تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب أخبرنا الحسن بن أحمد الهروي الصّفّار حدّثنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال قلت ـ يعني لصالح بن محمّد البغدادي الحافظ ـ فالأشيب الحسن بن موسى؟ فقال : صدوق. أراه قال : ثقة (٨).

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الفازى أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجيّ حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : الحسن بن موسى الأشيب بغدادى كان من أبناء الجند ، صدوق (٩).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدّثني أبي حدّثنا حسن الأشيب. قال : جاءني سعد بن إبراهيم ابن سعد فقال : عارضني بحديث شعبة (١٠).

قال الخطيب (١١) : وكان الأشيب ضابطا لحديث شعبة وغيره ، فلذلك طلب إليه سعد أن يعارضه.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدى حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرميّ. قال : سنة تسع ومائتين فيها مات الحسن بن موسى الأشيب (١٢).

أخبرنا ابن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا حنبل بن إسحاق. قال : ومات حسن بن موسى الأشيب سنة تسع ـ أو عشر ـ ومائتين (١٣).

أخبرنا الأزهرى حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب حدّثنا الحسن بن فهم حدّثنا محمّد بن سعد. قال : الحسن بن موسى الأشيب من أبناء خراسان ولى قضاء حمص والموصل لهارون أمير المؤمنين ، ثم قدم بغداد في خلافة المأمون ، فلم يزل ببغداد إلى أن ولاه المأمون قضاء طبرستان ، فتوجه إليها فمات بالري في شهر ربيع سنة تسع ومائتين (١٤).

__________________

(٨) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٣٣٠.

(٩) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٣٣٠.

(١٠) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٣٣٠.

(١١) " الخطيب" ساقطة من الأصل والمطبوعة وأثبتناه من تهذيب الكمال.

(١٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٣٣٢.

(١٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٣٣٢.

(١٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٣٣٣.

٤٤١

٤٠٠١ ـ الحسن بن موسى بن ناصح بن يزيد ، أبو سعيد الخفّاف الرّسعنيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن ابن سليمان ، وسعيد بن عبد الملك الجرانى ، والحسن بن عمر بن شقيق البلخيّ ، وعقبة بن مكرم الضبي. روى عنه محمّد بن خلف وكيع ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد ، وعبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّري ، وأبو ذر القراطيسي.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي أخبرنا علي بن عمر الحافظ وعمر بن أحمد الواعظ. قالا : حدّثنا محمّد بن مخلد بن حفص حدّثنا الحسن بن موسى بن ناصح بن يزيد الخفاف ـ قدم من رأس العين ـ حدّثنا سعيد بن عبد الملك الحراني حدّثنا الوليد بن مسلم عن أبي إسحاق الفزاري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمر. قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبلال فقال : «يا بلال امض ، أبي الله إلا ذلك (١)» ثلاث مرات

. ٤٠٠٢ ـ الحسن بن موسى بن الحسن بن عبّاد بن أبي عبّاد ، يعرف بابن أبي السّري الجلاجليّ :

حدث عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام. روى عنه ابن شاهين.

أخبرنا الحسين بن علي الطناجيرى حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا الحسن بن موسى بن الحسن النسائي ، ويعرف بابن أبي السّري الجلاجلي ، حدّثنا أحمد بن المقدام.

وأخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدّل وهلال بن محمّد الحفار ـ قال إبراهيم حدّثنا وقال هلال أخبرنا ـ الحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان حدّثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام حدّثنا محمّد بن بكر البرقاني حدّثنا حميد أبو عبد الله الكندي حدّثنا خالد الربعي عن أبي هريرة. قال : أوصانى خليلي أبو القاسم صلى‌الله‌عليه‌وسلم بثلاث لا أدعهن أبدا ، أوصانى بالوتر قبل النوم ، وأوصانى بالغسل في كل جمعة ، وأوصانى بثلاثة أيام في كل شهر. ولفظ الحديث للطناجيرى.

٤٠٠٣ ـ الحسن بن موسى بن بندار بن حرشاد أبو محمّد الدّيلميّ :

قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمّد بن سليمان المالكي ، وعبد الحميد بن

__________________

(١) ٤٠٠١ ـ انظر الحديث في : الجامع الكبير ٢ / ٥٠٥.

٤٠٠٢ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٣ / ٤٠١.

٤٤٢

موسى اليشكري ، وأحمد بن محمّد الجارودي ، وأحمد بن الحسين بن شعبة البصريّ ، ومحمّد بن إسحاق بن داد الأهوازى ، وغيرهم. حدّثنا عنه البرقاني.

أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا الحسن بن موسى بن بندار الديلمي ـ ببغداد ـ وحدّثني الحسن بن سعيد بن الفضل الأدمى حدّثنا أبو نصر أحمد بن حمدون الخفاف.

وأخبرنا أبو بكر الحافظ حدّثنا سليمان بن أحمد الطبرانيّ حدّثنا أحمد بن حمدون الموصلي حدّثنا عفيف بن سالم حدّثنا سفيان الثّوري عن ليث عن طاوس عن عبد الله ابن عمرو قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ائتدموا ولو بالماء» (١).

زاد الأدمى قال : وحدّثنا عفيف عن محمّد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

قال البرقاني قدم هذا الديلمي بغداد حاجّا وسمعت منه في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ، وكان شابا حافظا.

٤٠٠٤ ـ الحسن بن المبارك ، أبو علي الأنماطيّ المقرئ المعروف باليتيم :

روى عن عمرو بن الصّبّاح الضّرير عن أبي عمر حفص بن سليمان عن عاصم بن أبي النجود حروفه في القرآن. حدث عنه وهب بن عبد الله المروزيّ ـ ينزل بغداد ـ وذكر أنه كان يقرئ القرآن في مسجد الصحابة عند قنطرة العتيقة.

٤٠٠٥ ـ الحسن بن منصور بن إبراهيم ، أبو علي الشّطوي ، يعرف بابن علويه الصّوفيّ :

حدث عن سفيان بن عيينة ، وحجاج بن محمّد الأعور ، والحارث بن النّعمان البزّاز. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ في صحيحه ، والعبّاس بن علي النسائي ، ويحيى بن صاعد ، ومحمّد بن خلف وكيع ، وصالح بن أحمد القيراطي ، والقاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد الدوري.

__________________

(١) ٤٠٠٣ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٤٠٩٨٧.

٤٠٠٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٢٧٦ (٦ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧) وأسماء الدارقطني ، ترجمة ٢٠٤. والجمع ١ / ت ٣٢١. والمعلم ، لابن خلفون ، الورقة ٦٠. وتذهيب الذهبي ١ / ورقة ١٤٦. والكاشف ١ / ٢٢٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٤٣ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) وبغية الأريب ، الورقة ٩٣. ونهاية السئول ، الورقة ٦٧. وتهذيب ابن حجر ٢ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٣٨٧.

٤٤٣

أخبرنا عيلان بن محمّد السّمسار حدّثنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا العبّاس ابن علي بن العبّاس حدّثنا الحسن بن منصور الشطوى حدّثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «انطلقوا بنا إلى البصير نعوده الذي في بنى واقف» (١).

قال وكان رجلا أعمى. هكذا رواه العبّاس عن علي بن علويه ، وخالفه محمّد ابن مخلد فقال :

ما أخبرنا الأزهرى حدّثنا علي بن عمر الدارقطني حدّثنا محمّد بن مخلد ـ ولم نسمعه إلا منه ـ حدّثنا ابن علويه الصّوفيّ الحسن بن منصور حدّثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مروا بنا إلى البصير الذي في بنى واقف نعوده»(٢) وكان ضريرا

. قال الدارقطني : تفرد به ابن عيينة. وقال إبراهيم بن بشّار ومحمّد بن يونس الجمال عن ابن عيينة عن عمرو عن محمّد بن جبير عن أبيه ، والمحفوظ عن محمّد ابن جبير فقط.

قلت : رواه كذلك عن ابن عيينة مرسلا عبد الجبّار بن العلاء ، وأبو عبد الله بن المخزومي ، وكل من ذكرنا أنه روى عن ابن علويه سماه الحسن ، إلا ابن مخلد فإنه سماه الحسين ، وسنعيد ذكره في باب : الحسين إن شاء الله.

٤٠٠٦ ـ الحسن بن محبوب بن أبي أميّة ، أبو علي :

نزل أنطاكية وحدث بها عن إبراهيم بن عيينة وحجاج بن محمّد الأعور ، وعبد الله بن نمير ، وأبى أسامة حمّاد بن أسامة. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، ولا أشك أنه سمع منه ببغداد قبل انتقاله عنها وعبد الله بن محمّد بن مسلم الأسفراييني ، وغيرهما.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمّد بن يعقوب الرازي ـ بالري ـ حدّثنا محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يزيد بن كيسان القزويني المعدّل حدّثنا أبو

__________________

(١) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ٢٠٠. وفتح الباري ١١ / ٢٨٦. والأحاديث الصحيحة ٥٢١.

(٢) انظر الحديث السابق.

(١) ٤٠٠٦ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٣٥٢٢٩.

٤٤٤

بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم الأسفراييني حدّثنا الحسن بن محبوب بن أبي أمية البغدادي ـ بأنطاكية ـ حدّثنا إبراهيم بن عيينة قال سمعت ابن حيّان التّيميّ يذكر عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الغنم من دواب الجنة فامسحوا رغامها ، وصلوا في مرابضها» (١).

أخبرنا أبو القاسم بن عبد العزيز بن بندار الشّيرازيّ ـ بمكة ـ أخبرنا أبو نزار أحمد بن عبد القوى بن جعفر ـ بمصر ـ حدّثنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السلام البزّاز حدّثنا أبو علي الحسن بن محبوب بن أبي أمية البغدادي ـ بأنطاكية سنة إحدى وستين ومائتين ـ حدّثنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحب الحلواء والعسل.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثنا الحسن بن علي بن عفّان حدّثنا أبو أسامة بإسناده : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحب الحلواء والعسل.

٤٠٠٧ ـ الحسن بن مكرم بن حسّان ، أبو علي البزّار :

سمع علي بن عاصم ، ويزيد بن هارون ، وشبابة بن سوار ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وروح بن عبادة ، وأبا النّضر هاشم بن القاسم ، وعفّان بن مسلم. روى عنه القاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد ، ومحمّد بن أحمد الحكيمي ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأبو عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان النجاد ، وأبو سهل بن زياد ، وغيرهم ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ حدّثنا الحسن بن مكرم البزار حدّثنا عفّان حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن طلق بن حبيب عن بشر بن كعب عن أبي ذر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟» قلت : بلى ، قال : «لا حول ولا قوة إلا بالله (١)».

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي حدّثنا الحسن بن مكرم حدّثنا علي بن عاصم أخبرنا الجريري عن أبي عثمان عن سليمان. قال : إن الله تعالى حي كريم يستحي إذا رفع العبد يديه إليه أن يرجعهما خائبتين ، ليس فيهما خير.

__________________

٤٠٠٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٦٢.

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٤٤٥

قرأت بخط الدارقطني قال لنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي سألت الحسن بن مكرم : متى ولدت؟ قال : ولدت في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائة.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيرى أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال سمعت أبا علي الحسن بن مكرم البزّاز يقول : مات علي بن عاصم سنة ست وتسعين ومائة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول : سنة أربع وسبعين ومائتين فيها مات الحسن ابن مكرم.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ علي ابن المنادى وأنا أسمع. قال : الحسن بن مكرم البزّاز توفى لخمس بقين من شهر رمضان سنة أربع وسبعين ، وقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة.

وذكر محمّد بن مخلد فيما قرأت بخطه أنه مات في يوم الثلاثاء لخمس خلون من شهر رمضان ، والله أعلم.

٤٠٠٨ ـ الحسن بن ماهان ، أبو الزّبير النّيسابوريّ :

سكن بغداد وحدث بها عن أسباط بن محمّد ، والمعافي بن سليمان. روى عنه موسى بن هارون الحافظ ، وأبو أحمد علي بن محمّد بن عبد الله المروزيّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي حدّثنا أبو أحمد علي بن محمّد بن عبد الله المروزيّ حدّثنا أبو الزبير الحسن بن ماهان النّيسابوريّ ببغداد حدّثنا المعافى بن سليمان.

٤٠٠٩ ـ الحسن بن مروان ، السّكّري :

حدث عن محمّد بن حميد الرازي ، وبشّار بن موسى الخفاف ، روى عنه محمّد بن عبد الله بن ميمون نزيل الإسكندرية وقال : حدّثني الحسن بن مروان السّكّري ببغداد.

٤٠١٠ ـ الحسن بن مهران ، أبو علي :

حدث عن دهثم بن الفضل ، وأبى الخطّاب زياد بن يحيى الحسّاني روى عنه محمّد بن مخلد الدوري.

٤٤٦

قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه سنة ثمان وسبعين ومائتين فيها مات أبو علي الحسن بن مهران في شهر رمضان.

٤٠١١ ـ الحسن بن معلى بن عبد السلام ، أبو بكر :

كان إمام جامع المنصور فيما سوى الجماعات ، وحدث عن نصر بن علي الجهضمي روى عنه عبد الصّمد بن علي الطستيّ.

٤٠١٢ ـ الحسن بن محمي بن بهرام ، أبو علي البزّاز المخرميّ :

حدث عن عبد الأعلى بن حمّاد النرسي ، وسويد بن سعيد ، وعلي بن المديني ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وإبراهيم بن عبد الله الهروي ، وإسحاق بن أبي إسرائيل. روى عنه محمّد بن حميد المخرمى ، ومحمّد بن جعفر المعروف بزوج الحرة ، وعمر بن محمّد بن سبنك ، وأبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ ، وعبد الله ابن موسى الهاشمي ومحمّد بن عبيد الله بن الشخير ، وغيرهم.

أخبرنا عبد الله بن أبي بكر بن شاذان حدّثنا محمّد بن جعفر بن أحمد المعدّل حدّثنا أبو علي بن محمي بن بهرام البزّاز المخرمي حدّثنا سويد بن سعيد حدّثنا هارون ابن مسلم عن القاسم بن عبد الرّحمن عن محمّد بن علي عن أبيه. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا علي أسبغ الوضوء وإن شق عليك ، ولا تأكل الصدقة ، ولا تنز الخيل على الحمر ، ولا تجالس أصحاب النجوم» (١).

أنبأنا أبو سعد المالينى أخبرنا عبد الله بن عدى. قال : الحسن بن محمى بن بهرام ـ أبو علي البزّاز ـ كان ينزل بغداد بقرب دار الخليفة ، كتبنا عنه ، رأيتهم مجمعين على ضعفه ، وقد حدث بغير حديث أنكرته عليه ، ورأيت له ابنا أعور كهلا ، ذكر البغداديون أنه يلقن أباه ما ليس من حديثه.

٤٠١٣ ـ الحسن بن مهديّ بن عبدة ، أبو علي الكيساني المروزيّ :

قدم بغداد حاجّا في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ، وحدث عن أبي الموجه محمّد بن عمرو ، ويحيى بن ساسويه المروزيّين وأحمد بن محمّد بن مقاتل ، ومحمّد بن عمير الرازيين ، ومحمّد بن إبراهيم البوشنجي ، وأحمد بن محمّد بن المنكدر. روى عنه

__________________

(١) ٤٠١٢ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٧٨. ومجمع الزوائد ١ / ٢٣٦ ، ٥ / ١١٦. وميزان الاعتدال ١٩٤٨. واللسان ٢ / ٩٨٦.

٤٤٧

عمر بن محمّد بن سبنك ، ومحمّد بن المظفّر ، وأبو حفص بن شاهين ، وأبو القاسم ابن الثلاج.

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي حدّثنا عمر بن محمّد بن إبراهيم البجلي حدّثنا أبو علي الحسن بن مهديّ بن عبدة المروزيّ حدّثنا محمّد بن عمير الرازي حدّثنا عبيد ابن فراس البصريّ حدّثنا حرمي بن عمارة عن شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة عن ابن عبّاس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الشاة من دواب الجنة» (١).

* * *

حرف النون [من آباء الحسنين]

٤٠١٤ ـ الحسن بن ناصح ، أبو علي الخلال المخرميّ :

نزيل كرخ سر من رأى حدث عن أسود بن عامر شاذان ، وأبى النّضر هاشم بن القاسم ، ومكي بن إبراهيم ، ويونس بن محمّد المؤدّب ، ومنصور بن سلمة الخزاعي ، ومحمّد بن نابن (١) وإسحاق بن منصور السلولي ، ويعقوب بن محمّد الزّهريّ ، وعبد العزيز بن أبان القرشيّ. روى عنه عبد الله بن الهيثم بن خالد الخيّاط ، ويحيى بن صاعد ، وعبد الله بن إسحاق (٢) المروزيّ ، ومحمّد بن جعفر الخرائطى ، ومحمّد بن مخلد الدوري.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي : أدركته ولم أكتب عنه وكان صدوقا.

٤٠١٥ ـ الحسن بن ناصح ، السّرّاج :

حدث عن الحسن بن قتيبة المدائني. روى عنه محمّد بن مخلد.

أخبرنا عمر بن محمّد بن علي الحارثي ـ ويعرف بابن أبي طالب المكي ـ حدّثنا يوسف بن عمر القواس قال : قرئ على محمّد بن مخلد ـ وأنا أسمع ـ قيل له حدثكم الحسن بن ناصح السّرّاج حدّثنا الحسن بن قتيبة حدّثنا عبد الله بن زياد عن عمرو بن دينار عن عبد الرّحمن بن سابط عن ابن عبّاس قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) ٤٠١٣ ـ انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٣٠٦. وكنز العمال ٣٥٢٢٥. والكامل لابن عدى ٣ / ١٠٩٤. والعلل المتناهية ٢ / ١٧٤.

(١) ٤٠١٤ ـ هكذا بالأصل ، ولم نقف عليه.

(٢) بياض بالأصل بقدر كلمة.

٤٤٨

«لا نموت حتى نسمع بقوم يكذبون بالقدر ، ويحملون الذنوب على العباد ، اشتقوا قولهم من قول النصارى فابرأ إلى الله منهم» (١).

قال : وكان ابن عبّاس إذا حدث بهذا الحديث رفع يديه وقال : اللهم إنى أبرأ إليك منهم كما برئ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤٠١٦ ـ الحسن بن نصر بن الحسن ، أبو علي الحنبليّ الخرقي ، يعرف بابن الشّريكي :

سمع موسى بن عيسى السّرّاج ، ومحمّد بن محمّد بن معاذ الهذلي ، ومحمّد بن عبد الله بن أخى ميمى. كتبت عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا.

* * *

حرف الهاء [من آباء الحسنين]

٤٠١٧ ـ الحسن بن هانئ ، أبو علي الحكمي الشّاعر المعروف بأبي نواس :

ولد بالأهواز ونشأ بالبصرة ، واختلف في طلب الحديث. فسمع من حمّاد بن زيد ، وعبد الواحد بن زياد ، ومعتمر بن سليمان ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وأزهر بن سعد السمان ، وقرأ القرآن على يعقوب الحضرميّ واختلف إلى أبي زيد النّحويّ فكتب عنه الغريب والألفاظ ، وحفظ عن أبي عبيدة معمّر بن المثنّى أيام الناس ، ونظر في نحو سيبويه ، وانتقل إلى بغداد فسكنها إلى حين وفاته.

وهو : الحسن بن هانئ بن صباح بن عبد الأول (١) بن الجراح بن هنب بن ددة ابن غنم بن سليم بن حكم بن سعد العشيرة بن مالك بن عمرو بن الغوث بن طي بن أدد بن شبيب بن عمر بن سبيع بن الحارث بن زيد بن عدى بن عوف بن زيد بن هميسع بن عمر بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. ذكر نسبه هكذا عبد الله بن أبي سعد الورّاق.

__________________

(١) ٤٠١٥ ـ انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ١٥٣.

٤٠١٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٦ ـ ٢١. وتهذيب ابن عساكر ٤ / ٢٥٤. ومعاهد التنصيص ١ / ٨٣. ونزهة الجليس ١ / ٣٠٢ ، وخزانة البغدادي ١ / ١٦٨. ووفيات الأعيان ١ / ١٣٥. ودائرة المعارف الإسلامية ١ / ٤١٣. والأعلام ٢ / ٢٢٥.

(١) في الأصل والمطبوعة : " عبد الله".

٤٤٩

وحدّثني أبو القاسم الأزهرى أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّري حدّثنا ابن أبي سعد بذلك وقيل هو الحسن بن هانئ بن الصّبّاح مولى الجراح بن عبد الله الحكمي والى خراسان.

حدّثني الأزهرى أخبرنا عبد الله بن عثمان بن يحيى حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب أخبرنا ميمون بن هارون الكاتب حدّثني عمر بن شبة أبو زيد. قال قال أبو عبيدة : كان أبو نواس للمحدثين مثل امرئ القيس للمتقدمين.

قال ميمون : وحدّثني الجريري عن إسحاق بن إسماعيل. قال قال أبو نواس : ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة من العرب ، منهن الخنساء ، وليلى ، فما ظنك بالرّجال؟!

وقال ميمون : سألت يعقوب بن السكيت عما يختار لي روايته من أشعار الشعراء فقال : إذا رويت من الجاهليين لامرئ القيس ، والأعشى ومن الإسلاميين لجرير والفرزدق ، ومن المحدثين لأبى النواس ، فحسبك.

أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدّثنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني حدّثني الحكيمي حدّثني ميمون بن هارون الكاتب عن أبي عثمان الجاحظ. قال : ما رأيت أحدا كان أعلم باللغة من أبي نواس ، ولا أفصح لهجة ، مع حلاوة ومجانبة للاستكراه.

وأخبرني الصيمري حدّثنا المرزباني أخبرني محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن يزيد النّحويّ حدّثنا الجاحظ قال سمعت النّظّام يقول : ـ وقد أنشد شعرا لأبى نواس في الجبر ـ هذا الذي جمع له الكلام فاختار أحسنه.

حدّثني الأزهرى أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّري حدّثنا عبد الله بن أبي سعد حدّثنا أبو ثابت حبيب بن النّعمان الحميري قال سمعت كلثوم بن عمرو العتّابى يقول لرجل ـ وتناظرا في شعر أبي نواس ـ فقال : لو أدرك الخبيث الجاهلية ما فضل عليه أحد.

وقال ابن أبي سعد : حدّثني أحمد بن العبّاس بن الحكم حدّثني محمّد بن يزيد النّحويّ حدّثني عبد الله بن يعقوب بن داود. قال : كنا عند سفيان بن عيينة فجاءه ابن مناذر ، فحدث وأنشد ، فقال له سفيان : يا أبا عبد الله ظريفكم هذا أشعر الناس!

٤٥٠

قال كأنك عنيت أبا نواس؟ قال : نعم ، قال : يا أبا محمّد فيم استشعرته؟ قال في هذه القصيدة :

يا قمرا أبصرت في مأتم

يندب شجوا بين أتراب

أبرزه المأتم لي كارها

برغم دايات وحجاب

يبكى فيذرى الدر من عينه

ويلطم الورد بعناب

لا زال موتا دأب أحبابه

ولم تزل رؤيته دأبي

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز قال أخبرنا محمّد بن خلف بن المرزبان ـ إجازة ـ وحدّثناه محمّد بن عبيد الله بن حريث الكاتب عنه قال حدّثني أبو عبد الله اليمامي حدّثنا محمّد بن مسعر قال كنا عند سفيان بن عيينة فتذاكروا شعر أبي نواس ، فقال ابن عيينة أنشدونى شعرا ، فأنشدوه :

ما هوى إلا له سبب

يبتدى منه وينشعب

فتنت قلبي محببة

وجهها بالحسن منتقب

تركت والحسن تأخذه

تنتقى منه وتنتخب

فاكتست منه طرائقه

واستزادت بعض ما تهب

فقال ابن عيينة : آمنت بالذي خلقها.

أخبرني الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهانيّ حدّثنا مسبح بن حاتم عن ابن عائشة : قال : كنا على باب عبد الواحد بن زياد ومعنا أبو نواس ، فقال : ليسأل كل واحد منكم ثم قال : سل يا فتى فأنشأ يقول :

ولقد كنا روينا

عن سعيد عن قتادة

عن سعيد بن المسي

ب أن سعد بن عباده

قال : من مات محبا

فله أجر الشهاده

فالتفت إليه عبد الواحد بن زياد وقال : اغرب عنى يا خبيث ، والله لا حدثتك بشيء وأنا أعرفك.

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ أخبرنا أحمد بن نصر الذارع حدّثنا الحسين بن عليل حدّثنا مسعود بن بشر المازني حدّثني رجل عن غندر محمّد بن جعفر. قال : لقى شعبة أبا نواس فقال له : يا حسن حدّثنا من طرفك فقال :

٤٥١

حدّثنا الخفاف عن وائل

وخالد الحذاء عن جابر

ومسعر عن بعض أصحابه

يرفعه الشّيخ إلى عامر

قالوا جميعا أيما طفلة

علقها ذو خلق طاهر

فواصلته ثم دامت له

على وصال الحافظ الذاكر

كانت لها الجنة مفتوحة

ترتع في مرتعها الزاهر

وأى معشوق جفا عاشقا

بعد وصال دائم ناضر

ففي عذاب الله بعدا له

وسحق دائم داحر

فقال له شعبة : إنك لجميل الأخلاق ، وإنى لأرجو لك.

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا أحمد بن جعفر بن سالم حدّثنا أبو العبّاس بن عمار حدّثني الحسن بن علي بن المديني عن سليم بن منصور. قال : رأيت أبا نواس في مجلس أبي بكى بكاء شديدا فقلت إنى لأرجو ألا يعذبك الله بعد هذا البكاء أبدا ، فأنشأ يقول :

لم أبك في مجلس منصور

شوقا إلى الجنة والحور

ولا من القبر وأهواله

ولا من النفخة والصور

لكن بكائي لبكا شادن

تقيه نفسي كل محذور

ثم قال : أما ترى الأمرد الذي عن يمين أبيك؟ إنما بكيت لبكائه!.

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب هارون بن عبد الله الطبري حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري حدّثنا يعقوب بن محمّد بن صالح الكريزي حدّثنا محمّد بن زكريّا بن دينار الغلابي حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن عائشة أبو عبد الرّحمن. قال : جنى أبو نواس بالبصرة جناية فخرج منها ، ثم رأيته بعد ذلك في مجلس عبد الواحد بن زياد ، فقال أرجو أن يكون صلح ، ثم نظرت فإذا إلى جنبه غلام وهو يقرص خده! قال فنظر إلى وقد نظرت إليه فانصرفت إلى منزلي وإذا قد سبقت [ببطاقة] وإذا فيها مكتوب :

لو لا غزال كغصن بان

يجرى مع الشمس في عنان

ما كنت أسعى إلى فقيه

مباعد الدار غير دان

أسمع من لفظه فصولا

عنها قد أغنيت بالقرآن

أنا بوصفى مقدمات

من الأباريق والقنان

أحذق منى بأن أنادى

حدّثنا ثابت البناني!

٤٥٢

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن يعقوب الأصبهانيّ حدّثنا الضبعي حدّثنا أحمد بن حمزة بن زياد الربعي. قال : دخل الحسن بن هانئ ـ فيما حدّثني على أمير المؤمنين [الأمين] (٢) فقال : يا حسن بن هانئ! قلت : نعم يا أمير المؤمنين قال : إنك زنديق ، فقلت يا أمير المؤمنين وأنا أقول مثل هذا الشعر؟! :

أصلى صلاة الخمس في حين وقتها

وأشهد بالتوحيد لله خاضعا

وأحسن غسلا إن ركبت جنابة

وإن جاءني المسكين لم أك مانعا

وإنى وإن حانت من الكأس دعوة

إلى بيعة الساقي أجبت مسارعا

وأشربها صرفا على لحم ماعز

وجدي كثير الشحم أصبح راضعا

بجوذاب جودي وجوز وسكر

وما زال للمخمور مذ كان نافعا

وأجعل تخليط الروافض كلهم

لفقحة بختيشوع في النار طابعا

فقال لي : كيف وقعت على فقحة بختيشوع ويلك؟! قلت : بها تمت القافية. فضحك وأمر لي بجائزة وانصرفت.

أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري حدّثنا أبو عمر أحمد بن محمّد السوسنجردى العسكري حدّثنا ابن أبي الذيال المحدث ـ بسر من رأى ـ قال : حضرت وليمة حضرها الجاحظ ، فسمعته يقول : حضرت وليمة حضرها أبو نواس وعبد الصّمد بن المعدّل ، فسمعت عبد الصّمد يقول لأبى نواس : لقد أبدعت في قولك :

جريت مع الصبا طلق الجموح

وهان علي مأثور القبيح

قال أبو بكر بن الأنباري ؛ أنشدنى ـ أى ـ لأبى نواس :

جريت مع الصبا طلق الجموح

وهان علي مأثور القبيح

رأيت ألذ عافية الليالي

قران العود بالنغم الفصيح

ومسمعة إذا ما شئت غنت

متى كان الخيام بذي طلوح

تزود من شباب ليس يبقى

وصل بعرى الغبوق عرى الصبوح

وخذها من مشعشعة كميت

تنزل درة الرجل الصبوح

ألم ترني أبحت اللهو عيني

وعض مراشف الظبى المليح

وأيقن رائدى أن سوف تنأى

مسافة بين جسمانى وروحي

__________________

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤٥٣

أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل. أخبرنا عبيد الله بن عثمان الدّقّاق حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي حدّثنا ميمون بن هارون الكاتب حدّثنا الحسن بن أبي المنذر. قال : كان أبو نواس يشرب عند عبيد بن المنذر ، فبات ليلة ، ثم قال لا بد لي من عمى (٤) فقوموا بنا فأتيناها. ودخلنا حانة خمار قد كان يعرفه ، ومعه غلام قد كان أفسده على أبويه وغيبه عنهما زمانا ، ونحن في أطيب موضع ، فذكرنا الجنة وطيبها ، والمعاصي وما يحول عنه منها ، وهو ساكت فقال :

يا ناظرا في الدّين ما الأمر

لا قدر صح ولا جبر

ما صح عندي من جميع الذي

تذكره إلا الموت والقبر

فامتعضنا من قوله ، وأطلنا توبيخه ، وأعلمناه أنا نتخوف صحبته ، فقال : ويلكم والله إنى لأعلم بما تقولون ، ولكن المجون يفرط علي ، وأرجو أن أتوب ويرحمني الله ، ثم قال :

أية نار قدح القادح

وأى جد بلغ المازح

لله در الشيب من واعظ

وناصح لو حذر الناصح

يأبى الفتى إلا اتباع الهوى

ومنهج الحق له واضح

فاعمد بعينيك إلى نسوة

مهورهن العمل الصّالح

لا يجتلى العذراء من خدرها

إلا امرؤ ميزانه راجح

من اتقى الله فذاك الذي

سيق عليه المتجر الرابح

فاغد فما في الدّين أغلوطة

ورح بما أنت له رائح

ثم قال : هذا عمل الشيطان ألقى أكثر هذا الكلام ليفسد نومكم ، فلم نزل في أطيب موضع ، فلما أردنا الانصراف. قال : أمهلوا ثم أنشدنا :

يا رب مجلس فتيان لهوت به

والليل مستحلس في ثوب ظلماء

نسف صافية من صدر خابية

تعشى عيون نداماها بلألاء

قال ميمون بن هارون قال لي إبراهيم بن المنذر قال الجاحظ : لا أعرف من كلام الشعر كلاما هو أوقع ولا أحسن من كلام أبي نواس. أية نار قدح القادح. وأنشد هذا الشعر.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا

__________________

(٤) هكذا في الأصل.

٤٥٤

محمّد بن أحمد البراء قال حدّثني محمّد بن محمّد بن سليمان ـ صاحب البصريّ حدّثني أبو عمر السّلميّ. قال : مررت بأبى نواس فقال لي تعال اكتب فقلت أنشدك الله أن تسمعني اليوم مكروها. فقال أنا أعرف طريقتك اكتب فكتبت :

ألا رب وجه في التراب عتيق

ألا رب رأس في التراب زنيق

أرى كل حي هالكا وابن هالك

وذا حسب في الهالكين عريق

فقل لمقيم الدار إنك ظاعن

إلى سفر نائى المحل سحيق

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت

له عن عدو في ثياب صديق

أخبرنا الحسن بن الحسين النّعاليّ أخبرنا أحمد بن نصر الذارع حدّثنا منصور بن اليمان الضّرير حدّثنا أبو سفيان قال حدّثني خالي مسلمة بن مهديّ قال لقيت أبا العتاهية. فقلت : من أشعر الناس؟ فقال : جاهليا ، أم إسلاميا ، أم مولدا؟ فقلت كل. قال الذي يقول في المديح :

إذا نحن أثنينا عليك بصالح

فأنت كما نثنى وفوق الذي نثنى

وإن جرت الألفاظ منا بمدحة

لغيرك إنسانا فأنت الذي نعنى

والذي يقول في الزهد :

وما الناس إلا هالك وابن هالك

وذو نسب في الهالكين عريق

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت

له عن عدو في ثياب صديق

قال مسلمة : ولقيت العتابى فسألته عن ذلك فرد علي مثل ذلك.

أخبرني أبو العبّاس بن مكرم بن عبد الصّمد بن محمّد بن محمّد بن نصر بن أحمد ابن مكرم البزّاز أخبرنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن إسماعيل النوبختي حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سام الضبعي النّحويّ حدّثنا أبو محمّد القاسم بن محمّد بن بشّار الأنباري قال حدّثنا مسعود بن بشر. قال لقيت ابن مناذر بمكة وكان عالما بالشعر زاهدا في الدنيا قد أقام بمكة ، فقلت له : من أشعر الناس؟ فقال : من إذا شبب لعب ، وإذا أخذ فيما قصد جد. قلت : مثل من؟ قال جرير إذ يقول :

إن الذين عدوا بلبك غادروا

وشلا بعينك لا يزال معينا

غيضن من عبراتهن وقلن لي

ما ذا لقيت من الهوى ولقينا

ثم قال حين جد :

إن الذي حرم الخلافة تغلبا

جعل الخلافة والنبوة فينا

مضر أبي وأبو الملوك فهل لكم

يا جرو تغلب من أب كأبينا

هذا ابن عمي في دمشق خليفة

لو شئت ساقكم إلي قطينا

٤٥٥

ومن هؤلاء المحدثين هذا الحبيب الذي يتناول الشعر من كمه ـ يعنى أبا العتاهية ، إذ يقول :

الله بيني وبين مولاتي

أبدت لي الصد والملالات

منحتها مهجتي وخالصتي

وكان هجرانها مكافاتى

لا تغفر الذنب إن أسأت ولا

تقبل عذري ولا ملاماتى

أقلقنى حبها وصيرني

أحدوثة في جميع جاراتي

ثم قال حين جد :

ومهمه قد قطعت طامسه

قفر على الهول والمخافات

بحرة جسرة عذافرة

حوصاء عيرانة علنداة

تبادر الشمس كلما طلعت

بالسير تبغى بذاك مرضاتي

يا ناق حثى بنا ولا تعدى

نفسك مما ترين راحات

حتى تنيخى بنا إلى ملك

توّجه الله بالمهابات

عليه تاجان فوق مفرقه

تاج جلال وتاج إخبات

يقول للويح كلما نسمت

هل لك يا ريح في مباراتى

من مثل عمه الرسول ومن

خاله أكرم الخئولات؟

فقلت لابن مناذر : أنا أنشدك أحسن مما أنشدتنى ، فقال هات. فأنشدته :

ذكرتم من الترحال أمرا فغمنا

فلو قد فعلتم صبح الموت بعضنا

زعمتم بأن البين يحزنكم ، نعم

سيحزنكم عندي ولا مثل حزننا

تعالوا نقارعكم لنعلم أينا

أمض قلوبا أم من اسخن أعينا

أطال قصير الليل يا رحم عندكم

فإن قصير الليل قد طال عندنا

وما يعرف الليل الطويل وهمه

من الناس إلا من يحكم أو أنا

خليون من أوجاعنا يعذلوننا

يقولون لم تهوون؟ قلنا بذنبنا

فلو شاء ربى لابتلاهم بمثل ما اب

تلانا فكانوا لا علينا ولا لنا

يقومون في الأقوام يحكون فعلنا

صفاقة أبشار وسخرية بنا

سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد

هواكم لعل الفضل يجمع بيننا

أمير رأيت المال في نعماته

مهانا مذل النفس بالضيم قد فنى

وللفضل أجرا مقدما من ضيارم

إذا لبس الدرع الحصينة واكتنى

إليك أبا العبّاس من بين من مشى

عليها امتطينا الحضرميّ الملسنا

قلائص لم تحمل حنينا على طلى

ولم تدر ما قرع الفنيق ولا الهنا

٤٥٦

فقال : أحسن والله صاحبك في التشبيب ، وأغرب علينا في صفة النعال ، وتصييره إياها مطايا ، من هذا؟ قلت : أبو نواس. قال ، لعن الله أبا نواس. وندم على ما مدح من شعره.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلال حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران الكاتب حدّثنا صالح بن محمّد عن أخيه صدقة بن محمّد بن صالح قال : اجتمع عند المأمون ذات يوم عدة من الشعراء فقال : أيكم القائل؟

فلما تحساها وقفنا كأننا

نرى قمرا في الأرض يبلغ كوكبا

قالوا : أبو نواس. قال : فالقائل؟

إذا نزلت دون اللهاة من الفتى

دعا همه عن صدره برحيل

قالوا : أبو نواس. قال : فالقائل؟ :

فتمشت في مفاصلهم

كتمشي البرء في السقم

قالوا : أبو نواس. قال : هو أشعركم إذا.

أخبرنا هبة الله الحسن بن منصور الطبري أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ حدّثنا علي بن الأعرابى قال قال لنا أبو العتاهية : لقيت أبا نواس في مسجد الجامع فعذلته ، وقلت له : أما آن لك أن ترعوى؟ أما آن لك أن تزجر؟ فرفع رأسه إلي وهو يقول :

أتراني يا عتاهى

تاركا تلك الملاهي؟

أتراني مفسدا بالن

سك بين الناس جاهي؟

قال : فلما ألححت عليه بالعذل أنشأ يقول :

لن ترجع الأنفس عن غيها

ما لم يكن منها لها زاجر

قال : فوددت أنى قلت هذا البيت بكل شيء قلته.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري حدّثنا أبي حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الربعي حدّثنا محمّد بن إسحاق عن أحمد بن مطهر الكوفيّ. قال : قال أبو العتاهية : قد قلت عشرين ألف بيت في الزهد ، ووددت أن لي مكانها الأبيات الثلاثة التي قالها أبو نواس :

٤٥٧

يا نواسى توقر

وتعزى وتصبر

إن يكن ساءك دهر

إن ما سرك أكثر

يا كبير الذنب عف

والله من ذنبك أكبر

قال الحسن بن عبد الرّحمن قال أبو مسلم : كانت هذه الأبيات مكتوبة على قبر أبي نواس ، فزادني ـ أى فيها ـ بغير هذا الإسناد :

أعظم الأشياء في

أصغر عفو الله يصغر

ليس للإنسان إلا

ما قضى الله وقدر

ليس للمخلوق تد

بير بل الله المدبر

أخبرني أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا عبيد الله بن عثمان حدّثنا يعقوب بن زيد الفارسيّ. قال : رأيت أبا نواس بالبصرة فقلت : أنشدنى في الشيب شيئا يزجرنى ، فأنشدنى:

انقضت شرتى فعفت الملاهي

إذ رمى الشيب مفرقي بالدواهي

ونهتنى النهى فملت إلى العذ

ل وأشفقت من مقالة ناهى

أيها الغافل المقيم على الل

هو ولا عذر في المعاد لساهى

لا بأعمالنا نطيق خلاصا

يوم تبدو السمات فوق الجباه

غير أنا على الإساءة والتف

ريط نرجو لحسن عفو الإله

أخبرنا القاضي أبو زرعة روح بن محمّد بن أحمد الرازي أخبرنا أبو الهيثم أحمد ابن عمر بن محمّد بن شبرمة المروزيّ حدّثنا القاسم بن عبد الله بن مهديّ قال حدّثنا محمّد بن هشام الرازي حدّثنا محمّد بن أحمد بن سلمة الأنصارىّ قال حدّثنا الرّبيع ابن سليمان قال سمعت الشافعي يقول : دخلنا على أبي نواس وهو يجود بنفسه فقلنا : ما أعددت لهذا اليوم؟ فقال:

تعاظمنى ذنبي ، فلما قرنته

بعفوك ربى كان عفوك أعظما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل

تجود وتعفو منة وتكرما

ولولاك لم يغوى بإبليس عابد

وكيف وقد أغوى صفيك آدما

أخبرني علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق أخبرنا محمّد بن أحمد بن البراء حدّثنا علي بن محمّد بن زكريّا قال : دخلت على أبي نواس وهو يكيد بنفسه ، قال : فقال : تكتب؟ قلت : نعم. فأنشأ يقول :

٤٥٨

دب في الفناء علوا وسفلا

وأرانى أموت عضوا فعضوا

ذهبت شرتى بحدة نفسي

فتذكرت طاعة الله نضوا

ليس من ساعة مضت بى إلا

نقصتنى بمرها بى حذوا

لهف نفسي على ليال وأيا

م سلبتهن لعبا ولهوا

وأسأنا كل الإساءة يا ر

ب فصفحا عنا إلهى وعفوا

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّري حدّثنا عبد الله بن أبي سعد حدّثني إبراهيم بن إسماعيل ابن أخى أبي نواس حدّثني أبو جعفر الصّائغ الأدمى. قال : لما حضر أبا نواس الموت قال : اكتبوا هذه الأبيات على قبري :

وعظتك أجداث صمت

ونعتك أزمنة خفت

وتكلمت عن أوجه

تبلى وعن صور سبت

وأرتك قبرك في القبو

ر وأنت حي لم تمت

قال أبو سعيد : مات أبو نواس في سنة ثمان وتسعين ـ يعنى ومائة.

أخبرني أحمد بن عبد الواحد أخبرنا عبيد الله بن عثمان حدّثني الحكيمي أخبرنا ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب. قال : قال محمّد بن حفص الفأفاء ـ مولى جعفر بن سليمان ـ وقطن بن كبير النهشلي ، وأبو يعقوب العنبري ، ومحمّد بن الحسن الأنصارىّ ـ سلف أبي نواس ـ ولد ـ يعنون أبا نواس ـ في سنة خمس وأربعين ومائة ، ومات سنة ست وتسعين ومائة.

وقال أبو هفان : حدّثني محمّد بن حرب بن خلف بن مهزوم ـ وهو عم أبي هفان ـ وأخبرنا سليمان سخطة والبربري والجماز البصريّون ويوسف بن الداية وعلى بن أبي حاضنة وأبو دعامة البغداديون : أن أبا نواس ولد بالأهواز بالقرب من الجبل المقطوع سنة ست وثلاثين ومائة ، ومات ببغداد في سنة خمس وتسعين ومائة وكان عمره تسعا وخمسين سنة ، ودفن في مقابر الشونيزية في تل اليهود.

أخبرنا علي بن محمّد بن المعدّل أخبرنا عثمان بن أحمد حدّثنا محمّد بن أحمد ابن البراء حدّثنا عمر بن مدرك حدّثني أحمد بن يحيى عن محمّد بن نافع. قال : كان أبو نواس لي صديقا ، فوقعت بيني وبينه هجرة في آخر عمره ، ثم بلغني وفاته فضاعفت على الحزن ، فبينا أنا بين النائم واليقظان ، إذا أنا به فقلت : يا أبا نواس!؟

٤٥٩

قال : لات حين كنية ، قلت : الحسن بن هانئ؟ قال نعم! قلت ما فعل الله بك؟ قال غفر لي بأبيات قلتها هي تحت ثنى الوسادة. فأتيت أهله فلما أحسوا بى أجهشوا بالبكاء فقلت لهم هل قال أخى شعرا قبل موته؟ قالوا لا نعلم إلا أنه دعا بدواة وقرطاس وكتب شيئا لا ندري ما هو. فقلت أتأذنون لي فأدخل؟ قال فدخلت إلى مرقده فإذا ثيابه لم تحرك بعد ، فرفعت وسادة فلم أر شيئا. فرفعت أخرى فإذا برقعة فيها مكتوب :

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة

فلقد علمت بأن عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلا محسن

فمن الذي يدعو ويرجو المجرم؟

أدعوك رب كما أمرت تضرعا

فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم؟

ما لي إليك وسيلة إلا الرجا

وجميل عفوك ، ثم إنى مسلم

٤٠١٨ ـ الحسن بن هارون بن عفّان ، ابن أخي سلمة بن عفّان :

حدث عن جرير بن عبد الحميد ، وإسماعيل بن علية ، وأبى خالد الأحمر. روى عنه أحمد بن علي الخزاز ، وأبو العبّاس بن مسروق الطوسي ، وأحمد بن محمّد بن بشّار بن أبي العجوز.

أخبرنا محمّد بن عمر بن إسماعيل الدّاودى وعلي بن أبي علي المعدّل. قالا : أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ حدّثنا أحمد بن محمّد بن بشّار حدّثنا الحسن بن هارون بن عفّان بن أخى سلمة بن عفّان حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك ابن عمير عن جابر بن سمرة. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يملين مصاحفنا إلا غلمان قريش وثقيف».

هكذا رواه الحسن بن هارون عن جرير عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة مرفوعا. ورواه سعيد بن منصور عن جرير عن عبد الملك عن جابر بن سمرة عن عمر بن الخطّاب قوله. وخالفه جرير بن حازم فرواه عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن معقل عن عمر بن الخطّاب.

أما حديث سعيد :

فأخبرناه محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا محمّد بن علي بن زيد الصّائغ أن سعيد بن منصور حدثهم قال حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد

٤٦٠