تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

٣٣١٦ ـ إسماعيل بن محمّد بن أبي كثير ، أبو يعقوب الفارسيّ الفسويّ (١) :

سكن بغداد وحدث بها عن مكي بن إبراهيم البلخيّ ، وعصام بن يوسف ، وداود ابن مخراق الفريابي ، وشهاب بن معمّر البلخيّ ، والحسن بن عمر بن شقيق ، وقتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه. روى عنه محمّد بن عمرو الرزاز ، وأحمد بن محمّد بن عبدان الصّفّار ، وعبد الرّحمن بن سيما المجبر ، وأبو سهل بن زياد ، وأبو بكر الشافعي. وكان يتولى قضاء المدائن.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم المخزومي ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختريّ الرزاز ـ إملاء ـ حدّثنا إسماعيل بن محمّد القاضي ، حدّثنا مكي بن إبراهيم ، حدّثنا بن لهيعة عن عطاء ، عن ابن عبّاس. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من قوم تغدو عليهم عشرون عنزا سودا شغرا فيخافون العيلة» (٢).

أخبرني الأزهري ، عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إسماعيل بن محمّد بن أبي كثير قاضي المدائن ثقة صدوق.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال : وتوفي ـ فيما بلغنا ـ أبو يعقوب إسماعيل بن محمّد الفسوي ـ وكان على قضاء المدائن ـ لأربع خلون من شعبان سنة اثنتين وثمانين ـ يعني ومائتين ـ.

٣٣١٧ ـ إسماعيل بن أبي محمّد يحيى بن المبارك بن المغيرة ، أبو علي المعروف بابن اليزيدي ، أخو محمّد وإبراهيم :

كان أديبا راوية عن أبي العتاهية ، ومحمّد بن سلّام الجمحي ، وغيرهما ، وكان شاعرا وله كتاب لطيف ، صنفه في طبقات الشعراء. روى عنه محمّد بن عبد الملك التاريخي ، ومحمّد بن القاسم بن مهرويه.

٣٣١٨ ـ إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد بن درهم ، أبو إسحاق الأزديّ ، مولى آل جرير بن حازم (٣) :

من أهل البصرة ، سمع محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، ومسلم بن إبراهيم

__________________

(١) ٣٣١٦ ـ انظر : تهذيب التهذيب ١ / ٣٣٠. وثقات ابن حبان ١ / ق ٣٥. والمنتظم ١٢ / ٣٤٨

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٦ / ٢٨٣.

(٣) ٣٣١٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٤٦.

٢٨١

الفراهيدي ، وسليمان بن حرب الواشجي ، وحجاج بن منهال الأنماطيّ ، وعمرو بن مرزوق ، ومحمّد بن كثير ، ومسدد بن مسرهد ، وعبد الله بن سلمة القعنبي ، وعبد الله ابن رجاء الغداني ، وأبا الوليد الطيالسي ، وإبراهيم بن الحاج السامي ، وأحمد بن يونس ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وعلي بن المديني ، وإسحاق بن محمّد الفروي. روى عنه موسى بن هارون الحافظ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو القاسم البغويّ ، ويحيى بن صاعد ، وأبو عمر محمّد بن يوسف القاضي ، وإبراهيم بن محمّد ابن عرفة النّحويّ ، وأبو بكر بن الأنباري والحسين بن إسماعيل المحامليّ ، ومحمّد ابن مخلد الدوري ، ومحمّد بن أحمد الحكيمي ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، ومحمّد بن عمرو الرزاز ، وعبد الصّمد الطستي ، وأبو عمرو بن السماك ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وأبو سهل بن زياد ، وحمزة بن محمّد الدّهقان ، ومكرم بن أحمد القاضي ، وأبو بكر الشافعي ، وجماعة سوى هؤلاء.

وكان إسماعيل فاضلا عالما ، متقنا فقيها على مذهب مالك بن أنس. شرح مذهبه ولخصه ، واحتج له ، وصنف المسند وكتبا عدة في علوم القرآن. وجمع حديث مالك ويحيى بن سعيد الأنصاريّ ، وأيّوب السختياني ، واستوطن بغداد قديما ، وولى القضاء بها فلم يزل يتقلده إلى حين وفاته.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازي ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدّثنا عبد الله بن رجاء ، حدّثنا عمران القطّان ، عن عمرو بن عبد الله ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يدع ركعتي الفجر في السفر ولا في الحضر ، ولا في الصحة ولا في السقم.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا محمّد بن عمرو بن البختريّ الرزاز ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدّثنا سليمان بن حرب ، حدّثنا شعبة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له» (١).

قال لنا أبو بكر البرقاني : تفرد به إسماعيل بن إسحاق عن سليمان بن حرب.

__________________

(١) انظر الحديث في : السنن الكبرى ٣ / ٥٧ ، ١٧٤ ، ١٨٥. والمستدرك ١ / ٢٤٥. ومجمع الزوائد ٢ / ٤٢.

٢٨٢

قلت : ورواه أبو عمر الحوضي عن شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس. موقوفا غير مرفوع.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثنا مالك عن يحيى ابن سعيد ، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول : أنزلت هذه الآية : (فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً) [الإسراء ٢٥] هو الذي يذنب ثم يتوب ، ثم يذنب ثم يتوب.

أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار السّكّري ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطيّ ، حدّثنا موسى بن هارون ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدّثنا إسحاق بن محمّد الفروي.

وأخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ـ بالبصرة ـ حدّثنا علي بن إسحاق المادرائي ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدّثنا الفروي ، أخبرنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر. قال : ما شبعت منذ قتل عثمان.

أخبرنا علي بن المحسن القاضي ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر الشاهد. قال : إسماعيل بن إسحاق كان منشؤه البصرة ، وأخذ الفقه على مذهب مالك عن أحمد ابن المعدّل ، وتقدم في هذا العلم حتى صار علما فيه ، ونشر من مذهب مالك وفضله ما لم يكن بالعراق في وقت من الأوقات ، وصنف في الاحتجاج لمذهب مالك والشرح له ما صار لأهل هذا المذهب مثالا يحتذونه ، وطريقا يسلكونه ، وانضاف إلى ذلك علمه بالقرآن فإنه ألّف في القرآن كتبا تتجاوز كثيرا من الكتب المصنفة فيه. فمنها كتابه في أحكام القرآن ، وهو كتاب لم يسبقه إليه أحد من أصحابه إلى مثله ، ومنها كتابه في القراءات ، وهو كتاب جليل القدر عظيم الخطر ، ومنها كتابه في معاني القرآن. وهذان الكتابان يشهد بتفضيله فيهما واحد الزمان ، ومن انتهى إليه العلم بالنحو واللغة في ذلك الأوان ، وهو أبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرد.

ورأيت أبا بكر بن مجاهد يصف هذين الكتابين ، وسمعته مرات لا أحصيها يقول : سمعت أبا العبّاس المبرد يقول : القاضي أعلم مني بالتصريف. وبلغ من العمر ما صار واحدا في عصره في علو الإسناد لأن مولده كان سنة تسع وتسعين ومائة. فحمل الناس عنه من الحديث الحسن ما لم يحمل عن كبير أحد. وكان الناس يصيرون إليه ، فيقتبس منه كل فريق علما لا يشاركه فيه الآخرون. فمن قوم يحملون الحديث ، ومن

٢٨٣

قوم يحملون علم القرآن والقراءات والفقه ، إلى غير ذلك مما يطول شرحه. فأما سداده في القضاء وحسن مذهبه فيه وسهولة الأمر عليه فيما كان يلتبس على غيره فشيء شهرته تغني عن ذكره. وكان في أكثر أوقاته ـ وبعد فراغه من الخصوم ـ متشاغلا بالعلم ، لأنه اعتمد على كاتبه أبي عمر محمّد بن يوسف فكان يحمل عنه أكثر أمره من لقاء السلطان. وينظر له في كل أمره. وأقبل هو على الحديث والعلم.

حدّثني العلاء بن أبي المغيرة الأندلسي ، حدّثنا علي بن بقاء الورّاق ، أخبرنا عبد الغني بن سعيد الأزديّ ، حدّثنا محمّد بن بكر ، أخبرنا ابن المنتاب قال : سمعت إسماعيل القاضي. قال : دخلت يوما على يحيى بن أكثم وعنده قوم يتناظرون في الفقه. وهم يقولون قال أهل المدينة : فلما رآني مقبلا قال : قد جاءت المدينة!

وقال ابن المنتاب : حدّثنا أبو علي بن ماهان القندي قال : سمعت نصر بن علي الجهضمي يقول : ليس في آل حمّاد بن زيد رجل أفضل من إسماعيل بن إسحاق.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ. قال : قال : قال أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم : كان إسماعيل بن إسحاق نيفا وخمسين سنة على القضاء. ما عزل عنه إلّا سنتين!

قلت : وهذا القول فيه تسامح ، وذلك أن ولاية إسماعيل القضاء ما بين ابتدائها إلى حين وفاته لم تبلغ خمسين سنة ، وأول ما ولى في خلافة المتوكل لما مات سوار بن عبد الله ، وكان قاضي القضاة بسر من رأى جعفر بن عبد الواحد الهاشمي فأمره المتوكل أن يولي إسماعيل قضاء الجانب الشرقي من بغداد.

كذلك : أخبرني أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة النّحويّ. قال : ولى إسماعيل بن إسحاق قضاء الجانب الشرقي سنة ست وأربعين ومائتين بعقب موت سوار بن عبد الله.

قلت : وجمع له قضاء الجانبين بعد ذلك بسبع عشرة سنة.

كذلك : أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي. قال : ولى إسماعيل بن إسحاق القضاء بالجانب الشرقي من بغداد مضموما إلى الجانب الغربي ، فجمعت له بغداد في سنة اثنتين وستين ومائتين.

أخبرنا علي بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : لم يزل إسماعيل

٢٨٤

ابن إسحاق قاضيا على عسكر المهديّ إلى سنة خمس وخمسين ومائتين ، فإن المهتدي محمّد بن الواثق قبض على حمّاد بن إسحاق أخي إسماعيل بن إسحاق وضربه بالسياط ، وأطاف به على بغل بسر من رأى لشيء بلغه عنه ، وصرف إسماعيل بن إسحاق عن الحكم ـ واستتر ـ وقاضي القضاة كان بسر من رأى ـ الحسن بن محمّد ابن عبد الملك بن أبي الشوارب ، ثم صرف عن القضاء في هذه السنة وولى القضاء عبد الرّحمن بن نائل بن نجيح ، ثم رد الحسن بن محمّد في هذه السنة إلى القضاء ، ثم استقضى المهتدي على الجانب الشرقي القاسم بن منصور التّميميّ نحو سبعة أشهر ، وكان قليل النفاذ ، ثم قتل المهتدي بالله في رجب سنة ست وخمسين ومائتين ـ وقيل سموه ـ وأخرج ، فصلى عليه جعفر بن عبد الواحد بعد يومين من العقد للمعتمد على الله ، وعلى قضاء القضاة بسر من رأى الحسن بن محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، فأعاد المعتمد إسماعيل بن إسحاق على الجانب الشرقي ببغداد ، وذلك في رجب سنة ست وخمسين ومائتين فلم يزل على القضاء بالجانب الشرقي إلى سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وغلب على الموفق ، ثم سأله أن ينقله إلى الجانب الغربي ، وكان على قضاء الجانب الغربي بالشرقية ـ وهو الكرخ ـ البرتي. وعلى مدينة المنصور أحمد ابن يحيى بن أبي يوسف القاضي فأجابه إلى ذلك وكره ذلك قاضي القضاة ابن أبي الشوارب ، فاجتهد في ترك البرتي وأحمد بن يحيى فما أمكنه لتمكن إسماعيل من الناصر ، فأجيب إسماعيل إلى ما سأل ونقل البرتي عن قضاء الشرقية إلى الجانب الشرقي ، ولم يزل على القضاء بالجانب الشرقي وإسماعيل بن إسحاق على الجانب الغربي بأسره إلى سنة اثنتين وستين ومائتين ، ثم جمعت بغداد بأسرها لإسماعيل بن إسحاق وصرف البرتي ، وقلد المدائن والنهروانات وقطعة من أعمال السواد ، وكان الحسن بن محمّد بن أبي الشوارب قد توفي سنة إحدى وستين ومائتين بمكة بعد الحج ، فولى أخوه علي بن محمّد مكانه ، وبقي ابن أبي الشوارب على قضاء سر من رأى ، وكان يدعى بقاضي القضاة ، وصار إسماعيل المقدم على سائر القضاة ، ولم يقلد أحد قضاء القضاة إلى أن توفي.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ قال : سمعت محمّد بن الفضل النّحويّ يقول : سمعت أبا الطّيّب عبد الله بن شاذان يقول : سمعت يوسف بن يعقوب يقول : قرأت توقيع المعتضد إلى عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير. واستوص بالشيخين الخيرين القاضيين : إسماعيل بن إسحاق الأزديّ ،

٢٨٥

وموسى بن إسحاق الخطمي خيرا ، فإنهما ممن إذا أراد الله بأهل الأرض سوءا دفع عنهم بدعائهما.

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال : سمعت أبا العبّاس المبرد يقول : لما توفيت والدة إسماعيل بن إسحاق القاضي ركبت إليه أعزيه وأتوجع له ، فألفيت عنده الجلة من بني هاشم والفقهاء والعدول ومستوري مدينة السّلام ، ورأيت من ولهه ما أبداه ولم يقدر على ستره ، وكلّ يعزيه وقد كاد لا يسلو ، فلما رأيت ذلك منه ابتدأت بعد التسليم فأنشدته :

لعمري لئن غال ريب الزّما

ن فينا لقد غال نفسا حبيبه

ولكنّ علمي بما في الثّوا

ب عند المصيبة ينسى المصيبة

فتفهم كلامي واستحسنه ، ودعا بدواة وكتبه ، ورأيته بعد قد انبسط وجهه وزال عنه ما كان فيه من تلك الكآبة وشدة الجزع.

أخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلّال ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم الشطي ـ بجرجان ـ قال : أنشدنا أبو عبد الله بن حمّاد قال : أنشدنا إبراهيم بن حمّاد قال : أنشدني عمي إسماعيل القاضي :

همم الموت عاليات فمن ث

مّ تخطى إلى لباب اللّباب

ولهذا قيل الفراق أخو المو

ت لإقدامه على الأحباب

وأخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلّال ، أخبرنا أبو نصر محمّد بن أبي بكر الجرجاني ، حدّثنا الحسن بن أحمد الكاتب ـ بهمذان ـ حدّثنا نفطويه قال : كنت مع المبرد فمر به إسماعيل بن إسحاق القاضي ، فوثب إليه وقبّل يده وأنشده :

فلمّا بصرنا به مقبلا

حللنا الحبى وابتدرنا القياما

فلا تنكرنّ قيامي له

فإنّ الكريم يجلّ الكراما

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر النّحويّ ـ بالكوفة ـ حدّثنا أبو بكر أحمد بن السّري. قال : اجتمع المبرد وأبو العبّاس ثعلب عند إسماعيل القاضي فتكالما في مسألة ، فطال بينهما الكلام ، فقال المبرد لثعلب : قد رضينا بالقاضي ، فسألاه الحكومة بينهما فقال لهما : تكالما ، فتكالما ، فقال القاضي : لا يسعني الحكم بينكما لأنكما قد خرجتما إلى ما لا أعلم.

٢٨٦

حدّثني أبو القاسم الأزهري ، عن أبي الحسن الدار قطني قال : سمعت عبد الرّحيم ـ ولم ينسبه ـ يقول إن إسماعيل بن إسحاق القاضي دخل إلى عنده عبدون بن صاعد الوزير ـ وكان نصرانيا ـ فقام له ورحب به ، فرأى إنكار الشهود ومن حضره ، فلما خرج قال لهم : قد علمت إنكار كم وقد قال الله تعالى : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) [الممتحنة ٨] الآية. وهذا الرجل يقضي حوائج المسلمين ، وهو سفير بيننا وبين المعتضد ، وهذا من البر ، فسكتت الجماعة لما أخبرهم.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة. قال : إسماعيل بن إسحاق كان مولده سنة مائتين ، وتوفي عن اثنتين وثمانين سنة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت عبد الله بن محمّد بن حيّان يقول : مات إسماعيل القاضي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين فجأة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل. قال : توفي إسماعيل بن إسحاق وهو قاض على الجانبين جميعا فجأة ، وقت صلاة العشاء الآخرة ليلة الأربعاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين ، وأمه وأم أخيه حمّاد اسمها شاخة بنت معاذ السدوسية ، أخبرني بذلك موسى ابنه.

وأخبرني أبو أحمد ابنه أن أم إسماعيل وحمّاد أخيه أم ولد اسمها سحيمة. والله أعلم (١).

٣٣١٩ ـ إسماعيل بن الفضل بن موسى بن مسمار بن هاني ، أبو بكر البلخيّ(٢) :

وهو أخو عبد الصّمد بن الفضل ، سكن بغداد وحدث بها عن محمّد بن الحسن ، والحسن بن عمر بن شقيق ، وقتيبة بن سعيد البلخيّين ، وعن إسماعيل بن يحيى

__________________

(١) إلى هنا ينتهي الجزء الرابع من النسخة الصميصاطية وهذا ختامها : «آخر المجلد الرابع ويتلوه إن شاء الله إسماعيل بن الفضل والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. ووافق الفراغ من نسخه وهو المجلد الرابع من أصل الوقف الصميصاطي بخط الزعفراني بحمد الله ومنه في العشر الأول من شعبان سنة أربع وثلاثين وستمائة».

وعلى هامش الجزء : «آخر الخامس والأربعين». أي من تجزئة المؤلف.

(٢) ٣٣١٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٤٠٣.

٢٨٧

العطّار ، وإسحاق بن إبراهيم الهروي ، وعبد الوهّاب بن نجدة الحوطي ، وسليمان بن عبد الرّحمن الدّمشقيّ ، وأبي كريب محمّد بن العلاء الكوفيّ. روى عنه محمّد بن مخلد ، وأبو عمرو بن السماك ، وعبد الصّمد بن علي الطستي ، وعبد الباقي بن قانع القاضي ، وأبو بكر الشافعي ، وكان ثقة.

وذكره الدار قطني فقال : لا بأس به.

أخبرنا أحمد بن علي البادا ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع ، حدّثنا إسماعيل بن الفضل ، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا سعدان بن يحيى ، حدّثنا روح بن القاسم ، عن عمرو بن دينار ، عن عامر بن سعد قال : قال أسامة بن زيد : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنه رجز عذب به طائفة من بني إسرائيل فإذا كان بأرض فلا تدخلوها ، وإذا كنتم بأرض فوقع بها فلا تخرجوا منها» (١).

قلت : يعني الطاعون.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الصّمد بن علي بن محمّد بن مكرم ، حدّثنا أبو بكر إسماعيل بن الفضل بن موسى البلخيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسن ، أخبرنا عبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ حدّثنا شعبة ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أعتق صفية وجعل عتقها صداقها.

قال أبو بكر إسماعيل بن الفضل : ولم يروه عن شعبة ، عن شعيب بن الحبحاب إلّا ابن المبارك وهو غريب.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إسماعيل بن الفضل البلخيّ مات في رجب من سنة ست وثمانين ومائتين.

٣٣٢٠ ـ إسماعيل بن نميل بن زكريّا ، أبو علي الخلّال (٢) :

سمع عبد الله بن صالح العجليّ المقرئ ، وأبا الوليد الطيالسي ، وأحمد بن يونس اليربوعي ، ومحمّد بن بكّار بن الرّيّان ، وعيّاش بن الوليد الرقام ، والعلاء بن عمرو الحنفيّ. روى عنه أبو عبيد بن المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وعبد الصّمد الطستي ، والحسين بن أيّوب بن عبد العزيز الهاشمي ، وأبو القاسم الطبراني.

وذكره الدار قطني فقال : صدوق.

__________________

(١) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٦ / ٣٩٠. ومجمع الزوائد ٢ / ٣١٠.

(٢) ٣٣٢٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٤١٢.

٢٨٨

أخبرنا أبو الفرج محمّد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا إسماعيل بن نميل الخلّال البغدادي قال : حدّثنا محمّد بن بكّار بن الرّيّان ، حدّثنا حفص بن سليمان ، عن منصور بن حيّان ، عن أبي الهياج الأسديّ ، عن علي بن ربيعة الوالبي ، عن علي بن أبي طالب : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة في الركعة الأولى بالم تنزيل السجدة ، وفي الركعة الثانية هل أتى على الإنسان.

قال أبو القاسم : لا يروي عن علي إلّا بهذا الإسناد ، تفرد به ابن بكّار.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال : إسماعيل بن نميل أبو علي شيخ ثقة بغدادي ، حدّثنا عنه جماعة من شيوخنا منهم أبو عبد الله بن مخلد ، وأبو عبيد بن المحامليّ وغيرهما.

وقد ذكرنا فيما تقدم من كتابنا : محمّد بن عبد الله بن نميل الخلّال ، وسقنا رواية عبد الباقي بن قانع عنه ، وأتبعنا ذلك بقوله في تاريخه أن ابن نميل مات سنة ثمان وثمانين ومائتين ، ولا نعلم أن محمّدا عني أم إسماعيل ، لأنه لم يسم الذي ذكر وفاته ، إلّا أن الظاهر من ذلك أنه أراد محمّدا شيخه ، والله أعلم.

٣٣٢١ ـ إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران ، أبو بكر السّرّاج النّيسابوريّ ، مولى ثقيف (١) :

وهو أخو إبراهيم ومحمّد ، سمع يحيى بن يحيى التّميميّ ، وعبد الله بن الجراح القوهستاني ، وعمرو بن زرارة ، وإسحاق بن راهويه ، ومحمّد بن موسى الحرشي ، وجبارة بن المغلّس الحماني ، وأحمد بن حنبل ، وعبد الله بن عمر القواريري ، ويحيى ابن عثمان الحربيّ. نزل بغداد وحدث بها ، وكان له اختصاص بأحمد بن حنبل. روى عنه أخوه محمّد ، ومحمّد بن مخلد ، وأبو سهل بن زياد القطّان ، وإسماعيل بن علي الخطبي ، وعبد الباقي بن قانع وغيرهم.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو بكر إسماعيل بن إسحاق السّرّاج ، حدّثنا جبارة قال : أخبرنا شبيب بن شبة قال : سمعت الحسن عن عمران بن حصين قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا نذر في معصية ، وكفارته كفارة يمين» (٢).

__________________

(١) ٣٣٢١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٤٠٣.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٢٨٩

أخبرني الأزهري ، عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران النّيسابوريّ السّرّاج ثقة سكن بغداد.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ قال : سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن بالويه يقول : توفي إسماعيل بن إسحاق السّرّاج ونحن بها سنة ست وثمانين ومائتين.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أبا بكر إسماعيل بن إسحاق النّيسابوريّ مات في جمادى الأولى من سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ. أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ قال : سمعت أبا الوليد حسّان بن محمّد الفقيه يقول : سمعت أبا العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج يقول : وا أسفا على بغداد! فقيل له : ما الذي حملك على الخروج منها؟ قال : أقام بها أخي إسماعيل خمسين سنة فلما توفي ورفعت جنازته سمعت رجلا على باب الدرب يقول لآخر : من هذا الميت؟ قال : غريب كان هاهنا. فقلت : إنا لله. بعد طول مقام أخي بها ، واشتهاره بالعلم والتجارة. يقال : غريب كان هاهنا! فحملتني هذه الكلمة على الانصراف إلى الوطن.

٣٣٢٢ ـ إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الواسطيّ :

حدّث ببغداد عن أبي هبيرة الدّمشقيّ ، وعبّاس بن الوليد البيروتي. روى عنه أبو عمرو بن السماك.

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الواسطيّ ، حدّثني أبو هبيرة الدّمشقيّ ، أخبرنا سلامة بن بشر ، عن يزيد بن السمط ، عن الأوزاعي ، عن الزّهريّ ، عن أنس ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يشير في الصلاة.

٣٣٢٣ ـ إسماعيل بن بكر بن إسماعيل ، أبو علي السّكّري :

حدّث عن عمرو بن مرزوق ، وخلف بن هشام ، وأبي الرّبيع الزهراني ، وعمرو بن محمّد النّاقد. روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي ، وأبو علي بن الصواف ، وعبد الله ابن إبراهيم بن ماسي ، وكان صدوقا.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر قال : حدّثني إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا إسماعيل بن بكر السّكّري ، حدّثنا أبو الرّبيع الزهراني ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن

٢٩٠

أيّوب ، عن نافع ، عن ابن عمر. قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل مسكر حرام ، وكل مسكر خمر ، فمن شربها في الدنيا [ثم] (١) لم يتب قبل أن يموت لم يشربها في الآخرة» (٢).

ذكر أبو عبد الرّحمن السّلميّ إسماعيل بن بكر السّكّري في كتاب تاريخ الصّوفيّة ، ولست أعلم أهو أبو علي هذا أم غيره.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ. قال : إسماعيل بن بكر السّكّري بغدادي كان من أقران الجنيد ، صحب أبا تراب النّخشبيّ ، حكي عن أبي تراب أنه قال : إسماعيل السّكّري درة لا يزيده مرور الأيام إلّا نورا.

٣٣٢٤ ـ إسماعيل بن الغصن ، أبو جعفر الموصليّ :

قدم بغداد وحدث بها عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير الموصليّ. روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي ، وقيل هو محمّد بن إسماعيل بن الغصن ، فالله أعلم.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا أبو جعفر إسماعيل بن الغصن الموصليّ ، حدّثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير الموصليّ ، حدّثنا علي بن مسهر ، عن عاصم الأحول ، عن محمّد بن سيرين ، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مطل الغنى ظلم» (٣).

وقد ذكرناه في باب المحمّدين وسقنا له حديثا رواه عنه الخطبي فسماه فيه محمّد ابن إسماعيل.

٣٣٢٥ ـ إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، أبو القاسم ، المعروف باليماني :

حدّث عن أحمد بن عبد الصّمد النهرواني ، وأبي همام الوليد بن شجاع. روى عنه القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير الذهلي. روى عنه أيضا أبو سعيد بن الأعرابي عن إبراهيم بن مجشر.

__________________

(١) ٣٣٢٣ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٣) ٣٣٢٤ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٢٣ ، ١٥٥. وصحيح مسلم ، كتاب المساقاة ٣٣. وفتح الباري ٤ / ٤٦٤.

٢٩١

٣٣٢٦ ـ إسماعيل بن حمّاد بن الحسن بن حمّاد ، أبو النّضر الحضرميّ البزّاز :

حدّث عن محمّد بن حميد الرّازيّ. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني. وذكر أنه سمع منه ببغداد.

٣٣٢٧ ـ إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان ، أبو هاشم :

حدّث عن محمّد بن حمّاد المقرئ. روى عنه أبو كريمة عبد العزيز بن محمّد الصيداوي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع الغساني ـ بصيدا ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا جدي أحمد بن محمّد ، حدّثنا أبو كريمة بعد العزيز بن محمّد بن عبد العزيز الصيداوي المؤذن ، حدّثنا أبو هاشم إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان البغدادي ، حدّثنا محمّد بن حمّاد المقرئ ، حدّثنا محمّد بن مصعب القرقساني ، عن الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي قال : أردت بيت المقدس ، فرافقت يهوديّا ، فلما صرنا إلى طبرية نزل فاستخرج ضفدعا ، فشد في عنقه خيطا فصار خنزيرا؟! فقال : حتى أذهب فأبيعه من هؤلاء النصارى ، فذهب فباعه وجاء بطعام ، فركبنا فما سرنا غير بعيد حتى جاء القوم في الطلب ، فقال لي : أحسبه صار في أيديهم ضفدعا ، قال : فحانت مني التفاتة فإذا بدنه ناحية ورأسه ناحية ، قال : فوقفت وجاء القوم ، فلما نظروا إليه فزعوا من السلطان ورجعوا عنه ، قال : تقول لي الرأس : رجعوا؟ قال : قلت : نعم ، قال : فالتأم الرأس إلى البدن وركبنا وركب. قال : فقلت : لا رافقتك أبدا ، اذهب عني!.

٣٣٢٨ ـ إسماعيل بن إسحاق بن الحصين بن بنت معمّر بن سليمان ، أبو محمّد الرّقي (١) :

سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن معاوية الجمحي ، وحكيم بن يوسف الرّقي ، ومحمّد بن محمّد بن عمر الواقدي ، وأحمد بن حنبل ، ومحمّد بن خلّاد الباهليّ ، وأبيه إسحاق بن الحصين. روى عنه محمّد بن العبّاس بن نجيح الحافظ ، وأبو جعفر بن المتيم ، وعمر بن أحمد بن يوسف الوكيل ، ومحمّد بن المظفّر.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن نجيح البزار ـ من لفظه ـ حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الرّقي ، حدّثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال : سمعت

__________________

(١) ٣٣٢٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٧٦.

٢٩٢

أبي يحدث عن أبيه عن جده عن أبي غليظ بن أمية بن خلف الجمحي. قال : رآني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى يدي صرد ، فقال : «هذا أول طير صام عاشوراء» (١).

قال إسماعيل بن إسحاق الرّقي : وكان عبد الله بن معاوية الجمحي من ولد أبي غليظ. حدّثنا بشرى بن عبد الله الرومي ، حدّثني عمر بن أحمد بن يوسف ـ وكيل المتقي لله ـ حدّثنا أبو محمّد إسماعيل بن إسحاق قال : سمعت عبد الله بن معاوية الجمحي يقول : سمعت أبي ، فذكر بإسناده مثله سواء ، إلّا أنه قال : عليط بالعين والطاء المهملتين في الموضعين جميعا.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن متيم قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن حصين المعمّري. قال : سمعت عبد الله بن معاوية يقول : سمعت أبي سمع أباه يحدث عن جده ، عن أبي أمية عنبسة بن أمية بن خلف الجمحي. قال : رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على يدي صردا فقال : «هذا أول طير صام عاشوراء» (٢).

قرأت في كتاب محمّد بن مخلد بخطه : سنة خمس وثلاثمائة فيها مات المعمّري قرابة معمّر بن سليمان الرّقي ، يوم ثلاثاء في ذي القعدة.

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن المعمّري مات سنة ست وثلاثمائة.

٣٣٢٩ ـ إسماعيل بن موسى بن إبراهيم بن المبارك ، أبو أحمد البجلي الحاسب(٣) :

سمع بشر بن الوليد ، ومحمّد بن بكّار بن الرّيّان ، وجبارة بن مغلس ، وعبيد الله ابن عمر القواريري ، ومحمّد بن سليمان لوينا ، وعبد الأعلى بن حمّاد النرسي. روى عنه أحمد بن جعفر بن سلم ، ومحمّد بن المظفّر ، وأبو الحسين بن البواب ، ومحمّد ابن إسماعيل الورّاق ، وكان ثقة.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق ، أخبرنا

__________________

(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ٦٢. والأسرار المرفوعة ٤١٥. وتذكرة الموضوعات ١١٨.

(٢) انظر التخريج السابق.

(٣) ٣٣٢٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٠١.

٢٩٣

إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب ـ إملاء ـ حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، حدّثنا عبد الوارث بن سعيد عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس قال : أعتق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صفية ، وجعل مهرها عتقها ، وأولم عليها بحيس.

قال ابن إسماعيل : لم يكن عند الحاسب عن القواريري غير هذا.

أخبرنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الأمين ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق. قال : توفي أبو أحمد إسماعيل بن موسى الحاسب سنة تسع وثلاثمائة.

وكذلك : أخبرنا السّمسار [أخبرنا الصّفّار] (١) حدّثنا ابن قانع وزاد في شهر ربيع الأول.

٣٣٣٠ ـ إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد ، أبو عليّ المعروف بسمعان الصّيرفيّ :

حدّث عن أبي سعيد الأشج ، وحميد بن زنجويه ، والحسن بن شبيب المؤدّب ، ومحمّد بن أبي عون ويعقوب الدورقي. روى عنه أبو عبد الله بن الضّرير الضّرّاب ، وعبد الله بن عدي الجرجاني.

أخبرنا أبو الفضل عمر بن إبراهيم بن إسماعيل الهروي ، أخبرنا الحسين بن عمر ابن عمران الضّرّاب ـ ببغداد ـ حدّثنا أبو علي إسماعيل بن إبراهيم المعروف بسمعان قال : حدّثنا يعقوب الدورقي ، حدّثنا عثمان بن عمر ، حدّثنا شعبة عن قتادة عن زرارة ابن أوفى ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا باتت المرأة هاجرة لفراش زوجها ، لعنتها الملائكة حتى تصبح» (٢).

أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل قال : حدّثنا الحسين بن عمر الضّرّاب قال : أنشدنا سمعان الصّيرفيّ :

أشدّ من فاقة الزّمان

مقام حرّ على هوان

فاسترزق الله واستعنه

فإنّه خير مستعان

وإن نبا منزل بحرّ

فمن مكان إلى مكان

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ٣٣٣٠ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ٣٩. وصحيح مسلم ، كتاب النكاح ١٢٠.

٢٩٤

٣٣٣١ ـ إسماعيل بن إبراهيم بن أبي عطاء ، أبو علي المؤدّب :

حدّث عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي.

٣٣٣٢ ـ إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن موسى بن سليمان ، البصريّ ، ويعرف بوكيل أكثم :

قدم بغداد وحدث بها عن محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، ويحيى بن حبيب بن عربي ، وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، ونصر بن علي الجهضمي ، وعمرو بن علي الصّيرفيّ. روى عنه أبو العبّاس عبد الله بن موسى الهاشمي ، ومحمّد بن مظفر وعليّ بن عمر السّكّري ، وغيرهم.

حدّثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطّيّب الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ الأصبهانيّ ـ بها ـ حدّثنا إسماعيل بن أحمد البصريّ ـ جار العمى ببغداد ـ حدّثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال : حدّثنا حمّاد بن زيد عن محمّد بن شبيب قال : سمعته من شهر بن حوشب فسألته عنه فقال : سمعته من عبد الملك بن عمير فلقيت عبد الملك فقال : حدّثني عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين» (١).

٣٣٣٣ ـ إسماعيل بن سعدان بن يزيد ، أبو معمّر البزّاز (٢) :

سمع أباه ، وعبد الله بن محمّد بن المسور الزّهريّ ، وأبا موسى محمّد بن المثنّى العنزيّ ، وأحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد القطّان ، ومحمّد بن الوليد البسري. روى عنه محمّد بن المظفّر ، وأبو بكر بن شاذان وأبو حفص بن شاهين ، ومحمّد بن نصر بن مكرم ، ويوسف بن عمر القواس. وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا إسماعيل بن سعدان بن يزيد ـ أبو معمّر البزّاز ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن المسور الزّهريّ ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن وردان الرومي. قال : سألت ابن عمر عن

__________________

(١) ٣٣٣٢ ـ سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) ٣٣٣٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٩٥.

٢٩٥

الذهب بالذهب ، والدراهم بالدراهم ، فقال : ضع هذا في كفة ، وهذا في كفة ، فإذا اعتدلا فخذ وأعط ، هذا عهد صاحبنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلينا.

حدّثني الحسن بن محمّد بن الحسن الخلّال ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس قال : مات أبو معمّر إسماعيل بن سعدان بن يزيد في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.

٣٣٣٤ ـ إسماعيل بن عبّاد بن القاسم بن عبّاد بن عبد الرّحمن بن زياد بن عبد الله أبو علي القطّان ، مولى عمر بن الخطّاب (١) :

كان ينزل درب السلق من قطيعة الرّبيع وحدث عن أبيه ، وعن عبّاد بن يعقوب الدواجني ، ويوسف بن موسى القطّان ، وإسحاق بن بهلول التّنوخيّ ، وأبي الأشعث العجليّ ، وعلي بن حرب الطائي. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ ، وأبو بكر ابن شاذان ، وأبو حفص بن شاهين ، ويوسف بن عمر القواس ، وأبو القاسم بن الثلاج.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ ، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، أخبرنا أبو علي إسماعيل بن عبّاد ، حدّثنا عبّاد ـ يعني ابن يعقوب ـ حدّثنا محمّد بن المفضل بن عطيّة ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا صلى استقبلنا بوجهه.

قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه : توفي أبو علي إسماعيل بن عبّاد في شهر رمضان من سنة عشرين وثلاثمائة.

٣٣٣٥ ـ إسماعيل بن يوسف بن دارم ، أبو الطّيّب النّيسابوريّ :

حدّث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن العبّاس بن منصور الفراندآباذي ، وذكر أنه قدم بغداد حاجّا في سنة عشرين وثلاثمائة ، ونزل بباب خراسان.

٣٣٣٦ ـ إسماعيل بن يونس بن ياسين ، أبو إسحاق المعروف بالشّيعي (٢) :

حدّث عن إسحاق بن أبي إسرائيل ، وعمرو بن علي الفلاس ، وعبّاس بن يزيد البحراني ، وأبي الفضل الرياشي ، وعمر بن شبة النميري. روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ ، والقاضي أبو الحسن الجراحي ، وأبو الحسن الدار قطني ، وابن الثلاج.

__________________

(١) ٣٣٣٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٠٧.

(٢) ٣٣٣٦ ـ الشيعي : هذه النسبة إلى الشيعة (الأنساب ٧ / ٤٧٢).

٢٩٦

وذكر فيما قرأت بخطه : أنه مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. قال : وكان ينزل دكان الأبناء.

٣٣٣٧ ـ إسماعيل بن يونس بن صغير بن السّكن ، الصّفّار الأطروش :

حدّث عن أبي سيّار الحافظ. ومحمّد بن إبراهيم مربع. روى عنه عمر بن أحمد ابن يوسف الوكيل ، أخبرنا بشرى بن عبد الله ، حدّثنا عمر بن أحمد بن يوسف المعروف بأبي نعيم الوكيل ، حدّثني إسماعيل بن يونس بن صغير بن السّكن الصّفّار الأطروش ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن مربع الأنماطيّ ، ومحمّد بن عبد الله أبو سيّار ، وغيرهما ، قالوا : حدّثنا موسى بن محمّد النصيبي ، حدّثنا ابن المبارك عن مسعر قال : سمعت قتادة يذكر عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعتق صفية ، وجعل عتقها صداقها. كذا في كتاب بشرى بن موسى بن محمّد ، وأظنه موسى بن أيّوب النصيبي ، والله أعلم.

٣٣٣٨ ـ إسماعيل بن محمّد بن قاسم الأنباري :

حدّث عن الحسين بن نصر الرّازيّ ـ شيخ يحدث عن هشام بن الكلبيّ ـ روى عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عتّاب السّقطيّ ، وذكر أنه سمع منه ببيت المقدس.

٣٣٣٩ ـ إسماعيل بن العبّاس بن عمر بن مهران بن فيروز بن سعيد ، أبو علي الورّاق (١) :

ولد في سنة أربعين ومائتين ، وسمع إسحاق بن إبراهيم البغويّ ، والزبير بن بكّار والحسن بن عرفة ، وبشر بن مطر ، وعمر بن شبة ، وعلي بن حرب ، وأحمد بن منصور الرمادي ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، وإبراهيم بن هاني ، وخلقا من هذه الطبقة. روى عنه ابنه محمّد ، وأبو الحسن الدار قطني ، وأبو حفص بن شاهين ويوسف القواس ، وأبو طاهر المخلص ، وأبو حفص الكتاني ، وغيرهم.

وحدّثني الحسن بن أبي طالب أن يوسف بن عمر القواس ذكره في جملة شيوخه الثّقات. حدّثني الأزهري عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إسماعيل بن العبّاس الورّاق ثقة.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن طلحة بن محمّد بن جعفر أن إسماعيل بن العبّاس الورّاق مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٣٣٣٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٥٢.

٢٩٧

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن شاهين عن أبيه. قال : ومات إسماعيل بن العبّاس في رجوعه من الحج في المحرم سنة ثلاث وعشرين.

قلت : كان إسماعيل قد حج سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، ثم رجع فمات في الطريق ، وحمل إلى بغداد فدفن بها.

٣٣٤٠ ـ إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل ، أبو بكر النّاقد :

حدّث عن أحمد بن الهيثم البزّاز ، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ. روى عنه المعافى بن زكريّا ، وذكر أنه سمع منه بسر من رأى في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

٣٣٤١ ـ إسماعيل بن هارون بن عيسى بن زياد بن مردانشاه ، أبو القاسم البزّاز

حدّث عن الحسن بن أبي الرّبيع الجرجاني ، ومحمّد بن سليمان ابن بنت مطر ، وعثمان بن هشام بن دلهم. روى عنه الدار قطني ، ومحمّد بن أحمد بن عبدان الصّفّار.

أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل ، حدّثنا محمد بن أحمد بن محمّد بن عبدان الصّفّار ، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن هارون بن عيسى بن زياد بن مردانشاه ، حدّثنا الحسن ابن أبي الرّبيع ، حدّثنا القاسم بن الحكم البجلي ، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي ، عن محمّد بن سوقة ، عن الحارث الأعور ، عن علي بن أبي طالب. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات ، ومن أشفق من النار لها عن الشهوات ، ومن ترقب الموت لها عن اللذات ، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات» (١).

٣٣٤٢ ـ إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسّان بن سنان ، أبو الحسن التنّوخيّ الأنباري (٢) :

حدّث ببغداد عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد البرتي ، والحارث بن أبي أسامة ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصّائغ ، وإسماعيل بن محمّد ابن أبي كثير الفارسيّ ، وبشر بن موسى الأسديّ ، ومحمّد بن يونس الكديمي ،

__________________

(١) ٣٣٤١ ـ انظر الحديث في : الموضوعات ٣ / ١٨٠. وتنزيه الشريعة ٢ / ٣٤١. وإتحاف السادة المتقين ٩ / ٣٣٤ ، ٦٢٨ ، ١٠ / ٤٣٩.

(٢) ٣٣٤٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٤٥.

٢٩٨

وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، وبهلول بن إسحاق الأنباري ، وموسى بن هارون الحافظ. روى عنه ابن أخيه أحمد بن يوسف بن يعقوب التّنوخيّ.

أخبرني علي بن المحسن التّنوخيّ ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق ، أخبرنا عمي أبو الحسن إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ، أخبرنا إسماعيل ابن محمّد بن أبي كثير ـ قاضي المدائن ـ حدّثنا مكي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو حنيفة ، عن عبد الرّحمن بن يزداذ ، عن شرحبيل ، عن أبي سعيد الخدري. قال : دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّ فأتيته بلحم شواء فأكل منه ثم دعا بماء فغسل كفيه ومضمض ، ثم صلى ولم يحدث وضوءا.

قال لي التّنوخيّ : قال أبي : ولد إسماعيل بن يعقوب بالأنبار سنة اثنتين وخمسين ومائتين ومات بها في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ، وحدث ببغداد وكان حافظا للقرآن عالما بأنساب اليمن ، كثير الحديث ثقة فيه صدوقا.

٣٣٤٣ ـ إسماعيل بن محمّد الأصبهانيّ :

ورد بغداد وحدث بها عن يونس بن حبيب. روى عنه محمّد بن المظفّر.

أخبرنا أبو نعيم الأصبهانيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الأصبهانيّ ، حدّثنا يونس بن حبيب ، حدّثنا أبو داود ، حدّثنا ورقاء ، عن العلاء ابن عبد الرّحمن ، عن أبي السائب ، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج» (١).

٣٣٤٤ ـ إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرّحمن ، أبو علي الصّفّار النّحويّ (٢) :

صاحب المبرد. سمع الحسن بن عرفة العبدي ، وعبد الله بن محمّد بن أيّوب المخرمي وزكريّا بن يحيى المروزيّ ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وسعدان بن نصر المخرمي ، وعبّاس بن عبد الله الترقفي ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، والحسن بن علي بن عفّان العامري ، وزيد بن إسماعيل الصّائغ ،

__________________

(١) ٣٣٤٣ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٤٧٨. وكشف الخفا ٢ / ٥٢٨.

(٢) ٣٣٤٤ ـ انظر : نزهة الألباء ٣٥٤. وبغية الوعاة ١٩٨. وشذرات الذهب ٢ / ٣٥٨. والأعلام (١ / ٣٢٢).

٢٩٩

وأبا البختريّ العنبري ، ومحمّد بن عبيد الله المنادي ، وعلي بن داود القنطري ، وغير هؤلاء من أهل طبقتهم وممن بعدهم. روى عنه محمّد بن المظفّر ، والدار قطني ، وجماعة نحوهما. وحدّثنا عنه أبو عمر بن مهديّ ، وأحمد بن محمّد بن المتيم ، وأبو عبد الله بن دوست ، ومحمّد بن أحمد بن رزقويه ، وعبد العزيز بن محمّد الستوري ، والحسين بن عمر بن برهان الغزّال ، ومحمّد بن عبيد الله الحنائي ، وأبو العلاء محمّد بن الحسن الورّاق ، وهلال الحفار ، والقاضي أبو القاسم بن المنذر ، والحسين بن الحسن المخزومي ، وأبو الحسين بن بشران ، وعبد الله بن يحيى السّكّري ، وأبو الحسين ابن الفضل بن القطّان. وآخر من حدّثنا عنه محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم ابن مخلد البزّاز.

أخبرني الأزهري ، عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إسماعيل بن محمّد الصّفّار ثقة.

وأخبرني الأزهري قال : قال أبو الحسن الدار قطني : صام إسماعيل الصّفّار أربعة وثمانين رمضانا. قال : وكان متعصبا للسنّة.

أخبرني علي بن أبي علي ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني أن أبا علي إسماعيل ابن محمّد الصّفّار أنشده لنفسه :

إذا زرتكم لقّيت أهلا ومرحبا

وإن غبت حولا لا أرى لكم رسلا

وإن غبت لم أعدم ألا قد جفوتنا

وقد كنت زوارا فما بالنا نقلي؟

أفي الحقّ أن أرضي بذلك منكم

بل الضّيم أن أرضى بها منكم فعلا

ولكنّني أعطى صفاء مودّتي

لمن لا يرى يوما عليّ له فضلا

وأستعمل الإنصاف في النّاس كلّهم

فلا أصل الجافي ولا أقطع الحبلا

وأخضع لله الّذي هو خالقي

ولا أعطي للمخلوق من نفسي الذّلا

قرأت في كتاب محمّد بن علي بن عمر بن الفياض ، أخبرني إسماعيل بن محمّد المعروف بالصّفّار : أنه ولد في سنة سبع وأربعين ومائتين.

قلت : وقيل إن مولده كان في ليلة الاثنين لليلتين خلتا من شهر رمضان من هذه السنة.

وأخبرني الأزهري ، عن محمّد بن العبّاس بن الفرات. قال : مولد إسماعيل الصّفّار سنة ثمان وأربعين ومائتين. وتوفي سحر يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من المحرم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.

٣٠٠