قال لي أبو عبد الله : ما سمعته من غير ابن أبي شيبة؟ قال : قلت له : ما أعلم أني سمعته من غيره ، وما أدري رواه غيره أم لا. ثم سمعته أنا بعد من غير واحد عن حفص ، قال أبو عبد الله : أما أنا فلم أسمعه إلّا منه ، ثم قال : إنما هو حديث يزيد بن عطارد.

أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أنبأنا محمّد بن مخلد الدوري ، حدّثنا أبو السائب سلم بن جنادة ، حدّثنا حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : كنا نأكل ونحن نسعى ، ونشرب ونحن قيام على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأنبأناه أبو بكر البرقانيّ ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ـ قال عبد الله بن أحمد : وسمعته أنا منه ـ قال : حدّثنا حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : كنا نشرب ونحن قيام ، ونأكل ونحن نمشي على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٩١

أنبأنا البرقانيّ ، أنبأنا الحسين بن عليّ التّميميّ ، حدّثنا ابن أبي حاتم قال : سئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال أبو زرعة : رواه حفص وحده.

أنبأنا أحمد بن أبي جعفر ، أنبأنا محمّد بن عدي بن زحر البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول : قال عليّ بن المديني : نعس حفص نعسة ـ يعني حين روى حديث عبيد الله بن عمر ـ وإنما هو حديث أبي البزراء.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا يحيى بن معين ، حدّثنا حفص بن غياث عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أقال مسلما عثرته ، أقاله الله عثرته يوم القيامة (١)».

وهذا الحديث أيضا مما قيل إن حفصا تفرد به عن الأعمش وقد توبع عليه.

أنبأنا محمّد بن عليّ المقرئ ، أنبأنا أبو مسلم بن مهران ، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد عن حديث حفص عن الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال «من أقال» الحديث. فقال أبو عليّ : حفص ولى القضاء ، وجفا كتبه ، وليس هذا الحديث في كتبه.

أنبأنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قال : سمعت عبدان الأهوازيّ يقول : سمعت الحسين بن حميد بن الرّبيع يقول : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يتكلم في يحيى بن معين ويقول : من أين له حديث حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أقال نادما أقاله الله عثرته يوم القيامة (٢)»؟ هو ذا كتب حفص بن غياث عندنا ، وهو ذا كتب ابنه عمر بن حفص عندنا ، وليس فيه من ذا شيء. قال ابن عدي : وقد روى هذا الحديث مالك ابن سعير عن عبد الرّحمن بن مرزوق بن عطيّة عن الأعمش وما قاله أبو بكر بن أبي شيبة ـ إن كان قاله ـ فان الحسين بن حميد لا يعتمد على روايته في ابن معين ، فإن

__________________

(١) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٢٧. والمستدرك ٢ / ٤٥. وسنن أبى داود ، كتاب البيوع باب ٥٤. وسنن ابن ماجة ٢١٩٩. وصحيح ابن حبان ١١٠٣ ، ١١٠٤. ومشكاة المصابيح ٢٨٨١. وإتحاف السادة المتقين ٥ / ٥٠٤ ، ٦ / ٢٥٦. وكشف الخفا ٢ / ٣١٦.

(٢) انظر الحديث السابق.

١٩٢

يحيى أوثق وأجل من أن ينسب إليه شيء من ذلك ، وبه يستبرأ أحوال الضعفاء. وقد حدّث به عن حفص بن يحيى ، زكريّا بن عدي من رواية أبي عوف البزوري عنه.

أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم قال : قال علي : وكان يحيى يقول : حفص ثبت. فقلت : إنه يهم؟ فقال : كتابه صحيح. قال يحيى : لم أر بالكوفة مثل هؤلاء الثلاثة : حزام ، وحفص ، وابن أبي زائدة ، كان هؤلاء أصحاب حديث. قال يحيى : فلما أخرج حفص كتبه كان كما قال يحيى ، وإذا فيها أخبار وألفاظ كما قال يحيى.

أنبأنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن يزيد الغازي ، أنبأنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : بلغني عن عليّ بن المديني قال : سمعت يحيى بن سعيد القطّان يقول : أوثق أصحاب الأعمش ، حفص بن غياث ، فأنكرت ذلك ثم قدمت الكوفة بأخرة ، فأخرج إلى عمر ابن حفص كتاب أبيه عن الأعمش ، فجعلت أترحم على يحيى. فقال لي عمر : تنظر في كتاب أبي وتترحم على يحيى؟ فقلت : سمعته يقول : حفص بن غياث أوثق أصحاب الأعمش ولم أعلم حتى رأيت كتابه.

أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول : كان عبد الرّحمن بن مهديّ لا يقدم بعد الكبار من أصحاب الأعمش غير حفص بن غياث. وقال أبو داود : سمعت عيسى بن شاذان يقدم حفصا. وكان بعضهم يقدم أبا معاوية.

أنبأنا حمزة بن محمّد بن طاهر وأبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ـ قال حمزة : حدّثنا ، وقال الآخر : أنبأنا ـ الوليد بن أبي بكر الأندلسي قال : أنبأنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ ، حدّثني أبي قال : حفص بن غياث ثقة مأمون ، فقيه وكان على قضاء الكوفة ، وكان وكيع ربما سئل عن الشيء فيقول : اذهبوا إلى قاضينا فاسألوه. وكان سخيّا عفيفا مسلما.

١٩٣

أنبأنا البرقانيّ والأزهري قالا : أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن الخلّال ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : حفص بن غياث ثقة ثبت ، إذا حدّث من كتابه ، ويتقى بعض حفظه.

أنبأنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ وعليّ بن الحسين صاحب العبّاسي قالا : أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : وسئل يحيى بن معين أيهما أحفظ ، ابن إدريس أو حفص ابن غياث؟ فقال : كان ابن إدريس حافظا ، وكان حفص بن غياث صاحب حديث له معرفة. فقيل له فابن فضيل؟ فقال : كان ابن إدريس أحفظ.

أنبأنا محمّد بن عبد الواحد ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا ابن مرابا ، حدّثنا عبّاس ابن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : حفص أثبت من عبد الواحد بن زياد وهو أثبت من عبد الله بن إدريس.

أنبأنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أنبأنا محمّد بن المظفر ، أنبأنا عليّ بن أحمد بن سليمان المصري ، حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن حفص بن غياث فقال : ثقة.

أنبأنا عليّ بن طلحة ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود ، حدّثنا ابن خراش قال : حفص بن غياث كوفي ثقة.

أنبأنا البرقانيّ ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، أنبأنا الحسين بن إدريس قال : سمعت داود بن رشيد يقول : حفص بن غياث كثير الغلط.

وقال الحسين : قال ابن عمّار : كان حفص بن غياث من المحدثين فذكرت له أنه ذكر لي أن حفص بن غياث كان كثير الغلط ، فقال : لا ، ولكن كان لا يحفظ حسنا ، ولكن كان إذا حفظ الحديث فكان أي (٣) يقوم به حسنا. قال : وكان لا يرد على أحد حرفا ، يقول لو كان قلبك فيه لفهمته.

قال ابن عمّار : وكان عسرا في الحديث جدّا ، ولقد استفهمه إنسان حرفا من الحديث ، فقال : لا والله لا سمعتها مني وأنا أعرفك ، قال : وقلت له : ما لكم حديثكم عن الأعمش إنما هو عن فلان عن فلان ليس فيه حدّثنا ، ولا سمعت؟ قال : فقال :

__________________

(٣) في المطبوعة : " فكان أبي يقوم" تصحيف.

١٩٤

حدّثنا الأعمش قال : سمعت أبا عمّار عن حذيفة يقول لنا : «يكون أقوام يقرءون القرآن يقيمونه إقامة القدح ، لا يدعون منه ألفا ولا واوا ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم» قال : وذكر حديثا آخر مثله ، قال : وكان عامة حديث الأعمش عند حفص بن غياث على الخبر والسماع.

قال ابن عمّار : وكان بشر الحافي إذا جاء إلى حفص بن غياث ، وإلى أبي معاوية ، اعتزل ناحية ولا يسمع منهما. فقلت له؟ فقال حفص هو قاض ، وأبو معاوية مرجئ يدعو إليه ، وليس بيني وبينهم عمل.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : قال أبي : رأيت مقدم فم حفص بن غياث مضببة أسنانه بالذهب.

أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال : أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال : سمعت أحمد بن عبد الجبّار العطاردي يقول : وحفص بن غياث سنة أربع وتسعين ومائة ـ يعني مات ـ.

أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان قال : أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، حدّثنا ابن نمير قال : مات حفص بن غياث سنة أربع وتسعين ومائة.

وأخبرنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا دعلج بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار قال : سألت أبا سعيد ـ يعني الأشج ـ فقال : مات حفص بن غياث سنة أربع وتسعين ومائة.

أنبأنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن حسنويه الأصبهانيّ ـ بها ـ أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان ، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازيّ ، حدّثنا خليفة ابن خياط.

وأنبأنا أبو حازم بن الفراء ، أنبأنا الحسين بن عليّ بن أبي أسامة الحلبيّ ، حدّثنا القاضي أبو عمران بن الأشيب ، حدّثنا ابن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قالا : حفص بن غياث النّخعيّ يكنى أبا عمر ، مات سنة أربع وتسعين ومائة ، زاد ابن سعد : في عشر ذي الحجة.

١٩٥

أخبرني الحسين بن عليّ الطّناجيريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أحمد ابن سعيد ، حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ، حدّثنا عبيد بن الصباح قال : ولد حفص بن غياث سنة سبع عشرة ومائة ، ومات سنة أربع وتسعين ومائة ، وولى القضاء سنة سبع وسبعين وله ستون سنة.

وأنبأنا الطّناجيريّ ، أنبأنا محمّد بن زيد بن عليّ بن مروان الكوفيّ ، أنبأنا محمّد ابن محمّد بن عقبة الشّيباني ، حدّثنا أبو بشر هارون بن حاتم قال : سئل حفص بن غياث ـ وأنا أسمع ـ عن مولده فقال : ولدت سنة سبع عشرة ومائة. قال أبو بشر : وفلج حفص بن غياث حين مات ابن إدريس ، فمكث في البيت إلى سنة أربع وتسعين ومائة ، ثم مات سنة أربع وتسعين ومائة في العشر ، وصلى عليه الفضل بن العبّاس ، وكان أمير الكوفة يومئذ.

أنبأنا ابن الفضل القطّان ، أنبأنا دعلج ، أنبأنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا سلم بن جنادة أبو السائب قال : ومات حفص والمحاربي سنة خمس وتسعين ومائة.

أنبأنا عليّ بن أحمد الرّزّاز ، أنبأنا أبو عليّ بن الصّوّاف ، حدّثنا بشر بن موسى ، حدّثنا عمرو بن عليّ.

وأنبأنا الأزهري ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى. قالا : ومات حفص بن غياث سنة ست وتسعين ومائة.

٤٣١٤ ـ حفص بن عمر بن أبي القاسم ، الحبطي (١) الرملي :

نزل بغداد وسكن في جوار عبد الله بن بكر السهمي ، وحدّث عن عبد الملك بن جريج ، وأبي زرعة الشّيباني. روى عنه : محمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعليّ بن الحسن بن عبدويه الخزّاز ، ومحمّد بن الفرج الأزرق.

أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني ، أنبأنا حفص بن عمر قال : حدّثني ابن جريج.

وأنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ واللفظ لحديثه ـ حدّثنا أبو سهل أحمد بن

__________________

(١) ٤٣١٤ ـ الحبطى : هذه النسبة إلى الحبطات ، وهو نبطي من تميم ، وهو الحارث بن عمرو بن تميم ابن مرة ، والحارث هو الحبط وولده يقال لهم : الحبطات. (الأنساب ٤ / ٤٨)

١٩٦

محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن الفرج الأزرق ، حدّثنا حفص بن عمر الحبطي الرملي ، حدّثنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قولوا خيرا ، قولوا سبحان الله وبحمده ، فبالواحدة عشرة ، وبالعشرة مائة ، وبالمائة ألف ، ومن زاد زاده الله ، ومن استغفر غفر الله له ، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في ملكه ، ومن أعان على خصومة من غير علم كان في سخط الله حتى ينزع ، ومن بهت مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي ـ يعني يخرج ـ مما قال : ومن مات وعليه دين أخذ من حسناته ، ليس ثم دينار ولا درهم ، حافظوا على ركعتي الفجر فإن فيها رغب الدهر (٢)».

روى هذا الحديث همّام بن يحيى ، وداود بن الزبرقان عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عمر.

قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمّد بن يحيى الصّيرفيّ أنه سمعه من أبي العبّاس الأصم وذهب أصله به.

ثم أخبرني أحمد بن محمّد العتيقي ، أنبأنا عثمان بن محمّد المخرّميّ ، أخبرني محمّد بن يعقوب الأصم أن العبّاس بن محمّد الدوري حدّثهم قال : سمعت يحيى ابن معين يقول : الحبطي الذي كان جار السهمي ليس بشيء.

أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب ، أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن حيّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده قال : أبو زكريّا الحبطي جار سعيد بن مسلم صاحب الشّيباني ، قد رأيته ولم يكن بثقة ولا مأمون ، أحاديثه أحاديث كذب.

٤٣١٥ ـ حفص بن حمزة ، أبو عمر الضّرير ، مولى أمير المؤمنين المهديّ :

حدّث عن فرات بن السائب ، وإسماعيل بن جعفر ، وعثمان بن عبد الرّحمن ، وسوار بن مصعب وسفيان بن سعيد الثوري. روى عنه الحارث بن أبي أسامة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يوسف الصياد ، أنبأنا أحمد بن يوسف بن خلاد ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا أبو عمر حفص بن حمزة الضّرير مولى المهديّ ، أنبأنا إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني ، أخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع عبد الله

__________________

(٢) انظر الحديث في : الكامل لابن عدي ٢ / ٧٩٦. ومجمع الزوائد ١٠ / ٨٩. وكنز العمال ٨ / ٢٠١.

١٩٧

ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الذي يجر ثوبه من الخيلاء ؛ لا ينظر الله إليه يوم القيامة (١)».

٤٣١٦ ـ حفص بن عمر بن حكيم ، يلقب بالكفر ، ويقال : الكبر ، بالباء :

حدّث عن هشام بن عروة ، وعمرو بن قيس الملائي. روى عنه عليّ بن حرب الطائي ، ومحمّد بن غالب التمتام.

أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن نجيح ، حدّثنا محمّد بن غالب بن حرب ، حدّثنا حفص بن عمر ويعرف بالكفر ـ كتبت عنه في طاق الحراني ـ حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه ، عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا أم هاني اتخذي غنما ، فإنها تغدو وتروح بخير (١)».

أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ ـ بالبصرة ـ حدّثنا عليّ بن إسحاق المادراني ، حدّثنا عليّ بن حرب الطائي ، حدّثنا حفص بن عمر قال : حدّثنا عمرو بن قيس الملائي ، عن عطاء عن ابن عبّاس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قرأ مائة آية في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من القائمين ، ومن قرأ أربعمائة آية كتب له قنطار ، والقنطار مائة مثقال ، والمثقال عشرون قيراطا ، القيراط مثل أحد (٢)».

أنبأنا محمّد بن عليّ بن الفتح قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : تفرد به عليّ بن حرب عن حفص بن عمر عن عمرو بن قيس.

أنبأنا الماليني ـ وكتبته من أصله ـ أنبأنا عبد الله بن عدي قال : حفص بن عمر بن حكيم لقبه الكبر ، حدّث عن عمرو بن قيس الملائي عن عطاء عن ابن عبّاس أحاديث بواطيل.

٤٣١٧ ـ حفص بن عمر ، أبو عمر الخطّابي :

حدّثني محمّد بن عليّ الصوري ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أنبأنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو عمر حفص بن عمر الخطّابي بغدادي. روى عنه محمّد بن عليّ بن ميمون. وحديثه عن معاوية بن

__________________

(١) ٤٣١٥ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب اللباس ٤٣. وفتح الباري ١٠ / ٢٦٢.

(١) ٤٣١٦ ـ انظر الحديث في : مصنف عبد الرزاق ٢١٠٠٨. والأحاديث الصحيحة ٧٧٣.

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٢١٤٦١. والكامل لابن عدي ٢ / ٧٩٥.

١٩٨

سلام عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن أبي معانق عن أبي مالك مرفوع «إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، أعدها الله لمن أطعم الطعام ، وألان الكلام ، وتابع الصلاة والصيام ، وقام والناس نيام (١)».

٤٣١٨ ـ حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب ، أبو عمر الأزديّ الضّرير المقرئ الدوري :

سمع إسماعيل بن جعفر ، وأبا إسماعيل المؤدّب ، وأبا تميلة يحيى بن واضح وعليّ ابن قدامة ، ويزيد بن هارون ، وحجّاج بن محمّد الأعور ، ويحيى بن أبي كثير وعفان ابن مسلم. وكان قد قرأ القرآن على جماعة من الأكابر فمنهم : إسماعيل بن جعفر المدني ، وشجاع بن أبي نصر الخراساني ، وسلّم بن عيسى ، وعليّ بن حمزة الكسائي ، ومال إلى الكسائي من بينهم فكان يقرئ بقراءته واشتهر بها. روى عنه : أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وهارون بن عليّ المزوق ، وعليّ بن سليم ، وأحمد بن فرج ، ومحمّد بن إبراهيم البرتي ، وأبو بكر بن العلّاف الشّاعر.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : سئل أبي عنه فقال : صدوق.

أخبرني أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا جعفر بن محمّد الصندلي ، أنبأنا أبو بكر بن حمّاد ، حدّثني أبو عمر الدوري المقرئ قال : كان أبو عبيد عندي فقرأ غلام (أمن هو قانت) بالتخفيف ، فقال أبو عبيد : ما هذا؟ ـ بانتهار ـ فقلت : حمزة ، فقال : ما علمت!

أنبأنا البرقانيّ ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهرويّ ، أنبأنا الحسين ابن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا سليمان بن الأشعث قال : رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري.

__________________

(١) ٤٣١٧ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٥ / ٣٤٣. وسنن الترمذي ٢٥٢٧. ومجمع الزوائد ٢ / ٢٥٤ ن ٥ / ١٦ ن ١٠ / ٤١٩ ن ٤٢٠. وإتحاف السادة المتقين ٦ / ١٧٤ ، ٢٦١.

٤٣١٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٤٠١ (٧ / ٣٤). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٦٤. والكنى للدولابي ٢ / ٤١. والجرح والتعديل ٣ / ت ٧٩٢. وثقات ابن حبان ، الورقة ٩٨. والسابق واللاحق للخطيب ٣٢٢. والأنساب للسمعاني ٥ / ٣٥٦. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٢٩٣. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٥٢ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وسير النبلاء ١١ / ٥٤١. وميزان الاعتدال ١ / ت ٢١٥٤. والتذهيب ١ / ورقة ١٦٤. والكاشف ١ / ٢٤٢. والمغني ١ / ترجمة ١٦٣٨. ومعرفة القراء ١ / ت ٨٧. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٢٧٤. وغاية النهاية ١ / ٢٥٥. والنشر في القراءات ١ / ١٣٤. ونهاية السئول ، الورقة ٧٢. وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٠٨. وطبقات المفسرين ١ / ١٦٢. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٥١٥. وشذرات الذهب ٢ / ٤٨.

١٩٩

أنبأنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرّزّاز ، حدّثنا أحمد بن فرج قال : سألت أبا عمر المقرئ فقلت : ما تقول في القرآن؟ فقال : كلام الله غير مخلوق.

أنبأنا أحمد بن أبي جعفر ، أنبأنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ سنة ست وأربعين ـ يعني ومائتين ـ فيها مات أبو عمر الدوري ، في شوّال.

٤٣١٩ ـ حفص بن عمرو بن ربال بن إبراهيم بن عجلان ، أبو عمر الرقاشي ، المعروف بالربالي :

سمع يحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي ، وسهل بن زياد ، وبهز بن أسد ، وأبا عاصم الشّيباني ، ومحمّد بن أبي عدي ، وأبا علي الحنفي. روى عنه إبراهيم الحربيّ ، وعبد الله بن ناجية ، ويحيى بن صاعد ، والحسين بن إسماعيل المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد ، ويعقوب بن محمّد الدوريان ، وابن عياش القطّان.

وقال ابن أبي حاتم : أدركته ولم أسمع منه وهو صدوق. وقال الدّارقطنيّ : هو ثقة مأمون.

أنبأنا أبو عمر بن مهديّ ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ـ إملاء ـ حدّثنا حفص بن عمرو الربالي ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، حدّثنا ابن عجلان ، حدّثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر سفرا ـ قال : لا أدري مسيرة كم ـ إلّا ومعها ذو محرم (١)».

أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصلت الأهوازيّ ، أنبأنا محمّد بن

__________________

٤٣١٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٤١٣ (٧ / ٥٢). والجرح والتعديل ٣ / ت ٧٩٩. والولاة والقضاة ٥٣٣. وثقات ابن حبان ، الورقة ٩٨. وإكمال ابن ماكولا ٤ / ٢٢٥. والأنساب ، للسمعاني ٦ / ٧٢ ـ ٧٣. والمعجم المشتمل ، ترجمة ٢٩٦. والمنتظم ١٢ / ١٤٢. ومعجم البلدان ١ / ٥٦١. واللباب ٢ / ١٤. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٣٥ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) وتذكرة الحفاظ ٥٤٥. وتذهيب الذهبي ١ / ورقة ١٦٥. ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٧. والكاشف ١ / ٢٤٣. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٢٧٥. ونهاية السئول ، الورقة ٧٢. وتهذيب ابن حجر ٢ / ٢٤١. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٥٢٧.

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٥٤. وصحيح مسلم ، كتاب الحج ٧٤. وفتح الباري

٢٠٠