تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

وعمار بن خالد التّمّار ، وإسحاق بن سيار النصيبي. روى عنه أبو حفص بن شاهين ، ومحمّد بن جعفر النّجّار ، ويوسف بن عمر القواس ، وأبو حفص الكتاني.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت أبا الحسن الدارقطني عن جعفر بن محمّد بن المغلّس. فقال : ثقة.

حدّثنا عبيد الله بن عمر بن شاهين عن أبيه.

وأخبرني الحسن بن محمّد الخلال حدّثنا يوسف بن عمر. قالا : مات أبو القاسم جعفر بن محمّد المغلّس في سنة تسع عشرة وثلاثمائة. قال ابن شاهين : في ذي الحجة.

٣٦٨٩ ـ جعفر بن أحمد بن الفرج ، أبو محمّد الدّوريّ :

حدث عن هارون بن إسحاق الهمذاني ، وعلي بن هاشم الكرمانيّ. روى عنه محمّد بن عبد الله بن بخيت الدّقّاق ، ومحمّد بن المظفّر.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي وعلي بن محمّد بن الحسن الواسطي. قالا : حدّثنا هارون بن إسحاق حدّثنا عبد الله بن نمير عن أشعث عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير ـ رجل من عبد القيس ـ عن أبي بن كعب. قال : صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الفجر فقال : «أهاهنا فلان؟ أهاهنا فلان؟» (١). وساق الحديث.

٣٦٩٠ ـ جعفر بن حم بن حفص ، أبو محمّد النّخشبيّ :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن محمّد بن أيّوب الرازي. روى عنه علي بن عمر السّكّري.

أخبرني أبو القاسم الأزهري حدّثنا علي بن عمر الحربيّ حدّثنا أبو محمّد جعفر ابن حم بن حفص النّخشبيّ ـ قدم علينا حاجّا سنة عشرين وثلاثمائة ـ حدّثنا محمّد بن أيّوب القعنبي حدّثنا أفلح بن حميد عن القاسم بن محمّد عن عائشة. قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن خياركم أحسنكم أخلاقا وألطفكم بأهله» (١).

٣٦٩١ ـ جعفر بن إبراهيم بن نعيم :

حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه علي بن محمّد بن موسى البصريّ.

__________________

(١) ٣٦٨٩ ـ انظر الحديث في : سنن النسائي ، كتاب البيوع باب ٩٨. وكنز العمال ١٥٥٣٤.

(١) ٣٦٩٠ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٢٣٦٢٤. والجامع الكبير ٤٧٦٢.

٢٢١

أخبرنا أبو على الحسين بن أحمد بن ماهان الضّبيّ حدّثنا علي بن محمّد بن موسى التّمّار ـ بالبصرة ـ حدّثنا جعفر بن إبراهيم بن نعيم البغدادي حدّثنا الحسن ابن عرفة حدّثني عمار بن محمّد عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله ابن مسعود. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إن الله جعل حسنات ابن آدم بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله : إلا الصوم ، الصوم لي وأنا أجزي به ، إن للصائم فرحتين ، فرحة حين يفطر ، وفرحة يوم القيامة ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».

٣٦٩٢ ـ جعفر أمير المؤمنين المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن أبي أحمد الموفق بن جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بن الرّشيد بن المهديّ بن المنصور ، يكنى أبا الفضل. استخلف بعد أخيه المكتفي :

فأخبرنا الحسن بن أبي بكر حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. قال : وأقعد جعفر بن المعتضد ـ وهو المقتدر بالله واسم أمه شغب ـ يوم الأحد لأربع عشرة مضت من شهر ذي القعدة من سنة خمس وتسعين ومائتين.

وأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزدي. قال : المقتدر بالله جعفر بن أحمد المعتضد بالله بويع له يوم مات المكتفي وهو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة ونحو من شهرين ، وكان مولده لثمان بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين وكنيته أبو الفضل.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثني أبي. قال : قال أبو محمّد إسماعيل بن علي : استخلف جعفر المقتدر بالله ـ أبو الفضل ـ وسنه يومئذ ثلاث عشرة سنة وشهر وعشرون يوما ، ولم يل الأمر قبله أحد أصغر منه سنا. وقتل يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال سنة عشرين وثلاثمائة ، فكانت خلافته منذ يوم بويع له بالخلافة إلى يوم قتل أربعا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وخمسة عشر يوما. وقد خلع من خلافته مرتين وأعيد. فأما المرة الأولى فكانت بعد استخلافه بأربعة أشهر وسبعة أيام ، وذلك عند قتل العبّاس بن الحسن الوزير ، وفاتك مولى المعتضد بالله ، واجتماع أكثر الناس ببغداد على البيعة لأبي العبّاس عبد الله بن المعتز بالله ، ولقبوه

__________________

٣٦٩٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٠٨. والبداية والنهاية ١١ / ١٦٩. وشذرات الذهب ٢ / ٢٣١. والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٣٣. والكامل ٨ / ٣ ـ ٣٥. والأعلام ٢ / ١٢١.

٢٢٢

الراضي بالله. وخلع المقتدر ، واحتجوا في ذلك لصغر سنه وقصوره عن بلوغ الحلم ، ونصبوا عبد الله بن المعتز للأمر في يوم السبت لعشر بقين من ربيع الأول سنة ست وتسعين ، وسلموا عليه بإمرة المؤمنين ، وبايعوا له بالخلافة. ثم فسد الأمر وبطل من الغد في يوم الأحد وثبت أمر المقتدر بالله ، وجددت له البيعة الثانية في يوم الاثنين. وظفر بعبد الله بن المعتز ، فقتل وقتل جماعة ممن سعى في أمره. والمرة الثانية في الخلع بعد إحدى وعشرين سنة وشهرين ويومين من خلافته ، اجتمع القواد والجند الأكابر والأصاغر مع مؤنس الخادم ونازوك على خلعه ، فقهروه وخلعوه وطالبوه بأن يكتب رقعة بخطه يخلع نفسه فيها ، ففعل ، وأشهد على نفسه بذلك. وأحضروا محمّد بن المعتضد بالله فنصبوه للأمر وسموه القاهر بالله وسلموا عليه بإمرة المؤمنين ، وذلك يوم السبت للنصف من المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة. فأقام الأمر على ذلك يوم السبت ويوم الأحد. فلما كان يوم الاثنين اختلف الجند وتغير رأيهم ووثبت طائفة منهم على نازوك وعبد الله بن حميدان المكني بأبي الهيجاء ، فقتلوهما وأقيم القاهر من مجلس الخلافة وأعيد المقتدر بالله إلى داره وجددت له بيعة. وكان قد تبرأ من الأمر يومين وبعض الثالث ، ولم يكن وقع للقاهر بيعة في رقاب الناس ، وقتل المقتدر بالله بباب الشّمّاسية وسنه ثمان وثلاثون سنة وشهر وأيام. قال أبو محمّد : وكان رجلا ربعة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، جميل الوجه ، أبيض مشربا حمرة ، حسن الخلق ، حسن العينين ، بعيد ما بين المنكبين ، جعد الشعر ، مدور الوجه ، قد كثر الشيب في رأسه وأخذ في عارضيه أخذا كثيرا ، كذا رأيته في اليوم الذي قتل فيه ، وأمه أم ولد يقال لها شغب ، أدركت خلافته.

أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ حدّثنا أبو منصور القشوري شيخ من الجند المولدين. قال : كنت أخدم وأنا حدث في دار لنصر القشوري المرسومة بالحجبة من دار المقتدر بالله ، فركب المقتدر يوما على غفلة وعبر إلى بستان الخلافة المعروف بالزبيدية ، في نفر من الخدم والغلمان ـ وأنا مشاهد لذلك ـ وتشاغل أصحاب الموائد والطباخون بحمل الآلات والطعام وتعبيتها في الخون ، فأبطأت وعجل هو في طلب الطعام ، فقيل له : لم يحمل بعد ، فقال : انظروا ما كان. قال : فخرج الخدم كالمتحيرين ليس يجسرون أن يعودوا فيقولوا ما جاء شيء ، وهم يبادرون فيما يعملون ، فسمعهم جعفر ـ ملاح طيار المقتدر والرئيس على الملاحين برسم الخدمة كلهم ـ فقال : إن كان ينشط مولانا لأكل طعام الملاحين فمعي ما يكفيه ، فمضوا فقالوا له فقال : هاتوا

٢٢٣

ما معه ، فأخرج من تحت الطيار جونة خيازر نظيفة فيها جدي بارد ، وسكباج مبردة ، وبزماورد ، وإدام ، وقطعة مالح منقور طيبة ، وأرغفة سميذ جيدة ، وكل ذلك نظيف ، وإذا هي جونة تعمل له في منزله كل يوم ، وتحمل إليه فيأكلها في موضعه من الطيار ويلازم الخدمة ، فلما حملت إلى المقتدر استنظفها فأكل منها واستطاب المالح والإدام فكان أكثر أكله منه. ولحقته الأطعمة من مطبخه فقال : ما آكل اليوم إلا من طعام جعفر الملاح ، فأتم أكله منه وأمر بتفرقة طعامه على من حضر ، ثم قال : قولوا له هات الحلواء ، قال فقال : نحن لا نعرف الحلواء. فقال المقتدر : ما ظننت أن في الدنيا من يأكل طعاما لا حلواء بعده. قال فقال الملاح : حلواؤنا التمر والكسب فإن نشط أحضرته فقال : لا هذا حلواء صعب لا أطيقه فأحضروا من حلوائنا فأحضرت عدة جامات ، فأكل ثم قال لصاحب المائدة : اعمل في كل يوم جونة ينفق عليها ما بين عشرة دنانير إلى مائتي درهم وسلمها إلى جعفر الملاح تكون برسم الطيار أبدا ، فإن ركبت يوما على غفلة كما ركبت اليوم كانت معدة ، وإن جاءت المغرب ولم أركب كانت لجعفر ، قال فعملت إلى أن قتل المقتدر ، وكان جعفر يأخذها وربما حاسب عليها لأيام وأخذها دراهم ، وما ركب المقتدر بعدها على غفلة ولا احتاج إليها.

أخبرنا علي بن المحسن القاضي حدّثني أبي حدّثنا أبو علي الحسين بن محمّد الأنباري الكاتب قال : سمعت دلوية الكاتب يحكي عن صافي الحرمي الخادم مولى المعتضد أنه قال : مشيت يوما بين يدي المعتضد وهو يريد دور الحرم ، فلما بلغ إلى باب شغب أم المقتدر وقف يسمع ويطلع من خلل في الستر ، فإذا هو بالمقتدر وله إذ ذاك خمس سنين أو نحوها ، وهو جالس وحواليه مقدار عشر وصائف من أقرانه في السن ، وبين يديه طبق فضة فيه عنقود عنب في وقت فيه العنب عزيز جدا ، والصبي يأكل عنبة واحدة ، ثم يطعم الجماعة عنبة عنبة على الدور ، حتى إذا بلغ الدور إليه أكل واحدة مثل ما أكلوا حتى أفنى العنقود ، والمعتضد يتميز غيظا ، قال : فرجع ولم يدخل الدار ، ورأيته مهموما فقلت : يا مولاي ما سبب ما فعلته ، وما قد بان عليك؟ فقال : يا صافي والله لو لا النار والعار لقتلت هذا الصبي اليوم ، فإن في قتله صلاحا للأمة ، فقلت : يا مولاي حاشاه أى شيء عمل ، أعيذك بالله ، يا مولاي العن إبليس. فقال : ويحك أنا أبصر بما أقوله ، أنا رجل قد سست الأمور ، وأصلحت الدنيا بعد فساد شديد ولا بد من موتى ، وأعلم أن الناس بعدي لا يختارون غير ولدي ، وسيجلسون ابني عليا ـ يعني المكتفي ـ وما أظن عمره يطول للعلة التي به. فقال

٢٢٤

صافي : ـ يعنى الخنازير التي كانت في حلقه ـ فيتلف عن قرب ولا يرى الناس إخراجها عن ولدي ، ولا يجدون بعده أكبر من جعفر ، فيجلسونه وهو صبي ، وله من الطبع في هذا السخاء الذي قد رأيت من أنه أطعم الصبيان مثل ما أكل ، وساوى بينه وبينهم في شيء عزيز في العالم ، والشح على مثله في طباع الصبيان ، فيحتوي عليه النساء لقرب عهده بهن ، فيقسم ما جمعته من الأموال كما قسم العنب ويبذر ارتفاع الدنيا ويخربها ، فتضيع الثغور ، وتنتشر الأمور ، وتخرج الخوارج ، وتحدث الأسباب التي يكون فيها زوال الملك عن بني العبّاس أصلا. فقلت : يا مولاي يبقيك الله حتى ينشأ في حياة منك ، ويصير كهلا في أيامك ، ويتأدب بآدابك ، ويتخلق بخلقك ، ولا يكون هذا الذي ظننت. فقال : احفظ عني ما أقوله ، فإنه كما قلت. قال : ومكث يومه مهموما ، وضرب الدهر ضربته ومات المعتضد وولى المكتفي ، فلم يطل عمره ومات. وولى المقتدر. فكانت الصورة كما قاله المعتضد بعينها ، فكنت كلما وقفت على رأس المعتضد وهو يشرب ورأيته قد دعا بالأموال فأخرجت إليه ، وحلت البدر ، وجعل يفرقها على الجواري والنساء ويلعب بها ، ويمحقها ويهبها ، ذكرت مولاي المعتضد وبكيت. قال وقال صافي : كنت يوما واقفا على رأس المعتضد فقال : هاتوا فلانا الطّيبي ـ خادم يلي خزانة الطّيب ـ فأحضر فقال له : كم عندك من الغالية؟ فقال نيف وثلاثون حبا صينيا مما عمله عدة من الخلفاء ، قال : فأيها أطيب؟ قال : ما عمله الواثق ، قال أحضرنيه ، فأحضره حبا عظيما يحمله خدم عدة بدهق ومثقلة ، ففتح فإذا بغالية قد ابيضت من التعشيب وجمدت من العتق ، في نهاية الذكاء ، فأعجبت المعتضد وأهوى بيده إلى حوالي عنق الحب ، فأخذ من لطاخته شيئا يسيرا من غير أن يشعث رأس الحب ، وجعله في لحيته وقال : ما تسمح نفسي بتطريق التشعيب على هذا الحب ، شيلوه ، فرفع ، ومضت الأيام ، فجلس المكتفي للشرب يوما ، وهو خليفة وأنا قائم على رأسه ، فطلب غالية ، فاستدعى الخادم وسأله عن الغوالي ، فأخبره بمثل ما كان أخبر به أباه فاستدعى غالية الواثق ، فجاءه بالحب بعينه ففتح فاستطابه وقال أخرجوا منه قليلا. فأخرج منه مقدار ثلاثين ـ أو أربعين مثقالا ـ فاستعمل منه في الحال ما أراده ، ودعا بعتيدة له فجعل الباقي فيها ليستعمله على الأيام ، وأمر بالحب فختم بحضرته ورفع ، ومضت الأيام وولي المقتدر الخلافة ، وجلس مع الجواري يشرب يوما كنت على رأسه ، فأراد أن يتطيب فاستدعى الخادم وسأله ، فأخبره بمثل أخبر به أباه وأخاه.

٢٢٥

فقال : هات الغوالي كلها ، فأحضرت الحباب كلها فجعل يخرج من كل حب مائة مثقال ، وخمسين ، وأقل وأكثر ، فيشمه ويفرقه على من بحضرته حتى انتهى إلى حب الواثق واستطابه فقال : هاتم عتيدة حتى يخرج إليها من هذا ما يستعمل ، فجاءوه بعتيدة وكانت عتيدة المكتفي بعينها ، ورأى الحب ناقصا والعتيدة فيها قدح الغالية ما استعمل منه كبير شيء ، فقال : ما السبب في هذا؟ فأخبرته بالخبر على شرحه ، فأخذ يعجب من بخل الرجلين ويضع منهما بذلك ، ثم قال : فرقوا الحب بأسره على الجواري ، فما زال يخرج منه أرطالا أرطالا ، وأنا أتمزق غيظا ، وأذكر حديث العنب وكلام مولاي المعتضد ، إلى أن مضى قريب من نصف الحب ، فقلت له : يا مولاي إن هذه الغالية أطيب الغوالي وأعتقها ، ومالا يعتاض منه ، فلو تركت ما بقي فيها لنفسك وفرقت من غيرها كان أولى. قال : وجرت دموعي لما ذكرته من كلام المعتضد فاستحيا منى ورفع الحب ، فما مضت إلا سنين من خلافته حتى فنيت تلك الغوالي ، واحتاج أن عجن غالية بمال عظيم.

أخبرنا علي بن المحسن بن علي قال : حدّثني أبي قال : أجرى في مجلس أبي يوما ذكر المقتدر بالله وأفعاله ، فقال بعض الحضار : كان جاهلا. فقال أبي : مه؟ فإنه لم يكن كذلك ، وما كان إلا جيد العقل صحيح الرأي ، ولكنه كان مؤثرا للشهوات ، ولقد سمعت أبا الحسن علي بن عيسى يقول ـ وقد جرى ذكره بحضرته في خلوة ـ ما هو إلا أن يترك هذا الرجل النبيذ خمسة أيام متتابعة حتى يصح ذهنه ، فأخاطب منه رجلا ما خاطبت أفضل منه ، ولا أبصر بالرأي ، ولا أعرف بالأمور ، وأسد في التدبير ، ولو قلت إنه إذا ترك النبيذ هذه المدة في أصالة الرأي ، وصحة العقل كالمعتضد والمأمون ، ومن أشبههما من الخلفاء ما خشيت أن أقع بعيدا.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر. قال : ولليلتين بقيتا من شوال سنة عشرين وثلاثمائة ، قتل المقتدر فوق رقة الشّمّاسية.

٣٦٩٣ ـ جعفر بن محمّد بن مرشد ، أبو القاسم البزّاز :

حدث عن عبّاس بن يزيد البحراني ، والحسن بن عرفة العبدي. روى عنه علي بن محمّد بن لؤلؤ ، وأبو الحسن الدارقطني ، ويوسف بن عمر القواس ، وغيرهم.

أخبرنا علي بن أبي علي قال : قال لنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان : توفى أبو القاسم بن مرشد البزّاز في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

٢٢٦

٣٦٩٤ ـ جعفر بن أحمد المعروف بحمدان بن مالك بن شبيب بن عبد الله ، أبو الفضل القطيعيّ :

والد أبي بكر بن مالك. حدث عن الهيثم بن سهل التستري ، ومحمّد بن مسلمة الواسطي. روى عنه ابنه أحمد ، وعمر بن إبراهيم الكتاني.

أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي بن محمّد بن نصر الأسدآباذى ـ بها ـ حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ـ ببغداد ـ حدّثني أبي جعفر بن حمدان بن مالك حدّثنا الهيثم بن سهل التستري حدّثنا المسيب بن شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت : قبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعض نسائه وهو صائم. ثم ضحكت.

٣٦٩٥ ـ جعفر بن محمّد بن أحمد بن الوليد ، القافلائي أبو الفضل :

حدث عن محمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعلي بن داود القنطري ، وأحمد بن الوليد الفحام ، وعيسى بن محمّد الإسكافي ، وعبد الله بن روح المدائني ، وأحمد بن أبي خيثمة. روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعيّ ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي ، وأبو الفضل الزّهريّ ، ومحمّد بن المظفّر ، وأبو بكر بن شاذان ، وابن شاهين ، ويوسف القواس.

حدثت عن يوسف بن عمر قال حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّد بن أحمد بن الوليد القافلائي ـ سمعت منه في جامع المدينة وكان من الثّقات يعرف شيئا من الحديث ـ.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر.

وأخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن جعفر بن محمّد القافلائي مات في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. زاد ابن قانع : في جمادى الأولى.

٣٦٩٦ ـ جعفر بن محمّد بن عبدويه ، أبو عبد الله ، المعروف بالبراثيّ :

مروزي الأصل حدث عن حفص بن عمرو الربالي ، ومحمّد بن الوليد البسري ، وإسماعيل بن أبي الحارث ، وزيد بن إسماعيل الصّائغ ، وعلي بن عبدة التّميميّ ، وإبراهيم بن راشد الأدمي ، وإبراهيم بن هانئ النّيسابوريّ. روى عنه أبو حفص بن

__________________

٣٦٩٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٦٨.

٣٦٩٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٦٨.

٢٢٧

شاهين ، والمعافى بن زكريّا الجريري ، وأحمد بن منصور النوشري ، وعبد الله بن عثمان الصّفّار. وكان ثقة.

أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن جعفر بن محمّد البرائى مات يوم السبت سلخ جمادى الآخرة من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.

٣٦٩٧ ـ جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم ، أبو الفضل القصّار :

حدث عن أبي حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي. روى عنه عبد الله بن عثمان الصّفّار.

٣٦٩٨ ـ جعفر بن أبي العيناء محمّد بن القاسم بن خلّاد :

حدث عن أبيه. روى عنه العبّاس بن العبّاس بن المغيرة الجوهريّ.

٣٦٩٩ ـ جعفر بن محمّد العطّار :

أخبرنا الحسين بن الحسن الورّاق حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال حدّثنا جعفر ابن محمّد العطّار حدّثنا جدي عبد الله بن الحكم ، قال سمعت عاصما أبا علي يقول سمعت حميدا الطويل قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله يتجلى لأهل الجنة في مقدار كل يوم على كثيب كافور أبيض» (١).

٣٧٠٠ ـ جعفر بن محمّد بن الحسن بن الوليد بن السّكن ، أبو عبد الله الصّفّار القنطريّ :

ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة عن الحسن ابن عرفة.

٣٧٠١ ـ جعفر ، أبو محمّد المرتعش :

من كبار مشايخ الصّوفيّة. وهو نيسابوري كان من ذوى الأحوال ، وأرباب الأموال ، فتخلى منها ، وصحب الفقراء ، وسافر كثيرا ثم استوطن بغداد إلى أن مات بها.

__________________

(١) ٣٦٩٩ ـ انظر الحديث في : تنزيه الشريعة ٢ / ٣٨٥. والجامع الكبير ٥١٨٨. وكنز العمال ٣٩٢٨٦. والموضوعات ١ / ٣٠٤.

٣٧٠٠ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٢٤٧.

٣٧٠١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٨٤. والبداية والنهاية ١١ / ١٩٢. وطبقات الصوفية ٣٤٩ ـ ٣٥٣. وحلية الأولياء ١٠ / ٣٥٥. وصفة الصفوة ٢ / ٢١١. ونتائج الأفكار ١ / ١٨٩. وطبقات الشعراني ١ / ١٢٣. وشذرات الذهب ٢ / ٣١٧. والكواكب الدرية ٢ / ٣٨. وطبقات الأولياء ص / ١٤١.

٢٢٨

حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق قال سمعت على بن عبد الله بن الحسن الهمذاني يقول حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن عامر بن هارون الدّهّان حدّثنا جعفر المرتعش ـ ببدو أمره وخروجه إلى هذا الأمر ـ يعنى التصوف ـ قال : كنت ابن دهقان ، فبينما أنا جالس على باب داري بنيسابور ، إذ جاء شاب عليه مرقعة ، وعلى رأسه خرقة ، وأشار إلى متعرضا لي إشارة لطيفة ، فقلت في نفسي : شاب جلد صحيح البدن لا يأنف من هذا؟! ولم أرد عليه جوابا ، فصاح في وجهي صيحة أفزعتني ، ووجدت من قوله رعبا شديدا ، ثم قال : أعوذ بالله مما خامر في سرك ، واختلج به صدرك ، فغشي على وسقطت على وجهي. فخرج خادم لنا فرآني على تلك الحال ، فرفع رأسى من الأرض وجعله في حجره ، واجتمع حولي خلق كثير ، فما أفقت إلا بعد حين ، وقد مر الشاب وليس أراه ، فتحسرت عليه وندمت على ما كان مني. فبت ليلتي بغم. فرأيت علي بن أبي طالب في منامي ومعه ذاك الشاب ، وعلي يشير إلى ويؤنبني ويقول : إن الله لا يجيب سؤال مانع سائليه. فانتبهت ، ففرقت ما كان لي ، وخرجت إلى السفر ، فسمعت بوفاة والدي بعد خمس عشرة سنة ، فرجعت وسألت الله تعالى العون على خلاصى مما ورثت ، فأعان الله تعالى.

أخبرنا علي بن محمود بن إبراهيم الزوزني أخبرنا علي بن المثنّى التّميميّ ـ بأستراباذ ـ قال سمعت المرتعش ـ وسئل أى الأعمال أفضل ـ فقال :

إن المقادير إذا ساعدت

ألحقت العاجز بالحازم

ذكر محمّد بن مأمون البلخيّ أنه سمع أبا عبد الله الرازي يقول : حضرت وفاة أبي محمّد جعفر المرتعش في مسجد الشونيزية سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة فقال : انظروا ديوني؟ فنظروا فقالوا بضعة عشر درهما. فقال : انظروا خريقاتي؟ فلما قربت منه قال اجعلوها في ديوني. وأرجو أن الله يعطيني الكفن. ثم قال : سألت الله ثلاثا عند موتى فأعطانيها ، سألته أن يميتني على الفقر رأسا برأس ، وسألته أن يجعل موتى في المسجد فقد صحبت فيه أقواما ، وسألته أن يكون حولي من آنس به وأحبه. وغمض عينيه ومات بعد ساعة رحمه‌الله.

٣٧٠٢ ـ جعفر بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن عبد الجبّار بن عبد الرّحمن ، أبو محمّد القارئ المؤذّن :

مروزي الأصل ويعرف بالبارد ، حدث عن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل

__________________

٣٧٠٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٤.

٢٢٩

مولى بنى هاشم ، وعن السّري بن يحيى بن السّري التّميميّ ، وإبراهيم بن سليمان السهمي ، وسليمان بن الرّبيع النهدي الكوفيين ، وموسى بن هارون الطوسي. روى عنه محمّد بن المظفّر ، وأبو بكر بن شاذان ، وأبو الحسن الدارقطني ، وأبو عبيد الله المرزباني.

أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال : جعفر بن أحمد بن محمّد المؤذن ثقة.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر : أن جعفر القارئ المعروف بالبارد مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

٣٧٠٣ ـ جعفر بن محمّد بن أسد ، أبو الطّيّب الصّفّار :

حدث عن إبراهيم بن الهيثم البلديّ. روى عنه يوسف بن عمر القواس ، وذكر أنه كان جارهم.

٣٧٠٤ ـ جعفر بن علي بن سهل ، أبو محمّد الدّقّاق الدّوريّ الحافظ :

حدث عن أبي إسماعيل الترمذي ، وعن محمّد بن زكريّا الغلابي ، وإبراهيم بن ماسي ، وأبو أحمد الغطريفيّ الجرجاني ، وعلي بن عمرو الحريري ، وأبو الحسن الدارقطني.

أخبرنا علي بن طلحة بن محمّد المقرئ حدّثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب حدّثنا جعفر بن علي الحافظ حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلابي ـ بالبصرة ـ حدّثنا عبيد الله بن عائشة ، أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس. قال : دخل أبو بكر الصدّيق على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجلس عنده ، ثم استأذن علي بن أبي طالب فدخل ، فلما رآه أبو بكر تزحزح له وتزعزع له. فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لم فعلت هذا يا أبا بكر؟». فقال : إكراما له وإعظاما يا رسول الله. فقال : «إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل» (١).

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول سمعت أبا زرعة محمّد بن يوسف الجرجاني يقول : جعفر الدّقّاق الحافظ ليس بمرضى في الحديث ، ولا في دينه ، كان فاسقا كاذبا.

__________________

٣٧٠٤ ـ انظر : سؤالات حمزة للدارقطني ٢٣٠.

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ١٩ / ١٧٠ ، ١٧١. وكشف الخفا ١ / ٢٥٠. واللئالئ المصنوعة ١ / ١٨٨. ومسند الشهاب ١١٦٤.

٢٣٠

قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه : توفى أبو محمّد جعفر بن علي بن سهل الدّقّاق الحافظ الدوري في سنة ثلاثين وثلاثمائة.

٣٧٠٥ ـ جعفر بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق ، الثّقفيّ الورّاق ، أبو الفضل الشّيرجي :

حدث عن علي بن الحسين بن أشكاب ، والمغيرة بن محمّد المهلّبي ، وغيرهما. روى عنه أبو الفضل الزّهريّ ، وعمر بن أحمد بن شاهين ، وأبو القاسم بن الثلاج ، وأحمد بن الفرج بن الحجّاج.

وذكر ابن الثلاج : أنه سمع منه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ أخبرنا عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ قال سمعت أبا الفضل الشّيرجي يقول سمعت أبا العبّاس الخلقاني الورّاق يقول سمعت ابن ثابت يقول قال بشر بن الحارث : لو علمت أن أحدا يعطى لله لأخذت منه ، ولكن يعطى بالليل ويتحدث بالنهار.

قرأت في كتاب أبي عمر محمّد بن علي بن عمر بن الفياض : ولد أبو الفضل جعفر بن محمّد بن يعقوب الورّاق المعروف بالشّيرجي ـ على ما ذكر لي في جمادى الأولى ـ أو الثانية ـ من سنة ثمان وأربعين ومائتين.

٣٧٠٦ ـ جعفر بن محمّد بن علي ، أبو الحسين السّمسار الرصافيّ :

حدث عن بكر بن محمود القزاز ، وحمدان بن علي الورّاق ، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي. روى عنه أبو حفص بن شاهين ، وأبو القاسم بن الثلاج ، وأحمد بن الفرج بن الحجّاج وكان ينزل في سوق يحيى.

٣٧٠٧ ـ جعفر بن أحمد بن محمّد الجرّاح ، أبو محمّد الضّرّاب (١) :

حدث عن عمر بن حفص الشطوي ، وأبي الأصبغ محمّد بن عبد الرّحمن القرقساني ، ومحمّد بن خلف بن عبد السلام المروزيّ. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي ، وابن الثلاج.

__________________

٣٧٠٥ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٤٥٥.

(١) ٣٧٠٦ ـ الرصافي : هذه النسبة إلى الرصافة ، وهي بلدة بالشام كان ينزلها هشام بن عبد الملك ، فنسب البلد إليه ، فيقال : رصافة هشام. (الأنساب ٦ / ١٣٠).

(١) ٣٧٠٧ ـ الضراب : هذه النسبة إلى ضرب الدنانير والدراهم (الأنساب ٨ / ١٥٠).

٢٣١

٣٧٠٨ ـ جعفر بن أحمد ، أبو الفضل الشّيلمانيّ (١) :

حدث عن محمّد بن أبي العوام الرياحي روى عنه محمّد بن عبد الله بن خلف بن. بخيت الدّقّاق.

٣٧٠٩ ـ جعفر بن عبد الله بن الهيثم بن خالد القصبانيّ (١) :

حدث عن إبراهيم بن الهيثم البلديّ. يروى عنه أبو الحسن الدارقطني.

٣٧١٠ ـ جعفر بن عمر بن هبيرة ، أبو عمرو الكرمينيّ (١) :

من كرمينية ، وهي مدينة بين سمرقند وبخارى. ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بغداد حاجّا وحدثهم بها في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة عن محمّد بن نصر المروزيّ.

٣٧١١ ـ جعفر بن محمّد بن الأشعث ، السّمرقنديّ :

ذكر كعب بن عمرو البلخيّ أنه قدم بغداد وحدثهم بها عن عبد الله بن روح المدائني.

أخبرني أبو سعيد الحسن بن علي بن محمّد بن خلف الكتبي حدّثنا أبو النّضر كعب بن عمرو بن جعفر البلخيّ حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأشعث السّمرقنديّ ـ قدم علينا بغداد حاجّا ـ قال حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن روح المدائني حدّثنا شبابة ابن سوار حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدّقّاق حدّثنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا عبد الله بن روح حدّثنا شبابة بن سوار حدّثنا أبو زبر عبد الله بن العلاء الشامي ، قال : سمعت القاسم يقول : سمعت أبا هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم ، أن يقال له : ألم أصح جسمك ، وأروك من الماء البارد؟» (١).

__________________

٣٧٠٨) الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٤٧٥.

(١) الشيلماني : هذه النسبة إلى شيلمان ، وهي بلدة من بلاد جيلان ـ فيما أظن. (الأنساب ٧ / ٤٧٥).

(١) ٣٧٠٩ ـ القصباني : هذه النسبة إلى القصب وبيعه (الأنساب ١٠ / ١٦٧ ، ١٦٨).

(١) ٣٧١٠ ـ الكرميني : هذه النسبة إلى كرمينية ، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر (الأنساب ١٠ / ٤٠٥).

(١) ٣٧١١ ـ انظر الحديث في : الزهد ، لأحمد ٣١. والدر المنثور ٦ / ٣٨٨. وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٧٧. وتفسير الطبري ٣٠ / ١٨٦.

٢٣٢

هذا لفظ حديث كعب. وفي حديث الشافعي حدّثنا أبو زبر حدّثنا الضحاك بن عرزب ، قال : سمعت أبا هريرة : وهو الصواب.

٣٧١٢ ـ جعفر بن هارون بن إبراهيم بن الحضر بن ميدان ، أبو محمّد النّحويّ الدّينوريّ :

نزل بغداد وكان يؤدب بها أولاد ابن عبد العزيز الهاشمي ، وحدث عن إسحاق ابن صدقة بن صبيح الدّينوري ، وعبد الله بن محمّد بن سنان الروحي وعبد الله بن محمّد بن وهب الحافظ ، وغيرهم. حدّثنا عنه الحسين بن الحسن المخزومي ، وأبو الحسين بن الفضل القطّان ، وأبو على بن شاذان ، وذكر لنا ابن الفضل أنه سمع منه في جمادى الأولى من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم المخزومي حدّثنا أبو محمّد جعفر بن هارون النّحويّ المؤدّب حدّثنا عبد الله بن محمّد بن سنان السّعدي حدّثنا عبد الله بن رجاء حدّثنا زائدة بن قدامة عن محمّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء. بنصف يوم خمسمائة سنة» (١).

٣٧١٣ ـ جعفر بن محمّد بن يزداد ، أبو محمّد البغداديّ :

حدث بمصر عن عيسى بن بشر الأرموي. روى عنه أبو الفتح بن مسرور ، وقال:كان ثقة.

٣٧١٤ ـ جعفر بن محمّد بن أحمد بن بنت حاتم بن ميمون أبو الفضل المعدّل :

كان ينزل في سويقة غالب ، وحدث عن القاسم بن محمّد الدلال ، ومحمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ ، وأحمد بن حمّاد بن سفيان القرشيّ الكوفيين ، وعن أحمد بن محمّد بن حميد المقرئ ، وبشر بن موسى الأسديّ ، ومحمّد بن عيسى بن السّكن الواسطي ، ومحمّد بن أحمد بن النّضر الأزدي ، وعبد الله بن محمّد بن عزيز الموصلي حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو بكر محمّد بن عبد الله بن أبان الهيتي ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو بكر الهيتى حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّد بن حاتم المعدّل ـ إملاء

__________________

(١) ٣٧١٢ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٣٥٤. وسنن ابن ماجة ٤١٢٢. ومسند أحمد ٢ / ٣٤٣ ، ٣ / ٣٢٤.

٢٣٣

ببغداد في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ـ أخبرنا أبو القاسم بن محمّد ـ قراءة عليه بالكوفة ـ حدّثنا محمّد بن عمران بن أبي ليلى قال حدّثنا أبي قال حدّثني ابن أبي ليلى عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن بابا عن عبد الله بن مسعود. قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال : «اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات ، وملء الأرض ، وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أهل الكبرياء وأهل المجد» (١).

قال محمّد بن أبي الفوارس : توفى أبو الفضل جعفر بن محمّد بن أحمد ابن بنت حاتم بن ميمون الشاهد يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من شوال سنة ست وأربعين وثلاثمائة.

٣٧١٥ ـ جعفر بن محمّد بن نصير بن القاسم ، أبو محمّد الخوّاص المعروف بالخلديّ :

شيخ الصّوفيّة. سمع الحارث بن أبي أسامة التّميميّ ، وبشر بن موسى الأسديّ ، وأبا شعيب الحراني ، وعلي بن عبد العزيز البغويّ ، وعمر بن حفص الدوسي ، والحسن ابن علي المعمّري ، ومحمّد بن الفضل بن جابر السّقطيّ ، ومحمّد بن جعفر القتات والحسن بن علوية القطّان ، وخلف بن عمرو العكبري ، وأحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي ، ومحمّد بن يوسف بن التركي ، وأحمد بن علي الخراز ، وجعفر بن محمّد ابن حرب العبّاداني ، وأبا مسلم الكجّي ، ومحمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، وغيرهم من أهل الكوفة ، والمدينة ، ومكة ، ومصر ، وكان سافر الكثير ، ولقى المشايخ الكبراء من المحدثين ، والصّوفيّة ، ثم عاد إلى بغداد فاستوطنها ، وروى بها علما كثيرا. حدث عنه أبو عمر بن حيويه ، وأبو الحسن الدارقطني ، وأبو حفص بن شاهين. وحدّثنا عنه أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصّلت الأهوازي ، وعبد العزيز بن محمّد بن نصر الستوري ، والحسين بن الحسن المخزومي ، وأبو الحسن بن رزقويه ، وأبو الحسين بن بشران ، وابن الفضل القطّان ، والحسن بن عمر بن برهان الغزّال ، وعبد الله بن يحيى السّكّري ، ومحمّد بن أحمد ابن أبي طاهر الدّقّاق ، ومحمّد بن عبيد الله الحنائي ، وعلي بن أحمد الرزاز وأبو

__________________

(١) ٣٧١٤ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ٢٠١ ، ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، ٢٠٦.

٣٧١٥ ـ انظر : الأنساب للسمعاني ٥ / ١٦١.

٢٣٤

الحسن الحمامي المقرئ ، ومحمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد البزار ، وأبو علي بن شاذان ، وغيرهم. وكان ثقة صادقا ، دينا فاضلا.

أخبرنا على بن أبي علي البصريّ قال حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطّبريّ المقرئ قال : سمعت جعفرا الخلدي يقول : لو تركني الصّوفيّة لجئتكم بإسناد الدّنيا. مضيت إلى عبّاس الدوري وأنا حدث ، فكتبت عنه مجلسا واحدا ، وخرجت من عنده فلقيني بعض من كنت أصحبه من الصّوفيّة فقال : أيش هذا معك؟ فأريته إياه. فقال : ويحك ، تدع علم الخرق ، وتأخذ علم الورق! قال : ثم خرق الأوراق ، فدخل كلامه في قلبي. فلم أعد إلى العبّاس.

حدّثني أبو القاسم الأزهري عن محمّد بن العبّاس بن الفرات. قال : مولد جعفر الخلدي في سنة اثنتين ـ أو ثلاث ـ وخمسين ومائتين.

حدّثني مسعود بن ناصر السجزي قال سمعت أبا صالح منصور بن عبد الوهّاب الصّوفيّ يقول سمعت أبا عبد الله أحمد بن عبد الرّحمن الهاشمي ـ بسمرقند ـ يقول سمعت جعفر بن محمّد الخلدي يقول : كنت يوما عند الجنيد بن محمّد وعنده جماعة من أصحابه يسألونه عن مسألة فقال لي : يا أبا محمّد أجبهم ، قال : فأجبتهم فقال : يا خلدي من أين لك هذه الأجوبة؟ فجرى اسم الخلدي على إلى يومي هذا ، وو الله ما سكنت الخلد ، ولا سكنه أحد من آبائي ، وسألته عن السؤال فقال : قالوا : أنطلب الرزق؟ فقلت : إن علمتم أنه نسيكم فذكروه ، فقالوا : أندخل البيت ونتوكل على الله؟ فقلت أتجربون الله بالتوكل؟ فهذا شك. قالوا : فكيف الحيلة؟ فقلت ترك الحيلة.

حدّثنا محمّد بن علي بن الفتح أخبرنا محمّد بن الحسين بن موسى النّيسابوريّ قال سمعت الحسين بن أحمد ـ هو ابن جعفر ـ أبو عبد الله الرازي يقول : كان أهل بغداد يقولون : عجائب بغداد ثلاثة ، إشارات الشبلي ، ونكت المرتعش ، وحكايات جعفر!.

حدّثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني ـ بها ـ حدّثنا معمّر بن أحمد بن زياد الأصبهانيّ أخبرني يحيى بن القاسم قال سمعت الحسن بن سليمان. يقول قال : جعفر الخلدي : كنت في ابتداء أمري وإرادتي ليلة نائما ، فإذا بهاتف يهتف بي ويقول : يا جعفر امض إلى موضع كذا وكذا واحفر ، فإن لك هناك شيئا مدفونا ، قال فجئت إلى الموضع وحفرت ، فوجدت صندوقا فيه دفاتر ، وإذا فيه حزمة

٢٣٥

فأخرجتها وقرأتها ، فإذا فيها أسماء ستة آلاف شيخ من أهل الحقائق ، والأصفياء والأولياء. من وقت آدم إلى زماننا هذا ، ونعوتهم وصفتهم وكلهم كانوا يدعون هذا ـ يعنى مذهب الصّوفيّة ـ قال الحسن بن سليمان : وكان في تلك الكتب عجائب ، فقرأ ولم يدفع إلى أحد ، ثم دفنها ولم يظهر ذلك لأحد إلى أن مات!

أخبرنا علي بن أبي علي حدّثنا إبراهيم بن أحمد الطّبريّ حدّثنا جعفر بن الخلدي. قال : ودعت في بعض حجاتي المريني الكبير الصّوفيّ فقلت : زودني شيئا فقال : إن ضاع منك شيء ، أو أردت أن يجمع الله بينك وبين إنسان فقل : يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد ، اجمع بيني وبين كذا وكذا ، فإن الله يجمع بينك وبين ذلك الشيء ، أو ذلك الإنسان بتلك. فجئت إلى الكتاني الكبير الصّوفيّ فودعته ، وقلت : زودني شيئا ، فأعطاني فصا عليه نقش كأنه طلسم وقال : إذا اغتممت فانظر إلى هذا فإنه يزول غمك ، قال : فانصرفت فما دعوت الله بتلك الدعوة في شيء إلا استجيب ، ولا رأيت الفص وقد اغتممت إلا زال غمي ، فأنا ذات يوم قد توجهت أعبر إلى الجانب الشرقي من بغداد حتى هاجت ريح عظيمة وأنا في السميرية ، والفص في جيبي ، فأخرجته لأنظر إليه ، فلا أدري كيف ذهب مني ، في الماء ، أو في السفينة ، أو ثيابي؟ فاغتممت لذهابه غما عظيما ، فدعوت بالدعوة وعبرت ، فما زلت أدعو الله بها يومي وليلتي ومن غد وأياما. فلما كان بعد ذلك أخرجت صندوقا فيه ثيابي لأغير منها شيئا ، ففرغت الصندوق فإذا بالفص في أسفل الصندوق ، فأخذته وحمدت الله على رجوعه.

أخبرنا علي بن محمود بن إبراهيم الزوزني حدّثنا علي بن المثنّى التّميميّ ـ بأستراباذ ـ قال : سمعت جعفرا الخلدى يقول لرجل : كن شريف الهمة فإن الهمم تبلغ بالرجل لا المجاهدات.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد أخبرنا محمّد بن الحسين النّيسابوريّ قال : سمعت أبا علي الأبهري يقول سمعت جعفرا يقول : ما عقدت لله على نفسي عقدا فنكثته.

أخبرنا أبو عبيد محمّد بن أبي نصر النّيسابوريّ حدّثنا أبو الحسن محمّد بن علي العلويّ الهمذاني قال : سمعت جعفر بن محمّد الخلدي يقول : دخلت البرية وحدي فلما دخلت الهبير استوحشت ، فإذا هاتف يهتف بي : يا جعفر قد نقضت العهد ، لم

٢٣٦

تستوحش؟ أليس حبيبك معك؟! حدّثنا عبد العزيز بن الورّاق حدّثنا علي بن عبد الله الهمذاني. قال سمعت الخلدي يقول : خرجت سنة من السنين إلى البادية ، فبقيت أربعة وعشرين يوما لم أطعم فيها طعاما ، فلما كان بعد ذلك رأيت كوخا وفيه غلام ، فقصدت الكوخ فرأيت الغلام قائما يصلي ، فقلت في نفسي : بالعشي يجيء إلى هذا طعام فآكل معه ، فبقيت تلك الليلة والغد وبعد غد ثلاثة أيام لم يجئه أحد بطعام. ولا رأيت أحدا ، فقلت : هذا شيطان ليس هذا من الناس ، فتركته وانصرفت ، فلما كان بعد وقت أنا قاعد في منزلي أميز شيئا من الكتب ، إذا بداق يدق الباب ، فقلت : من هذا؟ ادخل ، فدخل الغلام وقال لي : يا جعفر أنت كما سميت ، جاع فر!

أخبرنا رضوان بن محمّد بن الحسن الدّينوري قال سمعت معروف بن محمّد بن معروف الصّوفيّ ـ بالري ـ قال : سمعت الخلدي يقول : إني أخاف أن يوقفني المشايخ بين يدي الله تعالى يقولون لم أخرجت أسرارنا إلى الناس؟!

أخبرنا علي بن المحسن القاضي ـ غير مرة ـ قال : حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطّبريّ. قال : قال لي جعفر الخلدي : وقفت بعرفة ستا وخمسين وقفة منها إحدى وعشرون على المذهب! فقلت لأبي إسحاق : أى شيء أراد بقوله على المذهب؟ فقال : يصعد إلى قنطرة الياسرية فينفض كميه حتى يعلم أنه ليس معه زاد ولا ماء ، ويلبي ويسير!!

أخبرنا أبو حاتم أحمد بن الحسن حدّثنا محمّد بن عبد الله بن حمدون يقول سمعت جعفر الخلدي يقول : حججت نيفا وعشرين حجة على قدمي ، ما حملت في شيء منها زادا ولا درهما ولا دينارا. وكنت إذا نزل الناس في المنزل يكون حولي من المأكول والمشروب ما يكفي جماعة ، فلما كان يوم من الأيام لقيتني امرأة ومعي ركوة فارغة فقالت : هل أصب لك فيها ماء؟ قلت : افعلي ، فصبت في ركوتي الماء ومشيت فأثقلني فصببته في أصل شجرة ثم سرت. وكان حالي في جميع الحج ما ذكرته.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد أخبرنا محمّد بن الحسين النّيسابوريّ قال : سمعت أبا سعيد الرازي يقول : لقيت جعفرا آخر ما لقيته وكان قد حج أربعا وخمسين حجة ، ثم حج بعد ذلك حججا. قال محمّد بن الحسين : حج جعفر ستين حجة!

أخبرنا علي بن محمود الصّوفيّ قال : سمعت أبا القاسم القصري في دار أبي مسلم ابن مامكا يقول : رأينا جعفرا الخلدي في آخر عمره وفي فرد رجله جورب من جلود.

٢٣٧

فقالوا : أيها الشّيخ أيش سبب هذا ، فرد رجلك مكشوفة ، وفرد رجلك مغطاة؟ فقال : حججت الحجة الأخيرة ، فلما رجعت من مكة كنت في كنيسة (١) فجاز علي فقير فقال لي : أيها الشّيخ أحد عندك رمانة؟ فقلت له : هاهنا موضع رمان؟! أطلب منى حبة كعك ، أو ماء ، الذي يوجد هاهنا. فقال لي : أتريد أنت رمانا؟ قلت : نعم. فأدخل يده في كمه فأخرج رمانة ورماها إلى المحمل ، ولم يزل يرمي رمانة رمانة حتى امتلأت الكنيسة رمانا ثم غاب عني. قال فبقيت أتعجب منه ، وفرقت الرمان في القافلة ، وحملت منه إلى بغداد ، فلما كان من الغد جاز علي فرآني نائما ، وفرد رجلي خارج الكنيسة فقال لي : أما يكفيك أن تنام بين يدي سيدك حتى تمد رجلك؟ قال وضرب بفرد كمه على رجلي فوقع في رجلي مثل النار ، فكلما غطيتها سكن الضربان ، وكلما كشفتها يعود ذلك الضربان.

حدّثنا إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني حدّثنا معمّر بن أحمد الأصبهانيّ قال سمعت أبا عبد الله البغدادي يقول : سمعت هبة الله الضّرير ـ ببغداد ـ يقول : دخل جعفر الخلدي بلد حمص ، فسألوه القيام عندهم سنة. فقال : على شريطة. قيل له : وما هي؟ قال تجمعون لي كذا وكذا ألف دينار ، قال فجمعوا له ما سأل. فقال احملوها إلى الجامع قال فجعلت على قطع ، قال ففرق كل ذلك على الفقراء فلم يأخذ منها شيئا ، ثم قال : لم أكن أحتاج إلى الدنانير ولكن أردت أن أجرب رغبتكم في وقوفي عندكم!!

سمعت أبا الحسن محمّد بن أحمد بن رزق يقول : مات جعفر الخلدي في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.

حدّثنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان. قال : توفي جعفر الخلدي يوم الأحد لسبع خلون من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.

٣٧١٦ ـ جعفر بن أحمد بن إبراهيم ، أبو محمّد المقرئ :

بغدادي نزل مكة فأقام بها إلى حين وفاته ، وحدث بها أحمد بن الهيثم بن خالد البزّاز صاحب أبي نعيم. وعن عيّاش بن محمّد الجوهريّ ، وغيرهما. روى عنه منير ابن أحمد المصريّ.

__________________

(١) هكذا في النسختين في جميع المواضع.

٢٣٨

ذكر لي جميع ذلك محمّد بن علي الصوري وقال لي : عاش هذا الشّيخ إلى سنة خمسين وثلاثمائة ، ومات قريبا من ذلك.

٣٧١٧ ـ جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم ، أبو محمّد المؤدّب :

واسطي الأصل سمع إدريس بن جعفر العطّار ، ومحمّد بن سليمان الباغندي ، وموسى بن الحسن النسائي وبشر بن موسى الأسديّ ، ومحمّد بن يونس الكديمي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وموسى بن إسحاق الأنصاري ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، وموسى بن هارون الحافظ ، وجعفر بن محمّد بن اليمان المؤدّب ، وأحمد ابن علي الأبار ، وأحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وعلي ابن أحمد الرزاز ، وطلحة بن علي الكتاني ، وأبو علي بن شاذان ، وكان ثقة.

قال لنا ابن شاذان : توفى أبو محمّد جعفر بن محمّد الواسطي المؤدّب في النصف من شهر رمضان من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. وقال محمد بن أبي الفوارس : توفى يوم الأربعاء لإحدى عشرة من شهر رمضان ، وكان شيخا ثقة كثير الحديث.

٣٧١٨ ـ جعفر بن أحمد الضّرير الفرضيّ :

حدث عن حامد بن محمّد بن شعيب. روى عنه إبراهيم بن مخلد الباقر حيّ.

٣٧١٩ ـ جعفر بن علي بن فرّوخ ، الدوري البغدادي :

حدث عن محمّد بن جرير الطّبريّ. روى عنه محمّد بن سعيد الكسائي الجرجاني.

٣٧٢٠ ـ جعفر بن محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسّان ، أبو محمّد التّنوخيّ :

أصله من الأنبار ، وذكر لي أبو القاسم التّنوخيّ أنه ولد ببغداد في ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثمائة. قال : وكان أحد القراء للقرآن بحرف عاصم ، وحمزة والكسائي ، وكتب هو وأخوه علي الحديث في موضع واحد. قال : وأصل كل واحد منهما أصل الآخر ، وشيوخ كل واحد منهما شيوخ الآخر.

وحدث عن عبد الله بن محمّد البغويّ ، وأبي بكر بن أبي داود ، وأبي اللّيث الفرائضي ، وأحمد بن القاسم أخي أبي اللّيث ، وأحمد بن عبيد الله بن عمار ، وجده

__________________

٣٧١٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٥٨.

٣٧٢٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٢٤.

٢٣٩

أحمد بن إسحاق بن البهلول ، وأبي عمر محمّد بن يوسف القاضي ، ومحمّد بن هارون بن المجدر ، وعبد الوهّاب بن أبي حية ، وأحمد بن سليمان الطوسي ، ويحيى ابن محمّد بن صاعد وغيرهم. وعرض عليه القضاء والشهادة فأباهما تورعا ، وتقللا ، وصلاحا. حدّثنا عنه التّنوخيّ.

أخبرنا علي بن المحسن حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن أحمد بن إسحاق ابن البهلول حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ حدّثنا علي بن الجعد حدّثنا شعبة عن قتادة عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم اتخذ خاتما ونقش فيه محمّد رسول الله.

قال لي علي بن المحسن : مات جعفر بن أبي طالب بن البهلول ببغداد ليلة الأربعاء لثمان وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ، ودفن من الغد إلى جانب داره بسكة أبي العبّاس الطوسي.

قلت : وهو أخو على والبهلول ابني محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول.

٣٧٢١ ـ جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب بن زريق بن محمّد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين ، أبو محمّد الطّاهري :

حدث عن أبي القاسم البغويّ ، ويحيى بن صاعد ، وأبي بكر النّيسابوريّ ، وأبي عبيد بن المحامليّ ، وعبد الله بن العبّاس بن جبريل الشمعي. حدّثنا عنه أحمد بن محمّد العتيقي ، ومحمّد بن علي بن الفتح الحربيّ.

أخبرنا العتيقي حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن علي الطّاهري حدّثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل حدّثنا زيد بن إسماعيل حدّثنا معاوية ـ هو ابن هشام ـ حدّثنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر. قال : صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة الخوف في بعض أيامه ، فكانت طائفة منهم صفا ، وطائفة بينه وبين العدو ، فصلى بهم ركعتين ، ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء ، وجاء هؤلاء فصلى بهم ركعتين. قال ابن عمر : وإذا كان خوف أكثر من ذلك صلوا قياما ، يؤمون إيماء.

سألت العتيقي عن الطّاهري فقال : ثقة ، كان ينزل شارع دار الرّقيق ، ومات في شوال من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.

__________________

٣٧٢١ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٨ / ١٨١ ، ١٨٢.

٢٤٠