تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

٣٢٦٠ ـ إبراهيم بن هاشم بن الحسين بن هاشم ، أبو إسحاق البيّع ، المعروف بالبغويّ (١) :

سمع أمية بن بسطام ، وإبراهيم بن الحجّاج السامي ، وأبا الرّبيع الزهراني ، وعلي ابن الجعد ، ومحرز بن عون ، ومحمّد بن بكّار ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد بن سعيد الدّارمي. روى عنه أحمد بن سلمان النجاد ، وعبد الباقي بن قانع ، وجعفر الخالدي وإسماعيل بن علي الخطبي ، وأبو بكر الشافعي ، وعلي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثني إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم ، حدّثنا أبو الرّبيع الزهراني ، حدّثنا حاتم بن ميمون عن ثابت عن أنس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة ، إلّا أن يكون عليه دين» (٢).

أخبرني الأزهري قال : قال أبو الحسن الدار قطني : إبراهيم بن هاشم البغويّ ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال : مات أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم البغويّ ، يوم الخميس سلخ جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين ومائتين.

قلت : وكان مولده سنة سبع ومائتين.

٣٢٦١ ـ إبراهيم بن هاني ، أبو إسحاق النّيسابوريّ (٣) :

كان أحد الأبدال ، ورحل في العلم إلى العراق ، والشام ، ومصر ، ومكة ، ثم استوطن بغداد ، وحدث بها عن عبيد الله بن موسى العبسي ، ويعلى ومحمّد ابني عبيد ، وقبيصة بن عقبة ، وخلّاد بن يحيى ، وأبي عبد الرّحمن المقبري ، وأبي المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج ، وأبي صالح عبد الله بن صالح المصريّ ، وإبراهيم بن عبد الله بن العلا بن زبر ، وأيّوب بن خالد الحراني ، وعلي بن عيّاش ، وأبي اليمان ، وأمثالهم. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمّد بن عبدوس بن كامل ، وعبد الله بن محمّد البغويّ ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأحمد بن محمّد بن هارون الخلّال وعبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ ،

__________________

(١) ٣٢٦٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٩٧.

(٢) انظر الحديث في : الموضوعات ، لابن الجوزي ٢ / ٢٤٤. والعلل المتناهية ١ / ١٠٦.

(٣) ٣٢٦١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٩٧.

٢٠١

والحسين بن إسماعيل المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وغيرهم.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصّلت الأهوازي ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، حدّثنا إبراهيم بن هاني ، حدّثنا عبيد الله ـ يعني ابن موسى ـ حدّثنا شيبان عن يحيى أن نافعا أخبره عن حفصة أم المؤمنين : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح.

رواه جماعة عن يحيى بن أبي كثير ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن حفصة ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وكذلك رواه عمر بن محمّد بن زيد ، ومالك بن أنس ، واللّيث بن سعد ، وموسى ابن عقبة. وغيرهم عن نافع.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا إبراهيم بن هاني ، حدّثنا محمّد بن عبد الواهب أبو شهاب ، عن أبي إسحاق الشّيبانيّ ، عن أبي بكر بن حفص ، عن ابن عمر ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها» (١).

أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن أشناس البزّاز ، حدّثنا علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلديّ ـ بواسط ـ قال : سمعت أخي قال : حدّثنا يزيد بن هارون بن عيسى قال : سمعت من يخبر عن أحمد ابن حنبل قال : إن يكن أحد ممن يعرف من الأبدال فإبراهيم بن هاني.

كذا أخبرناه ابن أشناس وفي إسناده وهم. وأحسب صوابه قال : سمعت أخي يزيد بن هارون بن عيسى. والله أعلم.

أخبرني أبو عبد الله محمّد بن جعفر المؤدّب ، حدّثنا عمر بن أحمد المروروذي ، حدّثنا أبو بكر النّيسابوريّ قال : حدّثني أبو موسى الطوسي ـ في جنازة إبراهيم بن هاني ـ قال : سمعت ابن زنجويه يقول : قال أحمد بن حنبل : إن كان ببغداد رجل من الأبدال فأبو إسحاق النّيسابوريّ. واللفظ لابن عبد الواحد.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٣٦٨٨. وسنن ابن ماجة ٤٠٢٠. ومسند أحمد ٥ / ٣٤٢. وفتح الباري ١٠ / ٥١. والأحاديث الصحيحة ١ / ١٣٨ ، ٧٠١.

٢٠٢

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبليّ قال : أخبرنا أبو بكر الخلّال ، أخبرنا علي ابن الحسن بن هارون ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هاني. قال : كان أحمد بن حنبل مختفيا هاهنا عندنا في الدار. فقال لي أحمد بن حنبل : ليس أطيق ما يطيق أبوك ـ يعني من العبادة ـ.

وقال الخلّال : أخبرني يوسف بن موسى قال : سألت أبا عبد الله امرأة عن وصية فذكرت له أبا إسحاق النّيسابوريّ. فقال أبو عبد الله : أبو إسحاق ثقة.

أخبرني الأزهري قال : قال أبو الحسن الدار قطني : إبراهيم بن هاني النّيسابوريّ أبو إسحاق ثقة فاضل ، سكن بغداد.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا أبو بكر النّيسابوريّ. قال : حضرت إبراهيم بن هاني عند وفاته فجعل يقول لابنه إسحاق : يا إسحاق ارفع الستر قال : يا أبت الستر مرفوع. قال : أنا عطشان ، فجاءه بماء قال : غابت الشمس؟ قال : لا. قال : فرده ثم قال : لمثل هذا فليعمل العاملون. ثم خرجت روحه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال : قرأت على أحمد بن عيسى بن الهيثم التّمّار قال : حدّثنا عبيد بن محمّد بن خلف البزار. قال : مات إبراهيم بن هاني والرمادي في سنة خمس وستين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال : وإبراهيم بن هاني النّيسابوريّ صاحب أحمد بن حنبل ، توفي يوم الأربعاء لأربع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وستين.

٣٢٦٢ ـ إبراهيم بن هشام ، المدائنيّ :

حدّثنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الكنديّ ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن جعفر الخرائطي قال : حدّثني أحمد بن جعفر ، حدّثني إبراهيم بن هشام المدائنيّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن فضيل ، عن رزين أبي أسماء. أن رجلا دخل غيضة فقال : لو خلوت هاهنا بمعصية من كان يراني؟ فسمع صوتا ملأ ما بين [السماء والأرض] (١) : (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك ١٤].

__________________

(١) ٣٢٦٢ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٠٣

٣٢٦٣ ـ إبراهيم بن الهيثم بن المهلّب ، أبو إسحاق البلديّ (١) :

سكن بغداد وحدث بها عن علي بن عيّاش ، وأبي اليمان الحمصيين ، وآدم بن أبي إياس ، والهيثم بن جميل ، وأبي صالح كاتب اللّيث ، وأبي شيخ الحراني. روى عنه عبد الله بن محمّد بن ناجية ، والقاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد ، ومحمّد بن عمرو الرزاز ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأحمد بن سلمان النجاد ، ومكرم بن أحمد القاضي ، وأبو سهل بن زياد ، وأبو بكر الشافعي.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصّلت قال : حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، حدّثنا إبراهيم بن الهيثم ، حدّثنا آدم ، حدّثنا ورقاء ، عن جابر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن حفصة. قالت : ما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي بعد طلوع الفجر إلّا ركعتين.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا مكرم بن أحمد بن محمّد بن مكرم القاضي ، حدّثنا إبراهيم بن الهيثم البلديّ ـ ببغداد سنة ثمان وسبعين ومائتين ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا كريد بن رواحة ، عن أبي هلال الراسبي قال : حدّثنا قتادة ، عن أنس بن مالك. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور» (٢). وهي الريح العقيم.

أنبأنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال : إبراهيم بن الهيثم البلديّ حدّث ببغداد بحديث الغار عن الهيثم بن جميل ، عن مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكذبه فيه الناس وواجهوه به ، وبلغني أن أول من أنكر عليه في المجلس أحمد بن هارون البرديجي.

قال ابن عدي : سمعت حاجب بن أركين يقول : سمعت محمّد بن عوف يقول : ما سمع من الهيثم بن جميل حديث الغار إلّا أنا والحسن بن منصور البالسي. قال ابن عدي : وإبراهيم بن الهيثم أحاديثه مستقيمة سوى هذا الحديث الواحد الذي أنكروه عليه ، وقد فتشت حديثه فلم أر له حديثا منكرا من جهته ، إلّا أن يكون من جهة من روى عنه.

__________________

(١) ٣٢٦٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزير ١٢ / ٣٠٠.

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ٦١٧. وصحيح البخاري ٢ / ٤١ ، ٤ / ١٣٢ ، ١٦٦ ، ٥ / ١٤٠. وفتح الباري ٢ / ٥٢٠ ، ٧ / ٣٩٩.

٢٠٤

قلت : قد روى حديث الغار عن الهيثم جماعة ، وإبراهيم بن الهيثم عندنا ثقة ثبت لا يختلف شيوخنا فيه ، وما حكاه ابن عدي من الإنكار عليه لم أر أحدا من علمائنا يعرفه ، ولو ثبت لم يؤثر قدحا فيه ، لأن جماعة من المتقدمين أنكر عليهم بعض رواياتهم ، ولم يمنع ذلك من الاحتجاج بهم ، مثل أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي ، فإن يحيى بن معين أنكر عليه رواياته عن همام ، عن ثابت ، عن أنس ، عن أبي بكر الصدّيق. قال : قلت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن في الغار لو أن أحدهم ـ يعني المشركين ـ رفع قدميه لأبصرنا! فقال : «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» (١).

وزعم يحيى أنه وجد هذا الحديث على ظهر كتاب أبي سلمة واتهمه بأنه لم يسمعه من همام ، والتمس يحيى من التبوذكي أن يحلف عليه أنه سمعه ، فلم يمنع هذا الإنكار من الاحتجاج بحديث أبي سلمة ، ولو فتش الحديث لوجد فيه مثل هذا كثير.

وأما قول محمّد بن عوف أن حديث الغار لم يسمعه من الهيثم بن جميل إلّا هو والحسن بن منصور فلا حجة فيه ، لجواز أن يكون قد سمعه من لم يعلم به.

وقد أخبرنا بالحديث الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا إبراهيم بن الهيثم ، حدّثنا الهيثم بن جميل ، حدّثنا مبارك عن الحسن ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وذكر قصة الغار بطوله.

أخبرناه أبو طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الخفاف ، أخبرنا عبد الله بن القاسم ابن سهل الفقيه ـ بالموصل ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سفيان ، حدّثنا محمّد بن عوف الحمصي ، حدّثنا الهيثم بن جميل ، حدّثنا مبارك بن فضالة بإسناده مثله سواء.

قال أبو محمّد عبد الله بن أبي سفيان : ما علمت أني كتبت هذا الإسناد إلّا عن محمّد بن عوف.

وأخبرنيه عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ في كتابه إليّ قال : أخبرنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة ، حدّثنا محمّد بن عوف وإبراهيم بن الهيثم البلديّ. قالا : حدّثنا الهيثم بن جميل ، حدّثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن ثلاثة أووا إلى غار فانطبق عليهم» ، وذكر الحديث.

أخبرنا أبو المظفّر محمّد بن الحسن المروزيّ ، أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي ،

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٥ / ٤ ، ٦ / ٩. وصحيح مسلم ١٨٥٤.

٢٠٥

حدّثنا محمّد بن المسيب الأرغياني ، حدّثني محمّد بن عوف وأحمد بن منصور. قالا : حدّثنا الهيثم بن جميل ، حدّثنا المبارك بن فضالة ، حدّثنا الحسن ، حدّثنا أنس بن مالك ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أن ثلاثة رهط كانوا في غار فانطبق عليهم الغار ، قالوا : هلم فليدع كل إنسان منا بأفضل عمله ، وذكر الحديث بطوله.

أخبرنا محمّد بن عبد الملك وعبد العزيز بن علي القرشيّان. قالا : حدّثنا عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي بانتخاب الدارقطني ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن شعبة ، حدّثنا الهيثم بن خالد بن يزيد ، حدّثنا الهيثم بن جميل ، حدّثنا مبارك ـ يعني ابن فضالة ـ عن الحسن ، عن أنس بن مالك. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كان فيمن كان قبلكم ثلاثة نفر في غار ، فانطبق عليهم». وذكر الحديث.

أخبرني الأزهري قال : قال أبو الحسن الدارقطني : إبراهيم بن الهيثم البلديّ ثقة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. قال : ومات إبراهيم بن الهيثم البلديّ في يوم الخميس ، ودفن يوم الجمعة لثمان بقين من شهر جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين ومائتين.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إبراهيم بن الهيثم مات في سنة ثمان وسبعين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال : وإبراهيم بن الهيثم البلديّ توفي لأيام بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين.

* * *

حرف الياء من آباء الإبراهيمين

٣٢٦٤ ـ إبراهيم بن أبي محمّد يحيى بن المبارك بن المغيرة ، أبو إسحاق العدويّ ، المعروف بابن اليزيدي (١) :

وهو بصري سكن بغداد وكان ذا قدر وفضل ، وحظ وافر من الأدب. سمع ابن أبي زيد الأنصاريّ ، وأبا سعيد الأصمعي ، وله كتاب مصنف يفتخر به اليزيديون ،

__________________

(١) ٣٢٦٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٠٠.

٢٠٦

وهو : ما اتفق لفظه واختلف معناه ، نحو من سبعمائة ورقة ، رواه عنه ابن أخيه عبيد الله بن محمّد بن أبي محمّد اليزيدي ، وذكر إبراهيم أنه بدأ يعمل ذلك الكتاب وهو ابن سبع عشرة سنة ، ولم يزل يعمله إلى أن أتت عليه ستون سنة ، وله كتاب «مصادر القرآن» ، وكتاب في بناء الكعبة وأخبارها ، وكان شاعرا مجيدا.

قرأت على الحسن بن علي الجوهريّ ، عن أبي عبيد الله المرزباني قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق الوشّاء ، حدّثنا أبو علي إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيدي. قال : قال إبراهيم بن أبي محمّد أخي : كنت يوما عند المأمون وليس معنا إلّا المعتصم ، فأخذت الكأس من المعتصم فعربد عليّ فلم أحتمل ذلك وأجبته. فأخفى ذلك المأمون ولم يظهر ذلك الإظهار ، فلما صرت من الغد إلى المأمون كما كنت أصير قال لي الحاجب : أمرت أن لا آذن لك ، فدعوت بدواة وقرطاس وكتبت :

أنا المذنب الخطّاء والعفو واسع

ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو

سكرت فأبدت منّي الكأس بعض ما

كرهت وما إن يستوي السّكر والصّحو

ولا سيّما إذ كنت عند خليفة

وفي مجلس ما إن يليق به اللّغو

ولو لا حميّا الكأس كان احتمال ما

بدهت به لا شكّ فيه هو السّرو

تنصّلت من ذنبي تنصّل ضارع

إلى من إليه يغفر العمد والسّهو

فإن يعف عنّي ألف خطوي واسعا

وإلّا يكن عفو فقد قصر الخطو

قال : فأدخلها الحاجب ثم خرج إليّ فأدخلني. فمد المأمون باعيه فأكببت على يديه فقبلتهما ، فضمني إليه وأجلسني.

قال المرزباني : وحدّثني العبّاس بن أحمد النّحويّ أن المأمون وقع على ظهر هذه الأبيات :

إنّما مجلس النّدامى بساط

للمودّات بينهم وضعوه

فإذا ما انتهوا إلى ما أرادوا

من حديث ولذّة رفعوه

٣٢٦٥ ـ إبراهيم بن يزداذ البهزي (١) :

حدّث بأصبهان عن محمّد بن يحيى بن عبد الكريم الأزديّ. روى عنه محمّد بن يحيى بن مندة الأصبهانيّ خبرا ذكرناه في أول هذا الكتاب.

وقرأت في كتاب محمّد بن مخلد بخطه : سنة تسع وتسعين ومائتين ، مات فيها إبراهيم بن يزداذ أبو إسحاق البهزي في صفر.

__________________

(١) ٣٢٦٥ ـ «البهزي» إضافة من نهاية الترجمة.

٢٠٧

٣٢٦٦ ـ إبراهيم بن يوسف ، أبو إسحاق البزّاز ، مولى بني هاشم :

حدّث عن عطيّة بن بقية بن الوليد ، وعبد الرّحمن بن يونس الرّقي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا إبراهيم بن يوسف البزّاز البغدادي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يونس الرّقي ، حدّثنا أبو القاسم بن أبي الزناد ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر. قال : دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وغلام له حبشي يغمز ظهره. فقلت : ما شأنك يا رسول الله؟ فقال : «إن الناقة اقتحمت بي» (١).

قال سليمان : لم يروه عن زيد إلّا هشام ، ولا عن هشام إلّا أبو القاسم. تفرد به عبد الرّحمن.

٣٢٦٧ ـ إبراهيم بن اليسع ، أبو إسحاق الشّعبيّ (٢) :

حدّث عن الفتح بن شخرف. روى عنه منصور بن محمّد الحذاء المقرئ.

* * *

وممّن يسمى إبراهيم ولا نعرف اسم أبيه

٣٢٦٨ ـ إبراهيم الآجريّ (٣) الكبير :

كان أحد المشهورين بالفضل ، معروفا بالصلاح والخير.

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز. قال : سمعت جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي يقول : سمعت الجنيد بن محمّد يقول : سمعت عبدون الزّجّاج يقول : قال لي إبراهيم الآجري ـ وكان من الفاضلين ـ لأن ترد إلى الله همك ساعة خير مما طلعت عليه الشمس.

٣٢٦٩ ـ إبراهيم الآجريّ ـ آخر ـ :

يحكي عن إبراهيم الذي تقدم ذكره ما أخبرنيه الأزهري قال : حدّثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، حدّثنا علي بن محمّد الواعظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد الطوسي

__________________

(١) ٣٢٦٦ ـ انظر الحديث في : المعجم الصغير للطبراني ١ / ٨٣. ومجمع الزوائد ٥ / ٩٦. وكنز العمال ١٨٦٦٨.

(٢) ٣٢٦٧ ـ هكذا في الأصل ، وفي الصميصاطية : «الشيعي».

(٣) ٣٢٦٨ ـ الآجري : هذه النسبة إلى عمل الآجر وبيعه (الأنساب ١ / ٩٤).

٢٠٨

قال : سمعت إبراهيم الآجري ـ وكان من أفاضل أمة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : سمعت أستاذنا إبراهيم الآجري الكبير يقول : كنت يوما قاعدا على باب المسجد في يوم شات ، إذ مر بي رجل عليه خرقتان فظننت أنه من هؤلاء الذين يسألون. فقلت في نفسي : لو عمل هذا بيده لكان خيرا له. قال : ومضى الرجل ، فلما كان بالليل أتاني ملكان فأخذا بضبعي ثم أدخلاني المسجد الذي كنت على بابه قاعدا ، فإذا رجل نائم عليه خرقتان. فكشفا عن وجهه فإذا هو الذي مر بي. فقالا لي : كل لحمه. فقلت : ما اغتبته. قالا لي : بل حادثت نفسك بغيبته ، ومثلك لا يرضى منه بمثل هذا. قال : فانتبهت فزعا فمكثت ثلاثين يوما أقعد على باب ذلك المسجد لا أقوم منه إلّا لفرض ، أنتظر أن يمر بي فأستحله ، فلما كان يوم الثلاثين مر بي على حاله والخرقتان عليه ، فوثبت إليه فغمز وغمزت خلفه ، فلما خفت أن يفوتني قلت : يا هذا أكلمك! قال : فالتفت إليّ ثم قال : يا إبراهيم وأنت أيضا ممن يغتاب المؤمنين بقلبه؟ قال : فسقطت مغشيّا عليّ ، فأفقت وهو عند رأسي فقال : أتعود؟ قلت : لا ، ثم غاب من بين عيني فلم أره بعد ذلك.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي في كتابه ، حدّثنا أبو العبّاس بن مسروق وأبو محمّد الجريري وأبو أحمد المغازلي ، وغيرهم ، عن إبراهيم الآجري : أن يهوديّا جاءه يقتضيه شيئا من ثمن قصب فكلمه [في أن يسلم] (١) فقال له : أرني شيئا أعرف به شرف الإسلام وفضله على ديني حتى أسلم. قال : فقال : أو تفعل؟ قال : نعم! قال : هات رداءك قال : فأخذه فجعله في رداء نفسه ولف رداءه عليه ورمى به في النار ـ نار أتون الآجر ـ ودخل في أثره فأخذ الرداء وخرج من النار ، ففتح رداء نفسه فإذا هو صحيح ، وأخرج رداء اليهودي حراقا أسود من جوف رداء نفسه ، فأسلم اليهودي.

٣٢٧٠ ـ إبراهيم الكبشيّ ، المعدّل (٢) :

كان عنده حديثان أحدهما عن الحكم بن موسى والآخر عن هناد بن السّري.

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، أخبرنا ابن قانع : أن إبراهيم الكبشيّ مات سنة سبع وتسعين ومائتين.

هذا آخر باب إبراهيم

__________________

(١) ٣٢٦٩ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٠٩

ذكر من اسمه إسماعيل

جعلت أسماء الرّجال في ذلك على ترتيب طبقاتهم وموتهم دون اعتبار الحروف :

٣٢٧١ ـ إسماعيل بن سالم ، أبو يحيى الأسديّ (١) :

يقال : إنه أخو محمّد بن سالم ، وبعض الناس ينكر أن يكون أخاه. سمع عامرا الشّعبيّ ، وسعيد بن جبير ، وأبا صالح ذكوان ، وعلقمة بن وائل ، وأبا صالح الحنفيّ. روى عنه سفيان الثّوري ، وأبو عوانة ، وهشيم بن بشير ، وابنه يحيى بن إسماعيل. وهو من أهل الكوفة نزل بغداد قبل تمصيرها.

كذلك أخبرنا أبو حازم محمّد بن الحسين بن محمّد الفراء ، أخبرنا الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي ، حدّثنا أبو عمران موسى بن القاسم بن الأشنب ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : وكان ببغداد ـ قبل أن تبنى وتسكن ـ إسماعيل بن سالم الذي روى عنه هشيم وأصحابه.

وأخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : إسماعيل بن سالم الأسديّ الذي روى عنه هشيم وأصحابه كان ثقة ثبتا ، وكان أصله من أهل الكوفة ، ثم تحول فسكن بغداد قبل أن تبنى وتسكن ، وكانت ببغداد لهشام بن عبد الملك وغيره من الخلفاء خمسمائة فارس رابطة. يغيرون على الخوارج إذا خرجوا في ناحيتهم قبل أن يضعف أمرهم (١).

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى القرشيّ.

وأخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس. قالا : أخبرنا أحمد

__________________

(١) ٣٢٧١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٧ / ٢٣٦. وتهذيب الكمال ٤٤٧ (٣ / ٩٨). والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٣٥٦. والطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٢ / ٦٧. والمعرفة ليعقوب ٣ / ٩٦. والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٧٢. والثقات لابن شاهين ورقة ٢. والكامل لابن عدي ٢ / ورقة ٩٠. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ١١٦. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ٣٣. والكاشف ١ / ١٢٣. وتهذيب التهذيب ١ / ٣٠٢.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ٩٩. وطبقات ابن سعد ٧ / ٢ / ٦٧.

٢١٠

ابن جعفر بن المنادي. قال : كان بها ـ يعني بغداد ـ أول أيام أبي العبّاس عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب المعروف بالسفاح ، وهو أول الخلفاء من بني العبّاس ، إسماعيل بن سالم الأسديّ ، وكنيته أبو يحيى. وذلك قبل أن تعمر بغداد في سنة نيف وثلاثين ومائة (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق وعلي بن محمّد بن عبد الله. قالا : أخبرنا محمّد ابن أحمد بن الحسن الصواف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال : سئل أبي وأنا أسمع عن فراس بن يحيى ، وإسماعيل بن سالم. قال : فراس بن يحيى أقدم موتا من إسماعيل ، وإسماعيل أوثق منه ـ يعني في الحديث ـ فراس فيه شيء من ضعف ، وإسماعيل بن سالم أحسن استقامة منه ـ يعني في الحديث ـ وأقدم سماعا ، إسماعيل سمع من سعيد بن جبير (٢).

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد. قال : سألته ـ يعني أباه ـ عن إسماعيل بن سالم. فقال : ثقة ثقة (٣).

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي ـ بطرسوس ـ قال : قلت ـ يعني لأحمد بن حنبل ـ : كيف كان إسماعيل بن سالم ، قال : ليس به بأس. قلت (٤) : إنه حكي عن أبي عوانة عن إسماعيل بن سالم أنه سمع زبيرا يقول : وذكر (٥) في قصة لمعاوية. قال : ومن سمع هذا من أبي عوانة؟ثم قال : قد كانت عنده أحاديث الشيعة. وقد نظر له شعبة في كتبه (٦).

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الغوزمي ، حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : قلت لأحمد ابن حنبل : إسماعيل بن سالم؟ قال : بخ (٧)!.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٩ ـ ١٠٠.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٠٠.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٠٠.

(٤) ظن ناشر المطبوعة أن الكلام للمؤلف بينما هو للمروذي.

(٥) في المطبوعة : «كان في قصة معاوية».

(٦) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٠٠.

(٧) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٠٠.

٢١١

وسمعت أحمد بن حنبل يقول : إسماعيل بن سالم صالح الحديث. قلت له : هو أكبر أو مطرف؟ قال : هو أكبر (١).

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فإسماعيل بن سالم كيف حديثه؟ قال : ثقة (٢).

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، حدّثنا علي ابن أحمد بن سليمان البزّاز ـ بمصر ـ حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن سالم ثقة حجة (٣).

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى يقول : إسماعيل بن سالم الأسديّ ثقة.

قال ابن أبي خيثمة : أصله كوفي نزل بغداد. حدّثنا الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن سالم الأسديّ ثقة ، أوثق من أساطين مسجد الجامع ، سمع منه هشيم ، ولم يسمع منه شريك (٤).

وسمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن سالم قد روى عن أبي صالح ذكوان صاحب الأعمش ، وروى أيضا عن أبي صالح الحنفيّ.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا أبو القاسم محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : إسماعيل بن سالم كوفي ثقة.

أخبرنا البرقاني. قال : سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : هشيم عن إسماعيل بن سالم كوفي ثقة (٥).

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٠١.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٠١.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٠١.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٠١. والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٧٢.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٠١.

٢١٢

٣٢٧٢ ـ إسماعيل بن إبراهيم ، أبو إبراهيم ، صاحب الرّقيق :

حدّث عن شرحبيل بن سعد. روى عنه أبو معمّر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي.

أنبأني أحمد بن علي الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن إسحاق الحافظ. قال : أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم صاحب الرّقيق بغدادي.

وكذا قال أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد الله بن المنادي في كتاب «الأسماء والكنى» ، بلغني ذلك عنه.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ. قال : إسماعيل بن إبراهيم صاحب الرّقيق عن شرحبيل بن سعد ، عن جابر بن عبد الله ؛ أوتر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بثلاث ، وصلى في ثوب. سمع منه أبو معمّر إسماعيل الهروي.

٣٢٧٣ ـ إسماعيل بن زكريّا بن مرّة ، أبو زياد الخلقاني ، مولى بني أسد بن خزيمة ، يلقب شقوصا (١) :

وهو كوفي الأصل سمع إسماعيل بن أبي خالد. وأبا إسحاق الشّيبانيّ وسليمان الأعمش ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وسهيل بن أبي صالح ، وأشعث بن سوار ، ومحمّد بن عجلان ، ومالك بن مغول ، ومسعرا. روى عنه سعيد بن سليمان سعدويه ، ومحمّد بن الصّبّاح الدّولابي ، وأبو الرّبيع الزهراني ، ومحمّد بن بكّار بن الرّيّان ، ومحمّد بن سليمان لوين.

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن نصر الستوري ، حدّثنا عمر بن جعفر ابن سلم ، حدّثنا أبو بكر يعقوب بن يوسف المطوعي ـ سنة أربع وثمانين ومائتين ـ حدّثنا محمّد بن بكّار ، حدّثنا إسماعيل بن زكريّا أبو زياد ، عن الأعمش ، وعن مسعر ابن كدام ، وعن مالك بن مغول كلهم عن الحكم بن عتيبة ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال في الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم صل على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد» (٢).

__________________

(١) ٣٢٧٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٤٥ (٣ / ٩٢ ـ ٩٦). والمنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٣٤٥. والمعرفة ٢ / ١٧٠. وثقات ابن شاهين ورقة ٢. وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٤. والكامل لابن عدي (ع / ورقة ١٢٢). والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٧٠. والطبقات الكبرى ٧ / ٢ / ٧٠. والجمع ١ / ٢٥. وميزان الاعتدال ١ / ٢٢٩.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٢١٣

أنبأنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سلم القاضي ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبيد الشهرزوري ، حدّثنا محمّد بن بكّار. قال : سمعنا من قيس بن الرّبيع وإسماعيل بن زكريّا ببغداد قديما.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس البخاريّ. قال : حدّثني سليمان أبو الرّبيع قال : سمعت عبد الله بن داود يقول : كان إسماعيل بن زكريّا يأتي الأعمش فيجلس بجنبه ، ونحن ناحية.

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي.

وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ. قالا : حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ وذكر إسماعيل بن زكريّا فقال : هو أبو زياد. ثم قال : لم نكتب نحن عن هذا شيئا ، كأنه يقول : لم ندركه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه الهروي ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا سليمان بن الأشعث. قال : قلت لأحمد بن حنبل : إسماعيل بن زكريّا؟ قال : هو أبو زياد كان هاهنا ، ما كان به بأس (١).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ ، حدّثنا يوسف بن أحمد بن يوسف الصّيدلاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال :سمعت أبي يقول : إسماعيل بن زكريّا الخلقاني حديثه حديث مقارب.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ النّيسابوريّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو الحسن الميموني قال : قلت لأبي عبد الله : إسماعيل بن زكريّا كيف هو؟ قال لي : أما الأحاديث المشهورة التي يرويها ، فهو فيها مقارب الحديث ، صالح ، ولكن ليس ينشرح الصدر له ، ليس يعرف ، هكذا ـ يريد بالطلب (٢) ـ.

قال الميموني : قلت ليحيى بن معين : إسماعيل بن زكريّا؟ قال : هو ضعيف الحديث(٣).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٤.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٤.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٤.

٢١٤

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال الفضل بن زياد : وسألت أبا عبد الله (١) عن أبي شهاب وإسماعيل بن زكريّا فقال : كلاهما ثقة ، وكان إسماعيل أقدم رواية من مغيرة وأبي فروة ، إلّا أن أبا شهاب كأنه (٢).

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فإسماعيل بن زكريّا أحب إليك في الحديث أو يحيى بن زكريّا؟ قال : لم؟ أهما أخوان عندك؟! قلت : لا. ولكني أردت في الحديث ، فقال : يحيى أحب إليّ (٣).

قلت : ـ يعني يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة ـ أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة الأسفراييني ، حدّثنا الميموني قال : قلت لأبي زكريّا ـ يعني يحيى بن معين ـ إسماعيل بن زكريّا ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر وابن عبّاس. قالا : إذا آلى الرجل من امرأته فمضت أربعة أشهر فهي تطليقة بائنة. قلت : عنهما خلاف ذا؟ قال : نعم سفيان ، وشعبة جميعا يرويان خلاف ذا والحديث خطأ ، قلت : ممن أتى؟ قال : إسماعيل بن زكريّا هو ضعيف الحديث ، قلت : فمنه أتى؟ قال : لا هو مشهور عن الأعمش ، قلت : فمن الأعمش أتى؟ قال : نعم كذا أظن أنه أتى من الأعمش.

دفع إلى محمّد بن أحمد بن رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه.

ثم أخبرني الأزهري ، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، حدّثنا مكرم ، حدّثنا يزيد بن الهيثم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن زكريّا ليس به بأس (٤).

وقال في موضع آخر : إسماعيل بن زكريّا صالح الحديث. قيل له : أفحجة (٥) هو؟

قال : الحجة شيء آخر (٦).

__________________

(١) في المطبوعة والأصل : «وسألت عبد الله».

(٢) في المطبوعة والأصل : «دانه» وانظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٤.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٤.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٤.

(٥) في الأصل والمطبوعة : «قيل له فحجة».

(٦) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٤.

٢١٥

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير. قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن زكريّا الخلقاني ثقة.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد ابن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سألت يحيى بن معين عن إسماعيل ابن زكريّا الخلقاني فقال : ثقة (١).

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : إسماعيل بن زكريّا الخلقاني صدوق (٢).

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : إسماعيل بن زكريّا بن مرة مولى لبني سواءة (٣) بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ، ويكنى أبا زياد ، وكان تاجرا في الطعام وغيره ، وهو من أهل الكوفة ، فنزل بغداد في ربض حميد بن قحطبة ، ومات بها في أول سنة ثلاث وسبعين ومائة ، وهو ابن خمس وستين سنة (٤).

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا الرّازيّ ، حدّثنا الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا محمّد بن الصّبّاح الدّولابي ، حدّثنا إسماعيل بن زكريّا مولى بني أسد ـ ومات سنة ثلاث وسبعين (٥).

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا موسى بن هارون ، أخبرني أبي عن أبي الأحوص البغويّ. قال : مات إسماعيل ابن زكريّا سنة أربع وسبعين.

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٥.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٥.

(٣) في المطبوعة : «لبنى سوأة».

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٥.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٩٥.

٢١٦

٣٢٧٤ ـ إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير ، أبو إبراهيم الأنصاريّ ، مولى بني زريق (١) :

قارئ أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أخو محمّد وكثير ويحيى ويعقوب بني جعفر. سمع عبد الله بن دينار مولى ابن عمر ، والعلاء بن عبد الرّحمن مولى الحرقة ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر ، وربيعة بن أبي عبد الرّحمن ، وعمرو بن أبي عمرو ، وأبا سهيل نافع بن مالك ، وحميدا الطويل ، وسعد بن سعيد بن قيس الأنصاريّ ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، وداود بن قيس الفراء ، ومالك بن أنس. روى عنه سريج بن النّعمان الجوهريّ ، وسعيد بن سليمان الواسطيّ وسليمان بن داود الهاشمي ، ومحمّد ابن الصّبّاح الدّولابي ، ويحيى بن أيّوب العابد ، وداود بن عمرو الضّبيّ ، وأبو معمّر الهذلي ، والهيثم بن خارجة ، وأبو همام السكوني ، وأبو عمر الدوري ، وغيرهم. وكان قد أقام ببغداد يؤدب علي بن المهديّ المعروف بابن زرة ، ولم يزل بها إلى حين وفاته.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزّال ، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق ، حدّثنا محمّد بن الصّبّاح ، حدّثنا إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أنا فرطكم على الحوض» (٢).

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير ، مولى بني زريق الأنصاري المديني ، نسيد القطواني كان يكون ببغداد.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت أبا عمر حفص بن عمر الدوري. قال : إسماعيل بن جعفر يكنى أبا إبراهيم.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت مصعبا يقول : إسماعيل بن جعفر بن

__________________

(١) ٣٢٧٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٤٨. والبداية والنهاية ١٠ / ١٧٥.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١٤٨ ، ١٥٠ ، ١٥٨ ، ٩ / ٥٨. وصحيح مسلم ، كتاب الفضائل ٢٥ ، ٢٦ ، ٣٢.

٢١٧

أبي كثير من رقيق عبد الله بن الزبير ، فانتسبهم (١) الناس فانتموا إلى بني زريق من الأنصار ، ولم يكونوا عبيدا ، ولكنهم خافوا حيث أخذوا ، وأبى المغيرة أن يكتبهم في دعوة آل الزبير. قال : أنتم من الأنصار (٢).

وقال أحمد بن زهير : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن جعفر ثقة مأمون قليل الخطأ صدوق (٣).

أخبرنا أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فإسماعيل بن جعفر كيف هو؟ فقال : ثقة (٤).

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن جعفر أثبت من ابن أبي حازم ، وأثبت من الدراوردي ، ومن أبي ضمرة.

وقال العبّاس ـ في موضع آخر ـ : سمعت يحيى يقول : إسماعيل بن جعفر المدنيّ وأخوه محمّد بن جعفر ثقتان جميعا.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي. قال : قال يحيى بن معين : وإسماعيل ابن جعفر وأخوه محمّد بن جعفر ثقتان.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النّضر العطّار ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت عليّا ـ يعني ابن المديني ـ يقول : إسماعيل بن جعفر وأخوه محمّد بن جعفر المدنيّان ثقتان.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أخبرنا محمّد ابن حمد بن داود الكرجيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : إسماعيل ابن جعفر ويحيى بن جعفر وكثير بن جعفر كلهم صادقون من أهل المدينة.

__________________

(١) في المطبوعة : «فاقتسمهم».

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٥٧.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٥٩.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٥٩.

٢١٨

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير كان ثقة من أهل المدينة ، فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثّقفيّ ، حدّثنا حاتم بن اللّيث الجوهريّ ، حدّثنا الهيثم بن خارجة. قال : مات إسماعيل بن جعفر ببغداد سنة ثمانين ومائة (١).

٣٢٧٥ ـ إسماعيل بن محمّد بن عبد الرّحمن ، المدائني :

حدّث عن جويبر بن سعيد. روى عنه سلّام بن سليمان المدائنيّ.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، حدّثنا كوهي بن الحسن الفارسيّ ، حدّثنا أحمد بن القاسم أخو أبي اللّيث الفرائضي ، حدّثنا محمّد بن حبش المأموني ، حدّثنا سلّام بن سليمان الثّقفيّ ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن عبد الرّحمن المدائني ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عبّاس قال : نزلت في على ثلاثمائة آية (٢).

٣٢٧٦ ـ إسماعيل بن عيّاش بن سليم ، أبو عتبة العنسيّ (٣) :

من أهل حمص ، سمع : محمّد بن زياد الألهاني ، وشرحبيل بن مسلم ، وبحير بن سعد ، وأبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ ، وسهيل بن أبي صالح ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم. روى عنه سليمان الأعمش ، وفرج بن فضالة ، وعبد الله بن المبارك ، ويزيد بن هارون ، وأبو داود الطيالسي ، وعبد الله بن صالح العجليّ ، ومحمّد بن بكّار بن الرّيّان ، وأبو إبراهيم التّرجماني ، وداود بن عمرو الضّبيّ ، والحسن بن عرفة العبدي.

وكان إسماعيل قد قدم بغداد على أبي جعفر المنصور وولّاه خزانة الكسوة ، وحدث ببغداد حديثا كثيرا (٤).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ٦٠.

(٢) ٣٢٧٥ ـ على هامش الأصل : «آخر الجزء الرابع والأربعين».

(٣) ٣٢٧٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٧٢ (٣ / ١٦٣). والبداية والنهاية ٩ / ٦٧. والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٢٦٩. والكامل ، لابن عدي ٢ / ورقة ٩٦. والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٩١. وتهذيب ابن عساكر ٣ / ٤٢. والمعرفة ٢ / ٤٢٣. وميزان الاعتدال ١ / ٢٤١. وأحوال الرجال للجوزجاني ورقة ٣٢. وتهذيب التهذيب ١ / ٣٢٥.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٦٨.

٢١٩

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ البزّاز ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن موسى بن عقبة ويحيى بن سعيد الأنصاريّ ، وعبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهل حين استوت به راحلته.

أخبرني محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد الشافعي ـ بالأهواز ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعته ـ يعني أبا داود السجستاني ـ يقول : قال يزيد بن هارون : ما رأيت عربيا أحفظ من إسماعيل ابن عيّاش(١).

قال أبو داود : قدم إسماعيل قدمتين ، قدم هو وحريز (٢) بن عثمان الكوفة في مساحة أرض حمص ، وقدمة قدمها إلى بغداد ، سمع منه البغداديون ، وسمع يزيد بن هارون من إسماعيل بن عيّاش ببغداد في القدمة الأولى (٣).

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين. يقول : مضيت إلى إسماعيل بن عيّاش فرأيته قاعدا عند دار الجوهريّ على غرفة وما معه إلّا رجلان ، ينظران في كتابه ، فرجعت ولم أسمع شيئا ، وكان يحدثهم بنحو من خمسمائة في اليوم أكثر أو أقل ، وهم أسفل وهو فوق ، فيأخذون كتابه فينسخونه من غدوة إلى الليل.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس قال : سمعت أبا طالب الحافظ يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : قدم علينا إسماعيل بن عيّاش فنزل شارع عمرو الرومي فقعد على روشن وقرأ على الناس صحيفة ورمى بها إليهم ، فلم آخذ منها شيئا لأني لم أكن أنظر فيها.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ.

وأخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن محمويه بالبصرة ، حدّثنا سليمان بن عبد الحميد ، حدّثنا يحيى بن صالح. قال : ما رأيت رجلا أكبر نفسا من إسماعيل بن عيّاش ، كنا إذا أتينا إلى مزرعته لا يرضى لنا

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٢.

(٢) تصحفت في المطبوعة إلى : «هو وجرير بن عثمان».

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٣ / ١٧٢.

٢٢٠