تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

أحمد بن شعيب النسائي ، حدّثنا أبا. قال : إسماعيل بن أبان يروي عن هشام بن عروة كوفي متروك الحديث (١).

وأخبرني البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريّا بن يحيى السّاجيّ. قال : إسماعيل بن أبان الغنويّ متروك الحديث عنده مناكير.

٣٢٧٩ ـ إسماعيل بن عمر ، أبو المنذر الواسطيّ (٢) :

قال أبو زرعة الرّازيّ : يعد في البغداديين ، وذكره محمّد بن سعد فيمن كان ببغداد من العلماء. حدّث عن قرة بن خالد ، وعيسى بن طهمان ، والبراء بن سليم الضّبيّ ، ويونس بن أبي إسحاق ، وداود بن قيس الفراء ، ومالك بن مغول وسفيان الثّوري ومالك بن أنس. روى عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وزهير بن حرب ، ومحمّد بن الحسين البرجلاني ، ومحمّد بن سعد كاتب الواقدي ، والحسن بن الصّبّاح البزّاز ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، ومحمّد بن أحمد بن الجنيد الدّقّاق ، والحسن بن مكرم البزّاز وكان ثقة (٣).

أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد ـ بالبصرة ـ حدّثنا علي بن إسحاق المادرائي ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الجنيد ، حدّثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر ، حدّثنا داود بن قيس ، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين ، عن ابن عبّاس ، عن علي. قال : نهاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن التختم بالذهب أو أقرأ راكعا ، أو ساجدا.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي ، حدّثنا يحيى بن معين ، عن أبي المنذر ، من تجّار أهل واسط ، ليس به بأس ، وهو إسماعيل بن عمر (٤).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٢. وفيه : «ليس بثقة».

(٢) ٣٢٧٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٦٨ (٣ / ١٥٤) والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٨٩. وطبقات ابن سعد ٧ / ٢ / ٦٩. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ٣٤. والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٣٧٠. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ١٢١. والكاشف ١ / ١٢٦. وتهذيب ابن حجر ١ / ٣١٩.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٥٦.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٥٦.

٢٤١

٣٢٨٠ ـ إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة النّعمان بن ثابت ، يكنى أبا حيّان ـ وقيل : أبا عبد الله (١) :

ولى قضاء الجانب الشرقي من بغداد بعد محمّد بن عبد الله الأنصاريّ فأقام مدة ثم صرف ، وولى قضاء البصرة أيضا لما عزل عنه يحيى بن أكثم ، وكان إسماعيل أحد الفقهاء على مذهب جده أبي حنيفة. وحدث عن أبيه ، وعن مالك بن مغول ، وعمر ابن ذر ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب ، والقاسم بن معن ، وأبي شهاب الحناط. روى عنه غسان بن المفضل الغلابي ، وعمر بن إبراهيم الثّقفيّ ، وسهل بن عثمان العسكري ، وعبد المؤمن بن علي الرّازيّ.

أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال : ولى إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة قضاء الرصافة سنة أربع وتسعين.

أخبرنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز ـ فيما أذن أن نرويه عنه ـ حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم. قال : إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة استقضاه محمّد بن هارون الأمين على الجانب الشرقي بعد أن عزل محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، وهو من كبار الفقهاء.

قلت : وبلغني أن ولايته قضاء البصرة كانت سنة عشر ومائتين ، فأقام بها سنة ثم عزل بعيسى بن أبان.

أخبرنا علي بن أبي علي ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدّثني محمّد بن أحمد التّنوخيّ ، حدّثنا ابن حيّان ـ وهو وكيع القاضي ـ أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان ، عن العبّاس بن ميمون قال : سمعت محمّد بن عبد الله الأنصاريّ. يقول : ما ولى القضاء من لدن عمر بن الخطّاب إلى اليوم أعلم من إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة! فقال له أبو بكر الجبي : يا أبا عبد الله ولا الحسن بن أبي الحسن؟! قال : لا والله! ولا الحسن.

قال ابن حيّان : وأخبرني أبو العيناء قال : قال رجل لإسماعيل : قد ذهب نصفك ، قال : لو بقيت مني شعرة لبقي منها ما يقضي عليك!.

وقال ابن حيّان : عن أبي العيناء. قال : لما ولى إسماعيل البصرة دس إليه الأنصاريّ ـ يعني محمّد بن عبد الله ـ إنسانا يسأله عن مسألة فقال : أبقى الله القاضي ، رجل

__________________

(١) ٣٢٨٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٤٨.

٢٤٢

قال لامرأته. فقطع عليه إسماعيل وقال : قل للذي دسك إن القضاة لا تفتي.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب ، حدّثنا أبو العيناء محمّد بن القاسم قال : قال إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة : ما ورد علىّ مثل امرأة تقدمت إليّ فقالت : أيها القاضي ، ابن عمي زوجني من هذا ولم أعلم ، فلما علمت رددت ، قال : فقلت لها : ومتى رددت؟ قالت : وقت علمت ، قلت : ومتى علمت؟ قال : وقت رددت ، قال : فما رأيت مثلها.

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ ، حدّثنا المعافى بن زكريّا ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال : قال أبو عبد الله محمّد بن القاسم : لما عزل إسماعيل بن حمّاد عن البصرة شيعوه. فقالوا : عففت عن أموالنا وعن دمائنا ، فقال إسماعيل بن حمّاد : وعن أبنائكم!! يعرض بيحيى بن أكثم في اللواط.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا أبو العيناء. قال : قال إسماعيل بن حمّاد ابن أبي حنيفة قال لي المأمون : ما أطلق بشرك! قال : قلت : إنه يقوّم علينا رخيصا.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي. قال : قال أبو علي صالح بن محمّد : إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة كان جهميّا ليس هو بثقة. أخبرني البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريّا بن يحيى السّاجيّ ، حدّثني أبو حاتم الرّازيّ ، حدّثنا إسحاق بن موسى الأنصاريّ قال : سمعت سعيد بن سالم الباهليّ يقول : سمعت إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة ـ في دار المأمون ـ يقول : القرآن مخلوق ، وهو ديني ودين أبي ودين جدي. بلغني أنه توفي في سنة اثنتي عشرة ومائتين.

٣٢٨١ ـ إسماعيل بن مجالد بن سعيد بن عمير بن ذي مرّان بن شرحبيل بن ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان ـ وهو أوسلة ـ بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيّار بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ ، أبو عمر الهمداني الكوفيّ (١) :

نزل بغداد وحدث بها عن أبيه وعن بيان بن بشر الأحمسي ، وإسماعيل بن أبي

__________________

(١) ٣٢٨١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٧٥ (٣ / ١٨٤). وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٦. والتاريخ الكبير ـ

٢٤٣

خالد ، وأبي إسحاق السبيعي ، وسماك بن حرب. روى عنه ابنه عمرو بن إسماعيل ، وإبراهيم بن زياد سبلان ، وسريج بن يونس ، ويحيى بن معين ، ومسعد بن زنبور ، وعثمان بن أبي شيبة ، وغيرهم.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السدوسي ، حدّثنا جدي. قال : وفي كتابي عن يحيى بن معين في عرض ما سمعت منه قال : حدّثنا إسماعيل بن مجالد ، عن بيان ، عن وبرة ، عن همام بن الحارث. قال : قال عمار بن ياسر : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما معه إلّا خمسة أعبد ، وامرأتان ، وأبو بكر. قال جدي : ولم أر على هذا الحديث علامة السماع.

أخبرني الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن مجالد كان يكون عندنا ببغداد.

حدثت عن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال : أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو بكر الخلّال ، أخبرني محمّد بن علي ، حدّثنا مهني. قال : قال لي أحمد : إسماعيل بن مجالد كان هاهنا ببغداد ، قلت : أدركته؟ قال : نعم. قلت : سمعت منه؟ قال : لا ، قلت : من أين هو؟ قال : كوفي.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ومكرم بن أحمد. قالا : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن مجالد بن سعيد فقال : قد كتبت عنه ، كان يحدث عن أبي إسحاق وسماك ، وبيان ، ليس به بأس (١).

قال عبد الله بن أحمد : وسألت أبي فقال : ما أراه إلّا صدوقا (٢).

أخبرني الصيمري ، حدّثنا الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول.

__________________

ـ ١ / ١ / ٣٧٤. والجرح والتعديل ١ / ١ / ٢٠٠. وميزان الاعتدال ١ / ٢٤٦. والضعفاء للنسائي ٢٨٤. وأحوال الرجال للجوزجاني ورقة ١٥. والضعفاء للعقيلي ورقة ٣٥. والكاشف ١ / ١٢٨. وديوان الضعفاء ورقة ١٦. ومن تكلم فيه وهو موثق ، ورقة ٦.

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٨٥.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٨٥.

٢٤٤

وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد ابن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : إسماعيل بن مجالد ثقة (١).

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلميّ ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني. قال : إسماعيل بن مجالد بن سعيد غير محمود (٢).

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : قلت لأبي زرعة ـ يعني الرّازيّ ـ فإسماعيل بن مجالد كيف هو؟ قال : ليس هو ممن يكذب بمرة ، هو وسط (٣).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : إسماعيل بن مجالد هو أثبت من مجالد (٤).

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي قال : إسماعيل بن مجالد ليس بالقوي.

٣٢٨٢ ـ إسماعيل بن إبراهيم ، أبو سعيد الأقرع :

حدّث عن مالك بن أنس. روى عنه أحمد بن خالد الخلّال.

أخبرنا عبد الغفار بن محمّد بن جعفر المؤدّب ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ ، حدّثنا القاسم بن زكريّا المطرز ، حدّثنا أحمد بن خالد الخلّال ، حدّثنا أبو سعيد الأقرع ـ إسماعيل بن إبراهيم ـ عن مالك ، عن أبي بكر بن نافع ، عن نافع ، عن ابن عمر. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اعفوا اللحى» (٥)

. أخبرني الأزهري ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ قال : إسماعيل بن إبراهيم أبو سعيد الأقرع بغدادي.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٨٦.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٨٦.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٨٦.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٨٦.

(٥) ٣٢٨٢ ـ انظر الحديث في : سنن النسائي ، كتاب الزينة باب ٢. ومسند أحمد ٢ / ٥٢ ، ١٥٦ ، ٣٥٦. وكشف الخفا ٢ / ١٦٢.

٢٤٥

٣٢٨٣ ـ إسماعيل بن داود الجوزي :

روى عن مالك بن أنس حكاية ، ولم يقع إليّ له رواية سواها.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ قال : ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن حمّاد قال : حدّثنا يحيى بن محمّد أبو القاسم الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن صالح ، حدّثنا إسماعيل بن داود الجوزي ، عن مالك بن أنس. قال : لو كان هذا الحديث هو المعمول به لعملت به الأئمة ، أبو بكر وعمر وعثمان بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أن يصلي الإمام قاعدا ، ومن خلفه قعودا.

قال علي بن عمر : إسماعيل بن داود الجوزي بغدادي.

٣٢٨٤ ـ إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق ، يكنى أبا يحيى :

وهو كوفي ، حدّث عن إسماعيل بن أبي خالد ، ومسعر بن كدام ، وأبي حنيفة ، وسفيان الثّوري ، ومالك بن أنس. روى عنه أبو معمّر صالح بن حرب ، والحسن بن يزيد الجصاص ، ومحمّد بن حرب النشائي ، وسعدان بن يزيد العسكري ، ومحمّد بن يحيى بن رزين المصيصي ، ويحيى بن عبيد الله الذي يروي عنه عبد الله بن المبارك ، هو أبوه.

ونسب بعض الناس إسماعيل بن يحيى إلى أنه من أهل بغداد ، وليس بغداديّا ، إنما هو كوفي ، وأراه حدّث ببغداد فنسب إليها.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا منصور البوسنجي ـ بها ـ حدّثنا أحمد بن جعفر ابن نصر الجمال ، حدّثنا العبّاس بن إسماعيل الرّقي قال : حدّثنا إسماعيل بن يحيى البغدادي ، عن سفيان الثّوري ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سمع سورة يس عدلت له عشرين دينارا في سبيل الله ، ومن قرأها عدلت عشرين حجة ، ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف يقين ، وألف نور ، وألف بركة ، وألف رحمة ، وألف رزق ، ونزعت منه كل غل وداء» (١).

أخبرنا الصيمري قال : قرأنا على الحسين بن هارون الضّبيّ ، عن أبي العبّاس بن

__________________

(١) ٣٢٨٤ ـ انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ٢٤٦. والفوائد المجموعة ٣٠٠. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٢١. وتنزيه الشريعة ١ / ٢٨٦.

٢٤٦

سعيد قال : حدّثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة. قال : سمعت رجلا قال لابن نمير ـ وذكر له حديثا عن أبي حنيفة ـ فقال : من روى هذا عنه؟ قال : إسماعيل بن يحيى التّيميّ. فقال : دع ذا عنك ، أنا لا أعتد على أبي حنيفة ولا غيره بشيء يرويه عنه إسماعيل بن يحيى.

أخبرنا الحسن بن محمّد بن عمر النرسي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم الدّهّان ، حدّثنا أبو علي محمّد بن سعيد الحراني. قال : سمعت أبا عمر هلالا ـ يعني ابن العلاء الرّقي ـ يقول : قدم علينا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التّيميّ ، فنزل دار المضرب على قوم لا يجمل به النزول على مثلهم ، فكان أول ما حدّثنا قال : حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد ، ثم ذكر مسعرا وغيره. وكان هاهنا وراق يكنى أبا عبيد الله يكتب الحديث وكان مما حدّثنا إسماعيل بحديث أبي سنان عن الضحاك عن النزال إلّا أنه أقصر من حديث إسحاق الأزرق ، فأتاه أبو عبيد الله الورّاق فقال :القاضي يدعوك ، فخرجنا معه نصرة له وغضبا له حتى دخل على عبد الرّحمن بن إسحاق القاضي ودخلنا معه ، فقال له عبد الرّحمن : أين منزلك؟ قال : بالكوفة في الكناسة قال : مثلك في هذا النسب والسن لا يعرف بالكوفة؟ قال : خرجت منها زمان المهديّ صلوات الله عليه ، قال أبو عمر : فلما سمعتها منه ذهب من قلبي ، وكان عبد الله بن جعفر حاضرا للمجلس فقال : قدم علينا أيام ابن عليّة فزعم أنه من آل ابن أبي مليكة.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد النّيسابوريّ قال : سمعت أبا علي الحافظ يقول : إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التّيميّ كذاب.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الدار قطني. قال : إسماعيل بن يحيى التّيميّ يحدث عن الثّقات بما لا يتابع عليه.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ قال : إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التّيميّ كوفي الأصل ضعيف متروك الحديث.

٣٢٨٥ ـ إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدّب ، واسم أبي إسماعيل : إبراهيم بن سليمان بن رزين :

حدّث عن أبيه ، وعن سليمان بن أرقم. وروى عن مالك بن أنس روى عنه معاوية بن صالح الأشعري ، والحارث بن أبي أسامة التّميميّ.

٢٤٧

أخبرنا عبد الرّحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحربيّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدّثنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة ، حدّثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدّب ، حدّثنا سليمان بن أرقم ، عن الزّهريّ ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من الرزقة يمن» (١).

أخبرنا محمّد بن جعفر بن علان الورّاق ـ قراءة ـ. قال : قال لنا أبو الفتح محمّد ابن الحسين الأزديّ الحافظ : إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدّب ضعيف منكر الحديث.

قرأت بخط أبي الحسن الدار قطني ـ وحدّثنيه أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ عنه. قال : إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدّب ، واسم أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان ـ ضعيف لا يحتج به.

٣٢٨٦ ـ إسماعيل بن زياد الدّولابي :

حدّث عن مالك بن أنس ، وأبي يوسف القاضي. روى عنه ابنه محمّد بن إسماعيل.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ. قال : إسماعيل بن زياد الدّولابي بغدادي.

٣٢٨٧ ـ إسماعيل بن أبي مسعود ، أبو إسحاق ، كاتب الواقدي :

حدّث عن عبّاد بن العوام ، وعبد الله بن إدريس الأودي ، وخلف بن خليفة الأشجعي. روى عنه إبراهيم بن عبد الرّزّاق ، وعبّاس الدوري ، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي. وأبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ ـ جميعا بنيسابور ـ قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم قالا : حدّثنا إسماعيل بن أبي مسعود ، حدّثنا عبد الله بن إدريس ، حدّثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر. قال : قال رسول الله

__________________

(١) ٣٢٨٥ ـ انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ١٦٢. وكنز العمال ١١ / ٣٠٧٤٩ ، ٣٠٧٥٠.

٢٤٨

صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لهذا العبد الصّالح الذي تحرك له العرش ، وفتحت له أبواب السموات ، وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم يهبطوا إلى الأرض قبل ذلك ولقد ضم ضمة ثم أفرج عنه» (١) ـ يعني سعد بن معاذ ـ واللفظ لحديث الدوري.

حدثت عن يوسف بن عمر القواس قال : حدّثنا محمّد بن مخلد بن حفص ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّزّاق ، حدّثنا إسماعيل بن أبي مسعود ـ أبو إسحاق ، كتبنا عنه في منزل عمرو النّاقد ـ

أخبرنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الأبهري ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن السّكن ، حدّثنا إسماعيل بن أبي مسعود بغدادي ثقة.

٣٢٨٨ ـ إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان ، أبو إسحاق العنزيّ ، المعروف بأبي العتاهية الشّاعر (٢) :

أصله من عين التمر ، ومنشؤه الكوفة ، ثم سكن بغداد. وأبو العتاهية لقب لقب به لاضطراب كان فيه. وقيل بل كان يحب المجون والخلاعة فكنى لعتوّه أبا العتاهية ، وهو أحد من سار قوله ، وانتشر شعره ، وشاع ذكره ، ويقال إن أحدا لم يجتمع له ديوانه بكماله لعظمه ، وكان يقول في الغزل والمديح والهجاء قديما ، ثم تنسك وعدل عن ذلك إلى الشعر في الزهد وطريقة الوعظ ، فأحسن القول فيه ، وجود وأربى على كل من ذهب ذلك المذهب. وأكثر شعره حكم وأمثال ، وكان سهل القول ، قريب المأخذ ، بعيدا من التكلف ، متقدما في الطبع.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا عبيد الله ابن عبد الرّحمن السّكّري ، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد الورّاق ، حدّثني علي بن الحسن بن عبيد الشّيبانيّ ، حدّثني هارون بن سعدان. قال : كنت جالسا مع أبي نواس

__________________

(١) ٣٢٨٧ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٣٢٧. والمعجم الكبير للطبراني ٦ / ١٣. وطبقات ابن سعد ٣ / ٢ / ٩.

(٢) ٣٢٨٨ ـ انظر : وفيات الأعيان ١ / ٧١. ومعاهد التنصيص ٢ / ٢٨٥. ولسان الميزان ١ / ٤٢٦. والشعر والشعراء ٣٠٩. والأغاني ٤ / ١. والأعلام ١ / ٣٢١. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٣٦ ـ ٢٤٣.

٢٤٩

في بعض طرق بغداد وجعل الناس يمرون به وهو ممدود الرجل بين بني هاشم وفتيانهم ، والقواد وأبنائهم ، ووجوه أهل بغداد ، فكل يسلم عليه فلا يقوم إلى أحد منهم ، ولا يقبض رجله إليه ، إذ أقبل شيخ راكبا على حمار مريسي ، وعليه ثوبان دبيقيان ، قميص ورداء ، قد تقنع به ورده على أذنيه فوثب إليه أبو نواس ، وأمسك الشّيخ عليه حماره واعتنقا ، وجعل أبو نواس يحادثه وهو قائم على رجليه ، فمكثا بذلك مليا حتى رأيت أبا نواس يرفع إحدى رجليه ويضعها على الأخرى مستريحا من الإعياء ، ثم انصرف الشّيخ ، وأقبل أبو نواس فجلس في مكانه ، فقال له بعض من بالحضرة : من هذا الشّيخ الذي رأيتك تعظمه هذا الإعظام ، وتجله هذا الإجلال؟ فقال : هذا إسماعيل بن القاسم أبو العتاهية ، فقال له السائل : لم أجللته هذا الإجلال؟ وساعة منك عند الناس أكثر منه! قال : ويحك لا تفعل ، فو الله ما رأيته قط إلّا توهمت أنه سماوي وأنا أرضي.

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا علي بن الحسن الرّازيّ. أخبرنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا ابن أبي سعد. قال : حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن بن معاوية المهلّبي. حدّثني أبو تمام. قال : تكتب من شعر أبي العتاهية خمسة أبيات ، فإن أحدا لم يشركه فيها ولا تهيأ لأحد مثلها قوله :

النّاس في غفلاتهم

ورحى المنيّة تطحن

والذي قال في أحمد بن يوسف :

ألم تر أنّ الفقر يرجى له الغنى

وأنّ الغنى يخشى عليه من الفقر

وقوله في موسى أمير المؤمنين :

ولمّا استقلّوا بأثقالهم

وقد أزمعوا بالّذي أزمعوا

قرنت التفاتي بآثارهم

وأتبعتهم مقلة تدمع

وقوله :

هب الدّنيا تساق إليك عفوا

أليس مصير ذاك إلى زوال؟!

أخبرني علي بن أيّوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرنا إبراهيم ابن محمّد بن عرفة ، عن محمّد بن يزيد النّحويّ. قال : لا أعلم شيئا من غزل أبي العتاهية ومديحه يخلو من صنعة ، وربما كانت من القصيدة في موضعين ، فمن شعره الذي كان يستطرف قوله :

٢٥٠

آه من غمّي وكربي

آه من شدّة حبّي

ما أشدّ الحبّ يا سبح

انك اللهم ربّي

لم أنل منه نوالا

غير أن كدّر شربي

أنت ممّن خلق الرّحم

ن من ذي الخلق حسبي

ولقد قلت وجمر ال

حبّ قد أقرح قلبي

يا بلائي من غزال

قد سبا قلبي ولبّى

قال : ومن مليح أشعاره قوله :

من لم يذق لصبابة طعما

فلقد أحطت بطعمها علما

إنّي منحت مودّتي سكنا

فرأيته قد عدّها جرما

يا عتب ما أنا عن صنيعك بي

أعمى ولكنّ الهوى أعمى

والله ما أبقيت من جسدي

لحما ولا أبقيت لي عظما

إنّ الّذي لم يدر ما كلفي

ليرى على وجهي به وسما

قال : ومن شعره المختار قوله :

يا عتب هجرك مورثي الأدواء

والهجر ليس لودّنا بجزاء

يا صاحبي لقد لقيت من الهوى

جهدا وكلّ مذلّة وعناء

علق الفؤاد بحبّها من شقوتي

والحبّ داعية لكلّ بلاء

إنّي لأرجوها وأحذرها فقد

أصبحت بين مخافة ورجاء

بخلت عليّ بودّها وصفائها

ومنحتها ودّي ومحض صفائي

فتخالف الأهواء فيما بيننا

والموت عند تخالف الأهواء

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا محمّد بن العبّاس بن محمّد الخزاز ، حدّثنا محمّد ابن المرزبان ، أخبرني عبد الله بن محمّد قال : أخبرني الحسين بن عبد الرّحمن. قال : قال الرّشيد لأبي العتاهية : الناس يزعمون أنك زنديق؟ فقال : يا سيدي كيف أكون زنديقا وأنا القائل:

أيا عجبي كيف يعصى الإل

ه أم كيف يجحده جاحد؟

ولله في كلّ تحريكة

وفي كلّ تسكينة شاهد

وفي كلّ شيء له آية

تدلّ على أنه واحد

٢٥١

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الكاتب ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد الخصيبي ، حدّثني أبو الفضل ميمون بن هارون قال : حدّثني أبو العبر قال : جلس منصور بن عمار بعض مجالسه ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : إني أشهدكم أن أبا العتاهية زنديق ، فبلغ ذلك أبا العتاهية فكتب إليه :

إنّ يوم الحساب يوم عسير

ليس للظّالمين فيه نصير

فاتّخذ عدّة لمطّلع القبر وه

ول الصّراط يا منصور

ووجه بها أبو العتاهية إلى منصور ، فندم على قوله وحمد الله وأثنى عليه وقال : أشهدكم أن أبا العتاهية قد اعترف بالموت والبعث ، ومن اعترف بذلك فقد برئ مما قذف به.

أخبرني علي بن أيّوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني محمّد ابن يحيى. قال : حدّثني محمّد بن موسى البربري ، أخبرني أبو عبد الله محمّد بن على الهاشمي ، عن أبي شعيب أحمد بن يزيد ـ صاحب ابن أبي دؤاد ـ قال : قلت لأبي العتاهية : يا أبا إسحاق ، حدّثني بقصتك مع عتبة؟ فقال لي : أحدثك ؛ قدمنا من الكوفة ثلاثة فتيان شبابا أدباء ، وليس لنا ببغداد من نقصده ، فنزلنا غرفة بالقرب من الجسر ، فكنا نبكر فنجلس في المسجد الذي بباب الجسر في كل غداة ، فمرت بنا يوما امرأة راكبة معها خدم سودان ، فقلنا : من هذه؟ قالوا : خالصة ، فقال أحدنا : قد عشقت خالصة وعمل فيها شعرا. فأعناه عليه ، ثم لم نلبث أن مرت أخرى راكبة معها خدم بيضان ، فقلنا : من هذه؟ فقالوا : عتبة ، فقلت : قد عشقت عتبة ، فلم نزل كذلك في كل يوم إلى أن التأمت لنا أشعار كثيرة ، فدفع صاحبي بشعره إلى خالصة ، ودفعت أنا بشعري إلى عتبة ، وألححنا إلحاحا شديدا ، فمرة تقبل أشعارنا ، ومرة نطرد ، إلى أن أجدوا في طردنا ، فجلست عتبة يوما في أصحاب الجوهر ، ومضيت فلبست ثياب راهب ودفعت ثيابي إلى إنسان كان معي ، وسألت عن رجل كبير من أهل السوق ، فدللت على شيخ صائغ ، فجئت إليه فقلت : إني قد رغبت في الإسلام على يدي هذه المرأة ، فقام معي وجمع جماعة من أهل السوق وجاءها فقال : إن الله قد ساق إليك أجرا ، هذا راهب قد رغب في الإسلام على يديك ، فقالت : هاتوه ، فدنوت منها فقلت : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأن محمّدا عبده ورسوله ، وقطعت الزنار ودنوت فقبلت يدها ، فلما فعلت ذلك رفعت البرنس فعرفتني فقالت : نحوه لعنه الله ، فقالوا : لا تلعنيه فقد أسلم! فقالت : إنما فعلت ذلك لقذره ، فعرضوا عليّ كسوة ،

٢٥٢

فقلت ليست لي حاجة إلى هذه ، وإنما أردت أن أشرف بولائها ، فالحمد لله الذي منّ علي بحضوركم ، وجلست ، فجعلوا يعلمونني الحمد! وصليت معهم العصر ، وأنا في ذاك بين يديها أنظر إليها لا تقدر لي على حيلة ، فلما انصرفت لقيت خالصة فشكت إليها فقالت : ليس يخلو هذان من أن يكونا عاشقين ، أو مستأكلين ، فصح عزمهما على امتحاننا بمال على أن ندع التعرض لهما ، فإن قبلنا المال فنحن مستأكلان ، وإن لم نقبله فنحن عاشقان.

فلما كان الغد مرت خالصة ، فعرض لها صاحبها ، فقال له الخدم : اتبعنا فاتبعهم ، ثم لم نلبث أن مرت عتبة ، فقال لي الخدم : اتبعنا فاتبعتهم ، فمضت بي إلى منزل خليط لها بزاز ، فلما جلست دعت بي فقالت لي : يا هذا إنك شاب وأرى لك أدبا وأنا حرمة خليفة ، وقد تأنيتك ، فإن أنت كففت وإلّا أنهيت ذلك إلى أمير المؤمنين ، ثم لم آمن عليك. قلت : فافعلي بأبي أنت وأمي فإنك إن سفكت دمي أرحتني ، فأسألك بالله إلّا فعلت ذلك ، إذ لم يكن لي فيك نصيب ، فأما الحبس والحياة ولا أراك فأنت في حرج من ذاك ، فقالت : لا تفعل يا هذا وأبق على نفسك ، وخذ هذه الخمسمائة الدّينار واخرج عن هذه البلد ، فلما سمعت ذكر المال وليت هاربا فقالت : ردوه ، فلم تزل تردني ، فقلت : جعلت فداك ، ما أصنع بعرض من الدنيا وأنا لا أراك ، وإنك لتبطئين يوما واحدا عن الركوب فتضيق بي الأرض بما رحبت ، وهي تأبى إلّا ذكر المال حتى جعلت لي ألف دينار ، فأبيت وجاذبتها مجاذبة شديدة ، وقلت لو أعطيتني جميع ما يحويه الخليفة ما كانت لي فيه حاجة وأنا لا أراك بعد أن أجد السبيل إلى رؤيتك ، وخرجت فجئت الغرفة التي كنا ننزلها ، فإذا صاحبي مورم الأذنين ، وقد امتحن بمثل محنتي ، فلما مد يده إلى المال صفعوه ، وحلفت خالصة لئن رأته بعد ذلك لتودعنه الحبس ، فاستشارني في المقام فقلت : اخرج وإياك أن تقدر عليك ، ثم التقتا فأخبرت كل واحدة صاحبتها الخبر ، وأحمدتني عتبة وصح عندها أني محب محق ، فلما كان بعد أيام دعتني عتبة فقالت : بحياتي عليك ـ إن كنت تعزها ـ إلّا أخذت ما يعطيك الخادم فأصلحت به من شأنك ، فقد غمني سوء حالك ، فامتنعت فقالت : ليس هذا مما تظن ، ولكني لا أحب أن أراك في هذا الزي ، فقلت : لو أمكنني أن تريني في زي المهديّ لفعلت ذلك ، فأقسمت علي فأخذت الصرة فإذا فيها ثلاثمائة دينار ، فاكتسيت كسوة حسنة ، واشتريت حمارا.

أخبرنا أبو حنيفة عبد الوهّاب بن علي بن الحسن المؤدّب ، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ،

٢٥٣

حدّثنا عتاهية بن أبي عتاهية قال : أقبل أبي يمدح المهديّ ويجتهد في الوصول إليه ، فلما تطاولت أيامه أحب أن يشهر نفسه بأمر يصل به إليه ، فلما بصر بعتبة راكبة في جمع من الخدم تتصرف في حوائج الخلافة ، تعرض لها وأمل أن يكون تولعه بها هو السبب الموصل له إلى حاجته ، وانهمك في التشبيب والتعرض في كل مكان لها ، والتفرد بذكرها وإظهار شدة عشقها ، وكان أول شعر قاله فيها :

راعني يا زيد صوت الغراب

بحذاري للبين من أحبابي

يا بلائي ويا تقلقل أحشا

ئي وتعسي لطائر نعّاب

أفصح البين بالنّعيب وما أفص

ح لي في نعيبه بالإياب

فاستهلّت مدامعي جزعا من

ه بدمع ينهلّ بالتّسكاب

ومنعت الرّقاد حتّى كأنّي

أرمد العين أو كحلت بصاب

قلت للقلب إذ طوى وصل سعدى

لهواه البعيد بالأنساب

أنت مثل الّذي يقرّ من القطر

حذار النّدى إلى الميزاب

وهي طويلة وقال في عتبة :

ولقد طربت إليك حتّى

صرت من ألم التّصابي

يجد الجليس إذا دنا

ريح الصّبابة من ثيابي!!

وقال فيها أيضا :

وإني لمعذور على طول حبّها

لأنّ لها وجها يدلّ على عذري

إذا ما بدت والبدر ليلة تمّه

رأيت لها فضلا مبينا على البدر

وتهتز من تحت الثّياب كأنّها

قضيب من الرّيحان في ورق خضر

أبى الله إلّا أن أموت صبابة

بساحرة العينين طيّبة النّشر

وتبسم عن ثغر نقىّ كأنّه

من اللّؤلؤ المكنون في صدف البحر

يخبّرني عنه السّواك بطيبه

ولست به لو لا السّواك بذي خبر

أخبرني القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ ، أخبرنا المعافى بن زكريّا ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الطّبريّ ، حدّثنا علي بن محمّد بن أبي عمرو البكري بن بكر ابن وائل ، حدّثني علي بن عثمان قال : حدّثني أشجع السّلميّ. قال : أذن لنا المهديّ

٢٥٤

والشعراء في الدخول عليه ، فدخلنا ، فأمرنا بالجلوس ، واتفق أن جلس إلى جنبي بشّار ، وسكت المهديّ ، وسكت الناس ، فسمع بشّار حسّا ، فقال لي : يا أشجع من هذا؟ فقلت : أبو العتاهية. قال : فقال لي : أتراه ينشد في هذا المحفل؟! فقلت : أحسب سيفعل ، قال : فأمره المهديّ أن ينشد فأنشده :

ألا ما لسيدتي ما لها

قال : فنخسني بمرفقه ثم قال لي : ويحك ، رأيت أجسر (١) من هذا ينشد مثل هذا الشعر في هذا الموضع! حتى بلغ إلى هذا الموضع :

أتته الخلافة منقادة

إليه تجرّر أذيالها

فلم تك تصلح إلا له

ولم يك يصلح إلّا لها

ولو رامها أحد غيره

لزلزلت الأرض زلزالها

ولو لم تطعه بنات النّفو

س لما قبل الله أعمالها

قال : فقال بشّار : انظر ويحك يا أشجع ، هل طار الخليفة عن فراشه! قال : لا ، والله ما انصرف أحد من ذلك المجلس بجائزة غير أبي العتاهية.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا إسماعيل بن سعد المعدّل ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي. قال : قال لي أبو عبد الله محمّد بن القاسم ، أخبرنا العتبي قال : رؤى مروان بن أبي حفصة واقفا بباب الجسر ، كئيبا آسفا ، ينكت بسوطه في معرفة دابته فقيل له : يا أبا السمط ما الذي نراه بك؟ قال : أخبركم بالعجب ، مدحت أمير المؤمنين فوصفت له ناقتي من خطامها إلى خفيها ، ووصفت الفيافي من اليمامة إلى بابه أرضا أرضا ، ورملة رملة ، حتى إذا أشفيت منه على غناء الدهر ، جاء ابن بياعة النخاخير ـ يعني أبا العتاهية ـ فأنشده بيتين فضعضع بهما شعري ، وسوّاه في الجائزة بي! فقيل له : وما البيتان؟ فأنشد :

إنّ المطايا تشتكيك لأنّها

تطوي إليك سبا سبا ورمالا

فإذا رحلن بنا رحلن مخفة

وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا

أخبرنا أبو حنيفة المؤدّب ، حدّثنا المعافى بن زكريّا ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا عسل بن ذكوان ، أخبرنا دماذ عن حمّاد بن شقيق قال : قال أبو

__________________

(١) في المطبوعة : «أحر».

٢٥٥

سلمة الغنويّ : قلت لأبي العتاهية : ما الذي صرفك عن قول الغزل إلى قول الزهد؟ قال : إذا والله أخبرك ، إني لما قلت :

الله بيني وبين مولاتي

أهدت لي الصّد والملالات

منحتها مهجتي وخالصتي

فكان هجرانها مكافاتي

هيّمني حبّها وصيرني

أحدوثة في جميع جاراتي

رأيت في المنام في تلك الليلة كأن آتيا أتاني فقال : ما أصبت أحدا تدخله بينك وبين عتبة يحكم لك عليها بالمعصية إلّا الله تعالى؟ فانتبهت مذعورا وتبت إلى الله تعالى من ساعتي من قول الغزل.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد بن عمر الطوماري ، حدّثنا أبو العبّاس المبرد عن الرياشي. قال : أقبل أبو العتاهية ومعه سلة محاجم ، فجلس إلينا وقال : لست أبرح أو تأتوني بمن أحجمه ، فجئنا ببعض عبيدنا ، فحجمه ثم أنشأ يقول :

ألا إنّما التّقوى هي العزّ والكرم

وحبّك للدّنيا هو الذّلّ والعدم

وليس على عبد تقىّ نقيصة

إذا صحّح التّقوى وإن حاك أو حجم

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن البراء قال : حدثت عن يحيى بن معين قال : سمعت أبا العتاهية ينشد :

ألا إنّما التّقوى هي العزّ والكرم

وحبّك للدّنيا هو الذّلّ والسّقم

وذكر البيت الثاني مثل ما تقدم.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش ، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن إسحاق الورّاق ، حدّثنا أحمد بن عبد الله الكوفيّ ، حدّثنا ابن أبي شيخ قال : بكرت إلى سكة ابن نيبخت في حاجة ، فرأيت أبا نواس في السكة ، فجلست إليه فمر بنا أبو العتاهية على حمار ، فسلم ثم أومأ برأسه إلى أبي نواس وأنشأ يقول :

لا ترقدنّ لعينك السّهر

وانظر إلى ما تصنع الغير

انظر إلى غير مصرّفة

إن كان ينفع عينك النّظر

وإذا سألت فلم تجد أحدا

فسل الزّمان فعنده الخبر

أنت الّذي لا شيء تملكه

وأحقّ منك بمالك القدر

قال : فنظر لي أبو نواس ثم قال : (أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ) [الطور ١٥].

٢٥٦

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن البراء ، حدّثنا أحمد بن علي بن مرزوق. قال : دخلت على أبي العتاهية في مرضه الذي مات فيه ـ وكان له صديقا ـ وكان أبو العتاهية قد أغمض عينيه ، قال : فقالوا لي : كلمه. فقلت : أبا إسحاق! فلما سمع صوتي فتح عينيه ، فقلت له : أعزز على العلماء بمصرعك. قال : فقال لي أبو العتاهية :

ستمضي مع الأيّام كلّ مصيبة

وتحدث أحداث تنسّى المصائبا

ثم أغمض عينيه وخفت.

قال ابن البراء : وأنشدني لأبي العتاهية وهو يكيد بنفسه :

يا نفس قد مثّلت حا

لي هذه لك منذ حين

وشككت أني ناصح

لك فاستملت إلى الظّنون

فتأمّلي ضعف الحرا

ك وكلّه بعد السّكون

وتيقني أنّ الّذي

بك من علامات المنون

أخبرنا إبراهيم بن مخلد ـ إجازة ـ أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغويّ ، أخبرنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : سنة إحدى عشرة ومائتين فيها مات أبو العتاهية الشّاعر يوم الاثنين لثمان ليال خلون من جمادى الآخرة.

قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي. قال : مات أبو العتاهية إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان الجرار مولى عنزة فيما ذكر ، سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداد.

قلت : ذكر محمّد بن أبي العتاهية أن أبا العتاهية ولد في سنة ثلاثين ومائة ، وأنه مات ببغداد وقبره على نهر عيسى قبالة قنطرة الزياتين.

حدّثني عبد العزيز بن علي الورّاق. قال : سمعت عبيد الله بن أحمد بن علي المقري يقول : سمعت محمّد بن مخلد العطّار يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم البغويّ يقول : قرأت على قبر أبي العتاهية :

أذن حيّ تسمّعي

اسمعي ثمّ عي وعي

أنا رهن بمضجعي

فاحذري مثل مصرعي

عشت تسعين حجّة

ثمّ فارقت مجمعي

ليس زاد سوى التّقى

فخذي منه أو دعي

٢٥٧

٣٢٨٩ ـ إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو الحسن (١) :

كان من وجوه بني هاشم وأفاضلهم ، وتوفي ببغداد على ما أخبرني الحسن بن أبي بكر ، قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان الخضر أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبيّ قال : حدّثني أبو حسّان الزّيادي. قال : سنة ست عشرة ومائتين فيها مات إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العبّاس ببغداد ، وهو ابن سبعين سنة ، ويكنى أبا الحسن ، وكان طويلا يخضب بالحناء.

٣٢٩٠ ـ إسماعيل بن عبد الله ، أبو شيخ :

حدّث عن علي بن يسار ، أو سيّار ـ شيخ له مجهول ـ روى عنه أحمد بن إبراهيم ابن ملحان ، ولا يحفظ له سوى حديث واحد.

أخبرناه عبد الغفار بن محمّد بن جعفر المؤدّب وعلي بن محمّد بن علي الإيادي قال علي : حدّثنا ، وقال الآخر : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الله ـ المعروف بأبي شيخ ـ حدّثنا علي بن يسار قال : وجهني الخرسي إلى عبد الصّمد بن علي الهاشمي فأتيته وعنده خيل تعرض عليه ، فمر به فرس أشقر فقال : حدّثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «الخيل في نواصي شقرها الخير» (٢)

. رواه أحمد بن يوسف بن خلّاد العطّار عن ابن ملحان فقال : علي بن سيّار.

حدّثني أحمد بن محمّد المستملي ، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ الحافظ قال : إسماعيل بن عبد الله أبو شيخ البغدادي متروك الحديث.

٣٢٩١ ـ إسماعيل بن سيّار بن مهديّ ، أبو زيد الصّائغ :

حدّث عن عبد القدوس بن حبيب الشامي. روى عنه ابنه زيد.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ،

__________________

(١) ٣٢٨٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٧٥.

(٢) ٣٢٩٠ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٤ / ٢٥٢. وصحيح مسلم ، الإمارة ٩٦.

٢٥٨

أخبرنا زيد بن إسماعيل الصّائغ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عبد القدوس عن مكحول ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا قطع في زمن المجاع» (١).

٣٢٩٢ ـ إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، أبو الحسن السّكّري الرّقي (٢) :

قدم بغداد وحدث بها عن حمّاد بن زيد ، وعبد العزيز بن عبد الرّحمن القرشيّ ، وعبد الوهّاب الثّقفيّ ، وشريك بن عبد الله النّخعيّ ، وداود بن الزبرقان. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمّد بن الفضل بن جابر السّقطيّ ، وإسحاق بن سنين الختلي ، والحسن بن علي بن الوليد الفارسيّ ، وغيرهم.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد الدلال ، حدّثنا عبد الصّمد بن علي الطستي ـ إملاء ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرّقي ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، حدّثنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين ثقل جعل يتغشاه الكرب ، فأسندته فاطمة إلى صدرها قالت : يا كرب أبتاه ، قال : «إنه لا كرب على أبيك بعد اليوم» ثم قالت حين قبض يا أبتاه من ربّه ما أدناه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه أجاب ربا دعاه. قال أنس : قالت لي فاطمة : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب؟ (٣).

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال ، عن أبي الحسن الدار قطني قال : إسماعيل بن عبد الله السّكّري ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ ، والحسن بن محمّد بن عمر النرسي. قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم الدّهّان ، حدّثنا أبو علي محمّد ابن سعيد بن عبد الرّحمن الحراني قال : سمعت إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة يقول : مات أبي بالبصرة سنة تسع وعشرين ومائتين (٤).

٣٢٩٣ ـ إسماعيل بن عيسى العطّار :

سمع إسماعيل بن زكريّا الخلقاني ، والمسيب بن شريك ، وخلف بن خليفة ،

__________________

(١) ٣٢٩١ ـ انظر الحديث في : تاريخ أصبهان ١ / ٣١٩.

(٢) ٣٢٩٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٥٧ (٣ / ١١٩). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٤٥. والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٣٦٦. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ٣٤. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ١١٨. والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٨١.

(٣) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ١٦٢٩. ودلائل النبوة للبيهقي ٧ / ٢١٢. والشمائل للترمذي ٢١١.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٢١.

٢٥٩

ومحمّد بن الفضل بن عطيّة ، وهياج بن بسطام ، وداود بن الزبرقان ، وزياد بن عبد الله البكائي ، وطاهر بن عمرو النصيبي ، وغيرهم. وروى عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر البخاريّ كتاب المبتدأ والفتوح. روى عنه الحسن بن علويه القطّان ، وكان ثقة ، وأحمد بن علي بن جابر البربهاري ، ومحمّد بن السّري بن مهران ، وإسماعيل بن الفضل البلخيّ ، وكان ثقة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا أحمد بن علي البربهاري ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار ، حدّثنا المعلى عن ليث عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ركوب الجلالة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عيسى بن الهيثم التّمّار ، حدّثنا أبو محمّد عبيد بن محمّد بن خلف البزار. قال : مات إسماعيل بن عيسى العطّار في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

٣٢٩٤ ـ إسماعيل بن شدّاد المقرئ (١) :

يقال إنه كان من أضبط الناس لقراءة حمزة بن حبيب الزيات ، وكان قرأ بها على سليم بن عيسى ، وأقرأ بها دهرا طويلا ببغداد ، قرأ عليه أحمد بن علي الخزاز. روى عنه يحيى بن أبي طالب ، عن سفيان بن عيينة.

٣٢٩٥ ـ إسماعيل بن إبراهيم بن شدّاد ، الخراسانيّ :

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا محمّد بن المظفّر الحافظ قال : حدّثنا سعيد بن علي بن الخليل البزار ـ بنصيبين ـ أخبرنا مبارك بن عبد الله ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن شدّاد الخراسانيّ ـ ببغداد ـ حدّثنا داود بن الزبرقان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة. أنه مر برجل فقيل له إن هذا يبلغ الأمراء ، فقال حذيفة : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يدخل الجنة قتات» (٢) ـ يعني نماما.

٣٢٩٦ ـ إسماعيل بن ذواد :

حدّث عن ذواد بن عليّة الحارثي حديثا منكرا. رواه عنه محمّد بن أحمد بن السّكن صاحب الطعام.

__________________

(١) ٣٢٩٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٨٢.

(٢) ٣٢٩٥ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ٢١. وصحيح مسلم ، الإيمان ٤٥. وفتح الباري ١٠ / ٤٧٢.

٢٦٠