تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

الأعرابي يصف أحدا بمثل ما يصف به إسحاق من العلم والصدق والحفظ ، وكان كثيرا ما يقول : أسمعتم أحسن من ابتدائه في قوله :

هل إلى أن تنام عيني سبيل

إن عهدي بالنوم عهد طويل؟

هل تعرفون من شكا نومه بمثل هذا اللفظ الحسن.

وقال محمّد بن يحيى : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربيّ يقول : كان إسحاق الموصليّ ثقة صدوقا عالما ، وما سمعت منه شيئا ، ولوددت أني سمعت منه وما كان يفوتني منه شيء لو أردته. قال محمّد : وسمعت أحمد بن يحيى النّحويّ يقول نحو هذا القول.

وقال المرزباني : أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم ، عن أبيه قال : أخبرني أحمد بن القاسم الهاشمي ، عن إسحاق بن إبراهيم. قال : دعاني المأمون وعنده إبراهيم بن المهديّ وفي مجلسه عشرون جارية قد أقعد عشرا عن يمينه ، وعشرا عن يساره معهن العيدان يضربن بها ، فلما دخلت سمعت من الناحية اليسرى خطأ فأنكرته ، فقال المأمون : يا إسحاق أتسمع خطأ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، فقال لإبراهيم بن المهديّ : هل تسمع خطأ؟ قال : لا. فأعاد عليّ السؤال. فقلت : بلى والله يا أمير المؤمنين ، وإنه لفي الجانب الأيسر ، فأعاد إبراهيم سمعه إلى الناحية اليسرى ثم قال : لا والله يا أمير المؤمنين ما في هذه الناحية خطأ. فقلت : يا أمير المؤمنين مر الجواري اللواتي على الميمنة أن يمسكن ، فأمرهن فأمسكن ، ثم قلت لإبراهيم : هل تسمع خطأ فتسمع ثم قال : ما هاهنا خطأ. فقلت : يا أمير المؤمنين يمسكن وتضرب الثامنة ، فأمسكن وضربت الثامنة ، فعرف إبراهيم الخطأ فقال : نعم يا أمير المؤمنين هاهنا خطأ. فقال عند ذلك المأمون : يا إبراهيم لا تمار إسحاق بعد اليوم ، فإن رجلا فهم الخطأ بين ثمانين وترا ، وعشرين حلقا ، لجدير بأن لا تماريه! فقال : صدقت يا أمير المؤمنين.

أخبرنا تركان بن الفرج الباقلاني ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم العطّار ـ إملاء ـ حدّثنا أبو العبّاس ـ وهو أحمد بن يحيى ثعلب. قال : قال إسحاق بن إبراهيم الموصليّ : استبطأني أبو زياد ـ يعني الكلابي ـ فقال :

نزورك يا ابن الموصليّ لحاجة

ونفعل يا ابن الموصليّ قليل

٣٤١

قلت : وفي غير هذه الرواية بيت ثان وهو :

فما لك عندي من فعال أذمه

ومالك ما يثنى عليك جميل

فأعتبته.

أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الكاتب قال : أنشدنا أحمد بن سعيد ـ يعني الدّمشقيّ ـ قال : أنشدني الزبير ـ هو ابن بكّار ـ قال : أنشدني أبو سليمان إدريس بن أبي حفصة يمدح إسحاق بن إبراهيم التّميميّ:

إذا الرّجال جهلوا المكارما

كان بها ابن الموصليّ عالما

أبقاك ذو العرش بقاء دائما

لو كنت أدركت الجواد حاتما

كان نداه لنداك خادما

فقد جعلت للكرام خاتما

قال : وأنشدني أيضا في إسحاق يمدحه :

لقد ذهب المعروف إلّا بقية

بها أنت يا ابن الموصليّ تقوم

إذا ما كريم غيّر الدهر وده

فودك يا ابن الموصليّ يدوم

تطيب بك الدنيا وليس بزائل

من الناس فيها ما بقيت كريم

فما عشت في الدنيا فللعيش لذة

وطيب وإن ودعت فهو ذميم

إذا كان في عود وصوم تشينه

فعودك عود ليس فيه وصوم

أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ ومحمّد بن أحمد بن شعيب الروياني قالا : حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا ابن دريد ، أخبرنا عبد الأول ابن مريد ، عن أبيه. قال : مات إسحاق بن إبراهيم الموصليّ سنة خمس وثلاثين ومائتين ، ومات فيها إسحاق بن إبراهيم الطّاهري. قال : فأنشدني في ذلك الوقت رجل يعرف بابن سبابة :

تولى الموصليّ وقد تولت

بشاشات المعازف والقيان

وأي غضارة تبقى فتبقى

حياة الموصليّ على الزمان

ستبكيه المعازف والملاهي

وتسعدهن عاتقة الدنان

وتبكيه الغوية يوم ولى

ولا تبكيه تالية القران

٣٤٢

٣٣٨١ ـ إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم ، أبو يعقوب الحنظليّ المروزيّ المعروف بابن راهويه (١) :

كان أحد أئمة المسلمين ، وعلما من أعلام الدّين ، اجتمع له الحديث ، والفقه ، والحفظ ، والصدق ، والورع ، والزهد ، ورحل إلى العراق ، والحجاز ، واليمن ، والشام.

فسمع جرير بن عبد الحميد الرّازيّ ، وإسماعيل بن عليّة ، وسفيان بن عيينة ، ووكيع بن الجراح ، وأبا معاوية ، وأبا أسامة ، ويحيى بن آدم ، وبقية بن الوليد ، وعبد الرّزّاق بن همام ، والنّضر بن شميل ، وعبد العزيز الدراوردي ، وعيسى بن يونس ، وعبدة بن سليمان ، وأبا بكر بن عيّاش ، وعبد الوهّاب الثّقفيّ ، ومعتمر بن سليمان ، ومحمّد بن بكر البرساني ، وعبد الله بن وهب ، ومحمّد بن سلمة الحراني ، وسويد بن عبد العزيز ، ومعاذ بن هشام ، والوليد بن مسلم. وورد بغداد غير مرة. وجالس حفاظ أهلها ، وذاكرهم ، وعاد إلى خراسان فاستوطن نيسابور إلى أن توفي بها ، وانتشر علمه عند الخراسانيّين. وروى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، وإسحاق بن منصور الكوسج ، ومسلم بن الحجّاج النّيسابوريّ ، ومحمّد بن نصر المروزيّ ، وأبو عيسى الترمذي ، وأحمد بن سلمة ، وخلق يطول ذكرهم. وروى عنه من قدماء شيوخه يحيى بن آدم ، وبقية بن الوليد ، ومن أقرانه أحمد بن حنبل ، ولم أر في أحاديث البغداديين شيئا أستدل به على أنه حدّث ببغداد إلّا أن يكون على سبيل المذاكرة. فالله أعلم.

أخبرنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن بندار الأستراباذي ـ بسمرقند ـ أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن إسحاق المدائني ، حدّثنا أبو همام الوليد بن شجاع ، حدّثنا بقية بن الوليد ، عن إسحاق بن راهويه قال : حدّثنا معتمر بن سليمان عن ابن فضالة ، عن أبيه ، عن علقمة ابن عبد الله المزني قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن كسر سكة المسلمين الجائزة إلّا من بأس.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا محمّد ابن إسحاق السّرّاج ، حدّثنا محمّد بن رافع بن أبي زيد القشيري ، حدّثنا يحيى بن آدم ، حدّثنا أبو يعقوب الخراسانيّ ، عن عبد الرّزّاق ، عن النّعمان بن شيبة ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : ليس في الأوقاص صدقة.

٣٤٣

قال السّرّاج : فسألت أبا يعقوب إسحاق بن راهويه فحدّثني به.

وقال إسحاق : كتب عني يحيى بن آدم ألفي حديث.

حدّثني أبو الخطّاب العلاء بن أبي المغيرة بن أحمد بن حزم الأندلسي ، عن ابن عمه أبي محمّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم قال (١) : إسحاق بن راهويه هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن الوارث بن عبيد الله بن عطيّة بن مرة ، بن كعب بن همام بن أسد بن مرة ، بن عمرو ، ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم (٢).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ ، أخبرني علي ابن محمّد المروزيّ ، حدّثنا محمّد بن موسى الباشاني. قال : ولد إسحاق بن راهويه سنة إحدى وستين ومائة. وقال محمّد بن موسى : كان إسحاق بن راهويه سمع محمّد بن عبد الله بن المبارك وهو حدث ، فترك الرواية عنه لحداثته ، وخرج إلى العراق سنة أربع وثمانين ومائة ، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة (٣).

وقد قيل في مولد إسحاق غير هذا.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ قال لي موسى بن هارون : قلت لإسحاق بن راهويه : من أكبر أنت أو أحمد؟ قال : هو أكبر مني في السن وغيره. وكان مولد إسحاق سنة ست وستين فيما يروي موسى (٤).

قلت : وكان مولد أحمد بن حنبل في سنة أربع وستين ومائة فيما يروى موسى.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا أبو عمرو عثمان بن جعفر المعروف بابن اللبان ، حدّثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن راهويه قال : ولد أبي من بطن أمه مثقوب (٥) الأذنين ، قال : فمضى جدي راهويه إلى

__________________

(١) ٣٣٨١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٣٢ (٢ / ٢٧٣). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٥٩. وميزان الاعتدال ١ / ١٨٢ ـ ١٨٣. وتهذيب ابن عساكر ٢ / ٤١٠. وتهذيب التهذيب ١ / ٢١٦. وميزان الاعتدال ١ / ٨٥. ووفيات الأعيان ١ / ٦٤. وحلية الأولياء ٩ / ٢٣٤. وطبقات الحنابلة ٦٨. وتذكرة النوادر ٣٦ ، ٣٧. والأعلام ١ / ٢٩٢.

(١) «قال» ساقطة من الأصل.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٧٨.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٧٨ ، وفيه : «فيما يرى موسى».

(٥) في تهذيب الكمال : «منقوب الأذنين».

٣٤٤

الفضل بن موسى السيناني فسأله عن ذلك وقال : ولد لي ولد خرج من بطن أمه مثقوب الأذنين! فقال : يكون ابنك رأسا إما في الخير ، وإما في الشر (١).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ ، أخبرنا محمّد بن محمّد ابن زكريّا المطوعي قال : سمعت أبا حامد أحمد بن محمّد بن بالويه يقول : سمعت أبا الفضل أحمد بن سلمة يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : قال لي عبد الله ابن طاهر : لم قيل لك ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك هذا؟ قال : اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في طريق فقال المراوزة : راهوي لأنه ولد في الطريق ، وكان أبي يكره هذا ، وأما أنا فلست أكرهه (٢).

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال : سمعت أحمد بن حفص السّعدي يقول : ذكر أحمد بن حنبل ـ وأنا حاضر ـ إسحاق بن راهويه فكره أحمد أن يقال راهويه ، وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ. وقال لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق ، وإن كان يخالفنا في أشياء ، فإن الناس لم تزل يخالف بعضهم بعضا.

حدّثني أبو الحسن علي بن أحمد بن عيسى الهاشمي قال : هذا كتاب جدي أبي الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمّد بن المتوكل على الله ، فقرأت فيه : حدّثني أبو بكر محمّد بن داود النّيسابوريّ قال : سمعت أحمد بن سلمة يقول : سمعت إسحاق يقول : أتيت وهب بن جرير فقال : قد حلفت أن لا أحدث كذا شهرا. قال : قلت : قد أغنى الله عنك ، وأردت أن يكون اسمك عندي ، قال : فقال لي : من أين أنت؟قلت : خراساني. قال : لعلك ابن راهويه؟ قال : قلت : نعم. قال : قد استثنيتك فسلني.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، حدّثنا أبو نصر أحمد ابن سهل الفقيه ـ ببخارى إملاء ـ حدّثنا علي بن الحسن بن عبدة قال : سمعت حاشد ابن مالك يقول : سمعت وهب بن جرير يقول : جزى الله إسحاق بن راهويه وصدقة ، ومعمّر عن الإسلام خيرا ، أحيوا السنة بأرض المشرق.

أخبرني محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن جابر قال : سمعت أبا بكر محمّد بن يزيد المستملي يقول : سمعت

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٧٩. وفي تهذيب الكمال : «فقال المراوزة : راهويه بأنه».

٣٤٥

نعيم بن حمّاد يقول : إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتهمه في دينه ، وإذا رأيت الخراسانيّ يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه ، وإذا رأيت البصريّ يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه في دينه.

أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن هارون ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قال : سمعت أحمد بن الهيثم بن السميدع الشاسي يقول : قال لي يحيى : بخراسان كنزان ، كنز عند محمّد بن سلّام البيكندي ، وكنز عند إسحاق بن راهويه.

أخبرنا ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أبا زكريّا يحيى بن محمّد العنبري يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عبد السّلام بن بشّار الورّاق يقول : سمعت محمّد بن داود الضّبيّ يقول : سمعت محمّد بن أسلم الطوسي يقول حين مات إسحاق الحنظليّ : ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق ، يقول الله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) [فاطر ٢٨] وكان أعلم الناس ، ولو كان سفيان الثّوريّ في الحياة لاحتاج إلى إسحاق. قال محمّد بن عبد السّلام : فأخبرت بذلك أحمد بن سعيد الرباطي. فقال : والله لو كان الثّوريّ وابن عيينة والحمّادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. قال محمّد : فأخبرت بذلك محمّد بن يحيى الصّفّار. فقال : والله لو كان الحسن البصريّ في الحياة لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة (١)! حدّثني علي بن أحمد الهاشمي قال : هذا كتاب جدي فقرأت فيه : حدّثني محمّد ابن داود النّيسابوريّ قال : سمعت أبا بكر بن نعيم يقول : سمعت الدّارمي يقول : ساد إسحاق بن إبراهيم أهل المشرق والمغرب بصدقه (٢).

وقال : سمعت أبا بكر قال : سمعت أبا عبد الرّحيم الجوزجاني يقول : سمعت أحمد بن حنبل ـ وذكر إسحاق ـ فقال : لا أعلم ـ أو لا أعرف ـ لإسحاق بالعراق نظيرا (٣).

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ،

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨١.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨١ ـ ٣٨٢.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٢.

٣٤٦

حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : قلت لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل : إسحاق أبو يعقوب ـ أعني ابن راهويه ـ ترى لإنسان أن يقصد إليه فيتعلم منه الفقه فإنه رجل ممكن؟ فقال : ما أفهمه! هو كيس.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي قال : سمعت يحيى بن زكريّا ابن حيويه يقول : سمعت أبا داود الخفاف يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : لم يعبر الجسر مثل إسحاق.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا دعلج بن أحمد السجستاني قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عبد الرّحمن الشامي قال : سئل أحمد بن حنبل ـ وأنا حاضر عن إسحاق بن إبراهيم ـ فقال : من مثل إسحاق؟ مثل إسحاق يسأل عنه! أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله ـ وسئل عن إسحاق بن راهويه ـ فقال : مثل إسحاق يسأل عنه؟ إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين (١).

أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز ، حدّثنا عبيد الله بن سعيد البروجردي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن وهب الحافظ ، حدّثنا مرار بن أحمد ـ أبو أحمد ـ قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : الشافعي عندنا إمام ، والحميدي عندنا إمام ، وإسحاق بن راهويه عندنا إمام.

أخبرني محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا عبيد الله بن القاسم القاضي الهمذاني ـ بطرابلس ـ حدّثنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل الخشاب العروضي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن النسائي. قال : إسحاق بن إبراهيم بن راهويه أحد الأئمة مروزي (٢).

وحدّثني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ابن إبراهيم ثقة مأمون. سمعت سعيد بن ذؤيب يقول : ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق (٣).

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أبا علي

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٢.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٢ ـ ٣٨٣.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٣.

٣٤٧

الحسين بن علي الحافظ يقول : سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول : والله لو أن إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ كان في التابعين لأقروا له بحفظه ، وعلمه ، وفقهه (١).

أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل ، أخبرنا علي بن عبد العزيز البردعي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : جلست أنا وإسحاق بن راهويه يوما إلى الشافعي ، فناظره إسحاق في السكنى بمكة ، فعلا إسحاق يومئذ الشافعي.

أخبرنا محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان البزّاز ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ـ إملاء ـ حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن سعيد ـ أبو أحمد ـ حدّثنا إبراهيم بن علي ، حدّثني الفضل بن عبد الله الحميري قال : سألت أحمد بن حنبل عن رجال خراسان فقال : أما إسحاق بن راهويه فلم نر مثله ، وأما الحسين بن عيسى البسطامي فثقة ، وأما إسماعيل بن سعيد الشالنجي ففقيه عالم ، وأما أبو عبد الله القطّان فبصير بالعربية والنحو ، وأما محمّد بن أسلم لو أمكنني زيارته لزرته.

أخبرني أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المنكدري ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الحافظ ـ بنيسابور ـ حدّثنا الحسن بن حاتم المروزيّ ، حدّثنا أبو عمرو نصر بن زكريّا ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن موسى حديث ابن عبّاس : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلحظ في صلاته ولا يلوي عنقه خلف ظهره. قال : فحدثته (٢) فقال رجل : يا أبا يعقوب ، رواه وكيع بخلاف هذا. فقال له أحمد بن حنبل : اسكت إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به (٣).

حدّثني علي بن أحمد الهاشمي ، قال : هذا كتاب جدي فقرأت فيه : حدّثني محمّد بن داود النّيسابوريّ قال : سمعت أبا بكر بن نعيم يقول : سمعت محمّد بن يحيى الذهلي يقول : وافقت إسحاق بن إبراهيم صاحبنا سنة تسع وتسعين ببغداد ، اجتمعوا في الرصافة أعلام أصحاب الحديث ، فمنهم أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وغيرهما. فكان صدر المجلس لإسحاق ، وهو الخطيب (٤)!!

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي ، حدّثنا محمّد بن يوسف

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٣.

(٢) ١٥ في المطبوعة : «فحدثنيه».

(٣) ١٦ ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٣ ـ ٣٨٤.

(٤) ١٧ ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٢.

٣٤٨

الفربري ، حدّثنا علي بن خشرم ، حدّثنا ابن فضيل ، عن ابن شبرمة ، عن الشّعبيّ. قال : ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ، ولا حدّثني رجل بحديث قط إلّا حفظته ، ولا أحببت أن يعيده عليّ قال علي : فحدثت بهذا الحديث (١) إسحاق بن راهويه فقال : تعجب من هذا؟ قلت : نعم! قال : كنت لا أسمع شيئا إلّا حفظته ، وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث ، أو قال أكثر من سبعين ألفا في كتبي!! (٢).

أخبرنا ابن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن نعيم ، أخبرني محمّد بن صالح بن هاني ـ من أصل كتابه ـ حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الصّمد القهندزي. قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ يقول : أحفظ سبعين ألف حديث كأنها نصب عيني.

وحدّثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني ـ لفظا بأصبهان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ. قال : سمعت محمّد بن أحمد بن زيرك اليزدي يقول : سمعت جعفر بن محمّد بن سوار يقول : سمعت إسحاق ـ يعني ابن راهويه ـ يقول : إني لأدخل الحمام وبين عيني سبعون ألف حديث.

أخبرنا الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي قال : سمعت يحيى بن زكريّا بن حيويه يقول : سمعت أبا داود الخفاف يقول : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي ، وثلاثين ألفا أسردها.

أخبرنا رضوان بن محمّد بن الحسن الدّينوري قال : سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الرّحمن الحافظ ـ بهمذان ـ يقول : سمعت أبا العبّاس أحمد بن سعيد يقول : سمعت أبا يزيد محمّد بن يحيى بن خالد المديني يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : أحفظ سبعين ألف حديث ، وأذاكر بمائة ألف حديث.

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : قرأت على أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزيّ ـ بها ـ سمعت أبا يزيد محمّد بن يحيى بن خالد يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ يقول : أعرف مكان مائة ألف حديث كأني أنظر إليها ، وأحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي ، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة. فقيل له : ما معنى حفظ المزورة؟ قال : إذا مر بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فليته منها فليا (٣).

__________________

(١) ١٨ في المطبوعة : «أحببت أن يعبده على محدثنا بهذا الحديث». والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٢) ١٩ ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٤.

(٣) ٢٠ ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٥.

٣٤٩

حدّثنا ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أبا الفضل محمّد بن إبراهيم يقول : سمعت أحمد بن سلمة يقول : سمعت أبا حاتم محمّد بن إدريس الرّازيّ يقول : ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ وحفظه للأسانيد والمتون ، فقال أبو زرعة : ما رؤي أحفظ من إسحاق. قال أبو حاتم : والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط ، مع ما رزق من الحفظ. قال أحمد بن سلمة : فقلت لأبي حاتم : إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتم : وهذا أعجب ، فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها (١).

أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ حدّثنا خلف بن محمّد قال : سمعت أبا علي البزّاز الحسن بن الحسين يقول : سمعت محمّد بن حميد بن فروة يقول : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : الحفاظ بخراسان إسحاق بن راهويه ، ثم عبد الله بن عبد الرّحمن السمرقندي ، ثم محمّد بن إسماعيل.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ ، أخبرني أبو محمّد بن زياد قال : سمعت أبا العبّاس الأزهري يقول : سمعت علي بن سلمة اللبقي يقول : كان إسحاق عند الأمير عبد الله بن طاهر وعنده إبراهيم بن أبي صالح ، فسأل الأمير إسحاق عن مسألة فقال إسحاق : السنة فيها كذا وكذا ، وكذلك يقول من سلك طريق أهل السنة ، وأما أبو حنيفة وأصحابه فإنهم قالوا بخلاف هذا. فقال إبراهيم : لم يقل أبو حنيفة بخلاف هذا ، فقال إسحاق : حفظته من كتاب جده وأنا وهو في كتاب واحد ، فقال إبراهيم : أصلحك الله كذب إسحاق على جدي ، فقال إسحاق : ليبعث الأمير إليّ أجزاء كذا وكذا من جامعه ، فأتى بالكتاب ، فجعل الأمير يقلب الكتاب ، فقال إسحاق : عد من الكتاب إحدى عشرة ورقة ، ثم عد تسعة أسطر ، ففعل ، فإذا المسألة على ما قال إسحاق ، فقال الأمير عبد الله بن طاهر : قد تحفظ المسائل ، ولكني أعجب لحفظك هذه المشاهدة! فقال إسحاق : ليوم مثل هذا ، لكي يخزى الله على يدي عدوا مثله.

أخبرنا محمّد بن علي بن مخلد الورّاق ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا أحمد بن كامل قال : قال عبد الله بن طاهر لإسحاق بن راهويه : قيل لي إنك تحفظ

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٥ ـ ٣٨٦.

٣٥٠

مائة ألف حديث؟ قال : مائة ألف حديث ما أدري ما هو ، ولكني ما سمعت شيئا قط إلّا حفظته ، ولا حفظت قط شيئا فنسيته (١).

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي قال : سمعت يحيى بن زكريّا بن حيويه يقول : سمعت أبا داود الخفاف يقول : أملى علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه ، ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا (٢).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول : سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغي (٣) يقول : سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول : فاتني عن إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ من مسنده مجلس ، وكان يمله (٤) حفظا ، فترددت إليه مرارا ليعيده علي فتعذر ، فقصدته يوما لأسأله إعادته ، وقد حمل إليه حنطة (٥) من الرستاق ، فقال لي : تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنطة (٦) ، فإذا فرغت أعدت لك الفائت. قال : ففعلت ذلك ، فلما فرغت عرفته. وكان خرج من منزله ، فمشيت معه حتى بلغ باب المنزل ، فقلت له : فيما وعد من الفائت ، فسألني عن أول حديث من المجلس فذكرته له ، فاتكأ على عضادتي الباب فأعاد المجلس إلى آخره حفظا ، وكان قد أملى المسند كله من حفظه ، وقرأه أيضا من حفظه ثانيا كله (٧).

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل. قال : أخبرني أبو يحيى الشّعراني : أن إسحاق بن راهويه توفي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، وأنه كان يخضب بالحناء ، وقال لي : ما رأيت بيد إسحاق كتابا قط ، وما كان يحدث إلّا حفظا! وقال : كنت إذا ذاكرت إسحاق العلم وجدته فيه فردا ، فإذا جئت إلى أمر الدنيا رأيته لا رأي له (٨).

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري. قال : سمعت أبا داود يقول : إسحاق بن

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٥.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٥.

(٣) تصحفت في المطبوعة والأصل إلى : «الضبعي».

(٤) في الأصل والمطبوعة : «يمليه» وما أثبتناه أصح.

(٥) في المطبوعة والأصل : «حنظلة» تحريف ليس له معنى.

(٦) تحرفت في الأصل والمطبوعة أيضا إلى «الحنظلة».

(٧) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٦ ـ ٣٨٧.

(٨) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٨.

٣٥١

راهويه تغير قبل أن يموت بخمسة أشهر ، وسمعت منه في تلك الأيام ورميت به ، ومات سنة سبع أو ثمان وثلاثين (١).

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : قرأت على أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزيّ ـ بها ـ سمعت أبا يزيد محمّد بن يحيى بن خالد يقول : مات إسحاق بن إبراهيم ليلة الخميس سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم المزكي ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن زياد. قال : توفي إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين (٢).

خبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : مات إسحاق بن إبراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحنظليّ وهو ابن سبع وسبعين سنة.

قلت : وهذا يدل على أن مولده كان في سنة إحدى وستين ومائة ، قبل مولد أحمد ابن حنبل بثلاث سنين.

٣٣٨٢ ـ إسحاق بن موسى بن عبد الله ، أبو موسى الأنصاريّ الخطميّ (٣) :

مديني الأصل كوفي الدار ، ورد بغداد ، وحدث بها وبسر من رأى عن سفيان بن عيينة ، وأبي ضمرة أنس بن عياض ، وعبد السّلام بن حرب الملائي ، وعمر بن عبيد الطنافسي وعبد الرّحيم بن سليمان ، ومعن بن عيسى ، وعنده عن معن عن مالك كتاب «الموطأ». روى عنه ابنه موسى ، وإسحاق بن يعقوب العطّار ، ومحمّد بن أحمد بن البراء ، وموسى بن هارون ، والهيثم بن خلف الدوري ، وسعيد بن سعدان الكاتب ، وكان ثقة.

قرأت على أبي بكر البرقاني ، عن إبراهيم بن محمّد المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : حدّثني عيسى بن إسحاق بن موسى قال : أبي إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصن بن عمرو بن

__________________

(١) ٣٠ ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٧.

(٢) ٣١ ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٣٨٨.

(٣) ٣٣٨٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٨٥ (٢ / ٤٨٠). والجرح والتعديل ١ / ١ / ٢٣٥. وتهذيب ابن عساكر ٢ / ٤٥٣. وتهذيب التهذيب ١ / ٢٥١. والتاريخ الصغير ٢٣٥. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ٢٩.

٣٥٢

الحارث بن خطمة ، واسم خطمة عبد الله بن جشم بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ماء السماء. وإنما سمي خطمة لأنه خطم رجلا بسيفه على خطمه ، وسمي النّجّار لأنه ضرب رجلا بسيفه على هامته فقده بالسيف فلذلك سمي النّجّار ، واسمه تيم الله.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الدار قطني ، حدّثنا الحسن بن رشيق المصريّ ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، عن أبيه.

ثم أخبرني محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال : ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه. قال : سمعت أبي يقول : إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاريّ أصله كوفي وكان بالعسكر ـ ثقة (١).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفّر. قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاريّ بحمص سنة أربع وأربعين وقد رأيته(٢).

٣٣٨٣ ـ إسحاق بن أبي إسرائيل ، واسم أبي إسرائيل : إبراهيم بن كامجر ، وكنية إسحاق : أبو يعقوب (٣) :

مروزي الأصل ، رأى زائدة بن قدامة ، وسمع عبد القدوس بن حبيب الشامي ، وحمّاد بن زيد ، ومحمّد بن جابر اليمامي ، وعبد الوارث بن سعيد ، وهشام بن يوسف الصنعاني ، وكثير بن عبد الله الأبلّيّ ، وجعفر بن سليمان وسفيان بن عيينة. روى عنه أبو يحيى صاعقة ، وفضل بن سهل الأعرج ، ويعقوب بن شيبة ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وغيرهم.

قرأت على البرقاني ، عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت الفضل بن سهل الأعرج قال : سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول : أدركت زائدة. قلت : كيف أدركته؟ قال : كان أبي في الغزوة التي غزا فيها زائدة ، فكنت أسأل عن أبي.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٨٢.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٨٣.

(٣) ٣٣٨٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٣٠.

٣٥٣

أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب ، حدّثنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق ، حدّثنا موسى بن هارون بن سعيد التّوزيّ ـ بسر من رأى ـ حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدّثنا عبد القدوس بن حبيب الكلاعي قال : أبو يعقوب ، هذا أول من كتبت عنه وأنا في الكتاب. عن عكرمة عن ابن عبّاس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا إخواني تناصحوا في العلم ، فلا يكتم بعضكم بعضا ، فإن خيانة الرجل في علمه أشد من خيانته في ماله ، وإن الله سائلكم عنه» (١).

حدّثني عبد العزيز بن علي الورّاق ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عبيد الله بن جعفر بن أعين ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم المروزيّ ، حدّثنا حميد الرواسي ، حدّثنا سلمة بن جعفر ، عن عمرو بن قيس الملائي. قال : قال علي : إذا علمتم العلم فاكظموا عليه ، ولا تكثروا الضحك فتمجه القلوب.

قال إسحاق : سألني عبد الرّحمن بن مهديّ فحدثته بهذا الحديث.

أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ ، حدّثنا علي بن محمّد الورّاق ، أخبرنا أبو العبّاس عبيد الله بن جعفر بن محمّد بن أعين البزّاز ، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدّثني أبو هشام عبد الملك بن عبد الرّحمن الزماري ـ من الأبناء (٢) يسكن زمار ـ حدّثنا محمّد بن جابر قال : قدمت البصرة فأتاني شعبة بن الحجّاج فسألني فحدثته بحديث قيس بن طلق في مس الذكر ، فقال : أسألك بالله لا تحدث بهذا الحديث ما كنت بالبصرة.

قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل : لما انصرفت من اليمامة من عند هذا الشّيخ ـ يعني محمّد بن جابر ـ دخلت البصرة ليلا ، فسألت عن منزل أبي عوانة ، فقيل لي أمس دفناه ، فغمني ذلك وجزعت عليه ، ثم أتيت حمّاد بن زيد : فلما رآني وأنا قشف الهيئة ، على أثر السفر ، قال لي : أحسبك غريبا ، قلت : نعم. قال : من أين قدمت؟ قلت : من اليمامة. قال : وما صنعت باليمامة؟ قلت : سمعت من شيخ بها يقال له محمّد بن جابر ، قال : قد سمعت منه حديث قيس في مس الذكر ، ثم قال لي :

__________________

(١) انظر الحديث في : أمالي الشجري ١ / ٤٩. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٠٨. والفوائد المجموعة ٢٧٤. وتنزيه الشريعة ١ / ٢٦١. والموضوعات ١ / ٢٣١.

(٢) الأبناء : من القوم الذي أرسلهم كسرى مع سيف بن ذي يزن لما جاء يستنصره على الحبشة ، فنصروه وملكوا اليمن وتديروها وتزوجوا في العرب فقيل لأولادهم الأبناء (هامش المطبوعة).

٣٥٤

حدّثني عنه بما سمعت؟ فاستحييت وهبت الشّيخ ، فلم أذكر شيئا ولم يجر على لساني ، فقال لي : يا بني إن المستقفين (١) عندنا كثير ، فاتق لا تؤخذ ثيابك. وكنت أنام في المسجد ، فقال : يا جلوة خذي ثياب الرجل إليك ، فأودعته ثيابي ، ثم دعاني بعد ذلك حمّاد بن زيد وجماعة من الغرباء فغدّاني عنده وهو قائم على رجليه يتعاهدنا يقول : يا جلوة جيئيهم برطب يا جلوة هاتي موزا ، هاتي ماء باردا ، فلم يزل قائما علينا حتى فرغنا ، شكر الله ذلك لأبي إسماعيل ورضى عنه.

أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني محمّد بن يحيى الصّولي ، حدّثني إبراهيم بن المدبر الكاتب قال : كنا عند المتوكل فدخل عليه إسحاق بن أبي إسرائيل فقال : يا أمير المؤمنين حدّثنا الفضيل بن عياض عن هشام بن حسّان ، عن الحسن أنه قال : المصافحة تزيد في المودة. قال : فمد المتوكل يده حتى صافحه.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عمر بن غالب الجعفي ، أخبرنا موسى بن هارون ، أخبرني أبي أن مولد بن أبي إسرائيل سنة خمسين ومائة. قال : وأخبرني أبي أنه سمع إسحاق بن أبي إسرائيل سنة مائتين يذكر أنه ابن خمسين سنة.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي ، قال : وأما إسحاق بن أبي إسرائيل فإن أبا إسرائيل اسمه إبراهيم بن كامجر المروزيّ. ويكنى إسحاق أبا يعقوب ، مولده سنة إحدى وخمسين ومائة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة ، وأبو إسرائيل اسمه إبراهيم بن كامجر.

كتب إليّ إبراهيم بن سعيد الحبال ـ من مصر ـ وحدّثني محمّد بن أبي نصر الحميدي عنه قال : أخبرنا يحيى بن علي الحضرميّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن المفسّر ، حدّثنا أحمد بن علي القاضي قال : كنت تركت حديث إسحاق بن أبي إسرائيل فقال لي حبيش بن مبشر : لا تفعل فإني رأيت مع يحيى بن معين جزءا. فقلت

__________________

(١) القف : أوباش الناس (القاموس).

٣٥٥

له : يا أبا زكريّا كتبت عن إسحاق بن أبي إسرائيل؟ فقال : كتبت عنه سبعة وعشرين جزءا قبل هذا.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي ، حدّثنا علي بن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده. قال : أبو زكريّا وابن أبي إسرائيل من ثقات المسلمين ، ما كتب حديثا قط عن أحد من الناس إلّا ما ضبطه هو في ألواحه ، أو كتابه (١).

وقال : سألت أبا زكريّا قلت : اختلف ابن أبي إسرائيل والقواريري في حديث عن ابن مهديّ ، فقال : ابن أبي إسرائيل أثبت من القواريري ، وأكيس وأضبط منه ، ومن أبيه ، ومن أهل قريته أجمعين ، ثقة مأمون ضابط ، والقواريري ثقة صدوق ، وليس هو مثل إسحاق (٢).

وقال في موضع آخر : ذكر أبو زكريّا بن أبي إسرائيل فقال : الثّقة الصادق المأمون ، ما زال معروفا بالدّين ، والخير ، والفضل. قيل له : في حديث مبارك بن سعيد؟ فقال أبو زكريّا : لو قال أبو يعقوب : إني قد سمعت كل حديث عند مبارك بن سعيد لكان الثّقة الصدوق المأمون (٣).

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت أبا سعيد عثمان الدّارمي يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة (٤).

قال أبو سعيد : إسحاق بن أبي إسرائيل لم يكن أظهر الوقف حين سألت يحيى بن معين عنه ، وهذه الأشياء التي ظهرت عليه بعد ، ويوم كتبنا عنه كان مستورا (٥).

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : سريج بن يونس شيخ صالح صدوق ، وإسحاق بن أبي إسرائيل أثبت منه (٦).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠١.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠١.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠١ ـ ٤٠٢.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠٢.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠٢.

(٦) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠٢.

٣٥٦

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن عمر الصابوني ـ فيما أذن أن نرويه عنه ـ أخبرنا علي ابن محمّد بن سعيد المؤمل ، حدّثنا شاهين بن السميدع العبدي قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يقول : إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي مشئوم ، إلّا أنه صاحب حديث كيس (٢).

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبرك الهمذاني ـ بها ـ أخبرنا أحمد ابن عبد الرّحمن الشّيرازيّ ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن يوسف الريحاني (٣) ، حدّثنا أبو علي الحسين بن إسماعيل الفارسيّ قال : سألت عبدوس بن عبد الله بن محمّد بن مالك بن هانئ النّيسابوريّ ، عن إسحاق بن أبي إسرائيل. فقال : كان حافظا جدّا ، ولم يكن مثله في الحفظ والورع ، وكان لقى المشايخ. فقلت : كان يتهم بالوقف؟ قال : نعم ، اتهم ولم يكن بمتهم (٤).

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، أخبرنا أحمد بن الحسين المروزيّ أنه سمع أحمد بن الخضر الخزاعي يقول : سمعت محمّد بن جابر بن حمّاد الفقيه.

وحدّثنا عن إسحاق بن أبي إسرائيل فسئل عن عدالته فقال : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) [المائدة ١٠١] (٥).

حدّثنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، حدّثنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد ، عن إسحاق بن أبي إسرائيل فقال : صدوق في الحديث ، إلّا أنه كان يقول القرآن كلام الله ، ويقف.

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريّا بن يحيى السّاجيّ قال : وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف ، وكان صدوقا.

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠٢.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠٣.

(٣) في المطبوعة : «الزنجاني» والتصحيح من كتب الرجال.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠٤.

(٥) آخر الجزء السادس والأربعين من تجزئة المؤلف رحمه‌الله.

٣٥٧

قرأت على البرقاني عن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي قال : أخبرنا أبو العبّاس السّرّاج قال : سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول : هؤلاء الصبيان يقولون كلام الله غير مخلوق ، ألا قالوا كلام الله وسكتوا ـ ويشير إلى دار أحمد بن حنبل ـ.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا إسحاق بن محمّد بن المفضل الزيات ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي سلم الرّازيّ ، حدّثنا حفص ابن عمر المهرقاني سمعته يقول : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم واقفا على إسحاق بن أبي إسرائيل وهو يقول له : قد عنيتني إليك من ألف وخمسين فرسخا ، أنت الذي تقف في القرآن؟

أخبرنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي ، أخبرنا أحمد بن عبدان بن محمّد الشّيرازيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغويّ قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم المروزيّ ، وكان ثقة مأمونا ، إلا أنه كان قليل العقل.

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير. قال : قال لي مصعب بن عبد الله : ناظرني إسحاق بن أبي إسرائيل فقال : لا أقول كذا ولا أقول غير ذا ، يعني في القرآن. فناظرته فقال : لم أقل على الشك ، ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي. قال مصعب : فأنشدته هذا الشعر فأعجبه وكتبه وهو شعر قيل منذ أكثر من عشرين سنة :

أأقعد بعد ما رجفت عظامي

وكان الموت أقرب ما يليني

أجادل كل معترض خصيم

وأجعل دينه غرضا لديني

فأترك ما علمت لرأي غيري

وليس الرأي كالعلم اليقين

وما أنا والخصومة وهي لبس

تصرف في الشمال وفي اليمين

وقد سنت لنا سنن قوام

يلحن بكل فج أو وضين

وكان الحق ليس به خفاء

أعز كغرة الفلق المبين

وما عوض لنا منهاج حمق

بمنهاج ابن آمنة الأمين

فأما ما علمت فقد كفاني

وأما ما جهلت فجنبوني

فلست بمكفر أحدا يصلي

ولن أجرمكم أن تكفروني

وكنا إخوة نرقى جميعا

ونرمي كل مرتاب ظنين

فما برح التكلف أن تساوت

بشأن واحد فرق الشئون

فأوشك أن يخر عماد بيت

وينقطع القرين من القرين (١)

__________________

(١) ـ انظر الخبر والأبيات في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠٥ ـ ٤٠٦.

٣٥٨

فلما كتبه قال لي : يا أبا عبد الله ، لا أجاوز هذا.

قال أبو بكر أحمد بن زهير فقلت أنا لمصعب : هذا قد كتب الحديث منذ كذا وكذا لا يجاوز هذا الشعر؟.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، أخبرنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ.

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إسحاق بن أبي إسرائيل مات في سنة خمس وأربعين ومائتين. زاد ابن قانع : في شعبان بسر من رأى (١).

أخبرني عبد العزيز بن علي الورّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد بن إبراهيم البجلي ، حدّثنا أحمد بن عبيد الله بن عمار الثّقفيّ. قال : مات أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل سنة خمس وأربعين ومائتين ، وولد في سنة خمسين ومائة.

أخبرنا أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النّضر قال :

وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات إسحاق بن أبي إسرائيل في سنة ست وأربعين. زاد البغويّ : بسامرّا ، في شعبان (٢).

٣٣٨٤ ـ إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل ، أبو الفضل الحنفيّ الباورديّ :

سكن بغداد وروى عن معاوية بن هشام ، وجعفر بن عون ، وقريش بن أنس ، وعثمان بن عمر ، ووهب بن جرير ، وعبد الصّمد بن عبد الوارث.

ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتم وقال : سمع منه أبي بمصر وهو صدوق.

وذكره أبو سعيد بن يونس في الغرباء الذين حدثوا بمصر فكناه أبا يعقوب ، وقال : هو قديم.

٣٣٨٥ ـ إسحاق بن عبد الله ، أبو يعقوب ، وابن أخت يحيى بن معين :

روى عن يحيى جزءا من مسائله عن أحوال الشيوخ. حدّث عنه أبو العبّاس أحمد ابن محمّد بن مسروق الطوسي.

__________________

(١) ١٦ ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠٧.

(٢) ١٧ ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٠٧.

٣٥٩

٣٣٨٦ ـ إسحاق بن منصور بن بهرام ، أبو يعقوب الكوسج المروزيّ (١) :

ولد بمرو ، ورحل إلى العراق ، والحجاز ، والشام. فسمع سفيان بن عيينة ، ويحيى ابن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهديّ ، ووكيع بن الجراح ، وأبا أسامة ، والنّضر ابن شميل ، وأبا اليمان الحكم بن نافع. ورد بغداد وحدث بها ، فروى عنه من أهلها إبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. واستوطن إسحاق بنيسابور وبها كانت وفاته.

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، أخبرنا عمر بن جعفر ابن محمّد بن سالم ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، حدّثنا إسحاق بن منصور المروزيّ ومحمّد بن عبد الملك. قالا : حدّثنا أبو اليمان ، حدّثنا شعيب بن أبي حمزة ، حدّثنا عبد الله بن أبي حسين ، عن نوفل بن مساحق ، عن سعيد بن زيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق» (٢).

وكان إسحاق بن منصور عالما فقيها ، وهو الذي دون عن أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه المسائل في الفقه (٣).

أخبرنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن أمين الأستراباذي ، حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن جعفر الجرجاني ، حدّثنا عبد الملك بن محمّد ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال : سمعت أحمد بن الرّبيع بن دينار ـ وهو من أصدقاء أحمد بن حنبل ـ قال : قال أحمد : بلغني أن الكوسج يروى عني مسائل بخراسان ، اشهدوا أني رجعت عن ذلك كله.

أخبرني الحسين بن محمّد أخو الخلّال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر أبو صادق القزاز ـ بأستراباذ ـ أخبرنا أبو نعيم بن عدي الحافظ ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم مثله سواء.

قال أبو نعيم : قلت لصالح بن أحمد بن حنبل : عندنا شيخ يروي حكاية عن أبي

__________________

(١) ٣٣٨٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٨٣ (٢ / ٤٧٤). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٥١. والجرح والتعديل ١ / ١ / ٢٣٤. وتهذيب ابن عساكر ٢ / ٤٥٣. والتاريخ الصغير للبخاري ٢٣٨. والثقات لابن حبان ١ / ورقة ٢٩. وثقات ابن شاهين ورقة ٧. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ورقة ٦.

(٢) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٧ / ٥٣٥ ، ٥٣٨ ، ٨ / ٣٢٧. والترغيب والترهيب ٣ / ٥٠٤.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٧٧.

٣٦٠