تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

أخبرنا البرقاني ، حدّثني محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إسحاق بن نجيح الملطي كذاب ، عدو الله ، رجل سوء خبيث (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان ببغداد قوم يضعون الحديث ، منهم إسحاق بن نجيح الملطي (٢).

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن جعفر المالكي ، حدّثنا أبو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ـ ببيروت ـ أخبرنا أبو الجهم أحمد ابن الحسين بن طلاب.

وأخبرنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني ـ بدمشق ـ حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلميّ ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار. قالا : حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال : إسحاق بن نجيح الملطي غير ثقة ، ولا من أوعية الأمانة.

أخبرني علي بن محمّد بن الحسن المالكي ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي المديني. قال : وسألت أبي عن إسحاق بن نجيح الملطي فقال بيده هكذا ، أي : ليس بشيء ، وضعفه (٣).

وقال عبد الله في موضع آخر : سمعت أبي يقول : إسحاق بن نجيح الملطي روى عجائب ، وضعفه (٤).

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، أخبرنا يعقوب بن سفيان.

قال : إسحاق بن نجيح الملطي لا يكتب حديثه (٥).

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٨٥.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٨٥.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٨٦.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٨٦.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٨٦.

٣٢١

الواسطيّ ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال : إسحاق بن نجيح الملطي كذاب ، كان يضع الحديث (١).

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي قال : إسحاق بن نجيح الملطي متروك الحديث (٢).

٣٣٦٧ ـ إسحاق بن الرّبيع بن نوح ، مولى بني ضبّة :

قاضي المدائن. حدّث عن عمرو بن ثابت البكري. روى عنه المفضل بن غسان الغلابي.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي ، حدّثنا إسحاق بن الرّبيع الضّبيّ ـ قاض كان بالمدائن ـ حدّثنا عمرو بن ثابت البكري ، عن أبيه قال : ما كان سعيد بن جبير من المرائين.

قلت : أحسبه يعني من الظاهري الخشوع ، بل كان يخفي حاله خوفا من دخول الرياء في عمله ، والله أعلم.

٣٣٦٨ ـ إسحاق بن سليمان ، أبو يحيى العبدي الكوفيّ (٣) :

سمع حنظلة بن أبي سفيان المكي ، ومالك بن أنس ، وسفيان الثّوري ، وسعيد بن سنان القزويني ، وعمرو بن أبي قيس ، وأبا جعفر الرّازيّ ، ومعاوية بن يحيى الصدفي. روى عنه إبراهيم بن موسى الفراء ، وقتيبة بن سعيد ، ومحمّد بن عبد الله بن نمير ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمّد بن سعيد الأصبهانيّ ، وأبو كريب محمّد بن العلاء ، وأبو سعيد الأشج.

وكان ثقة. انتقل إلى الري فسكنها ونسب إليها ، وقدم بغداد وحدث بها ، فروى عنه من ساكنيها سعيد بن سليمان الواسطيّ ، وأحمد بن حنبل ، وأيّوب بن الوليد الضّرير ، ومحمّد بن الحسن بن أشكاب ، والحسن بن مكرم ، وغيرهم.

وقال الحسين بن علي الكرابيسي : قدم إسحاق الرّازيّ ـ يعني بغداد ـ في سنة تسع وتسعين ومائة.

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٨٦.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٨٦.

٣٢٢

أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا الحسن بن مكرم ، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ ، حدّثنا أبو جعفر الرّازيّ ، عن الرّبيع بن أنس ، عن أم سلمة قالت : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ : (بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) [الزمر ٥٩] (١).

كذا رواه الحسن بن مكرم عن إسحاق.

وأخبرناه عبد الملك بن محمّد ، أخبرنا أبو سهل بن زياد ، حدّثنا عبيد بن شريك ، حدّثنا نعيم بن حمّاد ، أخبرنا إسحاق الرّازيّ ، عن أبي جعفر ، عن الرّبيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقرأ مثله.

أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ ـ وأثنى عليه (٢).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ ، أخبرنا محمّد ابن صالح بن هاني ، حدّثنا أبو سعيد محمّد بن شاذان قال : سمعت إسحاق بن منصور يقول : حدّثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ ، ما كان أهيأه ، ما كان أبين خشوعه ، يبكي كل ساعة(٣).

أخبرني الأزهري ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد ابن زياد النّيسابوريّ ، حدّثنا أحمد بن الأزهر بن منيع ـ أبو الأزهر ـ حدّثنا إسحاق ابن سليمان الرّازيّ ، وكان من خيار المسلمين (٤).

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريّا الهاشمي ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : إسحاق بن سليمان الرّازيّ ثقة رجل صالح (٥).

__________________

(٣) ٣٣٦٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٥٦ (٢ / ٤٢٩). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٧٧. والجرح والتعديل ١ / ١ / ٢٤. والثقات للعجلي ورقة ٤. والطبقات الكبرى ٧ / ٢ / ١١٠.

(١) هكذا أوردها المؤلف هنا بخطاب المؤنث. وقراءة حفص عن عاصم بخطاب المذكر.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٣٠.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٣٠.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٣١.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٣١.

٣٢٣

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن معروف الخشاب قال : حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : إسحاق ابن سليمان ـ ويكنى أبا يحيى ـ مولى لعبد القيس ، وكان ثقة ، له فضل في نفسه وورع ، وانتقل ـ يعني من الري ـ إلى الكوفة ، فأقام بها سنين ، ثم رجع إلى الري فمات بها سنة تسع وتسعين ومائة (١).

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إسحاق بن سليمان الرّازيّ مات سنة مائتين.

٣٣٦٩ ـ إسحاق بن حسّان بن قوهي ، أبو يعقوب الشّاعر المعروف بالخريمي(٢) :

جزري نزل بغداد. وأصله من خراسان من أبناء السغد ، وكان متصلا بخريم بن عامر المري وآله فنسب إليه ، وقيل كان اتصاله بعثمان بن خريم ، وكان قائدا جليلا ، وسيدا شريفا ، وأبو خريم الموصوف بالناعم. فأما أبو يعقوب فشاعر محسن ، وله مدائح في محمّد بن منصور بن زياد ، ويحيى بن خالد ، وغيرهما. ومراث لعثمان بن خريم وكان يتأله ويتدين.

وقال أبو حاتم السجستاني : الخريمي أشعر المولدين ، وروى عنه شيئا يسيرا من شعره ، أبو عثمان الجاحظ ، وأحمد بن عبيد بن ناصح ، وذكر أنهما سمعا منه.

أخبرني علي بن أيّوب القمي ، حدّثنا محمّد بن عمران الكاتب ، أخبرني الصّولي قال : أنشدني عون بن محمّد لأبي يعقوب الخريمي :

باحت ببلواه جفونه

وجرت بأدمعه شئونه

لمّا رأى شيبا علا

ه ولم يحن في الغد حينه

فعلا على فقد الشّبا

ب وفقد من يهوى أنينه

ما كان أنجح سعيه

وشبابه فيه معينه

واللهو يحسن بالفتى

ما لم يكن شيب يشينه

٣٣٧٠ ـ إسحاق بن بشر بن محمّد بن عبد الله بن سالم ، أبو حذيفة البخاريّ مولى بني هاشم (٣) :

ولد ببلخ واستوطن بخاري فنسب إليها ، وهو صاحب كتاب المبتدأ ، وكتاب

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٣١.

(٢) ٣٣٦٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٦٣. والأنساب ، للسمعاني ٥ / ١٠٠.

(٣) ٣٣٧٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٥١.

٣٢٤

«الفتوح». حدّث عن محمّد بن إسحاق بن يسار ، وعبد الملك بن جريج ، وسعيد بن أبي عروبة ، وجويبر بن سعيد ، ومقاتل بن سليمان ، ومالك بن أنس وسفيان الثّوري ، وإدريس بن سنان ، وخلق من أئمة أهل العلم أحاديث باطلة. روى عنه جماعة من الخراسانيين ، ولم يرو عنه من البغداديين فيما أعلم سوى إسماعيل بن عيسى العطّار ، فإنه سمع منه مصنفاته ، ورواها عنه.

وذكر الحسن بن علوية القطّان أن هارون الرّشيد بعث إلى أبي حذيفة فأقدمه بغداد ، وكان يحدث في المسجد المنسوب إلى ابن رغبان.

قرأت على الحسن بن أبي القاسم ، عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النّسويّ قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول : سمعت أحمد بن سيّار بن أيّوب يقول : وكان ببخارى شيخ يقال له : أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشيّ ، وكان صنف في بدء الخلق كتابا وفيه أحاديث ليست لها أصول ، وكان يتعرض فيروى عن قوم ليسوا ممن يدركهم مثله فإذا سألوه عن آخرين دونهم يقول : ومن أين أدركت هؤلاء؟ وهو يروي عمن فوقهم! وكان فيه غفلة ، مع أنه كان يزن بحفظ.

وسمعت إسحاق بن منصور يقول : قدم علينا هاهنا ، وكان يحدث عن ابن طاوس ورجال كبار من التابعين ممن ماتوا قبل حميد الطويل ، قال : فقلنا له : كتبت عن حميد الطويل؟ قال : ففزع فقال : جئتم تسخرون بي؟ حميد عن أنس ، جدي لم يلق حميدا. قال : فقلنا : أنت تروي عمن مات قبل حميد بكذا وكذا سنة!! قال : فعلمنا ضعفه ، وأنه لا يعلم ما يقول.

قال أحمد بن سيّار : وسمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : بلغني أن أبا حذيفة البخاريّ قدم ـ أراه مكة ـ فجعل يقول : حدّثني ابن طاوس ، قال : فقيل لسفيان بن عيينة : قدم إنسان من أهل بخاري وهو يقول : حدّثنا ابن طاوس؟ فقال : سلوه ابن كم هو؟ قال : فسألوه ، فنظروا فإذا ابن طاوس مات قبل مولده بسنتين.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي المديني قال : سمعت أبي يقول : أبو حذيفة الخراسانيّ كذاب ، كان يحدث عن ابن طاوس. قال : فجاءوا إلى ابن عيينة فأخبروه بسنه فإذا ابن طاوس مات قبل أن يولد.

٣٢٥

حدّثني أحمد بن محمّد المستملي ، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ. قال : إسحاق بن بشر أبو حذيفة متروك الحديث ، ساقط رمى بالكذب.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا أبو الحسن الدارقطني. قال : إسحاق بن بشر أبو حذيفة متروك الحديث.

أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد ابن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ أخبرنا خلف بن محمّد ، حدّثنا أحمد بن خالد قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد بن موسى بن سلّام القاضي يقول : كان جدي موسى بن سلّام يقول : لما قدم أبو حذيفة البلخيّ ـ إسحاق بن بشر ـ صحبته فتوطن ببخارى ، ومات بها.

قال أبو عبد الله : توفي أبو حذيفة إسحاق بن بشر يوم الأحد ، ودفن يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة ست ومائتين.

٣٣٧١ ـ إسحاق بن بشر بن مقاتل ، أبو يعقوب الكاهلي (١) :

من حقه أن يؤخر ذكره ويقدم عليه من مات قبله ، وإنما جمعنا بينه وبين أبي حذيفة لاتفاقهما في الاسم والنسب. والكاهلي من أهل الكوفة. يروى عن مالك بن أنس ، وأبي معشر نجيح ، وكامل أبي العلاء ، وغيرهم من الرفعاء أحاديث منكرة.

وذكره أبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي فقال : كان ببغداد. ولا أعلم قال ذلك أحد غيره ، ولعل الكاهلي قدم بغداد وحدث بها ، فإن جماعة من البغداديين يروون عنه ، والله أعلم.

أخبرنا علي بن محمّد بن علي الإيادي ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلّاد العطّار ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا إسحاق بن بشر الكاهلي ، حدّثنا أبو معشر المدائني ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحجر [الأسود] (٢) يمين الله في الأرض ، يصافح بها عباده» (٣).

__________________

(١) ٣٣٧١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٢٩.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٨٥. وكشف الخفا ١ / ٤١٧. والترغيب والترهيب ٢ / ١٩٤.

٣٢٦

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ قال : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة ـ ومررنا على إسحاق بن بشر ـ فقال لي أبو بكر : من هذا؟ قلت : هذا الكاهلي. قال : أبو يعقوب؟ كذاب. قال الحضرميّ : ولا أحفظ أن أبا بكر قال لي في أحد كذاب غيره.

وأخبرنا أبو الفضل ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ قال : قال أبو حفص عمر بن علي وإسحاق بن بشر الكاهلي متروك الحديث ، كان يحدث عن أبي معشر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر بن الخطّاب.

قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ دخل دلهام بن لقيس.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي. قال : إسحاق بن بشر الكاهلي كان ببغداد منكر الحديث.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع. قال : إسحاق بن بشر الكاهلي كوفي ضعيف.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخالدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرميّ. قال : سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات إسحاق بن بشر الكاهلي.

٣٣٧٢ ـ إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو يعقوب الهاشمي :

كان من أولى الأقدار العالية ، وولى لهارون الرّشيد المدينة والبصرة ، ومصر ، والسند ، وولى لمحمّد الأمين حمص ، وأرمينية ، وذكر أحمد بن محمّد بن حميد الجهمي النسابة أنه مات ببغداد.

٣٣٧٣ ـ إسحاق بن مرار ، أبو عمرو الشّيبانيّ (١) :

صاحب العربية. كوفي نزل بغداد وحدث بها عن زكن الشامي. روى عنه ابنه عمرو بن أبي عمرو ، وأحمد بن حنبل وأبو عبيد القاسم بن سلّام. وقيل إنه لم يكن شيبانيا ، ولكنه كان مؤدبا لأولاد ناس من بني شيبان فنسب إليهم ، وكان من أعلم الناس باللغة ، موثّقا فيما يحكيه وجمع أشعار العرب ودوّنها.

__________________

(١) ٣٣٧٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢١٩.

٣٢٧

فحكى عن عمرو بن أبي عمرو. قال : لما جمع أبي أشعار العرب كانت نيفا وثمانين قبيلة ، فكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفا وجعله في مسجد الكوفة ، حتى كتب نيفا وثمانين مصحفا بخطه ، وقال أبو العبّاس ثعلب : كان مع أبي عمرو الشّيباني من العلم والسماع عشرة أضعاف ما كان مع أبي عبيدة. ولم يكن من أهل البصرة مثل أبي عبيدة في السماع والعلم.

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أخنع اسم عند الله يوم القيامة رجل يسمى بملك الأملاك» (١).

قال عبد الله : سمعت أبي يقول : سألت أبا عمرو الشّيبانيّ عن أخنع ـ فقال : أوضع.

أخبرنا هلال بن المحسن الكاتب ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الجراح الخزاز ، حدّثنا أبو بكر بن الأنباري قال : أبو عمرو الشّيبانيّ إسحاق بن مرار كان يقال له أبو عمرو ، صاحب ديوان اللغة والشعر وكان خيرا فاضلا صدوقا.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : كان أبي يلزم مجالس أبي عمرو ويكتب أماليه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا المظفّر بن يحيى الشرابي ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عبد الله المرثدي ، عن أبي إسحاق الطلحي قال : أخبرني أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال : قال لي أبو عمرو الشّيبانيّ : كنت أسير على الجسر ببغداد فإذا أنا بشيخ على حمار مصري بسرج مديني ، فعلمت أنه من أهلها ، فكلمته فإذا فصاحة وظرف ، فقلت : من أنت؟ قال : أنا من الأنصار ، قال : ثم قال لي ابتداء : أنا ابن المولى الشّاعر إن كنت سمعت به! قال : قلت : إي والإله لقد سمعت به ، أنت الذي تقول :

ذهب الرّجال فما أحس رجالا

وأرى الإقامة بالعراق ضلالا

قال : نعم. قال : قلت : كيف قلت؟

يا ليت ناقتي الّتي أكريتها

نحزت وأعقبها النّحاز سعالا

قال : لم أقل كذا ، وإنما قلت أعقبها القلاب سعالا .. فدعوت عليها بثلاثة أدواء.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ٥٦. وسنن أبي داود ٤٩٦١. والترمذي ٢٨٣٧.

٣٢٨

أخبرني أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المروروذي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا أحمد بن يحيى ـ مولى شيبان ـ حدّثنا سلمة بن عاصم قال : كنا في مجلس سعيد بن سام الباهليّ ، وفيه الأصمعي وأبو عمرو الشّيبانيّ ، فأنشد الأصمعي بيت الحارث بن حلزة :

عنتا باطلا وظلما كما تع

نز عن حجرة الرّبيض الظّباء

فقال الأصمعي : ما معنى تعنز؟ قال : تنحى ، ومنه قيل العنزة [للحربة] (١) التي كانت تجعل قدام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له أبو عمرو : الصواب كما تعتر عن حجرة الربيض. أي تنحر فتصير عتائر (٢) فوقف الأصمعي ، فقال له أبو عمرو : والله لا تنشد بعد اليوم إلّا تعتر.

أخبرنا أبو سعيد الحسين بن عثمان العجليّ ، أخبرنا أبو الخير زيد بن رفاعة الهاشمي ، حدّثنا الصّولي ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابي ، عن الأصمعي ، عن يونس بن حبيب. قال : دخلت على أبي عمرو الشّيبانيّ وبين يديه قمطر فيه أمناء من الكتب يسيرة فقلت له : أيها الشّيخ هذا جميع علمك؟ فتبسم إليّ وقال : إنه من صدق كثير.

أخبرنا الحسين بن أبي بكر ، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهانيّ قال : سمعت إبراهيم بن محمّد بن عرفة وغيره يحكون عن أبي العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب أنه قال : دخل أبو عمرو إسحاق بن مرار الشّيبانيّ البادية ومعه دستجتان (٣) حبرا ، فما خرج حتى أفناهما بكتب سماعه من العرب. وكان أبو عمرو الشّيبانيّ نبيلا فاضلا ، عالما بكلام العرب ، حافظا للغاتها ، عمل الشعراء : ربيعة ومضر ، واليمن ، إلى ابن هرمة. وكان سمع من الحديث سماعا واسعا ، وعمّر عمرا طويلا حتى أناف على التسعين ، وهو عند الخاصة من أهل العلم والرواية مشهور معروف ، والذي قصر به عند العامة من أهل العلم أنه كان مستهترا بالنبيذ والشراب له قال أبو جعفر : وسمع الناس من عمرو بن أبي عمرو الشّيبانيّ ، عن أبيه سنين ، وأبوه أبو عمرو في الأحياء ، وهو يحدث عن أبيه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق. قال : مات أبو عمرو الشّيبانيّ النّحويّ ـ إسحاق بن مرار ـ سنة عشر

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) العتائر : جمع عتيرة ، وهو ما يذبح من ذبائح.

(٣) الدستيج : آنية تحول باليد (معرب : دستى).

٣٢٩

ومائتين يوم الشعانين ، وقد كتب عنه أبو عبد الله ، حدّث عن زكن عن مكحول أحاديث.

٣٣٧٤ ـ إسحاق بن إبراهيم بن معمّر ، أبو الهذيل الهذلي :

أخو أبي معمّر. حدّث عن هشيم ، وعبيد الله الأشجعي. روى عنه أخوه ، أبو معمّر.

أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدّثنا أبو معمّر ، حدّثني أخي أبو الهذيل عن هشيم. قال : دخلنا على سيّار أبي الحكم نعوده وهو يبكي ، فقلنا : ما يبكيك؟ قال : ما أبكي العابدين من قبلي.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي اليزدي ـ في كتابه ـ أنبأنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن محمّد بن إسحاق الحافظ ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثّقفيّ ، حدّثنا أبو معمّر ، حدّثني أخي أبو الهذيل. قال أبو العبّاس : سألت ابن أخيه عن اسم أبي الهذيل فقال : إسحاق بن إبراهيم.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكي ، أخبرنا محمّد ابن إسحاق السّرّاج قال : سمعت روح بن الفرج يقول : مات أبو الهذيل قبل موت محمّد بن سابق ، ومات محمّد سنة ثلاث عشرة ومائتين.

٣٣٧٥ ـ إسحاق بن عيسى بن نجيح ، أبو يعقوب المعروف بابن الطّبّاع (١) :

وهو أخو محمّد ويوسف ، سمع مالك بن أنس ، وشريك بن عبد الله ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، وأبا ضمرة أنس بن عياض. روى عنه أحمد بن حنبل ، وابن أخيه محمّد بن يوسف ، وإسحاق بن بهلول التّنوخيّ ، ويعقوب بن شيبة ، وعبّاس الدوري ، والحسن بن مكرم ، والحارث بن أبي أسامة ، وغيرهم.

وكان قد انتقل في آخر عمره إلى أذنة فأقام بها حتى مات.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن المنصور الإمام ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن عيسى الطباع قال : حدّثني أبو

__________________

(١) ٣٣٧٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٧٤ (٢ / ٤٦٢). والجرح والتعديل ١ / ١ / ٢٣١. والتاريخ الصغير للبخاري ٢٢٥. وطبقات ابن سعد ٧ / ٢ / ٨٣.

٣٣٠

يعقوب إسحاق بن عيسى ـ عمي ـ حدّثنا مالك بن عبد الله بن دينار ، عن سليمان بن يسار ، عن عروة ، عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يحرم من الرضاع ما يحرم من الولادة»(١).

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي ، حدّثنا إسحاق بن عيسى الطباع ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده أسلم. قال : خرجنا مع عمر بن الخطّاب إلى الشام فاستيقظنا به ليلة وقد رحل رحالنا ، وهو يرحّل لنفسه وهو يقول :

لا يأخذ اللّيل عليك بالهم

وألبس له القميص واعتمّ

وكن شريك رافع وأسلم

واخدم الأقوام حتّى تخدم

قال : قلت : رحمك الله يا أمير المؤمنين ، لو أيقظتنا كفيناك.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، حدّثنا عبد المؤمن بن خلف النسفي. قال : وسألت أبا علي صالح بن محمّد عن ابن الطباع إسحاق بن عيسى فقال : لا بأس به صدوق (٢).

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدّل ، أخبرنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : سنة خمس عشرة ومائتين فيها مات أبو يعقوب إسحاق بن الطباع الفقيه بأذنة في ربيع الأول (٣).

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إسحاق بن عيسى الطباع مات في سنة أربع عشرة ومائتين ، والأول أصح ، والله أعلم.

٣٣٧٦ ـ إسحاق بن كعب ، أبو يعقوب مولى بني هاشم :

سمع شريك بن عبد الله القاضي ، وعبد الحميد بن سليمان أخا فليح ، وعبيدة بن حميد الحذاء ، وموسى بن عمير ، وعلي بن غراب ، وعبّاد بن العوام. روى عنه علي ابن حرب الطائي ، وعبّاس الدوري ، وأحمد بن موسى الشطوي ، ومحمّد بن غالب التمتام ، ومحمّد بن الفضل السّقطيّ ، وأبو بكر بن أبي الدنيا.

وقال أبو حاتم الرّازيّ : كتبت عنه وهو صدوق. أخبرنا علي بن أحمد بن عمر

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢٢٢. وصحيح مسلم ، كتاب الرضاع ٢ ، ٩ ، ١٢.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٦٣.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٦٤.

٣٣١

المقرئ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحجّاج ـ بالموصل ـ حدّثنا محمّد بن الفضل بن جابر السّقطيّ ، حدّثنا إسحاق بن كعب ، حدّثنا موسى بن عمير ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن الأسود بن يزيد ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الخلق عيال الله ، فأحب الناس إلى الله من أحسن إلى عياله» (١).

وعن الأسود عن عبد الله. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حصنوا أموالكم بالزكاة ، وداووا مرضاكم بالصّدقة ، وأعدّوا للبلاء الدعاء» (٢). تفرد برواية هذين الحديثين موسى بن عمير عن الحكم بن عتيبة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ.

وحدّثني محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرنا عبد الكريم ابن أبي عبد الرّحمن النسائي ، أخبرني أبي قالا : إسحاق بن كعب أبو يعقوب بغدادي ـ زاد البخاريّ ـ مولى بني هاشم.

٣٣٧٧ ـ إسحاق بن يونس ، أبو يعقوب الأفطس :

وهو أخو أبي مسلم عبد الرّحمن بن يونس المستملي. حدّث عن مالك بن أنس ، وهشيم بن بشير. روى عنه الفضل بن يعقوب الرخامي ، وروى جماعة عن أبي يعقوب الأفطس فسموه يوسف ، والله أعلم.

٣٣٧٨ ـ إسحاق بن إسماعيل ، أبو يعقوب ، المعروف بالطّالقاني ، ويعرف أيضا باليتيم (٣) :

سمع جرير بن عبد الحميد ، ومحمّد بن فضيل ، ووكيعا ، وسفيان بن عيينة ، وحسينا الجعفي ، وأبا أسامة. روى عنه أحمد بن الوليد الكرابيسي ، ويعقوب بن شيبة وجعفر بن محمّد الصّائغ ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، وأبو القاسم البغويّ.

__________________

(١) ٣٣٧٦ ـ انظر الحديث في : كشفا الخفا ١ / ٤٨٥. والعلل المتناهية ٢ / ٢٨. ومشكاة المصابيح ٤٩٩٨ ، ٤٩٩٩.

(٢) انظر الحديث في : السنن الكبرى ٣ / ٣٨٢. والمعجم الكبير ١٠ / ١٥٨. ومجمع الزوائد ٣ / ٦٣. وكشف الخفا ١ / ٤٣٢.

(٣) ٣٣٧٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٤١ (٢ / ٤٠٩). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٥٥. والجرح والتعديل ١ / ١ / ٢١٢. والثقات لابن حبان ١ / ورقة ٢٦.

٣٣٢

أخبرنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي ، أخبرنا عمر بن محمّد بن علي الزيات ، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ـ إملاء ـ حدّثنا إسحاق بن إسماعيل اليتيم في مدينة أبي جعفر ، في رجب سنة خمس وعشرين ومائتين ، ومات سنة ثلاثين ومائتين.

حدّثنا وكيع وأبو أسامة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال : أخبرني أبو سهلة مولى عثمان بن عفّان عن عثمان أنه قال يوم الدار : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد إليّ عهدا فأنا صابر عليه.

وقال أبو أسامة : أخبرني أبو سهلة قال : لما كان يوم الدار قيل لعثمان : ألا تقاتل؟قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد إليّ عهدا فأنا صائر إلى عهده.

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ، فسئل عن إسحاق بن إسماعيل الذي كان يحدث في مدينة أبي جعفر. فقال : ما أعلم إلّا خيرا ، إلا أنه ـ ثم حمل عليه بكلمة ذكرها ـ وقال : بلغني أنه يذكر عبد الرّحمن بن مهديّ وفلانا ، وما أعجب هذا. ثم قال : وهو مغتاظ : مالك أنت ويلك!! ونحو هذا ، ولذكر الأئمة (١).

حدثت عن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال : أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال ، أخبرنا أبو بكر المروذي أنه سمع أبا عبد الله سئل عن إسحاق بن إسماعيل. فقال : لا أعلم إلّا خيرا. قلت إنهم يذكرون أنه كان صغيرا. قال : قد يكون صغير يضبط!! (٢).

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ قال : حدّثنا عبد الله بن علي بن المديني قال : سمعت أبي يقول : كان إسحاق بن إسماعيل معنا عند جرير ، وكانوا ربما قالوا ـ يعني البغداديين ـ جئني بتراب ـ وجرير يقرأ ـ فيقوم ، وضعفه (٣).

وقال عبد الله في موضع آخر : سمعت أبي ـ وسئل عن إسحاق بن إسماعيل صاحب جرير ـ فقال : كان غلاما ، وذهب إلى أنه لم يضبط (٤).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤١٠.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤١٠.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤١١.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤١١.

٣٣٣

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد ابن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن إسحاق بن إسماعيل. فقال : أرجو أن يكون صدوقا (٥).

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا محمّد ابن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال : سئل يحيى بن معين ـ وأنا أسمع ـ عن إسحاق بن إسماعيل فقال : كان عندي لا بأس به صدوق ، ولكنه بلى من الناس ، ولقد كلمني أن أكلم أمه تأذن له في الخروج إلى جرير فكلمتها فأجابتني ، فخرج مع اثنى عشر رجلا مشاة ، ولم يكن له تلك الأيام شيء. قلت : فما بلى به من الناس؟ قال : يكذبونه ، وهو صدوق. قلت : كان يتهم تلك الأيام بالكذب أو الآن بعد ما حدّث؟ قال : لا ، الآن بعد ما حدّث.

ثم قال يحيى : ما كان به بأس (٦).

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : سألت يحيى بن معين عن إسحاق بن إسماعيل. فقال : صدوق (٧).

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة ، حدّثنا جدي. قال : وعثمان بن محمّد وإسحاق بن إسماعيل ثقتان ، وإسحاق أتقن من عثمان رواية ، وكان يحيى بن معين يوثق إسحاق بن إسماعيل جدّا. وعثمان بن محمّد هو ابن أبي شيبة ، من ولد أبي سعدة الذي دعا عليه سعد بن أبي وقاص (٨).

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري. قال : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن إسحاق بن إسماعيل. فقال : ثقة (٩).

كتب إلى عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ ـ وحدّثني عبد العزيز بن أبي طاهر عنه

__________________

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤١١.

(٦) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤١١.

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤١١.

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤١٢.

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤١٢.

٣٣٤

ـ قال : أخبرنا هشام بن محمّد بن جعفر الكنديّ ، حدّثنا عثمان بن خرزاذ. قال : إسحاق بن إسماعيل الطّالقاني ثقة ثقة (١٠).

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إسحاق بن إسماعيل الطّالقاني ثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات إسحاق بن إسماعيل الطّالقاني ببغداد في شهر رمضان سنة ثلاثين ، وكتبت عنه سنة خمس وعشرين ، وقطع الحديث قبل أن يموت بخمس سنين ، وكان لا يخضب (١١).

قلت : وهو أول شيخ كتب عنه البغويّ.

٣٣٧٩ ـ إسحاق بن إبراهيم ، أبو موسى :

هروي الأصل. سمع هشيما ، وسفيان بن عيينة وحفص بن غياث ، وأشعث بن عبد الرّحمن بن زبيد اليامي. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو القاسم البغويّ ، وغيرهما.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي ، أخبرنا العبّاس بن الفضل قال : سألت عمر بن عامر عن رجل طلق امرأته وهي حائض؟ فحدّثنا عن مطر عن أبي نضرة عن الجذامي أن عليّا قال : لا يعتد بتلك الحيضة.

قال أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد : فحدثت بهذا الحديث أبي فأعجبه واستحسنه.

حدّثنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهروي ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد بن حنبل سئل عن أبي موسى الهروي. فقال : الطوال؟ ذاك لي صديق ، وأعرفه قديما يكتب ، وأثنى عليه خيرا.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ،

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤١٢.

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤١٢.

(١) ٣٣٧٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٩٦.

٣٣٥

حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال : سألت يحيى بن معين عن أبي موسى الهروي فقال : ثقة ، وسألت أبي عنه فعرفه وذكره بخير.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المديني قال : سمعت أبي يقول : أبو موسى الهروي روى عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن جابر «لا وصية لوارث» (١) حدّثنا به سفيان عن عمرو مرسلا ـ وغمزه.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي. قال : قلت لأبي زرعة حديث هشيم عن منصور بن زاذان عن محمّد بن أبان عن عائشة. إسحاق بن إبراهيم الهروي يرفعه؟ قال : هو حدّثنا به مرفوعا. قلت : فكان يتهم؟ قال : أما أنا فقد كنت أظن ذلك ، ولكن أصحابنا البغداديين يقولون هو رجل صالح. وذلك أنه كان يحدّثنا بأحاديث كبار عن المعافى بن عمران ، وابن عيينة ، وكان تاجرا.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال : سنة ثلاث وثلاثين ومائتين فيها توفي إسحاق بن إبراهيم البغدادي.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفّر. قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات أبو موسى الهروي سنة ثلاث وثلاثين وقد كتبت عنه.

٣٣٨٠ ـ إسحاق بن إبراهيم بن ميمون ، أبو محمّد التّميميّ ، المعروف والده بالموصليّ :

يقال إنه ولد في سنة خمسين ومائة ، وقيل ولد بعد ذلك ، وكتب الحديث عن سفيان بن عيينة ، وهشيم بن بشر ، وأبي معاوية الضّرير ، وطبقتهم. وأخذ الأدب عن أبي سعيد الأصمعي ، وأبي عبيدة ، ونحوهما. وبرع في علم الغناء وغلب عليه فنسب إليه ، وكان حسن المعرفة ، حلو النادرة ، مليح المحاضرة ، جيد الشعر ، مذكورا بالسخاء ، معظما عند الخلفاء ، وهو صاحب «كتاب الأغاني» الذي يرويه عنه ابنه حمّاد ، وقد روى عنه أيضا الزبير بن بكّار ، وأبو العيناء ، وميمون بن هارون وغيرهم.

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(١) ٣٣٨٠ ـ انظر : وفيات الأعيان ١ / ٦٥. وسمط اللآلئ ١٣٧ ، ٢٠٩ ، ٥٠٩. والأغاني ٥ / ٢٦٨ ـ ٤٣٥. ولسان الميزان ١ / ٣٥٠. وإنباه الرواة ١ / ٢١٥ والذريعة ١ / ٣٢٠. ونزهة الألباء ٢٢٧.

٣٣٦

أخبرني أحمد بن يعقوب الكاتب ، حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله بن قفرجل ، حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا أبو العيناء ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الموصليّ قال : جئت أبا معاوية الضّرير ومعي مائة حديث أريد أن أقرأها عليه ، فوجدت في دهليزه رجلا ضريرا ، فقال لي : إنه قد جعل الإذن عليه اليوم إليّ لينفعني ، وأنت رجل جليل ، فقلت له : معي مائة حديث ، فأنا أهب لك عنها مائة درهم فقال : قد رضيت ، ودخل واستأذن لي فدخلت ، وقرأت المائة حديث ، فقال لي أبو معاوية : الذي ضمنته لهذا يأخذه من أذناب الناس ، وأنت من رؤسائهم ، وهو ضعيف معيل ، وأنا أحب منفعته. قلت : قد جعلتها له مائة دينار. فقال : أحسن الله جزاءك ، فدفعتها إليه فأغنيته.

حدّثني أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي ، حدّثنا علي بن أحمد بن إبراهيم السرخاباذي ، حدّثنا أحمد بن فارس بن حبيب ، حدّثني محمّد بن عبد الله الدوري ـ بمدينة السّلام ـ حدّثني علي بن الحسين بن الهيثم ، حدّثنا الحسين بن علي المرداسي قال : حدّثنا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصليّ. قال : قال لي أبي : قلت ليحيى بن خالد أريد أن تكلم لي سفيان بن عيينة ليحدّثني أحاديث ، فقال : نعم إذا جاءنا فأذكرني ، قال : فجاءه سفيان بن عيينة ، فلما جلس أومأت إلى يحيى فقال له : يا أبا محمّد إسحاق بن إبراهيم من أهل العلم والأدب ، وهو مكره على ما تعلمه منه. فقال سفيان : ما تريد بهذا الكلام؟ فقال : تحدثه بأحاديث ، قال : فتكره ذلك ، فقال يحيى : أقسمت عليك إلّا ما فعلت. قال : نعم فليبكر إلي ، قال : فقلت ليحيى : افرض لي عليه شيئا ، فقال له : يا أبا محمّد افرض له شيئا ، قال : نعم ، قد جعلت له خمسة أحاديث ، قال زده. قال : قد جعلتها سبعة. قال : هل لك أن تجعلها عشرة؟ قال : نعم. قال إسحاق : فبكرت إليه واستأذنت ودخلت فجلست بين يديه ، وأخرج كتابه فأملى عليّ عشرة أحاديث. فلما فرغ قلت له : يا أبا محمّد إن المحدث يسهو ويغفل والمحدث أيضا كذلك ، فإن رأيت أن أقرأ عليك ما سمعته منك. قال : اقرأ فديتك ، فقرأت عليه ، وقلت له أيضا : إن القارئ ربما أغفل طرفه الحرف. والمقروء عليه ربما ذهب عنه الحرف ، فأنا في حل أن أروي جميع ما سمعته منك؟ قال : نعم فديتك أنت والله فوق أن تستشفع أو يشفع لك ، فتعال كل يوم ، فلوددت أن سائر أصحاب الحديث كانوا مثلك.

حدّثنا حسن بن علي المقنعي ، عن محمّد بن موسى الكاتب قال : أخبرني يوسف ابن يحيى بن علي المنجم ، عن أبيه ، عن جده ، عن إسحاق. قال : بقيت دهرا من

٣٣٧

دهري أغلس في كل يوم إلى هشيم أو غيره من المحدثين فأسمع منه ، ثم أصير إلى الكسائي أو الفراء أو ابن غزالة فأقرأ عليه جزءا من القرآن ، ثم آتي إلى منصور زلزل فيضاربني طريقين أو ثلاثة ، ثم آتي عاتكة بنت شهدة فآخذ منها صوتا أو صوتين. ثم آتي الأصمعي وأبا عبيدة فأناشدهما وأحدثهما وأستفيد منهما ، ثم أصير إلى أبي فأعلمه ما صنعت ، ومن لقيت ، وما أخذت ، وأتغدى معه. فإذا كان العشي رحت إلى أمير المؤمنين الرّشيد.

وقال محمّد : أخبرني الصّولي قال : حدّثني عبد الله بن المعتز ، حدّثني أبو عبد الله الهشامي. قال : اعتبر أهلنا على إسحاق بأن دعوه ومدوا ستارة وأقعدوا كاتبين ضابطين بحيث لا يراهما إسحاق ، وقالوا : كلما غنت الستارة صوتا فتكلم عليه إسحاق ، فاكتبا الصوت ، واكتبا لفظه فيه ، وجعل إسحاق كلما سمع صوتا أخبر بالشعر لمن هو ، ونسب الصوت وذكر جميع من تغنى فيه ، وخبرا إن كان له خبر ، كتب ذلك كله وحفظ. ثم دعوا إسحاق بعد مدة طويلة وضربوا ستارة وأمروا من خلفها أن يغنين بمثل ما كن غنين به في ذلك اليوم ، ففعلن وابتدأ إسحاق يتكلم في الغناء بمثل ما كان تكلم به ، ما خرم حرفا. قال : فعلموا وعلم الناس أنه لا يقول إلّا صوابا وحقّا. وعجبوا منه.

حدّثني علي بن المحسن قال : وجدت في كتاب جدي علي بن محمّد بن أبي الفهم التّنوخيّ ، حدّثنا الحرمي بن أبي العلاء ، حدّثنا أبو خالد بن يزيد بن محمّد المهلّبي قال : سمعت إسحاق الموصليّ يقول : لما خرجنا مع الرّشيد إلى الرقة قال لي الأصمعي : كم حملت معك من كتبك؟ قلت : تخففت ، فحملت ثمانية أحمال ، ستة عشر صندوقا! قال : فعجبت فقلت : كم معك يا أبا سعيد؟ قال : ما معي إلّا صندوق واحد ، قلت : ليس إلّا؟ قال : وتستقل صندوقا من حق! قال أبو خالد : وسمعت إسحاق بن إبراهيم الموصليّ يقول : رأيت في منامي كأن جريرا ناولني كبة من شعر فأدخلتها في فمي ، فقال بعض المعبرين : هذا رجل يقول من الشعر ما شاء ، قال : وجاء مروان بن أبي حفصة يوما إلى أبي فاستنشدني من شعري فأنشدته :

إذا كانت الأحرار أصلي ومنصبي

ورافع ضيمي حازم وابن حازم

عطست بأنف شامخ وتناولت

يداي السماء قاعدا غير قائم

قال : فجعل مروان يستحسن ذلك ويقول لأبي : إنك لا تدري ما يقول هذا الغلام!

٣٣٨

أخبرني أحمد بن محمّد الكاتب ، حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله بن قفرجل ، حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن يزيد المبرد ، حدّثنا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم ، حدّثني أبي قال : عوتب أبو عبيدة فيما كان يعطيني من العلم ، قال : وما ينفعه مما أعطيه ، إنما ألقيه في وعاء منخرق الأسفل ، كلما ألقيت في أعلاه شيئا خرج من أسفله ، فلقيت أبا عبيدة فقلت له : أنا عندك وعاء منخرق ، حتى قلت ما قلت؟ [قال (١)] : وأنت لا ترضى أن يأخذ الناس الكلام الذي لا يضرك وتأخذ أنت العلم وتسكت ، ولا تجعل حجة عليّ.

حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلّاد قال : قال إسحاق الموصليّ : كان في قلب محمّد بن زبيدة عليّ شيء ، فأهديت إليه جارية ومعها هدية ، فردها فكتبت إليه :

هتكت الضمير برد اللطف

وكشفت أمرك لي فانكشف

فإن كنت تحقد شيئا مضى

فهب للخلافة ما قد سلف

وجد لي بالعفو عن زلتي

فبالفضل يأخذ أهل الشرف

فلم يفعل ، فكتبت إليه :

أتيت ذنبا عظيما

وأنت أعظم منه

فخذ بحقك أو لا

فاصفح بفضلك عنه

فعاد إلى الجميل.

أخبرني أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المروروذي قال : حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا الحسين بن يحيى الكاتب ، حدّثنا إسحاق الموصليّ. قال : أنشدت الأصمعي شعرا لي على أنه لشاعر قديم :

هل إلى نظرة إليك سبيل

يرو منها الصدى ويشفي الغليل

إن ما قل منك يكثر عندي

وكثير من الحبيب القليل

قال لي : هذا والله الديباج الخسرواني ، فقلت له : إنه ابن ليلته ، فقال : لا جرم أن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣٣٩

أثر التوليد فيه! فقلت له : لا جرم أن أثر الحسد فيك! قال أبو بكر : وقد أعجب هذا المعنى إسحاق فردده في شعره فقال :

أيها الظبى الغرير

هل لنا منك مجير

إن ما نولتنا من

ك وإن قل كثير

وكان إسحاق يظن أنه ما سبق إلى هذا المعنى حتى أنشد لأعرابي :

قفي ودعينا يا مليح بنظرة

فقد حان منا يا مليح رحيل

أليس قليلا نظرة إن نظرتها

إليك وكل منك ليس قليل

قال : فحلف إسحاق أنه ما كان سمعه.

أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى الكاتب ، أخبرني محمّد بن يحيى ، حدّثني عون بن محمّد الكنديّ ، أن محمّد بن عطيّة العطوي الشّاعر حدثه أنه كان عند يحيى بن أكثم في مجلس له يجتمع الناس فيه. فوافى إسحاق بن إبراهيم الموصليّ ، فأخذ يناظر أهل الكلام حتى انتصف منهم ، ثم تكلم في الفقه فأحسن ، وقاس واحتج ، وتكلم في الشعر واللغة ، ففاق من حضر ، فأقبل على يحيى فقال : أعز الله القاضي ، أفي شيء مما ناظرت فيه وحكيته نقص أو مطعن؟ قال : لا. قال : فما بالي أقوم بسائر هذه العلوم قيام أهلها وأنسب إلى فن واحد قد اقتصر الناس عليه؟ قال العطوي : فالتفت إليّ يحيى بن أكثم فقال : جوابه في هذا عليك. قال : وكان العطوي من أهل الجدل. فقلت : نعم أعز الله القاضي ، الجواب عليّ. ثم أقبلت على إسحاق فقلت : يا أبا محمّد أنت كالفراء والأخفش في النحو؟ قال : لا ، قلت : أفأنت في اللغة وعلم الشعر كالأصمعي وأبي عبيدة؟ قال : لا. قلت : أفأنت الهذيل والنّظّام؟ قال : لا. قلت : أفأنت في الفقه كالقاضي؟ قال : لا. قلت : أفأنت في قول الشعر كأبي العتاهية وأبي نواس؟ قال : لا. قلت : فمن هاهنا نسبت إلى ما نسبت إليه لأنه لا نظير لك فيه ولا شبيه ، وأنت في غيره جون رؤساء أهله ، فضحك وقام فانصرف ، فقال لي يحيى بن أكثم : لقد وفيت الحجة حقها ، وفيها ظلم قليل لإسحاق. وإنه لممن يقل في الزمان نظيره.

قرأت على الحسن بن علي الجوهريّ ، عن أبي عبيد الله المرزباني قال : أخبرني محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحزنبل قال : ما سمعت ابن

٣٤٠