تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

الخيزران. وذلك خطأ إنما مات بالحاجر وهو يريد الحج ، وكان في صحبة المهديّ ، ودفن هناك (٢).

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلويّ حدّثنا جدي قال حدّثني علي بن إبراهيم بن الحسن قال : حدّثني عمى عبيد الله بن حسن وعبد الله بن العبّاس. قالا : كان أول ما عرف به شرف الحسن بن زيد : أن أباه توفي وهو غلام حدث ، وترك دينا على أهله أربعة آلاف دينار ، فحلف الحسن بن زيد ألا يظل رأسه سقف بيت إلا سقف مسجد أو سقف بيت رجل يكلمه في حاجة حتى يقضى دين أبيه ، فلم يظل رأسه سقف بيت حتى قضى دين أبيه (٣)!.

وقال جدي : قال أبو يعقوب حدّثنا أبو عمران النّحويّ عن الضحاك بن المنذر. قال : لزم المنذر بن عبد الله الحرامى دين ، فخرج إلى الحسن بن زيد فقعد على طريقه إلى ضيعته وقال : أيها الأمير اسمع منى شيئا قلته. قال الحسن : الحق يا أبا عثمان نسمع منك على مهل ، فأنا عجلان ، فكسر ذلك المنذر بن عبد الله حتى هم أن يرجع ، ثم ذكر كلا وعيالا ، فتحامل حتى أتاه ، فرفعه معه على فرشه ، وبسطه بالحديث ، وحضر الغداء فجعل يناوله بيده ثم قال له : أسمعنا ما قلت يا أبا عثمان. فأنشده :

يا ابن بنت النبي وابن علي

أنت أنت المجير من ذا الزمان

من زمان ألح ليس بناج

منه من لم يجيره الخافقان

من ديون تنوبنا فادحات

بيد الشّيخ من بنى ثوبان

فجزاه خيرا ودعا بقرطاس فكتب صكا كأذن الفأرة وختم عليه وناوله إياه إلى ابن ثوبان. فخرج به لا يظن به خيرا حتى دفعه ، فقرأه ابن ثوبان وقال : سألنى الأمير أن أنظر بمالي إلى ميسرتك ، وقد فعلت ، وأمر لك بمائة دينار وهذه هي.

ذكر إسماعيل بن الحسن بن زيد أن هذه القصة لمصعب بن ثابت الزبيري لا للمنذر ابن عبد الله.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا حدّثني عمر بن أبي معاذ قال حدّثني محمّد بن يحيى بن علي الكتاني أخبرني إسماعيل بن حسن بن زيد. قال : كان أبي يغلس بصلاة الفجر ، فأتاه

__________________

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٦٢.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٥٣.

٣٢١

مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير وابنه عبد الله بن مصعب يوما حين انصرف من صلاة الغداة وهو يريد الركوب إلى ماله بالغابة ، فقال : اسمع منى شعرا ، قال : ليست هذه ساعة ذلك ، أهذه ساعة شعر؟! قال : أسألك بقرابتك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا سمعته ، قال : فأنشده لنفسه :

يا ابن بنت النبي وابن علي

أنت أنت المجير من ذا الزمان

من زمان ألح ليس بناج

منه من لم يجرهم الخافقان

من ديون حفزننا معضلات

من يد الشّيخ من بنى ثوبان

في صكاك مكتبات علينا

بمئين إذا عددن ثمان

بأبى أنت إن أخذن وأمى

ضاق عيش النسوان والصبيان

قال فأرسل إلى ابن ثوبان فسأله فقال : على الشّيخ سبعمائة وعلى ابنه مائة ، فقضى عنهما وأعطاهما مائتي دينار سوى ذلك.

أخبرنا أبو القاسم الأزهرى حدّثنا الحسين بن محمّد بن سليمان الكاتب حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري حدّثني أبي حدّثنا أبو عكرمة الضبي قال : قال سليمان بن أبي شيخ قال راوية ابن هرمة : بعث إلى ابن هرمة في وقت الهاجرة : صر إلي فصرت إليه. فقال : اكثر حمارين إلى أربعة أميال من المدينة ، أين شئنا ، فقلت : هذا وقت الهاجرة ، وأرض المدينة سبخة ، فأمهل حتى تبرد ، فقال لا ، لأن لابن جبر الحناط على مائة دينار. قد منعتني القائلة وضيقت علي عيالي ، فاكتريت حمارين ، فركبنا فمضيت معه حتى انتهينا إلى الحمراء قصر الحسن بن زيد ، فصادفناه يصلى العصر ، فأقبل على ابن هرمة فقال : ما جاء بك في هذا الوقت والحر شديد؟ فقال : لابن جبر الحناط على مائة دينار قد منعتني القائلة ، وضيقت على عيالي ، وقد قلت شعرا فاسمعه. فقال : قل! فأنشأ يقول :

أما بنو هاشم حولي فقد رفضوا

نبلي الصياب التي جمعت في قرن

فما بيثرب منهم من أعاتبه

إلا عوائد أرجوهن من حسن

الله أعطاك فضلا من عطيته

على هن وهن فيما مضى وهن (٤)

فقال : يا غلام افتح باب تمرنا فبع منه بمائة دينار ، وأحضر ابن جبر الحناط وليكن معه ذكر دينه وماله على ابن هرمة ، فحضر فأخذ منه ذكر دينه فدفعه إلى ابن هرمة ،

__________________

(٤) انظر الخبر والأبيات في : تهذيب الكمال ٦ / ١٥٤.

٣٢٢

وسلم إلى ابن جبر مائة دينار ، وقال : يا غلام بع بمائة دينار أخرى وادفعها إلى ابن هرمة يستعين بها على حاله ، فقال له ابن هرمة : يا سيدي مر لي بحمل ثلاثين حمارا تمرا لعيالي ، قال : يا غلام افعل ذلك ، فانصرفنا من عنده ، فقال لي : ويحك أرأيت نفسا أكرم من هذه النفس ، أو راحة أندى من هذه الراحة. فإنا لنسير على السيالة إذا غامز قد غمز ابن هرمة ، فالتفت إليه فإذا هو عبد الله بن حسن بن حسن ، فقال : يا دعى الأدعياء أتفضل على وعلى أبي الحسن بن زيد؟ فقال : والله ما فعلت هذا!.

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسى ـ أخبرنا علي بن الحسن الرازي أخبرنا أبو علي الكوكبي حدّثنا محمّد بن على بن حمزة العلويّ حدّثني ابن أبي سلمة قال حدّثني أبي قال : كنت ببغداد عند باب الذهب. قال : فقيل : الحسن بن زيد يخرج من السجن ينازع محمّد بن عبد العزيز ، وكان على قضاء مدينة أبي جعفر : الجمحي ، فأمر أن ينظر بينهما ، أمره أمير المؤمنين بذلك. قال : فجاء الحسن بن زيد ، وجاء محمّد بن عبد العزيز فجلس إلى جانبه في مجلس الحكم ، فأقبل الحسن بن زيد على ابن المولى فقال : تعالى فاجلس بيني وبين هذا الرجس ، وكره أن يلتزق به. فأقبل أخ لمحمّد بن عبد العزيز ـ يقال له سندلة ـ على الحسن بن زيد فقال : إيها يا ابن أم رقوق وباسور المراق ، يا ابن عم من يزعم أن في السماء إلها وفي الأرض إلها ، ولاك أمير المؤمنين فكفرت نعمته وأردت الخروج عليه ، يا معشر الملإ هل ترون وجه خليفة؟ قال : فأقبل عليه الحسن بن زيد فقال : مثلي ومثلك كما قال الشّاعر :

وليس بنصف أن أسب مجاشعا

بآبائى الشم الكرام الخضارم

ولكن نصفا لو سببت وسبني

بنو عبد شمس من مناف وهاشم

قال : فتركهم الجمحي ساعة يتنازعون ، ثم إن الجمحي أقبل عليهم فقال : دعونا منكم ، هات يا ابن عبد العزيز ما تقول؟ قال : أصلح الله القاضي ، جلدنى مائة ، وشقق قضاياى ، وعلقها في عنقي ، وأقامنى على البلس ، (٥) فقال : ما تقول يا حسن؟ قال أمرنى أمير المؤمنين بذلك. قال : حجتك؟ فأخرج كتابا من كمه وقال هذا حجتي. قال هاته. قال : ما كنت لأدفع حجتي إلى غيرى ، ولكن إن أردت أن تنسخه فانسخه ، ثم أعاده إلى كمه.

__________________

(٥) قال ابن منظور : ومن دعائهم : أرانيك الله على البلس. وهي غرائر يشد عليها من ينكل (لسان العرب).

٣٢٣

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل أخبرنا الحسين بن صفوان البردعي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن أبي الدنيا حدّثنا محمّد بن سعد قال : حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، ويكنى أبا محمّد ، مات بالحاجر وهو يريد مكة من العراق في السنة التي رجع فيها المهديّ ، سنة ثمان وستين ومائة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلينا محمّد بن إبراهيم الجورى من شيراز يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال حدّثنا أحمد بن يونس الضبي قال حدّثني أبو حسّان الزّيادي قال : سنة ثمان وستين ومائة فيها مات الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، ويكنى أبا محمّد بالحاجر ، على خمسة أميال من المدينة. وهو ابن خمس وثمانين ، وصلى عليه علي بن المهديّ (٦).

٣٨٢٦ ـ الحسن بن زيد بن الحسن بن محمّد بن حمزة بن إسحاق بن علي ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، أبو محمّد الجعفري :

من أهل وادي القرى. قدم بغداد وحدث بها عن أبيه ، وعن جعفر بن محمّد القلانسي الرملي ، وعبيد الله بن رماحس القيسي حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق حدّثنا أبو محمّد الحسن بن زيد الجعفري قال حدّثنا جعفر بن محمّد القلانسي حدّثنا زيد بن المبارك حدّثنا سلام بن وهب الجندي عن ابن طاوس عن طاوس عن ابن عبّاس عن عثمان. أنه سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بسم الله الرحم الرّحيم فقال : «اسم الله الأعظم ، ما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها».

حدّثنا أحمد بن أبي جعفر حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزار حدّثنا أبو محمّد الحسن ابن زيد بن الحسن بن محمّد بن حمزة بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، كان ينزل وادي القرى ، وسمعنا منه في سويقة أبي الورد في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.

قرأت في كتاب أحمد بن جعفر بن سلم حدّثنا أبو محمّد الحسن بن زيد بن الحسن ـ من أهل وادي القرى ـ قال : مولدي سنة إحدى وخمسين ومائتين.

حدّثني الأزهرى عن أبي الحسن بن الفرات قال : اتصل بنا أن أبا محمّد الحسن بن

__________________

(٦) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٦٢.

٣٨٢٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٩٨.

٣٢٤

زيد الجعفري توفى في خروجه من هاهنا مع الحاج إلى الري في الطريق ، في شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.

٣٨٢٧ ـ الحسن بن زياد ، أبو علي اللّؤلؤيّ مولى الأنصار :

أحد أصحاب حنيفة الفقيه ، حدث عن أبي حنيفة. روى عنه محمّد بن سماعة القاضي ، ومحمّد بن شجاع الثلجى ، وشعيب بن أيّوب الصريفيني ، وهو كوفي نزل بغداد.

وكذلك أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري حدّثنا الحسين بن هارون الضبي أخبرنا محمّد بن عمر بن سلم الحافظ. قال : أبو علي الحسن بن زياد اللؤلؤي كان ببغداد ، وأصله من الكوفة.

أخبرني الأزهرى أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة. قال : توفى حفص بن غياث في سنة أربع وتسعين ومائة ، فجعل مكانه ـ يعنى على القضاء ـ الحسن بن زياد اللؤلؤي.

أخبرنا أبو بكر البرقاني حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدمى حدّثنا محمّد بن علي الأيادى حدّثنا زكريّا بن يحيى السّاجيّ. قال : يقال إن اللؤلؤي كان على القضاء ، وكان حافظا لقولهم ـ يعنى أصحاب الرأى ـ وكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عن الحكم في ذلك. فإذا قام عن مجلس القضاء عاد إلى ما كان عليه من الحفظ!.

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري أخبرنا عبد الله بن محمّد الحلوانيّ حدّثنا مكرم القاضي حدّثنا أحمد بن عطيّة حدّثنا أحمد بن يونس. قال : لما ولى الحسن بن زياد القضاء لم يوفق فيه ، وكان حافظا لقول أصحابه ، فبعث إليه البكائى ، ويحك إنك لم توفق للقضاء ، وأرجو أن يكون هذا الخيرة ، أرادها الله بك ، فاستعف. فاستعفى ، واستراح.

وقال أحمد بن عطيّة : سمعت محمّد بن سماعة قال : سمعت الحسن بن زياد قال : تبت عن ابن جريج اثنى عشر ألف حديث ، كلها يحتاج إليها الفقهاء.

أخبرنا الصيمري حدّثنا العبّاس بن أحمد الهاشمي حدّثنا أحمد بن محمّد المكي

__________________

٣٨٢٧ ـ انظر : الفوائد البهية ٦٠. وميزان الاعتدال ١ / ٢٢٨. والأعلام ٢ / ١٩١.

٣٢٥

حدّثنا علي بن محمّد النّخعيّ حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي قال : ما رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد ، ولا أقرب مأخذا ، ولا أسهل جانبا. قال : وكان الحسن يكسو مماليكه كما يكسو نفسه.

أخبرني علي بن محمّد بن الحسن المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا محمّد بن عمران الصيرفي حدّثنا عبد الله بن علي بن المديني قال سمعت أبي يقول سمعت المعيطى قال : كنا في طريق مكة ومعنا الحسن اللؤلؤي ، فقال : حدّثنا عاصم عن ذر أن عمر. قال : يهتشم تطليقة (١) ، قال فأتيت عبد الرّحمن بن مهديّ فسألته فقال : إنما هذا عاصم عن ذر عن عمر مترس أمان.

قال عبد الله : وسمعت أبي يقول : اللؤلؤي ضعيف الحديث.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي حدّثني إدريس بن عبد الكريم حدّثنا إسحاق بن إسماعيل قال كنا عند وكيع فقيل له إن السنة مجدبة. قال : وكيف لا تجدب وحسن اللؤلؤي قاض ، وحمّاد بن أبي حنيفة؟!.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا أحمد بن عمر بن العبّاس القزويني حدّثنا أحمد بن محمّد الذهبي البلخيّ قال : سمعت الفتح بن عمرو الكشّي يقول : قدمت مرو ـ وقد كنت أقمت على الحسن بن زياد حتى كتبت كتبه ـ قال فأتيت النّضر ـ يعنى ابن شميل ـ فقال له رجل : يا أبا الحسن إن هذا الكشّي قد حمل كتب الحسن بن زياد وأقام عليها حتى كتبها ، قال فقال لي : يا كشى لقد جلبت إلى بلدك شرا كثيرا ، لقد جلبت إلى بلدك شرا كثيرا.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن ابن محمّد بن عبد الله بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سألت أبا علي صالح بن محمّد عن الحسن بن زياد اللؤلؤي كوفي؟ فقال : ليس بشيء لا هو محمود عند أصحابنا ، ولا عندهم. فقلت بأى شيء كان يتهم؟ قال بداء سوء وليس هو في الحديث بشيء.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا دعلج بن أحمد حدّثنا أحمد بن علي الأبار.

__________________

(١) هكذا في الصميصاطية ، وفي الأصل : " هشتم بطليقة" ولعلها لفظة فارسية.

٣٢٦

وأخبرنا ابن الفضل القطّان أخبرنا دعلج أخبرنا الأبار حدّثنا محمّد بن نافع. قال : كان الحسن اللؤلؤي يرفع رأسه قبل الإمام ، ويسجد قبله ، وسمعته يقول : أليس قد جاء الحديث من قطع سدرة ، صوب رأسه في النار. قالوا : جاء الحديث في السدرة؟! قال : من قطع نخلة صوب رأسه في النار مرتين.

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلال حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا أبو بكر بن أبي داود حدّثني أبي عن الحسن بن زياد الحلوانيّ. قال : رأيت الحسن بن زياد اللؤلؤي قبل غلاما وهو ساجد.

أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيّوب العكبري ـ إجازة ـ أخبرنا علي بن أحمد بن أبي غسان البصريّ حدّثنا زكريّا بن يحيى السّاجيّ حدّثني ابن أبي شيبة قال : سمعت أبا أسامة يسمى الحسن بن زياد اللؤلؤي الجبت.

أخبرنا ابن رزق وابن الفضل. قالا : أخبرنا دعلج ، وفي حديث ابن الفضل أخبرنا الأبار.

وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي قالا : حدّثنا محمود بن غيلان قال قلت ليزيد بن هارون : ما تقول في الحسن بن زياد اللؤلؤي؟ قال : أو مسلم هو؟!.

وقال البغوي قال أبو أحمد محمود بن غيلان قال يعلى بن عبيد : اتق اللؤلؤي ، اتق اللؤلؤي.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن كامل القاضي قال : سمعت محمّد بن سعد العوفى يقول سمعت يحيى بن معين يقول : الحسن بن زياد اللؤلؤي كذاب خبيث.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : وسمعت يحيى بن معين وسئل عن الحسن بن زياد اللؤلؤي فقال : كان ضعيفا في الحديث.

أخبرني علي بن محمّد المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار أخبرنا محمّد بن عمران الصيرفي حدّثنا عبد الله بن على بن المديني. قال سمعت أبي يقول : أسد بن عمرو ، والحسن بن زياد اللؤلؤي ؛ لا يكتب حديثهما.

٣٢٧

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال : الحسن اللؤلؤي كذاب.

أخبرنا محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد بن أحمد الشافعي ـ بالأهواز ـ أخبرنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجرى قال سألت أبا داود عن حسن اللؤلؤي فقال : كذاب غير ثقة ولا مأمون.

قال أبو داود : قال لي أبو ثور : ما رأيت أكذب من اللؤلؤي ، كان على طرف لسانه ابن جريج عن عطاء. وسمعت ابن أبي شيبة قال : سمعت أبا أسامة ذكره فقال : الخبيث؟

قلت : لمحمّد بن شجاع الثلجى عن الحسن بن زياد اللؤلؤي عن أبي حنيفة روايات كثيرة ، وقد حدث محمّد بن مروان الكوفيّ والد جعفر وإسحاق عن الحسن ابن زياد عن الحسن بن عمارة ، والذي يحدث عنه محمّد بن مروان ليس باللؤلؤى بل هو الحسن بن زياد بن عمر الهمداني شيخ كوفي ، ذكرت ذلك لئلا يشكل فيظن أنهما واحد.

أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدّثنا أبي قال : الحسن بن زياد اللؤلؤي ليس بثقة ولا مأمون.

وأخبرنا البرقاني قال سألت أبا الحسن الدارقطني عن الحسن بن زياد اللؤلؤي. فقال : كذاب كوفي متروك الحديث.

أخبرنا الصيمري أخبرنا عبد الله بن محمّد الأسدى أخبرنا أبو بكر الدامغاني الفقيه قال أخبرناه الطحاوي أن الحسن بن زياد والحسن بن أبي مالك توفيا جميعا في سنة أربع ومائتين.

٣٨٢٨ ـ الحسن بن زكريّا بن أسد ، أبو علي السّكّري :

حدث عن إسماعيل بن عيسى العطّار ، وعبد الله بن مطيع البكري ، ويحيى بن المبارك المباركى ، وما شاء الله ابن دينار ، وهاشم بن الوليد الهروي. روى عنه أبو علي بن الصواف ، وأبو أحمد الحسن بن علي بن عبيد الخلال.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن حدّثنا الحسن بن زكريّا بن أسد السّكّري حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار حدّثنا محمّد بن الفضل

٣٢٨

عن أبيه عن سالم ونافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا كانت ليلة ذات مطر وظلمة ، نادى مناديه «أن صلوا في رحالكم» (١).

* * *

حرف السين من آباء الحسنين

٣٨٢٩ ـ الحسن بن سوّار ، أبو العلاء البغويّ :

قدم بغداد وحدث بها عن عكرمة بن عمار ، وموسى بن علي بن رباح ، واللّيث ابن سعد ، والمبارك بن فضالة. روى عنه أحمد بن حنبل ، وأحمد بن منيع ، وأبو قدامة السرخسي ، وأبو حاتم الرازي ، ومحمّد بن إسماعيل الترمذي ، وإسحاق بن الحسن الحربيّ.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلاف أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا إسحاق بن الحسن حدّثنا أبو العلاء الحسن بن سوار حدّثنا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح أن ربيعة بن زيد حدثه عن مسلم الأشجعيّ عن عوف بن مالك الأشجعيّ. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خياركم وخيار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم» قالوا : أفلا نقاتلهم؟ قال «لا ، ما أقاموا الصلوات الخمس ألا ومن وليه وال فرآه يأتى شيئا من معصية الله ، فليكره ما أتى من معصية الله. ألا ولا تنزعوا يدا من طاعة»(١).

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا محمّد بن إسماعيل ـ هو أبو إسماعيل الترمذي ـ حدّثنا الحسن بن سوار أبو العلاء ـ الثقة الرضى ـ وقلت له : الحديث الذي حدثتنا رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يطوف بالبيت

__________________

(١) ٣٨٢٨ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٦٣. ومجمع الزوائد ٢ / ٢١١.

٣٨٢٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٢٣٥ (٦ / ١٦٨ ـ ١٧١). انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٧٦. وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٧٥. وتاريخ ابن معين ، رواية ابن طهمان رقم ١٤٠. وطبقات خليفة ٣٢٤ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٨٢. والكنى للدولابي ٢ / ٤٩. وضعفاء العقيلي الورقة ٤٣. والجرح والتعديل ٣ / ت ٦٣. وثقات ابن شاهين الورقة ١٣. وتاريخ الإسلام (الورقة ١٠٣) (أيا صوفيا ٣٠٠٧). والعبر ١ / ٣٦٩. وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ١٣٧. والكاشف ١ / ٢٢٢. وميزان الاعتدال ١ / ٤٩٣ ـ ٤٩٤. والوافي بالوفيات ١٢ / ٤٢. وبغية الأريب ، الورقة ٨٩. ونهاية السئول ، الورقة ٦٤. وتهذيب ابن حجر ٢ / ٢٨١ ـ ٢٨٢. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٣٤٧. وشذرات الذهب ٢ / ٣٦.

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٦ / ٢٨. والمعجم الكبير ١٨ / ٦٢.

٣٢٩

أعده علي ، وكان قد حدّثني به قبل هذه المرة بسنتين ، قال : نعم ، حدّثنا عكرمة بن عمار اليمامي عن ضمضم بن جوس (١) عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب. قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يطوف بالبيت على ناقة لا ضرب ، ولا طرد ، ولا إليك إليك.

قال أبو إسماعيل سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال : هذا الشّيخ ثقة ثقة ، والحديث غريب ، ثم أطرق ساعة وقال : أكتبتموه من كتاب؟ قلنا : نعم (٣).

أخبرني علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق أخبرنا أحمد بن إبراهيم البزّاز حدّثنا عمر بن محمّد بن شعيب الصابوني حدّثنا حنبل بن إسحاق حدّثني أبو عبد الله ـ يعنى أحمد بن حنبل ـ حدّثنا الحسن بن سوار حدّثنا ليث بن سعد قال أبو عبد الله وكان شيخا من أهل خراسان قدم علينا ليس به بأس ـ يعنى الحسن بن سوار ـ دفع إلي محمّد بن أحمد بن رزق أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه.

ثم أخبرنا الأزهرى أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى أخبرنا مكرم حدّثني يزيد ابن الهيثم البادا قال سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت الحسن بن سوار ليس به بأس (٤).

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي أخبرني على بن محمّد المروزيّ قال وسألته ـ يعنى صالح بن محمّد البغوي ـ عن الحسن بن سوار فقال : يقولون عنه صدوق ، ولا أدرى كيف هو؟ (٥).

أخبرني الأزهرى حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب حدّثنا الحسين بن فهم حدّثنا محمّد بن سعد. قال : الحسن بن سوار يكنى أبا العلاء مروروذي ، كان ثقة ، قدم بغداد يريد الحج ، فروى عنه الناس ، وكتبوا عنه ، ثم رجع إلى خراسان فمات بها في آخر خلافة المأمون (٦).

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال سمعت حاتم بن اللّيث. قال : الحسن بن سوار أبو العلاء البغوي من أهل

__________________

(٢) في المطبوعة تصحفت إلى" جوش" وكذلك في الأصل.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٧٠.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٦٩.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٧٠ ـ ١٧١.

(٦) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٧١. وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٧٥.

٣٣٠

خراسان ، قدم بغداد للحج ، فكتب الناس عنه ، ثم رجع ، ومات بخراسان سنة ست عشرة ـ أو سبع عشرة ـ ومائتين (٧).

٣٨٣٠ ـ الحسن بن سهل بن عبد الله ، أبو محمّد :

وهو أخو ذى الرئاستين ، الفضل بن سهل. كانا من أهل بيت الرئاسة في المجوس وأسلما ، هما وأبوهما سهل في أيام هارون الرّشيد ، واتصلوا بالبرامكة ، وكان سهل يتقهرم ليحيى بن خالد بن برمك ، وضم يحيى الحسن والفضل ابني سهل إلى ابنيه الفضل وجعفر يكونان معهما ، فضم جعفر الفضل بن سهل إلى المأمون ، وهو ولى عهد فغلب عليه ، ولم يزل معه إلى أن قتل الفضل بخراسان ، فكتب المأمون إلى الحسن ابن سهل وهو ببغداد يعزيه بأخيه ، ويعلمه أنه قد استوزره ، ويأمره بإجراء الأمر مجراه. فلم يكن أحد من بنى هاشم ولا من سائر القواد يخالف للحسن أمرا ، ولا يخرج له عن طاعة ، إلى أن بايع المأمون لعلى بن موسى الرضا بالعهد. فغضب بنو العبّاس وخلعوا المأمون ، وبايعوا إبراهيم بن المهديّ. فحاربه الحسن بن سهل ثم ضعف عنه فانحدر الحسن إلى فم الصلح فأقام بها ، وأقبل المأمون من خراسان ، فقوى لذلك الحسن بن سهل ووجه إلى فم الصلح من حارب إبراهيم بن المهديّ. فضعف أمر إبراهيم واستتر ، ثم دخل المأمون بغداد. وكتب إلى الحسن بن سهل فقدم عليه ، فزاد المأمون في كرامته وتشريفه عند تسليمه عليه ، وذلك في سنة أربع ومائتين.

ثم إن المأمون تزوج بوران بنت الحسن بن سهل ، وانحدر إلى فم الصلح للبناء على بوران بها في شهر رمضان سنة عشر ومائتين فدخل بها ثم انصرف وخلف بوران عند أمها إلى أن حملت إليه.

أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب الوزان حدّثني جدي أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي حدّثنا عون ابن محمّد حدّثنا عبد الله بن أبي سهل قال : لما بنى المأمون على بوران بنت الحسن بن سهل وانحدر إليهم إلى ناحية واسط ، فرش له يوم البناء حصير من ذهب مسفوف (١) ونثر عليه جوهر كثير فجعل بياض الدر يشرق على صفرة الذهب وما مسه

__________________

(٧) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٦ / ١٧١.

٣٨٣٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٣٩. ووفيات الأعيان ١ / ١٤١. وابن الوردي ١ / ٢١٧.

(١) الذهب المسفوف : الذهب المضفور.

٣٣١

أحد ، فوجه الحسن إلى المأمون : هذا نثار يجب أن يلقط ، فقال المأمون : لمن حوله من بنات الخلفاء : شرفن أبا محمّد ، فمدت كل واحدة منهن يدها فأخذت درة ، وبقي باقى الدر يلوح على الحصير الذهب ، فقال المأمون : قاتل الله أبا نواس لقد شبه بشيء ما رآه قط! فأحسن في وصف الخمر والحباب الذي فوقها فقال :

كأن صغرى وكبرى من فواقعها

حصباء در على أرض من الذهب

فكيف لو رأى هذا معاينة! وكان أبو نواس في هذا الوقت قد مات.

قلت : وقيل إن الحسن نثر على المأمون ألف حبة جوهر ، وأشعل بين يديه شمعة عنبر وزنها مائة رطل ، ونثر على القواد رقاعا فيها أسماء ضياع فمن وقعت بيده رقعة أشهد له الحسن بالضيعة التي فيها ، وأنفق الحسن في وليمته أربعة آلاف ألف دينار ، وكان يجرى مدة إقامة المأمون عنده على ستة وثلاثين ألف ملاح! فلما أراد المأمون أن يصعد أمر له بألف ألف دينار ، وأقطعه مدينة الصلح وعاش الحسن إلى أيام جعفر المتوكل.

أخبرنا أبو يعلى الوكيل أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي أخبرنا أبو على محرز الكاتب قال : حضرت مجلس أبي محمّد الحسن بن سهل ووردت عليه رقعة من الحسن بن وهب ، واستأذنته في نسخها فأذن لي ، وكانت نسختها : بسم الله الرّحمن الرّحيم أعز الله الأمير وأيده وأكرمه ، وأتم نعمته عليه ، إن من اكتتم ـ أبقى الله الأمير ـ بحاجته وسترها عمن لا مذهب له فيها إلا إليه ، ولا سداد لها إلا عنده ، فقد أضاع حظه ، وظاهر على نفسه ، وقد أصبحت ـ أعز الله الأمير ـ موصول الرغبة بالأمير ، ممدود الأمل في فضله ، لا أنسب قديما إلا إليه ، ولا أرجو حديثا إلا عنده. فأستوهب الله بقاء الأمير ، ودوام الكرامة له ، وقد ابتعت منزلا بالحضرة جمعت فيه ما كان متفرقا من أمرى ، وتوخيت أن تظهر به نعم الأمير عندي ومبلغ ثمنه أربعون ألف درهم ، فإن رأى الأمير أن يتحمل عن عبده وصنيعته ما رأى تحمله من هذه النائبة ، ويصل ذلك بما تقدم من إحسانه وإنعامه ، ويلحقه فيه بنظرائه الذين شملتهم نعم الأمير ، وتظاهرت عليهم فعل إن شاء الله. فوجه إليه بمائة ألف درهم.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن همام الشيباني أخبرنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان المقرئ الخاقاني

٣٣٢

حدّثني أبي عن أبيه. قال : حضرت الحسن بن سهل وجاءه رجل يستشفع به في حاجة فقضاها ، فأقبل الرجل يشكره ، فقال له الحسن بن سهل : علام تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة ، كما أن للمال زكاة؟ ثم أنشأ الحسن يقول :

فرضت علي زكاة ما ملكت يدي

وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا

فإذا ملكت فجد وإن لم تستطع

فاجهد بوسعك كله أن تنفعا

أخبرنا القاضي أبو القاسم التّنوخيّ حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المازني حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثنا جعفر بن أبي العيناء. قال : لما مات الحسن بن سهل قال أبي : والله لئن أتعب المادحين لقد أطال بكاء الباكين ، ولقد أصيبت به الأيام ، وخرست بموته الأقلام ، ولقد كان بقية وفي الناس بقية ، فكيف اليوم وقد بادت البرية؟

أخبرني محمّد بن على الصوري أخبرنا الحسن بن حامد الأديب حدّثنا علي بن محمّد بن سعيد الموصليّ قال قرئ على الحسن بن عليل وأنا أسمع : حدثكم مسعود ابن بشر المازني حدّثنا يأنس بن عبد الله الخادم. قال : سأل محمّد بن عبد الملك الزيات أبا دلف القاسم بن عيسى العجلى عرض رقعة على الحسن بن سهل فعرضها عليه فقال له الحسن : نحن في شغل عن هذا. فقال له أبو دلف : مثلك أطال الله بقاءك لا يشتغل عن محمّد بن عبد الملك. فقال لخازنه : احمل مع أبي دلف إليه عشرين ألف درهم ، قال فلما وصلت إلى محمّد كتب إليه بهذين البيتين :

أعطيتنى يا ولى الحق مبتديا

عطيّة كافأت مدحى ولم ترني

ما شمت برقك حتى نلت ريقه

كأنما كنت بالجدوى تبادرنى

فعرضها أبو دلف على الحسن بن سهل فقال : يا غلام احمل إلى محمّد خمسة آلاف دينار.

أخبرني أبو القاسم الأزهرى أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة. قال : سنة ست وثلاثين ـ يعنى ومائتين ـ فيها مات الحسن بن سهل ، وقد أتت له سبعون سنة ، وكان من أسمح الناس وأكرمهم فحدّثني بعض ولده أنه رأى سقاء يمر في داره ، فدعا به فقال : ما حالتك؟ فشكا ضيقه ، وذكر أن له ابنة يريد زفافها ، فأخذ ليوقع له بألف درهم فأخطأ فوقع بألف ألف درهم ، فأتى بها السقاء وكيله فأنكر ذلك ، وتعجب أهله منه واستعظموه ، وتهيبوا مراجعته ، فأتوا

٣٣٣

غسان بن عبّاد بن عبّاد ، وكان غسان أيضا من الكرماء فأتى الحسن بن سهل فقال له : أيها الأمير إن الله لا يحب المسرفين ، فقال له الحسن : ليس في الخير إسراف ، ثم ذكر أمر السقاء فقال : والله لا رجعت عن شيء خطته يدي. فصولح السقاء على جملة منها ودفعت إليه.

٣٨٣١ ـ الحسن بن سهل بن سختويه ، أبو علي المقرئ :

بغدادى سمع سعيد بن سليمان الواسطي. ذكره أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النّيسابوريّ في كتاب الأسماء والكنى.

٣٨٣٢ ـ الحسن بن سهيل :

حدث عن إسحاق بن يوسف الأزرق. روى عنه أحمد بن حمّاد بن سفيان الكوفيّ.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدّثنا أبو بكر الطلحي حدّثنا أحمد بن حمّاد بن سفيان الكوفيّ حدّثنا الحسن بن سهيل البغدادي حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال حدّثنا مسعر عن عطاء عن جابر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى أن يخلط التمر والزبيب.

قال أبو نعيم : رواه الناس عن مسعر ، فمنهم من رفعه ، ومنهم من أوقفه ، ومنهم من قال : نهى.

٣٨٣٣ ـ الحسن بن السّكّين بن عيسى ، أبو منصور البلديّ :

سكن بغداد وحدث بها عن أبي بدر شجاع بن الوليد ، ومحمّد بن بشر العبدى ، ومحمّد بن عبيد الطنافسي. وأسود بن عامر شاذان. روى عنه يحيى بن صاعد ، والحسين والقاسم ابنا إسماعيل المحامليّ ، وعمر بن يوسف الزعفراني ، وعبد الله بن محمّد بن إسحاق المروزيّ ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، إلا أن ابن مخلد سماه الحسين ، وسنعيد ذكره في باب : الحسين إن شاء الله.

٣٨٣٤ ـ الحسن بن سعيد بن عبد الله ، أبو محمّد الفارسيّ البزّاز ويعرف بابن البستنبان.

قرابة سعدان بن نصر وجاره ، سمع سفيان بن عيينة ، ومعمّر بن سليمان الرّقي ، وإسماعيل بن علية ، ويعلى بن عبيد الطنافسي ، وخالد بن العوام ، وداود بن المحبر ، وغسان بن عبيد الموصلي ، وعلى بن مزيد الصدائى ، ويونس بن محمّد ، وأبا بدر

٣٣٤

شجاع بن الوليد. روى عنه أبو ذر الباغنديّ ، وأحمد بن محمّد بن إسماعيل الأدمى ، والقاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد ، ويعقوب بن عبد الرّحمن الجصاص ، ومحمّد بن أحمد بن معمّر الحربيّ ، وأبو سعيد بن الأعرابى.

وقال ابن أبي حاتم الرازي : أتيناه فلم يقض مصادفته. وهو صدوق.

أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه أخبرنا إسماعيل بن محمّد بن زنجى الكاتب. حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرّحمن الجصاص حدّثنا الحسن بن سعيد ابن عم سعدان بن نصر المخرمى حدّثنا يعلى ـ يعنى ابن عبيد ـ عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد ؛ اعتزل الشيطان يبكى ، يقول يا ويله ، أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة ، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار (١)».

قرأت في كتاب محمّد بن مخلد بن مخلد بخطه : سنة ثلاث وستين ومائتين فيها مات قرابة سعدان بن نصر أبو محمّد الحسن بن سعيد المعروف بابن البستنبان في شهر ربيع الأول.

٣٨٣٥ ـ الحسن بن سعيد بن مهران ، أبو علي الصّفّار المقرئ :

من أهل الموصل. قدم بغداد وحدث بها عن غسان بن الرّبيع ، ومعلى بن مهديّ ، وإبراهيم بن حيّان. روى عنه محمّد بن مخلد ، وعبد الصّمد بن على الطستيّ ، وأحمد ابن الفضل بن خزيمة ، وأبو بكر الشافعي ، وأبو زكريّا يزيد بن محمّد بن إياس الموصلي.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمّد بن يوسف. قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا الحسن بن سعيد أبو على الموصلي ـ في الرصافة سنة سبع وثمانين ـ قال حدّثنا غسان بن الرّبيع حدّثنا ثابت بن يزيد عن داود بن أبي هند عن الشّعبيّ عن ابن عبّاس أنه دخل على عمر حين طعن فقال : أبشر يا أمير المؤمنين أسلمت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين كفر الناس ، وقاتلت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين خذله ـ يعنى الناس ـ وتوفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو عنك راض ، ولم يختلف في خلافتك رجلان ، فقال عمر : أعد. فأعدت فقال عمر : المغرور من غررتموه. لو أن ما على ظهرها من بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المطلع!.

__________________

(١) ٣٨٣٤ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ١٣٣. وسنن ابن ماجة ١٠٥٢. ومسند أحمد ٢ / ٤٤٠.

٣٨٣٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٨.

٣٣٥

كتب إليّ أبو الفرج محمّد بن إدريس ، وحدّثني بذلك أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموى عنه حدّثنا المظفّر بن محمّد الطوسي حدّثنا أبو زكريّا يزيد بن محمّد بن إياس الأزدي. قال : أبو علي الحسن بن سعيد ، بن مهران الصّفّار كثير الكتاب ، وكان متعففا ، وحدث وكتب الناس عنه ، وانحدر إلى مدينة السلام ، وكثر الناس عليه وكتبوا عنه ، وتوفى في سنة اثنتين وتسعين ومائتين.

٣٨٣٦ ـ الحسن بن سعيد بن ماهان ، أبو علي القطّان الصّوفيّ :

ذكره عبد الرحمن السلمي في تاريخه ، أخبرنا محمد بن علي بن الفتح ، أخبرنا محمد بن الحسين السلمى. قال : الحسن بن سعيد بن ماهان أبو علي القطان ، بغدادي صحب أبا جعفر الوساوسى من جلة مشايخهم ، وقدمائهم.

٣٨٣٧ ـ الحسن بن سعيد البزوريّ :

حدث عن فزان صاحب أحمد بن حنبل روى عنه المعافى بن زكريّا الجريري.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر العتيقى وأبو طاهر محمّد بن عبد الواحد بن محمّد البيّع. قالا : حدّثنا المعافى بن زكريّا حدّثنا الحسن بن سعيد البزوري حدّثنا عبد الله بن محمّد فوزان حدّثنا روح بن عبادة حدّثنا شعبة عن يونس بن عبيد عن أبي قدامة الحنفيّ قال : قلت لأنس : بأى شيء كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يهل؟ قال : سمعته سبع مرار بعمرة وحجة.

٣٨٣٨ ـ الحسن بن سعيد بن الحسن بن يوسف بن عبد الرّحمن ، أبو القاسم الورّاق ، يعرف بابن الهرش :

مروذى الأصل حدث عن إسحاق بن إبراهيم البغوي ، وإبراهيم بن هانئ النّيسابوريّ ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، روى عنه أبو الحسن الدارقطني ، وأبو حفص بن شاهين ، وأبو القاسم بن الثلاج ، وكان ثقة.

أخبرنا علي بن أبي علي حدّثنا أبو بكر بن شاذان أن ابن الهرش مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

٣٨٣٩ ـ الحسن بن سلّام بن حمّاد بن أبان بن عبد الله ، أبو علي السّوّاق :

سمع عبيد الله بن موسى ، وأبا نعيم الفضل بن دكين ، وأبا غسان مالك بن إسماعيل ، وقبيصة بن عتبة ، وعلى بن قادم ، وعفّان بن مسلم ، وعبد العزيز الأويسى

__________________

٣٨٣٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٨٦.

٣٨٣٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٧ / ٢٨٣.

٣٣٦

وعبد الله بن رجاء الغدانى ، وأبا حذيفة النهدي ، ومحمّد بن سابق ، وسعيد بن سليمان الواسطي ، وسليمان بن داود الهاشمي ، وعمرو بن حكام ، وأبا عبد الرّحمن ابن هانئ النّخعيّ. روى عنه يحيى بن صاعد ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأبو عمرو بن السماك ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وأبو بكر الشافعي.

وذكره الدارقطني فقال : ثقة صدوق.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم. قال : مات الحسن ابن سلام السواق يوم الخميس لثلاث خلون من صفر سنة سبع وسبعين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادى ـ وأنا أسمع ـ قال : توفى الحسن بن سلام السواق لأربع بقين من صفر سنة سبع وسبعين.

٣٨٤٠ ـ الحسن بن سليمان بن نافع ، أبو معشر الدّارمي البصريّ :

سكن بغداد وحدث بها عن أبي الرّبيع الزهراني ، وهدبة بن خالد ، والعبّاس بن الوليد النرسي ، وعمرو بن الحسين العقيلي ، ونصر بن على الجهضمي. روى عنه عبد الصّمد بن علي الطستيّ ، وعبد الباقي بن قانع ، وأبو بكر الشافعي ، ومخلد بن جعفر الدّقّاق ، وأبو الحسين الزينبي ، وعلى بن محمّد بن لؤلؤ ، وغيرهم.

حدّثني على بن محمّد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سألت الدارقطني عن أبي معشر الحسن بن سليمان الدارمي فقال : ثقة.

أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان الصيرفي حدّثنا علي بن محمّد بن لؤلؤ. قال : مات أبو معشر الدارمي سنة إحدى وثلاثمائة.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قال قال لنا عيسى بن حامد القاضي : مات أبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي يوم الأربعاء لليلتين خلتا من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة ، ودفن في مقبرة باب الكوفة.

٣٨٤١ ـ الحسن بن السّري بن سهل بن ميمون بن الحبّاب ، أبو علي العطّار الحربيّ :

حدث عن أبي قلابة الرقاشي. حدث عنه أبو الفتح بن مسرور البلخيّ ، وذكر أنه سمع منه في جامع المنصور ، وقال : كان ثقة.

* * *

__________________

٣٨٤٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٤٦. وسؤالات السهمي للدارقطني ٢٤٩.

٣٣٧

حرف الشين من آباء الحسنين

٣٨٤٢ ـ الحسن بن شوكر ، أبو علي :

حدث عن إسماعيل بن جعفر ، وإسماعيل بن عيّاش ، وخلف بن خليفة. روى عنه محمّد بن عبيد الله المنادى ، وأبو أحمد بن عبدوس السّرّاج ، والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمى ، ومحمّد بن سليمان بن فهرويه العلاف.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الأنماطى أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ حدّثنا محمّد بن سليمان بن فهرويه المخرمى حدّثنا الحسن بن شوكر قال حدّثنا إسماعيل ابن جعفر حدّثني أبو حازم عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة أنها قالت : يا ابن أختى ، والله إن كنا لننظر إلى الهلال بعد الهلال ، ثلاثة أهلة ، ما يوقد في أبيات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نار!! قلت : فما ذا كان يعيشكم في ذلك الزمان يا خالة؟ فقالت : الأسودان ، التمر والماء ، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جيران من الأنصار ـ نعم الجيران ـ كانت لهم منائح فيمنحون لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منها.

٣٨٤٣ ـ الحسن بن شبيب بن راشد بن مطر ، أبو علي المؤدّب :

حدث عن شريك بن عبد الله ، وهشيم بن بشير ، وأبى يوسف القاضي ، وخلف ابن خليفة الأشجعي. روى عنه يعقوب بن شيبة السدوسي ، وعمر بن أيّوب السّقطيّ ، وهيثم بن خلف الدوري ، وأبو يعلى الموصلي ، وعبد الله بن محمّد بن ياسين ، وأحمد بن الحسن الكرخي ، وإسماعيل بن إبراهيم المعروف بسمعان ، ويحيى ابن محمّد بن صاعد والقاضي المحامليّ.

حدّثنا أبو طالب يحيى بن على الدسكري ـ لفظا ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ـ بأصبهان ـ حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن خليد المقرئ بمكة ـ حدّثنا الحسن ابن شبيب المؤدّب ـ أبو علي الأعسر ـ حدّثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم [يحيى ابن دينار (١)] الرماني عن ثابت عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

٣٨٤٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٢٣٧ (٦ / ١٧٦). وثقات ابن حبان ، الورقة ٨٩. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٢٤٩. وتذهيب الذهبي ١ / الورقة ١٣٨. والكاشف ١ / ٢٢٢. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٩٢ (أيا صوفيا ٣٠٠٧). وبغية الأريب ، الورقة ٨٩. ونهاية السئول ، الورقة ٦٤. وتهذيب ابن حجر ٢ / ٢٨٤. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٣٥٠.

(١) ٣٨٤٣ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣٣٨

«لما أهبط الله تعالى آدم إلى الأرض مكث فيها ما شاء الله أن يمكث ثم قاله له بنوه : يا أبانا تكلم. قال فقام خطيبا في أربعين ألفا من ولده ، وولد ولده ، وولد ولد ولده ، وولد ولد ولد ولده ، فقال : إن الله أمرنى فقال «يا آدم أقل كلامك حتى ترجع إلى جواري (٢)».

قال ابن المقرئ : هكذا حدّثنا هذا الشّيخ ولم أكتبه إلا عنه ، وكتب عنه جماعة أصحابنا ، وكان يوثق.

قلت : خالفه القاضي المحامليّ فرواه عن الحسن بن شبيب عن خلف عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قوله.

كذلك أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقى حدّثنا الحسين بن إسماعيل حدّثنا الحسن بن شبيب المعلم حدّثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : لما أهبط الله آدم إلى الأرض أكثر ذريته ، فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده ، وولد ولد ولده فجعلوا يتحدثون حوله وآدم ساكت لا يتكلم فقالوا : يا أبانا ما لنا نحن نتكلم وأنت ساكت لا تتكلم؟ قال : يا بنى إن الله لما أهبطنى من جواره إلى الأرض عهد إلى فقال : «يا آدم أقل الكلام حتى ترجع إلى جواري» لا أعلم رواه عن خلف بن خليفة إلا الحسن بن شبيب. أخبرني أحمد بن سليمان بن على المقرئ أخبرنا أبو سعيد المالينى أخبرنا عبد الله ابن عدى الحافظ. قال : الحسن بن شبيب المكتب بغدادى ، حدث عن الثّقات بالبواطيل ، ووصل أحاديث هي مرسلة.

أخبرنا البرقاني. قال : قلت لأبى الحسن الدارقطني : الحسن بن شبيب المؤدّب؟ فقال: أخباري يعتبر به ، وليس بالقوى ، يحدث عنه المحامليّ.

٣٨٤٤ ـ الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي بن شهاب ، أبو علي العكبري:

ولد بعكبرا في المحرم من سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. وسمع الحديث على كبر السن من أبي علي بن الصواف ، وأحمد بن يوسف بن خلّاد ، وأبى على الطومارى ، وحبيب بن الحسن القزاز ، وابن مالك القطيعي ، ومن بعدهم.

وكان فاضلا يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل ، ويقرئ القرآن ، ويعرف الأدب ، ويقول الشعر. كتبت عنه بعكبرا.

__________________

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٦٨٩٨. والدر المنثور ١ / ٦١. وتهذيب ابن عساكر ٢ / ٣٦١.

٣٣٩

سمعت أبا بكر البرقاني ـ وذكر بحضرته أبو علي بن شهاب ـ فقال : ثقة أمين. حدّثني عيسى بن أحمد الهمذاني. قال : قال لي أبو علي بن شهاب يوما : أرنى خطك ، فقد ذكر لي أنك سريع الكتابة ، فنظر فيه فلم يرضه ، ثم قال لي : كسبت في الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضية ، قال : وكنت أشترى كاغذا بخمسة دراهم فأكتب فيه ديوان المتنبي في ثلاث ليال ، وأبيعه بمائتي درهم ، وأقله بمائة وخمسين درهما ، وكذلك كتب الأدب المطلوبة.

سمعت الأزهرى يقول : أخذ السلطان من تركة ابن شهاب ما قدره ألف دينار ، سوى ما خلفه من الكروم والعقار ، وكان أوصى بثلث ماله لمتفقهة الحنابلة فلم يعطوا شيئا ، مات ابن شهاب في ليلة النصف من رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

* * *

حرف الصاد من آباء الحسنين

٣٨٤٥ ـ الحسن بن الصّبّاح بن محمّد ، أبو علي البزّاز :

سمع سفيان بن عيينة ، ومعن بن عيسى ، وأبا معاوية الضّرير ، وروح بن عبادة ، وجعفر بن عون ، وحجاج بن محمّد الأعور ، وأبا المنذر إسماعيل بن عمر ، وشبابة ابن سوار ، وأبا عبد الرّحمن المقرئ. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، ومحمّد ابن إسحاق الصاغاني ، وإبراهيم الحربيّ وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو إسماعيل الترمذي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وجعفر بن محمّد الفريابي ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وقاسم بن زكريّا المطرز ، وأبو القاسم البغويّ ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وآخر من حدث عنه القاضي المحامليّ.

__________________

٣٨٤٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٢٣٩ (٦ / ١٩١ ـ ١٩٥). وانظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٥. والتاريخ الكبير ٢ / ت ٢٥٢٢. والصغير ٢ / ٣٨٧. والكنى لمسلم ، الورقة ٧٣. والمعرفة ليعقوب ٢ / ٧٨٩ ، ٣ / ٣٩٣. والجرح والتعديل ٣ / ت ٧١. وثقات ابن حبان ، الورقة ٨٩. وشيوخ البخاري ، لابن عدى ، الورقة ٩٩. ورجال البخاري ، للباجى ، الورقة ٤١. وأسماء الدارقطني ، الترجمة ١٩٩. والجمع ١ / ت ٣١٦. وطبقات الحنابلة ٩٤. والمعجم المشتمل الترجمة ٢٥٠. والمعلم ، لابن خلفون ، الورقة ٦١. والعبر ١ / ٤٥٣. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٤٨ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وسير النبلاء ١٢ / ١٩٢. وتذهيب التهذيب ١ / الورقة ١٣٩. والكاشف ١ / ٢٢٢. وميزان الاعتدال ١ / ٤٤٩ ـ ٥٠٠. والمغني ١ / ت ١٤١٨. والوافي بالوفيات ١٢ / ٦٠. والبداية والنهاية ١١ / ٤. وبغية الأريب الورقة ٨٩. ونهاية السئول ، الورقة ٦٤. وتهذيب ابن حجر ٢ / ٢٨٩ ـ ٢٩٠.

٣٤٠