تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

ما قال الشافعي وذهبنا به إلى ابن عليّة ، فجعل يحتج بإبطال ما قال الشافعي ، فكتبناه ثم جئنا به إلى الشافعي. فقال الشافعي : إن ابن عليّة ضال قد جلس عند باب الضوال! يضل الناس.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد بن عيسى الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : وذكر لأبي عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ إبراهيم بن إسماعيل بن عليّة فقال : ضال مضلل. ثم قال : رحم الله سليمان بن حرب. ذكر عنده رجل فسئل عنه فقال سليمان : تجيء إلى من ينبغي أن يقدم فيضرب عنقه فتذكره!

أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيّوب العكبري ـ إجازة ـ أخبرنا علي بن أحمد بن أبي غسان البصريّ ـ بها ـ أخبرنا زكريّا بن يحيى السّاجيّ.

ثم أخبرنا عمر بن إبراهيم بن سعيد الزّهريّ ومحمّد بن عبد الملك القرشيّ قراءة عليهما. قالا : أخبرنا عيّاش بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، أخبرني زكريّا بن يحيى قال : قلت لداود بن علي الأصبهانيّ إن إبراهيم بن إسماعيل بن عليّة وعيسى بن أبان وضعا على الشافعي كتابا ، وردا عليه ، فلو نقضته عليهم! فقال : أما عيسى بن أبان فليس هو من أهل العلم عندي ، وليس كتابه بشيء ، وليس له معنى ، الصبيان ينقضونه ، إنما أعانه عليه ابن سختان ، ولكني قد وضعت على إبراهيم بن إسماعيل بن عليّة نقض كتابه وأنا على إتمامه ، وذهب إلى أنه كان أحج.

وأخبرنا أحمد بن علي بن أيّوب إجازة ، أخبرنا بن أبي غسان ، حدّثنا زكريّا السّاجيّ.

ثم أخبرنا عمر بن إبراهيم ومحمّد بن عبد الملك ـ قراءة ـ. قالا : حدّثنا عيّاش بن الحسن ، حدّثنا الزعفراني ، أخبرني زكريّا بن يحيى ، حدّثني شبّاب بن درست قال : سمعت يعقوب بن سفيان الفارسيّ يقول : خرج إبراهيم بن إسماعيل بن عليّة ليلة من مسجد مصر ـ وقد صلى العتمة وهو في زقاق القناديل ومعه رجل ـ فقال له الرجل : إني قرأت البارحة سورة الأنعام فرأيت بعضها ينقض بعضا! فقال إبراهيم بن إسماعيل بن عليّة : ما لم تر أكثر.

أخبرني الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الجوري ـ في كتابه إلينا من شيراز ـ أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر ، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبيّ أبو حسّان

٢١

الزّيادي قال : سنة ثمان عشرة ومائتين فيها مات إبراهيم بن إسماعيل بن عليّة ببغداد ليلة عرفة ، ويكنى أبا إسحاق وهو ابن سبع وستين ، قيل إنه مات بمصر.

كذلك ذكر أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى المصريّ في كتاب «الغرباء» الذي ذكر لي محمّد بن علي الصوري أن محمّد بن عبد الرّحمن الأزدىّ حدثهم به. قال : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا ابن يونس قال : إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة بصري قدم مصر وسكنها. وله مصنفات في الفقه تشبه الجدل. حدّث عنه بحر بن نصر الخولاني ، ويس بن أبي زرارة ، وغيرهما. توفي بمصر سنة ثمان عشرة ومائتين.

٣٠٥٥ ـ إبراهيم بن إسماعيل بن محمّد ؛ أبو إسحاق السّوطيّ (١) :

حدّث عن عفّان بن مسلم وأبي معمّر المقعد ، وعبد الحكم بن عبد الله المصريّ ، وبشر بن سيحان ، وعبد الرّحمن بن المبارك العيشي ، وإبراهيم بن بشّار الرمادي ، وكثير بن يحيى البصريّ. روى عنه أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، وعبد الله بن إسحاق بن الخراسانيّ ، وغيرهما.

وذكره الدار قطني فقال : لا بأس به.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل السّوطيّ ، حدّثنا عبد الحكم بن عبد الله المصريّ ـ بمكة ـ حدّثنا عبد الله بن وهب عن زيد بن الحباب ، عن موسى بن عبيدة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر. عن النبي عليه‌السلام : أنه دخل مكة عليه عمامة سوداء.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغويّ ، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل ، حدّثنا بشر بن سيحان عن حلبس الكلبيّ.

وأخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل بنيسابور ـ واللفظ له ـ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن أحمد الصّفّار الأصبهانيّ ـ إملاء في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ـ حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن محمّد السّوطيّ ـ ببغداد ـ حدّثنا بشر بن سيحان ، حدّثنا حلبس الكلبيّ ، حدّثنا سفيان الثّوري ، عن أبي الزناد ، عن عبد الرّحمن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رجل : يا رسول الله إني زوجت

__________________

(١) ٣٠٥٥ ـ السّوطي : هذه النسبة إلى السّوط وعمله (الأنساب ٧ / ١٩٢).

٢٢

ابنتي وأنا أحب أن تعينني ، قال : «ما عندي شيء ولكن القني غدا في وقت تجيئني وقد أجفت الباب ، وجئني معك بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة». قال : فجاء فجعل يسلت العرق عن ذراعيه حتى ملأ القارورة ، قال : «خذها وأمر أهلك إذا أرادت أن تطيب أن تغمس هذا العود في القارورة فتطيب به» فكانت إذا تطيبت شم أهل المدينة ريحا طيبا فسموا المطيبين (١).

أخبرنا السّمسار ، حدّثنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع.

وأخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع : أن إبراهيم بن إسماعيل السّوطيّ مات في سنة اثنتين وثمانين ومائتين. وأساء ابن المنادي القول فيه لأجل مذهبه.

٣٠٥٦ ـ إبراهيم بن إسحاق بن عيسى ، أبو إسحاق الطّالقاني (٢) :

قدم بغداد وحدث بها عن منكدر بن محمّد بن المنكدر ، وعبد الله بن المبارك ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن سعيد العطّار ، وبقية بن الوليد الحمصيين. روى عنه أحمد بن حنبل ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، وأحمد ابن منصور الرمادي ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعبّاس بن محمّد الدوري.

أخبرنا الحسن بن علي التميمي ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني ، حدّثنا الوليد ابن مسلم ، عن يحيى بن حسّان قال : سمعت عبد الله بن بشر المازني يقول : ترون يدي هذه؟ فأنا بايعت بها رسول الله عليه‌السلام. وقال رسول الله : «لا تصوموا يوم السبت إلّا فيما افترض عليكم» (٣).

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا عبّاس بن محمّد ، حدّثنا أبو إسحاق الطّالقاني ، حدّثنا ابن المبارك ، عن إبراهيم بن

__________________

(١) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٨ / ٢٨٣. والمطالب العالية ٣٨٦٠. والموضوعات ١ / ٢٩٢.

(٢) ٣٠٥٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٤٥ (٢ / ٣٩). وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٤٥. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ١٢. وتهذيب التهذيب ١ / ١٠٤. والجرح والتعديل ١ / ١ / ٨٦. والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٢٧٣. وتذهيب التهذيب ١ / ورقة ٣٣. والكاشف ١ / ٧٥.

(٣) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢٤٢١. وسنن الترمذي ٧٤٤. وسنن ابن ماجة ١٧٢٦. وسنن الدارمي ٢ / ١٩.

٢٣

طهمان ـ قال أبو إسحاق : وسمعت ابن المبارك يقول : كان إبراهيم بن طهمان ثبتا في الحديث ـ عن حسين المكتب عن عبد الله بن بريدة ، عن عمران بن حصين. قال : كانت بي بواسير فسألت النبي عليه‌السلام فقال : «صل قائما ، فإن لم تستطع فصل قاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب» (١).

أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : وسئل يحيى بن معين عن إبراهيم الطّالقاني فقال : ثقة.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني ـ أبو إسحاق ثقة ثبت ، كان يقول بالإرجاء.

أخبرنا ابن المفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : إبراهيم بن إسحاق بن عيسى أبو إسحاق الطّالقاني كان حيّا سنة أربع عشرة ومائتين.

قرأت بخط أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان البخاريّ المعروف بغنجار الحافظ : توفي أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الطّالقاني بمرو في سنة خمس عشرة ومائتين.

٣٠٥٧ ـ إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس ، أبو إسحاق الزّهريّ القاضي الكوفيّ (٢) :

سمع جعفر بن عون العمري ، وإسحاق بن منصور السلولي ، ويعلى بن عبيد الطنافسي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، ومحمّد بن خلف وكيع ؛ وأحمد بن إسماعيل الأدمي ؛ وشعيب بن محمّد الذارع ؛ ويحيى بن صاعد ، وعامة الكوفيين.

وولى قضاء مدينة المنصور بعد أحمد بن محمّد بن سماعة ؛ وكان ثقة خيرا فاضلا دينا صالحا.

وقال محمّد بن خلف وكيع : كتبت عنه وهو على قضاء مدينة المنصور في سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٦٠. وسنن أبي داود ٩٥٢. وسنن الترمذي ٣٧٢. وسنن ابن ماجة ١٢٢٣. وفتح الباري ٢ / ٥٨٧.

(٢) ٣٠٥٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٨٢.

٢٤

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قال : سنة ثلاث وخمسين ومائتين فيها ولى ابن أبي العنبس قضاء مدينة السّلام بعد ابن سماعة.

أخبرنا علي ابن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : صرف أحمد بن محمّد بن سماعة واستقضى مكانه إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس وذلك في سنة ثلاث وخمسين وكان تقلد قضاء الكوفة. وهذا رجل جليل القدر ، صالح العلم حسن الدّين ، ومن أصحاب الحديث ، حمل الناس عنه حديثا كثيرا ، وكان سبب صرفه أن الموفق أراد منه أن يدفع إليه أموال الأيتام على سبيل القرض فأبى أن يدفعها وقال : لا والله ولا حبة منها! فصرفه عن الحكم في سنة أربع وخمسين ومائتين ، وردّ إلى قضاء الكوفة.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن أبي الحسن الدار قطني قال : إبراهيم بن أبي العنبس الكوفيّ ثقة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان قال : سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول : ومات إبراهيم بن أبي العنبس قاضي الكوفة سنة سبع وسبعين ـ يعني ومائتين ـ.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وإبراهيم بن أبي العنبس قاضي الكوفة أخبرنا أنه مات يوم الثلاثاء لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة سبع وسبعين ، وقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة.

٣٠٥٨ ـ إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله ، أبو إسحاق الثّقفيّ السّرّاج (١) النّيسابوريّ :

أخو إسماعيل ومحمّد. سمع يحيى بن يحيى التّميميّ ، ويزيد بن صالح الفراء ، وعبد الأعلى بن حمّاد النرسي ، ومحمّد بن معاوية ، وعبد الجبّار بن عاصم ، ويحيى ابن الحماني ، وأبا الرّبيع الزهراني ، ويعقوب بن حميد بن كاسب ، وأبا مصعب أحمد ابن أبي بكر الزّهريّ ، وإسحاق بن راهويه ، وأحمد بن حنبل ، ووهب بن بقية ، وأبا بكر بن أبي شيبة ، وعبيد الله القواريري ، وإسحاق بن شاهين ، ومحمّد بن رافع.

__________________

(١) ٣٠٥٨ ـ السّرّاج : هذا منسوب إلى عمل السرج ، وهو الذي يوضع على الفرس (الأنساب ٧ / ٦٥).

٢٥

روى عنه أخوه محمّد بن إسحاق ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد ، وأبو الحسين بن المنادي ، ومحمّد بن عبد الله بن عتّاب ، وأبو سهل بن زياد ، ومحمّد بن عبد الله الشافعي ، وغيرهم.

وكان قد نزل بغداد وأقام بها إلى حين وفاته ، وكان أحمد بن حنبل يحضره ويفطر عنده وينبسط في منزله وهو أكبر إخوته.

وقال الدار قطني : كان ثقة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق السّرّاج النّيسابوريّ ، حدّثنا يحيى بن يحيى ، حدّثنا عبثر عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن رجل من أصحاب النبي عليه‌السلام. أن رسول الله عليه‌السلام قال : «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا انكسفتا فافزعوا إلى الصلاة» (١).

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله ابن أحمد الصّفّار الأصبهانيّ ـ إملاء ـ حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق السّرّاج أخو أبي العبّاس ببغداد ، حدّثنا محمّد بن معاوية النّيسابوريّ ، حدّثنا محمّد بن صفوان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله : «إن الله تعالى ينزل في كل يوم مائة رحمة ، ستين منها على الطائفين بالبيت ، وعشرين على أهل مكة ، وعشرين على سائر الناس» (٢).

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال ، عن أبي الحسن الدار قطني قال : إبراهيم بن إسحاق السّرّاج ثقة.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ قال : سمعت محمّد بن إسماعيل اليشكري يقول : سمعت أبا العبّاس محمّد بن إسحاق يقول : أقام أخي إبراهيم ببغداد خمسين سنة ، وتوفي في ذي الحجة من سنة إحدى وثمانين ومائتين.

هكذا قال وهو وهم ، أراه من اليشكري ، والصواب : ما أخبرنا محمّد بن عبد

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٤٤ ، ٤٦ ، ٤٩ ، ٤ / ١٣٢ ، ٧ / ٤٠ ، ١٨٢. وصحيح مسلم ، كتاب الكسوف ١ ، ٣ ، ١٧ ، ٢١ ، ٢٩.

(٢) انظر الحديث في : ميزان الاعتدال ٨١٨٨. وكنز العمال ٢٠١٨. والجامع الكبير ٥٣٤٦.

٢٦

الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : إبراهيم ابن إسحاق النّيسابوريّ المعروف بالسّرّاج في صفر سنة ثلاث وثمانين ـ يعني ومائتين ، مات ـ كان ينزل بالجانب الغربي نواحي قطيعة الرّبيع.

وكذلك ذكر وفاته محمّد بن مخلد فيما قرأت بخطه.

ثم أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع أن إبراهيم بن إسحاق السّرّاج توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

وأخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التّوزيّ قال : قرأنا على أحمد بن الفرج بن الحجّاج ، عن أبي العبّاس بن سعيد. قال : توفي إبراهيم بن إسحاق السّرّاج النّيسابوريّ ببغداد لعشر خلت من صفر سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

٣٠٥٩ ـ إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم ، أبو إسحاق الحربيّ (١) :

ولد في سنة ثمان وتسعين ومائة. وسمع أبا نعيم الفضل بن دكين ، وعفّان بن مسلم ، وعبد الله بن صالح العجليّ ، وموسى بن إسماعيل التبوذكي ، وأبا عمر الحوضي ، ومسددا ، وعبيد الله بن محمّد بن عائشة ، وعمرو بن مرزوق ، وسعيد بن سليمان الواسطيّ ، وعلي بن الجعد ، وخلف بن هشام ، وعاصم بن علي ، ومحمّد بن مقاتل المروزيّ ، وأحمد بن يونس ، ومحمّد بن بكّار بن الرّيّان ، وقتيبة بن سعيد ، ويحيى بن الحماني ، وأحمد بن حنبل ، وعثمان بن أبي شيبة ، وعبيد الله القواريري ، وخلقا من أمثالهم. روى عنه موسى بن هارون الحافظ ، ويحيى بن صاعد ، وأبو بكر ابن أبي داود ، والحسين المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد ، وأبو بكر بن الأنباري النّحويّ ، وإبراهيم بن حبيش بن دينار ، وعثمان بن عبدويه ، وعبيد الله بن أحمد بن بكير ، وأبو عمرو بن السماك ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وأبو عمر الزاهد ـ صاحب ثعلب ـ ، وأبو سهل بن زياد ، ومحمّد بن علي بن علوان المقرئ ، والقاضي أبو الحسين ابن الأشناني ، ومحمّد بن عبد الله الشافعي ، وعمر بن جعفر بن سلم ، وأبو بكر بن مالك القطيعيّ ، وغيرهم.

__________________

(١) ٣٠٥٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٧٩ ـ ٣٨٦. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨٤. وإرشاد الأريب ١ / ٣٧. وصفة الصفوة ٢ / ٢٢٨. وطبقات أبي يعلى ١ / ٨٦. واللباب ١ / ٢٩٠. وفوات الوفيات ١ / ٣. وطبقات الأدباء للأنباري ٢٧٦. والأنساب للسمعاني ٤ / ٩٩. وشذرات الذهب ٢ / ١٩٠. وطبقات الشافعية ٤ / ١٢١.

٢٧

وكان إماما في العلم ، رأسا في الزهد ، عارفا بالفقه ، بصيرا بالأحكام ، حافظا للحديث ، مميزا لعلله ، قيما بالأدب ، جمّاعا للغة ، وصنف كتبا كثيرة ، منها غريب الحديث وغيره ، وكان أصله من مرو.

قرأت في كتاب أبي بكر محمّد بن عبد الله بن بشران ، بخطه : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حبيش يقول : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير ابن عبد الله بن ديسم المروزيّ. قال : أمي تغلبية ، وكان أخوالي نصارى أكثرهم. فقلت له : لم سميت إبراهيم الحربيّ؟ فقال : صحبت قوما من الكرخ على الحديث ، وعندهم ما جاز قنطرة العتيقة : من الحربيّة ، فسموني الحربيّ بذلك. وقال : قطائعنا في المراوزة ـ يعني عندنا في الكابلية ـ كان لي فيها اثنتان وعشرون دارا وبستانا ، قال ابن حبيش : وكان يصف لنا نخلة نخلة ، ودارا دارا. قال : فبعتها وأنفقتها على الحديث ، وورثت من خال بحولايا (١) عشرين ومائة جريب فيها رطبة ، فلم أفرغ لها ، ولا ذهبت أخذت منها لا أصلا ولا فرعا ، فذهبت إلى الآن.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ قال : أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، حدّثنا علي بن عبد العزيز الورّاق وإبراهيم ابن إسحاق قالا : حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا أبو العنبس ـ زاد ابن عبد العزيز سعيد بن كثير ـ عن أبيه ، عن عائشة قالت : كنت أفرك المني من ثوب رسول الله عليه‌السلام. هذا حديث ابن عبد العزيز.

وقال : إبراهيم عن أبي العنبس عن أبيه. قال : قالت عائشة : إن كنت لأحك المني.

وقالت : بإصبعها في راحتها لم تزدنا على هذا شيئا.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان ابن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلّاب. قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : رأيت أبا سلمة الخزاعي الذي روى عنه أحمد بن حنبل ولم أسمع منه ، وكان ينزل ربض حمزة ، ورأيت يحيى بن غيلان وكان ينزل دار أبي زيد ولم أسمع منه ، وكان عنده عن أبي عوانة ومفضل ، وكل طير عندنا فاره فهو من حمام يحيى بن غيلان. قيل له : رأيت أبا كامل ـ يعني مظفر بن مدرك؟ قال : لا ، لم أره ؛ وكان ينزل عندنا هاهنا ، ومات في سنة مات روح بن عبادة ، وكان يسمع منه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن

__________________

(١) قرية بنواحي النهروان.

٢٨

معين ، وكانا أول ما جاءا إليه لم يحدثهم سنة شيئا ، فعدوا الأيام فلما تمت سنة جاءوا فحدثهم ، وكان ثقة ليس به بأس.

أخبرني علي بن أحمد الرزاز ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : جئت عارم بن الفضل فطرح لي حصيرا على الباب ، ثم خرج إليّ فقال لي : مرحبا ، أيش كان خبرك؟ ما رأيتك منذ مدة ، قال إبراهيم : وما كنت جئته قبل ذلك. فقال لي قال ابن المبارك :

أيّها الطّالب علما

ائت حمّاد بن زيد

فاستفد حلما وعلما

ثمّ قيّده بقيد

والقيد بقيد ، وجعل يشير على إصبعه مرارا. فعلمت أنه قد اختلط فتركته وانصرفت.

أخبرني محمّد بن جعفر بن غيلان الشروطي ، أخبرنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد بن عمرو بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الطوماري. قال : جئت إلى إبراهيم الحربيّ وقد فاتني حديث ، فأخذته وجئت إليه فقلت : قد فاتني هذا الحديث ، فقال لي : ضعه على رأسك ، فوضعت الجزء على رأسي ، وكان إلى جنبه محمّد بن خلف وكيع فقال له : يا سيدي هذا من ولد عبد الملك بن جريج ، فأدناني ثم قال : حدّثنا أحمد بن منصور ، حدّثنا عفّان ـ ثم قال لوكيع : لو قلت لك حدّثنا عفّان من أين كنت تعلم؟ فقال رجل من أهل خراسان : يا أبا إسحاق لو قلت فيما لم تسمع من عفّان سمعت ما حول الله هذه الوجوه إليك.

أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المروروذي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن محمّد الحافظ ـ بنيسابور ـ قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عبد الله الصّفّار يقول : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربيّ ـ وحدث عن حميد بن زنجويه عن عبد الله بن صالح العجليّ بحديث فقال ـ اللهم لك الحمد ـ ورفع يديه فحمد الله ، ثم قال : عندي عن عبد الله بن صالح العجليّ قمطر ، وليس عندي عن حميد غير هذا الطبق ، وأنا أحمد الله على الصدق.

قال أبو عبد الله الحافظ : زادني فيه بعض أصحابنا عن أبي عبد الله الصّفّار قال : فقام رجل من المجلس فقال : يا أبا إسحاق لو قلت فيما لم تسمع سمعت لم يقبل الله بهذه الوجوه عليك.

٢٩

حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق ، حدّثنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني ، حدّثنا الخالدي ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن خالد بن ماهان ـ ويعرف بابن أسد ـ قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول : أجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه ، كان يكون قميصي أنظف قميص وإزاري أوسخ إزار ، ما حدثت نفسي أنهما يستويان قط ، وفرد عقبي مقطوع وفرد عقبي الآخر صحيح ، أمشي بهما وأدور بغداد كلها ، هذا الجانب ، وذلك الجانب ، ولا أحدث نفسي أني أصلحها ، وما شكوت إلى أمي ، ولا إلى إخوتي ، ولا إلى امرأتي ، ولا إلى بناتي قط حمى وجدتها. الرجل هو الذي يدخل غمه على نفسه ولا يغم عياله. كان بي شقيقة خمسا وأربعين سنة ما أخبرت بها أحدا قط! ولي عشر سنين أبصر بفرد عين ما أخبرت به أحدا ، وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين ، إن جاءتني بهما أمي أو أختي أكلت ، وإلا بقيت جائعا عطشان إلى الليلة الثانية ، وأفنيت ثلاثين سنة من عمري برغيف في اليوم والليلة ، إن جاءتني امرأتي أو إحدى بناتي به أكلته ، وإلّا بقيت جائعا عطشان إلى الليلة الأخرى ، والآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة إن كان برنيا ، أو نيفا وعشرين إن كان دقلا ، ومرضت ابنتي فمضت امرأتي فأقامت عندها شهرا ، فقام إفطاري في هذا الشهر بدرهم ودانقين ونصف! ودخلت الحمام واشتريت لهم صابونا بدانقين ، فقام نفقة شهر رمضان كله بدرهم وأربعة دوانق ونصف.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ أن أبا القاسم بن بكير حدثه قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئا ، كنت أجيء من عشىّ إلى عشىّ وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية ، أو لعقة بن (١) أو باقة فجل.

وقال عمر : سمعت أبا علي الخيّاط المعروف بالميت يقول : كنت يوما جالسا مع إبراهيم على باب داره ، فلما أن أصبحنا قال لي : يا أبا علي ، قم إلى شغلك فإن عندي فجلة قد أكلت البارحة خضرها أقوم أتغدى بجزرتها.

حدّثني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان قال : سمعت أبا بكر بن أيّوب العكبري يقول : سمعت الحربيّ ـ يعني إبراهيم ـ يقول : ما تروحت ولا روحت قط ، ولا أكلت من شيء واحد في يوم مرتين.

__________________

(١) البن : الطرق من الشحم والسمن.

٣٠

حدّثني علي بن محمّد بن الحسن الحربيّ ـ حفظا ـ قال : سمعت أبا الحسين بن سمعون يقول : قال أحمد بن سلمان القطيعيّ : ضقت إضاقة فمضيت إلى إبراهيم الحربيّ لأبثه ما أنا فيه فقال لي : لا يضق صدرك ، فإن الله من وراء المعونة ؛ وإني ضقت مرة حتى انتهى أمري في الإضاقة إلى أن عدم عيالي قوتهم ، فقالت لي الزوجة : هب أني وإياك نصبر ، فكيف نصنع بهاتين الصبيتين؟ فهات شيئا من كتبك حتى نبيعه أو نرهنه ، فضننت بذاك. وقلت : اقترضي لهما شيئا وأنظريني بقية اليوم والليلة ، وكان لي بيت في دهليز داري فيه كتبي. فكنت أجلس فيه للنسخ وللنظر ، فلما كان في تلك الليلة إذا داق يدق الباب. فقلت : من هذا؟ فقال : رجل من الجيران ؛ فقلت : ادخل! فقال : أطفئ السّرّاج حتى أدخل ، فكبيت على السّرّاج شيئا وقلت : ادخل ، فدخل وترك إلى جانبي شيئا ، وانصرف فكشفت عن السّرّاج ونظرت فإذا منديل له قيمة ، وفيه أنواع من الطعام ، وكاغد فيه خمسمائة درهم ، فدعوت الزوجة وقلت : أنبهي الصبيان حتى يأكلوا. ولما كان من الغد قضينا دينا كان علينا من تلك الدراهم ، وكان وقت مجيء الحاج من خراسان ، فجلست على بابي من غد تلك الليلة وإذا جمّال يقود جملين عليهما حملان ورقا وهو يسأل عن منزل إبراهيم الحربيّ ، فانتهى إليّ فقلت : أنا إبراهيم الحربيّ ، فحط الحملين ، وقال : هذان الحملان أنفذهما لك رجل من أهل خراسان ، فقلت : من هو؟ فقال : قد استحلفني أن لا أقول من هو.

أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين بن محمّد بن عبد الله القاضي ـ بالدّينور ـ حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق السني الحافظ قال : سمعت أبا عثمان الرّازيّ يقول : جاء رجل من أصحاب المعتضد إلى إبراهيم الحربيّ بعشرة آلاف درهم من عند المعتضد ، يسأله عن أمر أمير المؤمنين تفرقة ذلك فرده ، فانصرف الرسول ، ثم عاد فقال : إن أمير المؤمنين يسألك أن تفرقه في جيرانك ، فقال : عافاك الله هذا مال لم نشغل أنفسنا بجمعه فلا نشغلها بتفرقته ، قل لأمير المؤمنين إن تركتنا وإلّا تحولنا من جوارك!

حدّثني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا أحمد بن مروان ، حدّثنا أبو القاسم بن الجبليّ قال : اعتل إبراهيم الحربيّ علة حتى أشرف على الموت ، فدخلت إليه يوما فقال لي : يا أبا القاسم ، أنا في أمر عظيم مع ابنتي ، ثم قال لها : قومي اخرجي إلى عمك ، فخرجت فألقت على وجهها خمارها ، فقال إبراهيم : هذا

٣١

عمك كلميه ، فقالت لي : يا عم نحن في أمر عظيم ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، الشهر والدهر ما لنا طعام إلّا كسر يابسة وملح ، وربما عدمنا الملح ، وبالأمس قد وجه إليه المعتضد مع بدر ألف دينار فلم يأخذها ، ووجه إليه فلان وفلان فلم يأخذ منها شيئا. وهو عليل. فالتفت الحربيّ إليها ، وتبسم فقال لها : يا بنية إنما خفت الفقر؟ قال : نعم. فقال لها : انظري إلى تلك الزاوية ، فنظرت فإذا كتب ، فقال : هناك اثنا عشر ألف جزء لغة وغريب كتبتها بخطي ، إذا مت فوجهي في كل يوم بجزء تبيعيه بدرهم ، فمن كان عنده اثنا عشر ألف درهم ليس هو فقير!

أخبرني الحسن بن علي الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز. قال : سمعت أبا عمر محمّد بن عبد الواحد اللغوي يقول : سمعت ثعلبا يقول : ما فقدت إبراهيم الحربيّ من مجلس لغة أو نحو خمسين سنة! قال أبو عمر : وسمعت ثعلبا يقول ذلك مرارا.

قال محمّد بن العبّاس ، وسمعت أبا الحسين بن المنادي يقول : سمعت أحمد بن يحيى يقول : ما فقدت إبراهيم الحربيّ من مجلس نحو أو لغة خمسين سنة.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح قال : قال عمر بن أحمد بن هارون المقرئ قال لنا أبو القاسم بن بكير : سمعت إبراهيم يقول : بقيت على سور الرهينة عشرين سنة أكتب.

حدّثني الأزهري قال : سمعت أبا سعد عبد الرّحمن بن محمّد الأستراباذي يقول : سمعت أبا أحمد بن عدي يقول : سمعت أبا عمران الأشيب يقول : قال رجل لإبراهيم الحربيّ: كيف قويت على جميع هذه الكتب؟ قال : فغضب وقال : بلحمي ودمي.

أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار السّكّري قال : سمعت أبا بكر الشافعي يقول : قال إبراهيم الحربيّ : ما أخذت على علم قط أجرا إلّا مرة واحدة ، فإني وقفت على بقال فوزنت له قيراطا إلّا فلسا ، فسألني عن مسألة فأجبته ، فقال للغلام : أعطه بقيراط ولا تنقصه شيئا ، فزادني فلسا.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه ، أخبرنا مقاتل بن محمّد بن بنان العكي قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق المعروف بالحربيّ يقول ـ وقد سألوه عن حديث عبّاس البقال ـ فقال : أخرجت إلى الكبش ووزنت لعبّاس البقال دانقا إلّا

٣٢

فلسا ، فقال : يا أبا إسحاق حدِّثني حديثا في السخاء ، فلعل الله يشرح صدري فأعمل شيئا ، قال : فقلت له : نعم روى عن الحسن بن علي أنه كان مارّا في بعض حيطان المدينة ، فرأى أسود بيده رغيف يأكل لقمة ويطعم الكلب لقمة ، إلى أن شاطره الرغيف. فقال له الحسن : ما حملك على أن شاطرته ولم تغابنه فيه بشيء؟ فقال : استحت عيناي من عينيه أن أغابنه ، فقال له : غلام من أنت؟ فقال : غلام أبان بن عثمان ، فقال : والحائط؟ قال لأبان بن عثمان ، فقال له الحسن : أقسمت عليك لا برحت حتى أعود إليك ، فمر واشترى الغلام والحائط ، وجاء إلى الغلام فقال : يا غلام قد اشتريتك ، قال : فقام قائما فقال : السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي ، قال : وقد اشترى الحائط وأنت حر لوجه الله ، والحائظ هبة مني إليك. قال : فقال الغلام : يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له! قال : فقال عبّاس البقال : أحسن والله يا أبا إسحاق ، لأبي إسحاق دانق إلّا فلسا أعطه بدانق ما يريد. فقلت : والله لا أخذت إلّا بدانق إلّا فلسا.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان ابن إسحاق الجلّاب قال : قال أبو إسحاق الحربيّ : كان لنا جار نخاس في البيت يقال له عبّاس ، قد أتى عليه خمس وثمانون سنة ، قال : فسألته امرأة عن مسألة فقالت له : زوج ابنتي طلقها. قال : فرضيت أنت وأبوها؟ قالت : لا ، قال : لا يجوز حتى ترضى الأم والأب! قال : فقالت له : قد سألت أبا إسحاق فقال قد طلقت. قال : فقال ويدري أبو إسحاق؟! أنا أبصر من أبي إسحاق وأعلم وأكبر ، أنا ألقيت على أبي إسحاق مسألة فلم يخرج منها.

حدّثني محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الملحمي القاضي قال : سمعت عبد الله بن أحمد يقول : كان أبي يقول : امض إلى إبراهيم الحربيّ حتى يلقي عليك الفرائض.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : قال لنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الشافعي : لما مات سعيد بن أحمد بن حنبل ، جاء إبراهيم ـ يعني الحربيّ ـ إلى عبد الله بن أحمد ، فقام إليه عبد الله فقال : تقوم إلي؟ قال : لم لا أقوم ، والله لو رآك أبي لقام إليك. قال : والله لو رأى ابن عيينة أباك لقام إليه.

حدّثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصّوفيّ ، حدّثني عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد بن زبر ، حدّثني أبي قال : قال لي أبو

٣٣

علي الحسين بن فهم ـ وذكر إبراهيم الحربيّ ـ : والله يا أبا محمّد لا ترى عيناك مثل أبي إسحاق أيام الدنيا ، ولقد رأيت وجالست الناس من صنوف أهل العلم والحذق بكل فن منه ، فما رأيت رجلا أكمل في ذلك كله من أبي إسحاق رحمه‌الله.

أخبرني أبو بكر أحمد بن عبد الواحد المنكدري ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحافظ ـ بنيسابور ـ قال : سمعت محمّد بن صالح القاضي يقول : لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إبراهيم بن إسحاق الحربيّ في الأدب ، والفقه ، والحديث ، والزهد.

حدّثني محمّد بن أبي الحسن الساحلي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق بن محمّد بن الطل الأنباري ـ بها ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن يعقوب بن أبي عبد الله القرنجلي اللخمي ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربيّ ـ وما رأيت بعيني مثله ـ أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق بن الخليل البزّاز قال : سمعت إبراهيم الحربيّ. يقول : في كتاب أبي عبيد غريب الحديث ثلاثة وخمسون حديثا ليس لها أصل ، قد علّمت عليها في كتاب السروي ، منها : أتت امرأة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفي يدها مناجد (١).

ونهى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن لبس السراويلات المخرفجة (٢).

وأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهل قاه (٣).

وقال عمر للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو أمرت بهذا البيت فسفر (٤).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال للنساء : إذا جعتن خجلتن ، وإذا شبعتن دقعتن (٥)

. أخبرني أبو الفرج الطناجيري ، حدّثنا محمّد بن عبيد الله بن جعفر بن حمدان القصري ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير ، حدّثنا أبو العبّاس بن مسروق قال : قال لي إبراهيم الحربيّ : لا تحدث فتسخن عينك كما سخنت عيني. فقلت له : فما أعمل؟ قال : تطأطئ رأسك وتسكت. فقلت : فأنت لم تحدث؟ قال : ليس وجهي من خشب.

حدّثني أبو الفرج عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن الحارث التّميميّ قال : قرئ على

__________________

(١) المناجد : جمع منجد ؛ حلي مكلل بالفصوص ، وهو من لؤلؤ وذهب أو قرنفل في عرض شبر يأخذ من العنق إلى أسفل الثديين ، يقع على موضع النجاد.

(٢) المخرفجة : السراويل الواسعة الطويلة التي تقع على ظهور القدمين.

(٣) القاه : الطاعة ، والمعنى : أهل الطاعة.

(٤) سفر : كنس ، والمسفرة : المكنسة.

(٥) الدقع : الخضوع في طلب الحاجة.

٣٤

أبي الحسين العتكي وأنا أسمع قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول لجماعة عنده : من تعدون الغريب في زمانكم هذا؟ فقال واحد منهم : الغريب من نأى عن وطنه ، وقال آخر : الغريب من فارق أحبابه ، وقال كل واحد منهم شيئا ، فقال إبراهيم : الغريب في زماننا رجل صالح عاش بين قوم صالحين ، إن أمر بالمعروف آزروه ، وإن نهى عن المنكر أعانوه وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه ، ثم ماتوا وتركوه!!

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال : اجتمع إبراهيم الحربيّ ، وأحمد بن يحيى ثعلب ، فقال ثعلب لإبراهيم : متى يستغنى الرجل عن ملاقاة العلماء؟ فقال له إبراهيم : إذا علم ما قالوا ، وإلى أي شيء ذهبوا فيما قالوا.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي جعفر الأخرم ، أخبرنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد بن عمر الطوماري ، حدّثنا محمّد بن خلف وكيع. قال : كان لإبراهيم الحربيّ ابن ، وكان له إحدى عشرة سنة قد حفظ القرآن ، ولقنه من الفقه شيئا كثيرا ، قال : فمات ، فجئت أعزيه ، قال : فقال لي : كنت أشتهي موت ابني هذا ، قال : قلت : يا أبا إسحاق أنت عالم الدنيا تقول مثل هذا في صبي قد أنجب ، ولقنته الحديث والفقه؟ قال : نعم ، رأيت في النوم كأن القيامة قد قامت ، وكأن صبيانا بأيديهم قلال فيها ماء يستقبلون الناس يسقونهم ، وكأن اليوم يوم حار شديد حره ، قال : فقلت لأحدهم : اسقني من هذا الماء ، قال : فنظر إليّ وقال : ليس أنت أبي. فقلت : فأيش أنتم؟ قال : فقال : نحن الصبيان الذين متنا في دار الدنيا ، وخلفنا آباءنا نستقبلهم فنسقيهم الماء ، قال : فلهذا تمنيت موته.

أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا مقاتل بن محمّد بن بنان العكي قال : حضرت مع أبي وأخي عند أبي إسحاق ـ يعني إبراهيم الحربيّ ـ فقال إبراهيم لأبي : هؤلاء أولادك؟ قال : نعم! قال : احذر لا يرونك حيث نهاك الله فتسقط من أعينهم.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الشافعي قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : عندي عن علي بن المديني قمطر لا أحدث عنه بشيء ، لأني رأيته مع المغرب وبيده نعله مبادرا ، فقلت : إلى أين؟ قال : ألحق الصلاة مع أبي عبد الله ، قلت : من أبو عبد الله؟ قال : ابن أبي دؤاد. فقلت : والله لأحدثت عنك.

أخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلّال ، أخبرنا إبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم السّقطيّ ـ بجرجان ـ حدّثنا أبو علي أحمد بن الحسين شعبة ، حدّثنا أحمد بن جعفر

٣٥

الهاشمي ، حدّثنا محمّد بن عبيد الله الكاتب قال : كنت يوما عند محمّد بن يزيد المبرد فأنشدني هذين البيتين :

جسمي معي غير أنّ الرّوح عندكم

فالجسم في غربة والرّوح في وطن

فليعجب النّاس منّي أنّ لي بدنا

لا روح فيه ولي روح بلا بدن

ثم قال : ما أظن قالت الشعراء أحسن من هذا! فقلت : ولا قول الآخر؟ قال : هيه ، قلت الذي يقول :

فارقتكم ومكثت بعدكم

ما هكذا كان الّذي يجب

فالآن ألقى النّاس معتذرا

من أن أعيش وأنتم غيب

قال : ولا هذا. قلت ولا قول خالد الكاتب :

روحان لي روح تضمّنها

جسدي وأخرى حازها بلد

وأظنّ غائبتي كشاهدتي

بمكانها تجد الّذي أجد

قال : ولا هذا. قلت : أنت إذا هويت الشيء ملت إليه ولم تعدل إلى غيره قال : لا ولكنه الحق. فأتيت ثعلبا فأخبرته فقال ثعلب : ألا أنشدته :

غابوا فصار الجسم من بعدهم

ما تنظر العين له فيّا

بأي وجه أتلقّاهم

إذا رأوني بعدهم حيّا؟

يا خجلتي منه ومن قوله

ما ضرّك الفقد لنا شيّا

قال : فأتيت إبراهيم بن إسحاق الحربيّ فأخبرته ، فقال : ألا أنشدته :

يا حيائي ممّن أحبّ إذا ما

قال بعد الفراق أنّي حييت؟

لو صدقت الهوى حبيبا على الصّحّ

ة لمّا نأى لكنت تموت

قال : فرجعت إلى المبرد. فقال : أستغفر الله إلّا هذين البيتين ـ يعني بيتي إبراهيم ـ.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز ـ بهمذان ـ حدّثنا محبوب ابن محمّد البرديجي قاضي سراوان قال : أنشدنا أبو سعيد الحسن بن زكريّا العدويّ ـ ببغداد ـ قال : أنشدني إبراهيم الحربيّ :

أنكرت ذلّي فأيّ شيء

أحسن من ذلّة المحبّ؟

أليس شوقي وفيض دمعي

وضعف جسمي شهود حبّي؟

٣٦

قال إبراهيم : هؤلاء شهود ثقات. أخبرني الأزهري قال : أنشدنا الحسين بن أحمد الصّيرفيّ قال : أنشدنا أبو علي الطوسي قال : أنشدنا بعض أصحابنا لإبراهيم الحربيّ ـ وقد قرأ رجل ضرير عنده فلم يكن طيب الصوت ـ :

اثنان إذا عدّا

فخير لهم الموت

فقير ما له زهد

وأعمى ماله صوت

أخبرنا أبو محمّد عبد الملك بن محمّد بن سلمان العطّار ، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدّثنا أبي عبد الرّحمن بن محمّد الزّهريّ قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : ما أنشدت بيتا من الشعر قط إلّا قرأت بعده : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ثلاث مرات.

أخبرني محمّد بن جعفر بن علان ، أخبرنا أبو علي الطوماري قال : أنشدنا إبراهيم الحربيّ :

إذا مات المعالج من سقام

فيوشك للمعالج أن يموت

حدّثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال : سمعت أبا يعلى الحافظ القزويني يقول : سمعت حمزة بن محمّد العلويّ يقول : سمعت عيسى بن محمّد الطوماري يقول : دخلنا على إبراهيم الحربيّ ـ وهو مريض ـ وقد كان يحمل ماؤه إلى الطبيب ، وكان يجيء إليه فيعالجه ، فجاءت الجارية وردت الماء وقالت : مات الطبيب! فبكى ثم أنشأ يقول :

إذا مات المعالج من سقام

فيوشك للمعالج أن يموت

حدّثني الحسن بن أبي الطّيّب ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا علي بن الحسن البزّاز قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربيّ يقول ـ وقد دخل عليه قوم يعودونه ـ فقالوا : كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ قال : أجدني كما قال الشّاعر :

دبّ فيّ البلاء سفلا وعلوا

وأراني أذوب عضوا فعضوا

بليت جدّتي بطاعة نفسي

فتذكّرت طاعة الله نضوا

حدّثني الأزهري قال : قال أبو الحسن الدار قطني : إبراهيم الحربيّ ثقة.

ذكر أبو عبد الرّحمن السّلميّ أنه سأل الدارقطني عن إبراهيم الحربيّ فقال : كان إماما وكان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه.

٣٧

وحدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن أبي الحسن الدار قطني قال : أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربيّ إمام مصنف عالم بكل شيء ، بارع في كل علم ، صدوق. مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال : ومات أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربيّ يوم الاثنين لتسع بقين من ذي الحجة ، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين ، وصلى عليه يوسف ابن يعقوب القاضي في شارع باب الأنبار ، وكان الجمع كثيرا جدّا ، وكان يوما في عقب مطر ووحل ، ودفن في بيته ، رحمه‌الله.

٣٠٦٠ ـ إبراهيم بن إسحاق ، أبو إسحاق الأنصاريّ ، ويعرف بالغسيلي ؛ لأنه من ولد حنظلة بن عبد الله غسيل الملائكة (١) :

نزل نيسابور وحدث بها عن أبي إبراهيم التُّرجمانيّ ، وعبد الأعلى بن حمّاد النرسي ، ومحمّد بن سليمان لوين ، ومجاهد بن موسى ، وأحمد بن منيع ، ومحمّد بن بشّار بندار ، ومحمّد بن المثني ، وعمرو بن علي وغيرهم. روى عنه محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ ، المعروف بالأخرم ، ومحمّد بن داود بن سليمان الزاهد ، ومحمّد بن أحمد ابن يحيى الحيري ، وكان غير ثقة. وهو إبراهيم بن إسحاق بن عيسى بن سلمة بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة. هكذا نسبه أبو جعفر محمّد بن صالح بن هانئ النّيسابوريّ.

وقال أبو حاتم محمّد بن حبان البستي : هو إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن محمّد بن مسلمة بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الغسيل.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق البغدادي الأنصاريّ ، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد بحديث ذكره.

وأخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يحيى المجيري ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الغسيلي ، حدّثنا لوين محمّد بن سليمان المصيصي ، حدّثنا شريك عن أبي إسحاق ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا نكاح إلّا بولي» (٢).

__________________

(١) ٣٠٦٠ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٩ / ١٥٢.

(٢) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢٠٨٥. وسنن الترمذي ١١٠١ ، ١١٠٢. وسنن ابن ماجة ١٨٨٠ ، ١٨٨١. وفتح الباري ٩ / ١٨٤ ، ١٩١.

٣٨

قال ابن نعيم : سمعت محمّد بن العبّاس الضّبيّ يذكر أن الغسيلي لما حدّث بهراة بهذا الحديث ، شنعوا عليه وأنكروه وقالوا : هذا حديث علي بن حجر.

قرأت على القاضي أبي العلاء الواسطيّ ، عن أبي حامد أحمد بن الحسين المروزيّ. قال : سمعت محمّد بن يحيى البوسنجي يقول : خرج إبراهيم بن إسحاق الغسيلي من نيسابور فورد هراة وأقام بها مدة ، ثم جاءنا إلى بوسنج وأقام عندنا ، فسمعنا منه كتبه المصنفة. وتوفي ببوسنج سنة ثلاث وتسعين ـ يعني ومائتين ـ.

٣٠٦١ ـ إبراهيم بن إسحاق بن أبي خضرون ، أبو إسحاق الصّيدلاني (١) :

من أهل سر من رأى. حدّث عن إسحاق بن أبي إسرائيل ، ومحمّد بن المثني العنزي. روى عنه عبد الله بن عدي ، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجانيان. إلّا أن ابن عدي قال : هو إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن أبي خضرون. فالله أعلم.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي خضرون ـ صيدناني بسر من رأى إملاء من حفظه ـ حدّثنا محمّد بن المثني ، حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا مسلمة بن الصّلت الشّيبانيّ عن زياد ـ وهو ابن أبي حسّان ـ قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أغاث ملهوفا غفر الله له ثلاثا وسبعين مغفرة ، واحدة منها فيها صلاح أمره كله ، واثنتان وسبعون درجات له عند الله يوم القيامة» (٢).

٣٠٦٢ ـ (٣) إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب ، أبو إسحاق الشّيرجي (٤) الخضيب الحنبليّ :

حدّث عن عبّاس الدوري ، وعلي بن داود القنطري ، ويحيى بن أبي طالب. روى عنه أبو الحسن الدار قطني ، وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه.

أخبرنا السّمسار ، حدّثنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إبراهيم الشّيرجي صاحب المروزيّ مات في جمادى الآخرة من سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٣٠٦١ ـ الصيدلاني : هذه النسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير (الأنساب ٨ / ١٢٢).

(٢) انظر الحديث في : تذكرة الموضوعات ٦٩. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٤٦. والضعفاء للعقيلي ٢ / ٧٧. ومجمع الزوائد ٨ / ١٩١. وقضاء الحوائج لابن أبي الدنيا ٢٩.

(٣) ٣٠٦٢ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٤٥٤. وطبقات الحنابلة ٢ / ١٦.

(٤) الشّيرجي : هذه النسبة إلى بيع دهن الشيرج ، وهو دهن السمسم (الأنساب ٧ / ٤٥٤).

٣٩

حدّثني أبو يعلى الفرا الحنبليّ قال : مات أبو إسحاق الشّيرجي صاحب المروزيّ في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، وصلى عليه أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي ، ودفن عند قبر أحمد بن حنبل.

٣٠٦٣ ـ إبراهيم بن إسحاق بن بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة ، أبو إسحاق الأسديّ :

سكن دمشق. وحدث بها عن جده بشر بن موسى. روى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخيّ.

٣٠٦٤ ـ إبراهيم بن أورمة بن سياوش بن فرّوخ ، أبو إسحاق الأصبهانيّ الحافظ (١) :

نسبه أبو نعيم أحمد بن عبد الله. سكن بغداد وكان يتلقى الحديث على شيوخها وحدث شيئا يسيرا عن عاصم بن النّضر الأحول ، وصالح بن حاتم بن وردان ، وعمرو بن علي الصّيرفيّ ، ونصر بن علي الجهضمي ، وأبي حاتم السجستاني. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، وأبو العبّاس بن مسروق الطوسي ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، وغيرهم.

وقال لي أبو نعيم الحافظ : إبراهيم بن أورمة المفيد فاق أهل عصره في المعرفة والحفظ ، أقام بالعراق يكتبون بفائدته ، توفي بعد سنة سبعين ومائتين بأصبهان. وقيل توفي ببغداد سنة إحدى وسبعين ومائتين. أصيب بكتبه أيام فتنة البصرة ، فلم يخرج له كبير حديث. حدّث عنه أبو داود السجستاني ـ هذا كله قول أبي نعيم ـ.

[قلت] (٢) : وفي تاريخ وفاة إبراهيم بن أورمة المذكور هاهنا وهم لأن إبراهيم توفي قبل سنة سبعين عندنا ببغداد لا بأصبهان ، وسنذكر ذلك إن شاء الله.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا القاضي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا محمّد بن يحيى ـ يعني ابن مندة ـ قال : سمعت إبراهيم بن أورمة يقول : حدّثني عاصم بن النّضر الأحول ، حدّثنا معتمر بن سليمان عن سفيان الثّوري عن عكرمة بن عمار ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى رجلا يأكل بشماله فقال : «كل بيمينك»(٣).

__________________

(١) ٣٠٦٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٠٨.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٤٥ ، ٤٦ ، ٥٠. وسنن الدارمي ٢ / ٩٧. وفتح الباري ٩ / ٥٢١ ، ٥٢٢.

٤٠