تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

ذكر الأسماء المفردة في باب الألف

٣٤٩٩ ـ أشعب الطامع ، يقال : إن اسمه شعيب ، وكنيته : أبو العلاء ، وقيل : أبو إسحاق مولى عثمان بن عفّان ، وقيل : مولى سعيد بن العاص ، وقيل : مولى عبد الله بن الزّبير ، وقيل : مولى فاطمة بنت الحسين :

وهو : أشعب بن أم حميدة ، وقيل أم حميدة بضم الحاء وبفتحها ، وقيل إن أمه جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصدّيق.

عمّر دهرا طويلا ، وأدرك زمن عثمان بن عفّان ، وروى عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، والقاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وأبان بن عثمان بن عفّان. وعكرمة مولى ابن عبّاس. روى عنه عثمان بن فائد. وغياث بن إبراهيم ومعدى بن سليمان.

وله نوادر مأثورة ، وأخبار مستظرفة ، وكان من أهل مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو خال محمّد بن عمر الواقدي. وزعم أبو عثمان الجاحظ أنه قدم بغداد في أيام المهديّ.

وقال الأصمعى : حدّثني جعفر بن سليمان. قال : قدم أشعب أيام أبي جعفر بغداد فأطاف به فتيان بنى هاشم ، فغناهم فإذا ألحانه طربة ، وحلقه على حاله. وقال : أخذت الغناء عن معبد ، وكنت آخذ عنه اللحن ، فإذا سئل عنه قال : عليكم بأشعب فإنه أحسن تأدية له منى. وقيل إن اسم أبيه جبير ، ويقال : أشعب بن جبير آخر وليس هو أشعب الطامع ، والذي عندي أنهما واحد ، والله أعلم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا المظفّر بن يحيى الشرابي حدّثنا أحمد بن محمّد المرثدى عن أبي إسحاق الطلحي قال : حدّثنا أحمد بن معاوية قال حدّثني المدنيّون وخبروني أن أشعب المديني كان خال الأصمعى.

__________________

٣٤٩٩ ـ انظر : تهذيب ابن عساكر ٣ / ٧٥. وفوات الوفيات ١ / ٢٢. وثمار القلوب ١١٨. وميزان الاعتدال ١ / ١٢٠. ولسان الميزان ١ / ٤٥٠ ، ٤ / ١٢٦. والنويري ٤ / ٣٤. والأعلام ١ / ٣٣٢.

٤١

أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ القاضي قال حدّثني محمّد بن سهل بن الحسن حدّثني مضارب بن نديل حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن حدّثنا عثمان بن فائد عن أشعب الطامع عن عكرمة عن ابن عبّاس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لبى حتى رمى جمرة العقبة.

قال محمّد بن عمر القاضي : أشعب الطامع اسمه شعيب ، ويكنى أبا العلاء وكانت بنت عثمان ربته وكفلته ، وكفلت ابن أبي الزناد معه ، وكان يقول : حدّثني سالم بن عبد الله ، وكان يبغضني في الله ، فيقال : دع هذا عنك فيقول : ليس للحق مترك أخبرني بجميع هذا أبو محمّد الجريري عن أحمد بن الحارث ، كذا قال لنا المقرئ ، والصواب أبو أحمد الجريري.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدّثني ابن ياسين حدّثنا سوار حدّثنا معدى بن سليمان قال حدّثني أشعب ـ يعنى الطامع ـ قال : دخلت على القاسم بن محمّد في حائط له ، قال ، وكان يبغضني في الله وأحبه فيه ، فقال : ما أدخلك على؟ اخرج عنى. قلت : أسألك بوجه الله لما حددت لي عذقا. قال : يا غلام جد له عذقا فإنه سأل بمسألة.

وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق حدّثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي حدّثنا محمّد بن أحمد بن سفيان الترمذي حدّثنا سندولا حدّثنا أبي عبّاد بن موسى حدّثنا غياث بن إبراهيم حدّثني أشعب بن أم حميدة الذي يقال له الطامع قال غياث : وإنما حملنا هذا الحديث عن أشعب أنه كان عليه ، قال أتيت سالم بن عبد الله أسأله فأشرف على من خوخة فقال لي : ويلك يا أشعب لا تسل! فإن أبي حدّثني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ليجيئن أقوام يوم القيامة ليس في وجوههم مزعة [لحم]» (١).

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان حدّثنا أبو بكر الشافعي قال حدّثنا محمّد بن الحسين بن سماعة قال حدّثني عبد الله بن سوادة أخبرنا أحمد بن شجاع الخزاعي قال : حدّثني أبو العبّاس نسيم الكاتب ـ قديم ـ قال قيل لأشعب : طلبت العلم ، وجالست الناس ، ثم تركت وأفضيت إلى المسألة! فلو جلست لنا وجلسنا إليك

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ١٢ / ٣١٠. وإتحاف السادة المتقين ٨ / ٨٥. وكنز العمال ١٦٧٢٤.

٤٢

فسمعنا منك؟ فقال لهم : نعم فوعدهم ، فجلس لهم فقالوا له : حدّثنا فقال : سمعت عكرمة يقول سمعت ابن عبّاس يقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «خلتان لا تجتمعان في مؤمن» ثم سكت ، فقالوا : ما الخلتان؟ فقال : نسى عكرمة واحدة ، ونسيت أنا الأخرى.

أخبرنا الحسن بن على الجوهري حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حدّثنا ابن مخلد حدّثنا محمّد بن أبي يعقوب قال حدّثني روح بن محمّد السكوني ـ بحمص ـ حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن بن راشد الرحبي قال : قيل لأشعب : قد أدركت الناس فما معك من العلم؟ قال : حدّثني عكرمة عن ابن عبّاس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لله على عبده نعمتان» (٢) ثم سكت أشعب فقيل له : وما النعمتان؟ قال : نسى عكرمة واحدة ، ونسيت أنا الأخرى.

أخبرني أبو الفتح عبد الرزاق بن محمّد بن أبي شيخ الأصبهانيّ ـ بها ـ حدّثنا جدي عبد الله بن محمّد بن جعفر قال حدّثني أبو الحسن البغدادي قال سمعت عبد الله بن هلال البزّاز يحكى عن سلمة قال حدّثني بعض الثّقات قال : أكل أشعب مع سالم بن أبي الجعد تمرا ، فجعل يأكل زوجا زوجا ، فقال سالم : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد نهى عن القران في التمر ، فقال : اسكت ؛ والله لو رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رداءة هذا التمر لرخص فيه حفنة حفنة.

أخبرني أبو القاسم الزهري حدّثنا على بن عمر الحافظ حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر. قال : قال لنا الزبير بن بكّار : قيل لأشعب في امرأة يتزوجها؟ فقال : ابغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع ، وتأكل فخذ جرادة فتتخم!.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد المرثدى حدّثنا أبو إسحاق الطلحي قال حدّثني أحمد بن إبراهيم قال : دعا إنسان أشعب ، فقال أشعب : لا والله ما أجيئك ، أنا أعرف الناس بك وكثرة جموعك ، قال له : على أن لا أدعو أحدا سواك ، فأجابه. قال فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم صبي وهو في غرفة ، فصاح أشعب : أى أبا فلان : تعال هاهنا ، من هذا الصبى؟ شرطت عليك أن لا يدخل علينا أحد. قال : جعلت فداك يا أبا العلاء ، هذا ابني وفيه عشر خصال ، ما هن في صبي ، قال : وما هن فديتك؟ قال : لم يأكل مع ضيف قط ، قال : حسبي ، التسع لك.

__________________

(٢) انظر الحديث في : تهذيب ابن عساكر ٣ / ٧٩.

٤٣

أخبرنا ابن زريق أخبرنا المظفّر بن يحيى قال حدّثنا المرثدى عن الطلحي قال أخبرني أحمد قال : وجد أشعب دينارا ، فكره أن يأكله حراما ، وكره أن يعرفه فيأتى له طالب ، فاشترى به قطيفة وانبعث يعرفها.

أخبرني محمّد بن على بن عبد الله أخبرنا الحسن بن حامد الأديب حدّثنا على بن محمّد بن سعيد الموصلي حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ حدّثنا مسعود بن بشر المازني قال حدّثني الواقدي. قال : كنت مع أشعب في يوم عيد نريد المصلى ، فوجد دينارا فقال : يا ابن واقد ، قلت : ما تشاء يا أبا العلاء؟ قال : وجدت دينارا فما ترى أن أصنع به؟ قلت : عرفه. قال أم العلاء إذن طالق. قال قلت : فما تصنع به؟ قال : أشترى به قطيفة ثم أعرفها ، وكان أشعب خال الواقدي.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد أخبرنا محمّد بن عبد الرّحيم المازني حدّثنا أبو الحسن بن سلم حدّثنا الزبير بن بكّار قال : قال الواقدي : لقيت أشعب يوما فقال لي : يا ابن واقد ، وجدت دينارا فكيف أصنع به؟ قال : تعرفه ، قال : سبحان الله ما أنت في علمك إلا في غرور ، قلت : فما الرأى يا أبا العلاء؟ قال : أشترى به قميصا وأعرفه بقباء ، قلت إذا لا يعرفه أحد ، قال : فذاك أريد!.

أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ حدّثني أحمد ابن جعفر بن على بن الهيثم حدّثنا أبي قال : قال الهيثم بن عدى : كان أشعب مولى فاطمة بنت الحسين ، وأسلمته في البزّازين ، فقيل له : أين بلغت من معرفة البز! فقال أحسن النشر ولا أحسن أطوى. وأرجو أن أتعلم الطى. وهو الذي قال لرجل من الناس ، حين سخن دجاجة. ثم بردت فسخنت ، ثم بردت فسخنت : دجاج هذا الرجل كآل فرعون ؛ يعرضون على النار غدوا وعشيا. فضربته فاطمة بنت الحسين مائة سوط لهذا الكلام ، ووهبت له مائة دينار.

أخبرنا الحسن بن على الجوهريّ حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلّاد حدّثنا الأصمعي قال حدّثني جعفر بن سليمان بن على بن عبد الله بن العبّاس عن أشعب أنه قال يوما لابنه : إنى قد كبرت ، فاطلب لنفسك المعاش. قال : يا أبت إنى مثل الموزة لا تحمل حتى تموت أمها!!.

٤٤

أخبرنا على بن أبي على البصريّ أخبرنا على بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق حدّثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان الأشعث حدّثنا أبو داود السنجى حدّثنا الأصمعى عن أشعب الطامع قال : دخلت على سالم بن عبد الله ، فقال لي : يا أشعب حمل إلينا جفنة من هريسة وأنا صائم ، فاقعد فكل. قال : فحملت على نفسي ، فقال : لا تحمل على نفسك. ما تبقى تحمله معك. قال : فلما رجعت إلى منزلي قالت لي امرأتى : يا مشئوم ، بعث عبد الله بن عمرو بن عثمان يطلبك ، ولو ذهبت اليه لحباك. قال : فما قلت له؟ قالت : قلت له أنك مريض ، قال أحسنت ، فأخذت قارورة دهن وشيئا من صفرة ، فدخلت الحمام ثم تمرخت به ، ثم خرجت فعصبت رأسى بعصابة وأخذت قصبة واتكأت عليها. فأتيته وهو في بيت مظلم ، فقال لي : أشعب؟ فقلت : نعم ، جعلني الله فداك. ما رفعت جنبي من الأرض منذ شهرين. قال : وسالم في البيت وأنا لا أعلم! فقال لي سالم : ويحك يا أشعب. قال فقلت لسالم : نعم جعلني الله فداك منذ شهرين ما رفعت ظهري من الأرض ، قال فقال سالم : ويحك يا أشعب. قال فقلت : نعم جعلت فداك مريض منذ شهرين ما خرجت. قال : فغضب سالم وخرج. قال فقال لي عبد الله بن عمرو : ويلك يا أشعب ، ما غضب خالي إلا من شيء؟ قال فقلت : نعم جعلت فداك ، غضب من أنى أكلت اليوم عنده جفنة من هريسة ، قال فضحك عبد الله وجلساؤه ، وأعطانى ووهب لي ، قال : فخرجت فإذا سالم بالباب ، فلما رآني قال : ويحك يا أشعب ، ألم تأكل عندي؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال فقال سالم : والله لقد شككتني!!.

أخبرنا على بن أبي على أخبرنا على بن محمّد بن لؤلؤ حدّثنا عبد الله بن سليمان حدّثنا أبو داود السنجي حدّثني الأصمعي. قال : مرّ أشعب فجعل الصبيان يلعبون حتى آذوه ، قال فقال لهم : ويحكم ، سالم بن عبد الله يقسم تمرا ، فصدقه الصبيان ، قال فمر الصبيان يعدون إلى دار سالم ، قال : فعدا أشعب معهم وقال : ما يدريني والله لعله حق!.

أخبرني الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا أبو عبد الله بن مخلد حدّثنا محمّد بن أبي يعقوب حدّثنا الفضل بن صعصعة ، حدّثنا عمرو بن الضحاك عن أبيه قال : مرّ أشعب بقوم يعملون قفّة فقال لهم : أوسعوها. قالوا : ولم يا أشعب؟! قال : لعل يهدى إلىّ إنسان فيها شيئا.

٤٥

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن على بن حمويه الهمذاني ـ بها ـ أخبرنا أحمد بن عبد الرّحمن الشّيرازيّ أخبرنا أبو العبّاس أحمد ابن سعيد الفقيه المعدانى حدّثنا عبد الله بن محمود حدّثنا محمّد بن إبراهيم حدّثنا سعيد بن عنبسة حدّثنا الهيثم بن عدى. قال : مر أشعب الطماع برجل وهو يتخذ طبقا فقال : اجعله واسعا لعلهم يهدون لنا فيه.

أخبرني هلال بن محمّد بن جعفر الحفار أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا إبراهيم بن راشد. قال : قال أبو عاصم النبيل قيل لأشعب : ما بلغ من طمعك؟ قال : لم تزف عروس بالمدينة إلى زوجها إلا قلت يجيئون بها إلىّ قبلا أخبرنا على بن أبي على أخبرنا على بن محمّد بن لؤلؤ حدّثنا عبد الله بن سليمان حدّثنا يحيى بن عبد الرّحمن الأعشى حدّثنا أبو عاصم. قال : أخذ بيدي ابن جريح وأوقفنى على أشعب الطامع فقال له : حدثه ما بلغ من طمعك؟ قال : بلغ من طمعي أنه ما زفت امرأة بالمدينة إلا كنست بيتي رجاء أن تهدى إلىّ.

أخبرنا الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا أبو عبد الله بن مخلد حدّثنا أحمد ابن يعقوب ـ هو الدّينورى ـ حدّثنا عبد الله بن أبي حرب ـ بسلمية ـ حدّثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد عن أبيه قال : كنت يوما أريد منزلي ، فالتفت فإذا أشعب ورائي. فقلت له : مالك يا أشعب؟ فقال : يا أبا عصم رأيت قلنسوتك قد مالت فتبعتك قلت لعلها تسقط فآخذها إلىّ؟! قال : فأخذتها عن رأسى فدفعتها إليه ، وقلت له : انصرف.

وقال محمّد بن أبي يعقوب حدّثني محمّد بن أبي عبد الرّحمن المقرئ عن أبيه. قال : قال أشعب الطماع : ما خرجت في جنازة قط فرأيت اثنتين تتساران إلا ظننت أن الميت قد أوصى لي بشيء.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدّثنا محمّد بن الحسين بن سماعة حدّثني محمّد بن أحمد الحسنى ـ من ولد الحسن بن على ـ عن بعض من سمعه منه قال : قال أشعب : جاءتني جاريتي بدينار ، فأودعتنيه فجعلته تحت المصلى بين يدي ، ثم جاءتني بعد أيام فقالت هات الدّينار ، فقلت ارفعى المصلى فإن كان ولد فخذي ولده ودعيه ، وقد كنت جعلت معه درهما ، فرفعت المصلى وأخذت الدرهم ، فقلت لها إن تركتيه ولد لك كل جمعة

٤٦

درهما ، فتركته وعادت الجمعة الثانية ، وقد كنت أخذته فلم تره ، فبكت وصاحت فقلت : ما يبكيك؟ فقالت : الدّينار سرقته؟ فقلت لها : مات دينارك في النفاس ، فبكت فقلت لها : تصدقين بالولادة ولا تصدقين بالموت في النفاس!. قيل إن أشعب توفى سنة أربع وخمسين ومائة.

٣٥٠٠ ـ أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عفير ، مولى بني رقاش :

من أهل البصرة. شاعر مطبوع ، مقدم في العلم بالشعر والحفظ له ، قدم بغداد ، فاتصل بالبرامكة ، وانقطع إليهم وحمل لهم كتاب كليلة ودمنة ، فحسن موقعه منهم. ويقال إنه قلب الكتاب في ثلاثة أشهر إلى الشعر ، وهو أربعة عشر ألف بيت. وذكر حمدان ابنه أنه كان يصلى ولوح موضوع بين يديه ، فإذا صلى أخذ اللوح فملأه من الشعر الذي صنعه ، ثم يعود إلى صلاته ، وعمل أيضا قصيدة ذات الحلل ذكر فيها مبتدأ الخلق ، وأمر الدنيا ، وأشياء من المنطق ، وغير ذلك ، وهي قصيدة مشهورة. وله مدائح في هارون الرّشيد ، وفي الفضل بن يحيى بن خالد ، وقيل إنه كان جميل الطريقة حسن التدين متألها.

قرأت على حسن بن على الجوهريّ عن أبي عبيد الله المرزباني قال أخبرني محمّد ابن العبّاس حدّثنا محمّد بن موسى البربري حدّثنا حمّاد بن إسحاق قال : ألزم يحيى ابن خالد البرمكيّ أبان بن عبد الحميد دارا لا يخرج منها حتى ينقل كتاب كليلة ودمنة من الكلام إلى الشعر فنقله ، فوهب له عشرة آلاف دينار. قال : ويقال إن كل كلام نقل إلى شعر فالكلام أفصح منه إلا كتاب كليلة ودمنة.

قال المرزباني وأخبرني محمّد بن يحيى حدّثنا القاسم بن إسماعيل حدّثني محمّد ابن صالح الهاشمي حدّثني ابن لأبان بن عبد الحميد اللاحقى. قال : أحب يحيى بن خالد أن يحفظ كتاب «كليلة ودمنة» فاشتد عليه ذلك ، فقال له أبان بن عبد الحميد : أنا أعمله شعرا ليخف على الوزير حفظه ، فنقله إلى قصيدة عملها مزدوجة. عدد أبياتها أربعة عشر ألف بيت في ثلاثة أشهر ، فأعطاه يحيى بن خالد عشرة آلاف دينار. وأعطاه الفضل خمسة آلاف دينار. وقال له جعفر بن يحيى : ألا ترضى أن أكون راويتك لها؟ ولم يعطه شيئا. قال : فتصدق بثلث المال الذي أخذه. وكان أبان

__________________

(١) ٣٥٠٠ ـ انظر : النجوم الزاهرة ٢ / ١٦٧. وخزانة الأدب للبغدادي ٣ / ٤٥٨. والأعلام ١ / ٢٧. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٨٧.

٤٧

حسن السّريرة ، حافظا للقرآن عالما بالفقه. وقال عند وفاته : أنا أرجو الله وأسأله رحمته ، ما مضت على ليلة قط لم أصل فيها تطوعا كثيرا.

قلت : وأول قصيدته هذه :

هذا كتاب أدب ومحنه

وهو الذي يدعى كليله ودمنه

٣٥٠١ ـ أشجع بن عمرو ، أبو الوليد ، وقيل : أبو عمرو السّلميّ الشّاعر :

من أهل الرقة ، قدم البصرة فتأدب بها ، ثم ورد بغداد فنزلها ، واتصل بالبرامكة ، وغلب من بينهم على جعفر بن يحيى فحباه واصطفاه ، وآثره وأدناه ، وكان أشجع حلوا ظريفا سائر الشعر ، وله كلام جزل ، ومدح رصين. فمدح جعفر بقصائد كثيرة ، ووصله بهارون الرّشيد فمدحه ، وهو بالرقة ، بقصيدة تمكنت بها حاله عند الرّشيد ، وأولها :

قصر عليه تحيّة وسلام

نشرت عليه جمالها الأيّام

ويقال : إنه لما أنشده هذه القصيدة أعطاه هارون مائة ألف درهم.

٣٥٠٢ ـ أسباط بن محمّد بن عبد الرّحمن بن خالد بن ميسرة ، أبو محمّد القرشيّ ، مولى السّائب بن يزيد :

من أهل الكوفة. سمع أبا إسحاق الشّيبانيّ ، وسليمان الأعمش وعطاء بن السائب ، وليث بن أبي سليم ، ومطرف بن طريف ، ومسعر بن كدام ، وسفيان الثّوري. روى عنه قتيبة بن سعيد ، وأحمد بن حنبل ، وسعيد بن يحيى الأموى ، ومحمّد بن الوليد الفحام ، وأحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد القطّان ، والحسن بن محمّد الزعفراني ، وعبد الله بن أيّوب المخرمى ، وغيرهم ، وقدم بغداد وحدث بها.

أخبرنا هلال بن محمّد ـ أبو جعفر الحفار ـ أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى القطّان حدّثنا أسباط حدّثنا الشّيبانيّ عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك. قال : خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجعل الرجل

__________________

٣٥٠١ ـ انظر : الأغاني ١٧ / ٣٠ ـ ٤٤. وتهذيب ابن عساكر ٣ / ٥٩ ـ ٦٣. ومعاهد التنصيص ٤ / ٦٢. والتبريزي ٢ / ١٦٩. والشعر والشعراء ٣٧٣. وخزانة الأدب ١ / ١٤٣. والموشح ٢٩٥. والأعلام ١ / ٣٣١.

٣٥٠٢ ـ انظر تهذيب الكمال ٣٢٠ (٢ / ٣٥٤). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٧٧. والجرح والتعديل ١ / ١ / ٣٣٣. وميزان الاعتدال ١ / ١٧٥. وطبقات ابن سعد ٦ / ٢٧٤. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ٢٥. ومشاهير علماء الأمصار ١٧٣. والتاريخ الكبير ١ / ٢ / ٥٣.

٤٨

يجيء فيقول : يا رسول الله حلقت قبل أن أذبح ، وذبحت قبل أن أحلق ـ قدموا شيئا دون شيء ـ فلما أكثروا قال : «يا أيها الناس [إن (١)] الله قد رفع الحرج إلا من اقترض من مسلم شيئا ظلما فذلك الذي حرج» (٢).

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا جعفر ابن محمّد بن الأزهر حدّثنا ابن الغلابي قال.

وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى البابسيرى ـ بواسط ـ حدّثنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي. قال : قال أبي قال أبو زكريّا يحيى بن معين : وقد رأيت أسباط بن محمّد ببغداد في دار القطن.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد ابن سعيد السوسي حدّثنا عبّاس بن محمّد قال سمعت يحيى بن معين يقول : أسباط ابن محمّد أبوه يروى عنه سليمان التّيميّ يقول : أبو عمرو عن عكرمة وهو أبو عمرو القاص واسمه محمّد ، وهو أبو أسباط الذي حدث في دار القطن.

وقال يحيى في موضع آخر : وأسباط بن محمّد قد كتبت عنه نزل دار القطن ببغداد.

وقال عبّاس : سمعت يحيى يقول : أسباط ليس به بأس وكان يخطئ عن سفيان.

أخبرني السّكّري أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريّا : أسباط بن محمّد ثقة والكوفيون يضعفونه.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشنانى قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فأسباط بن محمّد كيف حديثه؟ قال : ليس به بأس.

أخبرني أبو القاسم الأزهرى حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة حدّثنا جدي. قال : أسباط بن محمّد ، كوفي ثقة صدوق ، وكان

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الحديث في : معاني الآثار ٢ / ٢٣٨.

٤٩

من قريش ، يكنى أبا محمّد ، توفي بالكوفة في المحرم سنة مائتين في خلافة المأمون (٣).

قال يحيى بن معين : أسباط بن محمّد ثقة ، حدّثني بذلك عبد الله بن شعيب عنه (٤).

أخبرنا أبو خازم محمّد بن الحسين بن محمد الفراء حدّثنا الحسين بن على الحلبي حدّثنا أبو عمران موسى بن القاسم بن الأشيب حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا حدّثنا محمّد بن سعد. قال : أسباط بن محمّد القرشيّ يكنى أبا محمّد ، مات في أول سنة مائتين.

أخبرني أبو الفرج الحسين بن على الطناجيرى أخبرنا محمّد بن زيد بن على بن مروان الكوفيّ حدّثنا محمّد بن عقبة الشّيبانيّ أخبرنا هارون بن حاتم التّميميّ قال : سألت أسباط بن محمّد قلت : يا أبا محمّد متى ولدت؟ قال : سنة خمس ومائة.

ومات أسباط بن محمّد في سنة تسع وتسعين ومائة في أيام أبي السرايا.

٣٥٠٣ ـ أسيد بن زيد بن نجيح ، أبو محمّد الجمّال الكوفيّ ، مولى صالح بن علي ، الهاشميّ :

حدث عن الحسن بن صالح ، وأبى إسرائيل الملائى ، ومحمّد بن طلحة بن مصرف ، وزهير بن معاوية ، وعمرو بن شمر ، وجعفر بن زياد الأحمر ، وشريك بن عبد الله ، وليث بن سعد ، وهشيم بن بشير. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، ومحمّد بن شعبة بن جوان ، وعبّاد بن الوليد الغبرى ، وإبراهيم بن راشد الأدمى ، وعلى بن سهل النسائي ، وعيسى بن عبد الله الطيالسي ، وأحمد بن على الخزاز المقرئ. وقدم أسيد بغداد وحدث بها وكان غير مرضى في الرواية.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي حدّثنا أحمد بن على ـ يعنى الخزاز ـ حدّثنا أسيد بن زيد الجمال حدّثنا عمرو بن شمر عن جابر عن عامر عن مسروق عن عائشة. قالت : دخل علىّ الحسن والحسين فوهبت لهما دينارا ، وشققت مرطى بينهما فرديت كل واحد منهما بشقه ، فخرجا مسرورين فرحين يضحكان ، فلقيهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كفة كفة فقال «قرة الأعين ، قرة الأعين ،

__________________

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٥٦.

٣٥٠٣ ـ انظر : الضعفاء للنسائي برقم ٥٤. وميزان الاعتدال ١ / ٢٥٦. والتاريخ الكبير ٢ / ١٥.

٥٠

من كسا كما بردين ، ووهب لكما دينارا فجزاه الله خيرا؟» قالا : أمنا عائشة. قال : «صدقتما والله يا بنى ، هي والله أمكما وأم كل مؤمن» قالت عائشة : فو الله لما صنعت وما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحب إلى من الدنيا وما فيها (١).

أخبرنا الحسن بن على الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سألت يحيى بن معين عن أسيد بن زيد الجمال فقال : كذاب ، قد أتيته ببغداد في الحذائين فسمعته يحدث بأحاديث كذب.

حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا أحمد بن سعيد السوسي حدّثنا عبّاس.

وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا الحسن بن محمّد ـ يعنى أبا سعيد الإصطخرى ـ قال قرئ على العبّاس بن محمّد قال سمعت يحيى بن معين يقول : أسيد ـ يعنى ابن زيد الجمال ـ كذاب ، ذهبت إليه إلى الكرخ ، ونزل في دار الحذائين ، فأردت أن أقول له يا كذاب ففرقت من شفار الحذائين.

أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدّثنا أبي قال : أسيد الجمال متروك الحديث.

أخبرنا الأزهرى أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال : أسيد بن زيد الجمال ضعيف الحديث.

٣٥٠٤ ـ أزداد بن جميل بن موسى بن السّبّال بن طيشة :

حدّثنا عن إسرائيل بن يونس ، ومالك بن أنس ، وأبى جعفر الرازي. روى عنه على ابن الحسين بن حبان وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وعمر بن أيّوب السّقطيّ ، وعبد الله بن إسحاق المدائني.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمى حدّثنا عبد الله بن إسحاق المديني حدّثنا أزداد بن السّبّال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن على قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «للمسلم على المسلم ست

__________________

(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ١ / ٢١٢.

٥١

خصال : يسلم عليه إذا لقيه ، ويشمته إذا عطس ويجيبه إذا دعاه ، ويعوده إذا مرض ، ويشهد جنازته إذا توفى ، ويحب له ما يحب لنفسه» (١).

٣٥٠٥ ـ أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك ، أبو حمزة الأنصاريّ :

حدث عن محمّد بن عبد الله الأنصاري ، وأبى زيد الهروي وإسماعيل بن موسى الفزاري. روى عنه القاضي أبو عبد الله المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وأبو العبّاس الأصم النّيسابوريّ.

أخبرنا أحمد بن عبد الله المحامليّ قال : وجدت في كتاب جدي الحسين بن إسماعيل بخطه : حدّثنا أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك أبو حمزة الأنصاري حدّثنا الأنصاري حدّثني عزرة بن ثابت عن أبي الزبير عن جابر. أن رجلا أعتق غلاما له عن دبر منه. فأبى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فباعه ودفع إليه ثمنه وقال : «إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه» (١).

حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم الأشنانى حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم حدّثنا أبو حمزة الأنصارىّ حدّثنا أبو زيد سعيد بن الرّبيع الهروي حدّثنا شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر سمع أنسا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يقطع الصلاة : الحمار ، والمرأة ، والكلب» (٢).

ذكر محمّد بن مخلد فيما قرأت بخطه : أن أبا حمزة الأنصارىّ مات في جمادى الأولى من سنة ثمان وستين ومائتين.

٣٥٠٦ ـ أنيس بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبان ، أبو عمر المقرئ النّخّاس :

سمع أبا نصر التّمّار ، وأبا معمّر الهذلي ، وسلم بن قادم ، وعبد الرّحمن بن يونس

__________________

(١) ٣٥٠٤ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٧٣٩. وسنن ابن ماجة ١٤٣٣. والمعجم الكبير للطبراني ١٧ / ٢٦٧. والمطالب العالية ٢٤٨.

(٢) ٣٥٠٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٢٠.

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ، كتاب العتق ٩. والنسائي ، كتاب البيوع ٨٤. والسنن الكبرى ١٠ / ٣٠٩.

(٢) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٢٧٥. ومسند أحمد ٢ / ٤٢٥ ، ٥ / ١٦٤ ، ٦ / ٢٣٠. والمعجم الكبير للطبراني ٣ / ٢٣٧. وصحيح ابن حبان ٤١١.

٥٢

المستملي ومحمّد بن صالح بن النطاح ، والحسن بن أبي الحسن المؤذن. روى عنه القاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأبو عمر بن السماك ، وعبد الصّمد بن على الطستيّ ، وإسماعيل بن على الخطبي ، وأبو بكر الشافعي ، وكان ثقة.

ذكره الدارقطني فقال : لا بأس به.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي حدّثنا أنيس بن عبد الله حدّثنا أبو معمّر القطيعي حدّثنا أبو بكر بن عيّاش عن يحيى بن سعيد عن عراك ابن مالك عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حبس في تهمة (١).

قال أنيس : وحدّثناه أبو معمّر مرة أخرى ، قال حدّثنا أبو بكر بن عيّاش عن يحيى ابن سعيد عن عراك بن مالك : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حبس في تهمة.

أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن أنيسا النخاس مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.

وقرأت بخط محمّد بن مخلد : سنة ثمان وثمانين ومائتين فيها مات أبو عمر أنيس ابن عبد الله المقرئ في شهر ربيع الأول.

٣٥٠٧ ـ أحيد بن سليمان بن المبارك ، أبو سعيد البلخيّ :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن يزيد بن زياد أبي تراب الزاهد. روى عنه عبد الصّمد بن على الطستيّ نسخة لأبى تراب. حدّثنا بها أبو الحسين بن بشران عن الطستيّ إلا أن بشران حصل في كتابه أحمد بن سليمان بالميم ، وكذلك ذكره الطستيّ في «معجم شيوخه». في تضاعيف من اسمه أحمد ، وروى الدارقطني عن الطستي بعض النسخة فقال : أحيد ـ بالياء ، وكذلك روى دران محمّد بن جعفر نزيل مصر عن محمّد بن محمّد بن سلم البغدادي قال حدّثنا أبو سعيد أحيد بن سليمان البلخيّ ـ قدم حاجّا ـ قال حدّثنا يزيد بن زياد أبو تراب الزاهد.

٣٠٥٨ ـ الأحوص بن المفضّل بن غسّان ، أبو أميّة الغلابيّ :

وهو : الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد بن

__________________

(١) ٣٥٠٦ ـ انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٤ / ٢٠٣.

٣٥٠٨ ـ انظر : سؤالات السهمي للدارقطني برقم ٢٠٨.

٥٣

غلاب ، وغلاب امرأة ، وهي أم خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة بن غفر بن حبيب بن وائلة بن همان ، نسبه أحمد بن كامل القاضي.

حدث أبو أمية عن أبيه بكتاب التاريخ ، وروى أيضا عن محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وعن إبراهيم بن سعيد الجوهريّ وأحمد بن عبدة الضبي ، وكان ببغداد يتجر في البز ، فاستتر ابن الفرات الوزير عنده في بعض الأوقات وقال له : إن وليت الوزارة فأيش تحب أن أصنع بك؟ فقال أبو أمية : تقلدني شيئا من أعمال السلطان ، قال : ويحك لا يجئ منك عامل ، ولا أمير ، ولا قائد ، ولا كاتب ، ولا صاحب شرطة ، فأي شيء أقلدك؟ قال : لا أدري. قال له ابن الفرات : أقلدك القضاء ، قال : قد رضيت. ثم خرج ابن الفرات وولى الوزارة وأحسن إلى أبي أمية وأفضل عليه ، وولاه قضاء البصرة ، وواسط ، والأهواز ، فانحدر أبو أمية إلى أعماله وأقام بالبصرة ، وكان قليل العلم ، إلا أن عفته وتصونه غطيّا نقصه ، فلم يزل بالبصرة حتى قبض عليه ابن كنداج أمير البصرة في بعض نكبات المقتدر بالله لابن الفرات ، وكان بين أبي أمية وبين ابن كنداج وحشة ، فأودعه السجن فأقام فيه مدة إلى أن مات فيه. ولا نعلم أن قاضيا مات في السجن سواه!.

أخبرنا الحسين بن محمّد بن جعفر الرافقي ـ فيما أذن أن نرويه عنه ـ قال : قال لنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل : دخلت يوما على أبي أمية القاضي فقال لي : ما معنى هذا الحديث؟ فقلت : أى حديث؟ قال قول أبي موسى كنا إذا علونا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قددا كبرنا. فقلت له : لعلك تريد حديث سليمان التّيميّ عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعريّ. قال : كنا إذا علونا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدفدا كبرنا؟ وكان عنده القاضي الجبيرى من ولد جبير بن حية ، فقال له : هذا في كتاب الله تعالى ، قال الله : (كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً) [الجن ١١] فقلت له : اسكت فسكت. قال : ودخلت عليه يوما فقال لي : ما معنى هذا الحديث إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر الحائض أن تأخذ قرصة فتتبع بها أثر الدم؟ فقلت : ليس هو قرصة إنما هو : فرصة والفرصة الخرقة أو القطعة من القطن الممسكة. وأصحاب الحديث يقولون فرصة ، والصواب قرصة. فترك قولي وأملى فرصة أو قرصة.

٥٤

حدّثني على بن محمّد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت الدارقطني عن الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب فقال : ليس به بأس ، كان قاضى البصرة.

أخبرنا السّمسار حدّثنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن أبا أمية الأحوص بن المفضل مات في سنة ثلاثمائة بالبصرة ، ذكر أبو الحسين بن المنادي : أن وفاته كانت ببغداد.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادى وأنا اسمع. قال : أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي توفى بمدينتنا ، وحمل إلى البصرة وذلك في ربيع الأول سنة ثلاثمائة. وقول ابن قانع عندي أصح ، والله أعلم.

٣٥٠٩ ـ أسامة بن محمّد بن مسعود بن مهران ـ أبو بكر الدّقّاق :

كان يسكن دار البطيخ التي بالكرخ ، وحدث عن حفص بن عمرو الرّبالى. روى عنه القاضي الجراحي ، وأبو الحسن الدار قطني ، ويوسف القواس ، وابن الثلاج.

أخبرني الحسن بن أبي طالب حدّثنا يوسف بن عمر القواس حدّثنا أسامة بن محمّد بن مسعود بن مهران الدّقّاق حدّثنا حفص ـ يعنى ابن عمرو ـ حدّثنا عبد الوهّاب حدّثنا عبد الله بن عمر عن حبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة. قال : لا أعلمه إلا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن شدة الحر من فيح جهنم ، فأبردوا بالصلاة في شدة الحر» (١).

٣٥١٠ ـ أزهر بن أحمد بن محمّد ، أبو غانم الخرقيّ :

حدث عن أبي قلابة الرقاشي ، ومحمّد بن عبيد السمرقندي. روى عنه الدارقطني ، وحدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو الحسن الحمامي المقرئ ، وأبو الحسن بن دوما النّعاليّ ، وكان ثقة ينزل في الجانب الشرقي في سوق العطش.

أخبرنا على بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ أخبرنا أبو غانم أزهر بن محمّد الخرقى حدّثنا عبد الملك بن محمّد الرقاشي أخبرنا أبو عاصم أخبرني عبد الحميد بن جعفر أخبرني محمّد بن عمرو بن عطاء قال : سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من

__________________

(١) ٣٥٠٩ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٤٢ ، ١٦٢ ، ٤ / ١٤٦. وصحيح مسلم ، كتاب المساجد ١٨٠ ـ ١٨٤ ، ١٨٦. وفتح الباري ٢ / ١٨ ، ٢٠ ، ١١١.

٥٥

أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيهم أبو قتادة ـ فقال أبو حميد : أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا كبر رفع يديه حذو منكبيه.

قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج : توفى أبو غانم أزهر بن أحمد بن محمّد الخرقى في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.

انقضى حرف الألف

٥٦

باب الباء

٥٧

ذكر من اسمه بشر

٣٥١١ ـ بشر بن شبر :

أحد أصحاب أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب. نزل المدائن.

أخبرني الأزهرى أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل أخبرنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثنا أحمد بن وهب قال حدّثني عبد الرّحمن بن صالح عن الوليد بن صالح عن حسين بن الرماس الهمداني. قال : أدركت بالمدائن تسعة عشر رجلا من أصحاب عمر بن الخطّاب ، منهم عبد الرّحمن بن مسعود ، وزيد بن صوحان وعلقمة ابن شبر ، وبشر بن شبر ، يتواعدون على الطعام ، يوما عند ذا ، ويوما عند ذا ، ويضعون النبيذ ، فإذا رفع الطعام ؛ رفع النبيذ.

٣٥١٢ ـ بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأمويّ :

شامي ، قدم بغداد ، وحدث بها عن : عمه عبد العزيز بن عمر. روى عنه محمّد ابن معاوية بن مالج الأنماطيّ ، وزكريّا بن يحيى زحمويه الواسطي.

أخبرني على بن أبي على البصريّ والحسن بن على الجوهريّ. قالا : حدّثنا عبد العزيز بن جعفر الخرقى حدّثنا قاسم بن زكريّا المطرز حدّثنا محمّد بن معاوية الأنماطيّ حدّثنا بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن موهب عن تميم الداري. قال : جاء تميم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، الرجل من أهل الشرك يسلم على يدي الرجل من المسلمين ، ما السنة في ذلك؟ قال : «هو أولى الناس بمحياه ومماته» (١).

بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول : كان

__________________

(١) ٣٥١٢ ـ انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢٩١٨. وسنن الترمذي ٢١١٢. وسنن ابن ماجة ٢٧٥٢. ومسند أحمد ٣ / ١٠٢ ، ١٠٣. وفتح الباري ١٢ / ٦٤. والمستدرك ٢ / ٢١٩.

٥٨

هاهنا ببغداد بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، قد سمعت منه ، ليس به بأس.

٣٥١٣ ـ بشر بن سالم بن المسيّب ، البجليّ الكوفيّ :

قدم بغداد وحدث عن إسماعيل بن أبي خالد ، ومسعر بن كدام ، وسفيان الثّوري. روى عنه ابنه الحسن ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن كامل القاضي حدّثنا صالح بن عمران ـ أبو شعيب ـ حدّثنا الحسن بن بشر حدّثني أبي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اللهم بارك في فرسان أحمس ورجالها» (١).

قال جرير : فدعا لي ، ولم أكن أثبت على الخيل فثبت ، وقال : «اللهم اجعله هاديا مهديّا» (٢).

حدثت عن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي أخبرنا أبو بكر الخلال أخبرني محمّد بن على حدّثنا الأثرم. قال : قال أبو عبد الله ـ يعنى أحمد بن حنبل ـ بشر بن سالم قد رأيته كان يجيء إلى أبي النّضر ، قال أبو عبد الله : ولم أسمع منه.

٣٥١٤ ـ بشر بن محمّد بن أبان بن مسلم ، أبو أحمد السّكّريّ البصريّ :

سكن بغداد وحدث بها عن جرير بن عثمان الرحبي ، وعبد الملك بن وهب المذحجي ، وشعبة بن الحجّاج ، والدجين بن ثابت ، وحمّاد بن سلمة ، وزياد بن أبي مسلم الصّفّار ، وبحر السقاء ، وورقاء بن عمر ، وعثمان [بن مقسم] (١) البرى ، وهشيم بن بشير. روى عنه أحمد بن المؤمل الصيرفي ، والحسن بن داود بن مهران المؤدّب ، وأحمد بن إسحاق الوزان ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : روى عنه أبي وسألته عنه فقال : هو شيخ.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي (٢).

أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربيّ حدّثنا بشر بن

__________________

(١) ٣٥١٣ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٣١٥.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٨٤٢. ومسند أحمد ٤ / ٢١٦ / ٣٦٥. وكشف الخفا ١ / ٢٦٠.

(١) ٣٥١٤ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) التككي : هذه النسبة إلى تكك وهي جمع : تكة (الأنساب ٣ / ٦٨).

٥٩

محمّد بن أبان قال حدّثنا الدجين ـ يعنى ابن ثابت ـ قال : كنا نقول لأسلم : حدّثنا ، فيقول كنا نقول لعمر حدّثنا ، فيقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» (٣).

أنبأنا أحمد بن على اليزدي أخبرنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ. قال : أبو أحمد بشر بن محمّد بن أبان بن مسلم البصريّ السّكّري سكن بغداد.

حدّثني أحمد بن المستملي أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي. قال : بشر بن محمّد السّكّري أبو أحمد ليس يرضى ، منكر الحديث.

وفيما أجاز لي أبو سعد المالينى أن عبد الله بن عدى الحافظ أخبرهم ، قال : بشر بن محمّد بن أبان بن مسلم السّكّري أرجو أنه لا بأس به.

٣٥١٥ ـ بشر بن آدم ، أبو عبد الله الضّرير:

سمع حمّاد بن سلمة ، وأبا عوانة ، وعبد العزيز بن المختار ، وعبثر بن القاسم ، وإسماعيل بن جعفر ، وإبراهيم بن سعد ، وصالح بن موسى الطلحي ، وحبان بن على ، وعلى بن مسهر ، وشريك بن عبد الله. روى عنه إسحاق بن راهويه ، والعبّاس بن أبي طالب ، وعبّاس بن محمّد الدوري ومحمّد بن أبي العوام الرّياحى ، وحامد بن سهل الثغرى ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ.

وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه. فقال : هو صدوق (١).

أخبرنا على بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثنا عبّاس بن محمّد بن حاتم حدّثنا بشر بن آدم حدّثنا أبو عوانة عن هشام بن عروة عن فاطمة عن أم سلمة. قالت قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء ، وكان في الحولين» (٢).

__________________

(٣) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) ٣٥١٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٧٨ (٤ / ٩٣). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٣١. وتاريخ الدارمي رقم ١٨٧. والتاريخ الكبير ٢ / ١ / ٧٠. وثقات ابن حبان ، والكامل لابن عدي ، ورقة ١١. والجمع ١ / ٥٣. والمعجم المشتمل ، لابن عساكر الورقة ١٧. وتذهيب التهذيب ١ / ورقة ٨٣. والكاشف ١ / ١٥٤. وميزان الاعتدال ١ / ٣١٣. وتاريخ الإسلام الورقة ١٠٠ (أيا صوفيا ٣٠٠٧). وإكمال مغلطاي ٢ / ورقة ١١. وتهذيب ابن حجر ١ / ٤٣٢ ـ ٤٣٣.

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٤ / ٩٤.

(٢) انظر الحديث في : صحيح ابن حبان ١٢٥٠. وشرح السنة ٩ / ٨٤. ومشكاة المصابيح ٣١٧٣. وفتح الباري ٩ / ١٤٨.

٦٠