تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

ذكر من اسمه إبراهيم على ما تقدم من ترتيب حروف المعجم

حرف الألف من آباء الإبراهيمين

٣٠٣١ ـ إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن يعيش ، أبو إسحاق (١) :

سمع يزيد بن هارون وعبد الوهّاب بن عطاء ، ومحمّد بن عمر الواقدي ، وأبا المنذر إسماعيل بن عمر ، وخلقا من هذه الطبقة. وكان ثقة فهما صنف المسند وجوّده ، وكان قد انتقل إلى همذان وسكنها وحصل حديثه عند أهلها. وروى عنه من الغرباء محمّد بن جعفر بن خلف القوهستاني وغيره.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطّيّبي ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي العلاء الزعفراني ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البغدادي ، حدّثنا أبو أحمد ، أخبرنا إسرائيل ، عن سماك ، عن معبد بن قيس ، عن عبد الله بن عميرة قال : حدّثني زوج درة بنت أبي لهب. قال : دخل عليّ رسول الله عليه‌السلام حين تزوجت درة بنت أبي لهب فقال : «هل من لهو؟» (٢).

أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ ، حدّثنا محمّد بن المظفّر ـ لفظا ـ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن عبد الرّحمن الزعفراني ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد.

__________________

نود أن نلفت نظر القارئ إلى أنه قد سقط سهوا الرقم ٣٠٣٠ عند ترقيم التراجم ، فلا يتوهم القارئ أن هناك ترجمة ساقطة.

(١) ٣٠٣١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٢٦.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٦٧ ، ٥ / ٣٧٩. ومجمع الزوائد ٤ / ٢٨٩. وكنز العمال ٤٠٦٣٦.

٣

وأخبرنا علي بن طلحة بن محمّد المقرئ ، أخبرنا صالح بن أحمد الهمذاني ـ قدم علينا ـ حدّثنا أبو عبد الله الحسن بن علي بن الحسن المعروف بابن أبي الحسناء ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن يعيش البغدادي ، أخبرنا أبو داود الحفري ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن أبي يحيى ، عن عبد الله بن عمرو قال : كنا مع النبي عليه‌السلام في سفر ، فرأى قوما يتوضئون أعقابهم تلوح. فقال : «أسبغوا الوضوء ، ويل للأعقاب من النار» (١). هذا لفظ حديث صالح.

وفي حديث ابن المظفّر : مر النبي عليه‌السلام بقوم توضئوا تلوح أعقابهم فقال : «ويل للأعقاب من النار». هكذا قال عن منصور عن مجاهد.

والمحفوظ عن منصور عن هلال بن يساف ، عن أبي يحيى. ورواه كذلك أبو أحمد الزبيري ، عن سفيان.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني بها ، أخبرنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمّد الحافظ قال : إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن يعيش ناقلة بغداد سكن همذان. روى عن يزيد بن هارون ، وزيد بن الحباب ، وأبي داود الحفري ، والأسود بن عامر ، وعبد الوهّاب الخفاف ، وأبي أحمد الزبيري ، وأبي الجواب الأحوص بن جواب ، وعثمان بن عمر بن فارس ، ويعلى ومحمّد ابني عبيد ، وأبي النّضر هاشم بن القاسم ، وأبي عبد الرّحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ، ويعقوب بن إسحاق الحضرميّ. روى عنه محمّد بن إسحاق المسوحي ، وزيد بن نشيط ، ومحمّد ابن خالد الراسبي البصريّ ، وعبد العزيز بن محمّد ، وعبدوس بن إسحاق ، وعيسى بن يزيد إمام الجامع. حدّثنا عنه أحمد بن الحسن بن عزوز المسند وغيره ، والحسن بن علي ، ومحمّد بن عبد الله ـ يعني الزعفراني ـ وأحمد بن محمّد المقرئ.

وسمعت أبي يحكي عن بعض مشايخ بلدنا أنه قال : كنت بالبصرة أيام أبي خليفة وغيره ، وبها شيخ عنده مسند إبراهيم بن أحمد ، قال : فرأيتهم يحرصون على سماعه ويكتبونه إذ ذاك. قال صالح : لجلالة إبراهيم عندهم.

وسمعت أبي يقول : سمعت علي بن عيسى يقول : أنفق إبراهيم بن أحمد على باب يزيد بن هارون نحو عشرة آلاف درهم! قال : وسمعت أبي يقول : قال لي

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الطهارة ٢٦. وسنن أبي داود ، الطهارة ٤٦. والنسائي ، الطهارة ١٠٥.

٤

أبو عبد الرّحمن النهاوندي : إذا ورد الحديث عن إبراهيم بن أحمد فشد يدك به. وكان كتب عنه وهو صدوق ثقة.

وقال صالح : قال ابن أبي حاتم : مررنا بهمذان ولم نكتب عنه سنة ست وخمسين ومائتين ، وانصرفنا في سنة سبع وقد توفي وكان صدوقا.

٣٠٣٢ ـ إبراهيم بن أحمد بن النّعمان ، أبو إسحاق الأزديّ :

بصري الأصل ، وحدث عن عبد الله بن داود الخريبي ، وعبد الرّحيم بن حمّاد البصريّ ، وأبي عاصم الشّيبانيّ وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وغيرهم. روى عنه محمّد ابن مخلد الدوري ، ومحمّد بن موسى البربهاري ، ويزيد بن إسماعيل الخلّال.

أخبرنا محمّد بن علي بن مخلد الورّاق ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد الأزديّ أبو إسحاق ، حدّثنا محمّد ابن مسمع ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن راشد بن سعد المعافري. قال : رأيت رجلا يمشي إلى وراء! قال : قلت : لم تمشي إلى وراء؟ قال : من انقلاب الزمان.

٣٠٣٣ ـ إبراهيم بن أحمد بن مروان ، أبو إسحاق الواسطيّ (١) :

قدم بغداد وحدث بها عن هدبة بن خالد ، وجبارة بن مغلس ، وخليفة بن خياط ، ومحمّد بن عقبة السدوسي ، وسليمان بن أحمد الجرشي ، ومحمّد بن أبان الواسطيّ ، وسعيد بن أبي الرّبيع السمان ، وزكريّا بن يحيى زحمويه. روى عنه محمّد بن مخلد ، وذكر أنه سمع منه في فرضة عمان ، وعبد الصّمد بن علي الطستي ، وعثمان بن محمّد بن بشر السّقطيّ. وذكر عثمان أنه سمع منه في سنة خمس وثمانين ومائتين.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عثمان بن محمّد بن بشر البيّع ، حدّثنا إبراهيم ابن أحمد الواسطيّ ، حدّثنا محمّد بن أبان ، حدّثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله عليه‌السلام : «نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور» (٢).

ذكر أبو عبد الله بن البيّع أنه سمع الدارقطني يقول : إبراهيم بن أحمد بن مروان ليس بالقوي.

__________________

(١) ٣٠٣٣ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ٦١٧. وصحيح البخاري ٢ / ٤١. ٤ / ١٣٢ ، ١٦٦ ، ٥ / ١٤٠. وفتح الباري ٢ / ٥٢٠ ، ٧ / ٣٩٩.

٥

٣٠٣٤ ـ إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله ، أبو إسحاق الوكيعي :

سمع أباه ، وعيسى بن إبراهيم البركي ، وشيبان بن فرّوخ الأبلّيّ ، وعبيد الله بن معاذ العنبري ، وسعد بن زنبور ، وعمرو بن محمّد النّاقد. روى عنه القاضي المحامليّ ، وعبد الصّمد الطستي ، وأبو سهل بن زياد ، وعبد الباقي بن قانع ، وجعفر بن محمّد ابن الحكم المؤدّب.

حدّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر ، حدّثنا أبي ، حدّثنا وهب بن إسماعيل ، حدّثنا محمّد بن قيس ، عن محارب بن دثار ، عن عائشة قالت : ربما حتته (١) من ثوب رسول الله عليه‌السلام وهو يصلي.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا عبد الصّمد بن علي ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ، حدّثنا عمرو النّاقد ، حدّثنا ابن يمان قال : قال سفيان : أول العبادة الصمت ، ثم طلب العلم ، ثم حفظه ، ثم العمل به ، ثم نشره (٢).

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمذاني ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد الرّازيّ الضّرير ، حدّثنا أبو بكر بن طرخان الحافظ قال : سألت عبد الله بن أحمد عن إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي فأحسن القول فيه.

حدّثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ. قال : قال أبو الحسن الدارقطني : إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وإبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله مولى حذيفة بن اليمان ـ وكان ضريرا ـ من أعلم الناس بالفرائض.

مات يوم الأحد لثلاث خلون من الحجة سنة تسع وثمانين ـ يعني ومائتين ـ ودفن من الغد ، صلى عليه موسى بن إسحاق الأنصاريّ في مسجد الأنصار الكبير ونحن معه.

__________________

(١) ٣٠٣٤ ـ أي : المني.

(٢) في الأصل : «ثم حفظه ، ثم العمل الحمل به ، ثم نشره».

٦

٣٠٣٥ ـ (١) إبراهيم بن أحمد ، أبو إسحاق المارستاني (٢) :

أحد شيوخ الصّوفيّة ، حكى عنه أبو محمّد الجريري.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا الحسن بن مقسم يحكى عن أبي محمّد الجريري قال : سمعت أبا إسحاق المارستاني يقول : رأيت الخضر عليه‌السلام فعلمني عشر كلمات وأحصاها بيده : اللهم إني أسألك الإقبال عليك ، والإصغاء إليك ، والفهم عنك ، والبصيرة في أمرك ، والنفاذ في طاعتك ، والمواظبة على إرادتك ، والمبادرة في خدمتك ، وحسن الأدب في معاملتك ، والتسليم والتفويض إليك.

قال لي أبو نعيم : اسم أبي إسحاق المارستاني إبراهيم بن أحمد ، بغدادي كان الجنيد له مؤاخيا.

٣٠٣٦ ـ إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل ، أبو إسحاق الخوّاص (٣) :

من أهل سر من رأى ، وهو أحد شيوخ الصّوفيّة ، وممن يذكر بالتوكل وكثرة الأسفار إلى مكة وغيرها على التجريد ، وله كتب مصنفة. روى عنه جعفر الخالدي وغيره.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي ـ في كتابه ـ قال : سمعت إبراهيم الخوّاص يقول : سلكت في البادية إلى مكة سبعة عشر طريقا ، فيها طريق من ذهب ، وطريق من فضة!

حدّثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التّميميّ الحبلي ـ بلفظه ـ قال : سمعت جعفر الخالدي يقول : سمعت إبراهيم الخوّاص يقول : نزلت إلى مشرعة الساج من بغداد ، وكان الماء مدّادا ، والريح يلعب بالموج ، فرأيت رجلا بين الموج يمشي على الماء ، فسجدت وجعلت بيني وبين الله أن لا أرفع رأسي حتى أعلم من الرجل ، فلم أطل في السجود حتى حركني فقال لي : قم ولا تعاود ، فأنا إبراهيم بن علي الخراسانيّ!

حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق ، حدّثنا علي بن عبد الله الهمذاني ، حدّثنا

__________________

(١) ٣٠٣٥ ـ انظر : حلية الأولياء ، لأبي نعيم.

(٢) المارستاني : نسبة إلى المارستان المعروف. (لب اللباب للسيوطي ٢٣٢).

(٣) ٣٠٣٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٦. والطبقات الكبرى للشعراني ١ / ٨٣ وسماه هناك إبراهيم بن إسماعيل. والأعلام ١ / ٢٨.

٧

إبراهيم بن أحمد بن علي العطّار قال : سمعت إبراهيم الخوّاص يقول : أنا أعرف من بقي في حجة واحدة سبع سنين ، ومكث في مسيرة يوم واحد أربعة أشهر مرارا كثيرة ـ يعني به نفسه ـ والله أعلم.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال : سمعت محمّد ابن علي بن الحسين الحسني يقول : سمعت جعفر بن القاسم البغدادي يقول : سمعت إبراهيم الخوّاص يقول : جعت مرة في السفر جوعا شديدا ، قال : فاستقبلني أعرابي فقال لي : يا رغيب البطن ، قلت : يا هذا فإني لم آكل مذ أيام ، فقال : الدعوى تهتك ستر المدعين فمالك والتوكل.

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النّيسابوريّ قال : سمعت أبا عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلميّ يقول : سمعت أبا العبّاس البغدادي يقول : سمعت الفرغاني يقول : كان إبراهيم الخوّاص مجردا في التوكل يدقق فيه ، وكان لا يفارقه إبرة وخيوط ، وركوة ومقراض ، فقيل له : يا أبا إسحاق لم تحمل هذا وأنت تمنع من كل شيء؟ فقال : مثل هذا لا ينقض التوكل ؛ لأن لله علينا فرائض ؛ والفقير لا يكون عليه إلّا ثوب واحد ، فربما يتخرق ثوبه ، فإذا لم يكن معه إبرة وخيوط تبدو عورته فتفسد عليه صلاته ، وإذا لم يكن معه ركوة تفسد عليه طهارته ، وإذا رأيت الفقير بلا ركوة ولا إبرة وخيوط فاتهمه في صلاته.

أخبرني أحمد بن علي التّوزيّ ، أخبرنا محمّد بن الحسين بن موسى الصّوفيّ قال : سمعت أبا بكر الرّازيّ قال : سمعت أبا عثمان الأدمي قال : سمعت إبراهيم الخوّاص ـ وسئل عن الورع ـ فقال : أن لا يتكلم العبد إلّا بالحق ، غضب أو رضى. ويكون اهتمامه بما يرضي الله تعالى. قال : وقال إبراهيم الخوّاص : العلم كله في كلمتين : لا تتكلف ما كفيت ولا تضيع ما استكفيت.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا محمّد بن زيد بن مروان ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن سعدان قال : قلت لإبراهيم الخوّاص : يا أبا إسحاق ، ما علامة المحب؟ قال : ترك ما تحب لمن تحب.

وأخبرني الأزهري قال : حدّثنا محمّد قال : قال لنا محمّد بن سعدان : قال لي إبراهيم الخوّاص : الناس في طريق الآخرة على ثلاثة أوجه : صوفي ، وليفي ، وشعري ، فأما الليفي فهو الذي يحب اللفيف فإن مر في طريق كان معه قوم فيزن مجلسه ويصف

٨

للناس موضعه ، والشعري الذي استشعر ما يدور في العامة من ذكره غير حال يعرفه مع ربه فهو مستشعر لذلك مسرور به ، والصّوفيّ هو الذي اشتق اسمه من الصفاء فصفا ونأى.

أخبرنا أبو عبيد محمّد بن محمّد بن علي النّيسابوريّ ، أخبرنا علي بن محمّد القزويني ، أخبرنا علي بن أحمد البرناني قال : أنشدني محمّد بن الحسين قال : أنشدني إبراهيم بن فاتك لإبراهيم الخوّاص :

لقد وضع الطّريق إليك حقّا

فما أحد أرادك يستدلّ

فإن ورد الشّتاء فأنت صيف

وإن ورد المصيف فأنت ظلّ

حدّثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني ـ بها لفظا ـ حدّثنا معمّر ابن أحمد بن محمّد بن زياد الأصبهانيّ قال : سمعت أبا مسلم السقاء يقول : سمعت بعض أصحابنا يحكي عن إبراهيم الخوّاص أنه قال : كان لي وقتا فترة فكنت أخرج كل يوم إلى شط نهر كبير كان حواليه الخوص ، فكنت أقطع شيئا من ذلك وأسفه قفافا فأطرحه في ذلك النهر ، وأتسلى بذلك وكأني كنت مطالبا به ، فجرى وقتي على ذلك أياما كثيرة ، فتفكرت يوما وقلت : أمضي خلف ما أطرحه في الماء من القفاف لأنظر أين يذهب! فكنت أمضي على شط النهر ساعات ولم أعمل ذلك اليوم ، حتى أتيت في الشط موضعا وإذا عجوز قاعدة علي شط النهر وهي تبكي ، فقلت لها مالك تبكين؟ فقالت : اعلم أن لي خمسة من الأيتام مات أبوهم ، فأصابني الفقر والشدة ، فأتيت يوما هذا الموضع فجاء على رأس الماء قفاف من الخوص فأخذتها وبعتها وأنفقت عليهم ، فأتيت اليوم الثاني والثالث والقفاف تجيء على رأس الماء ، فكنت آخذها وأبيعها حتى اليوم ، فاليوم جئت في الوقت وأنا منتظرة وما جاءت. قال إبراهيم الخوّاص : فرفعت يدي إلى السماء وقلت : إلهي لو علمت أن لها خمسة من العيال لزدت في العمل ، فقلت للعجوز : لا تغتمي فإني الذي كنت أعمل ذلك ، فمضيت معها ورأيت موضعها ، فكانت فقيرة كما قالت ، فأقمت بأمرها وأمر عيالها سنين. أو كما قال.

حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق ، حدّثنا علي بن عبد الله الهمذاني ، حدّثنا إبراهيم ابن أحمد بن علي ، حدّثنا أبو بكر الكتاني ، قال : رأيت كأن القيامة قد قامت ؛ فأول

٩

من خرج من عند الله أبو جعفر الدّينوري وكتابه بيمينه وهو يضحك ، ثم خرج إبراهيم الخوّاص بعده وكتابه بيمينه وهو يدرس القرآن.

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد بن جعفر العطّار ـ بأصبهان ـ حدّثنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلميّ النّيسابوريّ ، قال : إبراهيم الخوّاص هو إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل ، كنيته أبو إسحاق من أهل العسكر ، صحب أبا عبد الله المغربي ومات بالري وبها قبره. وكان أحد المذكورين بالتوكل والسياحات ، بلغني أنه مات سنة إحدى وتسعين ومائتين ، وتولى غسله ودفنه يوسف بن الحسين.

قلت : ذكر غيره أنه مات سنة أربع وثمانين ومائتين.

٣٠٣٧ ـ إبراهيم بن أحمد بن سهل بن شوكر ، أبو يوسف البغدادي :

حدّث بالكوفة عن الرّبيع بن ثعلب ، وعمر بن إسماعيل بن مجالد. روى عنه أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي.

أخبرنا أبو علي محمّد بن حمزة بن أحمد بن حرب الدّهّان ، أنبأنا أبو بكر الطلحي ـ بالكوفة ـ حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن سهل بن شوكر أبو يوسف البغدادي ، حدّثنا الرّبيع بن ثعلب ، حدّثنا أبو معاوية عن الحجّاج ، عن سماك بن حرب ، عن تميم بن طرفة. قال : إن رجلين اختصما إلى النبي عليه‌السلام في ناقة ليست في يد واحد منهما ، وأقام كل واحد منهما بيّنة أنها ناقته. فجعلها رسول الله عليه‌السلام بينهما نصفين.

٣٠٣٨ ـ إبراهيم بن أحمد بن عبد الله ، أبو إسحاق الرّازيّ (١) :

قاضي قزوين. ورد بغداد حاجّا وحدث بها عن محمّد بن أيّوب الرّازيّ ، ويوسف بن موسى المروروذي ، وغيرهما. روى عنه محمّد بن المظفّر ، وأبو حفص ابن شاهين ، والمعافى بن زكريّا.

٣٠٣٩ ـ إبراهيم بن أحمد ، الهمذاني :

شيخ قدم بغداد ، وحدث بها عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل. روى عنه أحمد ابن الفرج بن منصور الحجّاج. وذكر أنه سمع منه في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٣٠٣٨ ـ الرازي : هذه النسبة إلى الري ، وهي بلدة كبيرة من بلاد الديلم بين قومس والجبال ، وألحقوا الزاي في النسبة تخفيفا (الأنساب ٦ / ٤١).

١٠

٣٠٤٠ ـ إبراهيم بن أحمد ، أبو إسحاق المروزيّ :

أحد الأئمة من فقهاء الشافعيين ، شرح المذهب ولخصه ، وأقام ببغداد دهرا طويلا يدرس ويفتي ، وأنجب من أصحابه خلق كثير ، ثم انتقل في آخر عمره إلى مصر ، فأدركه أجله بها ، وإليه ينسب درب المروزيّ الذي في قطيعة الرّبيع.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق. قال : توفي أبو إسحاق المروزيّ الفقيه بمصر لتسع خلون من رجب سنة أربعين وثلاثمائة ، ودفن عند قبر الشافعي.

قرأت في كتاب محمّد بن علي بن عمر بن الفياض أن الضحاك قال : توفي أبو إسحاق المروزيّ الفقيه بمصر بعد عتمة من ليلة يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة أربعين وثلاثمائة. ودفن عند قبر الشافعي.

٣٠٤١ ـ إبراهيم بن أحمد بن منصور ، أبو إسحاق الخضيب (١) مولى بني هاشم:

حدّث عن أحمد بن علي الأدبار. روى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخيّ ، وقال : سمعت منه ببغداد.

٣٠٤٢ ـ إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي ، أبو الحسن المقرئ ، يعرف بالرباعي :

سكن مصر وحدث بها عن جعفر بن محمّد الفريابي. روى عنه أبو الفتح بن مسرور أيضا وقال : ما علمت من أمره إلّا خيرا.

ومات بمصر ودفن يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. قرأت ذلك في كتاب ابن مسرور بخطه.

٣٠٤٣ ـ إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن موسى ، أبو اليسر الأنصاريّ ، المعروف بابن الجوزي (٢) :

من أهل الموصل قدم بغداد حاجّا ، وحدث بها عن بشران بن عبد الملك ومحمّد ابن حمدان الموصليّين ، ومحمّد بن أحمد بن محمّد بن المقدمي. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو اليسر إبراهيم بن محمّد بن موسى

__________________

(١) ٣٠٤١ ـ الخضيب : هذا الاسم لمن يخضب لحيته بالحمرة على وجه السنة (الأنساب ٥ / ١٤٢).

(٢) ٣٠٤٣ ـ الجوزي : هذه النسبة إلى الجوز وبيعه (الأنساب ٣ / ٣٦٧).

١١

الجوزي الموصليّ ـ قدم حاجّا ـ حدّثنا القاضي المقدمي ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب ، حدّثنا قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد. قال : كنت جالسا عند إياس بن معاوية ، وأتاه رجل فسأله عن مسألة ، فطول عليه ، فأقبل عليه إياس فقال : إن كنت تريد الفتيا فعليك بالحسن فإنه معلمي ومعلم أبي ، وإن كنت تريد القضاء فعليك بعبد الملك بن يعلى ـ قال : وكان على قضاء البصرة يومئذ ـ وإن كنت تريد الصلح فعليك بحميد الطويل ـ وتدري ما يقول لك؟ حط عنه شيئا ، ويقول لصاحبك زده شيئا ، حتى يصلح بينكما ـ وإن كنت تريد الشغب فعليك بصالح السدوسي ـ وتدري ما يقول لك؟ يقول لك : اجحد ما عليك ، وادّع ما ليس لك ، وادّع بينة غيباء.

حدّثني أبو الحسين عبد الصّمد بن محمّد بن الفضل القابوسي ، عن أبي الفتح سليمان بن الفتح بن أحمد السّرّاج الموصليّ. قال : كان أبو اليسر إبراهيم بن أحمد ابن محمّد بن موسى الأنصاريّ فقيها شاعرا ، عروضيّا ، وعدل ، وكان في العدالة له حظ مقبول القول ، فأما شعره فجيد حسن.

فمنه : ما أنشدني ـ وكتبته من لفظه ـ قال : كتب إلى أبو منصور طاهر ـ وكان نازلا عندي في المحلة فانتقل ـ بهذه الأبيات وسألني الجواب عنها :

يا أخي يا عديل روحي ونفسي

وصفيّ من بين أهلي وجنسي

وحشتي بالبعاد منك على حس

ب سروري بالقرب منك وأنسي

فأبق لي سالما على كلّ حال

ما دجا اللّيل أو بدا ضوء شمس

فأجبته :

أنا أفديك من رئيس جليل

وقليل له الفداء بنفسي

كنت في القرب منه في كل وقت

في سرور مجدّد لي وأنس

ونعيم مجدّد وحبور

كلّ يوم لديه أضحى وأمسي

فكأن الأيّام أيّام عيد

وافقت لاجتماعنا يوم عرس

وكأنّ الظّلام زاد ضحاء

حين ألقاه فيه أو ضوء شمس

فنأى واغتديت بعد تنائ

يه كأنّي في ضيق لحد وحبس

وتبدّلت بعد طائر سعد

لفراقي له بطائر نحس

بي إليه على اقتراب مزار

ظمأ فوق ما بوارد خمس

١٢

يا رئيسا آباؤه السّادة الصّ

يد نمته من خير أصل وغرس

والأديب الّذي أبرّ على ك

لّ أديب في كلّ معنى وجنس

قد أتتني أبياتك الغرر الزّه

ر اللّواتي تحيى بها كلّ نفس

وأزالت عنّي همومي بفقدي

ك وأحيت موسّدا تحت رمس

وتسلّيت عن بعادك لا عن

ك بدرّ أودعته بطن طرس

من قريض حكى اللآلي في ج

يد فتون لكلّ جنّ وإنس

فاسلم الدّهر وابق لي أبدا أن

ت معافى فأنت سهمي وترسي

قال أبو اليسر : وكان محمّد بن الأصبغ صديقنا من أهل الأدب ، ويعجبه أن يكاتب إخوانه ويكاتبونه بكلام يخرج منه إلى شعر ، ومن الشعر إلى كلام بلا انفصال ، فاعتل في بعض الأيام وشرب دواء ، فكتبت إليه : بسم الله الرّحمن الرّحيم. كيف كنت يا سيدي أطال الله بقاءك ، من شربك للدواء جعل الله فيك شفاءك :

فإنّي لما أظهرته من تألّم

أشدّ لما تشكوه منك تألّما

أرى بي من الأوصاب ما بك بل أرى ال

ذي بي لعمري منك أدهى وأعظما

فلا زلت طول الدّهر في كلّ نعمة

معافى على رغم الحسود مسلّما

وأعقبك الله السلامة إثر ما

شربت فأعطاك الشّفاء متمّما

ودمت على مرّ اللّيالي مبلّغا

أمانيك محبوّا بذاك مكرّما

فلو وقى أحد من صرف دهر ، وعوفي من ألم وشر ، لكرم طباعه ، وطيب نجاره ، وشرف فعاله ، وخيرية جملته ، وكمال حريته ، لكنت الموقى من ذلك. لكن الله أحسن اختيارا منك لنفسك ، فأثاب الله على ما أعل ، وضاعف عليه الأجر والحمد ، وهو يقيني فيك ، ويحرسك ويكفيك ، ويصرف عنك الأسواء ويمنحك النعماء ، فما حق نفسك أن تعرم ولا جسمك أن يألم ، لو لا ما أراد الله في ذلك من خير لك ، ثم أقول :

ولو أنصفتك الحادثات لزايلت

رباعك واحتلّت رباع الألائم

وأصبحت الآلام لا تهتدي إلى

ذراك ولا تنحو سبيل الأكارم

وما كنت إلّا سائر الدّهر سالما

موقّى على رغم العدا والمراغم

وقد كان ينبغي لك جعلني الله فداك مع علمك بتعلق قلبي بك ، وتطلعي إلى علم خبرك ، أن تكون قد مننت بتعريفي من ذلك ما أسكن إليه وأكثر حمد الله عليه والسّلام.

١٣

أخبرنا أبو سعيد الحسين بن عثمان الشّيرازيّ قال : قال لنا أبو عبد الله يحيى بن حمزة بن الحسين بن فارس الموصليّ : مات أبو اليسر إبراهيم بن أحمد الجوزي الأنصاريّ في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.

٣٠٤٤ ـ إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أبو إسحاق المقرئ القرميسيني (١) :

رحل وطوف في البلاد شرقا وغربا ، وكتب بخراسان ، والعراق ، والشام ، ومصر ، وحدث عن بشر بن موسى ، وأبي العبّاس الكديمي ، وأبي معشر الدّارمي ، وعبد الله بن ناجية ، والحسن بن سفيان النّسويّ ، ومحمّد بن إسحاق السّرّاج النّيسابوريّ ، ومحمّد ابن نصير ، وعلي بن رستم الأصبهانيين ، وعبد الله بن جعفر الأبلّيّ ، والقاسم بن اللّيث التنيسي ، والحسين بن حميد العكي ، وأبي عبد الرّحمن النسائي ، وعبد الرّحمن بن القاسم الدّمشقيّ ، وأحمد بن داود الحراني ، وابن قتيبة العسقلاني ، وعبد الله بن محمّد بن سلم ، وزكريّا بن يحيى المقدسيين ، ويحيى بن زكريّا القاساني ، وأحمد بن صالح المؤدّب الصوري ، ومحمّد بن خالد الراسبي البصريّ ، وغيرهم.

وكان ثقة صالحا ، استوطن الموصل. وورد بغداد وحدث بها ، فكتب عنه من أهلها أبو الحسن الدارقطني ، وأبو حفص الكتاني ، ومحمّد بن إسماعيل الورّاق ، ومحمّد بن المظفّر ، ومحمّد بن جعفر بن العبّاس النجّار ، وعبد الله بن عثمان الصّفّار ، والحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير القاضي ، وأبو القاسم الحسن بن الحسين بن المنذر. حدّثنا عنه أبو الحسن محمّد بن عمر الخطراني البلديّ ، وعلي بن أحمد الحمامي ، وكانا سمعا منه بالموصل.

قرأت بخط أبي عبد الله بن بكير ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني ـ قدم علينا بغداد من الموصل ـ أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أخبرنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني الصّوفيّ ـ وما كتبناه إلّا عنه ـ حدّثنا أبو محمّد أحمد بن محمّد ابن حبيب ، حدّثنا محمّد بن أبي محمّد المروزيّ ، حدّثنا ابن عيسى الرملي ـ يعني يحيى ـ حدّثنا سفيان بن سعيد الثّوري ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن أيّوب ، عن أبي قلابة ، عن كثير بن أفلح ، عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول الله عليه‌السلام : «أتاني جبريل فقال : يا محمّد ، ربك يقرأ عليك السّلام ويقول : إنّ من عبادي من لا يصلح إيمانه إلّا بالغنى ولو أفقرته لكفر ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلّا بالفقر ولو

__________________

(١) ٣٠٤٤ ـ القرمسيني : نسبة إلى قرميسين ، مدينة بالعراق (لب اللباب للسيوطي ٢٠٦).

١٤

أغنيته لكفر ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلّا بالسقم ولو أصححته لكفر ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلّا بالصحة ولو أسقمته لكفر» (١).

حدّثني الحسن بن علي التّميميّ ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن المقرئ الخيّاط ـ الشّيخ الصّالح ـ حدّثنا أبو سعد الحسين بن عثمان الشّيرازيّ قال : قال لنا يحيى بن حمزة بن الحسين الموصليّ : ومات إبراهيم بن أحمد بن الحسن أبو إسحاق القرميسيني بالموصل في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.

٣٠٤٥ ـ إبراهيم بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم ، المخرمي (٢) :

خال أبي الحسن بن الجندي. حدّث عن أحمد بن فرج المقرئ ، والمفضل بن محمّد الحنيني ، والخضر بن داود المكي ، والحسين بن محمّد بن عفير الأنصاريّ ، وعلي بن العبّاس المقانعي. روى عنه ابن أخته أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، أخبرني الحسين بن محمّد الخلّال ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثني خالي إبراهيم بن أحمد بن فرج المقرئ ، حدّثني يعقوب بن السكيت قال : كان أمية بن أبي الصّلت يشرب. قال : فجاء غراب فنعب نعبة ، فقال له أمية : بفيك التراب. ثم نعب نعبة أخرى فقال : بفيك التراب. ثم أقبل على أصحابه فقال : تدرون ما قال هذا الغراب؟ زعم أني أشرب هذا الكأس ثم أتكئ فأموت ، ثم نعب نعبة أخرى فقال : وآية ذلك أني أقع على هذه المزبلة فأبتلع عظما ثم أقع فأموت. قال : فوقع الغراب على المزبلة فابتلع عظما فمات! فقال أمية : أما هذا فقد صدقني عن نفسه ، ولكن لأنظرن أيصدقني عن نفسي؟ قال : فشرب الكأس ثم اتكأ فمات!

٣٠٤٦ ـ إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله ، أبو إسحاق المقرئ البزوري(٣) :

حدّث عن يوسف بن يعقوب القاضي ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، وأحمد ابن الحسين بن نصر الحذاء ، وجعفر الفريابي ، وأحمد بن فرج المقرئ ، وإبراهيم بن

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٣١ ، ٣٢. والأولياء لابن أبي الدنيا ١. وتهذيب ابن عساكر ٢ / ٢٤٨. وكنز العمال ٤٣٤٣٣.

(٢) ٣٠٤٥ ـ المخرمي : نسبة إلى المخرّم ، محلة ببغداد نزلها ولد يزيد بن مخرم (لب اللباب للسيوطي ٢٣٩).

(٣) ٣٠٤٦ ـ البزوري : هذه النسبة إلى البزور وهي جمع البزر (الأنساب ٢ / ١٩٨).

١٥

هاشم البغويّ ، ومحمّد بن جرير الطّبريّ ، وعلي بن إسحاق بن زاطيا ؛ وإسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل المدنيّ. حدّثنا عنه أبو الحسن بن الحماني المقرئ وأبو نعيم الأصبهانيّ ؛ ومحمّد بن عمر بن بكير النّجّار.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البزوري المقرئ ، حدّثنا القاضي جعفر بن محمّد الفريابي ، حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا ابن لهيعة ، عن ابن الهاد عن المطّلب عن أبيه ، أن رسول الله عليه‌السلام قال : «إن السعادة كل السعادة ؛ طول العمر في طاعة الله عزوجل» (١).

قال محمّد بن أبي الفوارس : توفي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوري يوم الخميس لست بقين من ذي الحجة سنة إحدى وستين وثلاثمائة ، وكان من أهل القرآن والستر ، ولم يكن محمودا في الرواية ، وكان فيه غفلة وتساهل.

٣٠٤٧ ـ إبراهيم بن أحمد بن محمّد ، أبو إسحاق الطّبريّ النّجويّ ، يعرف بتيزون :

كان من أهل الفضل والأدب ، وسكن بغداد ، وصحب أبا عمر الزاهد ـ صاحب ثعلب ـ وأخذ عنه وعن غيره علما كثيرا. وذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن إبراهيم بن عبد الوهّاب الأبزاري الطّبريّ صاحب أبي حاتم السجستاني.

٣٠٤٨ ـ إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان ، أبو إسحاق الفقيه ، المعروف بابن شاقلاء (٢) :

أحد شيوخ الحنبليّة. قال لي أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفراء : كان رجلا جليل القدر ، حسن الهيئة ، كثير الرواية ، حسن الكلام في الفقه غير أنه لم يطل له العمر.

٣٠٤٩ ـ إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى بن إبراهيم بن عبد الله بن سلّام ، أبو إسحاق المقرئ الخرقي (٣) :

من أهل الجانب الشرقي ، كان يسكن ناحية سوق يحيى في درب أيّوب وحدث

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٢٢٦٥١. والجامع الكبير للسيوطي ٥٥٨٢.

(٢) ٣٠٤٨ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٢٥٧ ، ٢٦٨. وطبقات الحنابلة ٢ / ١٢٨. وتاج العروس ٧ / ٣٩٢. وتوفي سنة ٣٦٩ عن أربع وخمسين سنة.

(٣) ٣٠٤٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ ، ٣٠٦.

١٦

عن جعفر بن محمّد الفريابي ، وسعيد بن سعدان الكاتب ، وأبي معشر الدّارمي ، ومحمّد بن طاهر بن أبي الدميك ، ومحمّد بن الحسن بن بدينا ، وعلي بن سليم المقرئ ، وأحمد بن سهل الأشناني ، وهيثم بن خلف الدوري ، وغيرهم.

حدّثنا عنه علي بن طلحة المقرئ ، وعلي بن محمّد بن الحسن السّمسار ، ومحمّد ابن محمّد بن عثمان السواق ، وعلي بن المحسن التّنوخيّ ، وأبو محمّد الجوهريّ ، وكان ثقة صالحا. وكان يذكر أن سلاما الذي سقنا نسبه إليه كان خازن المهديّ أمير المؤمنين.

حدّثني الأزهري ، عن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال : كان إبراهيم بن أحمد الخرقي ثقة خيرا فاضلا جميل الأمر ، حدّثني التنّوخيّ أن الخرقي مات لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال : سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو القاسم إبراهيم بن أحمد الخرقي يوم الخميس لست خلون من ذي الحجة وكان ثقة أمينا. وكذا ذكر محمّد بن أبي الفوارس وفاته.

وأخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ قال : توفي إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي يوم السبت الثامن من ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.

٣٠٥٠ ـ إبراهيم بن أحمد بن عبد الرّحمن ، المفسّر :

حدّث عن أبي القاسم عبد الله بن محمّد البغويّ. حدّثنا عنه أبو محمّد الحسن ابن محمّد الخلّال.

حدّثنا الخلّال ـ لفظا ـ حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد الرّحمن المفسّر ـ ولم أسمع منه غير هذا الحديث ـ حدّثنا أبو القاسم البغويّ ، حدّثني بعض أصحابنا ـ قال الخلّال : هو يحيى بن صاعد ـ حدّثنا الحسن بن مدرك الطحاوي ، حدّثنا يحيى بن حمّاد ، عن أبي عوانة ، عن داود بن عبد الله الأودي ، عن حميد بن عبد الرّحمن قال : دخلنا على أسير صاحب رسول الله عليه‌السلام فقال : قال رسول الله عليه‌السلام : «لا يأتيك من الحيا إلّا خير» (١).

__________________

(١) ٣٠٥٠ ـ انظر الحديث في : التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٤٢٣. وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٧. وكنز العمال ٥٧٨٦.

١٧

٣٠٥١ ـ إبراهيم بن أحمد بن بشران بن زكريّا بن أحمد بن الحجّاج بن سيّار بن بيان ، أبو إسحاق الصّيرفيّ (١) ، يلقب سنان :

سمع عبد الله بن محمّد البغويّ ، وأبا بكر بن أبي داود ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول ، وجعفر بن محمّد بن المغلّس ، ومحمّد بن نوح الجنديسابوري ، والحسن بن محمّد بن شعبة وأبا أحمد محمّد بن إبراهيم الحضرميّ. حدّثنا عنه الأزهري ، وأبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر.

وقال لي الأزهري : كان هذا الشّيخ ثقة ثقة انتقى عليه الدار قطني وكتبنا بانتخابه عنه.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن بشران الصّيرفيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن المغلِّس ، حدّثنا أبو سعيد الأشج ، حدّثنا ابن إدريس قال : سمعت محمّد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله عليه‌السلام : «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات» (٢).

حدّثني الأزهري قال : سنة ثمانين وثلاثمائة فيها توفي إبراهيم ابن بشران الصّيرفيّ في ذي الحجة وكان ثقة جميل الأمر وما كان يعرف الحديث.

قال ابن أبي الفوارس : توفي يوم السبت لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة.

٣٠٥٢ ـ إبراهيم بن أحمد بن نصر بن محمّد ، أبو إسحاق الكاتب ، يعرف بابن البازيار (٣) :

حدّث عن أبي القاسم البغويّ ، ويزداذ بن عبد الرّحمن الكاتب. حدّثنا عنه أحمد ابن علي بن الحسين التّوزيّ.

أخبرنا ابن التّوزيّ ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن نصر بن محمّد الكاتب المعروف بابن البازيار ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغويّ ، حدّثنا

__________________

(١) ٣٠٥١ ـ الصّيرفيّ : هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب (الأنساب ٨ / ١٢٤).

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٧. وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة باب ٣٠. وفتح الباري ٢ / ٣٥٠ ، ٣٨٢ ، ٤ / ٧٧.

(٣) ٣٠٥٢ ـ البازيار : هذه اللفظة لمن يحفظ الباز ؛ وهو من الجوارح التي يصطاد بها (الأنساب ٢ / ٣٦).

١٨

قطن بن بشير أبو عبّاد ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، حدّثنا عتيبة الضّرير ، حدّثنا يزيد بن أصرم عن علي بن أبي طالب قال : مات رجل من أهل الصفة وترك دينارا ودرهما. فذكروا ذلك لرسول الله عليه‌السلام فقال : «كيّتان ، صلوا على صاحبكم» (١).

٣٠٥٣ ـ إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله ، أبو إسحاق الطّبريّ المقرئ (٢) :

كان أحد الشهود ببغداد ، وذكر لي أبو القاسم التّنوخيّ أنه شهد أيضا بالبصرة والأبلة ، وواسط ، والأهواز ، وعسكر مكرم ، وتستر ، والكوفة ، ومكة ، والمدينة قال : وأمّ بالناس في المسجد الحرام أيام الموسم ، وما تقدم فيه من ليس بقرشي غيره ، وكان يكتم مولده ، ويقال ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. وهو مالكي المذهب.

قلت : وسكن بغداد وحدث بها عن إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأبي عمرو بن السماك ، وأحمد بن سليمان العبّاداني ، وعلي بن إدريس الستوري ، ومن في طبقتهم وبعدهم. وكان أبو الحسن الدار قطني خرج له خمسمائة جزء ، وكان كريما سخيّا مفضلا على أهل العلم ، حسن المعاشرة ، جميل الأخلاق ، وداره مجمع أهل القرآن والحديث ، وكان ثقة.

حدّثنا عنه القاضيان أبو العلاء الواسطيّ ، وأبو القاسم التّنوخيّ ، ومحمّد بن طلحة النّعاليّ ، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني.

حدّثني علي بن أبي علي المعدّل قال : قصد أبو الحسين بن سمعون الواعظ أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الطّبريّ ، ليهنئه بقدومه من البصرة في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، فجلس في الموضع الذي جرت عادة أبي إسحاق بالجلوس فيه لصلاة الجمعة من جامع المدينة ، ولم يك وافى ـ فلما جاء والتقيا قام إليه وسلم عليه وقال له بعد أن جلسا :

الصّبر إلّا عنك محمود

والعيش إلّا بك منكود

ويوم تأتي سالما غانما

يوم على الإخوان مسعود

مذ غبت غاب الخير من عندنا

وإن تعد فالخير مردود

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ، ١ / ١٣٧ ، ١٣٨. والمعجم الكبير للطبراني ٨ / ١٢٤ ، ١٧٦. ومجمع الزوائد ٣ / ٤١ ، ١٢٥ ، ١٠ / ٢٤٠ / ٢٤١.

(٢) ٣٠٥٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٨.

١٩

حدّثني أبو محمّد الخلّال قال : مات أبو إسحاق الطّبريّ سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.

حدّثني أحمد بن محمّد العتيقي قال : سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة توفي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطّبريّ شيخ الشهود ومتقدمهم ، وكان ثقة.

٣٠٥٤ ـ إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم ، أبو إسحاق البصريّ الأسديّ ، المعروف بابن عليّة (١) :

كان أحد المتكلمين وممن يقول بخلق القرآن ، وجرت له مع أبي عبد الله محمّد بن إدريس الشافعي مناظرات في بغداد ومصر.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، أخبرنا الحسن بن الحسين الهمذاني الفقيه ، حدّثني الزبير بن عبد الواحد ، حدّثني أبو عيسى يوسف بن يعقوب بن مهران الأنماطيّ ـ ببغداد ـ حدّثنا أبو سليمان داود بن علي الأصبهانيّ ، حدّثني الحارث بن سريج النقال قال : دخلت على الشافعي يوما ـ وعنده أحمد بن حنبل والحسين القلاس ـ وكان الحسين أحد تلاميذ الشافعي المقدمين في حفظ الحديث ـ وعنده جماعة من أهل الحديث ، والبيت غاص بالناس ، وبين يديه إبراهيم بن إسماعيل بن عليّة وهو يكلمه في خبر الواحد ، فقلت : يا أبا عبد الله ، عندك وجوه الناس وقد أقبلت على هذا المبتدع تكلمه؟ فقال لي ـ وهم يبتسم ـ كلامي لهذا بحضرتهم أنفع لهم من كلامي لهم. قال : فقالوا : صدق. قال : فأقبل عليه الشافعي فقال له : ألست تزعم أن الحجة هي الإجماع؟ قال : فقال نعم! فقال الشافعي : خبرني عن خبر الواحد العدل ، أبإجماع دفعته أم بغير إجماع؟ قال : فانقطع إبراهيم ولم يجب ، وسر القوم بذلك.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا عيّاش بن الحسن بن عيّاش ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزعفراني ، أخبرني زكريّا بن يحيى السّاجيّ ، حدّثني أحمد بن مردك الرّازيّ قال : سمعت صالح بن أبي صالح ـ كاتب اللّيث ـ يقول : كنا مع الشافعي في مجلسه فجعل يتكلم في تثبيت خبر الواحد عن النبي عليه‌السلام ، فكتبناه وذهبنا به إلى إبراهيم بن إسماعيل بن عليّة ، وكان من غلمان أبي بكر الأصم ، وكان مجلسه بمصر عند باب الضوال ، فلما قرأنا عليه جعل يحتج لإبطاله ، فكتبنا ما قال ابن عليّة وذهبنا به إلى الشافعي فنقضه الشافعي وتكلم بإبطال ما قال ابن عليّة ؛ ثم كتبنا

__________________

(١) ٣٠٥٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٠. ولسان الميزان ١ / ٣٤. والأعلام ١ / ٣٢.

٢٠