تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إسماعيل الصّفّار مات في يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.

حدّثنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ـ إملاء ـ قال : توفي إسماعيل الصّفّار في يوم الأربعاء ، ودفن في يوم الخميس لسبع خلون من المحرم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.

قلت : ودفن مقابل قبر معروف الكرخي ، بينهما عرض الطريق دون قبر أبي بكر الأدمي وأبي عمر الزاهد.

٣٣٤٥ ـ إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى ، أبو القاسم المعروف بابن الجراب (١) :

بلغني أنه ولد بسر من رأى في رجب من سنة اثنتين ومائتين ، وسمع عبد الله بن روح المدائني ، وموسى بن سهل الوشّاء ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن محمّد البزلي ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصّائغ ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، ونحوهم. وانتقل إلى مصر فسكنها وحدث بها فحصل حديثه عند أهلها. روى عنه عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس وغيره.

حدّثنا محمّد بن علي الصوري ، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو إسماعيل بن يونس. قال : إسماعيل بن يعقوب المعروف بابن الجراب يكنى أبا القاسم بغدادي ، قدم مصر. حدّث عن إسماعيل القاضي ونحوه ، توفي يوم الخميس لخمس خلون من شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ، وكان ثقة.

٣٣٤٦ ـ إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل ، أبو علي البغدادي :

حدّث بالبصرة عن أبي أيّوب أحمد بن بشر الطيالسي ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي. روى عنه القاضي أبو الحسن عبد الجبّار بن أحمد الأسدآباذي.

٣٣٤٧ ـ إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن يحيى بن بيان ، أبو محمّد الخطبي (٢) :

سمع الحارث بن أبي أسامة التّميميّ ، وإدريس بن جعفر العطّار ، ومحمّد بن

__________________

(١) ٣٣٤٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٠٢.

(٢) ٣٣٤٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٣٤. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم ٢٠٢.

٣٠١

عثمان بن أبي شيبة ، وأبا العبّاس الكديمي ، وبشر بن موسى الأسديّ ، ومحمّد بن هشام بن أبي الدميك المروزيّ ، وأبا شعيب الحراني ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، والحسين بن فهم ، وأحمد بن علي الخراز ، ومحمّد بن عيسى بن السّكن الواسطيّ ، وأبا قبيصة محمّد بن عبد الرّحمن الضّبيّ ، ومحمّد بن أحمد بن البراء ، والحسن بن علوية القطّان ، والحسن بن علي المعمّري ، وأبا حصين الوادعي ، ومحمّد بن عبد الله الحضرميّ الكوفيّ ، ومحمّد بن علي بن بطحا ، وجماعة غيرهم من طبقتهم. روى عنه الدار قطني ، وابن شاهين ، وغيرهما من المتقدمين. وأخبرنا عنه ابن رزقويه وإبراهيم بن مخلد بن جعفر ، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ ، وأبو علي بن شاذان وغيرهم.

وكان فاضلا فهما عارفا بأيام الناس وأخبار الخلفاء ، وصنف تاريخا كبيرا على ترتيب السنين.

سمعت الأزهري يقول : جاء أبو بكر بن مجاهد ، وإسماعيل الخطبي إلى منزل بن عبد العزيز الهاشمي ، فقدم إسماعيل أبا بكر ، فتأخر أبو بكر وقدم إسماعيل ، فلما استأذن إسماعيل أذن له في الدخول ، فقال إسماعيل : أدخل ومن أنا معه؟ ـ أو كما قال.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر. قال : سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول : سألت الدار قطني عن أبي محمّد إسماعيل بن علي الخطبي فقال : ما أعرف منه إلّا خيرا. كان يتحرى الصدق.

أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إسماعيل الخطبي ثقة.

أخبرني الأزهري ، عن محمّد بن العبّاس بن الفرات. قال : كان إسماعيل بن علي الخطبي ركينا عاقلا ، ذا رأي حسن ، مقدما عند المشايخ المتقدمين من بني هاشم وغيرهم ، من أهل الثّقة والأدب ، وحسن الحديث والمجلس ، والمعرفة بأخبار من تقدم من الناس ، قل من رأيت من المشايخ مثله.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح. قال : سمعت أبا الحسن بن رزقويه يذكر عن إسماعيل الخطبي. قال : وجه إليّ الراضي بالله ليلة عيد فطر ، فحملت إليه راكبا بغلة ، ودخلت عليه وهو جالس في الشموع قال لي : يا إسماعيل إني قد عزمت في غد على الصلاة بالناس في المصلى فما الذي أقول إذا انتهيت في الخطبة إلى الدعاء لنفسي؟

٣٠٢

قال : فأطرقت ساعة ثم قلت : يقول أمير المؤمنين : (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل ١٩] فقال لي حسبك ثم أمرني بالانصراف ، وأتبعني بخادم فدفع إليّ خريطة فيها أربعمائة دينار ، وكانت الدنانير خمسمائة. فأخذ الخادم منها لنفسه مائة دينار ـ أو كما قال ـ.

حدّثنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان. قال : توفي إسماعيل الخطبي في جمادى الآخرة سنة خمسين وثلاثمائة. وقال محمّد بن أبي الفوارس : توفي الخطبي يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة خمسين. ودفن يوم الأربعاء ومولده يوم السبت لثلاث خلون من المحرم سنة تسع وستين ومائتين ، وكان شيخا ثقة نبيلا.

٣٣٤٨ ـ إسماعيل بن شعيب ، أبو علي النهاوندي المقرئ :

سكن بغداد وحدث بها عن أبي علي أحمد بن محمّد بن سلموية الأصبهانيّ ـ كتاب قراءة الكسائي رواية قتيبة بن مهران عنه ـ روى عنه إبراهيم بن مخلد بن جعفر. حدّثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصّوفيّ ، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ. قال : مات إسماعيل بن شعيب النهاوندي المقرئ الفقيه العراقي في سنة خمسين وثلاثمائة. وكذلك ذكر محمّد بن أبي الفوارس وقال : توفي في شهر رمضان قريبا منه.

٣٣٤٩ ـ إسماعيل بن علي بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء ، أبو القاسم الخزاعي :

وهو ابن أخي دعبل بن علي الشّاعر. حدّث عن عبّاس بن محمّد الدوري ، وعن محمّد بن إسماعيل ابن بنت ربح الصّيرفيّ ، وعبد الله بن الحسن الهاشمي ، ومحمّد ابن غالب التمتام ، ومحمّد بن يونس الكديمي وأحمد بن محمّد بن غالب الباهليّ ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري ، وعبد الرّحمن بن عبد الرّزّاق بن همام. وروى عن أبيه عن أخيه دعبل أحاديث مسندة عن مالك بن أنس ، وشعبة بن الحجّاج ، وسفيان الثّوري ، وجرير بن حازم ، وغيرهم. روى عنه الدار قطني ، وأبو القاسم بن الثلاج ، وأبو سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد بن زبر الدّمشقيّ ، وأبو زرعة أحمد بن الحسين الرّازيّ ، وأبو الحسين بن جميع الصيداوي ، وهلال بن محمّد الحفار ، وكان غير ثقة.

٣٠٣

وذكر ابن جميع وابن زبر وأبو زرعة أنهم سمعوا منه ببغداد ، قال ابن جميع : في درب رباح.

حدّثني الأزهري ، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الدعبلي ، حدّثني أبي ، حدّثني أخي دعبل بن علي الشّاعر قال : سمعت مالكا يحدث الرّشيد فقال : يا أمير المؤمنين حدّثني أبو الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعم الإدام الخل ، وما أقفر أهل بيت عندهم الخل» (١).

أخبرناه هلال بن محمّد الحفار ، حدّثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي ـ بواسط ـ حدّثنا أبي علي بن علي ، حدّثنا أخي دعبل بن علي وقتيبة بن سعيد البغلاني. قالا : حدّثنا مالك بن أنس ، عن أبي الزبير ، عن جابر. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعم الإدام الخل» (٢).

قرأت في كتاب بن الثلاج بخطه : قال لنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين : ولدت في سنة تسع وخمسين ومائتين.

وتوفي بواسط في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.

٣٣٥٠ ـ إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حفص بن عمر ، أبو القاسم الجرجاني :

حدّث عن أحمد بن بهزاد السيرافي. حدّثنا عنه أبو بكر البرقاني وقال : سمعت منه ببغداد في سنة إحدى وستين وثلاثمائة. قلت : فكيف حاله؟ فقال : ثقة.

٣٣٥١ ـ إسماعيل بن علي بن محمّد بن عبد الله ، أبو الطّيّب الفحّام :

سمع عبد الله بن محمّد بن ناجية ، وأبا يعلى الموصليّ ، ومحمّد بن صالح بن ذريح العكبري ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، ويعقوب بن إبراهيم بن حسّان الأنماطيّ ، ومحمّد بن الحسن بن هارون بن بدينا ، ومحمّد بن عبد الله المستعيني ، ومحمّد بن علي بن الحسن بن حرب الرّقي ، والعبّاس بن يوسف الشكلي ، أخبرنا عنه أبو بكر البرقاني ، ومحمّد بن جعفر بن علان ، والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ، ومحمّد بن عمر بن بكير المقرئ. وكان ينزل في الجانب الشرق ناحية باب الطاق.

__________________

(١) ٣٣٤٩ ـ سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) انظر التخريج السابق.

٣٠٤

أخبرنا البرقاني قال : قرأت على أبي الطّيّب إسماعيل بن علي بن محمّد بن عبد الله الفحام ـ ببغداد ـ حدثكم أبو يعلى الموصليّ ، حدّثنا عبد الله بن عمر ، حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان ، أخبرنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا طاف بالبيت طواف الأول ، خب ثلاثة أطواف ومشى أربعا ، وكان يسعى ببطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة.

سألت البرقاني عن هذا الشيخ. فقال : ثقة.

٣٣٥٢ ـ إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن صالح ، أبو القاسم المعروف بابن زنجيّ الكاتب :

حدّث عن أحمد بن محمّد بن نصر الضبعي ، ومحمّد بن خلف وكيع ، ومحمّد ابن محمّد الباغندي ، وعبد الله بن محمّد البغويّ ، وأبي بكر بن أبي داود ، وإبراهيم ابن محمّد العمري ، وإسحاق بن إبراهيم بن غالب الكتاني ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول التّنوخيّ ، وغيرهم. حدّثنا عنه الحسن بن محمّد الخلّال ، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، وهلال بن عبد الله الطّيّبي ، وعبد العزيز بن علي الأزجي ، وعلي بن المحسن التّنوخيّ ، وأبو محمّد الجوهريّ.

سمعت أبا القاسم الأزهري ذكر أبا القاسم بن زنجي فقال : لا يسوى شيئا.

حدّثني التّنوخيّ. قال : توفي إسماعيل بن محمّد بن زنجي في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.

٣٣٥٣ ـ إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد ، أبو القاسم المعدّل(١) :

من أهل الجانب الشرقي ، حدّث عن أبي بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ ومحمّد بن الحسن بن دريد ، وأبي بكر بن الأنباري ، والحسين بن القاسم الكوكبي ومحمّد بن مخلد الدوري ، وغيرهم. حدّثنا عنه الأزهري ، والتنّوخيّ ، وأحمد بن علي بن التّوزيّ ، وحمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، وأحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر ، ويحيى بن الحسن بن الحسن بن المنذر ، وأبو يعلى بن الفراء.

وكان بعض سماعاته صحيحا في كتب أخيه ، وبعضها مفسودا. رأيت إلحاقه

__________________

(١) ٣٣٥٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٣.

٣٠٥

لنفسه السماع مع أخيه في جزء عن ابن الأنباري إلحاقا ظاهرا بيّن الفساد ، وكذلك رأيته في جزء آخر عن ابن دريد ، وحدث بالجميع ، وحدث أيضا من كتب لأخيه لم يكن له فيها سماع قديم ولا ملحق.

وحدّثني من سمع محمّد بن أبي الفوارس ذكره فقال : كان فيه تساهل في الحديث والدّين.

سألت حمزة بن محمّد بن طاهر عن ابن سويد فقال : ثقة غير أنه كان فيه حمق.

حدّثني أحمد بن محمّد العتيقي. قال : سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو القاسم بن سويد الشاهد في المحرم. وكان شيخا عسرا في الحديث.

حدّثنا محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز وعلي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ قال : مات إسماعيل بن سعيد بن سويد يوم السبت لتسع خلون ـ وقال محمّد : لعشر خلون ـ من المحرم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. قال علي : ودفن في الخيزرانية.

٣٣٥٤ ـ إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العبّاس ، أبو سعد الجرجاني ، المعروف بالإسماعيلي (١) :

ورد بغداد غير مرة ؛ وآخر وروده كان في حياة أبي الحسن الدار قطني وحدث عن أبيه أبي بكر الإسماعيلي ، وعن أبي العبّاس الأصم النّيسابوريّ ؛ ومحمّد بن أحمد بن حفص الدّينوري ، ومحمّد بن علي بن دحيم الكوفيّ ؛ وعبد الله بن عدي الجرجاني. حدّثنا عنه محمّد بن أحمد بن شعيب الروياني ، وأبو محمّد الخلّال ، وعلي بن المحسن التّنوخيّ.

وكان ثقة فاضلا ، فقيها على مذهب الشافعي وكان شيخا جوادا مفضلا على أهل العلم. والرئاسة بجرجان إلى اليوم في ولده وأهل بيته.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن شعيب الروياني ، أخبرنا أبو سعد إسماعيل ابن أحمد بن إبراهيم الجرجاني ـ ببغداد ـ حدّثنا محمّد بن علي أبو جعفر الشّيبانيّ ـ ولم نكتبه إلّا عنه ـ حدّثنا أحمد بن حازم الغفاري ، حدّثنا إسماعيل بن أبان الورّاق ، حدّثنا سلّام بن سليمان المدائنيّ ، عن أبي إسحاق. قال : خرجت مع زيد بن أرقم إلى الجمعة ؛ فرأى رجلين بينهما شحناء ، فوثب حتى حجز بينهما ثم قال : سمعت

__________________

(١) ٣٣٥٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٥٠.

٣٠٦

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن التارك الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ليس مؤمنا بالقرآن ولا بي» (١).

سمعت القاضي أبا الطّيّب الطّبريّ يقول : ورد أبو سعد الإسماعيلي بغداد حاجّا في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. فلم يقض له الخروج ، فأقام سنة حتى حج من العام المقبل. وحدث ببغداد. قال : وعقد له الفقهاء مجلسين تولى أحدهما أبو حامد الأسفراييني. وتولى الآخر أبو محمّد البافي فبعث البافي إلى القاضي أبي الفرج المعافى ابن زكريّا بابنه أبي الفضل يسأله حضور المجلس ، وكتب على يده هذين البيتين :

إذا أكرم القاضي الجليل وليّه

وصاحبه ألفاه للشّكر موضعا

ولي حاجة يأتي بنيّي بذكرها

ويسأله فيها التّطوّل أجمعا

فأجابه أبو الفرج :

دعا الشّيخ مطواعا سميعا لأمره

يواتيه باعا حيث يرسم إصبعا

وها أنا غاد في غد نحو داره

أبادر ما قد حدّه لي مسرعا

حدّثني أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن الواعظ الأستراباذي ـ ببيت المقدس ـ قال : توفي أبو سعد الإسماعيلي بجرجان في شهر ربيع الآخر من سنة ست وتسعين وثلاثمائة.

٣٣٥٥ ـ إسماعيل بن الحسين بن علي بن الحسن بن هارون ، أبو محمّد الفقيه الزّاهد البخاريّ (٢) :

ورد بغداد حاجّا مرات عدة ، وحدث بها عن محمّد بن أحمد بن خنب البخاريّ ، وبكر بن محمّد بن حمدان المروزيّ ، ومحمّد بن عبد الله بن يزداذ الرّازيّ وخلف بن محمّد الخيام ، وعلي بن محتاج بن حمويه الكشاني ، ومحمّد بن نصر الشرغي وسهل بن عثمان بن سعيد ، وأحمد بن سعد بن نصر البخاريّين.

حدّثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي ، وذكر أنه سمع منه بعد عوده من الحج في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.

وحدّثني عنه القاضي أبو جعفر محمّد بن أحمد السمناني وقال : قدم علينا بغداد حاجّا في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٣٠٦. والجامع الكبير ٥٤٢٢. وكنز العمال ٥٥١٦.

(٢) ٣٣٥٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٨٥.

٣٠٧

أخبرنا أبو جعفر السمناني ، أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن الحسين بن علي البخاريّ الفقيه الزاهد ، أخبرنا بكر بن محمّد بن حمدان المروزيّ ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا محمّد بن خالد بن عثمة الحنفيّ ، حدّثنا مالك بن أنس ، عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ، وعفوا تعف نساؤكم ومن تنصل إليه فلم يقبل لم يرد عليّ الحوض» (١).

هذا الحديث قد وهم فيه على محمّد بن يونس الكديمي ، لأنه إنما رواه عن علي بن قتيبة الرفاعي عن مالك. ولم يكن عنده ولا عند غيره عن ابن عثمة وهو محفوظ أن علي بن قتيبة تفرد بروايته.

وقد أخبرنا بصوابه عن محمّد بن يونس أبو الحسن محمّد بن طلحة النّعاليّ. ئحدّثنا عثمان بن محمّد بن بشر بن سنقر السّقطيّ ، أخبرنا محمّد بن يونس ، حدّثنا علي بن قتيبة الرفاعي ، حدّثنا مالك بن أنس ، عن أبي الزبير عن جابر. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ، وعفوا تعف نساؤكم ، ومن تنصل إليه فلم يقبل فلن يرد عليّ الحوض» (٢).

وهكذا رواه عن علي بن قتيبة غير واحد ، وحدث به بعض الناس عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني ، عن علي بن قادم ، عن مالك فوهم فيه أقبح من وهم من رواه عن ابن عثمة ، والله أعلم.

قرأت بخط أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد البخاريّ الحافظ المعروف بالغنجار : توفي أبو محمّد إسماعيل بن الحسين يوم الأربعاء لثمان خلون من شعبان سنة اثنتين وأربعمائة.

٣٣٥٦ ـ إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم بن هشام ، أبو القاسم الصّرصري (٣) :

من أهل صرصر الدير. سمع محمّد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب ، والحسين بن إسماعيل المحامليّ ، وأبا العبّاس بن عقدة ، وأبا عيسى أحمد بن محمّد بن إسحاق الأنماطيّ ، وأبا عمر حمزة بن القاسم الهاشمي ، وعمر بن محمّد بن أحمد بن

__________________

(١) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٦ / ٣٣٥. ومجمع الزوائد ٨ / ٣٨ ، ٨١ ، ١٣٩. والموضوعات ٣ / ٨٥ ، ١٠٧. واللآلئ المصنوعة ٢ / ١٠٤.

(٢) انظر التخريج السابق.

(٣) ٣٣٥٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٩٣.

٣٠٨

هارون العطّار ، ومحمّد بن أحمد بن عمرو البزّاز. حدّثني عنه أبو بكر البرقاني ، والحسن بن علي بن عبد الله المقرئ العطّار ، ومحمّد بن أحمد بن شعيب الروياني ، ورئيس الرؤساء أبو القاسم علي بن الحسن ، وأحمد بن أبي جعفر السمناني.

وسألت البرقاني عنه فقال : صدوق. وسئل عنه وأنا أسمع فقال : ثقة.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال قال : مات إسماعيل بن هشام الصرصري ببغداد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعمائة. وحمل إلى صرصر بعد أن صلى عليه أبو حامد الأسفراييني في مشهد سوق الطعام.

٣٣٥٧ ـ إسماعيل بن عمر بن محمّد بن إبراهيم ، أبو الحسين المعروف بابن سبنك (١) :

كان من ولد جرير بن عبد الله البجلي. يسكن بباب الأزج ، وكان يتقلد النظر في الحكم هناك ، وحدث عن محمّد بن أحمد بن علي بن المحرم ، وأبي بكر الشافعي. حدّثني عنه ابنه محمّد وعبد العزيز بن علي الأزجي ، وكان ثقة.

حدّثني محمّد بن إسماعيل بن عمر بن سبنك قال : مات أبي سنة ثلاث وأربعمائة.

وذكر لي أحمد بن علي بن التوزيّ وعلي بن المحسن التّنوخيّ : أنه مات في يوم الأحد الثالث من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة. قال التّنوخيّ : ودفن بباب الأزج.

٣٣٥٨ ـ إسماعيل بن الحسن بن علي بن عتّاس ، أبو علي الصّيرفيّ (٢) :

حدّث عن الحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان ، وكان صدوقا. أدركته ولم يقض لي السماع منه.

فحدّثني القاضي أبو عبد الله الصيمري ، وعبد العزيز بن علي الأزجي قالا : حدّثنا أبو علي إسماعيل بن الحسن بن علي بن عتّاس الصّيرفيّ ، حدّثنا الحسين بن يحيى بن عيّاش.

وأخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيّاش ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصبّاح الزعفراني ، حدّثنا شبابة ـ زاد

__________________

(١) ٣٣٥٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٩٣.

(٢) ٣٣٥٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٢٦.

٣٠٩

ابن عتاس ـ ابن سوار قال : أنبأنا ـ وفي حديث ابن مهديّ حدّثنا ـ عطاف بن خالد ، عن ابن صهيب ، عن صهيب ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «من تزوج امرأة بصداق لا يريد أن يؤديه ، جاء يوم القيامة زانيا ، ومن تسلف مالا يريد أن لا يؤديه ؛ جاء يوم القيامة سارقا»(١).

مات ابن عتاس في يوم الاثنين ثالث عشر من شهر رمضان سنة ثمان وأربعمائة.

٣٣٥٩ ـ إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن عروة ، أبو القاسم البندار (٢) :

كان يكون في دار البطيخ بنهر طابق ، وحدث عن أبي سهل بن زياد ، وأبي بكر الشافعي. كتبت عنه وكان صدوقا.

أخبرنا ابن عروة ، حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن غالب ، حدّثنا عمر بن يزيد الرفاء ، حدّثنا شعبة عن عمرو بن مرة ، عن شقيق بن سلمة ، عن عبد الله بن مسعود. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ، ويؤمنون ببعض الكتاب ، ويكفرون ببعض ، يسعون فيما يدرك بغير سعي من القدر المقدور ، والأجل المكتوب ، والرزق المقسوم ، لا يسعون فيما لا يدرك إلّا بالسعي من الجزاء الموفور ، والسعي المشكور ، والتجارة التي لا تبور» (٣).

حدّثني محمّد بن علي الصوري قال : قال لي ابن عروة : ولدت في النصف من رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.

قلت : ومات ودفن في يوم الأحد التاسع والعشرين من المحرم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.

٣٣٦٠ ـ إسماعيل بن أحمد بن عبد الله ، أبو عبد الرّحمن الضّرير الحيري (٤) :

من أهل نيسابور. قدم علينا حاجّا في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، وحدث ببغداد عن أبي طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، وأحمد بن

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ١٣٤. وإتحاف السادة المتقين ١ / ١٠ ، ١٠ / ١١.

(٢) ٣٣٥٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٣٠.

(٣) انظر الحديث في : المعجم الكبير ١٠ / ٢٣٨. ومجمع الزوائد ١٠ / ٢٢٩ ، ٢٣٤. والموضوعات ٣ / ١٤٠. والفوائد المجموعة ٤٢٠. وتنزيه الشريعة ٢ / ٣٠٤.

(٤) ٣٣٦٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٧٤.

٣١٠

إبراهيم العبدوي والحسن بن أحمد المخلدي ، وأحمد بن محمّد بن إسحاق الأنماطيّ ، وأحمد بن محمّد بن عمر الخفاف ، وأبي الحسن الماسرجسي ، ومحمّد بن عبد الله بن حمدون ، وأبي بكر الجوزقي ، ومحمّد بن أحمد بن عبدوس المزكي النّيسابوريين ، وأزهر بن أحمد السرخسي ، والحاكم أبي الفضل محمّد بن الحسين الحدّادي المروزيّ ، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني ، وأبي الهيثم محمّد بن المكي الكشميهني وأبي عبد الرّحمن السّلميّ ، وغيرهم.

كتبنا عنه ونعم الشّيخ كان فضلا وعلما ، ومعرفة وفهما ، وأمانة وصدقا ، وديانة وخلقا.

سئل إسماعيل الحيرى عن مولده فقال وأنا أسمع : ولدت في رجب من سنة إحدى وستين وثلاثمائة.

ولما ورد بغداد كان قد اصطحب معه كتبه عازما على المجاورة بمكة ، وكانت وقر بعير ، وفي جملتها صحيح البخاريّ ، وكان سمعه من أبي الهيثم الكشميهني عن الفربري فلم يقض لقافلة الحجيج النفوذ في تلك السنة لفساد الطريق ، ورجع الناس ، فعاد إسماعيل معهم إلى نيسابور ؛ ولما كان قبل خروجه بأيام خاطبته في قراءة كتاب الصحيح فأجابني إلى ذلك ؛ فقرأت جميعه عليه في ثلاثة مجالس ، اثنان منها في ليلتين كنت أبتدئ بالقراءة وقت صلاة المغرب ، وأقطعها عند صلاة الفجر ، وقبل أن أقرأ المجلس الثالث عبر الشّيخ إلى الجانب الشرقي مع القافلة ونزل الجزيرة بسوق يحيى ، فمضيت إليه مع طائفة من أصحابنا كانوا حضروا قراءتي عليه في الليلتين الماضيتين ، وقرأت عليه في الجزيرة من ضحوة النهار إلى المغرب ، ثم من المغرب إلى وقت طلوع الفجر ، ففرغت من الكتاب!! ورحل الشّيخ في صبيحة تلك الليلة مع القافلة.

وحدّثني مسعود بن ناصر السجزي أنه مات بعد سنة ثلاثين وأربعمائة بيسير.

٣٣٦١ ـ إسماعيل بن أحمد بن محمّد ، أبو الفضل السّمسار الهروي :

قدم علينا بغداد حاجّا. وسمعت منه في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة عند مرجعه من الحج حديثا واحدا حدّثنيه بلفظه.

قال : حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن يحيى الأنصاريّ الزاهد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثنا خلف بن هشام البزار ، حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم قال : حدّثني أبي عن سهل بن سعد الساعدي. قال : أخطأ

٣١١

الناس في العدة فما عدوا من مبعثه ، ولا عدوا من وفاته ، عدوا من مقدمه المدينة صلى‌الله‌عليه‌وسلم. كان هذا الشّيخ ثقة فاضلا من أهل المعرفة بالأدب.

وحدّثني مسعود بن ناصر ـ في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ـ أنه خلفه حيّا بهراة في ذلك الوقت.

أنشدني مسعود بن ناصر قال : أنشدني أبو الفضل إسماعيل بن أحمد السّمسار بهراة لنفسه :

وما أرسل الأقوام في نيل حاجة

كأبيض وضّاح صحيح مدوّر

فأرسله مرتادا وأيقن بأنّه

سيحصل ما ترتاد وأسمح تصدّر

ولا تعتمد شيئا سوى الدّرهم الّذي

ينال به المحروم حظّ الموفّر

فما درهم في فعله غير مرهم

ومدراء همّ عن فؤاد محيّر

٣٣٦٢ ـ إسماعيل بن علي بن الحسين بن بندار بن المثنّى ، أبو سعد الواعظ الأسترآباذي :

قدم علينا بغداد حاجّا وسمعت منه بها حديثا واحدا مسندا. وذلك في ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.

أخبرنا أبو سعد ـ من حفظه ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن إسحاق الرملي ـ ببيت المقدس ـ حدّثنا أبو الوليد هشام بن عمار ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن بحير بن سعيد ، عن خالد بن معدان ، عن شدّاد بن أوس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بكى شعيب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حب الله حتى عمى ، فرد الله إليه : بصره ، وأوحي إليه : يا شعيب ما هذا البكاء؟ أشوقا إلى الجنة أم خوفا من النار؟ قال : إلهي وسيدي أنت تعلم ما أبكي شوقا إلى جنتك ، ولا خوفا من النار ، ولكني اعتدت حبك بقلبي ، فإذا أنا نظرت إليك فما أبالي ما الذي يصنع بي. فأوحى الله إليه يا شعيب إن يك ذلك حقا فهنيئا لك لقائي ، يا شعيب لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي» (١).

وأنشدنا أبو سعد قال : أنشدني طاهر الخثعمي قال : أنشدني الشبلي لنفسه :

مضت الشّبيبة والحبيبة فانبرى

دمعان في الأجفان يزدحمان

ما أنصفتني الحادثات رمينني

بمودّعين وليس لي قلبان

__________________

(١) ٣٣٦٢ ـ انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٤٩. والأحاديث الضعيفة ٩٩٨. وكنز العمال ٣٢٣٣٩.

٣١٢

هذا جميع ما سمعت من أبي سعد ببغداد ولم يكن موثوقا به في الرواية. ثم لقيته ببيت المقدس عند عودي من الحج في سنة ست وأربعين وأربعمائة ، فحدّثني عن شافع ابن محمّد بن أبي عوانة الأسفراييني ، وعن أبي العبّاس الرّازيّ الضّرير ، وعن علي بن محمّد الطّيّبي ، وأبي سعد بن أبي بكر الإسماعيلي البيّع النّيسابوريّ ، وأبي عبد الرّحمن السّلميّ ، وأبي الفضل محمّد بن جعفر الخزاعي. وسألته عن مولده فقال : ولدت بأسفرايين في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.

ومات ببيت المقدس على ما بلغني في المحرم من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.

٣١٣

ذكر من اسمه إسحاق

٣٣٦٣ ـ إسحاق بن عبد الرّحمن بن المغيرة بن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريّ (١) :

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. سكن بغداد وكان موصوفا بالجود والسخاء ، وله قدر عند الخلفاء والأمراء.

وقد ذكره الزبير بن بكّار في كتاب «النسب» فقال : أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الذهبي ، وأحمد بن عبد الله الدروي. قالا : حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزبير بن بكّار. قال : ومن ولد حميد بن عبد الرّحمن إسحاق بن غرير. واسم غرير عبد الرّحمن بن المغيرة بن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف ، كان في صحابة المهديّ أمير المؤمنين ، وأمير المؤمنين موسى ، وأمير المؤمنين هارون ، وهلك في خلافة أمير المؤمنين هارون. وكان ذا منزلة منهم وقدر ، وكان حلوا معروفا بالسخاء [وفيه] (٢) يقول الشّاعر :

استوسق النّاس وقالوا معا

لا جود إلّا جود إسحاق

قال : وله ولأخيه يعقوب يقول الصهيبي :

نفى الجوع من بغداد إسحاق ذو النّدى

كما قد نفى جوع الحجاز أخوه

وما يك من خير أتوه فإنّما

فعال غرير قبلهم ورثوه

فأقسم لو ضاف الغريريّ بغتة

جميع بني حواء ما حفلوه

هو البحر بل لو حلّ بالبحر وفده

ومن يجتديه ساعة نزفوه

وأخبرنا علي بن أبي علي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن وأحمد بن عبد الله. قالا : حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزبير قال : حدّثني أبو عزية محمّد بن موسى الأنصاريّ. قال : كان إسحاق بن غرير معجبا بعبادة ـ جارية المهلّبية ـ وكانت المهلّبية منقطعة إلى الخيزران أم المؤمنين ، ذات منزلة منها.

__________________

(١) ٣٣٦٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٦٣.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣١٤

قال : فركب يوما عبد الله بن مصعب بن الزبير وإسحاق بن غرير إلى أمير المؤمنين المهديّ ، وكانا يأتيانه في كل عشية إذا صلى الناس العصر. فيقيمان معه إلى أن ينقضي سهره. فلقيا في طريقهما عبادة ـ جارية المهلّبية ـ فقال إسحاق بن غرير لعبد الله بن مصعب : يا أبا بكر هذه عبادة التي كنت تسمعني أذكرها وركض دابته حتى استقبلها فنظر إليها ثم رجع ، فضحك عبد الله بن مصعب مما صنع. ثم مضيا فدخلا على أمير المؤمنين المهديّ ، فحدثه عبد الله بن مصعب حديث إسحاق بن غرير وعبادة وما كان منه في أمرها تلك العشية ، فقال لإسحاق : أنا أشتريها لك ، وقام فدخل على الخيزران فقال : أين المهلّبية؟ فأمرت بها فدعيت له ، فقال لها : تبيعيني عبادة بخمسين ألف درهم؟ فقالت له : يا سيدي إن كنت تريدها لنفسك فيها ـ فداك الله ـ قال : إنما أريدها لإسحاق بن غرير ، فبكت وقالت : يدي ورجلي ولساني في حوائجي تنزعها مني لإسحاق بن غرير!! قال : فقالت الخيزران : ما يبكيك؟ لا يقدر والله إسحاق عليها. وقالت لأمير المؤمنين المهديّ : صار ابن غرير يتعشق جواري الناس! فخرج أمير المؤمنين المهديّ فأخبر إسحاق الخبر ، وأمر له بالخمسين الألف الدرهم ، فأخذها فقال في ذلك أبو العتاهية :

من صدق الحبّ لأحبابه

فإنّ حبّ ابن غرير غرور

أنساه عبّادة ذات الهوى

وأذهل الحبّ لديه الضّمير

خمسون ألفا كلّها وازن

خشن لها في كلّ كيس صرير

قال : وقال في ذلك أيضا أبو العتاهية :

حبّك المال لا كحبّك عبّا

دة يا فاضح المحبّينا

لو كنت أخلصتها الوفاء كما

قلت لما بعتها بخمسينا

أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد الكاتب ، حدّثني جدي محمّد بن عبد الله بن قفرجل ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم قال : أنشدنا أحمد بن يحيى قال : أنشدني الزبير لمنكف ـ وهو من ولد زهير بن أبي سلمى ـ يرثي إسحاق بن غرير :

بكت العيون فأقرحت أجفانها

عبراتها جزعا على إسحاق

فلئن بكت جزعا عليه فقد بكت

حزنا عليه مكارم الأخلاق

يا خير من بكت المكارم فقده

لم يبق بعدك للمكارم باق

لو طاف في شرق البلاد وغربها

لم يلق إلّا حامدا للّاقى

ما بتّ ـ من كرم الطّبائع ليلة

إلّا لعرضك من نوالك واق

بخلت بما حوت الأكفّ وإنّما

خلق الإله يديك للإنفاق

٣١٥

٣٣٦٤ ـ إسحاق بن عيسى ، أبو هاشم ابن بنت داود بن أبي هند (١) :

سمع سليمان بن مهران الأعمش ، وابن أبي ذئب ، وعبّاد بن راشد ، وسفيان الثّوريّ ، ومالك بن أنس. روى عنه رزق الله بن موسى الكلوذاني ، والحسن بن الصّبّاح البزار ، وإسحاق بن بهلول التّنوخيّ ، وكان ثقة نزل مكة وجاور بها.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ قال : حدّثنا يوسف ابن يعقوب بن إسحاق بن بهلول الأزرق ، حدّثنا جدي ، حدّثنا إسحاق بن بنت داود ابن أبي هند ، عن الأعمش ، أن أبا بكر وعمر كانا يأكلان على الأرض إرادة التواضع.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا أبو الحسن الدار قطني. قال : إسحاق بن عيسى بن بنت داود بن أبي هند ؛ بغدادي.

٣٣٦٥ ـ إسحاق بن يوسف بن محمّد ، أبو محمّد الأزرق الواسطيّ (٢) :

سمع سليمان الأعمش وسعيد الجريري ، وزكريّا بن أبي زائدة ، وعوفا الأعرابي ، وسفيان الثّوري ، وشريك بن عبد الله. روى عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعمرو النّاقد ، والحسن بن حمّاد سجادة ، وإسحاق بن البهلول ، وسعدان بن نصر ، ومحمّد بن عبيد الله المنادي ، وغيرهم. ورد إسحاق بغداد وحدث بها وكان من الثّقات المأمونين ، وأحد عباد الله الصّالحين.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد البزّاز ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختريّ الرزاز ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن عبيد الله المنادي ، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، حدّثنا زكريّا ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة ابن مريم ، عن علي قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن خاتم الذهب ، وعن القسي ، وعن المياثر الحمر.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى القرشيّ ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد الله المنادى. قال : قال لي جدي : سمعت من

__________________

(١) ٣٣٦٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٧٥ (٢ / ٤٦٤ ـ ٤٦٥). والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٣٩٩. والجرح والتعديل ١ / ١ / ٢٣١. والتاريخ الصغير ٢٢٥. والثقات لابن حبان ١ / ورقة ٢٨.

(٢) ٣٣٦٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٥ (٢ / ٤٩٦). والمنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٥. والجرح والتعديل ١ / ١ / ٢٣٨. وثقات العجلي ورقة ٤. وطبقات ابن سعد ٧ / ٢ / ٦٢. والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٤٠٦. والصغير ص ٢١٢. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ٢٩.

٣١٦

إسحاق الأزرق ببغداد في سنة أربع وتسعين ومائة ، وفي مجلسه عرفت أحمد بن حنبل.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا سعدان بن نصر ، حدّثنا إسحاق الأزرق ، حدّثنا الأعمش ، عن عبد الله بن أبي أوفى. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الخوارج كلاب النار» (١).

أخبرنا أبو نصر محمّد بن عبيد الله بن الحسن بن زكريّا المقرئ ـ بالدّينور ـ حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الزيات ـ ببغداد إملاء ـ حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الله بن أيّوب المخرمي ـ إملاء ـ قال : سمعت الحسن بن حمّاد سجادة يقول : بلغني أن أم إسحاق الأزرق قالت له : يا بني إن بالكوفة رجلا يستخف بأصحاب الحديث ، وأنت على الحج ، فأسألك بحقي عليك أن لا تسمع منه شيئا. قال إسحاق : فدخلت الكوفة فإذا الأعمش قاعد وحده ، فوقفت على باب المسجد. فقلت : أمي والأعمش!! وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طلب العلم فريضة على كل مسلم» فدخلت فسلمت فقلت : يا أبا محمّد حدّثني فإني رجل غريب. قال : من أين أنت؟قلت : من واسط. قال : فما اسمك؟ قلت : إسحاق بن يوسف الأزرق قال : لا حييت ولا حييت أمك ، أليس حرجت عليك أن لا تسمع مني شيئا؟ قلت : يا أبا محمّد ليس كل ما بلغك يكون حقّا.

قال : لأحدثنك بحديث ما حدثته أحدا قبلك! فحدّثني عن ابن أبي أوفى قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الخوارج كلاب النار» (٢).

حدّثنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن جعفر بن أحمد بن اللّيث الواسطيّ ، حدّثنا أسلم بن سهل ، حدّثنا يحيى بن داود قال : كنا نسمع أن إسحاق ـ يعني الأزرق ـ لم يرفع رأسه إلى السماء نحوا من عشرين سنة.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سألت عبد الحميد بن بيان ، عن إسحاق الأزرق ، وكيف سمع من شريك؟ قال : سمع منه بواسط. قلت له : في أي شيء جاء إلى واسط؟ قال : جاء في

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير ٨ / ٣٢٤. والسنة لابن أبي عاصم ٢ / ٤٣٨. والمعجم الصغير ٢ / ١١٧. والعلل المتناهية ١ / ١٦٣.

(٢) انظر التخريج السابق.

٣١٧

كرى الأنهار ، فأخذ إسحاق كتابه ، قلت : أيما أكثر سماعا عن شريك إسحاق أو يزيد بن هارون؟ قال : إسحاق نحو من خمسة آلاف (١) ، ويزيد نحو من ثلاثة آلاف (٢)!

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : إسحاق ـ يعني الأزرق ـ وعبّاد بن العوام ويزيد كتبوا عن شريك بواسط من كتابه ، كان قدم عليهم في حفر نهر. قال : كان شريك رجلا له عقل ، فكان يحدث بعقله ، فقال أحمد : سماع هؤلاء أصح عنه ، قيل : إسحاق الأزرق ثقة؟ فقال : أي والله ثقة(٣).

أخبرنا أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فإسحاق الأزرق؟ فقال : ثقة (٤).

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي ابن أحمد بن زكريّا الهاشمي ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ قال : حدّثني أبي. قال : إسحاق بن يوسف الأزرق واسطي ثقة (٥).

حدّثنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : إسحاق بن يوسف الأزرق كان ثقة ، وربما غلط. مات بواسط سنة خمس وتسعين ومائة في خلافة محمّد ابن هارون (٦).

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط.

وأخبرنا ابن الفضل القطّان ، حدّثنا دعلج ، حدّثنا أحمد بن علي الأبار قال : سمعت محمّد بن حرب.

__________________

(١) في تهذيب الكمال : «ثمانية آلاف».

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٩٨.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٩٨.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٩٨.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٩٨.

(٦) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٩٨.

٣١٨

وأخبرنا ابن الفضل أيضا ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله الحضرميّ ، حدّثنا محمّد بن وزير قالوا : مات إسحاق الأزرق سنة خمس وتسعين ومائة.

٣٣٦٦ ـ إسحاق بن نجيح الملطي ، أبو صالح. وقيل : أبو يزيد (١) :

كان يسكن بغداد وحدث عن هشام بن حسّان ، وعطاء الخراسانيّ ، وابن جريج ، وأبي المنيب العتكي ، وعبد العزيز بن أبي رواد. روى عنه يزيد بن مروان الخلّال ، وسويد بن سعيد ، وعلي بن حجر ، وأحمد بن بشّار الصّيرفيّ ، ومحمّد بن منصور الطوسي والحسين بن أبي زيد الدباغ ، وإبراهيم بن راشد الأدمي.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، حدّثنا عبد الله بن الحسن بن أحمد ، حدّثنا يزيد بن مروان ، حدّثنا إسحاق بن نجيح ، عن عطاء ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لكل نبي خليلا من أمته ، وإن خليلي عثمان بن عفّان» (٢).

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : قرأت على إسحاق بن محمّد النّعاليّ ، حدثكم عبد الله بن إسحاق المدائني ، حدّثنا أحمد بن بشّار الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو صالح الملطي ـ إسحاق بن نجيح ـ حدّثنا هشام بن حسّان عن الحسن قال : يتوب على الزاني والزانية ولا يتوب على القواد.

أخبرنا علي بن أبي علي ، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الزينبي ، حدّثنا أحمد بن أبي عوف ، حدّثنا سويد بن سعيد ، حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال في ديننا برأيه فاقتلوه» (٣).

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي ، حدّثنا صالح بن محمّد أبو علي

__________________

(١) ٣٣٦٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٨٧ (٢ / ٤٨٤). والجرح والتعديل ١ / ١ / ٢٣٥. وتاريخ ابن معين ٢ / ٢٧. والكامل ، لابن عدي ٢ / ورقة ١٣٣. وأحوال الرجال للجوزجاني ورقة ٣٣. والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٤٠٤. والضعفاء للنسائي ٢٨٥. والمجروحين ١ / ١٣٤. وميزان الاعتدال ١ / ٢٠٠ ـ ٢٠٢.

(٢) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ١٩٩. وتنزيه الشريعة ١ / ٣٩٢. وتذكرة الموضوعات ٩٤. وحلية الأولياء ٥ / ٢٠٢.

(٣) انظر الحديث في : الموضوعات ٣ / ٩٤ ، ٩٥. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢١٧. والأسرار المرفوعة ٣٥٤. والفوائد المجموعة ٥٠٧. وكشف الخفا ٢ / ٣٧٢.

٣١٩

البغدادي ، حدّثنا سويد بن سعيد ، حدّثنا إسحاق بن نجيح الملطي ، حدّثنا عبد العزيز ابن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قال في ديننا برأيه فاقتلوه»(١).

قال أبو علي : إسحاق بن نجيح كان يضع الحديث.

وقرأ عليّ هذا الحديث وأمر القلم عليه ، وقال : ما تصنع؟ هو باطل.

أنبأني أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال : قرأت على محمّد بن طالب بن علي ـ فأقرّ به ـ قال : قال أبو علي صالح بن محمّد :إسحاق بن نجيح عن ابن جريج حديث «من حفظ على أمتي أربعين حديثا» (٢) قال أبو علي : حديث باطل ، وإسحاق بن نجيح ترك حديثه. قلت لمحمّد بن منصور الطوسي : لم ترك حديث إسحاق بن نجيح الملطي؟ فقال : حدّثنا إسحاق بن نجيح عن هشام بن حسّان عن الحسن قال : يغفر للزاني قبل أن يغفر للقواد (٣). فأنكروا هذا عليه ، ثم حدّث بعد بأحاديث مناكير عن عطاء الخراسانيّ وغيره.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني ، أخبرنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد.

وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : إسحاق بن نجيح الملطي هو من أكذب الناس ـ زاد العقيلي ـ يحدث عن البتي ، وعن ابن سيرين برأي أبي حنيفة (٤).

وأخبرنا عبيد الله بن عمر ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين ـ وذكر إسحاق بن نجيح الملطي ـ فضعفه وقال : لارحمه‌الله.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله الشافعي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي. قال : قال أبو زكريّا : إسحاق بن نجيح الملطي كذاب.

__________________

(١) انظر التخريج السابق.

(٢) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ١١٥. والفوائد المجموعة ٢٩٠. وتنزيه الشريعة ١ / ٣٣ ، ٢ / ٣٤٠ ، ٣٤١. وتذكرة الموضوعات ٢٧.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٤٨٥.

٣٢٠