تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

وقال ابن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال : صدوق ، وكانت له جلالة عجيبة ببغداد. وكان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويجله (١).

حدّثني محمّد بن على الصوري أخبرني الخطيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي أخبرني أبي. قال : أبو علي الحسن بن صباح بن محمّد البزار ليس بالقوى.

هكذا ذكره النسائي في كتاب «الأسماء والكنى» ، وذكره في تسمية شيوخه فقال ما:

أخبرنا البرقاني أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدّثنا الحسن بن رشيق ـ بمصر ـ حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي عن أبيه.

ثم أخبرني الصوري أخبرنا الخطيب بن عبد الله قال : ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه ـ قال سمعت أبي يقول : الحسن بن الصّبّاح بغدادى صالح.

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبليّ قال أخبرنا أبو بكر الخلال أخبرنا محمّد ابن خضر قال سمعت ابن أحمد بن حنبل يقول : ما يأتى على ابن البزار يوم إلا وهو يعمل فيه خيرا ، ولقد نختلف إلى فلان المحدث ـ وسماه ـ قال فكنا نقعد نتذاكر الحديث إلى خروج الشّيخ ، وابن البزار قائم يصلى إلى خروج الشّيخ ، وما يأتي عليه يوم إلا وهو يعمل فيه الخير(٢).

قال الخلال : وأخبرني الحسن بن صالح العطّار حدّثنا هارون بن يعقوب الهاشمي قال : سمعت أبي يقول إنه سأل أبا عبد الله عن الحسن بن البزار قال : اكتب عنه. ثقة صاحب سنة (٣).

أخبرنا البرقاني قال قرئ على الحسين بن علي التّميميّ ـ وأنا أسمع ـ حدثكم أبو قريش محمّد بن جمعة الحافظ ، حدّثنا الحسن بن الصّبّاح ـ وكان من أجل الصّالحين (٤).

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٩٤.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٩٣ ـ ١٩٤.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٩٣.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٩٤ ، وفيه : «وكان أحد الصالحين».

٣٤١

قال : سمعت الحسن بن الصّبّاح يقول : أدخلت على المأمون ثلاث مرات ، رفع إليه أول مرة أنه يأمر بالمعروف وكان نهى أن يأمر أحد بمعروف ـ فأخذت فأدخلت عليه ، فقال لي : أنت الحسن البزار؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ؛ قال : وتأمر بالمعروف؟ قلت : لا ولكني أنهى عن المنكر. قال : فرفعني على ظهر رجل وضربني خمس درر وخلى سبيلي. وأدخلت عليه المرة الثانية ، رفع إليه أنى أشتم علي بن أبي طالب ، قال فلما قمت بين يديه قال لي أنت الحسن؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين. قال : وتشتم علي ابن أبي طالب؟ فقلت صلى الله على مولاي وسيدي علي ، يا أمير المؤمنين أنا لا أشتم يزيد بن معاوية ، لأنه ابن عمك فكيف أشتم مولاي وسيدي؟! قال : خلوا سبيله.

وذهبت مرة إلى أرض الروم إلى بدندون في المحنة ، فدفعت إلى أشناس ، فلما مات خلى سبيلي.

قال السّرّاج : مات الحسن بن الصّبّاح بن محمّد أبو علي الواسطي وكان لا يخضب ، من خيار الناس ـ ببغداد يوم الاثنين لثمان خلون من ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التّمّار حدّثنا عبيد بن محمّد بن خلف البزار. قال : مات الحسن بن الصباح البزار في ربيع الأول سنة تسع وأربعين ومائتين (٥).

٣٨٤٦ ـ الحسن بن صبيح بن عبد الله ، أبو علي المؤدّب ، يعرف بأبي هريسة:

حدث عن علي بن عاصم. روى عنه علي بن محمّد بن يحيى السواق ، ومحمّد ابن مخلد العطار.

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلال أخبرنا محمّد بن جعفر بن عباس النجار أخبرنا أبو الحسن على بن محمّد بن يحيى السواق ـ قراءة عليه ـ قال حدّثنا الحسن بن صبيح المؤدب ـ المعروف بأبى هريسة ـ حدّثنا علي بن عاصم حدّثنا عمران بن حدير عن عكرمة. قال : شهدت ابن عباس صلى على جنازة رجل من الأنصار ، فلما سوى في اللحد ، وحثى التراب عليه ، قام رجل منهم فقال : اللهم رب القرآن ارحمه ، اللهم رب القرآن أوسع عليه مداخله ، فالتفت إليه ابن عباس مغضبا. فقال : يا عبد الله أما تتقى الله؟ يا عبد الله أما تتقى الله؟ أما علمت أن القرآن منه؟! قال : فرأيت الرجل نكس رأسه ومضى استحياء مما قال له ابن عباس ، كأنه أتى على كبيرة!!

__________________

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٩٤.

٣٤٢

٣٨٤٧ ـ الحسن بن صدّيق بن مسلم ، أبو مسلم الزّجّاج :

حدث عن علي بن الحسين بن أشكاب ، ومحمّد بن عبد الله بن مهران الدينوري. روى عنه أحمد بن جعفر بن الخلال.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي حدّثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمّد بن الفرج الخلال حدّثنا أبو مسلم الحسن بن صديق بن مسلم الزجاج حدّثنا على بن الحسين بن إبراهيم بن الحر بن أشكاب حدّثنا أبو بدر حدّثنا أبو خالد ـ الذي كان في بنى دالان ـ عن حبيب بن أبى ثابت عن محمّد بن علي عن ابن عباس. قال : صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الركعتين قبل الفجر ، ثم جاء بلال فأذن والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اللهم اجعل في قلبي نورا ، اللهم اجعل في سمعي نورا ، اللهم اجعل في بصرى نورا ، اللهم اجعل أمامى نورا ، اللهم اجعل خلفي نورا ، اللهم اجعل من تحتي نورا ، اللهم اجعل من فوقى نورا ، اللهم اجعل عن يميني نورا ، اللهم اجعل عن شمالي نورا ، اللهم أعظم لي نور» (١)

. ٣٨٤٨ ـ الحسن بن صاحب بن حميد (١) ، أبو علي الشّاشي :

أحد الرحالين ، كتب ببلاد خراسان. والجبال ، والعراق ، والحجاز ، والشام ، وقدم بغداد في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ، وحدث بها عن علي بن خشرم ، وإسحاق بن منصور ، وأبى زرعة الرازي ، وعمرو بن عبد الله الأزدى ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، وعبدة بن سليمان البصري نزيل مصر ، وعيسى بن غيلان ، وهبيرة بن الحسن الزاهد ، ومحمّد بن عبد العزيز الدينوري ، وغيرهم. روى عنه أبو بكر محمّد ابن الجعابي ، ومحمّد بن إسماعيل الوراق ، وعمر بن محمّد بن سبنك ، ومحمّد بن المظفر ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد العتيقى والقاضي أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن الواسطي. قالا : أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ حدّثنا الحسن بن صاحب حدّثنا ابن مسعود الخياط حدّثنا محمّد بن عيسى بن الطباع حدّثنا هشيم حدّثنا إسماعيل

__________________

(١) ٣٨٤٧ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٣٤٣. وسنن النسائي ٢ / ٢١٨. وسنن أبى داود ١٣٤٩.

٣٨٤٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٥٧. والأنساب ٧ / ٢٤٥.

(١) في اللباب ومعجم البلدان : " ابن الحاجب" وفي المعجم : " ابن جنيد".

٣٤٣

ابن أبي خالد وداود بن أبى هند وعبيدة كلهم عن الشعبي عن الجعفيين (١) سلمة وأخ له أنهما سألا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالا : يا رسول الله إن أمنا وأدت ابنة لها في الجاهلية ، فهل ينفعها إن صلينا عليها مع صلاتنا ، أو صمنا عنها مع صيامنا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الوائدة والموءودة في النار ، إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فيغفر لها».

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ أخبرنا محمّد بن عبد الله النيسابوري الحافظ. قال : سمعت علي بن بندار الزاهد يقول : توفى الحسن بن صاحب بالشاش سنة أربع عشرة وثلاثمائة.

* * *

حرف الطاء من آباء الحسنين

٣٨٤٩ ـ الحسن بن الطّيّب بن حمزة بن حمّاد ، أبو علي البلخي المعروف بالشّجاعي :

قدم بغداد وحدث بها عن هدبة بن خالد ، وأبى الربيع الزهراني ، ومحمّد بن عبد الله بن نمير ، وعثمان بن أبى شيبة ، وقطن بن نسير ، وقتيبة بن سعيد ، والحسن بن عمر بن شقيق ، وأبى كامل الجحدري ، ومحمود بن غيلان ، وعلي بن حجر. روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي ، وعبد الخالق بن الحسن بن أبى روبا ، وأبو بكر بن مالك القطيعي ، وعمر بن محمّد بن الزيات ، وأبو بكر بن إسماعيل الوراق ، ومحمّد بن المظفر ، في آخرين.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد حدثني إسماعيل بن علي الخطبي قال حدّثنا الحسن بن الطيب ـ أبو علي البلخي ـ حدّثنا هدبة بن خالد حدّثنا حماد بن سلمة عن يونس وحميد عن الحسن وأيوب وهشام وحبيب عن محمّد بن سيرين عن أبى هريرة. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر(١)».

كتب إلي القاضي أبو محمّد جناح بن نذير المحاربي ـ من الكوفة ـ وحدثنيه

__________________

(٢) في النسختين : " عن الجعبيين" تصحيف.

٣٨٤٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٩١. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني برقم ٢٤٦.

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٣٩٥ ، ٤٩١ ، ٤٩٦ ، ٤٩٩ ، ٥ / ٢٩٩ ، ٣١١. وصحيح مسلم ، الأدب ١. ومجمع الزوائد ٨ / ٧١.

٣٤٤

محمّد بن علي الصوري عنه قال أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن بن إسماعيل السكوني قال : سألت أبا بكر محمّد بن فريان بن فرقد البلخي عن الحسن ابن الطيب البلخي الشجاعي ـ الذي كان عندنا بالكوفة ـ فقال لي : وهو باق؟ قلت نعم! قال : ذاك رحله أبوه إلى قتيبة بن سعيد بالنفقة الواسعة على البغل الفاره.

أنبأنا أبو سعيد المالينى ـ وكتبت من أصل كتابه ـ أخبرنا عبد الله بن عدى. قال : الحسن بن الطيب بن شجاع أبو علي البلخي من ساكني الكوفة كان له عم يقال له الحسن بن شجاع ، فادعى كتبه حيث وافق اسمه اسمه ، أخبرنى عبدان بهذا ، وكان عبدان يحدث عن عمه. قال ابن عدى : وقد حدث أيضا ـ يعنى الحسن بن الطيب ـ بأحاديث سرقها.

أخبرنى الحسن بن محمّد الخلال حدّثنا أبو علي محمّد بن أحمد العطشى حدّثنا الحسن بن الطيب البلخي حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نمير حدّثنا أبو الجواب عن عمار بن رزيق عن الأعمش حدثني شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك. قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو بكر ، وعمر ، يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين.

قال الأعمش : قلت لشعبة : لو كان غير قتادة؟! قال : لم لا ترضى بقتادة؟.

حدثني ثابت عن أنس أخبرنى أحمد بن سليمان بن علي المقرئ أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد الهراوى أخبرنا عبد الله بن عدى قال : في كتابي عن الحسن بن الطيب عن محمّد بن عبد الله بن نمير عن أبى الجواب عن عمار بن رزيق عن الأعمش عن شعبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبا بكر ، وعمر ، كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين.

قال ابن عدى : وكان الحسن بن الطيب قد حمل إلى بغداد ومات بها وقرئ عليه أجزاء من فوائده ، وكان هذا الحديث في وسط جزء منها فامتنع من أن يقرأ عليه هذا الحديث ، وخاف الشنعة عليه إذا رواه عن ابن نمير لأن هذا الحديث لا أعلم رواه عن ابن نمير غير حميد بن الربيع الخزاز ، وإنما روى هذا الحديث جماعة عن أبى الجواب عن عمار بن رزيق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت عن أنس.

حدثني البرقاني قال : كلمت أبا بكر الإسماعيلى في روايته عن الحسن بن الطيب الشجاعي فقال : نحن سمعنا منه قديما ، وكان إذ ذاك مستورا وكتبه صحاحا ، وإنما أفسد أمره بأخرة ، أو كما قال.

٣٤٥

سألت البرقاني عن الحسن بن الطيب فقال : كان الإسماعيلى حسن الرأى فيه ، فذكرت له أنه عند البغداديين ذاهب الحديث فقال : لما سمعنا منه كان حاله صالحا.

قال البرقاني : وهو ذاهب الحديث. قلت للبرقانى مرة أخرى : هل الحسن بن الطيب الشجاعي ضعيف؟ فقال : نعم ضعيف ، ضعيف.

حدثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت أبا الحسن محمّد بن أحمد بن سفيان الحافظ ـ بالكوفة ـ عن الحسن بن الطيب فقال : حدثني أحمد بن علي الخزاز قال سمعت ابن زيدان ـ وذكر له أن ابن سعيد يتكلم في الحسن بن الطيب الشجاعي فقال ابن زيدان : ما للبلخى؟ كتبت عنه قمطرا ، قال ابن سفيان : وأحسبه قال: ثقة.

وقال ابن سفيان : حدثني زيد بن علي الخلال قال سمعت ابن سعيد يعاتب أبا القاسم بن منيع في البلخي ويقول له : أنزلته عليك ، وأفدت عنه؟! فقال : ما للبلخى؟ ما سألته عن شيخ إلا أعطانى صفته ، وعلامته ، ومنزلته.

وقال : حمزة سألت الدارقطني عن الحسن بن الطيب البلخي فقال : لا يساوى شيئا ، لأنه حدث بما لم يسمع.

قال حمزة : وسمعت ابن سفيان الحافظ يقول : حدثني غير واحد عن الحضرمي أنه قال : هو كذاب. والله أعلم بما اختلفوا فيه.

كتب إلى أبو طاهر محمّد بن محمّد بن الحسين المعدل ـ من الكوفة ـ يذكر أن أبا الحسن محمّد بن أحمد بن حماد بن سفيان القرشي حدثهم. قال : سنة سبع وثلاثمائة فيها مات أبو علي الحسن بن الطيب البلخي ببغداد. وقيل إنه اجتمع عليه ببغداد من الناس ما لا يحصى عددهم إلا الله ، وقد كان الحضرمي فيما بلغني يكثر الكلام فيه ويكذبه ، ورأيت كثيرا من مشايخنا المتقدمين يوثقونه ، ثم ساق عن أحمد ابن علي الخزاز ، وعن يزيد بن علي الخزاز ، نحو ما قدمنا ذكره.

أخبرنى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا علي بن عمر بن محمّد الحربي قال وجدت في كتاب أخى بخطه : مات الحسن بن الطيب البلخي لثلاث عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة ، يوم الثلاثاء وكان به وضح في يديه ورجليه ، وكان به ضعف البصر في عينيه جميعا ، وكان في أذنه ثقل ، وكان يسمع ما يقرأ عليه ، وإذا أملى لقنوه ، وكان جيد الحفظ لحديثه.

٣٤٦

٣٨٥٠ ـ الحسن بن أبي طيبة ، القاضي المصري :

قدم بغداد وحدث بها عن هشام بن عمار الدمشقي ، وأحمد بن صالح المصري. روى عنه محمّد بن المظفر.

أخبرنى محمّد بن عبد الملك القرشي أخبرنا محمّد بن المظفر حدّثنا الحسن بن أبى طيبة القاضي حدّثنا هشام بن عمار حدّثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى بلبن قد شيب بماء ، فشرب وناول الأعرابى وقال : «الأيمن فالأيمن» (١).

أخبرنا علي بن المحسن المعدل ـ من أصله ـ أخبرنا محمّد بن المظفر حدثني الحسن بن أبى طيبة المصري ـ ببغداد ـ حدّثنا أحمد بن صالح. قال : قال ابن وهب : كنا عند مالك فذكرت السنة ، فقال مالك : السنة سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق. وحدث أبو بكر المفيد عن أبى على الحسن بن يوسف بن أبى طيبة المصري المالكي عن عمرو بن ثور. والله أعلم.

* * *

حرف العين [من آباء الحسنين]

٣٨٥١ ـ الحسن بن عبد الرّحمن بن عبّاد بن الهيثم بن الحسن بن عبد الرّحمن ، أبو علي المعروف بالاحتياطي :

حدث عن جرير بن عبد الحميد ، ويوسف بن أسباط وسفيان بن عيينة ، وعبد الله ابن وهب. روى عنه الهيثم بن خلف الدوري ، والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمى ، وغيرهما.

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن نصر الستورى حدّثنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا الهيثم بن خلف حدّثنا حسن بن عبد الرّحمن ـ أبو علي ـ حدّثنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عبّاس. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس في الجنة شجرة إلا على كل ورقة منها مكتوب ؛ لا إله إلا الله ، محمّد رسول الله ، أبو بكر الصدّيق ، عمر الفاروق ، عثمان ذو النورين (١)».

__________________

(١) ٣٨٥٠ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٤٤ ، ٧ / ١٤٢. وصحيح مسلم ، كتاب الأشربة ١٢٤ ، ١٢٥.

٣٨٥١ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ١ / ١٤٠.

(١) انظر الحديث في : اللئالئ المصنوعة ١ / ١٦٥.

٣٤٧

أنبأنا أبو سعد المالينى أخبرنا عبد الله بن عدى. قال : الحسن بن عبد الرّحمن بن عبّاد يعرف بالاحتياطى ، يسرق الحديث ، منكر عن الثّقات ، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق.

قلت : روى عنه غير واحد فسماه الحسين ، ونحن نعيد ذكره في باب : الحسين إن شاء الله.

٣٨٥٢ ـ الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن بن علي بن جبير ، أبو محمّد البزّاز النهاوندي :

سكن بغداد وحدث بها عن صالح بن علي النوفلي الحلبي ، وعبد الملك بن عبد الحميد الميمون الرّقي ، وسليمان بن عبد الحميد البهراني الحمصي. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي.

٣٨٥٣ ـ الحسن بن عبد العزيز بن الوزير ، أبو علي الجذامي ويعرف بالجروي :

من أهل مصر. قدم بغداد وحدث بها عن يحيى بن حسّان ، وبشر بن بكر ، وأبى حفص التنيسيين ، وعبد الله بن يحيى البرلسى ، وأيّوب بن سويد الرملي ، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، وإبراهيم الحربيّ ، ومحمّد بن عبدوس بن كامل ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وجماعة آخرهم الحسين بن إسماعيل المحامليّ.

وهو : الحسن بن عبد العزيز الوزير بن ضابئ (١) بن مالك بن عامر بن عدي ـ ولعدي صحبة ـ بن حمرس بن نفر (٢) بن نصر بن عدي بن القاطع بن [جري بن] عوف (٣) بن أسود بن تزود بن جشم (٤) بن جذام ، وذكر نسبه هذا ابنه محمّد

__________________

٣٨٥٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٢٤١ (٦ / ١٩٦ ـ ١٩٨). وانظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٢٧. والعلل لأحمد ١ / ١٥٤. والكنى ، للدولابي ٢ / ٣٤. والجرح والتعديل ٣ / ت ١٠٢. وشيوخ البخاري ، لابن عدى ، الورقة ٩٩. وأسماء الدارقطني ، الترجمة ٢٠٣. ورجال البخاري للباجى ، الورقة ٤١. والجمع ١ / ٣١٧. وطبقات الحنابلة ، لأبى يعلى ٩٥. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٢٥١. والمعلم لابن خلفون ، الورقة ٦١. وتذهيب الذهبي ١ / ورقة ١٤٠. والكاشف ١ / ٢٢٣. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٣٢ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وسير النبلاء ١٢ / ٣٣٣. والوافي بالوفيات ١٢ / ٧١. وبغية الأريب ، الورقة ٩٠. ونهاية السئول ، الورقة ٦٥. وتهذيب ابن حجر ٢ / ٢٩١ ـ ٢٩٢. وحسن المحاضرة ١ / ١٤٦. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٣٥٤.

(١) تصحف في المطبوعة إلى : " بن صابى".

(٢) تصحف في المطبوعة إلى : " بن زفر".

(٣) تصحف في المطبوعة إلى : " بن عون" وما بين المعقوفتين ليست في المطبوعة.

(٤) في المطبوعة تصحف إلى : " بن يزيد بن حم".

٣٤٨

ابن الحسن ، وقال غيره : جذام اسمه عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد (٥) ابن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان (٦).

وكان الجروي من أهل الدّين والفضل ، مذكورا بالورع والثقة ، موصوفا بالعبادة.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، سئل أبي عنه فقال : ثقة (٧).

وذكره الدارقطني فقال : لم ير مثله فضلا وزهدا (٨).

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ قال حدّثني الحسن بن عبد العزيز الجروي حدّثنا يحيى ـ يعنى ابن حسّان ـ حدّثنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «احثوا في وجوه المداحين التراب (٩)».

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد الحدّاد ـ بتنيس ـ حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن الحسن بن عبد العزيز الوزير الجروي ـ بتنيس ـ قال : سمعت جدي الحسن بن عبد العزيز يقول : من لم يردعه القرآن والموت ، ثم تناطحت الجبال بين يديه ، لم يرتدع (١٠).

أخبرني أبو القاسم الأزهرى أخبرنا علي بن عمر الدارقطني. قال : الحسن بن عبد العزيز أبو علي الجروي مصرى سكن بغداد.

أخبرني أحمد بن محمّد العتيقى حدّثنا علي بن أبي سعيد بن يونس المصريّ حدّثنا أبي قال : الحسن بن عبد العزيز الجذامي ثم الجروي يكنى أبا علي ، حمل من مصر إلى العراق بعد قتل أخيه علي بن عبد العزيز ، فلم يزل في العراق إلى أن توفى سنة سبع وخمسين ومائتين ، وكانت له عبادة وفضل ، وكان من أهل الورع والثقة (١١).

__________________

(٥) في الأنساب : " بن إدريس".

(٦) انظر : تهذيب الكمال ٦ / ١٩٦ ـ ١٩٧.

(٧) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٩٨.

(٨) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٩٨.

(٩) انظر الحديث في : مسند أحمد ٦ / ٥. والكنى للدولابي ٢ / ١٣٠. وإتحاف السادة المتقين ٧ / ٥٧٣. ولسان الميزان ٤ / ١٣٥٤.

(١٠) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٩٨.

(١١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٩٨.

٣٤٩

أخبرني الحسين بن علي الطناجيرى حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : وجدت في كتاب جدي سمعت ابن بكر. قال : ورد الكتاب بموت الحسن بن عبد العزيز الجروي في رجب سنة سبع وخمسين ومائتين (١٢).

٣٨٥٤ ـ الحسن بن عبد العزيز ، الهاشمي الإمام :

كان يتقلد الصلاة في مسجد الجامع بالرصافة.

أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : توفى الحسن بن عبد العزيز الهاشمي ـ وهو والى الصلاة بالحرمين ، ومسجد الرصافة ببغداد ـ يوم الأحد لثلاث خلون من شوال سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وله من السن خمس وسبعون سنة وشهور.

٣٨٥٥ ـ الحسن بن عبد الوهّاب ، أبو بكر الخرّاز :

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع. قال : وتوفى أبو بكر الحسن بن عبد الوهّاب الخراز في شعبان سنة اثنتين وتسعين ـ يعنى ومائتين ـ قد كتب عن أبيه وعن غيره ، ولم يتفرغ للناس للسماع منه على ثقته وديانته ، وقد سمعت منه حكايات يسيرة.

قلت : وذكر ابن مخلد أن وفاته كانت في يوم الأربعاء لثلاث بقين من شعبان.

٣٨٥٦ ـ الحسن بن عبد الوهّاب بن أبي العنبر ، أبو محمّد :

حدث عن حفص بن عمر السّيّاري ، ومحمّد بن حمّاد المقرئ ، ومحمّد بن سليمان المنقري البصريّ ، ومقدام بن داود ، وخير بن عرفة المصريّين ، ومحمّد بن حبيب البزّاز. روى عنه أبو عمرو بن السماك وغيره. وكان ثقة دينا مشهورا بالخير والسنة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع : أن أبا محمّد بن أبي العنبر توفى في جمادى الآخرة من سنة ست وتسعين ومائتين ، وقال : كتب الناس عنه ووثقوه.

__________________

(١٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٩٨.

٣٨٥٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٤١.

٣٨٥٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٨٣.

٣٥٠

٣٨٥٧ ـ الحسن بن عبد الله بن عبد الرّحمن ، أبو علي الإسكافي الكاتب ، يعرف بابن الأعمى :

ذكر أبو القاسم بن الثلاج : أنه حدثهم في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة عن مجاهد بن موسى.

٣٨٥٨ ـ الحسن بن عبد الله بن علي بن محمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب ، أبو محمّد الأموي :

ولى قضاء مدينة المنصور بعد عزل أبي الحسين بن الأشنانى عنها ، وكانت ولاية ابن الأشنانى لها ثلاثة الأيام حسب.

فأخبرنا علي بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : بعد الثلاثة أيام التي تقلد فيها ابن الأشنانى مدينة المنصور استقضى المقتدر على مدينة المنصور أبا محمّد الحسن بن عبد الله بن علي بن محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب في يوم الاثنين لست بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وثلاثمائة ، وهذا رجل حسن السير ، جميل الطريقة ، قريب الشبه من أبيه وجده ، على طريقتهم في باب الحكم والسداد ، ولم يزل واليا على المدينة إلى يوم النصف من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة ، ثم صرفه المقتدر.

حدّثني الصيمري عن محمّد بن عمران المرزباني قال حدّثني عبد الباقي بن نافع : أن الحسن بن عبد الله بن علي بن أبي الشوارب القاضي مات يوم عاشوراء من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.

٣٨٥٩ ـ الحسن بن عبد الله ، أبو القاسم يعرف بأخي عيّاش :

ذكر ابن الثلاج أنه حدثهم عن أحمد بن يوسف التغلبي وقال : توفى في جمادى الأولى من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

٣٨٦٠ ـ الحسن بن عبد الله بن حمدون. أبو القاسم البزّاز :

حدث عن العبّاس بن محمّد الدوري ، ويحيى بن أبي طالب. روى عنه أبو العبّاس محمّد بن نصر بن مكرم المعدّل ، وابن الثلاج.

__________________

٣٨٥٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٦٨.

٣٥١

٣٨٦١ ـ الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، أبو محمّد النّسويّ ـ وقيل : المروزيّ :

قدم بغداد حاجّا في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، وحدث عن محمّد بن عبد الله بن قهزاذ ، ومحمّد بن حمدان بن مهران المهرانى النّيسابوريّ. روى عنه محمّد ابن المظفّر وابن الثلاج.

أخبرنا علي بن أبي علي حدّثنا محمّد بن المظفّر الحافظ ـ لفظا ـ حدّثنا أبو محمّد الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى النسوى حدّثنا أبو جابر محمّد بن عبد الله بن قهزاذ حدّثنا محمّد بن القاسم الطايكانى حدّثنا عمر بن هارون حدّثنا سفيان الثّوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لكل نبى دعوة تعجلها في الدنيا ، وإنى اختبأت دعوتي شفاعة لأمتى يوم القيامة للمذنبين المتلطخين (١)».

٣٨٦٢ ـ الحسن بن عبد الله بن سقلاب ، أبو عبد الله :

حدث عن عبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ.

٣٨٦٣ ـ الحسن بن عبد الله بن المرزبان ، أبو سعيد القاضي السّيرافي النّحويّ :

سكن بغداد وحدث بها عن محمّد بن أبي الأزهر البوشنجي ، وأبى عبيد بن حربويه الفقيه ، وعبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ ، وأبى بكر بن دريد. ونحوهم حدّثنا عنه الحسين بن محمّد بن جعفر الخالع ومحمّد بن عبد الواحد بن رزمة ، وعلي بن أيّوب العمى.

وكامن يسكن بالجانب الشرقي ، وولى القضاء ببغداد ، وكان أبوه مجوسيا اسمه بهزاد ، فسماه أبو سعيد عبد الله ، سمعت رئيس الرؤساء شرف الوزراء جمال الورى أبا القاسم علي بن الحسن يذكر أن أبا سعيد السيرافي كان يدرس القرآن ، والقراءات.

__________________

(١) ٣٨٦١ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٤٢٦ ، ٣ / ١٣٤. والسنن الكبرى ٨ / ١٧ ، ١٠ / ١٩٠. وفتح الباري ١٢ / ٣٧٨.

٣٨٦٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٦٤. ووفيات الأعيان ١ / ١٣٠. ونزهة الألباب ٣٧٩. والجواهر المضية ١ / ١٩٦ ، ٢ / ٢٢٦. ولسان الميزان ٢ / ٢١٨. والإمتاع والمؤانسة ١ / ١٠٨ ـ ١٣٣. وإنباه الرواة ١ / ٣١٣. والأعلام ٢ / ١٩٥ ـ ١٩٦.

٣٥٢

وعلوم القرآن ، والنحو ، واللغة ، والفقه ، والفرائض ، والكلام والشعر ، والعروض ، والقوافي ، والحساب ، وذكر علوما سوى هذه. وكان من أعلم الناس بنحو البصريّين ، وينتحل في الفقه مذهب أهل العراق.

قال رئيس الرؤساء : وقرأ على أبي بكر بن مجاهد القرآن ، وعلى أبي بكر بن دريد اللغة ، ودرسا عليه جميعا النحو ، وقرأ على أبي بكر بن السّرّاج وعلى أبي بكر المبرمان النحو. وقرأ عليه أحدهما القرآن ، ودرس عليه الآخر الحساب. قال : وكان زاهدا لا يأكل إلا من كسب يده.

فذكر جدي أبو الفرج عنه أنه كان لا يخرج إلى مجلس الحكم ، ولا إلى مجلس التدريس في كل يوم ، إلا بعد أن ينسخ عشر ورقات يأخذ أجرتها عشرة دراهم يكون قدر مئونته. ثم يخرج إلى مجلسه.

ذكر محمّد بن أبي الفوارس أبا سعيد فقال : كان يذكر عنه الاعتزال ، ولم يكن يظهر من ذلك شيئا ، وكان نزيها عفيفا جميل الأمر ، حسن الأخلاق.

حدثت عن أبي الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال : كان أبو سعيد السيرافي عالما فاضلا منقطع النظير في علم النحو خاصة. وكانت سنه يوم توفى ثمانين سنة.

حدّثني هلال بن المحسن. قال : توفى القاضي أبو سعيد السيرافي يوم الاثنين الثاني من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة ، عن أربع وثمانين سنة.

حدّثني الأزهرى. قال : توفى أبو سعيد السيرافي بين صلاتي الظهر والعصر في يوم الاثنين الثاني من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة. ودفن في مقبرة الخيزران بعد صلاة العصر من هذا اليوم.

٣٨٦٤ ـ الحسن بن عبد الله بن عمر ، أبو علي الكرمينيّ :

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن سعدون البزّاز حدّثنا أبو علي الحسن بن عبد الله بن عمر الكرمينى ـ قدم علينا من بخارى ـ حدّثنا أبو حفص أحمد بن أحيد ابن حمدان البخاريّ حدّثنا أبو عمر قيس بن أنيف حدّثنا محمّد بن تميم الفريابي حدّثنا عبد الله بن عيسى الجرجاني حدّثنا عبد الله بن المبارك عن مسعر بن كدام عن عون عن الحسن عن أنس بن مالك. قال : أقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غزوة تبوك ، فاستقبله سعد بن معاذ الأنصارىّ ، فصافحه النبي ثم قال له : «ما هذا الذي اكتفت

٣٥٣

يداك؟» فقال : يا رسول الله أضرب بالمر والمسحاة في نفقة عيالي ، قال فقبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يده فقال : «هذه يد لا تمسها النار أبدا (١)».

هذا الحديث باطل ، لأن سعد بن معاذ لم يكن حيا في وقت غزوة تبوك ، وكان موته بعد غزوة بنى قريظة من السهم الذي رمى به ، ومحمّد بن تميم الفريابي كذاب يضع الحديث.

٣٨٦٥ ـ الحسن بن عبيد الله بن يحيى ، أبو محمّد بن الهمانى الدّقّاق :

سمع أبا بكر الشافعي. وحبيب بن الحسن القزاز. كتبت عنه وكان صدوقا.

أخبرنا الحسن بن عبيد الله بن الهمانى ـ في دكانه بباب الشعير في سنة ثمان وأربعمائة ـ قال أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطي حدّثنا يزيد بن هارون أخبرنا الحجّاج عن أبي إسحاق وثابت بن عبيد عن البراء بن عازب : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية.

٣٨٦٦ ـ الحسن بن عبيد الله ، أبو علي البندنيجي الفقيه القاضي :

سكن بغداد ودرس بها فقه الشافعي على أبي حامد الأسفراييني ، وكان له حلقة في جامع المنصور للفتوى ، وكان صالحا دينا ورعا.

سمعت أبا عبد الله عبد الكريم بن علي القصري يقول : لم أر فيمن صحب أبا حامد أدين من أبي علي البندنيجى.

قلت : وخرج بأخرة إلى البندنيجين فمات في جمادى الأول من سنة خمس وعشرين وأربعمائة.

٣٨٦٧ ـ الحسن بن عبيد الله بن محمّد بن الحسين بن إبراهيم ، أبو علي المقرئ الصّفّار :

سمع ابن مالك القطيعي ، وعمر بن محمّد بن سيف الكاتب ، وأبا العبّاس بن أبي غسان البصريّ ، وعبد الله بن موسى الهاشمي ، ومحمّد بن النّضر الموصلي. كتبنا عنه وكان ثقة يسكن نهر القلاءين.

__________________

(١) ٣٨٦٤ ـ انظر الحديث في : الأحاديث الضعيفة ٣٩١. والموضوعات ٢ / ٢٥١. واللئالئ المصنوعة ٢ / ٨٥.

٣٨٦٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٤٣.

٣٥٤

وسمعته سئل عن مولده فقال : في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وقال لنا مرة أخرى : ولدت في سنة ست وخمسين ، ومات في ليلة الاثنين التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ودفن في مقبرة باب حرب.

٣٨٦٨ ـ الحسن بن عبد الواحد بن سهل بن خلف ، أبو محمّد :

سمع على بن عمر السّكّري ، وأبا القاسم بن جابة ، وموسى بن عيسى السّرّاج ، وأبا الحسن الدارقطني وعيسى بن علي الوزير ، وأبا طاهر المخلص ، ومحمّد بن عبد الله بن أخى ميمى ، كتبت عنه وكان صدوقا.

أخبرنا الحسن بن عبد الواحد حدّثنا عيسى بن علي بن عيسى الوزير ـ إملاء ـ حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز حدّثنا خلف بن هشام البزار حدّثنا أبو شهاب عن عاصم الأحول عن بكر بن عبد الله المزني عن المغيرة بن شعبة. قال قلت : يا رسول الله ، خطبت امرأة ، فقال : «هل رأيتها؟» قلت : لا قال : «فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما».

سمعت منه في مجلس التّنوخيّ وسألته عن مولده فقال : في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، ومات في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.

٣٨٦٩ ـ الحسن بن عبد الودود بن عبد المتكبر بن هارون بن محمّد بن عبيد الله بن المهتدي بالله بن هارون الواثق بن المعتصم بالله بن هارون الرّشيد ، أبو علي الهاشمي :

سمع أبا القاسم الصّيدلاني ، وأبا عبد الله بن الهروانى ومن بعدهما. كتبت عنه وكان صدوقا ، مقبول الشهادة عند الحكام ، ومسكنه بباب البصرة.

أخبرنا الحسن بن عبد الودود أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقبري حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد حدّثنا محمّد بن عمرو بن سليمان حدّثنا النّضر بن شميل قال حدّثنا شعبة عن أبي سلمة قال : سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد. قال أخبرني من هو خير منى أبو قتادة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعمار ومسح التراب عن رأسه : «بؤسا لك يا ابن سمية ، تقتلك الفئة الباغية (١)».

__________________

(١) ٣٨٦٩ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الفتن ٧٣. ومسند أحمد ٥ / ٢١٤ ، ٢١٥. وفتح الباري ٧ / ٧٤ ، ١٣ / ٨٥.

٣٥٥

قال لي الحسن بن عبد الودود : سمعت ابن أبي طاهر المخلص ، إلا أنى لم يحصل عندي ما سمعته منه وسألته عن مولده فقال : في شهر رمضان من سنة ثمانين وثلاثمائة.

٣٨٧٠ ـ الحسن بن عمارة بن المضرب ، أبو محمّد الكوفيّ مولى بجيلة :

حدث عن الزّهريّ ، والحكم بن عتيبة ، وعدى بن ثابت ، وأبى إسحاق السبيعي ، وأبى الزبير المكي ، وعمرو بن دينار ، والحسن بن عبيد الله ، وحبيب بن أبي ثابت. روى عنه أبو يوسف القاضي ، ويونس بن بكير ، وشبابة بن سوار ، وأبو قطن عمرو ابن الهيثم ، وغيرهم.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن حمّاد الواعظ حدّثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق حدّثنا جدي حدّثنا أبو قطن عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد قال : ذكرنا لابن عبّاس أن ضباعة أمرت أن تشترط أو معنى هذا قال : قد كان هذا ولكنه نسخ. ولى الحسن بن عمارة القضاء ببغداد في خلافة المنصور.

كذلك أخبرنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز فيما أجاز لنا حدّثنا محمّد بن عمر ابن سالم الحافظ قال : الحسن بن عمارة من بجيلة ، كان قاضيا ببغداد لأبى جعفر.

وأخبرنا علي بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر. قال : كان الحسن بن

__________________

٣٨٧٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ١٦٩. وتهذيب الكمال ١٢٥٢ (٦ / ٢٦٥ ـ ٢٧٧). والعلل لأحمد ١ / ٣٣٧. والتاريخ الكبير ٢ / ت ٢٥٤٩. والصغير ٢ / ١١٧. والضعفاء الصغير للبخاري ت ٦٦. وأحوال الرجال للجوزجانى ، ورقة ٦. والكنى لمسلم ، ورقة ٩٦. والضعفاء لأبى زرعة ، ٦٤. وتاريخ واسط ٧٩ ، ١٨٥ ، ٢١٨. وضعفاء النسائي ت ١٤٩. وأخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٩٢ ، ٣ / ١٥٣ ، ١٦٤ ، ٢٤٥ ـ ٢٤٨ ، ٢٨٢ ، ٣٢٦. وضعفاء العقيلي ، ورقة ٤٤. والجرح والتعديل ٣ / ت ١١٦. والمجروحين ١ / ٢٢٩. والكامل ، لابن عدى ١ / الورقة ٢٤١. والضعفاء للدارقطني ، ترجمة ١٨٦. والعلل له ١ / ورقة ١٢٤ ، ١٤٦ والسنن له ٢ / ٢٥٨ ، ٢٦٣ ، ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، ٣ / ٢٠ ، ٤ / ٢٧ ، ١١٥. والسابق واللاحق للخطيب ١٩٤. وتاريخ الإسلام ٦ / ١٧١. والعبر ١ / ٢١٩. وتذهيب التهذيب ١ / ورقة ١٤٢ ـ ١٤٣. والكاشف ١ / ٢٥٥. وميزان الاعتدال ١ / ٥١٣ ـ ٥١٥. والمغني ١ / ت ١٤٥٤ ، وديوان الضعفاء ، ترجمة ٩٣٧. والمجرد في رجال ابن ماجة الورقة ١٩. والوافي بالوفيات ١٢ / ١٩٤. وبغية الأريب ، ورقة ٩١. ونهاية السئول ، ورقة ٦٥. وتهذيب ابن حجر ٢ / ٣٠٤ ـ ٣٠٨. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٣٦٤ ، ١٤٠١. وشذرات الذهب ١ / ٢٣٤.

٣٥٦

عمارة على الحكم ـ يعنى ببغداد ـ ثم بعث المنصور إلى عبيد الله بن محمّد بن صفوان إلى مكة من يقدم به عليه ، فلما قدم ولاه القضاء ، وضم الحسن بن عمارة إلى المهديّ ، وكان أبو جعفر يبعث بأسلم إلى المهديّ ليعرف حاله ، وكيف هو في مجلسه ، وربما وجه إليه في السر فرآه أسلم مقبلا على مقاتل بن سليمان ، فأخبر المنصور بذلك ، فقال له المنصور : يا بنى بلغني إقبالك على مقاتل فسرني ذلك ، وإنك إنما تعمل غدا بما تسمع اليوم ، فلا تقبل على مقاتل وأقبل على الحسن بن عمارة للفقه ، وعلى محمّد بن إسحاق للمغازى ، وما جرى فيها.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير النّجّار أخبرنا محمّد بن إبراهيم الربيعي حدّثنا أبو عبد الله اليزيدي حدّثنا سليمان بن أبي شيخ حدّثني صلة بن سليمان. قال : جاء إلىّ الحسن بن عمارة فقال : إن لي على مسعر بن كدام سبعمائة درهم من ثمن دقيق وغير ذلك ، وقد مطلني ويقول : ليس عندي اليوم ، فدفعها إليه الحسن بن عمارة ، وقال له : أعط مسعرا كل ما أراد ، وإذا اجتمع لك عليه شيء فتعال إلي حتى أعطيك. قال : وكان مسعر والحسن يجلسان جميعا في موضع واحد ، وكان مسعر إذا سئل عن الحديث ـ والحسن بن عمارة حاضر ـ لم يحدث. وقال : اسأل أبا محمّد (١).

وقال سليمان بن أبي شيخ : حدّثني أبي أبو شيخ قال : قدمت الكوفة أريد الحج ، فجئت الحسن بن عمارة أسلم عليه ، فقال لي : إنه ليس شيء من آلة الحج إلا وعندنا منه شيء ، فخذ حاجتك. فقلت له : ما أحتاج إلى شيء ، قد هيأت بواسط جميع ما أحتاج إليه فهي معي ، فدعا غلاما شاميا من أهل شاطا فقال : هذا غلام جبار ، قل من يسلك هذا الطريق بمثله ، خذه فهو لك ، فأبيت ، وقلت : ما أفعل به؟ فجهد بي (٢) فأبيت ، وما أشك أنه قد كان يسوى يومئذ ألف درهم (٣).

أخبرنا علي بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر حدّثني محمّد بن العبّاس اليزيدي حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثني أبي. قال : كان بالكوفة رجل غريب يكتب الحديث ، وكان يختلف إلى الحسن بن عمارة يكتب عنه ، فجاءه ، فودعه ليخرج إلى بلاده وقال له : إن في نفقتي قلة ، فكتب له الحسن رقعة وقال : اذهب بها

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٧٤.

(٢) في المطبوعة : " فجهدني".

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٧٣.

٣٥٧

إلى الفرات إلى وكيل لنا هناك يبيع القار فادفعها إليه ، فظن الرجل أنه قد كتب له بدريهمات ، فإذا هو قد كتب له بخمسمائة درهم (٤).

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة حدّثنا بكّار بن أسود العيذى حدّثنا إسماعيل بن أبان قال : بلغ الحسن بن عمارة أن الأعمش يقع فيه. فبعث إليه بكسوة ، فلما كان بعد ذلك مدحه الأعمش ، فقيل له : كنت تذمه ثم مدحته؟ فقال : إن خيثمة حدّثني عن عبد الله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها ، وبغض من أساء إليها (٥)».

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد ابن فارس حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ حدّثني عبد الله بن محمّد. قال : قيل لابن عيينة (٦): أكان الحسن بن عمارة يحفظ؟ فقال : كان له فضل ، وغيره أحفظ منه (٧).

وقال البخاريّ : قال أحمد بن سعيد : سمعت النّضر بن شميل ، عن شعبة قال : أفادنى الحسن بن عمارة ، عن الحكم ـ قال أحمد : أحسبه قال : (٨) سبعين حديثا ـ فلم يكن لها أصل (٩).

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا محمّد ابن إسحاق الصاغاني حدّثنا ابن أبي رزمة أخبرني عبدان أخبرني أبي عن شعبة قال : روى الحسن بن عمارة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي سبعة أحاديث ، فسألت الحكم عنها فقال : ما سمعت منها شيئا (١٠).

أخبرني الحسين بن على الصيمري حدّثنا على بن الحسن الرازي أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجيّ حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : الحسن بن عمارة كان شعبة يشهد أنه كذاب.

__________________

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٧٤.

(٥) انظر الخبر والحديث في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥.

(٦) في المطبوعة : " لابن عتيبة".

(٧) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٦٨.

(٨) " قال" ساقطة من الأصل والمطبوعة.

(٩) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٦٧.

(١٠) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٦٩.

٣٥٨

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا جعفر الخلدى حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حدّثنا محمود بن غيلان حدّثنا أبو داود الطيالسي قال : قال شعبة : ائت جرير بن حازم فقل له : لا يحل لك أن تروي عن الحسن بن عمارة ، فإنه يكذب. قال : فقلت لشعبة : وما علامة ذلك؟ قال : روى عن الحكم أشياء فلم نجد لها أصلا. قلت للحكم : صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على قتلى أحد؟ قال : لم يصل عليهم (١١).

قال الحسن : حدّثني الحكم عن مقسم عن ابن عبّاس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى عليهم ودفنهم ، فقلت للحكم : ما تقول في أولاد الزنا؟ قال : يعتقون. قلت : من يذكره؟ قال : يروى من حديث الحسن البصريّ عن علي (١٢).

قال الحسن بن عمارة : حدّثني الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي قال : «يعتقون».

أخبرني محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد ابن علي الأبار حدّثنا الحسن بن علي ـ يعنى الحلوانيّ ـ حدّثنا الحدانى. قال : سمعت عيسى بن يونس وسئل عن الحسن بن عمارة فقال : شيخ صالح ، وكان صديقا لأخي إسرائيل ، قال فيه شعبة ، وأعانه عليه سفيان (١٣)!!.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أبان الهيتى حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه حدّثنا الحسن بن علي المعمّري حدّثنا عيسى بن يونس ـ يعنى الرملي ـ قال سمعت أيّوب ابن سويد يقول : كنت عند سفيان الثّوري فذكر الحسن بن عمارة فغمزه ، فقلت له : يا أبا عبد الله ، هو عندي خير منك ، قال : وكيف ذلك؟ قال : جلست معه غير مرة فيجري ذكرك فما يذكرك إلا بخير. قال أيّوب : فما سمعت سفيان ذاكرا الحسن بن عمارة بعد ذلك إلا بخير حتى فارقته (١٤).

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا الحسين بن صدقة حدّثنا ابن أبي خيثمة حدّثنا ابن أبي رزمة أخبرني أبي أخبرني ابن عيينة : قال : كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يروى عن الزّهريّ ، وعمرو بن دينار ، جعلت إصبعي في أذنى.

حدّثنا الأزهرى حدّثنا محمّد بن المظفّر حدّثنا علي بن أحمد بن سليمان حدّثنا

__________________

(١١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٦٨.

(١٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٦٨.

(١٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٦٨.

(١٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٧٠.

٣٥٩

هارون بن سعيد الأيلى. قال : سألت أيّوب بن سويد عن الذي كان شعبة يطعن به على الحسن بن عمارة؟ فقال : كان يقول إن الحكم بن عتيبة لم يحدث عن يحيى الجزار إلا ثلاثة أحاديث ، والحسن يحدث عن الحكم أعطانى حديثه عن يحيى في كتاب لأحفظه فحفظته(١٥).

أخبرني ابن الفضل أخبرنا دعلج أخبرنا أحمد بن على الأبار حدّثنا أبو بكر ـ يعنى الطالقاني ـ حدّثنا النّضر بن شميل قال : قال الحسن بن عمارة : الناس كلهم في حل ، ما خلا شعبة (١٦).

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني حدّثنا محمّد بن الحسين بن مكرم قال : سمعت نصر بن علي يقول : سمعت وهب ابن جرير بن حازم يقول : رأيت شعبة في النوم كارها لما قال فيه ـ يعنى الحسن بن عمارة (١٧).

أخبرنا محمّد بن عمر الدّاودى أخبرنا محمّد بن المظفّر حدّثنا الطحاوي حدّثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزيّ قال سمعت علي بن يونس المروزيّ يقول : سمعت جرير بن عبد الحميد يقول : ما ظننت أني أعيش إلى دهر يحدث فيه عن محمّد بن إسحاق ويسكت فيه عن الحسن بن عمارة (١٨)!.

أخبرني علي بن محمّد بن الحسن المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصيرفي حدّثنا عبد الله بن علي بن المديني قال : سمعت أبي ـ وذكر حسن بن عمارة ـ فقال : ما أحتاج إلى شعبة فيه ، أمر الحسن بن عمارة أبين من ذاك. قيل : أكان يغلط؟ فقال : أي شيء كان يغلط (١٩)؟ وذهب إلى أنه كان يضع الحديث (٢٠).

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس حدّثنا أبو بشر الدولابي حدّثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين. قال : الحسن بن عمارة ضعيف(٢١).

__________________

(١٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٦٩.

(١٦) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٦٩.

(١٧) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٦٩.

(١٨) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٧٠.

(١٩) في المطبوعة العبارة هكذا : " فقال أبى كان يغلط؟ أى شيء يغلط؟ ".

(٢٠) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٧١.

(٢١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ٢٧١.

٣٦٠