تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

أخبرنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين الأسترآباذي أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن أحمد الحميدي الشّيرازيّ أخبرنا عمر بن الفياض أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد الحربيّ قال حدّثنا عمى حدّثنا عبيد الله الورّاق قال خرجت يوم جمعة مع بشر ـ يعنى ابن الحارث ـ إذ دخل المسجد وعليه فرو يتقطع ، فرده العون ، فذهبت لأكلمه فمنعني ، فجاء فجلس عند قبة الشعر ، فقلت له : يا أبا نصر لم لم تدعني أكلمه؟ قال : اسكت ، سمعت المعافى بن عمران يقول سمعت سفيان الثّوري يقول : لا يذوق العبد حلاوة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، حدّثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الصواف ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبو حفص عمر ابن أخت بشر بن الحارث قال : حدثتني أمى ، قالت : جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر : من هذا؟ قال : أريد بشرا ، فخرج إليه ، فقال له : حاجتك عافاك الله؟ فقال له : أنت بشر؟ فقال : نعم. [قال :] (١٩) حاجتك؟ فقال : إني رأيت رب العزة تعالى في المنام وهو يقول لي : اذهب إلى بشر فقل له : يا بشر لو سجدت لي على الجمر ما أديت شكري فيما قد بثثت لك ـ أو نشرت لك ـ في الناس. فقال له : أنت رأيت هذا؟! فقال : نعم ، رأيته ليلتين متواليتين. فقال : لا تخبر به أحدا ، ثم دخل وولى وجهه إلى القبلة ، وجعل يبكي ويضطرب ويقول : اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا ، ونوهت باسمي ، ورفعتني فوق قدري على أن تفضحني في القيامة ، الآن فعجل عقوبتي ، وخذ منى بقدر ما يقوى عليه بدني (٢٠).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان ومخلد بن جعفر. قالا : حدّثنا أحمد بن محمّد بن غزوان البراثي. قال : آخر ما سمعت من كلام بشر بن الحارث أرجف الناس بموته بباب الطاق في يوم مطير ، فجئت في المطر والطين حتى بلغت بابه ، فإذا على بابه ثلاثة نفر ، شيخ منهم يقول : إنما جئنا نعودك يا أبا نصر. فقال لهم ـ وهو يبكى ـ لا حاجة لي في عيادتكم ، اذهبوا عنى قد آذيتمونى ، وهو يبكى ، وقال : قال فضيل بن عياض : أشتهى أن أمرض بلا عواد.

أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا إسماعيل بن على الخطى حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قلت لأبى يوم مات بشر بن الحارث : مات بشر! فقال :

__________________

(١٩) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢٠) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ١٠٧ ـ ١٠٨.

٨١

رحمه‌الله لقد كان في ذكره أنس ـ أوفيه أنس ـ ثم لبس رداءه وخرج ، وخرجت معه ، فشهد جنازته (٢١).

قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد : مات بشر سنة سبع وعشرين قبل المعتصم بستة أيام (٢٢).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق حدّثنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار حدّثنا على بن أحمد بن النّضر. قال : ومات بشر بن الحارث سنة سبع وعشرين.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قال : سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات بشر بن الحارث ببغداد في شهر ربيع الأول.

أخبرني الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمّد بن إبراهيم الجورى ـ في كتابه إلينا ـ أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر حدّثنا أحمد بن يونس الضبي قال حدّثني أبو حسّان الزّيادي قال سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات بشر بن الحارث الزاهد ، ويكنى أبا نصر عشية الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الأول ، وقد بلغ من السن خمسا وسبعين سنة ، وحشر الناس لجنازته.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي حدّثنا محمّد بن يوسف حدّثنا يعقوب الرّقي حدّثنا أبو الفتح محمّد بن أحمد النّحويّ ـ بالرملة ـ قال : سمعت الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضى يقول : سمعت أحمد بن زهير يقول : سمعت يحيى بن عبد الحميد الحماني يقول : رأيت أبا نصر التّمّار وعلي بن المديني في جنازة بشر بن الحارث يصيحان في الجنازة : هذا والله شرف الدنيا قبل شرف الآخرة ، وذلك أن بشر ابن الحارث أخرجت جنازته بعد صلاة الصبح ، ولم يحصل في القبر إلا في الليل ، وكان نهارا صائفا ، والنهار فيه طول ، ولم يستقر في القبر إلى العتمة (٢٣).

أخبرني الأزهرى حدّثنا أحمد بن منصور الورّاق حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثني أبو حفص عمر بن سليمان المؤدّب حدّثني أبو حفص ابن أخت بشر بن الحارث قال : كنت أسمع الجن تنوح على خالي في البيت الذي كان يكون فيه غير مرة ، سمعت الجن تنوح عليه(٢٤).

__________________

(٢١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ١٠٨.

(٢٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ١٠٨.

(٢٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ١٠٨ ـ ١٠٩.

(٢٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ١٠٩.

٨٢

أخبرني الحسن بن أبي طالب حدّثنا يوسف بن عمر القواس حدّثنا أحمد بن الحسين بن الجنيد قال : سمعت حجاج بن الشّاعر يقول لسليمان اللؤلؤي : رؤى بشر ابن الحارث في النوم فقيل له : ما فعل الله بك يا أبا نصر؟ قال : غفر لي وقال يا بشر ما عبدتني على قدر ما نوهت باسمك.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ ـ بنيسابور ـ أخبرني محمّد بن عبد الله بن شاذان ـ بهراة ـ قال سمعت حمزة بن محمّد بن إبراهيم يقول : سمعت الحسن بن مروان يقول : رأيت بشر بن الحارث في المنام فقلت : يا أبا نصر ، ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي وغفر لكل من تبع جنازتي ، قال قلت : ففيم العمل؟ قال : افتقد الكسرة.

أخبرني الحسن بن على التّميميّ أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا أبو شجاع المروذي ـ أو غيره الشك من أبي حفص ـ قال : حدّثنا القاسم بن منبه. قال : رأيت بشر بن الحارث في النوم فقلت : ما فعل الله بك يا بشر؟ قال : قد غفر لي ، وقال لي : يا بشر ، قد غفرت لك ولكل من تبع جنازتك. فقلت : يا رب ولكل من أحبني. قال : ولكل من أحبك إلى يوم القيامة (٢٥).

٣٥١٨ ـ بشر بن الوليد بن خالد ، أبو الوليد الكنديّ :

سمع مالك بن أنس وعبد الرّحمن بن سليمان بن الغسيل ، وحمّاد بن زيد ، وصالحا المري ، وحشرج بن نباتة ، وشريك بن عبد الله ، وأبا الأحوص سلام بن سليم ، وأبا يوسف القاضي.

وكان بشر أحد أصحاب أبي يوسف ، أخذ عنه الفقه. روى عنه الحسن بن علوية القطّان ، وأحمد بن الوليد بن أبان ، وأحمد بن القاسم البرتى ، وأحمد بن على الأبار ، وحامد بن محمّد بن شعيب البلخي. وأبو القاسم البغوي ، وعبيد الله بن جعفر بن أعين. وكان جميل المذهب ، حسن الطريقة ، وولى القضاء بعسكر المهديّ من جانب بغداد الشرقي لما عزل عنه محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي. وذلك في سنة ثمان ومائتين ، فأقام على ولايته سنين ، ثم عزل وولى قضاء مدينة المنصور في سنة عشر ، فلم يزل يتولاه إلى أن صرف عنه سنة ثلاث عشرة ومائتين.

__________________

(٢٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ١٠٩.

٣٥١٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٦٠.

٨٣

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدّثنا أحمد ابن القاسم البرتى حدّثنا بشر بن الوليد حدّثنا أبو يوسف عن الأجلح عن عبد الله بن ذكوان ـ أبي الزناد ـ عن الأعرج قال حدّثني عبد الله بن بحينة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى من الليل فلم يجلس في الركعتين الأوليين ، فسجد سجدتي السهو مكانه.

أخبرنا على بن المحسن حدّثنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : لما عزل المأمون إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة استقضى على مدينة المنصور أبا الوليد بشر بن الوليد الكندي ، وكان بشر علما من أعلام المسلمين ، وكان عالما دينا خشنا في باب الحكم ، واسع الفقه ، وهو صاحب أبي يوسف ، ومن المقدمين عنده. وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعه.

وقال طلحة : حدّثني عبد الباقي بن قانع عن بعض شيوخه أن يحيى بن أكثم شكى بشر بن الوليد إلى المأمون وقال : إنه لا ينفذ قضائي ، وكان يحيى قد غلب على المأمون حتى كان عنده أكبر من ولده ، فأقعده المأمون معه على سريره ودعا بشر بن الوليد فقال له : ما ليحيى يشكوك ويقول إنك لا تنفذ أحكامه؟ قال : يا أمير المؤمنين سألت عنه بخراسان فلم يحمد في بلده ولا في جواره ، فصاح به المأمون وقال : اخرج ، فخرج بشر ، فقال يحيى : يا أمير المؤمنين قد سمعت ، فاصرفه فقال : ويحك هذا لم يراقبني فيك ، [كيف] (١) أصرفه؟ ولم يفعل.

أخبرني على بن أبي على البصريّ حدّثني أبي حدّثنا أبو بكر محمّد بن حمدان بن الصّبّاح النّيسابوريّ حدّثنا أحمد بن الصّلت قال سمعت بشر بن الوليد القاضي يقول : كنا نكون عند ابن عيينة ، فكان إذا وردت عليه مسألة مشكلة يقول : هاهنا أحد من أصحاب أبي حنيفة؟ فيقال : بشر ، فيقول : أجب فيها ، فأجيب ، فيقول : التسليم للفقهاء سلامة في الدّين.

أخبرنا الحسين بن على الصيمري قال أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ حدّثنا مكرم ابن أحمد حدّثنا أحمد بن عطيّة. قال : كان بشر ـ يعنى ابن الوليد ـ يصلى كل يوم مائتي ركعة ، وكان يصليها بعد ما فلج!.

أنشدنى الحسن بن على الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني ، لربيعة بن ثابت الرّقي ـ يمدح بن الوليد :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٨٤

بشر يجود بماله

جود السّحابة بالدّيم

وأبو الوليد حوى النّدى

لما ترعرع واحتلم

وأعزّ بيت بيته

بيت بنته له إرم

عمرته كندة دهرها

وبنى فأتقن ما انهدم

بشر يجود برفده

عفوا ويكشف كلّ غم

بشر يقول إذا قصد

ت تريد جدواه هلم

ما قال لا في حاجة

لا بل يقول نعم نعم

وهو العفر عن المس

يء وعن قبائح ما اجترم

نام القضاة عن الأنا

م وعين بشر لم تنم

وحكيم أهل زمانه

فيما يدير وما حكم

وكأنّه القمر المن

ير إذا بدا جلّى الظّلم

وكأنّه البحر الخض

مّ إذا تقاذف والتطم

وكأنّه زهر الرّبي

ع إذا تفتّح أو نجم

ختم الإله لبشرنا

بالخير منه إذا ختم

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكى حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن عبد الرّحمن الدغولى السرخسي حدّثنا عبد الله بن جعفر بن خرقان المروزيّ السّلميّ. قال : قال أبو قدامة : لا أعلم ببغداد رجلا من أهل الأهواء من أهل الرأى والرافضة ، إلا كانوا معينين على أحمد بن حنبل ، ما خلا بشر بن الوليد الكندي ـ رجل من العرب ـ.

أخبرني الصيمري حدّثنا محمّد بن عمر المرزباني حدّثني أحمد بن محمّد المكي حدّثنا أبو العيناء قال : ادعى خمسة من القضاة أنهم من العرب ، ابن أبي ليلى ، وأبو يوسف ، وأبو البختريّ ، وبشر بن الوليد ، وابن أبي دؤاد.

أخبرني الأزهرى حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب حدّثنا الحسين بن فهم حدّثنا محمّد بن سعد. قال : بشر بن الوليد الكندي روى عن أبي يوسف القاضي كتبه ، وإملاءه ، وولى القضاء ببغداد في الجانبين جميعا ؛ فسعى به رجل وقال إنه لا يقول القرآن مخلوق! فأمر به أمير المؤمنين أبو إسحاق ـ يعنى المعتصم ـ أن يحبس في منزله ، فحبس ووكل ببابه الشرط ، ونهى أن يفتي أحدا

٨٥

بشيء ، فلما ولى جعفر بن أبي إسحاق الخلافة ، أمر بإطلاقه وأن يفتي الناس ويحدثهم ، فبقى حتى كبرت سنه ، وتكلم بالوقف ، فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه.

أخبرني محمّد بن أبي على الأصبهانيّ أخبرنا أبو على الحسين بن محمّد الشافعي ـ بالأهواز ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن على الآجرى. قال : سألت أبا داود سليمان ابن الأشعث قلت له : بشر بن الوليد ثقة؟ قال؟ لا.

أخبرنا محمّد بن على المقرئ أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله ابن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا على صالح بن محمّد عن بشر بن الوليد فقال : صدوق إلا أنه من أصحاب الرأى.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي أخبرني أبو أحمد على بن محمد الحبيبى ـ بمرو ـ قال سألت أبا على صالح بن محمّد جزرة الحافظ عن بشر بن الوليد القاضي فقال : صدوق ، ولكنه لا يعقل ما يحدث به كان قد خرف.

ذكر أبو عبد الرّحمن السّلميّ أنه سأل الدارقطني عن بشر بن الوليد فقال : ثقة.

أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن بشر بن الوليد مات ببغداد في ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال : مات بشر بن الوليد الكندي ـ القاضي المفلوج ، صاحب أبي يوسف ـ في سنة ثمان وثلاثين ، وبلغ سبعا وتسعين سنة ، ودفن في مقابر باب الشام.

٣٥١٩ ـ بشر بن بشّار :

حدث عن يزيد بن هارون ، ونعيم بن المورع ، وعمر بن يونس ، وداود بن المحبر. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، والحسن بن الحباب المقرئ ، وأبو العبّاس السّرّاج النيسابوري.

أخبرنا على بن محمّد بن عبد الله المعدّل حدّثنا الحسين بن صفوان البردعي حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا حدّثني بشر بن بشّار حدّثنا عمر بن يونس اليمامي حدّثني أبي حدّثني عكرمة بن خالد : أنه دخل على نافع بن أبي علقمة الكناني ـ

٨٦

وهو أمير مكة ـ يعوده ، فرآه ثقيلا فقال له : اتق الله وأكثر ذكره ، فولى بوجهه إلى الجدار ، فلبث ساعة ثم أقبل علىّ فقال : يا أبا خالد ما أنكر ما تقول ، فلوددت أنى كنت عبدا مملوكا لبنى فلان من كنانة ـ أشقى أهل بيت من كنانة ـ وأنى لم أل من هذا العمل شيئا قط.

٣٥٢٠ ـ بشر بن داود الأنباريّ :

حدث عن محمّد بن جعفر الأنطاكي عن سفيان بن عيينة. روى عنه العبّاس بن عبد الله الترقفى.

٣٥٢١ ـ بشر بن مطر بن ثابت ، أبو أحمد الدّقّاق الواسطيّ :

نزل سر من رأى وحدث بها عن سفيان بن عيينة ، ومحمّد بن يزيد الواسطي ، ويزيد بن هارون ، وإسحاق الأزرق. روى عنه الحسن بن على المعمّرى ، ويحيى بن صاعد ، وإسماعيل بن العبّاس الورّاق ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ، ومحمّد بن مخلد ، ومحمّد بن جعفر المطيري ، وأبو العبّاس الأثرم ، وغيرهم.

وقال ابن أبي حاتم : سئل أبي عنه فقال : صدوق.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ حدّثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول الأزرق ـ إملاء ـ حدّثنا بشر بن مطر حدّثنا محمّد بن يزيد عن إسماعيل عن زياد المخزومي عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يدخل الجنة أحد بعمله» قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟. قال : «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل» ووضع يده على رأسه (١).

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ـ بالبصرة ـ حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد الأثرم حدّثنا بشر بن مطر حدّثنا سفيان بن عيينة عن الزّهريّ عن سالم عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار» (٢) قال سفيان «في حقه».

__________________

٣٥٢١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٥٣.

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب صفات المنافقين باب ١٧. وفتح الباري ١١ / ٢٩٥ ، ٢٩٧ ، ٢ / ٣٣٢.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٣٨٥ ، ٤٣٢ ، ٢ / ٣٦ ، ٨٨ ، ١٥٢ ، ٤٥٩. وفتح الباري ١ / ١٦٥. ٢ / ٣٣١ ، ٩ / ٧٣.

٨٧

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال عن أبي الحسن الدارقطني قال : بشر بن مطر ثقة.

أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن بشر بن مطر مات في سنة تسع وخمسين ومائتين.

وقرأت بخط محمّد بن مخلد : سنة اثنتين وستين ومائتين فيها مات بشر بن مطر ابن ثابت أبو أحمد الدّقّاق.

٣٥٢٢ ـ بشر بن حيّان بن بشر ، أبو المخارق الأسديّ :

وجده بشر بن المخارق بن شبيب بن حيّان بن سراقة بن مرثد بن حميرى بن عقبة ابن جذيمة بن الصيدا بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. حدث بشر بن حيّان عن محمّد بن المنهال البصريّ. روى عنه محمّد بن مخلد.

أخبرني الأزهرى حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدّثنا محمّد بن مخلد أخبرنا بشر بن حيّان بن بشر أبو المخارق حدّثنا محمّد بن المنهال حدّثنا يزيد بن زريع حدّثنا معمّر عن الزّهريّ عن أبي أكيمة عن أبي هريرة. قال : صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة جهر فيها بالقراءة ، فلما انصرف قال : «هل قرأ أحد منكم خلفي؟» قال رجال : نعم. فقال : «إنى أقول ما لي أنازع القرآن» (١).

٣٥٢٣ ـ بشر بن موسى بن صالح ، أبو علي الأسديّ :

سمع من روح بن عبادة حديثا واحدا ، ومن حفص بن عمر العدني حديثا واحدا ، وسمع الكثير من هوذة بن خليفة البكراوى. والحسن بن موسى الأشيب ، وخلّاد بن يحيى وأبى عبد الرّحمن المقرئ ، وخلف بن الوليد ، وأبى نعيم الفضل بن دكين ، وعلى بن الجعد ، وعبد الصّمد بن حسّان ، وعبد الله بن الزبير الحميدي ، وإسماعيل بن الخليل الخزاز ، وسعيد بن منصور ، وأبى سعيد الأصمعي ، وعمر بن حكام ، وغيرهم. روى عنه يحيى بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأبو الحسين بن المنادى ، ومحمّد بن العبّاس بن نجيح ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وعبد الصّمد بن على الطستيّ ، وأحمد بن كامل ، وعبد الباقي بن قانع القاضيان وأبو عمر

__________________

(١) ٣٥٢٢ ـ انظر الحديث في : سنن أبي داود ٨٢٦. وسنن النسائي ٢ / ١٤٠. وسنن الترمذي ٣١٢. والمستدرك ١ / ٢٣٩.

٣٥٢٣ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٢ / ٤١٧.

٨٨

الزاهد ، وجعفر الخالدي ، وإسماعيل الخطبي ، وأبو بكر الشافعي ، وابن مالك القطيعي ، وأبو على بن الصواف. وغيرهم.

وهو بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة بن حيّان بن سراقة بن مرثد بن حميرى ، ثم نسبه كما قدمنا من نسب بشر بن حيّان. وكان آباؤه من أهل البيوتات ، والفضل والرئاسات ، والنبل ، وأما هو في نفسه فكان ثقة أمينا ، عاقلا ركينا.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدّل حدّثني إسماعيل بن على الخطبي حدّثنا أبو على بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة حدّثنا روح بن عبادة حدّثنا حبيب ـ يعنى ابن الشهيد ـ عن الحسن. قال : ثمر الجنة لا إله إلا الله.

حدّثنا يحيى بن على بن الطّيّب الدسكري أخبرنا أبو بكر المقرئ الأصبهانيّ قال سمعت محمّد بن الحسن بن أبي خبزة البزّاز قال سمعت بشر بن موسى يقول سمعت أبا أسامة يقول حدّثنا هشام بن عروة ، فلم أحفظ عنه غير هذا.

قرأت في كتاب أبي الحسن على بن الفرات بخطه : حدّثنا إسماعيل بن على قال سمعت بشر بن موسى يقول : ذهب بى خالي حيّان بن بشر إلى يحيى بن آدم وصليت خلف أبي عمرو الشّيبانيّ النّحويّ ، فقرأ بسورة السجدة فسجد.

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال وأحمد بن عبد الواحد الوكيل. قالا : حدّثنا أحمد بن أحمد بن محمّد بن عمران قال : أنشدنى أحمد بن خلف بن أيّوب المعروف بالسابح قال أنشدنى بشر بن موسى بن صالح الأسديّ لنفسه :

ضعفت ومن جاز الثّمانين يضعف

وينكر منه كلّ ما كان يعرف

ويمشي رويدا كالأسير مقيّدا

تداني خطاه في الحديد ويرسف

حدّثنا عن عبد العزيز بن جعفر الحنبليّ قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال. قال : وبشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسديّ ؛ شيخ جليل مشهور قديم السماع ، كان أبو عبد الله ـ يعنى أحمد بن حنبل ـ يكرمه ، وكتب له إلى الحميدي إلى مكة.

أخبرني الأزهري قال : سئل الدارقطني عن بشر بن موسى فقال : ثقة.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال عن أبي الحسن الدارقطني قال : بشر بن موسى الأسديّ ثقة نبيل.

٨٩

قرأت في كتاب ابن الفرات حدّثنا إسماعيل بن على قال سمعت بشرا يقول سمعت أبي يقول : ولدت سنة تسعين ومائة ، وكان ربما قال : في أول سنة إحدى وتسعين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي. قال : ومات أبو على بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الشّيخ الخضيب الأسديّ ؛ يوم السبت لأربع بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ـ يعنى ومائتين ـ وصلى عليه محمّد بن هارون بن العبّاس الهاشمي صاحب الصلاة. ودفن في مقبرة باب التبن ، وكان الجمع كثيرا.

٣٥٢٤ ـ بشر بن نصر بن منصور ، أبو القاسم الفقيه. سكن مصر :

حدّثنا محمّد بن على الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور حدّثنا أبو سعيد بن يونس. قال : بشر بن نصر بن منصور يكنى أبا القاسم الفقيه على مذهب الشافعي ـ يعرف بغلام عرق ـ وعرق خادم من خدام السلطان ، وكان على البريد بمصر ، وكان بشر بن نصر قدم معه في جملة من قدم من بغداد ، وتفقه وكان فقيها متضلعا دينا.

توفى بمصر في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة. وقد سمعت عنه.

٩٠

ذكر من اسمه بكر

٣٥٢٥ ـ بكر بن خنيس الكوفيّ :

نزل بغداد وحدث بها عن : ضرار بن عمرو ، وإبراهيم بن مسلم الهجري ، وليث ابن أبي سليم ، وإسماعيل بن أبي خالد ، ونهشل بن سعيد. روى عنه ابنه خنيس بن بكر ، ومعروف الكرخي العابد ، وصالح بن بيان الأنباري ، وأبو النّضر هاشم بن القاسم ، وآدم بن أبي إياس ، وحجاج بن محمّد الأعور ، وسلم بن سلام ، وغيرهم.

أخبرني على بن أحمد الرزاز حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن الخليل البرجلانى أخبرنا هاشم بن القاسم أبو النّضر حدّثنا بكر بن خنيس عن ليث عن زيد بن أرطاة عن أبي أمامة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما أذن الله لعبد في شيء أفضل من ركعتين يصليهما ، وإن البر ليذر على رأس العبد ما دام في صلاته ، وما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه ـ يعنى القرآن ـ» (١).

حدّثنا أبو حازم العبدوي ـ إملاء بنيسابور ـ أخبرنا على بن محمّد بن مفلح حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن تومرد حدّثنا عبد الله بن بشر بن البكري حدّثنا محمّد ابن خلف حدّثنا آدم بن أبي إياس حدّثنا بكر بن خنيس يوما بأحاديث. فقلنا له : زدنا. فقال : ما يبالى البيطار ما قطع من جلد الحمار!!.

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمّد الأنماطيّ أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ أخبرنا على بن أحمد بن سليمان المصريّ حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال

__________________

٣٥٢٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧٤٣ (٤ / ٢٠٨). وتاريخ يحيى برواية الدوري ٢ / ٦٢. وتاريخ البخاري الكبير ٢ / ١ / ٨٩. وأحوال الرجال للجوزجاني ، الورقة ٢١. والمعرفة ليعقوب ٣ / ٣٥. وضعفاء النسائي ٢٨٦. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٥٦. والجرح والتعديل ١ / ١ / ٣٨٤. والمجروحين لابن حبان ١ / ١٩٥. وتذهيب الذهبي الورقة ٢٤. وتهذيب ابن حجر ١ / ٤٨١.

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٩١١. ومسند أحمد ٥ / ٢٦٨. ومجمع الزوائد ٢ / ٢٥٠. والترغيب والترهيب ٢ / ٣٥٠.

٩١

وسألته ـ يعنى يحيى بن معين ـ عن بكر بن خنيس فقال : شيخ صالح لا بأس به إلا أنه يروي عن ضعفاء ، ويكتب من حديثه الرقاق (٢).

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا الحسن بن أحمد ـ يعنى أبا سعيد الإصطخرى ـ قال قرئ على العبّاس قال سمعت يحيى بن معين يقول.

وأخبرنا الصيمري حدّثنا على بن الحسن الرازي حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني حدّثنا أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين يقول : بكر بن خنيس ليس بشيء (٣).

أخبرنا البرقاني أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهروي أخبرنا الحسين بن إدريس. قال : قال ابن عمار : بكر بن خنيس ليس بمتروك ، وهو شيخ صاحب غزو (٤).

أخبرني على بن محمّد بن الحسن المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا محمّد بن عمران الصيرفي حدّثنا عبد الله بن على بن المديني قال ، وسألته ـ يعنى أباه ـ عن بكر بن خنيس فضعفه.

أخبرنا البرقاني أخبرنا القاضي أبو الحسن على بن محمّد بن جعفر المالكي حدّثنا القاضي أبو خازم عبد الرّحمن بن المتوكل بن مشكان ـ ببيروت ـ أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغراني.

وحدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن على الكتاني ـ بدمشق ـ حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلميّ حدّثنا القاسم بن عيسى العصار. قالا : حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال : بكر بن خنيس كان يروى كل منكر عن كلّ ـ زاد البرقاني ـ وكان في رأيه لا بأس به.

أخبرني عبيد الله بن أبي حفص بن شاهين حدّثنا أبي. قال : وفي كتاب جدي عن ابن رشدين قال سمعت أحمد بن صالح يقول : بكر بن خنيس متروك (٥).

أخبرنا البرقاني حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلى حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم

__________________

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ٢١٠.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ٢١٠.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ٢١٠.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ٢١٠.

٩٢

حدّثنا سعيد بن عمرو البردعي قال قلت لأبى زرعة : بكر بن خنيس؟ قال : ذاهب.

أخبرني الأزهري حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدّثنا جدي. قال : بكر بن خنيس ضعيف الحديث ، وهو موصوف بالعبادة والزهد.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عبد الله بن جعفر حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال : باب من يرغب عن الرواية عنهم ، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم ؛ الحسن بن عمارة ، وبكر بن خنيس.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمّد بن عدى حدّثنا ابن زحر البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن على الآجري قال : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن بكر بن خنيس. فقال ليس بشيء.

أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدّثنا أبي. قال : بكر بن خنيس ضعيف (٦).

أخبرنا على بن طلحة المقرئ أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطرسوسي أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجى حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : بكر بن خنيس كوفى متروك الحديث.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : وبكر ابن خنيس متروك كان ببغداد (٧).

٣٥٢٦ ـ بكر بن النّطّاح بن أبي حمار الحنفيّ ، أبو وائل :

شاعر كان في زمان هارون الرّشيد جيد القول ، حسن الشعر ، وهو بصرى نزل بغداد. وكان يباشر أبا العتاهية وأضرابه ، وكان أبو هفان يقول : أشعر أهل الغزل من المحدثين أربعة ، أولهم بكر النطاح ، وله أخبار مأثورة ، فمنها.

ما أخبرنا على بن طلحة المقرئ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران حدّثنا محمّد ابن يحيى النديم حدّثنا عثمان بن محمّد الكندي حدّثنا النّضر بن حديد. قال : كنا

__________________

(٦) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ٢١٠.

(٧) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ٢١٠.

٣٥٢٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٢٠١.

٩٣

في مجلس وفيه أبو العتاهية ، والعبّاس بن الأحنف ، وبكر بن النطاح ، ومنصور النمري ، والعتّابى ، فقال المنصور : أنشدنا فأنشد مدائح الرّشيد ، فقال أبو العتاهية لابن الأحنف : طرفنا بملحك فأنشد أبياته :

تعلّمت ألوان الرّضا خوف عتبة

وعلّمه حبّي له كيف يغضب

ولي غير وجه قد عرفت مكانه

ولكن بلا قلب إلى أين أذهب

فقال أبو العتاهية : الجيوب من هذا الشعر على خطر ، ولا سيما إن سنح بين حلق ووتر ، فقال بكر : قد حضرني شيء في هذا فأنشد :

أرانا معشر الشّعراء قوما

بألسننا تنعّمت القلوب

إذا انبعثت قرائحنا أتينا

بألفاظ تشقّ لها الجيوب

فقال العتّابى :

ولا سيّما إذا ما هيّجتها

بنان قد تجيب وتستجيب

قال النّضر : فما زلت معهم في سرور. وبلغ إسحاق الموصلي خبرنا فقال : اجتماع هؤلاء ظرف الدهر!!.

أخبرني الأزهري حدّثنا محمّد بن حميد اللخمي حدّثنا الصّولى حدّثنا أحمد بن يزيد المبرد قال سمعت الحسن بن رجاء يقول : حضرت بكر بن النطاح ومعه جماعة من الشعراء ، وهم يتناشدون ، فلما فرغوا من طوالهم ، أنشدهم :

ما ضرّها لو كتبت بالرّضا

فجفّ جفن العين أو غمضا

شفاعة مردودة عندها

في عاشق تندم لو قد قضى

يا نفس صبرا واعلمي أنّ ما

نأمل منها مثل ما قد مضى

لم تمرض الأجفان من قاتل

بلحظه إلّا لأن أمرضا

قال فابتدروه يقبلون رأسه. بلغني أن بكرا لما مات ، رثاه أبو العتاهية فقال :

مات ابن نطّاح أبو وائل

بكر فأمسى الشّعر قد بانا

٣٥٢٧ ـ بكر بن يزيد الطّويل :

من أهل حمص. سكن بغداد وحدث بها عن أبي هريرة الحمصي ، وعبد الرّحمن ابن يزيد بن جابر ، وأبى بكر بن أبي مريم الغساني روى عنه أحمد بن حنبل ، وعلى ابن المديني ، وأبو سعيد الأشج.

٩٤

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله الحربيّ حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد حدّثنا إسماعيل بن إسحاق حدّثنا على بن المديني حدّثنا بكر بن يزيد الطويل ـ وكان ببغداد ، وكان صدوقا ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن عمير بن هانئ قال حدّثنا جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصّامت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمّدا عبده ورسوله وأن عيسى عبده ، وابن أمته ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ؛ أدخله الله الجنة من أى أبوابها الثمانية شاء» (١).

أخبرني الحسن بن على التّميميّ أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدّثنا عبد الله ابن أحمد قال وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده حدّثنا بكر بن يزيد ، قال عبد الله : وأظننى قد سمعته منه في المذاكرة فلم أكتبه ، وكان بكر ينزل المدينة ، ـ أظنه كان في المحنة قد ضرب على هذا الحديث في كتابه ـ حدّثنا بكر بن يزيد أخبرنا أبو بكر ـ يعنى ابن أبي مريم ـ عن عطية بن قيس الكلابي أن معاوية بن أبي سفيان. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن العينين وكاء السه (٢) ، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء» (٣).

٣٥٢٨ ـ بكر بن خداش ، أبو صالح الكوفيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن سفيان الثّوري ، وعيسى بن المسيب البجلي ، وفطر بن خليفة ، وحيّان بن على ، وأبى الأحوص سلام بن سليم. روى عنه الحارث بن شريح النقال ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، ومحمّد بن منصور الطوسي ، وسلمان بن توبة النهرواني ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمّد بن على السرخسي ، ويعقوب ابن شيبة السدوسي.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ فيما أذن أن نرويه عنه ـ حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال سمعت سليمان بن توبة يقول حدّثنا بكر بن خداش ـ كوفى ، أبو صالح ببغداد ـ حدّثنا سلام بن سليم.

__________________

(١) ٣٥٢٧ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٤٦. وسنن الترمذي ٣٤٧٣.

(٢) الوكاء : الحبل يربط به فم السقاء ، السه : حلقة الدبر. ومعناه : أن الإنسان مهما كان مستيقظا كانت استه كالمشدودة الموكي عليها ، فإذا نام انحل وكاؤها. كنى بهذا اللفظ عن خروج الريح (النهاية).

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٩٧. ومجمع الزوائد ١ / ٢٤٧. والجامع الكبير ٥٧٥٤.

٩٥

٣٥٢٩ ـ بكر بن محمّد بن بقيّة ، وقيل : بكر بن محمّد بن عدي بن حبيب ، أبو عثمان المازنيّ النّحويّ :

من بنى مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل ، من أهل البصرة ، وهو أستاذ أبي العبّاس المبرد. روى عن أبي عبيدة ، والأصمعى ، وأبى زيد الأنصارىّ ، ومحبوب بن الحسن. روى عنه الفضل بن محمّد اليزيدي ، والمبرد ، وعبد الله بن أبي سعد الورّاق ، وورد بغداد فأخذ عنه أهلها. وروى عنه منهم الحارث بن أبي أسامة ، وموسى بن سهل الحرفى.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد ـ مولى بنى هاشم ـ أخبرنا أحمد بن عبيد الله بن عمار حدّثني أبو الفضل ميمون بن هارون : أن أبا عثمان المازني قدم بغداد في أيام المعتصم. وروى أن قدومه بغداد كان في أيام الواثق.

حدّثني على بن الخضر القرشيّ العثماني ـ بدمشق ـ أخبرنا رشأ بن عبد الله المقرئ أخبرنا إسماعيل بن الحسن الضّرّاب حدّثنا أحمد بن مروان المالكي حدّثنا محمّد بن يزيد حدّثنا أبو عثمان المازني. قال : دخلت على الواثق فقال لي : يا مازني ، ألك ولد؟ قلت : لا. ولكن لي أخت بمنزلة الولد ، قال فما قالت لك؟ قلت قالت ما قالت بنت الأعشى للأعشى :

فيا أبي لا تنسنا غائبا

فإنّا بخير إذا لم ترم

أرانا إذا أضمرتك البلا

د نجفى وتقطع منّا الرّحم

قال : فما قلت لها؟ قال قلت لها ما قال جرير :

ثقي بالله ليس له شريك

ومن عند الخليفة بالنّجاح

فقال : أحسنت ، أعطه خمسمائة دينار. وللمازنى من التصانيف ، كتاب «ما تلحن فيه العامة» ، وكتاب «الألف واللام» ، وكتاب «التصريف» ، وكتاب «العروض» ، وكتاب «القوافي» ، وكتاب «الديباج».

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ـ الخطيب بالأنبار أخبرنا على بن أحمد بن الحسين السيرافي ـ بمصر ـ أخبرنا هشام بن محمّد الرعيني حدّثنا أبو

__________________

٣٥٢٩ ـ انظر المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٢.

٩٦

جعفر الطحاوي قال سمعت بكّار بن قتيبة يقول : ما رأيت نحويا قط يشبه الفقهاء إلا حيان بن الهلال ، والمازني ـ يعني أبا عثمان ـ بلغني عن أبي سعيد السّكّري. قال : توفى المازني سنة ثمان وأربعين ومائتين ، وقال غيره : سنة تسع وأربعين بالبصرة.

٣٥٣٠ ـ بكر بن محمّد بن فرقد ، أبو أميّة التّميميّ :

حدث عن يحيى بن سعيد القطّان وعبد الوهّاب الثّقفيّ. روى عنه محمّد بن مخلد ، وأبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد الأعرابى.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهديّ أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار قال : سمعت أبا أمية بن فرقد قال حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان حدّثنا إسماعيل عن قيس عن جرير قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه (١)».

قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني ـ بخطه ـ لم يروه عن يحيى بن القطّان غير أبي أمية هذا ، ولم يكن بالقوى. وهذا إنما يعرف من رواية حصين بن عمر الأحمسى عن إسماعيل. ورواه كادح عن إسماعيل.

حدّثني محمّد بن على الصوري أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع أخبرنا محمّد بن مخلد حدّثنا أبو أمية بكر بن محمّد التّميميّ ، قال ابن مخلد : كان أبو أمية هذا الشّيخ حافظا.

٣٥٣١ ـ بكر بن السّميدع ، أبو الحسن :

حدث عن أحمد بن الوضّاح. روى عنه ابن مخلد أيضا.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ أخبرنا محمّد بن مخلد أخبرنا أبو الحسن بكر بن السميدع حدّثنا أحمد بن الوضّاح حدّثنا إسرائيل بن يونس عن الحسن بن دينار عن قتادة عن أنس. قال : ما رأيت أحدا أدوم قناعة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حتى كأن ملحفته ملحفة زيات.

٣٥٣٢ ـ بكر بن أيّوب بن أحمد بن عبد القادر ، أبو إسحاق القنطريّ :

ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن محمّد بن حسّان الأزرق في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٣٥٣٠ ـ انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٣٧١٢. والسنن الكبرى للبيهقي ٨ / ١٦٨. والمستدرك ٤ / ٢٩٢. وكشف الخفا ١ / ٧٧. والمعجم الكبير ٢ / ٢٧٠ ، والصغير ٢ / ١٢.

٣٥٣٢ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٢٤٦.

٩٧

٣٥٣٣ ـ بكر بن أحمد بن إدريس ، أبو عمر النّخّاس الخضيب :

حدث عن إسحاق بن إبراهيم الدبرى. حدّثنا عنه أبو الحسن بن الحمامي المقرئ.

أخبرنا على بن أحمد المقرئ أخبرنا بكر بن أحمد بن النخاس ـ ولم يكن عنده غير هذا الحديث ـ حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى حدّثنا عبد الرّزّاق حدّثنا سفيان الثّوري حدّثنا عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم عن عطاء عن سلمان الفارسيّ قال سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يدخل أحد منكم الجنة إلا بجواز ، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم ، لفلان بن فلان ، أدخلوه جنة عالية ، قطوفها دانية» (١).

وهكذا روى هذا الحديث أبو إسحاق الطبري المعدّل عن بكر بن أحمد ، وروى عبيد الله بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي عنه عن عبد الله بن أحمد بن حنبل حكاية ، فسماه بكران.

٣٥٣٤ ـ بكر بن أحمد بن محمي بن كثير بن صالح ، أبو القاسم النّسّاج :

سكن واسطا وحدث بها عن يعقوب بن تحية. حدّثنا عنه أبو نعيم الحافظ ، والقاضي أبو العلاء الواسطي.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن على بن يعقوب حدّثنا أبو القاسم بكر بن أحمد بن محمى بن كثير بن صالح البغدادي ـ بواسط ـ حدّثنا أبو يوسف يعقوب ابن تحية ـ ببغداد بالجانب الشرقي في سوق الثلاثاء سنة ست وثمانين ومائتين ـ حدّثنا يزيد بن هارون أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صلى أربعين يوما في جماعة صلاة الفجر ، وعشاء الآخرة أعطى براءة من النار ، وبراءة من النفاق» (١).

وعن أنس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أكرم ذا شيبة فقد أكرم نوحا في قومه ، ومن أكرم نوحا في قومه فقد أكرم الله عزوجل» (٢).

__________________

(١) ٣٥٣٣ ـ انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ٦ / ٣٣٣. ومجمع الزوائد ١٠ / ٣٩٨. والكامل لابن عدي ١ / ٣٣٨.

(١) ٣٥٣٤ ـ انظر الحديث في : الكنى للدولابي ٢ / ٥٠. وتخريج الإحياء ١ / ١٤٨. وكنز العمال ٢٠٢٨٣.

(٢) انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ١٨٢. وتنزيه الشريعة ١ / ١٧٦. والفوائد المجموعة ٤٨٧. واللآلئ المصنوعة ١ / ٧٧.

٩٨

وعن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صلى أربعين يوما في جماعة ، ثم انفتل من صلاة المغرب فأتى بركعتين ، قرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب ، وقل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية بفاتحة الكتاب ، وقل هو الله أحد. خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها»(٣).

وهذه الأحاديث الثلاثة جميع ما روى بكر بن أحمد بن محمى.

٣٥٣٥ ـ بكر بن محمّد بن السّري بن ياسين. أبو أحمد العطّار :

حدث عن أبي بكر بن مجاهد المقرئ. روى عنه محمّد بن عمر بن بكير النجاد ، وذكر أنه سمع منه في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.

٣٥٣٦ ـ بكر بن إبراهيم بن محمّد ، أبو القاسم الرّزّاز (١) :

حدث عن أبي القاسم البغويّ وأحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني. حدّثنا عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.

أخبرنا أبو طالب الفقيه أخبرنا أبو القاسم بكر بن إبراهيم بن محمّد الرزاز جارنا ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد ـ يعنى البغويّ ـ حدّثنا بشر بن الوليد الكنديّ حدّثنا عبد الرّحمن بن سليمان بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إن يكن في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار ، توافق داء ، وما أحب أن أكتوى» (٢).

٣٥٣٧ ـ بكر بن شاذان بن بكر ، أبو القاسم المقرئ الواعظ :

ولد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، وسمع جعفر الخالدي ، وعبد الباقي بن قانع ، وأبا بكر الشافعي. وقرأ القرآن على أبي بكر بن علوان ، وأبى الحسن بن أبي عمر النقاش ، وزيد بن أبي بلال ، وغيرهم. حدّثنا عنه الأزهرى ، وأبو محمّد الخلّال ، وعبد العزيز بن على الأزجى ، وكان عبدا صالحا ثقة أمينا.

حدّثني الحسن بن غالب المقرئ أن بكر بن شاذان وأبا الفضل التّميميّ جرى

__________________

(٣) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٤٣٥.

(١) ٣٥٣٦ ـ الرزاز : هذه النسبة إلى الرز وهو الأرز ، وهو اسم لمن يبيع الرز (الأنساب ٦ / ١٠٥).

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ١٥٩. ومسند أحمد ٣ / ٤٤٣.

٣٥٣٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٠٣.

٩٩

بينهما كلام فبدرت من أبي الفضل كلمة ثقلت على بكر ، وانصرف ثم ندم التّميميّ ، فقصد أبا بكر بن يوسف وقال له : قد كلمت بكرا بشيء جفا عليه وندمت على ذلك ، وأريد أن تجمع بيني وبينه ، فقال له ابن يوسف : سوف نخرج لصلاة العصر ، فخرج بكر وجاء إلى ابن يوسف والتّميميّ عنده فقال له التّميميّ : أسألك بالله أن تجعلني في حل ، فقال بكر : سبحان الله ، والله ما فارقتك حتى أحللتك. وانصرف. فقال التّميميّ قال لي والدي : يا عبد الواحد احذر من أن تخاصم من إذا نمت كان منتبها. قال ابن غالب : وكان لبكر ورد من الليل لا يخل به.

حدّثني أحمد بن محمّد العتيقى والتّنوخيّ : أن بكر بن شاذان توفى يوم السبت التاسع من شوال من سنة خمس وأربعمائة.

وقال لي عبد العزيز بن على : مات بكر بن شاذان الواعظ في شوال من سنة خمس وأربعمائة وله نيف وثمانون سنة.

قال عبد العزيز : وقيل إنه لم تفته جمعة قط إلا الجمعة التي مات في غدها. وكان موته غداة يوم السبت.

وحدّثني الخلّال أن بكرا دفن في مقبرة باب حرب.

٣٥٣٨ ـ بكر بن محمّد بن علي بن محمّد بن حيد بن عبد الجبّار بن النّضر ابن مسافر بن قصي ، أبو منصور التّاجر النّيسابوريّ :

سكن بغداد وحدث بها عن أبيه ، وعن أحمد بن محمّد بن عمر الخفاف ، وأبى بكر محمّد بن أحمد بن عبدوس المزكى ، وأبى الحسن محمّد بن الحسين العلوي الحسنى.

كتبت عنه وكان ثقة حسن الاعتقاد صحيح المذهب ، كثير الدرس للقرآن ، محبا لأهل الخير ، مفتقدا للفقراء بالبر والإرفاق.

حدّثنا أبو منصور بن حيد ـ من حفظه ـ حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن عمر الخفاف ـ بنيسابور ـ حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج حدّثنا قتيبة بن سعيد عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان لا يدخر شيئا لغد.

سمعت بن حيد يقول : ولدت في سنة ست وثمانين وثلاثمائة (١).

__________________

(١) ٣٥٣٨ ـ آخر الجزء الثامن والأربعين من تجزئة المصنف رحمه‌الله تعالى.

١٠٠