تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

وأخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي ، عن يحيى بن معين. قال : إبراهيم بن سعد ثقة. زاد بن أبي مريم : حجة (١).

أخبرنا أبو تمام عبد الكريم وأبو الغنائم عبد الصّمد ابنا علي بن محمّد بن الحسن ابن الفضل بن المأمون. قالا : أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى البخاريّ ، حدّثنا محمود بن إسحاق الخزاعي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ. قال : قال لي إبراهيم بن حمزة : كان عند إبراهيم بن سعد عن محمّد بن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام ، سوى المغازي. وإبراهيم بن سعد من أكثر أهل المدينة حديثا في زمانه.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الغوزمي ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد بن حنبل. قال : كان وكيع كف عن حديث إبراهيم بن سعد ، ثم حدّث عنه بعد. قلت : لم؟ قال : لا أدري ، إبراهيم ثقة (٢)!

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريّا الهاشمي ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ ، حدّثني أبي قال : إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف مدني ثقة ، يقال : إنه كان أسود (٣).

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : إبراهيم بن سعد صدوق ، من أهل المدينة ، وأبوه كان من جلة المسلمين ، وكان على قضاء المدينة (٤).

أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران الصّفّار الضّرير ، حدّثنا علي بن الحسن بن خلف بن قديد أبو القاسم ـ بمصر ـ حدّثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ، عن أبيه. قال : قدم إبراهيم بن

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٩١.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٩١.

(٣) انظر الحديث في : تهذيب الكمال ٢ / ٩٢. وثقات العجلي ق ٣.

(٤) انظر الحديث في : تهذيب الكمال ٢ / ٩٢.

٨١

سعد الزّهريّ العراق سنة أربع وثمانين ومائة ، فأكرمه الرّشيد وأظهر بره ، وسئل عن الغناء فأفتى بتحليله ، وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه أحاديث الزّهريّ فسمعه يتغنى. فقال : لقد كنت حريصا على أن أسمع منك ، فأما الآن فلا سمعت منك حديثا أبدا. فقال : إذا لا أفقد إلّا شخصك. عليّ وعليّ إن حدثت ببغداد ما أقمت حديثا حتى أغنى قبله ، وشاعت هذه عنه في بغداد ، فبلغت الرّشيد فدعا به فسأله عن حديث المخزومية التي قطعها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرقة الحلي ، فدعا بعود ، فقال الرّشيد : أعود المجمر؟ قال : لا ، ولكن عود الطرب. فتبسم ففهمها إبراهيم بن سعد ، فقال : لعله بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الذي آذاني بالأمس وألجأني إلى أن حلفت؟ قال : نعم! ودعا له الرّشيد بعود فغناه :

يا أمّ طلحة إنّ البين قد أفدا

قلّ الثّواء لئن كان الرّحيل غدا

فقال الرّشيد : من كان من فقهائكم يكره السماع؟ قال : من ربطه الله. قال : فهل بلغك عن مالك بن أنس في هذا شيء؟ قال : لا والله إلّا أن أبي أخبرني أنهم اجتمعوا في مدعاة كانت في بني يربوع ، وهم يومئذ جلة ، ومالك أقلهم من فقهه وقدره ، ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون ، ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم :

سليمى أجمعت بينا

فأين لقاؤها أينا

وقد قالت لأتراب

لها زهر تلاقينا

تعالين فقد طاب

لنا العيش تعالينا

فضحك الرّشيد ووصله بمال عظيم. وفي هذه السنة مات إبراهيم بن سعد وهو ابن خمس وسبعين سنة ، يكنى أبا إسحاق.

قلت : قد اختلف في وقت وفاته.

فأخبرنا عبد الله بن أبي الفتح ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكنديّ ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى. قال : ومات إبراهيم بن سعد سنة ثنتين أو ثلاث وثمانين.

وأخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفين. قال : قال علي بن المديني : مات إبراهيم بن سعد سنة ثلاث وثمانين ومائة ، مات وهو ابن ثلاث وسبعين.

٨٢

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط.

وأخبرنا أبو بكر البرقاني قال : قرأت على بشر الأسفراييني ـ بها ـ حدّثكم عبد الله ابن محمّد بن ناجية ، حدّثنا محمّد بن عبّاد. قالا : مات إبراهيم بن سعد سنة ثلاث وثمانين.

أخبرني علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريّ ، ويكنى أبا إسحاق مات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وهو ابن خمس وسبعين سنة.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن معروف قال : حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : مات إبراهيم بن سعد الزّهريّ ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة ، ودفن في مقابر باب التبن.

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير. قال : وإبراهيم بن سعد أبو إسحاق مات ببغداد ، يقال سنة ثلاث وثمانين ومائة.

أخبرني الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري ـ في كتابه إليّ من شيراز ـ قال : أخبرنا أحمد بن حمدان بن الحضر ، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبيّ. قال : حدّثني أبو حسّان الزّيادي. قال : سنة أربع وثمانين ومائة فيها مات إبراهيم بن سعد ، وهو ابن خمس وسبعين ، ويكنى أبا إسحاق.

أخبرني ابن الفضل القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت أبا مروان العثماني يقول : سمعت من إبراهيم بن سعد سنة خمس وثمانين ، ومات بعد ذلك (١).

٣١٢٠ ـ إبراهيم بن سعد ، أبو إسحاق العلويّ :

أحد شيوخ الصّوفيّة وزهادهم انتقل عن بغداد إلى الشام فاستوطن بلادها ، ويحكى عنه كرامات وعجائب.

__________________

(١) في الأصل ما نصه : آخر الجزء الثاني والأربعين من تجزئة المؤلف رحمه‌الله تعالى.

٨٣

أخبرني إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلميّ. قال : إبراهيم بن سعد العلويّ أبو إسحاق كان حسنيّا من أهل بغداد ، وكان يقال له الشريف الزاهد ، وكان أستاذ أبي الحارث الأولاسي ، حكى عنه أبو الحارث. قال : كنت معه في البحر فبسط كساءه على الماء وصلى عليه!!

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدّثنا الحسن بن يحيى بن حمويه الكرمانيّ ـ بمكة ـ قال : قال أبو الحسن التّمّار. قال : أبو الحارث الأولاسي خرجت من حصن أولاس أريد البحر ، فقال بعض إخواني : لا تخرج فإني قد هيأت لك عجة تأكل قال : فجلست وأكلت معه ونزلت إلى الساحل فإذا أنا بإبراهيم بن سعد العلويّ قائما يصلي ، فقلت في نفسي ما أشك إلّا أنه يريد أن يقول امش معي على الماء ، ولئن قال لي لأمشين معه ، فما استحكمت الخاطر حتى سلم ثم قال : هيه يا أبا الحارث امش على الخاطر ، فقلت : بسم الله فمشى هو على الماء ، وذهبت أمشى فغاصت رجلي فالتفت إليّ وقال : يا أبا الحارث العجة أخذت برجلك.

٣١٢١ ـ إبراهيم بن سليمان بن رزين ، أبو إسماعيل المؤدّب (١) :

سمع عبد الملك بن عمير وعاصما الأحول ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وعمر مولى غفرة ، وعبد الله بن مسلم بن هرمز ، ومجالد بن سعيد. روى عنه عبد الله بن عون الحراز ، ومحمّد بن الصّبّاح الدّولابي ، وسريج بن يونس ، وأبو عمر الدوري ، وشجاع ابن مخلد ، ويحيى بن يحيى النّيسابوريّ ، والحسن بن عرفة ، وغيرهم.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ. قال : إبراهيم بن سليمان بن رزين أبو إسماعيل مؤدب آل أبي عبيد الله كان يكون ببغداد.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا محمّد ابن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الجنيد قال : سئل يحيى بن معين عن أبي إسماعيل المؤدّب. فقال : ثقة.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ

__________________

(١) ٣١٢١ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٧٨ (٢ / ٩٩). وميزان الاعتدال ١ / ٣٦. وتهذيب التهذيب ١ / ١٢٥. والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٠٢. وثقات ابن حبان ١ / ق ١٥.

٨٤

بمصر ـ حدّثنا أبو بشر الدّولابي ، حدّثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح. قال : إبراهيم ابن سليمان مؤدب بني أبي عبيد الله ، قال يحيى بن معين : ثقة صحيح الكتاب كتبت عنه.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي قال : وسئل الطيالسي عن أبي إسماعيل المؤدّب فقال : قال يحيى ـ يعني ابن معين ـ ثقة.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فأبو إسماعيل المؤدّب ما حاله؟ فقال : ثقة (١).

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريّا الهاشمي ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : أبو إسماعيل المؤدّب ثقة سكن بغداد (٢).

حدّثني محمّد بن يوسف القطّان النّيسابوريّ ـ بلفظه ـ أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدّب بغدادي ليس به بأس (٣).

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : وإبراهيم بن سليمان المؤدّب أبو إسماعيل كان صدوقا (٤).

أخبرني محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد الشافعي بالأهواز ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سألته ـ يعني أبا داود سليمان بن الأشعث ـ عن أبي إسماعيل المؤدّب فقال : ثقة. ورأيت أحمد بن حنبل يكتب أحاديثه بنزول.

أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ ، عن أبي الحسن الدارقطني قال : إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدّب بغدادي ثقة (٥).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٠٠.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٠٠.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٠١.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٠١.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٠٠.

٨٥

٣١٢٢ ـ إبراهيم بن سليمان المؤدّب :

حدّث عن عمر بن مدرك الرّازيّ. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه.

أخبرنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن صالح الأبهري ، حدّثنا إبراهيم بن سليمان المؤدّب ـ ببغداد ـ حدّثنا عمر بن مدرك الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الفضل النّيسابوريّ ، عن حسين الجعفي عن زائدة ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا كان للعبد ذنوب وخطايا ولم يكن له عمل صالح ابتلى بالغموم والأحزان ليكون كفارة لذنوبه».

٣١٢٣ ـ إبراهيم بن سليمان بن حمويه الدّهّان ، أبو إسحاق المروزيّ :

قدم بغداد حاجّا في سنة تسع عشرة وثلاثمائة ، وحدث بها عن محمّد بن عبدة المروزيّ وغيره. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي ، وأبو حفص بن شاهين ، والمعافى بن زكريّا الجريري.

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا علي بن الحسن الجراحي ـ إملاء ـ حدّثنا إبراهيم بن سليمان بن حمويه المروزيّ ، حدّثنا محمّد بن عبدة المروزيّ ، حدّثنا علي ابن الحسن بن شقيق ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا يونس عن ابن شهاب ، أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ، ثم بعثوا على أعمالهم» (١).

٣١٢٤ ـ إبراهيم بن السّري بن المغلّس السّقطيّ ، يكنى أبا إسحاق :

حكى عن أبيه حكايات. روى عنه أبو العبّاس السّرّاج النّيسابوريّ ، ولا أعلم روى عنه غيره.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال : إبراهيم ابن السّريّ السّقطيّ كنيته أبو إسحاق يرجع إلى زهد وتقرّ وأحوال في المعاملات سنية ، قريب السيرة من أبيه.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد ابن إسحاق السّرّاج قال : سمعت إبراهيم بن السّري يقول : سمعت أبي يقول : لو أشفقت هذه النفوس على أديانها ، للاقت السرور في أبدانها.

__________________

(١) ٣١٢٣ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٩ / ٧١. ومسند أحمد ٢ / ١١٠ ، ١٣٦. وفتح الباري ١٣ / ٦٠.

٨٦

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، حدّثنا أبو العبّاس السّرّاج. قال : سمعت إبراهيم بن السّري السّقطيّ يقول : سمعت أبي يقول : عجبت لمن غدا وراح في طلب الأرباح ، وهو مثل نفسه لا يربح أبدا.

٣١٢٥ ـ إبراهيم بن السّري ، أبو إسحاق المقرئ :

أراه حدّث بالكوفة عن إسحاق بن أبي إسرائيل. روى عنه عبد الله بن يحيى الطلحي.

أخبرنا أبو علي محمّد بن حمزة بن أحمد الدّهّان ، أخبرنا أبو بكر الطلحي ـ بالكوفة ـ حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن السّري المقرئ البغدادي ـ من حفظه ـ حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدّثنا هشام بن يوسف الصنعاني ـ قاضي صنعاء ـ حدّثنا عبد الله بن بحير ، عن هاني مولي عثمان بن عفّان : أن عثمان كان إذا نظر إلى القبر بكى حتى تبتل لحيته ، فقيل : تذكر النار فلا تبكي وتذكر القبر فتبكي؟! فقال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن القبر أول منازل الآخرة ، وما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه» (١).

٣١٢٦ ـ إبراهيم بن السّري بن سهل ، أبو إسحاق النّحويّ الزّجّاج (٢) :

صاحب كتاب «معاني القرآن». كان من أهل الفضل والدّين ، حسن الاعتقاد ، جميل المذهب ، وله مصنفات حسان في الأدب. روى عنه علي بن عبد الله بن المغيرة وغيره.

أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل ، أخبرني أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق ـ في كتابه ـ حدّثني أبو محمّد بن درستويه النّحويّ ، حدّثني الزّجّاج. قال : كنت أخرط الزّجاج فاشتهيت النحو ، فلزمت المبرد لتعلمه ، وكان لا يعلم مجانا ، ولا يعلم بأجرة إلّا على قدرها ، فقال لي : أي شيء صناعتك؟ قلت : أخرط الزّجاج وكسبي في كل يوم درهم ودانقان ، أو درهم ونصف ، وأريد أن تبالغ في تعليمي وأنا أعطيك كل يوم

__________________

(١) ٣١٢٥ ـ انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٤٢٦٧. وسنن الترمذي ٢٣٠٨. والمستدرك ١ / ٣٧١. والسنن الكبرى ٤ / ٥٦.

(٢) ٣١٢٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٢٣. ومعجم الأدباء ١ / ٤٧. ونزهة الألباء ٣٠٨. وآداب اللغة ٢ / ٨١. ووفيات الأعيان ١ / ١١. وشذرات الذهب ٢ / ٢٥٩. والأعلام ١ / ٤٠. والبداية والنهاية ١١ / ١٤٨. والعبر ٢ / ١٤٨. واللباب ١ / ٣٩٧. ومرآة الجنان ٢ / ٢٦٢. والنجوم الزاهرة ٣ / ٢٠٨.

٨٧

درهما ، وأشرط لك أني أعطيك إياه أبدا إلى أن يفرق الموت بيننا استغنيت عن التعليم أو احتجت إليه. قال : فلزمته وكنت أخدمه في أموره مع ذلك وأعطيه الدرهم ، فينصحني في العلم حتى استقللت ، فجاءه كتاب بعض بني مارمة (١) من الصراة يلتمسون معلما نحويّا لأولادهم ، فقلت له : أسمني لهم ، فأسماني فخرجت فكنت أعلمهم وأنفد إليه كل شهر ثلاثين درهما ، وأتفقده بعد ذلك بما أقدر عليه ، ومضت مدة على ذلك ، فطلب منه عبيد الله بن سليمان مؤدبا لابنه القاسم فقال له : لا أعرف لك إلّا رجلا زجاجا بالصراة مع بني مارمة ، قال : فكتب إليهم عبيد الله فاستنزلهم عني فتركوني له فأحضرني وأسلم القاسم إليّ ، فكان ذلك سبب غناي. وكنت أعطي المبرد ذلك الدرهم في كل يوم إلى أن مات ، ولا أخليه من التفقد معه بحسب طاقتي.

وأخبرني علي بن أبي علي ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن عبّاس القاضي ، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن السّري الزّجّاج. قال : كنت أؤدب القاسم بن عبيد الله وأقول له : إن بلغك الله مبلغ أبيك ووليت الوزارة ما ذا تصنع بي؟ فيقول : ما أحببت. فأقول له : تعطيني عشرين ألف دينار؟ وكانت غاية أمنيتي ، فما مضت إلّا سنون حتى ولى القاسم الوزارة وأنا على ملازمتي له ، وقد صرت نديمه ، فدعتني نفسي إلى إذكاره بالوعد ثم هبته ، فلما كان في اليوم الثالث من وزارته قال لي : يا أبا إسحاق لم أرك أذكرتني بالنذر! فقلت : عولت على رعاية الوزير أيده الله ، وأنه لا يحتاج إلى إذكار لنذر عليه في أمر خادم واجب الحق ، فقال لي : إنه المعتضد ، ولولاه ما تعاظمني دفع ذلك إليك في مكان واحد ، ولكن أخاف أن يصير لي معه حديث فاسمح لي بأخذه متفرقا. فقلت : يا سيدي أفعل. فقال : اجلس للناس وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار ، واستعجل عليها ولا تمتنع من مسألتي شيئا تخاطب فيه ، صحيحا كان أو محالا ، إلى أن يحصل لك مال النذر. قال : ففعلت ذلك وكنت أعرض عليه كل يوم رقاعا فيوقع فيها ، وربما قال لي : كم ضمن لك على هذا فأقول كذا وكذا ، فيقول غبنت ، هذا يساوي كذا وكذا ، ارجع فاستزد فأراجع القوم فلا أزال أماكسهم ويزيدونني حتى أبلغ الحد الذي رسمه ، قال : وعرضت عليه شيئا عظيما ، فحصلت عندي عشرون ألف دينار وأكثر منها في مديدة ، فقال لي بعد شهور : يا أبا

__________________

(١) هكذا في النسختين ، وفي بغية الوعاة : «مارقة».

٨٨

إسحاق حصل مال النذر؟ فقلت : لا! فسكت ، وكنت أعرض فيسألني في كل شهر أو نحوه هل حصل المال؟ فأقول لا خوفا من انقطاع الكسب ، إلى أن حصل عندي ضعف ذلك المال ، وسألني يوما فاستحييت من الكذب المتصل ، فقلت : قد حصل ذلك ببركة الوزير. فقال : فرجت والله عني فقد كنت مشغول القلب إلى أن يحصل لك ، قال : ثم أخذ الدواة ووقع لي إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار صلة ، فأخذتها ، وامتنعت أن أعرض عليه شيئا ولم أدر كيف أقع منه ، فلما كان من غد جئته وجلست على رسمي. فأومأ إلى هات ما معك يستدعى مني الرقاع على الرسم ، فقلت ما أخذت من أحد رقعة لأن النذر قد وقع الوفاء به ، ولم أدر كيف أقع من الوزير ، فقال : يا سبحان الله أتراني كنت أقطع عنك شيئا قد صار لك عادة ، وعلم به الناس وصارت تلك به منزلة عندهم وجاه ، وغدو ورواح إلى بابك ، ولا يعلم سبب انقطاعه فيظن ذلك لضعف جاهك عندي ، أو تغير رتبتك ، اعرض عليّ على رسمك وخذ بلا حساب. فقبلت يده وباكرته من غد بالرقاع ، فكنت أعرض عليه كل يوم شيئا إلى أن مات ، وقد تأثلت حالي هذه.

أخبرنا أبو الجوائز الحسن بن علي بن ماري الكاتب الواسطيّ ، حدّثني أبو القاسم علي بن طلحة بن كردان النّحويّ قال : سمعت أبا علي الفارسيّ يقول : دخلت مع شيخنا أبي إسحاق الزّجّاج على القاسم بن عبيد الله الوزير ، فورد إليه خادم وساره بشيء استبشر له ، ثم تقدم إلى شيخنا أبي إسحاق بالملازمة إلى أن يعود ، ثم نهض فلم يكن بأسرع من أن عاد وفي وجهه أثر الوجوم ، فسأله شيخنا عن ذلك لأنس كان بينه وبينه فقال له : كانت تختلف إلينا جارية لإحدى المغنيات فسمتها أن تبيعني إياها وامتنعت من ذلك ، ثم أشار عليها أحد من نصحها بأن تهديها إلى رجاء أن أضاعف لها ثمنها ؛ فلما وردت أعلمني الخادم بذلك فنهضت مستبشرا لافتضاضها ؛ فوجدتها قد حاضت. فكان مني ما ترى ، فأخذ شيخنا الدواة من بين يديه وكتب :

فارس ماض بحربته

حاذق بالطّعن في الظّلم

رام أن يدمى فريسته

فاتّقته من دم بدم

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ ، حدّثني محمّد بن طلحة اليزدادي قال : حدّثني القاضي محمّد بن أحمد بن المحرم أنه جرى بين إبراهيم بن السّري الزّجّاج النّحويّ وبين المعروف بمسينة (١) وكان من أهل العلم ـ شر ، فاتصل

__________________

(١) هكذا في النسختين ، وفي بغية الوعاة : «مسيند».

٨٩

ونسجه إبليس وأحكمه حتى خرج إبراهيم بن السّري الزّجّاج إلى حد الشتم ، فكتب إليه مسينة :

أبي الزّجّاج إلّا شتم عرضي

لينفعه فآثمه وضرّه

وأقسم صادقا ما كان حرّ

ليطلق لفظه في شتم حرّه

ولو أنّي كررت لفرّ منّي

ولكن للمنون عليّ كرّه

فأصبح قد وقاه الله شرّي

ليوم لا وقاه الله شرّه

فلما اتصل هذا بالزّجاج قصده راجلا حتى اعتذر إليه ، وسأله الصفح.

حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد العزال ، حدّثنا علي بن عبد العزيز الطّاهري ، أخبرنا أبو محمّد الورّاق ـ جار كان لنا ـ. قال : كنت بشارع الأنبار وأنا صبي في يوم نيروز ، فعبر رجل راكب ، فبادر بعض الصبيان فأقلب عليه ماء ، فأنشأ يقول وهو ينفض رداءه من الماء:

إذا قلّ ماء الوجه قلّ حياؤه

ولا خير في وجه إذا قلّ ماءه

فلما عبر قيل لنا : هذا هو أبو إسحاق الزّجّاج! قال الطّاهري : شارع الأنبار هو النافذ إلى الكبش والأسد.

بلغني عن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال : حدّثني أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النّحويّ. قال : توفي أبو إسحاق إبراهيم بن السّري الزّجّاج النّحويّ في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. قال غيره : مات يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من الشهر.

٣١٢٧ ـ إبراهيم بن سعيد ، أبو إسحاق الجوهريّ (١) :

سمع سفيان بن عيينة ، وأبا معاوية الضّرير ، ومحمّد بن فضيل بن غزوان ، وأبا أسامة ، وروح بن عبادة ، وزيد بن الحباب ، وعبيد بن أبي قرة ، وسعد بن عبد الحميد بن جعفر ، وأبو داود الحفزي وحجاج بن محمّد الأعور ، ومحمّد بن بشر العبدي ، وخلف ابن تميم ، ومحمّد بن القاسم الأسديّ ، وغيرهم. روى عنه أبو حاتم الرّازيّ ، وأبو بكر ابن أبي الدنيا ، وموسى بن هارون الحافظ ، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ ، وأبو عبد الرّحمن النسائي وأحمد بن علي الأبار ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، في آخرين.

__________________

(١) ٣١٢٧ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٧٦ (٢ / ٩٥ ـ ٩٨) والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٦٤ ـ ٦٥. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٥٣. والميزان ١ / ٣٦.

٩٠

وكان مكثرا ثقة ثبتا. صنف «المسند» وانتقل عن بغداد ، فسكن عين زربة مرابطا بها إلى أن مات.

قرأت على القاضي أبي العلاء الواسطيّ ، عن يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال : أخبرنا أبو نعيم بن عدي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف قال : سمعت حجاج بن الشّاعر يقول : رأيت إبراهيم بن سعيد الجوهريّ عن أبي نعيم ، وأبو نعيم يقرأ وهو نائم ، وكان الحجّاج يقع فيه.

أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ. قال : أحمد بن محمّد بن هارون ، حدّثنا الحسن بن صالح ، حدّثنا هارون بن يعقوب الهاشمي قال : سمعت أبي سأل أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن إبراهيم بن سعيد قال : لم يزل يكتب الحديث قديما. قلت : فأكتب عنه؟ قال : نعم.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو علي بن الصواف ـ إملاء ـ حدّثنا أبو العبّاس البراثي قال : قال أحمد بن حنبل ـ وسأله موسى بن هارون وهو معي عن إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ـ فقال : كثير الكتاب ، كتب فأكثر ، واستأذنه في الكتابة عنه فأذن له (١).

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ابن خاقان المروزيّ السّلميّ قال : سألت إبراهيم بن سعيد الجوهريّ عن حديث لأبي بكر الصدّيق فقال لجاريته : أخرجي إليّ الجزء (٢) الثالث والعشرين من مسند أبي بكر. فقلت له : لا يصح لأبي بكر خمسون حديثا ، من أين ثلاثة وعشرون جزءا؟ فقال : كل حديث لم يكن عندي من مائة وجه فأنا فيه يتيم (٣).

قلت : وكان لسعيد والد إبراهيم اتساع من الدنيا ، وإفضال على العلماء ، فلذلك تمكن ابنه من السماع ، وقدر على الإكثار عن الشيوخ ، وصف الجوهريّ ببغداد : إليه ينسب.

__________________

(١) في الأصل والمطبوع : «واستأذنه في الكتاب عنه».

انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٩٧.

(٢) «الجزء» زيادة من تهذيب الكمال.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٩٧.

٩١

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم المؤدّب ، حدّثنا جعفر بن محمّد الفريابي قال : سمعت إبراهيم الهروي يقول : حج سعيد الجوهريّ فحمل معه أربعمائة رجل من الزوار سوى حشمه يحج بهم! وكان فيهم إسماعيل بن عيّاش ، وهشيم بن بشير ، وكنت أنا معهم في إمارة هارون الرّشيد.

أخبرنا أبو العبّاس الفضل بن عبد الرّحمن بن الفضل الأبهري ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ ـ بأصبهان ـ حدّثنا عمر بن عثمان قال : سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهريّ يقول : دخلت على أحمد بن حنبل أسلم عليه ، فمددت يدي إليه فصافحني ، فلما أن خرجت قال : ما أحسن أدب هذا الفتى ، لو انكب علينا كنا نحتاج أن نقوم.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرني علي بن عمر الدارقطني ، حدّثنا الحسن بن رشيق المصريّ ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، عن أبيه.

ثم أخبرني محمّد بن علي الصوري ، حدّثنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال : ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه. قال : سمعت أبي يقول : إبراهيم بن سعيد الجوهريّ بغدادي ثقة.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إبراهيم بن سعيد الجوهريّ مات في سنة سبع وأربعين ومائتين (١) ذكر ابن قانع أنه مات في سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن همام الشّيبانيّ ـ بالكوفة ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سفيان الشّعراني ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، حدّثنا يحيى بن حسّان قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ ، حدّثنا سفيان الثّوري قال : حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله قال : لما نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذه الآية : (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) [الفتح ٩] قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما ذاك؟» قلنا : الله ورسوله أعلم. قال : «لتنصروه» (٢).

__________________

(١) نقل المزي عن ابن قانع أنه توفي سنة تسع وأربعين ومائتين ، وانظر : الإكمال لمغلطاي ١ / ق ٣٥.

(٢) انظر الحديث في : الدر المنثور للسيوطي ٦ / ٧١.

٩٢

قال أبو محمّد بن أبي سفيان : سمعت الحديث من إبراهيم بن سعيد ببغداد ، ثم ذكر لي هذا الحديث بالشام وقد دخل إلى الثغر ، فصرت إليه إلى عين زربة ـ وكان قد سكنها ـ وذلك في سنة ثلاث وخمسين في رحلتي الثانية إلى الثغر ، فسألته عن هذا الحديث فرددني مرارا ثم حدّثني به لفظا كما قدمت من ذكره ، ومات في هذه السنة. قال أبو محمّد : وليس هذا الحديث اليوم عند أحد ـ فيما أعلم ـ إلّا عندي.

٣١٢٨ ـ إبراهيم بن سعيد بن عثمان ، أبو الطّيّب الخلّال (١) :

حدّث عن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصّوفيّ. روى عنه شيخنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم المخزومي ، وذكر أنه سمع منه في مجلس أبي عمر الزاهد.

٣١٢٩ ـ إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم ، أبو محمّد الزّهريّ :

والد أبي طالب الفقيه المعروف بابن حمامة. حدّث عن يحيى بن محمّد بن صاعد وغيره. حدّثنا عنه ابنه أبو طالب وذكر لنا أنه إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن محمّد ابن بجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص.

قال لنا أبو طالب : أهل المعرفة بالنسب يقولون نجاد بن موسى بالنون وأصحاب الحديث يقولون بجاد بالباء.

قلت : وكذلك ذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم السّعدي في كتاب نسب ولد سعد بن أبي وقاص بجادا بالباء.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم ، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن سعيد بن هارون الأصبهانيّ ، أخبرنا محمّد بن الحجّاج بن حفص الضّبيّ ، حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من نسى صلاة فليصلها إذا ذكرها» (٢).

سألت أبا طالب عن موت أبيه. فقال : توفي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، وكان مولده في سنة ثلاث وثلاثمائة. قال : وسمع في حياة أبي القاسم البغويّ من ابن صاعد ونحوه ، ولم يسمع من البغويّ شيئا.

__________________

(١) ٣١٢٨ ـ الخلال : هذه النسبة إلى عمل الخل أو بيعه (الأنساب ٥ / ٢١٧).

(٢) ٣١٢٩ ـ سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٩٣

٣١٣٠ ـ إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم ، أبو محمّد البصريّ :

نزل بغداد وحدث بها عن يحيى بن محمّد بن صاعد ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول. حدّثنا عنه أبو القاسم الأزهري ، وأبو محمّد الخلال.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال قال : حدّثنا إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم ـ أبو محمّد البصريّ ـ قال الخلّال : وليس بوالد أبي طالب بن حمامة ـ حدّثنا يحيى بن صاعد ، حدّثنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس ، حدّثنا عبثر ، حدّثنا الأعمش ، عن المسيب ، عن تميم بن طرفة ، عن جابر بن سمرة. قال : دخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن رافعو أيدينا ـ يعني في الصلاة ـ فقال : «كأنها أذناب الخيل الشمس ـ اسكنوا في الصلاة». قال : ودخل علينا ونحن متفرقون. فقال : «مالكم عزين» (١).

قال لي الحسن : سمعت من هذا الشّيخ في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، ومات في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.

٣١٣١ ـ إبراهيم بن سيّار ، أبو إسحاق النّظّام (٢) :

ورد بغداد وكان أحد فرسان أهل النظر والكلام على مذهب المعتزلة ، وله في ذلك تصانيف عدة ، وكان أيضا متأدبا ، وله شعر دقيق المعاني على طريقة المتكلمين ، وأبو عثمان الجاحظ كثير الحكايات عنه.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم.

وأخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني محمّد بن يحيى ، حدّثنا المبرد ، حدّثني عمرو بن بحر الجاحظ قال : سمعت النّظّام يقول : العلم شيء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ، فإذا أعطيته كلك فأنت من إعطائه لك البعض على خطر. هذا آخر حديث الأزهري ،

وزاد المرزباني قال محمّد بن يحيى : فأخذ هذا المعنى منصور النمري ، فقلبه إلى الجود فقال يمدح آل زائدة :

الجود أخشن مسّا يا بني مطر

من أن تبزكموه كفّ مستلب

ما أعلم النّاس أنّ البذل مكسبة

للحمد لكنّه يأتي على النّشب

__________________

(١) ٣١٣٠ ـ انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ٢ / ٢٢٣.

(٢) ٣١٣١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٦٦.

٩٤

أخبرني الصيمري قال : قال لنا أبو عبيد الله المرزباني : كان لإبراهيم مذهب في ترقيق الشعر وتدقيق المعاني لم يسبق إليه ، ذهب فيه مذاهب أصحاب الكلام المدققين ، ومنه ما أنشدنيه عبد الله بن يحيى العسكري :

وشادن ينطق بالطّرف

يقصر عنه منتهى الوصف

رقّ فلو بزّت سرابيله

علّقه الجوّ من اللّطف

يجرحه اللّحظ بتكراره

ويشتكي الإيماء بالطّرف

أفديه من مغرى بما ساءني

كأنّه يعلم ما أخفي

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن حميد الصّولي ، حدّثنا مغيرة بن محمّد ، حدّثني أبي قال : حضرت مجلسا فيه النّظّام وأبو الهذيل فأنشد النّظّام :

رقّ فلو بزّت سرابيله

علّقه الجوّ من اللّطف

يجرحه اللّحظ بتكراره

ويشتكي الإيماء بالطّرف

أخبرني الصيمري ، حدّثنا المرزباني ، حدّثني أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد الخصيبي ، حدّثني محمّد بن عروس الشّاعر. قال : قال الجاحظ : ـ وأحسبه قال : حدّثني الجاحظ ـ قال : اجتمع أبو شمر وثمامة وعلي بن هيثم وإبراهيم النّظّام وخرجوا إلى باب الشّمّاسية ، فنظروا إلى موضع استطابوه فاجتمعوا فيه ووجهوا بي لأشتري لهم من السوق ببغداد ما يحتاجون إليه ، وساق خبرا ، له موضع غير هذا ، وإنما كان مقصود ما ذكر ، ورود النّظّام بغداد.

٣١٣٢ ـ إبراهيم بن سيّار ، أبو إسحاق الصّوفيّ :

سكن المصيصة وحدث بدمشق عن محمّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ، ومحمّد بن ربيعة الكلابي ، وإسماعيل بن عليّة ، وأبي معاوية الضّرير ، وسفيان بن عيينة ، وحجاج بن محمّد الأعور ، ومحمّد بن عبيد الطنافسي. روى عنه محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد الدّمشقيّ.

أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبو أحمد عبد الله بن محمّد الناصح الفقيه ـ بمصر ـ حدّثنا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد الدّمشقيّ ، حدّثنا إبراهيم بن سيّار أبي زيد ـ بغدادي سكن المصيصة ـ حدّثنا محمّد بن الحسن الهمداني الكوفيّ ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي

٩٥

هريرة قال : جاءت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى رسول الله تسأله خادما فقال : «قولي اللهم رب السماوات السبع ، ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ، فالق الحب والنوى ، أعوذ بك من كل شيء أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر ليس فوقك شيء ، وأنت الباطن ليس دونك شيء ، اقض عني الدّين ، وأعذني من الفقر» (١).

٣١٣٣ ـ إبراهيم بن سهل المدائنيّ :

أخبرني علي بن محمّد بن الحسين الدّقّاق. قال : قرأنا على الحسين بن هارون الضّبيّ ، عن أبي العبّاس بن سعيد. قال : إبراهيم بن سهل المدائني [يروى] (٢) عن محمّد بن كثير الكوفيّ وغيره. روى عنه الحكم بن سليمان الجبليّ وغيره.

٣١٣٤ ـ إبراهيم بن سهل ، المدائني الكاتب :

حدّث عن عمرو بن حميد قاضي الدّينور ، وأحمد بن معاوية بن بكر البصريّ. روى عنه أحمد بن محمّد بن عبد الله الجوهريّ.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثني أحمد بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا إبراهيم بن سهل المدائني ، حدّثنا أحمد بن معاوية الباهليّ ، حدّثني العتبي عن محمّد بن واسع. قال : قال لي الحسن : لم يبق من العيش إلّا ثلاث ؛ أخ لك تصيب من عشرته خيرا ، فإن زغت عن الطريق قومك ، وكفاف من عيش ليس لأحد عليك فيه تبعة ، وصلاة في جمع تكفي سهوها وتستوجب أجرها.

٣١٣٥ ـ إبراهيم بن سعدان بن حمزة الشّيبانيّ :

ختن على بن المغيرة الأثرم ، حدّث عن الأصمعي ، وحجاج بن نصير ، وسليمان بن حرب ، وعارم بن الفضل. روى عنه قاسم بن محمّد الأنباري ، ومحمّد بن جعفر المطيري.

* * *

__________________

(١) ٣١٣٢ ـ انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ١٥٦. وكنز العمال ١٦٦٨٩.

(٢) ٣١٣٣ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٩٦

حرف الشّين من آباء الإبراهيمين

٣١٣٦ ـ إبراهيم بن شمّاس ، أبو إسحاق السّمرقنديّ (١) :

ورد بغداد ، وحدث بها عن : إسماعيل بن عيّاش ، ومسلم بن خالد الزنجي ، وفضيل بن عياض ، وأبي إسحاق الفزاري ، وعبد الله بن المبارك ، وسفيان بن عيينة ، وبقية بن الوليد ، ووكيع بن الجراح. روى عنه أحمد بن حنبل ، وداود بن رشيد ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، ومحمّد بن أبي عتّاب الأعين ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، وأحمد بن ملاعب ، وأحمد بن علي البربهاري.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو العبّاس عبد الله بن عبد الرّحمن العسكري ، حدّثنا أحمد بن ملاعب ، حدّثنا إبراهيم بن شمّاس ، حدّثنا مسلم بن خالد ، عن إسماعيل بن أمية ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا زنت وليدة أحدكم فليجدها ولا يثرب عليها ، فإن عادت فليجدها الحد ولا يثرب عليها ، فإن عادت فليجلدها الحد ولا يثرب عليها ، فإن عادت الرابعة فليبعها ولو بحبل من شعر» (٢).

أخبرني أبو الفرج الطناجيري ، حدّثنا علي بن عمر الختلي ، حدّثنا أبو القاسم عيسى بن سليمان ، حدّثنا داود بن رشيد ، حدّثنا إبراهيم بن الشّمّاس ، حدّثنا بقية بن الوليد ، عن الحكم بن عبد الله قال : حدّثني الزّهريّ ، عن سعيد بن المسيب ، عن عائشة. قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أتى عليّ يوم لا ازداد فيه علما فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم» (٣).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا أحمد بن علي البربهاري ، حدّثنا إبراهيم بن شمّاس ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم ، عن سلامان بن عامر ، عن مسلم بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن

__________________

(١) ٣١٣٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٨٢ (٢ / ١٠٥ ـ ١٠٧). والإكمال لمغلطاي ١ / ورقة ٥٤. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ١٥ ، وذكر أن وفاته سنة ٢٢١. والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٢٩٣. والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٠٥. والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٦٦.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٩٧. وصحيح مسلم ، السجود ٣١. وفتح الباري ٥ / ١٧٨ ، ١٨٠ ، ١٢ / ١٦٣.

(٣) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ١٠ / ١٠٩. والفوائد المجموعة ٢٧٥. وكشف الخفا ١ / ٧٧. والأحاديث الضعيفة ٣٧ ، ٣٨٠.

٩٧

النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أرأيتم ما أعطى سليمان من ملكه فإن ذلك لم يزده إلّا تخشعا. وما كان يرفع طرفه إلى السماء تخشعا من ربه» (١).

قال لي أبو نعيم : إبراهيم بن شمّاس سمرقنديّ سكن بغداد.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن عمر الصابوني ـ فيما أذن أن نرويه عنه ـ أخبرنا علي ابن محمّد بن سعيد الموصليّ ، حدّثنا موسى بن محمّد الغساني ، حدّثني أحمد بن محمّد المروزيّ قال : قال لي أبو عبد الله : ـ يعني أحمد بن حنبل ـ دخل على إبراهيم ابن شمّاس وأنا في السجن ـ يعني أيام المحنة ـ قال : فسألني عن شيء من أمر الحديث فاعتللت بشيء ، فقال لي إبراهيم : أليس كنت تحفظ لنا عند وكيع!.

قلت : ذكر أيام المحنة في هذا الخبر خطأ لا شك فيه ، لأن إبراهيم مات قبل ذلك الوقت بزمان بعيد.

أخبرني الأزهري ، عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إبراهيم بن شمّاس سمرقنديّ ثقة.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ـ وهو أحمد بن حنبل ـ ذكر إبراهيم بن شمّاس السّمرقنديّ فأحسن الثناء عليه ، قال : كتب لي بعض أصحابنا أنه أوصى بمائة ألف يشترى بها أسرى من الترك ، قال : فاشترينا مائتي نفس أو نحو ذا ، قال أبو عبد الله : قتلته الترك أيضا ، فانظر ما ختم له به مع القتل! وذكره مرة أخرى فقال : صاحب سنة ، وكانت له نكاية في الترك (٢).

قرأت على الحسن بن أبي القاسم ، عن أبي سعيد أحمد بن رميح النّسويّ قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول : سمعت أحمد بن سيّار بن أيّوب يقول : إبراهيم بن شمّاس أبو إسحاق كان صاحب سنة وجماعة ، كتب العلم وجالس الناس. روى عن أبي إسحاق الفزاري ، ومروان بن معاوية ، وأبي بكر بن عيّاش ، وابن المبارك ، ووكيع ، وغيرهم. ورأيت إسحاق بن إبراهيم ـ يعني ابن راهويه ـ يعظم من أمره ، ويحرضنا على الكتابة عنه ، وكان رجلا ضخما عظيم الهامة ، حسن

__________________

(١) انظر الحديث في : حلية الأولياء ١٠ / ١٢٨.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٠٦.

٩٨

البضعة (١) ، أحمر الرأس واللحية ، حسن المجالسة ، يفد على الملوك ، وله حظ من الغزو ، وكان فارسا شجاعا ، قتلته (٢) الترك وهو جائي (٣) من ضيعته ، وهو غار لم يشعر بهم ، وذلك خارج من سمرقند ، ولم يعرفوه ، وقتل رحمه‌الله يوم الاثنين ، ودفن يوم الأربعاء في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين (٤).

حدّثني الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدّب ، عن أبي سعيد الإدريسي. قال : إبراهيم بن شمّاس الغازي السّمرقنديّ كنيته أبو إسحاق ، كان شجاعا بطلا مبارزا ، عالما فاضلا عاملا ، ثقة ثبتا في الرّواية ، متعصبا لأهل السنة ، كثير الغزو (٥).

قال أحمد بن سيّار : قتل إبراهيم بن شمّاس سنة إحدى وعشرين ومائتين (٦).

وقال إبراهيم بن عبد الرّحمن الدّرامي : سنة عشرين ومائتين قتل إبراهيم بن شمّاس (٧).

قال أبو سعد : والأصح عندي قول إبراهيم ، فإنه حكى لي عن أبي يعقوب يوسف ابن علي الأبار مثل قوله.

٣١٣٧ ـ إبراهيم بن شريك بن الفضل بن خالد بن خليد ، أبو إسحاق الأسديّ الكوفيّ (٨) :

نزل بغداد مدة وحدث بها عن أحمد بن يونس ، ومنجاب بن الحارث وشهاب ابن عبّاد ، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، وعقبة بن مكرم الضّبيّ. روى عنه أحمد ابن جعفر بن المنادي ، وأبو بكر الشافعي ، ومخلد بن جعفر ، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي ، وأبو حفص بن الزيات ، وأبو الحسن بن لؤلؤ ، وأبو الفضل الزّهريّ ، وغيرهم.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم الختلي ، حدّثنا إبراهيم بن شريك الكوفيّ ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ،

__________________

(١) في الأصل والمطبوعة : «حسن الصفة» والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٢) في الأصل والمطبوعة : «قتله» والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٣) في الأصل والمطبوعة : «وهو جاء» والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٠٦.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٠٦.

(٦) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٠٦.

(٧) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٠٦.

(٨) ٣١٣٧ ـ انظر : سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم ١٧٨.

٩٩

حدّثنا مالك بن أنس ، عن الزّهريّ ، عن الحسن وعبد الله ابني محمّد عن أبيهما أن عليّا قال لابن عبّاس : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر ، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.

حدّثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ ، عن أبي الحسن الدار قطني قال : إبراهيم بن شريك بن الفضل أبو إسحاق كوفي ثقة.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يونس يقول : سألت أبا الحسن الدار قطني عن أبي إسحاق إبراهيم بن شريك الأسديّ فقال : ثقة.

وقال حمزة : سمعت أبا حفص عمر بن مخلد الزيات يقول : سمعت ابن عبدة يقول : ما دخل عليكم أوثق من إبراهيم بن شريك الأسديّ.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال : وفي شوال من هذه السنة ـ يعني سنة إحدى وثلاثمائة ـ توفي إبراهيم بن شريك الكوفيّ وحمل إلى الكوفة ، ومنها كان قدم قبل وفاته بشهور ، ولم يغير شيبه.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قال : قال لنا عيسى بن حامد بن بشر القاضي : ومات ابن شريك سنة اثنتين وثلاثمائة.

٣١٣٨ ـ إبراهيم بن الشّاذ بن محمّد بن إسحاق الجبليّ :

من موضع يقال له جبل الفضة ، سكن هراة. وورد بغداد في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ، وحدث بها عن محمّد بن عبد الرّحمن السامي ، ومحمّد بن إسحاق بن خزيمة السّلميّ. روى عنه أبو الحسن بن رزقويه وغيره.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزقويه ـ إجازة ـ وحدّثنيه الحسن بن محمّد الخلّال عنه ، حدّثنا إبراهيم بن الشّاذ بن محمّد الهروي الجبليّ من جبل الفضة ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، حدّثنا محمّد بن ميمون بخبر غريب ، حدّثنا سفيان عن مالك بن مغول عن زبيد عن مرة قال : قال عبد الله : إن نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر سدرة المنتهى في الخبر قال : «إني منبئكم بشجرة فيها مثل وكري الطير ، فجلس جبريل في أحدهما وجلست أنا في الآخر ثم شخصت بنا فصار جبريل كالحلس الملقى ، فعلمت أنه أشد خوفا لله مني» (١).

__________________

(١) ٣١٣٨ ـ انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ١٧٧.

١٠٠