تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

إلّا بالخروف والخبيص ، وسمعته يقول : ورثت عن أبي أربعة آلاف دينار فأنفقتها في طلب العلم (١).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا زكريّا بن يحيى الحلوانيّ ـ أبو أحمد ـ حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال : سمعت علي بن عبد الله بن جعفر يقول : رجلان هما صاحبا حديث بلدهما ، إسماعيل بن عيّاش ، وعبد الله بن لهيعة (٢).

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : حدّثنا الفضل ـ يعني ابن زياد ـ قال : وقال أحمد بن حنبل : ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عيّاش ، والوليد ابن مسلم.

أخبرنا بشرى بن عبد الله ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي.

وأخبرنا أبو إسحاق البرمكيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ. قالا : أخبرنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله : يسأل عن عبد العزيز بن عبيد الله الذي روى عنه إسماعيل بن عيّاش فقال : كنت أظن أنه مجهول حتى سألت عنه بحمص فإذا هو عندهم معروف ، ولا أعلم أحدا روى عنه غير إسماعيل؟ قال : وقالوا : هو من ولد صهيب ، قيل لأبي عبد الله : أي شيء الحديث الذي رواه إسماعيل فأنكره عليه ابن المبارك؟! فقال : كان ابن المبارك كتب عن إسماعيل بن عيّاش بحمص عن عبد العزيز بن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر : أنه كان إذا صلى وحده أيام التشريق لم يكبر ، فلما جاء إسماعيل إلى هنا حدّث به عن عبد العزيز وعبيد الله وموسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر فذكر ذلك لابن المبارك : فقال موسى بن عقبة أعطاني كتابه فليس هذا فيه.

قلت : قد روى الحسن بن عرفة هذا الحديث عن إسماعيل بن عيّاش إلّا أنه جعل مكان عبد العزيز بن عبد الله بن عمر العمري.

كذلك أخبرناه أبو عمر بن مهديّ ومحمّد بن أحمد بن رزق ومحمّد بن الحسين

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٠.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧١.

٢٢١

ابن الفضل وعبد الله بن يحيى السّكّري ، ومحمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد. قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن موسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر وعبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أنه كان في أيام التشريق إذا لم يصل في الجماعة لم يكبر أيام التشريق.

أخبرني محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا الحسن بن علي قال : سمعت يزيد بن هارون قال : شهدت شعبة يسمع من الفرج بن فضالة عن إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : كنت أسمع أصحابنا يقولون : علم الشام عند إسماعيل بن عيّاش ، والوليد بن مسلم (١).

وقال يعقوب : سمعت أبا اليمان يقول : كتبت كتب إسماعيل بن عيّاش ولم أدع منها شيئا في القراطيس ، وقدم خراساني وكلم إسماعيل أن يحتال له في نسخة تشترى وتقرأ عليه ، قال : فدعاني إسماعيل فقال : يا حكم إنك لم تحج فهل لك أن تبيع الكتب من هذا الخراسانيّ وتحج فتكتب وأقرأ عليك؟ فقلت : فلعلك تموت! فقال : استخر الله! وإن قبلت مني فعلت ما أقول لك ، فبعت الكتب منه وكانت في قراطيس بثلاثين دينارا ، وحججنا ورجعت وكتبت الكتب بدريهمات ، وقرأها علي. قال : وكان أصحابنا لهم رغبة في العلم ، وطلب شديد بالشام ، والمدينة ، ومكة ، وكانوا يقولون : نجهد في الطلب ونتعب أبداننا ، ونغيب فإذا جئنا وجدنا كل ما كتبنا عند إسماعيل.

قال يعقوب : وتكلم قوم في إسماعيل وإسماعيل ثقة عدل ، أعلم الناس بحديث الشام ، ولا يدفعه دافع ، وأكثر ما تكلموا قالوا : يغرب عن ثقات المدنيّين والمكيين (٢).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : قال أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل : قال أبي لداود بن عمرو الضّبيّ وأنا أسمع : يا أبا سليمان كان يحدثكم إسماعيل بن عيّاش هذه الأحاديث بحفظه! قال : نعم! ما

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧١.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧١.

٢٢٢

رأيت معه كتابا قط. فقال له : لقد كان حافظا كم كان يحفظ؟ قال : شيئا كثيرا. قال له : كان يحفظ عشرة آلاف؟ قال : عشرة آلاف ، وعشرة آلاف ، وعشرة آلاف ، فقال له أبي : هذا كان مثل وكيع (١).

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السّرّاج ـ بنيسابور ـ قال : سمعت أبا سعيد بن رميح يقول : سمعت عمر بن بحير يقول : سألت محمّد بن إسماعيل البخاريّ عن إسماعيل بن عيّاش فقال : إذا حدّث عن أهل بلده فصحيح ، وإذا حدّث عن غير أهل بلده ففيه نظر (٢).

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب ابن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر المروذي قال : سألته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن إسماعيل بن عيّاش فحسن روايته عن الشاميين. وقال : هو فيهم أحسن حالا مما روى عن المدنيّين وغيرهم (٣).

وأخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه الغوزمي ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث. قال : وسألت أحمد عن إسماعيل بن عيّاش. فقال : ما حدّث عن مشايخهم (٤)؟ قلت : الشاميين. قال : نعم! فأما ما حدّث عن غيرهم فعنده مناكير (٥).

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال علي : ضرب عبد الرّحمن على حديث إسماعيل بن عيّاش ، وعلى حديث المبارك بن فضالة.

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني ـ بأصبهان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي بن بحر ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال : كان عبد الرّحمن لا يحدث عن إسماعيل بن عيّاش ، فقال له رجل : مرة (٦).

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٠ ـ ١٧١.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٧.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٤.

(٤) في المطبوعة : «عمن حدث من مشايخهم». وفي النسختين : «ما حدث من مشايخهم ، والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٥) في المطبوعة : «فأما حديث غيرهم عنده مناكير». وانظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٥.

(٦) في الأصل : «مرة يا أبا داود». وفي الصميصاطية : «من يا أبا داود».

٢٢٣

حدّثنا أبو داود عن أبي عتبة. فقال له عبد الرّحمن : هذا إسماعيل بن عيّاش؟ فقال له الرجل : لو كان إسماعيل بن عيّاش ما كنيته. فسألت عنه أبا داود فقال : حدّثنا إسماعيل بن عيّاش أبو عتبة.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فإسماعيل بن عيّاش كيف هو عندك؟ قال : أرجو أن لا يكون به بأس (١).

أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا ابن صدقة قال : قال ابن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن عيّاش ثقة ، والعراقيون يكرهون حديثه (٢).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : وسمعت يحيى بن معين ـ وذكر عنده إسماعيل بن عيّاش فقال : كان ثقة فيما يروي عن أصحابه أهل الشام ، وما روى عن غيرهم فخلط فيها(٣).

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن عيّاش ثقة فيما روى عن الشاميين ، وأما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عنهم (٤).

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي. قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن عيّاش ثقة في أهل الشام. وأما ما روى عن غيرهم ففيه شيء.

أخبرنا علي بن الحسين ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق البزّاز ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثني عبّاس ـ هو ابن محمّد الدوري ـ قال : سمعت يحيى يقول : إسماعيل بن عيّاش ثقة. قال يحيى : كان إسماعيل أحب إليّ في أهل الشام من بقية. وقال يحيى : إسماعيل بن عيّاش أحب إليّ من فرج بن فضالة.

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٤.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٤.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٤.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٤.

٢٢٤

أخبرني علي بن محمّد بن الحسن المالكي ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي المديني قال : وسألته ـ يعني أباه ـ عن إسماعيل بن عيّاش قلت : إن يحيى بن معين يقول : هو ثقة فيما يروي عن أهل الشام ، وأما ما روى عن غير أهل الشام ففيه شيء. فضعفه فيما روى عن أهل الشام وغيرهم (١).

وقال عبد الله في موضع آخر : سمعت أبي يقول : ما كان أحد أعلم بحديث أهل الشام من إسماعيل بن عيّاش لو ثبت على حديث أهل الشام ، ولكنه خلط في حديثه عن أهل العراق. وحدّثنا عنه عبد الرّحمن ، ثم ضرب على حديثه. قال : وسمعت أبي يقول : إسماعيل بن عيّاش عندي ضعيف ، وحدث عنه عبد الرّحمن بن مهديّ قديما وتركه (٢).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا موسى بن إبراهيم بن النّضر العطّار ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة قال : سألت عليّا ـ يعني ابن المديني ـ عن إسماعيل بن عيّاش فقال : كان يوثق فيما يروي عن أصحابه أهل الشام ، فأما ما يروي عن غير أهل الشام ففيه ضعف (٣).

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي. قال : وإسماعيل بن عيّاش ثقة عند يحيى بن معين وأصحابنا فيما روى عن الشاميين خاصة ، وفي روايته عن أهل العراق وأهل المدينة اضطراب كثير ، وكان عالما بناحيته (٤).

أخبرنا أبو الفضل القطّان ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال : وإسماعيل بن عيّاش إذا حدّث عن أهل بلاده فصحيح ، وإذا حدّث عن أهل المدينة مثل هشام بن عروة ويحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح فليس بشيء (٥).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني ، حدّثنا محمّد بن

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٦.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٦ ـ ١٧٧.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٣ / ١٧٥.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٧.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٦.

٢٢٥

عمرو العقيلي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل ، حدّثنا الحسن بن علي ، حدّثنا أبو صالح الفراء. قال : قلت لأبي إسحاق الفزاري : إني أريد مكة ، وأريد أن أمر بحمص ، وثم رجل يقال له إسماعيل بن عيّاش فأسمع منه؟ قال : ذاك رجل لا يدري ما يخرج من رأسه (١).

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي. قال : إسماعيل بن عيّاش ضعيف.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : إسماعيل بن عيّاش ضعيف الحديث.

أخبرني محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سألت عمرو بن عثمان عن إسماعيل بن عيّاش متى مات؟ فقال : سنة إحدى ـ أو اثنتين ـ وثمانين. قال : وقال لي أبي : قال لي ابن عيينة : مولد ابن عيّاش قبل سنة ست. قال : وكيف ذهب عنه أصحابه وأنا مولدي سنة ثمان؟ قال : قلت : يا أبا محمّد وأنت بكرت.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف. قالا : حدّثنا عبد الله بن أحمد. قال : قال أبي : ولد ابن عيّاش ـ يعني إسماعيل ـ سنة ست ومائة.

أخبرني الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا إسحاق بن موسى الرملي قال : سمعت محمّد بن عوف يقول : سمعت يزيد بن عبد ربه يقول : كان مولد إسماعيل بن عيّاش سنة اثنتين ومائة ، ومات سنة إحدى وثمانين ومائة.

أخبرني محمّد بن الحسين ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا الحسن بن علي قال : سمعت حيوة يقول : مات إسماعيل بن عيّاش سنة إحدى وثمانين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت الحجّاج بن محمّد الخولاني. قال : مات إسماعيل بن عيّاش سنة إحدى وثمانين ومائة يوم الثلاثاء لست مضت من جمادى.

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٩.

٢٢٦

قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي. قال : مات أبو عتبة إسماعيل بن عيّاش الحمصي الأزرق عنسي في سنة إحدى وثمانين ومائة ، وكان قد نزل ببغداد وولاه المنصور خزانة الكسوة.

أخبرنا أبو خازم محمّد بن الحسين بن محمّد الفراء ، أخبرنا الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي.

وأخبرني الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد. قالا : حدّثنا موسى بن القاسم ، حدّثنا عبد الله بن محمّد. قال : قال ابن سعد : إسماعيل بن عيّاش الحمصي ويكنى أبا عتبة ، توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري ـ في كتابه إلينا من شيراز ـ أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر ، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبيّ ، حدّثني أبو حسّان الريادي. قال : سنة اثنتين وثمانين ومائة ، فيها مات إسماعيل بن عيّاش الحمصي يكنى أبا عتبة (١).

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط. قال : مات إسماعيل بن عيّاش سنة اثنتين وثمانين ومائة (٢).

٣٢٧٧ ـ إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم ، أبو بشر الأسديّ مولاهم ، ويعرف بابن عليّة (٤) :

من أهل البصرة وأصله كوفي ، سمع من أبي التياح الضبعي حديثا واحدا. وروى الكثير عن عبد العزيز بن صهيب وأيّوب السختياني ، وابن عون ، وسليمان التّيميّ ، وداود بن أبي هند ، وحميد الطويل ، وعبد الله بن أبي نجيح ، وسهيل بن أبي صالح ،

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٨٠.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٨١.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٨١.

(٤) ٣٢٧٧ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤١٧ (٣ / ٢٣). والمنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٢٢٥. وكلام ابن معين في الرجال ، رواية ابن طهمان ٤٠١. والجمع ١ / ٢٣. وميزان الاعتدال ١ / ٢١٦. والمعرفة ليعقوب ٢ / ١٥٨. والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٥٣. والثقات لابن شاهين ورقة ٣. والطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٢ / ٧٠. والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٣٤٢. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ١٠٨. والسابق واللاحق للخطيب ورقة ٣٨. وتاريخ الإسلام ورقة ١٩٣ ـ ١٩٤ (آيا صوفيا ٣٠٠٦).

٢٢٧

وليث بن أبي سليم ، وغيرهم. حدّث عنه ابن جريج ، وشعبة ، وإبراهيم بن طهمان ، وحمّاد بن زيد ، وعبد الرّحمن بن مهديّ ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلي ابن المديني ، وزهير بن حرب ، وداود بن رشيد ، وأحمد بن منيع ، وبندار بن بشّار ، ومحمّد بن المثني ، ويعقوب الدورقي ، والحسن بن عرفة ، في آخرين. ولى ابن عليّة المظالم ببغداد في أيام هارون الرّشيد ، وحدث بها إلى أن توفي.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ قال : حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ـ إملاء ـ حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي ، حدّثنا ابن عليّة ، حدّثنا معمّر ، عن فراس ، عن الشّعبيّ ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين ؛ رجل آمن بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها فتزوجها ، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده» (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ومحمّد بن الحسين بن الفضيل في آخرين قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة وعبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، عن ليث بن أبي سليم ، عن أبي عثمان ، عن القاسم بن محمّد ، عن عائشة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كل مسكر حرام ، وما أسكر الفرق فالحسوة حرام» (٢).

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدّثنا موسى بن سهل ، حدّثنا إسماعيل بن عليّة ، أخبرنا عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك. قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يتزعفر الرجل.

أخبرناه أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أخبرنا عبيد الله بن محمّد بن عابد الخلّال ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البراثي ، حدّثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة عن إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك. قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن التزعفر.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١١١٦. وسنن ابن ماجة ٦ / ١١٥. ومسند أحمد ٤ / ٤٠٥. والدارمي ٢ / ١٥٥.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٢٢٨

معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم مولى عبد الرّحمن بن قطبة الأسديّ ـ أسد خزيمة ـ من أهل الكوفة ، وكان مقسم من سبى القيقانية ما بين خراسان وزابلستان ، وكان إبراهيم بن مقسم تاجرا من أهل الكوفة ، وكان يقدم البصرة بتجارته فيبيع ويرجع ، فتخلف فتزوج عليّة بنت حسّان مولاة لبني شيبان ـ وكانت امرأة نبيلة عاقلة برزة لها دار بالعوقة تعرف بها ، وكان صالح المري وغيره من وجوه البصرة وفقهائها يدخلون عليها فتبرز لهم وتحادثهم وتسائلهم ، فولدت لإبراهيم إسماعيل سنة عشر ومائة فنسب إليها وأقام بالبصرة ، وولدت لإبراهيم بعد إسماعيل ربعي بن إبراهيم ، وكان إسماعيل يكنى أبا بشر وكان ثقة ثبتا في الحديث حجة ، وقد ولي صدقات البصرة ، وولى ببغداد المظالم في آخر خلافة هارون ، ونزل هو وولده بغداد ، واشترى بها دارا ، وتوفي ببغداد ودفن في مقابر عبد الله بن مالك ، وصلى عليه ابنه إبراهيم بن إسماعيل (١).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا محمّد ابن إسحاق السّرّاج قال : سمعت إسماعيل بن أبي الحارث يقول : حدّثنا أحمد بن حنبل. قال : ولد ابن عليّة سنة عشر ومائة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ في كتابه ، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث قال : كان ابن عليّة يكره أن يقال له ابن عليّة ، هو رجل من أهل الكوفة بزاز هو مولى بني أسد. قال : وسمعت أبا داود يقول : إسماعيل بن عليّة ولى المظالم.

أخبرنا أبو الحسين بن بشران ـ إجازة ـ أخبرنا دعلج بن أحمد قال : سمعت أحمد ابن سلمة قال : سمعت العلاء بن عمرو يقول : إسماعيل بن إبراهيم يقول : من قال ابن عليّة فقد اغتابني.

قلت : وزعم علي بن حجر ؛ أن علية ليست أمه ، وإنما هي جدته أم أمه ، وقد سقنا الخبر بذلك في كتاب «الجامع» (٢).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت مؤملا ـ يعني ابن هشام ـ يقول : سمعت إسماعيل

__________________

(١) انظر الخبر في : طبقات ابن سعد ٧ / ٢ / ٧٠. وتهذيب الكمال ٣ / ٣٠ ، ٣١.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٣١.

٢٢٩

يقول : لقيت محمّد بن المنكدر وسمعت منه أربعة أحاديث ، فقلت : ذا شيخ ، فلما قدمت البصرة فإذا أيّوب يقول : حدّثنا محمّد بن المنكدر.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الجلّاب قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : سمعت عبيد الله بن عائشة يقول : قال لي عبد الوارث : أتتني عليّة بابنها. فقالت : هذا ابني يكون معك ويأخذ بأخلاقك ؛ قال : وكان من أجمل غلام بالبصرة ، قال : فكنت إذا مررت بقوم جلوس قلت له تقدم ، فكنت أجيء بعده إلى المحدث ، قال إبراهيم : فخرج [ابن] (١) عليّة وأهل البصرة لا يشكون أنه أثبت من عبد الوارث.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا العبّاس بن محمّد ، حدّثني أبو بكر بن أبي الأسود.

وأخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب ، حدّثنا جدي ، حدّثني أبو بكر بن أبي الأسود قال : سمعت غندرا يقول : نشأت في الحديث يوم نشأت ، وليس أحد يقدم في الحديث على إسماعيل بن عليّة (٢).

أخبرنا ابن الفضل ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، أخبرنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني محمّد ـ يعني ابن عبد الرّحيم ـ قال : قال علي : ما أقول إن أحدا أثبت في الحديث من إسماعيل. قال علي : قال يحيى : أنا لم أر إسماعيل يطلب الحديث ، وكنا نعلم به قد سمع وترك. قال علي : وما رأى عبد الرّحمن لإسماعيل كتابا قط.

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ـ وأنا أسمع ـ حدثكم أبو العبّاس السّرّاج قال : سمعت زياد بن أيّوب. قال : ما رأيت لابن عليّة كتابا قط ، وكان يقال : ابن عليّة يعدّ الحروف (٣).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن يحيى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثّقفيّ قال : سمعت عبيد الله بن جرير بن جبلة يقول : قال أبو سلمة : قال وهيب : حفظ إسماعيل بن عليّة ، وكتاب عبد الوهّاب.

__________________

(١) في الأصل : «فحرج عليه».

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٢٩.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٣٠.

٢٣٠

وأخبرنا أبو نعيم ، أخبرنا إبراهيم قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق ، حدّثنا قتيبة بن سعيد. قال : كانوا يقولون : الحفاظ أربعة ؛ إسماعيل بن عليّة ، وعبد الوارث ، ويزيد ابن زريع ، ووهيب (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا علي ـ وهو ابن المديني ـ قال : سمعت يحيى يقول : إسماعيل بن عليّة أثبت من وهيب (٢).

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم قال : سمعت عليّا قال : سمعت حاتم بن وردان. قال : كان يحيى وإسماعيل ووهيب وعبد الوهّاب يجلسون إلى أيّوب ، وإذا قاموا جلسوا كلهم حول إسماعيل يسألونه كلهم كيف قال؟ قال : وابن عليّة يرد!.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : أرواهم عن الجريري (٣) إسماعيل بن عليّة.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ ، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا أحمد بن سنان قال : سمعت عبد الرّحمن بن مهديّ يقول : ابن عليّة أثبت من هشيم (٤).

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي. قال : حدّثني الهيثم بن خالد. قال : اجتمع حفاظ أهل البصرة ، فقال أهل الكوفة لأهل البصرة : نحوا عنا إسماعيل وهاتوا من شئتم (٥).

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التّميميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي قال : قال أبو بكر بن أبي داود : سمعت أبي يقول : أخطأ الناس إلّا بشر بن المفضل ، وإسماعيل بن عليّة (٦).

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٢٩.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٢٨.

(٣) في الأصل : «الجزيري». وفي الصميصاطية : «الحريري». وما أثبتناه من تهذيب الكمال وكتب الرجال.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٢٨.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٣٠.

(٦) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٣٠.

٢٣١

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على عمر بن نوح البجلي ـ وأنا أسمع ـ سمعت عبد الله ابن سليمان يقول : سمعت أبي يقول : ما أحد من المحدثين ألا وقد أخطأ إلّا إسماعيل بن عليّة ، وبشر بن المفضل.

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ ، أخبرنا الحسن ابن علي بن زفر قال : سمعت عبّاس بن عبد العظيم يقول : سمعت علي بن المديني يقول : المحدثون صحفوا وأخطئوا ما خلا أربعة : يزيد بن زريع ، وابن عليّة ، وبشر بن المفضل ، وعبد الوارث بن سعيد.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ ، أخبرني يحيى ابن منصور القاضي ، حدّثنا أحمد بن سلمة قال : سمعت أحمد بن سعيد الدّارمي يقول : لا يعرف لابن عليّة غلط إلّا في حديث جابر ، حديث المدبر ، جعل اسم الغلام اسم المولى ، واسم المولى اسم الغلام.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، وعلي بن محمّد بن عبد الله المعدّل. قالا :أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : كان حمّاد بن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثّقفيّ ووهيب ، وكان يهاب ـ أو يتهيب ـ إسماعيل بن عليّة إذا خالفه (١).

أخبرنا أبو نعيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثّقفيّ قال : سمعت زياد بن أيّوب يقول : سمعت يزيد بن هارون يقول : وذكر حديثا عن حمّاد بن زيد عن أيّوب عن مجاهد. قال : خرجه علينا عليّ فقلت له ابن عليّة رواه عن أيّوب عن مجاهد ، قال : خرجه عليّ ، قال : وظن أني قلت ابن عيينة. فقال : ليس ابن عيينة عندنا في أيّوب مثل حمّاد ، فقلت : إنما قلت ابن عليّة ، فقال : ابن عليّة! ابن عليّة! ثم سكت.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا يحيى بن معين. قال : سمعت من سأل عبد الرّحمن بن مهديّ عن إسماعيل بن عليّة. فقال : ثقة قال أحمد بن زهير : يقال إنه مات ببغداد ، ودفن في مقابر عبد الله بن مالك.

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٢٩.

٢٣٢

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهروي ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : سمعت ابن عمار يقول : إسماعيل بن عليّة كنيته أبو بشر ، وكان حجة.

قرأت على البرقاني عن محمّد بن العبّاس. قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري ، حدّثنا جعفر بن درستويه [حدّثنا] (١) ابن المرزبان ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ابن عليّة كان ثقة مأمونا صدوقا مسلما ورعا تقيا (٢).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو علي بن الصواف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : قال لي زيد بن الحباب : أفدني عن ابن عليّة؟ قال : فأتيته بكتب من حديث إسماعيل ، فجعل لا يكاد يكتب إلّا آراء الرّجال ـ الشيء الصغير ـ ابن عون عن محمّد ، وخالد عن أبي قلابة ، ورأى الرّجال. ثم ذهب إلى ابن عليّة فسأله عن تلك الأحاديث ، وكان ابن عليّة يحب إذا سئل أن يسأل عن الأحاديث المسندة أو الإسناد.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال : سمعت أبا بكر بن شيبة يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سمعت أبي يقول : فاتني مالك ، فأخلف الله عليّ سفيان بن عيينة ، وفاتني حمّاد بن زيد ، فأخلف الله عليّ إسماعيل ابن عليّة (٣).

أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد المتوثي ، والحسن بن أبي بكر. قالا : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم قال : سمعت عبيد بن يعيش يقول : سمعت يونس بن بكير يقول : سمعت شعبة يقول : ابن عليّة سيد المحدثين (٤).

أخبرنا البرقاني. قال : قرأت على زاهر السرخسي حدثكم محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي ، حدّثنا عمران بن موسى ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثني عفّان بن مسلم قال : سمعت حمّاد بن سلمة يقول : كنا نشبه إسماعيل بن عليّة بشمائل يونس بن عبيد (٥).

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٢٩.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٢٩.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٢٨.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٢٨.

٢٣٣

قال أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن إبراهيم ـ أخبرني بعض أصحابنا أن ابن عليّة لم يضحك منذ عشرين سنة!

أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بشران. قالا : أخبرنا دعلج بن أحمد قال : سمعت أبا الفضل أحمد بن سلمة النّيسابوريّ قال : سمعت ابن عمرو بن زرارة يقول : صحبت ابن عليّة أربع عشرة سنة ، فما رأيته ضحك فيها ، وصحبته سبع سنين فما رأيته تبسم فيها (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ قراءة ـ أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء ، حدّثنا ابن المديني. قال : بت عند إسماعيل بن عليّة ليلة ، فكان يقرأ ثلث القرآن ، وما رأيته ضحك قط.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، حدّثنا أبو الفوارس إبراهيم بن أحمد بن محمّد الفارسيّ ، حدّثنا أبو الحسين يحيى بن محمّد بن قلب ، حدّثنا مسبح ابن حاتم ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن حفص بن عائشة ، حدّثنا حمّاد بن سلمة وحمّاد بن زيد ؛ أن عبد الله بن المبارك كان يتجر في البز ، كان يقول : لو لا خمسة ما اتجرت ، فقيل له : يا أبا محمّد من الخمسة؟ فقال : سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، والفضيل بن عياض ، ومحمّد بن السماك ، وابن عليّة ، قال : وكان يخرج فيتجر إلى خراسان ، فكلما ربح من شيء أخذ القوت للعيال ونفقة الحج ، والباقي يصل به إخوانه الخمسة. قال : فقدم سنة فقيل له قد ولى ابن عليّة القضاء ، فلم يأته ولم يصله بالصرة التي كان يصله بها في كل سنة ، فبلغ ابن عليّة أن ابن المبارك قد قدم ، فركب إليه فتنكس على رأسه فلم يرفع به عبد الله رأسا ، ولم يكلمه فانصرف. فلما كان من غد كتب إليه رقعة : بسم الله الرّحمن الرّحيم ، أسعدك الله بطاعته ، وتولاك بحفظه ، وحاطك بحياطته ، قد كنت منتظرا لبرك وصلتك أتبرك بها ، وجئتك أمس فلم تكلمني ، ورأيتك واجدا عليّ ، فأي شيء رأيت منه؟. فلما وردت الرقعة على عبد الله ابن المبارك دعا بالدواة والقرطاس وقال : يأبى هذا الرجل إلا أن نقشر له العصا ، ثم كتب إليه : بسم الله الرّحمن الرّحيم ،

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٣٠.

٢٣٤

يا جاعل الدّين له بازيا

يصطاد أموال المساكين

احتلت للدّنيا ولذّاتها

بحيلة تذهب بالدّين

فصرت مجنونا بها بعد ما

كنت دواء للمجانين

أين رواياتك في سردها

عن ابن عون وابن سيرين

أين رواياتك في سردها

لترك أبواب السّلاطين

إن قلت أكرهت فذا باطل

زلّ حمار العلم في الطّين

فلما وقف ابن عليّة على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء ، فوطئ بساط هارون وقال : يا أمير المؤمنين! الله الله ارحم شيبتي فإني لا أصبر للخطأ ، فقال له هارون : لعل هذا المجنون أغرى عليك؟ فقال : الله الله أنقذني أنقذك الله ، فأعفاه من القضاء ، فلما اتصل بعبد الله بن المبارك ذلك ، وجه إليه بالصرة!

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن البراء ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن سليمان. قال : لما ولى ابن عليّة صدقات البصرة كتب إليه عبد الله بن المبارك هذه الأبيات :

يا جاعل الدّين له بازيا

يصطاد أموال المساكين

احتلت للدّنيا ولذّاتها

بحيلة تذهب بالدّين

فصرت مجنونا بها بعد ما

كنت دواء للمجانين

أين رواياتك والقول في

إتيان أبواب السّلاطين

أين رواياتك في سردها

عن ابن عون وابن سيرين

إن كنت أكرهت فما ذا كذا

زلّ حمار العلم في الطّين

قال : فجعل ابن عليّة يقرؤها ويبكى.

وقال ابن البراء ، أخبرنا علي بن المديني قال : بت عند ابن عليّة ، وما رأيته ضحك بعد توليه صدقات البصرة.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد الله الدّقّاق ، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شجاع البخاريّ ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام ، أخبرنا سهل بن شادويه قال : سمعت عليّا ـ يعني ابن خشرم ـ يقول : قلت لوكيع : رأيت ابن عليّة يشرب النبيذ حتى يحمل على الحمار ، يحتاج من يرده إلى منزله! إذا

٢٣٥

رأيت البصريّ يشرب فاتهمه ، وإذا رأيت الكوفيّ يشرب فلا تتهمه. قلت : وكيف؟! قال الكوفيّ يشربه تدينا ، والبصريّ يتركه تدينا.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت علي بن سهل بن المغيرة قال : حدّثنا عفّان ، حدّثنا حمّاد بن سلمة. قال : ما كنا نشبه شمائل إسماعيل بن عليّة إلّا بشمائل يونس بن عبيد ، حتى دخل فيما دخل فيه. قال عفّان مرة أخرى : حتى أحدث ما أحدث. قال عفّان : وكان ابن عليّة وهو شاب ، من العبّاد بالبصرة.

قلت : والحدث الذي حفظ على ابن عليّة ؛ شيء يتعلق بالكلام في القرآن.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الجلّاب. قال : قال إبراهيم الحربيّ ـ وسأله أبو يعقوب فقال ـ دخل ابن عليّة علي محمّد بن هارون فقال له : يا ابن كذا وكذا ـ أي شتمه ـ أيش قلت؟ فقال : أنا تائب إلى الله لم أعلم ، أخطأت. فقال : إنما كان حدّث بهذا الحديث «تجيء البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان ـ أو غيايتان ، أو فرقان من طير صواف ـ يحاجّان عن صاحبهما» (١). قال فقيل لابن عليّة ، ألهما لسانان؟ قال : نعم ، فكيف تكلما! فقيل : إنه يقول القرآن مخلوق ، وإنما غلط.

كتب إلىّ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشيّ أخبرهم قال : حدّثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب. قال : كنا مع أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي ، فأراد أن يحدث عن زهير بن معاوية فسبقه لسانه فقال : حدّثنا إسماعيل بن عليّة فقال : لا ولا كرامة أن يكون إسماعيل بن عليّة مثل زهير ، ثم قال : أردت زهيرا، ثم قال : ليس من قارف الذنب كمن لا يقارفه ، ثم قال : أنا والله استتبته ـ يعني إسماعيل ـ.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني الفضل بن زياد. قال : سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن وهيب وإسماعيل بن إبراهيم بن عليّة. قلت : أيهما أحب إليك إذا اختلفا؟ فقال : وهيب ، كان عبد الرّحمن ابن مهديّ يختار وهيبا على إسماعيل. قلت : في حفظه؟ قال : في كل شيء ما زال

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٢٣٦

إسماعيل وضيعا من الكلام الذي تكلم به إلى أن مات. قلت : أليس قد رجع وتاب على رءوس الناس؟ فقال : بلى ولكن ما زال مبغضا لأهل الحديث بعد كلامه ذاك إلى أن مات ، ولقد بلغني أنه أدخل على محمّد بن هارون ـ ثم قال لي ابن هارون ـ قلت : نعم أعرفه قال : فلما رآه زحف إليه وجعل محمّد يقول له : يا ابن .. يا ابن. تتكلم في القرآن!؟ قال : وجعل إسماعيل يقول له : جعله الله فداه زلة من عالم جعله الله فداه زلة من عالم ردده أبو عبد الله غير مرة وفخم كلامه ، كأنه يحكي إسماعيل.

ثم قال لي أبو عبد الله : لعل الله أن يغفر له بها ـ يعني محمّد بن هارون ـ ثم ردد الكلام وقال : لعل الله أن يغفر له لإنكاره على إسماعيل. ثم قال : بعد هو ثبت ـ يعني إسماعيل ـ قلت : يا أبا عبد الله إن عبد الوهّاب قال : لا يحب قلبي إسماعيل أبدا لقد رأيته في المنام كأن وجهه أسود ، فقال أبو عبد الله : عافى الله عبد الوهّاب. ثم قال : كان معنا رجل من الأنصار يختلف ، فأدخلني على إسماعيل فلما رآني غضب وقال : من أدخل هذا عليّ؟ فلم يزل مبغضا لأهل الحديث بعد ذاك الكلام ، لقد لزمته عشر سنين إلّا أن أغيب ، ثم جعل يحرك رأسه كأنه يتلهف ثم قال : وكان لا ينصف في الحديث. قلت : كيف كان لا ينصف؟ قال : كان يحدث بالشفاعات ، ما أحسن الإنصاف في كل شيء.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله ، حدّثنا يعقوب قال : سمعت سليمان بن حرب يقول : حمّاد بن زيد في أيّوب أكثر من كل من روى عن أيّوب. قال : أما عبد الوارث فقد قال : كتبت حديث أيّوب بعد موته بحفظي ، ومثل هذا يجيء فيه ما يجيء وكان يثنى على وهيب بن خالد ، إلّا أنه يعرض به أنه كان تاجرا قد شغله سوقه. وأما إسماعيل فكان يعرض فيما دخل فيه ، فحضرته يوما وكهل من أهل بغداد يكلمه ، ويفخم أمر إسماعيل ويعظمه ، وسليمان يأبى عليه ، حتى قال : صار إليكم فرخص إليكم في شرب المسكر ، وعن من أخذ الأمانة؟ أراد المذاهب ، فقال البغدادي : يا أبا أيّوب كنت إذا نظرت في وجهه رأيت ذاك الوقار. وإذا نظرت في قفاه رأيت الخشوع ، فقال سليمان : وكان ينبغي أن ينسلخ من مجالسة أيّوب ويونس وابن عون.

قلت : وقد روى عن ابن عليّة في القرآن قول أهل الحق.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار قال : حدّثنا عبد الصّمد بن يزيد مردويه قال : سمعت إسماعيل ابن عليّة يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق.

٢٣٧

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حسن بن إسحاق قال : حدّثني أبو عبد الله. قال : وابن عليّة ـ يعني ولد ـ سنة عشر ومائة ـ سمعته منه. ومات سنة ثلاث وتسعين.

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ، حدّثنا بشر بن موسى ، حدّثنا عمرو بن علي. قال : وولد إسماعيل بن عليّة سنة عشر ومائة ، ومات سنة ثلاث وتسعين.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت زياد بن أيّوب ومحمود بن خداش يقولان : مات ابن عليّة سنة ثلاث وتسعين (١).

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني محمّد بن فضيل. قال : كنا بمكة سنة ثلاث وتسعين ومائة ، فقدم علينا راشد الخفاف (٢) فقال : دفنا إسماعيل ابن عليّة يوم الخميس لخمس أو ست بقين من ذي القعدة ، وقال : سرنا تسعة أيام (٣).

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي. قال : إسماعيل بن عليّة ثبت جدّا ، توفي يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة ، ودفن يوم الأربعاء ببغداد (٤).

٣٢٧٨ ـ إسماعيل بن أبان ، أبو إسحاق الغنويّ الكوفيّ (٥) :

حدّث عن هشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وعبد الملك بن جريج ، ومسعر بن كدام ، وسفيان الثّوري. روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، ومحمّد بن

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٣١.

(٢) في الأصل : «الحنان». وفي الصميصاطية : بدون نقط ، والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٣٢.

(٤) ـ انظر : تهذيب الكمال ٣ / ٣٢.

(٥) ٣٢٧٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤١٢ (٣ / ١١ ـ ١٣). والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٣٤٧. والصغير ٢٦٦. والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٦٠. وأحوال الرجال للجوزجاني ١٧ ـ ١٨. والكامل لابن عدي ورقة ١١٣ الجزء الثاني. والضعفاء للنسائي ٢٨٤. والمجروحين ١ / ١٢٨. وميزان الاعتدال ١ / ٢١١ ـ ٢١٢. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ١٠٦ ـ ١٠٧.

٢٣٨

عبد الله بن أبي الثلج ، وأحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدّب ، وأحمد بن الوليد الفحام ، وكان سيئ الحال في الرواية ، وقدم بغداد وحدث بها أحاديث تبين الناس كذبه فيها ، فتجنبوا السماع منه ، واطرحوا الرواية عنه.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا محمّد بن عمرو بن البختريّ الرزاز ، حدّثنا أحمد بن الوليد الفحام ، حدّثنا إسماعيل بن أبان ، حدّثنا هشام ، عن عروة ، عن عائشة قالت : ما ترك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قط عندي ركعتين بعد العصر.

أخبرني علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا عمر بن محمّد بن شعيب الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سئل أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل وأنا أسمع عن إسماعيل بن أبان الغنويّ فقال : أعطانا كتاب فطر ، فإذا هو كتاب عتيق ملحق فيه : فطر عن أبي الطفيل عن على في لبس الخضرة. فقيل لأبي عبد الله : كيف ذاك؟ فقال : يصف فيه محمّد بن زبيدة وما كان. قال : أبو عبد الله : فرددت الكتاب. قال له عبّاس العنبري : فناظرته؟ قال : أي شيء أناظره في هذا. قال أبو عبد الله : فكتب إليّ كتابا إني كنت أطلب هذه الأحاديث. قال : فلم آته بعد.

أخبرنا علي بن محمّد المعدّل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد ـ إجازة ـ قال : سألت أبي عن إسماعيل بن أبان الغنويّ فقال : كتبنا عنه عن هشام بن عروة وغيره ، ثم حدّث بأحاديث في الخضرة أحاديث موضوعة ، أراه قال : عن فطر أو غيره فتركناه.

أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين. يقول : وضع إسماعيل بن أبان الغنويّ حديثا عن فطر ، عن أبي الطفيل ، عن علي قال : السابع من ولد العبّاس يلبس الخضرة ، حديثا لم يكن منه شيء.

بلغني عن إسحاق بن عبد الله بن أخت يحيى بن معين. قال : سألت أبا زكريّا عن حديث جرير ، تبنى مدينة بين دجلة ودجيل. فقال : حديث باطل ، لما جاء إسماعيل ابن أبان إلى هاهنا جاءه أحمد وغيره فإذا هو قد حدّث بهذا الحديث عن مسعر فقال له أحمد : ممن سمعت هذا؟. قال : من مسعر. فدفع الكتاب إليه وما حدّث عنه إلى الساعة.

٢٣٩

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان إسماعيل بن أبان يضع الحديث.

أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن أبان الغنويّ كذاب لا يكتب حديثه وإسماعيل بن أبان الورّاق ثقة.

أخبرني علي بن محمّد المالكي ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المديني قال : سمعت أبي يقول : وأما إسماعيل بن أبان الغنويّ فكتبت عنه وتركته ، وضعفه جدّا.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريّاء الهاشمي ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ ، حدّثني أبي قال : إسماعيل بن أبان ضعيف الحديث ، يحدث عن ابن أبي خالد وهشام بن عروة ، أدركناه ولم نكتب عنه شيئا.

حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني ـ لفظا بدمشق ـ حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلميّ الإمام ، حدّثنا أبو بكر القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال : إسماعيل بن أبان الذي كان يروي بالكوفة عن هشام بن عروة ظهر منه على الكذب(١).

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : إسماعيل بن أبان متروك الحديث ـ هو أبو إسحاق الخيّاط الكوفيّ أراه الغنويّ ـ تركه أحمد (٢).

أخبرنا أبو حازم العبدوي الحافظ قال : سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان وأنا أسمع قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو إسحاق إسماعيل بن أبان الغنويّ الخيّاط متروك الحديث.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٢.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٢.

٢٤٠