تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٧

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

ذكر من اسمه بنان

٣٥٣٩ ـ بنان :

شيخ ، حدث عن إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى الأسلمى. روى عنه الحسين بن إسماعيل المحامليّ ولم ينسبه ، دفع إلى أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحامليّ كتاب جده فوجدت فيه بخطه.

ثم حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال قال حدّثنا بنان حدّثنا إبراهيم بن محمّد المدني حدّثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عبد الله عن جده عن ابن عبّاس. قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بناقة قد وسمتها حلقتين في خديها ، فلما رآها قال «يا ابن عبّاس ، سائر الجسد أحمل للبأس من الوجه» (١).

قال ابن عبّاس : والذي بعثك بالحق لأجعلنهما في أقصى عظم منها. فجعلهما في الجاعرتين (٢).

٣٥٤٠ ـ بنان بن سليمان ، أبو سهل الدّقّاق.

حدث عن عبيد الله بن موسى ، ومحمّد بن سابق ، ومحمّد بن مصعب القرقسانى ، وخنيس بن بكر بن خنيس ، وأحمد بن الحجّاج المروزي ، والحارث بن خليفة ، وأبى نعيم النّخعيّ ، والحسن بن عطيّة وعبد الله بن رجاء الغدانى ، وإبراهيم بن أبي العبّاس السامري. روى عنه محمّد بن الفتح القلانسي ، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني ، ومحمّد بن جعفر الخرائطى ومحمّد بن جعفر المطيري وغيرهم. وكان اسمه داود ولقبه بنان ، وهو الغالب عليه ، وكان ثقة.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال قرأت على أبي حفص بن الزيات أخبركم محمّد بن جعفر المطيري حدّثنا بنان بن سليمان حدّثنا الحارث بن خليفة حدّثنا شعبة

__________________

(١) ٣٥٣٩ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٤١١٢١.

(٢) الجاعرتان : هما مضرب الفرس بذنبه على فخذيه ، أو حرفا الوركين المشرفين على الفخذين. (القاموس).

١٠١

عن ابن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «الحور العين خلقن من الزعفران» (١).

قال المطيري : هكذا قال لنا بنان ، وأصلح في كتابي شعبة.

قلت : رواه غيره عن بنان عن الحارث عن ابن علية. وكذلك رواه محمّد بن غالب التمتام عن الحارث بن خليفة عن ابن علية ، لم يذكر بينهما شعبة وهو أشبه بالصواب.

أما حديث بنان عن الحارث عن ابن علية : فأخبرنيه عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر بن الصباغ حدّثنا على بن عمر بن محمّد السّكّري حدّثنا النّعمان ابن هارون بن أبي الدلهاث الشّيبانيّ حدّثنا أبو سهل بنان بن سليمان الدّقّاق.

وحدّثنا يحيى بن على بن الطّيّب الدسكري قال أخبرنا أبو بكر بن المقرئ الأصبهانيّ حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن عبّاس البلديّ ـ بملطية ـ حدّثنا بنان بن سليمان البغدادي حدّثنا الحارث بن خليفة حدّثنا إسماعيل بن علية حدّثنا عبد العزيز ابن صهيب عن أنس بن مالك. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حور العين خلقن من الزعفران» (٢).

٣٥٤١ ـ بنان بن يحيى بن زياد ، أبو الحسن المغازليّ :

حدّثنا عن عاصم بن على ، وأحمد بن نصر الشهيد ، ويحيى بن معين ، وأبى إبراهيم الترجماني ، وداود بن معمّر البصريّ ، ومحمّد بن حفص الشّيبانيّ. روى عنه أبو العبّاس بن مسروق الطوسي ، ومحمّد بن خلف وكيع ، وعبد الملك بن أحمد بن نصر الدّقّاق ، ومحمّد بن مخلد العطّار ، وغيرهم. وكان ثقة.

حدّثنا يحيى بن على الدسكري حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم المعدّل ـ بنيسابور ـ حدّثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن أحمد بن حفص حدّثنا بنان بن يحيى البغدادي حدّثنا عاصم بن على حدّثنا أبي عن أبي على الرحبي عن عكرمة عن ابن عبّاس. قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا هاجت الريح استقبلها وجثا على ركبتيه ، ومد يديه وقال : «اللهم إنى أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به ،

__________________

(١) ٣٥٤٠ ـ انظر الحديث في : الدر المنثور ٦ / ٣٣.

(٢) انظر التخريج السابق.

٣٥٤١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٩٢.

١٠٢

وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به ، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا ، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» (١).

أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن بنان بن يحيى المغازلي مات في رجب سنة أربع وستين ومائتين.

٣٥٤٢ ـ بنان بن أحمد بن علويه ، أبو محمّد القطّان :

سمع داود بن رشيد ، وعبيد بن جناد الحلبي ، وعثمان بن أبي شيبة ، وعبد الله بن عمر الجعفي ، وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، ويعقوب الدورقي ، وزيد بن أخزم. روى عنه محمّد بن مخلد ، وعبد الصّمد بن على الطستيّ ، ومحمّد بن الحسن بن مقسم ، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي وعلى بن محمّد بن سعيد الرزاز ، ومحمّد بن خلف بن جيان ، ومحمّد بن المظفّر.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ حدّثنا بنان ابن أحمد بن على القطّان حدّثنا عبد الله بن عمر حدّثنا عبد الرّحيم بن ليث عن طاوس عن ابن عبّاس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يقتل المحرم الحدأة ، والعقرب والغراب ، والكلب العقور ، والفأرة ، كل هؤلاء فويسقة» (١).

حدّثنا الزّهريّ حدّثنا أبو الحسن الدارقطني. قال : بنان بن أحمد بن علوية القطّان جارنا في دار القطن ، لم يكن به بأس. توفى بعد الثلاثمائة بيسير ، كتب الناس عنه ، وحدثوا عنه.

حدّثني على بن محمّد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سألت الدارقطني عن بنان بن أحمد بن علوية أبي محمّد القطّان فقال : لا بأس به ما علمت إلا خيرا ، كان شيخا صالحا فيه غفله.

٣٥٤٣ ـ بنان بن محمّد بن حمدان بن سعيد ، أبو الحسن الزاهد ، ويعرف بالحمّال :

سمع الحسن بن عرفة ، وحميد بن الرّبيع ، والحسن بن محمّد الزعفراني ، ونحوهم.

__________________

(١) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ١٠ / ١٣٥. وكنز العمال ١٨٠٣٣.

(١) ٣٥٤٢ ـ انظر : سؤالات حمزة السهمي برقم ٢١٦.

انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٧. ومسند أحمد ٣ / ٨٠.

٣٥٤٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٧٣. وسؤالات السهمي للدارقطني ٢٢٠.

١٠٣

ذكر غير واحد أنه بغدادى ، وقيل واسطى ، سكن مصر وحدث بها فحديثه عند أهلها. روى عنه الحسن بن رشيق ، وغيره. وكان عابدا يضرب به المثل في وقته.

فسمعت أبا نعيم الحافظ يقول : بنان بغدادى ، وقيل واسطى سكن مصر.

وأخبرنا عبيد الله بن أبى الفتح أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال : بنان بن محمّد الزاهد الحمال بغدادى ، سكن مصر ومات بها بعد الثلاثمائة ، وكان فاضلا.

وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ. قال : بنان ابن محمّد بن حمدان بن سعيد أبو الحسن الحمال الواسطي ، نزل مصر كان أستاذ أبي الحسين التّوزيّ.

قلت : وأرى أن أصله كان من واسط ونشأ ببغداد ، وسمع بها الحديث وأقام بها دهرا إلى أن انتقل عنها إلى مصر.

أخبرني الأزهرى أخبرنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم النّيسابوريّ أنه سمع الزبير بن عبد الواحد يقول سمعت بنانا الحمال يقول : الحر عبد ما طمع ، والعبد حر ما قنع!.

أخبرني محمّد بن طلحة النّعاليّ حدّثنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن المزكى عن شيخ أظنه الزبير بن عبد الواحد قال سمعت بنانا الحمال يقول : البريء جرىء ، والخائن خائف ، ومن أساء استوحش.

حدّثنا أبو طالب يحيى بن على الدسكري أخبرنا أبو بكر بن المقرئ حدّثنا بنان الزاهد ـ بمصر ـ حدّثنا يونس بن عبد الأعلى حدّثنا أحمد بن أبي الغمر قال سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول : من أمن أن يستثقل ثقل.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت محمّد بن الحسين بن موسى يقول سمعت الحسين بن أحمد الرازي يقول سمعت أبا على الروذبارى يقول : كان سبب دخولي مصر حكاية بنان ؛ وذاك أنه أمر ابن طيلون بالمعروف ، فأمر أن يلقى بين يدي السبع ، قيل له : ما الذي كان في قلبك حيث شمك السبع قال : كنت أتفكر في سؤر السباع ولعابها. واحتال عليه أبو عبد الله القاضي حتى ضرب سبع درر ، فقال له : حبسك الله بكل درة سنة ، فحبسه ابن طيلون سبع سنين!.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي ـ بنيسابور ـ أخبرني عبد الملك بن إبراهيم القشيري حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن الأردنى حدّثنا عمر بن محمّد بن عراك : أن رجلا كان له على رجل مائة دينار بوثيقة إلى أجل ، فلما جاء الأجل طلب الوثيقة فلم يجدها فجاء إلى أبي الحسن بنان فسأله الدعاء ، فقال له : أنا

١٠٤

رجل قد كبرت. وأنا أحب الحلواء ، اذهب إلى دار فرج فاشتر لي رطل معقود وجئني به حتى أدعو لك ، فذهب فاشترى به ما قال ثم جاء به. فقال له بنان : افتح القرطاس ففتح الرجل القرطاس فإذا هو بالوثيقة فقال لبنان : هذه وثيقتي! فقال خذ وثيقتك ، وخذ المعقود أطعمه صبيانك ، فأخذه ومضى.

حدّثني على بن محمّد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول ـ وسألت الدارقطني عن بنان بن محمّد الصّوفيّ ـ فقال ذا كان شيخا صالحا.

حدّثني محمّد بن على الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : بنان بن محمّد بن حمدان بن سعيد يكنى أبا الحسن من أهل واسط يعرف بالحمال ، كان زاهدا متعبدا قدم إلى مصر ، وكان له بمصر موضع ومنزلة عند العامة والخاصة ، وكانت العامة تضرب بعبادته وزهده المثل ، وكان لا يقبل من السلطان شيئا ، وكان صالحا متحليا. حدث عن الحسن بن عرفة وطبقة نحوه وبعده ، وكتب عنه ، وكان ثقة توفى بمصر يوم الأحد اليوم الثالث من شهر رمضان سنة ست عشرة وثلاثمائة. وخرج في جنازته أكثر أهل البلد من الخاص والعام ، وكان شيئا عجبا.

٣٥٤٤ ـ بنان بن محمّد بن بنان ، أبو القاسم :

خطيب الزعفرانية ـ وهي قرية أسفل من كلواذي ـ سمع محمّد بن إسماعيل الورّاق ، وأبا حفص بن شاهين. كتبت عنه في قريته الزعفرانية وقت انحدارى إلى البصرة ، وذلك في جمادى الأولى من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. وكان صدوقا.

أخبرنا بنان بن محمّد حدّثنا محمّد بن إسماعيل الوراق ـ إملاء ـ حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن عبد العزيز حدّثنا محمّد بن جعفر الوركانى حدّثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال : «فضل صلاة الجماعة على صلاة أحدكم وحده ؛ خمسة وعشرون جزءا» (١). قيل : أذكره عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم

__________________

(١) ٣٥٤٤ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٦٤ ، ٣٩٦. وإتحاف السادة المتقين ٣ / ٤٨٩.

١٠٥

ذكر من اسمه بدر

٣٥٤٥ ـ بدر بن المنذر بن بدر بن النّضر ، أبو بكر المغازليّ (١) :

وهو بدر بن أبي بدر ، وكان اسمه أحمد ولقبه بدر ، وهو الغالب عليه ، حدث عن معاوية بن عمر. وروى عنه أحمد بن سلمان النجاد ، وأبو سهل بن زياد ، وأبو بكر الشافعي ، وأحمد بن يوسف بن خلّاد ، وغيرهم. وكان ثقة. ويعد من الأولياء العازفين عن الدنيا.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان حدّثنا بدر بن المنذر المغازلي حدّثنا معاوية بن عمرو عن زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو علموا ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، ولو علم أحدكم إذا أتاهما أن يجد عرقا من شاة ثمينة ، أو مرماتين حسنتين لأتيتموهما أجمعون ، لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلا فيصلى بالناس ، ثم آتى الذين يتخلفون عن الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم» (٢).

أخبرنا على بن أحمد الرزاز أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد حدّثنا أحمد بن المنذر المعروف ببدر المغازلي الشّيخ الصّالح ـ أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أحمد ابن موسى القرشيّ.

وأخبرنا الحسن بن على الجوهريّ أخبرنا محمّد بن العبّاس. قالا : حدّثنا أبو الحسين بن المنادى. قال : وكان أبو بكر بدر بن المنذر المغازلي الذي ينزل الزمشية (٣) من المعدودين في الصّالحين ، وقد كتب عنه الحديث ، حدث عن : عبد العزيز بن جعفر قال : حدّثنا أبو بكر الخلّال ـ وذكر بدر بن أبي بدر ـ فقال : كان أبو عبد الله

__________________

(١) ٣٥٤٥ ـ المغازلي : هذه النسبة إلى بيع المغازل (لب اللباب ٢٣٩).

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ص ٤٥١. ومسند أحمد ٢ / ٤٦٦ ، ٤٧٢ ، ٥٣١ ، ٥ / ١٤٠.

(٣) هكذا في النسختين.

١٠٦

ـ يعنى أحمد بن حنبل ـ يقدمه ويكرمه ، وكنت إذا رأيته ، ورأيت منزله ، ورأيت قعوده ، شهدت له بالصلاح ، والصبر على الفقر.

وقال الخلّال أخبرني الحسن بن منصور الرّقي. قال : ربما كنا عند أحمد بن حنبل فيخرج الشيء فيقول : أين بدر؟ ثم يقول : هذه من بابتك ـ يعنى أحاديث الزهد ونحو ذلك ـ.

وقال الخلّال أيضا : أخبرني محمّد بن على الحربيّ قال حدّثني محمّد بن يزيد قال كنا عند خطاب نعوده ، فدخل إليه بدر بن أبي بدر يعوده ، فلما خرج قال : تعرفون بدرا؟ قلنا : نعم نعرفه. قال : كان أحمد بن حنبل يتعجب منه ويقول : من مثل بدر؟ بدر قد ملك لسانه.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ. قال : قال أبو محمّد الجريري : كنت عند بدر المغازلي ، وكانت امرأته باعت دارا لها بثلاثين دينارا ، فقال لها بدر : نفرق هذه الدنانير في إخواننا ونأكل رزق يوم بيوم ، فأجابته إلى ذلك وقالت : تزهد أنت ونرغب نحن؟ هذا ما لا يكون!.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع. قال : وتوفى أبو الحسن ابن بنت محمّد بن حاتم بن ميمون لتسع خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين وأبو بكر بدر بن المنذر المغازلي ـ كتب الناس عنه لصلاحه ـ مات قبل ابن بنت حاتم بن ميمون بيوم واحد بالجانب الغربي في الزمشية.

٣٥٤٦ ـ بدر بن عبد الله ، أبو الحسن الجصّاص الرّوميّ :

حدث عن عاصم بن على وسعيد بن سليمان الواسطيين ، وأبى الرّبيع الزهراني ، وخليفة بن خياط العصفري روى عنه إسماعيل بن على الخطبي ، وأبو بكر النقاش المقرئ.

أخبرني على بن أحمد الرزاز حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد المقرئ ـ إملاء ـ حدّثنا بدر بن عبد الله الجصاص ـ في دار المعتضد ـ حدّثنا خليفة ابن خياط حدّثنا يحيى بن محمّد المدني أبو زكير حدّثنا ربيعة بن أبي عبد الرّحمن

__________________

٣٥٤٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٨٦.

١٠٧

عن أنس بن مالك. قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن أربعين ، فأقام بمكة عشرا ، وبالمدينة عشرا ، وتوفى وهو ابن ستين.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدّل حدّثني إسماعيل بن على الخطبي حدّثنا أبو الحسن بدر بن عبد الله الجصاص الرومي في المحرم سنة خمس وثمانين ومائتين.

٣٥٤٧ ـ بدر أبو النّجم مولى المعتضد بالله ، المعروف بالحماميّ ، ويسمّى بدر الكبير :

ولى الأمارة في بلدان جليلة ، وكان له من السلطان منزلة كبيرة ، وتولى الأعمال بمصر مع ابن طولون ، إلى أن فسد أمر ابن طولون وقتل ، فقدم بدر بغداد وأقام بها مدة ثم ولاه السلطان بلاد فارس ، فخرج إلى عمله وأقام هناك إلى أن توفى. وذكر لي أبو نعيم الحافظ أنه كان عبدا صالحا مستجاب الدعوة ، وقد حدث عن هلال بن العلاء الرّقي ، وعبيد الله بن محمّد بن رماحس الرملي. روى عنه ابنه محمّد بن بدر.

أخبرنا أبو نعيم حدّثنا أبو بكر محمّد بن بدر الأمير مولى المعتضد ـ ببغداد ـ حدّثنا أبي ـ أبو النجم بدر الكبير ـ حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن رماحس.

وأخبرنا أبو نعيم أيضا وأبو الحسن على بن عبيد الله الكاغدى جميعا بأصبهان. قالا : حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي الطبرانيّ حدّثنا عبيد الله بن رماحس القيسي ـ برمادة الرملة سنة أربع وسبعين ومائتين ـ حدّثنا أبو عمرو زياد بن طارق ـ وكان قد أتت عليه عشرون ومائة سنة قال ـ سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول : لما أسرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي أتيته ، فأنشأت أقول هذا الشعر :

امنن علينا رسول الله في كرم

فإنّك المرء نرجوه وننتظر

امنن على بيضة قد عاقها قدر

مشتّت شملها في دهرها غير

أبقت لنا الدّهر هتافا على حزن

على قلوبهم الغمّاء والغمر

إن لم تداركهم نعماء تنشرها

يا أرجح النّاس حلما حين يختبر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها

إذ فوك يملؤه من محضها الدّرر

إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها

وإذ يزينك ما تأتي وما تذر

لا تجعلنا كمن شالت نعامته

واستبق منّا فإنّا معشر زهر

إنّا لنشكر للنّعمى إذا كفرت

وعندنا بعد هذا اليوم مدّخر

١٠٨

فألبس العفو من قد كنت ترضعه

من أمّهاتك إنّ العفو مشتهر

يا خير من مرحت كمت الجياد به

عند الهياج إذا ما استوقد الشّرر

إنّا نؤمّل عفوا منك نلبسه

هدى البريّة إذ تعفو وتنتصر

فاعفو عفا الله عمّا أنت راهبه

يوم القيامة إذ يهدى لك الظّفر

قال : فلما سمع هذا الشعر قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما كان لي ولبنى عبد المطّلب فهو لكم»(١).

وقالت قريش : ما كان لنا فهو لله ولرسوله. وقال الأنصار ما كان لنا فهو لله ولرسوله.

قال الطبرانيّ : لا يروى هذا الحديث عن زهير بن صرد إلا بهذا الإسناد ، وتفرد به عبيد الله بن رماحس ، وكان قد أتى عليه عشر ومائة سنة ، ورأيته قد علا شجرة التين يلتقط منه!

أخبرنا أبو على محمّد بن وشاج حدّثنا عبد الصّمد بن أحمد بن حنش الخولاني قال أنشدنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن زياد قال أنشدنا المعوج الأنطاكي لنفسه في بدر الحمامي ـ وسقط عن فرسه ففصد ـ :

لا ذنب للطّرف إن زلّت قوائمه

وليس يلحقه من عائب دنس

حملت بأسا وجودا فوقه وندى

وليس يقوى بهذا كلّه الفرس

قالوا فصدت فما خلق به حرك

خوفا عليك ولا نفس لها نفس

كفّ الطّبيب دعا كفّا فقبّلها

ويطلب الغيث منها حين يحتبس

أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي قال : وورد الخبر في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة ـ يعنى وثلاثمائة ـ بموت بدر غلام ابن طولون المعروف ببدر الحمامي ، وكان أميرا على بلاد فارس كلها وكورها ، وقد طالت أيامه بها ، وصلحت بمكانه ، والسلطان حامد لأمره فيها ، وشاكر إلى مكانه بها ، فورد الخبر بوفاته ، وأن ابنه محمّدا قام بالأمر هناك ، وسكن الناس ، وضبط ما تهيأ له ضبطه ، فأمر السلطان أن يكتب إليه بالولاية مكان أبيه ، ويكتب إلى من معه من القواد بالسمع والطاعة له ، فنفذت الكتب بذلك ، ووصلت إليه ، وتأمر على بلاد فارس ، وأطاعه الناس.

__________________

٣٥٤٧ ـ انظر : النجوم الزاهرة ٣ / ٢٠٥. واللباب ١ / ٣١٥. والأعلام ٢ / ٤٥. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٨٨.

(١) انظر الحديث في : سنن النسائي ، كتاب الهبة باب ١. والمعجم الكبير ٥ / ٣١٢. ومجمع الزوائد ٦ / ١٨٦ ، ١٨٧. وإتحاف السادة المتقين ٦ / ٢٦٦.

١٠٩

٣٥٤٨ ـ بدر بن الهيثم بن خلف بن خالد بن راشد بن الضّحّاك بن النّعمان ابن محرق بن النّعمان بن المنذر ، أبو القاسم اللّخمي القاضي الكوفيّ :

نزل بغداد وحدث بها عن أبي كريب محمّد بن العلاء ، وهارون بن إسحاق الهمذانيين ، وهشام بن يونس اللؤلؤي ، ومحمّد بن عمر بن الوليد الكندي ، وعمرو ابن عبد الله ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأدويين. روى عنه محمّد بن إسحاق القطيعي ، وأبو عمر بن حيويه ، وأبو حفص بن شاهين ، ويوسف القواس ، وعيسى بن على الوزير وغيرهم وكان ثقة ، وكان من المعمّرين. وسمع الحديث بعد أن مضى له من عمره أربعون سنة.

أخبرني أبو الفرج الطناجيرى حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال حدّثنا بدر بن الهيثم القاضي ـ وما كتبت عن شيخ أسن منه ـ بلغني أنه بلغ مائة وست عشرة سنة.

حدّثني الأزهرى قال ذكر أبو الحسن الدارقطني : أن بدر بن الهيثم عاش مائة وسبع عشرة سنة ، وكان نبيلا ، وقد أدرك أبا نعيم الفضل بن دكين. وما كتب عنه. قال : ودخل على الوزير على بن عيسى فرفعه وقال له : كم سن القاضي؟ فقال : ما أدرى كم سنى ، ولكن كان قد ظهر بالكوفة أعجوبة ، فركبت مع أبي سنة خمس عشرة ومائتين ، وكان بين الركبتين مائة سنة!.

سمعت القاضي أبا عبد الله الحسين بن على الصيمري يحكى هذه الحكاية ، إلا أنه ذكر فيها أن بدرا قال : ركبت مع أبي إلى عامل كان للمأمون ، وذلك في سنة خمس عشرة ومائتين ، ثم ركبت إلى حضرة الوزير ـ يعنى على بن عيسى ـ في سنة خمس عشرة وثلاثمائة ، وبين الركبتين مائة سنة! قال على بن عيسى : لا يمكن أن يكون ركب إلى عامل المأمون مع أبيه وله أقل من خمس عشرة سنة. أو كما قال.

أخبرنا الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن على الصيرفي. قال : قال لنا أحمد بن محمّد بن عمران : مات بدر بن الهيثم القاضي سنة ست عشرة وثلاثمائة.

[قلت] : وهذا وهم والصواب ما :

أخبرني الأزهرى حدّثنا أبو بكر بن شاذان. قال : توفى بدر بن الهيثم القاضي لعشر خلون من شوال من سنة سبع عشرة وثلاثمائة.

وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه. قال : مات بدر بن الهيثم القاضي في شوال سنة سبع عشرة ، وحمل إلى الكوفة فدفن بها.

__________________

٣٥٤٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٨٥. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني ٢١٧.

١١٠

ذكر من اسمه البهلول

٣٥٤٩ ـ البهلول بن حسّان بن سنان ، أبو الهيثم التّنوخيّ :

من أهل الأنبار ، سمع ببغداد ، والبصرة ، والكوفة ، والمدينة ، ومكة ، وحدث عن شيبان بن عبد الرّحمن التّميميّ. وورقاء بن عمر اليشكري ، والفرج بن فضالة ، وإسماعيل بن عيّاش ، وأبى غسان محمّد بن مطرف ، وسعيد بن أبي عروبة ، وشعبة ابن الحجّاج ، وحمّاد بن سلمة وأبى شيبة القاضي ، وروح بن مسفر ، وهيثم بن بشير ، وقيس بن الرّبيع ، وشريك بن عبد الله ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب ، ومالك ابن أنس ، ومسلم بن خالد ، وسفيان بن عيينة. روى عنه ابنه إسحاق بن البهلول.

وسمعت القاضي أبا القاسم على بن المحسن التّنوخيّ يقول : هو البهلول بن حسّان بن سنان بن أوفى بن عوف بن أوفى بن سرح بن أوفى بن خزيمة بن أسد بن مالك ، أحد ملوك تنوخ بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، وقضاعة لقب واسمه عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر. ويقال : هو هود النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ حدّثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسّان الأزرق الأنباري الكاتب ـ إملاء في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في جامع الرصافة ـ قال حدّثني جدي إسحاق بن البهلول ـ في سنة ست وأربعين ومائتين ـ حدّثني أبي البهلول بن حسّان عن ورقاء عن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقول الله أنا عند ظن عبدى ، وأنا معه حيث يذكرني» (١).

__________________

٣٥٤٩ ـ انظر المنتظم لابن الجوزي ١٠ / ١٣٢.

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٩ / ١٤٧. وصحيح مسلم ٢٠٦١ ، ٢٠٦٨. وفتح الباري ١١ / ٢٠٩.

١١١

حدّثني على بن أبي على عن أحمد بن يوسف الأزرق قال أخبرني عمى إسماعيل ابن يعقوب أخبرني عمى البهلول بن إسحاق بن البهلول قال كان جدي البهلول بن حسّان قد طلب الأخبار ، واللغة والشعر ، وأيام الناس ، وعلوم العرب ، فعلم من ذلك شيئا كثيرا ، وروى منه رواية واسعة ، ثم طلب الحديث ، والفقه ، والتفسير والسير ، وأكثر من ذلك ، ثم تزهد إلى أن مات بالأنبار في سنة أربع ومائتين.

٣٥٥٠ ـ البهلول بن إسحاق بن البهلول بن حسّان بن سنان ، أبو محمّد التّنوخيّ :

سمع إسماعيل بن أبي أويس ، وإبراهيم بن حمزة ، ومصعب بن عبد الله الزبيريين وسعيد بن منصور ، وأبا مصعب الزّهريّ ، ومحمّد بن معاوية النّيسابوريّ ، وأحمد بن حاتم الطويل ، وأباه إسحاق بن البهلول ، وغيرهم. روى عنه أخوه أحمد ، وابنا أخيه يوسف الأزرق وإسماعيل ابنا يعقوب ، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق ، وأبو طالب محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول ، وعلى بن إبراهيم بن حمّاد الأزدي ، وأبو بكر الشافعي ، وأحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبزون الضّرير وجماعة آخرهم أبو بكر الإسماعيلى الجرجاني.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلاف أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدّثنا بهلول بن إسحاق حدّثنا سعيد بن منصور حدّثنا عبد العزيز بن محمّد عن زيد بن أسلم عن واقد بن أبي واقد عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال لنسائه : في حجته «هذه ، ثم ظهور الحصر» (١).

حدّثني على بن محمّد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول وسألت الدارقطني عن بهلول بن إسحاق بن بهلول بن حسّان الأنباري فقال : ثقة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول : مات بهلول بن إسحاق الأنباري سنة تسع وتسعين.

حدّثني عبد العزيز بن أحمد بن على الكتاني ـ بدمشق ـ أخبرنا مكي بن محمّد ابن الغمر المؤدّب حدّثنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد بن زبر. قال : سنة

__________________

٣٥٥٠ ـ انظر : سؤالات السهمي للدارقطني ٢١٢.

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ١٧٢٢. ومسند أحمد ٥ / ٢١٨ ، ٢١٩ ، ٦ / ٣٢٤. وفتح الباري ٤ / ٧٤.

١١٢

ثمان وتسعين فيها مات بهلول بن إسحاق بن بهلول وله خمس وسبعون سنة. كذا قال.

وحدّثني على بن أبي على عن أحمد بن يوسف الأزرق عن عمه إسماعيل بن يعقوب أن البهلول بن إسحاق أنبارى ولد بها سنة أربع ومائتين ، ومات بها في شوال من سنة ثمان وتسعين ومائتين. قال : وكان قد تقلد القضاء والخطبة على المنابر بالأنبار وأعمالها مدة طويلة ، قبل سنة سبعين ومائتين ، وكان حسن البلاغة ، مصقعا في خطبه ، كثير الحديث ، ثقة فيه ضابطا لما يرويه ، وحدث بالأنبار.

٣٥٥١ ـ البهلول بن محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسّان بن سنان ، أبو القاسم التّنوخيّ الأنباريّ :

سكن بغداد وحدث بها عن أبيه. حدّثني عنه القاضي أبو القاسم التّنوخيّ. وذكر أنه ولد ببغداد لأربع بقين من شوال سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ، قال : ومات يوم الثلاثاء لسبع خلون من رجب سنة ثمانين وثلاثمائة. قال : وسمعت منه شيئا يسيرا ، وكان ينزل في سكة بالمدينة تعرف بسكة أبي العبّاس الطوسي ـ يعنى مدينة المنصور.

__________________

٣٥٥١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٤٥.

١١٣

ذكر من اسمه بيان

٣٥٥٢ ـ بيان بن حمران المدائني :

أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمّد العلاف قالا : أخبرنا أبو بكر الشافعي حدّثنا محمّد بن محمّد أبو أحمد المطرز حدّثنا عبد الله بن سليمان بن زياد البصريّ ـ بالبصرة ـ حدّثنا بيان بن حمران أخبرنا مفضل بن فضالة عن أيّوب وهشام ويونس عن محمّد بن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا دعي أحدكم فليجب ، فإن كان مفطرا فليطعم ، وإن كان صائما فليصل» (١).

قلت : هذا مثل حديث قبله. أخبرنا الأزهرى أخبرنا على بن عمر الحافظ. قال : بيان بن حمران المدائني روى عن مفضل بن فضالة البصريّ أخى مبارك ، وعمر بن موسى الوجيهي. روى عنه ابنه محمّد بن بيان ، ورزق الله بن مهران ، وإسحاق بن إسماعيل السّقطيّ.

٣٥٥٣ ـ بيان بن الحكم :

حدث عن محمّد بن حاتم الزمى. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل.

أخبرني الحسن بن على التّميميّ أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدّثني بيان بن الحكم حدّثنا محمّد بن حاتم ـ أبو جعفر ـ عن بشر بن الحارث قال : حدّثنا أبو بكر بن عيّاش عن ليث عن الحكم. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهم» (١).

وروى عبد الله عنه عن محمّد بن حاتم عن بشر عدة أحاديث.

٣٥٥٤ ـ بيان بن يحيى بن بيان ، أبو الحسين الكاتب الخراسانيّ :

روى أبو القاسم بن الثلاج عنه عن أبي الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسى. وذكر أنه حدثهم في مسجد الشرقية.

__________________

(١) ٣٥٥٢ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب النكاح ١٠٦. ومسند أحمد ٢ / ٥٠٧ ، ٣ / ٣٩٢.

(١) ٣٥٥٣ ـ انظر الحديث في : الزهد لأحمد ١٠. وميزان الاعتدال ١٣٣٣.

١١٤

ذكر من اسمه بكير

٣٥٥٥ ـ بكير الشراك :

أحد شيوخ الصّوفيّة. كان ينزل الشونيزية. وذكره أبو عبد الرّحمن السّلميّ في «تاريخه». فقال : ما أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ. قال : بكير الشراك ، سمعت الحسين بن أحمد يقول لم أر في مشايخ الصّوفيّة أحسن لزوما للفقه منه. مات سنة عشرين وثلاثمائة.

٣٥٥٦ ـ بكير بن محمّد بن أحمد بن سهل ، الحدّاد.

يقال : إن اسمه أحمد ، ولقبه بكير. سكن مكة وحدث بها عن بشر بن موسى وجماعة غيره. روى عنه الدارقطني ، وقد ذكرناه في باب أحمد.

٣٥٥٧ ـ بكير الدّرّاج :

أخو أبي الحسين وأبى الحسن ، وجميعهم من مشايخ الصّوفيّة البغداديين. ذكر ذلك أبو عبد الرّحمن السّلميّ في كتاب «الإخوة والأخوات» من الصّوفيّة.

٣٥٥٨ ـ بكير الحلّاج الصّوفيّ :

ذكره أبو عبد الرّحمن السّلميّ أيضا في تاريخه. وقال : هو بغدادى من أجلاء أصحاب الشبلي.

١١٥

ذكر من اسمه بشّار

٣٥٥٩ ـ بشّار بن برد ، أبو معاذ الشّاعر ، مولى بني عقيل :

ويقال إن اسم جده برجوخ. سباه المهلّب بن أبي صفرة من طخارستان ، ويقال لبشّار المرعث. ولد أعمى ، وهو المقدم من الشعراء المحدثين. أكثر الشعر وأجاد القول ، وهو بصرى قدم بغداد ، وكان المهديّ أمير المؤمنين اتهمه بالزندقة فقتله عليها.

أخبرني على بن أيّوب الكاتب أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى أخبرني يوسف ابن يحيى بن على المنجم عن أبيه قال حدّثني على بن مهديّ قال : حدّثني أبو حاتم السجستاني. قال : قال لي أبو عبيدة : قيل لبشّار المرعث ، لأنه كان يلبس في أذنه وهو صغير رعاثا. والرعاث القرطة ، واحدها رعثة وجمعها على لفظ واحدها رعثات ، ورعثات الديك ـ المتدلى أسفل حنكه قال الشّاعر :

سقيت أبا المطرح إذ أتانى

وذو الرعثات منتصب يصيح

شرابا يهرب الذبان منه

ويلثغ حين يشربه الفصيح

والرعث : الاسترسال والتساقط ، وكأن اسم القرطة اشتق منه.

أخبرنا على بن أبي على حدّثنا محمّد بن عبد الله بن الحسين القطيعي حدّثنا محمّد بن أبي طاهر حدّثنا أبو الصّلت العنزيّ قال : سمى بشّار بن برد المرعث بشعره :

من لظبى مرعث

فاتن العين والنظر

قال لي لست نائلى

قلت أو يغلب القدر

وأخبرنا على بن أبي على أخبرنا القطيعي حدّثنا ابن الأنباري حدّثنا محمّد بن المرزبان حدّثني ابن أبي طاهر عن محمّد بن سلام. قال : إنما سمى بشّار المرعث لأنه كان لقميصه جيبان ، يخرج رأسه مرة من هذا ومرة من هذا ، وكان يضم القميص

__________________

٣٥٥٩ ـ انظر : وفيات الأعيان ١ / ٨٨. ومعاهد التنصيص ١ / ٢٨٩. والشعر والشعراء ٢٩١. وأمالي المرتضى ١ / ٩٦ ـ ٩٨. وخزانة البغدادي ١ / ٥٤١. والأغاني ٣ / ١٣٥ ، ٦ / ٢٤٢. والكامل للمبرد ٢ / ١٣٤. ونكت الهمياني ١٢٥. والبيان والتبيين ١ / ٤٩. والأعلام ٢ / ٥٢. والمنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢٨٩.

١١٦

عليه من غير أن يدخله في رأسه. قال : والرعث عند العرب الاسترخاء والاسترسال ، والرعثة القرط ، وكذلك الرعث والرعاث القرطة.

قلت : وزعم أبو عبيدة معمّر بن المثنّى أن بشّارا قال الشعر ولم يبلغ عشر سنين!.

أخبرني على بن أيّوب أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني حدّثني على بن أبي عبيد الله الفارسيّ أخبرني أبي عن عبد الرّحمن بن المفضل عن أبي عبيدة قال : كان بشّار يقول الشعر وهو صغير ، وكان لا يزال قوم يشكونه الى أبيه فيضربه ، حتى رق عليه من كثرة ما يضربه ، وكانت أمه تخاصمه ، فكان أبوه يقول لها : قولي له يكف لسانه عن الناس ، فلما طال ذلك عليه قال له ذات ليلة : يا أبت لم تضربني كلما شكوني إليك؟ قال فما أعمل؟ قال احتج عليهم بقول الله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) [النور ٦١ ، الفتح ١٧] فجاءوه يوما يشكون بشّارا فقال لهم هذا القول ، فقالوا : فقه برد أضر علينا من شعر بشّار.

أخبرني أبو القاسم الأزهرى حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ حدّثنا محمّد بن يحيى النديم حدّثنا محمّد بن العبّاس الرياشي حدّثنا أبي عن الأصمعي قال قلت لبشّار : ما رأيت أذكى منك قط؟ فقال : هذا لأنى ولدت ضريرا واشتغلت عن الخواطر للنظر ثم أنشدنى :

عميت جنينا والذكاء من العمى

فجئت عجيب الظن للعلم موئلا

وغاض ضياء العين للقلب رائدا

بحفظ إذا ما ضيع الناس حصلا

وشعر كزهر الروض لا أمت بينه

نقى إذا ما أحزن الشعر أسهلا

أخبرني الأزهرى حدّثنا عبيد الله بن محمّد البزّاز حدّثنا الصولي حدّثنا الحذنبل قال : كنا عند ابن الأعرابى فأنشده رجل لخالد الكاتب :

رقدت ولم ترث للساهر

وليل المحب بلا آخر

فاستحسنه ، ثم أنشد رجل لبشّار :

خليلي ما بال الدجى لا يزحزح

وما بال ضوء الصبح لا يتوضح؟

أضلّ الصبّاح المستقيم طريقه

أم الدهر ليل كله ليس يبرح؟

أظن الدجى طالت وما طالت الدجى

ولكن أطال الليل هم مبرح

فقال ابن الأعرابى للذي أنشده بيت خالد : نح بيتك لا تأكله هذه الأبيات فإن بيتك طفل وهذه الأبيات سباع!.

١١٧

أخبرنا الحسن بن على الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري حدّثني محمّد بن المرزبان قال حدّثني أحمد بن أبي طاهر حدّثنا أبو الحسن على بن يحيى بن أبي منصور. قال : كان إسحاق بن إبراهيم الموصلي إذا ذكر بشّار بن برد يستصغره ويحتقره ويعيب شعره ، فقلت له : أتعيب شعره وهو الذي يقول :

إذا كان خراجا أخوك من الوهي

موجهة في كل أوب ركائبه

فحل له وجه الفراق ولا تكن

مطية رحال بعيد مذاهبه

إذا كنت في كل الأمور معاتبا

خليلك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحدا أوصل أخاك فإنه

مقارف ذنب مرة ومجانبه

فقال لي : حدّثني أبو عبيدة قال : أنشدنى شبيل الضبعي هذه الأبيات للمتلمس وكان به عالما صادقا ، لأنه من قومه وأحد رهطه ، فقلت له : أفليس أبو عبيدة قال ذكرت ما حدّثني به شبيل الضبعي لبشّار؟ فقال : كذب والله شبيل ، والله لقد مدحت بهذه القصيدة ابن هبيرة فأعطانى أربعين ألفا! وكيف تكون هذه للمتلمس ، وما رواها أحد في شعره ولا وجدت قط في ديوانه ، وبشّار يقول فيها :

رويدا ، تصاهل بالعراق جيادنا

كأنك بالضحاك قد قام نادبه

ويقول فيها :

فلما تولى الحر واعتصر الثرى

لظى الصيف من وهج توقد آئبه

وطارت عصافير الشقاشق واكتسى

من الآل أمثال المجرة لاهبه

غدت عانة تشكو بأبصارها الصدى

إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه

فقال : هو شعر إذا تأملته مختلف مضطرب ، لا يشبه بعضه بعضا ، قلت : لم تقل فيه هذا وهو للمتلمس؟ وكيف يكون هذا للملتمس وما عرف بشّار بسرقة شعر قط جاهلى ولا إسلامى؟ فسكت. قال أبو بكر بن الأنباري : وفي هذا الشعر :

أخوك الذي إن تدعه لملمة

يجبك وإن عاتبته لان جانبه

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى

ظمئت وأى الناس تصفو مشاربه

أخبرني على بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي أخبرنا محمّد بن الحسن بن الفضل حدّثنا أبو بكر بن الأنباري حدّثنا أبي قال : قال أبو الحسن بن حدان سمعت أبا تمام الطائي يقول : بخراسان أشعر الناس ، وأشبههم في الشعر كلاما بعد الطبقة الأولى ، بشّار ، والسيد [الحميري] وأبو نواس ، ومسلم بن الوليد بعدهم.

١١٨

أخبرني على بن أيّوب أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى أخبرني أبو يوسف بن يحيى بن على المنجم عن أبيه قال حدّثني على بن مهديّ حدّثني أبو حاتم. قال قلت لأبى عبيدة : مروان أشعر أم بشّار؟ قال : حكم بشّار لنفسه بالاستظهار ، لأنه قال ثلاثة عشر ألف بيت جيد ، ولا يكون عدد شعر شعراء الجاهلية والإسلام هذا العدد ، وما أحسبهم برزوا في مثلها ، ومروان أمدح للملوك.

أخبرنا الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري حدّثني محمّد بن المرزبان حدّثني أحمد بن أبي طاهر حدّثنا عمر بن شبة حدّثنا محمّد بن الحجّاج ـ هو الشراوانى رواية بشّار ـ قال : دخل بشّار على عقبة بن مسلم وعنده ابن لرؤبة بن العجاج. فأنشده ابن رؤبة أرجوزة يمدحه بها. ثم أقبل ابن رؤبة على بشّار فقال : يا أبا معاذ ليس هذا من طرازك ، فغضب بشّار وقال : أبو تقول هذا؟ أنا والله أرجز منك ومن أبيك ، ثم غدا على عقبة بن مسلم فأنشده :

يا طلل الحي بذات الصّمد

بالله خبّر كيف كنت بعدي

يقول فيها :

بدت بخدّ وجلت عن خد

ثم انثت كالنفس المرتد

وصاحب كالرسل الممد (١)

حملته في رقعة من جلدي

حتى اغتدى غير فقيد الفقد

وما درى ما رغبتي من زهدي

الحر يلحى والعصا للعبد

وليس للملحف مثل الرد

أسلم وحييت أبا الملد

والبس طرازى غير مسترد

لله أيامك في معد

وفي بنى قحطان ثم عد

يوما بذي طخفة عند الجد

وقبله قصدا بلاد الهند

ومضى فيها إلى آخرها ، فأمر له عقبة بجائزة وكسوة.

وقال ابن المرزبان : حدّثنا أحمد بن أبي طاهر حدّثنا أبو الصّلت العنزيّ عن التّنوخيّ عن أبي دهمان الغلابي قال : حضرت بشّار بن برد ، وعقبة بن رؤبة ، وابن المقنع قعودا يتناشدون ويتحدثون ويتذاكرون ، حتى أنشد بشّار أرجوزته الدالية. يا طلل الحي بذات الصّمد. ومضى فيها ، فاغتاظ عقبة بن رؤبة لما سمع فيها من الغريب ، وقال : أنا وأبى فتحنا الغريب للناس ، وأوشك والله أن أغلقه ، فقال له بشّار : ارحمهم رحمك الله!

__________________

(١) في الديوان : «وصاحب كالدمل الممد»

١١٩

قال : يا أبا معاذ أتستصغرني وأنا شاعر ابن شاعر ابن شاعر؟؟ قال : فإذن أنت من القوم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا!.

أخبرني على بن أيّوب أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني أخبرني محمّد بن يحيى حدّثنا محمّد بن الحسن اليشكري. قال قيل لأبى حاتم : من أشعر الناس؟ قال الذي يقول :

ولها مبسم كثغر الأقاحى

وحديث كالوشى وشي البرود

نزلت في السواد من حبة القلب

وزادت زيادة المستزيد

عندها الصبر عن لقائي وعندي

زفرات يأكلن صبر الجليد

 ـ يعنى بشّارا ـ قال : وكان يقدمه على جميع الناس.

وأخبرني على بن أيّوب أخبرنا المرزباني أخبرني يوسف بن يحيى بن على المنجم عن أبيه قال حدّثني أبو الفضل المروروذى عن أبي غسان رفيع بن سلمة قال حدّثنا محمّد بن الحجّاج قال قدم بشّار على المهديّ بالرصافة فدخل عليه ، فأنشده نسيبا ، فنهاه عن النسيب ، فقال :

تجاللت عن فهر وعن جارتى فهر

وودعت نعمى بالسلام وبالهجر

وقال فيها :

وعارضة سرا ، وعندي منادح

فقلت لها لا أشرب الماء بالخمر

تركت لمهديّ الصلاة رضا بها

وراعيت عهدا بيننا ليس بالختر (٢)

ولو لا أمير المؤمنين محمّد

لقبلت فاها ، أو جعلت بها فطري

لعمري لقد أوقرت نفسي خطيئة

فما أنا بالمزداد وقرا إلى وقري

فلا تعجبي من خارج من غواية

نوى رشدا قد يعرض الأمر في الأمر

فهذا أرانى قد شرعت مع التقى

وباتت همومي الطارقات فما تسرى

وم الآن لا أصبو مباهت حاجتي

ومات الهوى وانشق عن هامتي سكرى

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثنا سلمان بن يزيد البصريّ حدّثني سعيد بن حميد بن سعيد الشامي حدّثني أبو جعفر الأعرج الكوفيّ. قال : دخل بشّار على

__________________

(٢) في الديوان : «تركت لمهد الأنام وصالها ـ وراعيت عهدا بيننا ليس بالختر»

١٢٠