تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدّثني إبراهيم بن مهران بن رستم ، أخبرنا عبد الله بن لهيعة الحضرميّ ـ سنة إحدى وسبعين ـ عن خالد بن أبي عمران أن عتبة بن غزوان السّلميّ قال : إن الدنيا قد تولت حذاء ، وآذنت بصرم ، ولم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء ، وأنتم منتقلون إلى دار غيرها ، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم. فقد بلغني أن الحجر يرمى به في جهنم فيهوى فيها سبعين خريفا ، وأن ما بين مصراعي الجنة لأربعين عاما ، وليأتين عليه يوم و [هو] (١) كظيظ الزحام ، ولقد رأيتني مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سابع سبعة قد قرحت أشداقنا من أكل ورق الشجر حتى وجدت بردة فاقتسمتها بيني وبين سعد ، وما منا اليوم إلّا أمير على مصر ، وإنها لم تكن نبوّة إلّا تناسخت حتى تكون ملكا ، فأعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما ، وعند الله صغيرا ، وستجربون الأمراء بعدي.

٣٢٣٨ ـ إبراهيم بن مكتوم ، أبو إسحاق السّلميّ :

ورّاق المصاحف. كان يسكن سر من رأى ، وحدث عن أبي داود الطيالسي ، ووهب بن جرير ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وعمرو بن عاصم ، وعبد الصّمد بن عبد الوارث ، وأبي عامر العقدي وأبي سلمة التبوذكي. روى عنه أحمد بن ملاعب ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وعلي بن إسماعيل بن حمّاد ، وأبو روق الهزاني ، وغيرهم.

وقال أبو جعفر الطحاوي : إبراهيم بن مكتوم بصري صار إلى بغداد فحدث هناك.

وهو عند أهل الحديث معروف ثقة.

أخبرنا على بن القاسم بن الحسن الشاهد ـ بالبصرة ـ حدّثنا أبو روق الهزاني ، حدّثنا أبو إسحاق الورّاق إبراهيم بن مكتوم السّلميّ بسر من رأى سنة ثمان وأربعين ومائتين.

حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث ، عن حريث بن السائب ، عن الحسن ، عن حمران ، عن عثمان بن عفّان. قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ليس لابن آدم فيما سوى ثلاث حق ، بيت يكنه ، وطعام يقيم صلبه ، وثوب يستره» (٢).

قال الحسن : قلت لحمران : مالك لا تعمل بهذا الحديث؟! قال : الدنيا تقاعد بي.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من النهاية.

(٢) ٣٢٣٨ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٣٤١. والمستدرك ٤ / ٣١٢. وتفسير القرطبي ٤ / ٣٦ ، ٧ / ٢٤٠ ، ١٤ / ٣٠٨ ، ٢٠ / ١٧٨. وإتحاف السادة المتقين ٩ / ٣٠١.

١٨١

٣٢٣٩ ـ إبراهيم بن مجشر بن معدان ، أبو إسحاق الكاتب :

حدّث عن عبد الله بن المبارك ، وأبي بكر بن عيّاش ، وسلمة بن صالح ، وهشيم بن بشير ، وعبيدة بن حميد ، ووكيع بن الجراح ، وعبدة بن سليمان ، وعبّاد بن العوام ، وجرير بن عبد الحميد ، وأبي معاوية الضّرير ، وأسباط بن محمّد. روى عنه عبد الله ابن محمّد بن ناجية ، وجعفر بن محمّد الصندلي ، وأحمد بن محمّد بن إسماعيل الأدمي والقاضي المحامليّ ، والحسين بن يحيى بن عيّاش.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، حدّثنا إبراهيم بن مجشر ، حدّثنا عبيدة بن حميد ، حدّثنا عبد العزيز بن رفيع ، عن تميم بن طرفة. قال : أتى رجل عدي بن حاتم وهو بالدو فسأله. فقال له عدي بن حاتم : ما معي هاهنا شيء ، ولكن لي درع ومغفر بالكوفة فأكتب إليهم فيدفعونه إليك؟ فقال : إنما أريد أن تغنيني بثمن خادم. فقال عدي : ـ وغضب ـ ألست من بني فلان؟ لأكتبن إليهم فيك ، ولأعتذرن إليهم فيك ، درعي ومغفري أحب إليّ من عبد وعبد وعبد. فلما سمع ذاك الرجل طمع. قال : فقال : ويحسن ويجمل. قال : فقال عدي : لو لا أني سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من حلف على يمين فرأى ما هو أبقى منها ، فلينظر ما هو أبقى فليأخذ به وليكفر بيمينه» (١) ما فعلت.

أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان ، حدّثنا إبراهيم بن مجشر ، حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الرهن محلوب ومركوب.» قال : فذكرت ذلك لإبراهيم فقال : إن كانوا ليكرهون أن يستمتعوا من الرهن بشيء.

تفرد برواية هذا الحديث عن أبي معاوية مرفوعا إبراهيم بن مجشر. ورفعه أيضا أبو عوانة عن الأعمش. ورواه غيره عن أبي معاوية موقوفا لم يذكر فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وكذلك رواه سفيان الثّوري وهشيم ومحمّد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد عن الأعمش موقوفا. وهو المحفوظ من حديثه.

قرأت على البرقاني ، عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت الفضل بن سهل يتكلم في إبراهيم بن المجشر (٢) ويكذبه.

__________________

(١) ٣٢٣٩ ـ انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٣٨. والمستدرك ٢ / ٥٨. وسنن الدار قطني ٣ / ٣٤ ، ٥ / ٧٤. وحلية الأولياء ٥ / ٤٥. والكامل لابن عدي ١ / ٢٧٢ ، ٢ / ٥٧٥ ، ٧ / ٢٥٠٤ ، ٢٧٢٧.

(٢) تصحف في الصيمصاطية إلى «المحشر».

١٨٢

أخبرني علي بن محمّد بن الحسين الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون الضّبيّ ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد. قال : إبراهيم بن مجشر البغدادي فيه نظر.

أنبأنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال : إبراهيم بن مجشر ضعيف يسرق الحديث.

قرأت على البرقاني عن المزكي قال : أخبرنا السّرّاج قال : مات أبو إسحاق إبراهيم ابن المجشر لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين.

٣٢٤٠ ـ إبراهيم بن المبارك بن عبد الله ، أبو إسحاق :

صاحب النرسي. حدّث عن أبي بكر بن عيّاش. روى عنه محمّد بن مخلد.

أخبرنا علي بن أبي علي ، حدّثنا أبو غانم محمّد بن يوسف الأزرق ، حدّثنا محمّد ابن مخلد ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن المبارك بن عبد الله صاحب النرسي سنة اثنتين وستين ومائتين ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن أبي إسحاق السبيعي. قال : جاء أهل نجران إلى علي فقالوا : يا أمير المؤمنين شفاعتك بلسانك ، وكتابك بيدك ، أخرجنا عمر من أرضنا فردنا إليها. فقال : ويلكم إن عمر كان رشيد الأمر فلا أغير شيئا صنعه.

وقال : حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا إبراهيم قال : رأيت هشيما وإنه لمخضوب خضابا حسنا ، ورأيت جرير بن عبد الحميد وكان لا يخضب ، ورأيت أبا بكر بن عيّاش كأنه بدوي كأنه بعض الحمالين يخضب بحمرة ، ورأيت فضيل بن عياض بمكة ولم أكتب عنه وهو يخضب.

٣٢٤١ ـ إبراهيم بن مالك بن بهبوذ ، أبو إسحاق البزّاز (١) :

سمع أبا أسامة حمّاد بن أسامة وزيد بن الحباب ، وعبيد الله بن موسى ، ومحمّد ابن عبيد الطنافسي ، وجعفر بن عون ، ومحاضر بن المورع ، ويحيى بن زكريّا بن أبي الحواجب ، ويزيد بن هارون ، وعبد الوهّاب بن عطاء ، وروح بن عبادة ، وأبا داود الحفري. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، وموسى بن هارون ، وقاسم بن زكريّا المطرز ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وعمر بن محمّد بن شعيب الصابوني ، ومحمّد ابن مخلد الدوري ، وابن أبي حاتم الرّازيّ.

__________________

(١) ٣٢٤١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٩٢.

١٨٣

وقال ابن أبي حاتم : سمعت منه مع عبد الله بن أحمد بن حنبل. أخبرنا أبو عمر ابن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا إبراهيم بن مالك ، حدّثنا يحيى بن زكريّا ، عن إدريس ، عن طلحة. قال : سمعت سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس في هذه الآية : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) [الحجر ٨٧]. قال : هي السبع الطوال.

حدّثني الصوري ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مالك ـ وكان من خيار المسلمين ـ حدّثني الحسين بن محمّد الخلّال ، عن أبي الحسن الدار قطني قال : إبراهيم بن مالك البزّاز ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن شاهين ، عن أبيه قال : وجدت في كتاب جدي قال : سمعت أحمد بن محمّد بن بكر. قال : مات إبراهيم بن مالك بن بهبوذ سنة أربع وستين ـ يعني ومائتين ـ.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال : وإبراهيم بن مالك مات يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلون من رجب سنة أربع وستين ، وقد بلغ الثمانين.

٣٢٤٢ ـ إبراهيم بن مسلم ، الحذيفيّ (١) :

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزار ـ بهمذان ـ حدّثنا أبو الفضل صالح بن أحمد الحافظ. قال : إبراهيم بن مسلم الحذيفي وهو ابن مسلم بن عثمان بن مسلم بن مسعود بن مسلم بن ربيعة بن حذيفة بن اليمان العبسي ، بغدادي الأصل سكن همذان. روى عنه عفّان بن مسلم ، وسليمان بن حرب ، وأبو الوليد موسى بن إسماعيل ، ومحمّد بن كثير ، وسعيد بن سليمان ، وإبراهيم بن المنذر ، وعمرو بن مرزوق ، وسعيد بن يعقوب الطّالقاني ، محله الصدق. حدّثنا عنه الحسن بن علي ـ يعني ابن أبي الحسناء ـ وأحمد بن محمّد ـ يعني ابن أوس المقرئ ـ وقال صالح : سمعت أبا جعفر ـ هو الصّفّار ـ يقول : بلغني عن إبراهيم أنه قال عندي عن موسى بن إسماعيل سبعون ألفا.

٣٢٤٣ ـ إبراهيم بن معاوية بن حبلة ، أبو إسحاق الباهليّ :

حدّث عن عمه عبد الرّحمن بن حبلة ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، ومسلم بن

__________________

(١) ٣٢٤٢ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٤ / ٩٠.

١٨٤

إبراهيم ، وأبي الوليد الطيالسي. روى عنه حمزة بن القاسم الهاشمي ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار وكان من أهل البصرة فسكن بغداد.

أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزّال قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ـ إملاء ـ حدّثنا إبراهيم بن معاوية ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم ، حدّثنا الحسن بن أبي جعفر ، عن ثابت ، عن أنس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة غفر الله له ذنوب مائتي سنة» (١).

٣٢٤٤ ـ إبراهيم بن موسى بن إسحاق ، أبو إسحاق الجوزي المعروف بالتّوزيّ(٢) :

سمع بشر بن الوليد القاضي ، وعبد الأعلى بن حمّاد النرسي ، ومحمّد بن عبد الله ابن عمار الموصليّ ، ومجاهد بن موسى ، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، وأحمد بن عيسى المصريّ ، وعبد الله بن عمر الجعفي ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وهارون بن راشد المستملي ، وهارون بن عبد الله البزار ، ومحمّد بن أبي عبد الرّحمن المقرئ وسعيد بن يحيى الأموي ، وعلي بن مسلم الطوسي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي ، وعبد الباقي بن قانع ، وأبو علي بن الصواف ، وعبد الله بن إبراهيم بن ماسي ، وأبو حفص الزيات ، وأبو الحسن بن لؤلؤ ، وكان ثقة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا إبراهيم بن موسى الجوزي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمار الموصليّ ، حدّثنا معافى بن عمران ، عن هشام بن سعد ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية (٣) ، وفخرها بالآباء ، مؤمن تقي ، وفاجر شقي ، الناس بنو آدم ، وآدم من تراب. ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم ، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان» (٤).

حدّثني أبو القاسم الأزهري ، عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إبراهيم بن موسى الجوزي صدوق.

__________________

(١) ٣٢٤٣ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ١٥ ، ١٦ ، ١٨.

(٢) ٣٢٤٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٦٨.

(٣) عبية الجاهلية : الكبر (النهاية).

(٤) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٥١١٦. ومسند أحمد ٢ / ٣٦١ ، ٥٤٢. والسنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ٢٣٢. وإتحاف السادة المتقين ٨ / ٣٧٥.

١٨٥

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن طلحة بن محمّد بن جعفر.

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إبراهيم بن موسى الجوزي مات في سنة ثلاث وثلاثمائة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال : إبراهيم بن موسى أبو إسحاق الجوزي ويقال له أيضا التّوزيّ توفي يوم الأربعاء مساء ودفن من الغد يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثمائة.

٣٢٤٥ ـ إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن أبان ، أبو إسحاق ، ويعرف بابن الرّوّاس :

حدّث عن أبي همام الوليد بن شجاع ، وسوار بن عبد الله ، ومحمّد بن سهل بن عسكر ، ويونس بن عبد الأعلى ، والربيع بن سليمان المصريّين. روى عنه أبو بكر بن شاذان ، وأبو عمر بن حيويه ، ومحمّد بن عبيد الله بن الشخير.

حدّثني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن أبان الرّوّاس شيخ ثقة يخضب بالحمرة.

٣٢٤٦ ـ إبراهيم بن محمويه الصّوفيّ :

ذكره أبو عبد الرّحمن السّلميّ في «تاريخ الصّوفيّة» فقال : أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى ، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ. قال : إبراهيم بن محمويه بغدادي من قدماء أصحاب رويم.

٣٢٤٧ ـ إبراهيم بن مسرور ، أبو إسحاق الفاميّ (١) :

حدّث عن محمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي. روى عنه محمّد بن عبيد الله قفرجل.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن قفرجل ، حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن الفضل ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مسرور الفاميّ قال : سمعت ابن زنجويه يقول : سمعت الحميدي يقول : سمعت ابن عيينة يقول : اعرف الناس ودعهم.

__________________

(١) ٣٢٤٧ ـ الفامي : هذه النسبة إلى الحرفة ، وهي لمن يبيع الأشياء من الفواكه اليابسة ، ويقال له : البقال (الأنساب ٩ / ٢٣٤).

١٨٦

٣٢٤٨ ـ إبراهيم بن ميمون. أحد شيوخ الصّوفيّة :

أخبرنا إسماعيل الحيرى ، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ. قال : إبراهيم بن ميمون بغدادي من أصحاب الجنيد ، نزل الرملة ومات بها.

٣٢٤٩ ـ إبراهيم بن المظفّر بن عبيد الله بن خفيف ، أبو إسحاق السّمسار ، ويقال : البندار :

حدّث عن إبراهيم بن عبد الله الزينبي ، وأبي حامد محمّد بن هارون الحضرميّ ، وأمية بن محمّد بن إبراهيم البصريّ ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول التنّوخيّ ، ويحيى ابن صاعد. حدّثنا عنه محمّد بن عمر بن بكير النّجّار. روى عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم الزّهريّ.

أخبرنا ابن بكير ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن المظفّر بن عبيد الله بن خفيف ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ـ بالعسكر ـ حدّثنا علي بن نصر ، حدّثنا وهب ابن جرير ، حدّثنا شعبة عن إسماعيل عن الشّعبيّ ، عن ابن عبّاس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى على قبر وصلينا معه.

٣٢٥٠ ـ (١) إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمران بن مافيا حسنس (٢) بن فيروز بن كسرى قباذ ، أبو إسحاق ، المعروف بالباقرحيّ :

ذكر لي نسبه ابنه إسحاق. سمع الحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان ، وحمزة بن القاسم الهاشمي ، وأبا عبد الله الحكيمي ، وعلي بن محمّد المصريّ ، وعبد الله بن جعفر ابن درستويه النّحويّ ، وأحمد بن كامل القاضي ، ومكرم بن أحمد ، وأبا طاهر بن أبي هاشم المقرئ ، وعبد الله بن إسحاق بن الخراسانيّ ، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة.

كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح الكتاب ، حسن النقل ، جيد الضبط ، ومن أهل العلم والمعرفة بالأدب ، واستخلفه القاضي أبو بكر بن صبر على الفرض ، وشهد عنده بعد سنة سبعين وثلاثمائة ، وشهد أيضا عند أبي عبد الله الضّبيّ ، وأبي محمّد بن الأكفاني ، وغيرهم. وكان ينتحل في الفقه مذهب محمّد بن جرير الطّبريّ ومسكنه في مربعة أبي عبيد الله من الجانب الشرقي.

وسمعته يقول : ولدت في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٣٢٥٠ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ٤٩.

(٢) هكذا في النسختين. وفي الأنساب للسمعاني : «ابن مافنا حسنس» وفي إحدى نسخ الأنساب : «ابن مافنا حشيش».

١٨٧

ثم حدّثني ابنه إسحاق قال : حدّثني أبي أن مولده في يوم الاثنين السابع من شعبان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.

حدّثني عبيد الله بن أحمد بن عمر الصّيرفيّ قال : كان القاضي أبو الفرج المعافى ابن زكريّا يقول : اعبروا بأبي إسحاق الباقر حيّ فإنه نبكة علم.

حدّثني أبو إسحاق علي بن المحسن قال : أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد ابن جعفر لنفسه : إلى القاضي أبي محمّد الأسديّ يستعتبه في قصة جرت له معه :

ما لي جفيت وعندي عادة لكم

موفورة من حباء الجاه والمال

أعوذ بالله من حال تغيركم

أبوء منها بمعنى اللام والذال

قد أكثر الناس من عرب ومن عجم

عليّ وليكم في القيل والقال

هذا يقول عصى أمرا لسيده

أعوذ بالله من زيف وإضلال

وذا يقول لجرم منه قابله

فقد أطالوا لعمر الله بلبالي

والله يشهد لي أني أطيعكم

 ـ ديانة ـ ولو ان الدهر مغتالي

وما أسر بأن الأرض تجمع لي

وأنت منحرف عني ولا قالي

إن كان ذنب فعفو منك يغفره

وذاك أسبق في ظني وآمالي

فانظر لعبدك لا تشمت أعاديه

بتركه بين إغفال وإهمال

انظر إليه بعين منك تلبسه

إقبال جدك منه ثوب إقبال

واجعل له في ذراك اليوم منزلة

تعليه إن الذي أعليته عال

توفي إبراهيم بن مخلد وقت العصر من يوم الأربعاء السابع عشر من ذي الحجة سنة عشر وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة الخيزران بقرب قبر أبي حنيفة.

* * *

حرف النّون من آباء الإبراهيمين

٣٢٥١ ـ إبراهيم بن أبي اللّيث ، أبو إسحاق ، واسم أبي اللّيث : نصر (١) :

ترمذي الأصل ، بغدادي الدار ، حدّث عن فرج بن فضالة ، وشريك بن عبد الله ، وعبيد الله الأشجعي ، وهشيم. روى عنه أحمد بن حنبل ، وابنه عبد الله ، وعلي بن المديني وإبراهيم بن هاني النّيسابوريّ ، ويزيد بن الهيثم البادا ، ومحمّد بن الفضل الوصيفي.

١٨٨

وقال ابن أبي حاتم الرّازيّ : سئل أبي عنه فقال : كان أحمد بن حنبل يجمل القول فيه ، ويحيى بن معين يحمل عليه.

أخبرنا محمّد بن عمر بن القاسم النرسي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدّثنا يزيد بن الهيثم بن طهمان البادا ـ سنة ست وسبعين ومائتين ـ حدّثنا إبراهيم بن نصر ، حدّثنا فرج بن فضالة عن لقمان قال : سمعت أبا أمامة. قال : حججت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حجة الوداع فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «يا أيها الناس لعلكم لا تروني بعد عامكم هذا» فقال رجل طويل أشعث كأنه من رجال شنوءة : يا رسول الله فما الذي نفعل؟ قال : «اعبدوا ربكم ، وصلوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وحجوا بيت ربكم ، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم ، تدخلوا جنة ربكم» (١).

أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا إبراهيم بن أبي اللّيث ، حدّثنا الأشجعي ، عن سفيان ، عن عمرو بن يعلى بن مرة الثّقفيّ ، عن أبيه ، عن جده قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل عليه خاتم من ذهب عظيم فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتزكي هذا؟» فقال : يا رسول الله فما زكاة هذا؟ فلما أدبر الرجل قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «جمرة عظيمة عليه» (٢).

أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد بن خطيب الدّينور ـ بها ـ أخبرنا علي ابن أحمد بن علي بن راشد ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود ، حدّثنا علي بن المديني ، حدّثنا إبراهيم بن أبي اللّيث ـ صاحب الأشجعي ـ حدّثنا هشيم ، حدّثنا منصور بن زاذان ، عن الحسن ، عن أبي بكرة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار» (٣).

قال ابن الجارود : كان علي يحدث عن إبراهيم هذا ، والبغداديون يحملون عنه ، وما زال علي يحدث عنه إلى أن مات.

قلت : قد حكى عبد الله بن علي بن المديني أن أباه ترك الرواية عنه.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن

__________________

(١) ٣٢٥١ ـ انظر : ميزان الاعتدال ١ / ٥٤.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ١٧١. ومجمع الزوائد ٣ / ٦٧.

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٥٩. وفتح الباري ١٠ / ٣٣٨ ، ٥٢٢.

١٨٩

عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المديني. قال : سمعت أبي ـ وسئل عن صاحب الأشجعي إبراهيم بن أبي اللّيث ـ؟ فقال : ما زلت أسمع أن كتب الأشجعي عنده وهو إذ ذاك بخراسان ، وكنت أسأل عنه فقيل لي إنه روى أحاديث هشيم عن يعلى بن عطاء فقال : لعل هشيما دلسها لهم ، فقيل له : رواها عن هشيم غيره؟ قال : لا. قلت له : تحدث عن صاحب الأشجعي. قال : لا.

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور. قال : وسئل يحيى بن معين عن ابن أبي اللّيث فقال : ثقة ولكنه أحمق.

قلت : هذا القول من يحيى في توثيقه كان قديما ، ثم أساء القول فيه بعد وذمه ذمّا شديدا.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث ـ وذكر إبراهيم بن أبي اللّيث ـ فقال : سمعت يحيى بن معين يقول : أفسد نفسه في خمسة أحاديث عنده لو كانت بالجبل لكان ينبغي أن يرحل فيها. قال أبو داود : صدق. قال أبو داود : حدّث عن هشيم حديثا عن يعلى بن عطاء فزعموا أن أبا مالك حدّث به ، وحدث عن شريك عن سالم عن سعيد في مقام كريم ، وحديث تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين ملّة ، قوم يقيسون الأمور برأيهم ، وحديث إبراهيم بن سعد في الرؤية ؛ سدرة المنتهى ، وحديث هشيم عن منصور عن الحسن عن أبي بكرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان» (١). وحديث سعدويه.

أخبرنا محمّد بن جعفر بن علان الورّاق ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الحافظ ، حدّثنا محمّد بن جعفر بن يزيد الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي يقول : كنا نختلف إلى إبراهيم بن نصر بن أبي اللّيث سنة ست عشرة ومائتين أنا وأبي أحمد ويحيى بن معين ومحمّد بن نوح وأحمد بن حنبل في غير مجلس نسمع منه تفسير الأشجعي ، فكان يقرؤه علينا من صحيفة كبيرة ، فأول من فطن له ـ أي أنه كذاب ـ أبي فقال له : يا أبا إسحاق هذه الصحيفة كأنها أصل الأشجعي؟ قال : نعم ، كانت له نسختان فوهب لي نسخة ، فسكت أبي ، فلما خرجنا

__________________

(١) انظر التخريج السابق.

١٩٠

من عنده قال لي : أي بني ذهب عناؤنا إلى هذا الشّيخ باطلا ، الأشجعي كان رجلا فقيرا وكان يوصل ، وقد رأيناه وسمعنا منه ، من أين كان يمكنه أن يكون له نسختان؟ فلا تقل شيئا واسكت. فلم يزل أمره مستورا حتى حدّث بحديث أبي الزبير عن جابر في الرؤية ، وأقبل يتبع كل حديث فيه رؤية يدعيه ، فأنكر عليه ذلك يحيى بن معين لكثرة حديثه ما ادعى وتوقى أن يقول فيه شيئا. وحدث بحديث عوف بن مالك أن الله إذا تكلم تكلم بثلاثمائة لسان فقال يحيى : هذا الحديث أنكر على نعيم الفارض من أين سمع هذا من الوليد بن مسلم؟! فجاء رجل خراساني فقال : أنا دفعته إلى إبراهيم بن أبي اللّيث في رقعة تلك الجمعة. فقال يحيى : لا يسقط حديث رجل برجل واحد ، فلما كان بعد قليل حدّث بأحاديث حمّاد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين : أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض ، وضحك ربنا من قنوط عباده. حدّث بها عن هشيم بن بشير ، عن يعلى بن عطاء ، فقال يحيى بن معين : إبراهيم بن أبي اللّيث كذاب لا حفظه الله! سرق الحديث ، اذهبوا فقولوا له يخرجها من أصل عتيق ، فهذه أحاديث حمّاد بن سلمة لم يشركه فيها أحد ، ولو حدّث بها عن هشيم ، عن يعلى بن عطاء ليس فيها خير. قلنا : لعل هشيما أن يكون دلسها كما يدلس؟ فقال : هشيم أخبرنا يعلى بن عطاء علمنا أنه كذاب وكان يحيى إذا ذكره قال : أبو عراجة. وكان يجمع. قال أحمد بن الدورقي : والذي أظن في أمر كتب الأشجعي أن إبراهيم بن أبي اللّيث خرج إلى مكة مع ولد أحمد بن نصر فمر بالكوفة ، ومضى إلى عيال أبي عبيدة بن الأشجعي بعد موته ، فاشترى كتب الأشجعي وقعد يحدث بها.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : صاحب الأشجعي كذاب خبيث ، يسرق حديث الناس. جرير بن عثمان كتبه له أبو الدرداء ، وأما ما روي عن المحاربي عن عاصم فإنه يكذب.

قال لي يحيى بن آدم : إن حديث عاصم عن أبي عثمان عن جرير ما رواه أحد إلّا عمار بن سيف.

قلت : يعني حديث جرير عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تبنى مدينة بين دجلة ودجيل»(١).

__________________

(١) سبق تخريجه في بداية الكتاب.

١٩١

وقد ذكرناه في صدر هذا الكتاب وبينّا وجوهه وعلله.

حدثت عن محمّد بن العبّاس بن الفرات. قال : حدّثنا الحسن بن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو بكر الخلّال ، أخبرنا أبو بكر المروذي. قال : قلت لأبي عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ : إني سألت يحيى عن صاحب الأشجعي فقال : لا أعرفه ، فعجب. وقال : كان يختلف معنا إليه ما أعجب ذا! ثم قال : كان جليس ليحيى هو الذي أغرى بينه وبين يحيى حتى تكلم فيه. قلت : إنهم يقولون إنك قد توقفت في أمره؟ قال : أما منذ بلغني أن شعبة حدّث بحديث وكيع بن حدس فقد سكن ما بقلبي ، وقد روى معاذ منه شيئا ، ورواه ابن أبي عدي عن شعبة ، وقد يكون هشيم دلسه. وأما حديث عيسى بن يونس فقد حدّث به رجل بخراسان وحدث به آخر بالرملة ، وحدث به غير واحد. ثم قال : أنا رأيت كتاب الأشجعي في بيته ، وقد كان سمع الجامع وكان لا يحدث به ، وكان يقرأ علينا كتاب الأشجعي فيقول : هذا سمعته وهذا لم أسمعه في كتاب الصلاة. فرجل يدع حديثا كثيرا يقول لم يسمعه ، يدعى حديثين! أيش هذا من الكلام.؟

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم. قال : وسمعت أبا عبد الله ذكر الحديث الذي رواه إبراهيم بن أبي اللّيث ، عن هشيم ، عن يعلى بن عطاء ، عن وكيع ابن حدس ، عن أبي رزين. قلت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل نرى ربنا. وتلك الأحاديث معه؟ فقال : بلغني أنه في كتب عبد الله بن موسى. وقال : انظر في كتب عبد الله بن موسى لعلك أن تجده. فأتيت منزل عبد الله بن موسى فأخرجت إلى كتبه عن هشيم فنظرت فيها ، ثم أتيت أبا عبد الله فقلت له : نظرت في كتب عبد الله بن موسى صاحب هشيم فلم أجد الحديث ، ونظرت في أحاديث يعلى بن عطاء فلم أجده ، وذاك أني وجدت أحاديث يعلى في موضع واحد فلم يكن فيها.

قرأت على أبي بكر البرقاني عن محمّد بن العبّاس الخزاز قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سمعت يحيى بن معين وذكر إبراهيم بن أبي اللّيث ، فذكر عنه شيئا لم أحفظه. فقيل له : يا أبا زكريّا إن أحمد بن حنبل يختلف إليه ويكتب عنه! فقال : لو اختلف إليه ثمانون كلهم مثل منصور بن المعتمر ما كان إلّا كذّابا.

١٩٢

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي. قال : إبراهيم بن أبي اللّيث كان أصحابنا كتبوا عنه ثم تركوه ، وكانت عنده كتب الأشجعي ، وكان معروفا بها ولم يقتصر على الذي عنده حتى تخطى إلى أحاديث موضوعة.

وقال جدي : حدّثني أحمد بن العبّاس قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ابن أبي اللّيث يكذب في الحديث ، ولو حدّث بما سمع كان خيرا له.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ. قال : قال أبو حفص عمرو بن علي : وإبراهيم بن نصر صاحب الأشجعي متروك الحديث كان يكذب.

أخبرنا البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي ، حدّثنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي الفقيه ، أخبرنا أبو علي صالح بن محمّد الأسديّ قال : إبراهيم بن أبي اللّيث كان يكذب عشرين سنة ، وقد أشكل أمره على يحيى وأحمد وعلي بن المديني حتى ظهر بعد بالكذب فتركوا حديثه.

وأخبرني البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريّا بن يحيى السّاجيّ. قال : إبراهيم بن نصر وهو ابن أبي اللّيث صاحب الأشجعي متروك الأحاديث ، عمد إلى أحاديث حمّاد بن سلمة عن يعلى بن عطاء في الرؤية فحدث بها عن هشيم.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ. قال : سنة أربع وثلاثين ومائتين ، فيها مات إبراهيم بن أبي اللّيث صاحب الأشجعي.

قلت : وببغداد مات.

٣٢٥٢ ـ إبراهيم بن نصر بن محمّد بن نصر بن زيد بن عبد الله ، أبو إسحاق الكنديّ (١) :

سمع عفّان بن مسلم ، ومعاوية بن عمرو ، وقبيصة بن عقبة ، والحسن بن قتيبة ، وعبد المنعم بن إدريس ، والخليل بن زكريّا. روى عنه ابنه إسحاق ، ومحمّد بن

__________________

(١) ٣٢٥٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٢٥.

١٩٣

مخلد العطّار ، وعبد الله بن محمّد بن أبي سعيد البزّاز ، وأبو الحسين بن المنادي وقال : وكان من عباد الله الصّالحين.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا ابن مخلد ، حدّثنا إبراهيم بن نصر الكنديّ ـ من أصل كتابه ـ قال : حدّثنا قبيصة ، حدّثنا سفيان بن عمرو بن دينار. قال : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أسلم سالمها الله ، وغفار غفر الله لها وعصية عصت الله ورسوله» (١).

قال علي بن عمر : ورواه إسحاق بن بهلول عن حسين الجعفي ، عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر ، ولم يتابع عليه ، والصحيح عن الثّوري ، عن عبد الله ابن دينار. وكذلك رواه مالك وإسماعيل بن جعفر.

أخبرني علي بن محمّد بن الحسين الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون الضّبيّ عن أبي العبّاس بن سعيد. قال : إبراهيم بن نصر الكنديّ البغدادي ثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفّر. قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : سنة سبع وستين فيها مات إبراهيم بن نصر بسويقة نصر.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ، ابن قانع : أن إبراهيم بن نصر مات في سنة تسع وستين ومائتين ، وهكذا ذكر محمّد بن مخلد فيما قرأت بخطه.

٣٢٥٣ ـ إبراهيم بن نصر المنصوري ، مولى منصور بن المهديّ :

حدّث عن إبراهيم بن بشّار الخراسانيّ ـ صاحب إبراهيم بن أدهم ـ وعن العلاء بن مسلمة الرّوّاس. روى عنه جعفر الخالدي ، ومحمّد بن سعيد الحربيّ المعروف بابن الضّرير ، وأبو بكر المفيد الجرجرائي.

٣٢٥٤ ـ إبراهيم بن النّضر بن مروان بن سويد ، العطّار :

حدّث عن عبّاس بن عبد الله الترقفي. روى عنه ابنه موسى.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النّضر ابن مروان المقرئ العطّار ، حدّثنا أبي إبراهيم بن النّضر ، حدّثنا عبّاس الترقفي ، حدّثنا رواد بن الجراح ، حدّثنا سفيان ، حدّثنا منصور ، حدّثنا ربعي عن حذيفة. قال : قال

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٣٣ ، ٤ / ٢٢٠. وصحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ١٣٢ ، ١٨٤ ، ١٨٥ ، ١٨٦ ، ١٨٧. والمساجد ٣٠٧ ، ٣٠٨. وفتح الباري ٢ / ٤٩٢.

١٩٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ» قيل : يا رسول الله وما الخفيف الحاذ؟ قال : «الذي لا أهل له ولا ولد» (١).

قال موسى : قال أبي : قال العبّاس : فتكلم الناس في هذا الحديث ، فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام. فقلت : يا رسول الله حدّثنا رواد بن الجراح ، حدّثنا سفيان ، حدّثنا منصور ، حدّثنا ربعي عن حذيفة عنك أنك قلت : «خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ»؟ فقال لي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صدق رواد بن الجراح ، وصدق سفيان ، وصدق منصور ، وصدق ربعي ، وصدق حذيفة ، أنا قلت : «خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ» (٢).

٣٢٥٥ ـ إبراهيم بن نجيح بن إبراهيم بن محمّد بن الحسين ، أبو القاسم الفقيه ، مولى بني زهرة (٣) :

من أهل الكوفة ، نزل بغداد وحدث بها عن أبيه ، وعن محمّد بن إسحاق البكائي.

روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي ، ومحمّد بن المظفّر.

أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن الواسطيّ ، وأبو محمّد عبد الله ابن محمّد بن عبد الله الحذاء. قالا : حدّثنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، حدّثنا أبو القاسم إبراهيم بن نجيح بن إبراهيم ، حدّثنا أبي ، حدّثنا معمّر بن بكّار السّعدي ، حدّثنا إبراهيم بن سعد ، عن الزّهريّ ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر. قال : ارتدت امرأة على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال لها أم مروان ، فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يعرض عليها الإسلام ، فإن أسلمت وإلّا قتلت.

كتب إلىّ أبو طاهر محمّد بن محمّد بن الحسين المعدّل ـ من الكوفة ـ يذكر أن محمّد بن أحمد بن حمّاد بن سفيان الحافظ حدثهم. قال : سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة فيها مات أبو القاسم إبراهيم بن نجيح بن إبراهيم الزّهريّ مولاهم الفقيه ببغداد ، وجيء به إلى الكوفة فدفن فيها ، وكان فقيه الكوفة لا يتقدم عليه ، وكان من أحفظ الناس للسنن ، وصنف كتاب «السنن» وإنما عامته من حفظه ، وكان صاحب قرآن وخير ، وفضل وصدق.

__________________

(١) ٣٢٥٤ ـ انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ١٤٦. والكامل لابن عدي ٣ / ١٠٣٧. والأسرار المرفوعة ٤٨٣. وتخريج الإحياء ٢ / ٢٤. وتاريخ ابن عساكر ٥ / ٣٣٤.

(٢) انظر التخريج السابق.

(٣) ٣٢٥٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٥٠.

١٩٥

٣٢٥٦ ـ إبراهيم بن أبي نعيم القفصيّ (١) :

حدّث عن إبراهيم بن نصر المنصوري. روى عنه علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني.

أخبرنا عبد العزيز بن علي الورّاق ، حدّثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني ـ بمكة ـ حدّثنا إبراهيم بن أبي نعيم القفصي.

وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ. قالا : حدّثنا جعفر الخالدي قال : أخبرنا إبراهيم بن نصر قال : سمعت إبراهيم بن بشّار يقول : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : الناس أربعة في الورع ؛ فمنهم ورع عن القليل والكثير ومنهم ورع عن القليل وإذا أشرف على الكثير لم يتورع عنه ، ومنهم ورع عن الكثير ويدنس ورعه بالقليل ، ومنهم من لا يتورع عن قليل ولا كثير.

* * *

حرف الواو من آباء الإبراهيمين

٣٢٥٧ ـ إبراهيم بن الوليد بن أيّوب ، أبو إسحاق الجشّاش (٢) :

سمع أبا نعيم ، والقعنبي ، وسعد بن عبد الحميد بن جعفر ، وعفّان ، وأبا سلمة التبوذكي ، وعبد الله بن صالح العجليّ ، وسعيد بن داود الزبيري ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وأبا نصر التّمّار ، وأحمد بن يونس ، ويحيى بن الحماني ، وأبا بلال الأشعري ، وشيبان بن فرّوخ ، وعبيد الله بن محمّد بن عائشة. روى عنه الحسن بن يحيى بن عيّاش القطّان ، وأبو الحسين بن المنادي ، ومحمّد بن عمرو الرزاز ، وأبو بكر بن أبي حامد صاحب بيت المال ، وعبد الله بن عيسى الفاميّ ، وأبو عمرو بن السماك ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وكان ثقة.

أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ـ وكان ثقة ـ حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش ، حدّثنا عفّان وشيبان بن فرّوخ الأبلّيّ. قالا : حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «رأيت

__________________

(١) ٣٢٥٦ ـ القفصيّ : هذه النسبة إلى القفص ، وهي قرية على دجلة من أعمال الدجيل ، على ثلاثة فراسخ (الأنساب ١٠ / ٢١٣).

(٢) ٣٢٥٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٥٠.

١٩٦

ليلة أسرى بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار. قلت : يا جبريل من هؤلاء؟ قال : هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون!» (١).

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال ، عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إبراهيم بن الوليد الجشاش ثقة.

أخبرني الحسن بن أبي بكر عن عثمان بن أحمد الدّقّاق. قال : مات إبراهيم بن الوليد الجشاش في المحرم سنة اثنتين وسبعين ومائتين.

* * *

حرف الهاء من آباء الإبراهيمين

٣٢٥٨ ـ إبراهيم بن هدبة ، أبو هدبة الفارسيّ :

كان بالبصرة ثم خرج إلى أصبهان ، والري ، ووافى بغداد ، وحدث بها عن أنس ابن مالك بالأباطيل. روى عنه عيسى بن سالم الشاشي ، وحميد بن الرّبيع اللخمي ، وسعدان بن نصر الثّقفيّ ، ومحمّد بن عبيد الله بن المنادي ، والخضر بن أبان الكوفيّ ، وغيرهم. وسمعت أبا نعيم الحافظ يقول : قدم أبو هدبة إبراهيم بن هدبة أصبهان وحدث بها عن أنس بن مالك ، فرفع ذلك إلى جرير بن عبد الحميد فصدقه.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا سعدان بن نصر قال : سمعت أبا هدبة يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «طوبى لمن رآني ، ومن رأى من رآني ، ولمن رأى من رأى من رآني» (٢).

حدّثنا أبو طالب بن يحيى بن علي بن الطّيّب الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ حدّثنا أبو أحمد بن محمّد أحمد بن الغطريف ـ إملاء بجرجان ـ أخبرنا أبو خليفة ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الأصبهانيّ ، حدّثنا أبو هدبة. قال ـ وعرفه محمّد بن عبد الله الأنصاريّ وكان من أهل دست ميسان ـ قال : حدّثنا أنس بن مالك قال : قال رسول

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٢٣٩ ، ٥ / ١٠. ومشكاة المصابيح ٥١٤٩. والدر المنثور ١ / ٦٤. والترغيب والترهيب ٣ / ٢٣٤.

(٢) ٣٢٥٨ ـ سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٩٧

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من غسل واغتسل ، وبكر وابتكر ، وأتى الجمعة واستمع وأنصت ، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» (١).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم ـ بالكوفة ـ حدّثنا أبو القاسم الخضر بن أبان المقرئ ، حدّثنا إبراهيم بن هدبة ، حدّثنا أنس بن مالك. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيما امرأة خرجت من غير أمر زوجها كانت في سخط الله حتى ترجع إلى بيتها ، أو يرضى عنها» (٢).

وبإسناده. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن في جهنم بحرا أسود مظلما منتن الريح يغرق الله فيه كل من أكل رزقه وعبد غيره» (٣).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختريّ الرزاز ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن عبيد الله المنادي ، حدّثنا أبو هدبة ، عن أنس بن مالك. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تبع جنازة فإذا هو بنسوة خلف الجنازة ، قال : فنظر إليهن وهو يقول : «ارجعن مأزورات غير مأجورات ، مفتنات الأحياء ، مؤذيات الأموات» (٤).

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرني محمّد بن زكريّاء الشروطي ـ بنسف ـ حدّثنا يحيى بن بدر. قال : قال أحمد بن حنبل : إبراهيم بن هدبة لا شيء ، روى أحاديث مناكير.

قال يحيى بن بدر : وقال يحيى بن معين : إبراهيم بن هدبة هو الفارسيّ أبو هدبة لا بأس به ثقة.

قلت : المحفوظ عن يحيى وغيره ضد هذا القول.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد أبو عبد الله ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قدم أبو هدبة فاجتمع عليه الخلق فقالوا له : اخرج رجلك! فقالوا ليحيى : لم قالوا له أخرج رجلك؟ قال : كانوا يخافون أن تكون رجله رجل حمار ، يكون شيطانا ، أو قال : فيكون شيطانا!

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٠٩ ، ٤ / ١٠٤. وفتح الباري ٢ / ٣٦٦. ومجمع الزوائد ٢ / ١٧٨.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٣) انظر الحديث في : تنزيه الشريعة ٢ / ٣٧٩. والكامل لابن عدي ١ / ٢١١. واللآلئ المصنوعة ١ / ٢٤٥. وتاريخ أصبهان ٣ / ١٧١.

(٤) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ١٥٧٨. والسنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٧٧ ، ٦ / ١٧٦. وكشف الخفا ١١٧. والعلل المتناهية ٢ / ٤٢٠.

١٩٨

بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين ـ وسئل عن أبي هدبة ـ قال : قدم علينا هاهنا فكتبنا عنه عن أنس بن مالك ، ثم تبين لنا كذبه ، كذاب خبيث.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد الأديب ، حدّثنا الحسن بن الفضل بن السمح ، حدّثنا محمّد بن عيسى ـ يعني ابن الطباع ـ حدّثنا عمر بن هارون قال : قلت لأبي هدبة : ذهبت إلى الريّ فحدثت الناس عن أنس بن مالك. فقال : دعنا منك نريد الخبز.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، أخبرنا الحسين بن محمّد بن عفير ، حدّثنا أحمد بن سنان قال : سمعت محمّد بن بلال راوية عمران القطّان. قال : أبو هدبة عدو الله ، وكان عندنا هاهنا يحفل الغنم فيبيعها. قال : وكان ينكر أن يحدث عن أنس.

أخبرنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني قال : سمعت أبي يقول : كان أبو هدبة يقول : حدّثني أنس بن مالك. قيل لأبي : كان يصدق؟ قال : من أين! وضعفه جدّا.

أخبرني محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سألت مجاهد بن موسى عن أبي هدبة. قال : قال علي بن ثابت : هو أكذب من حماري هذا. وقال هشيم : قد طلبنا أصحاب أنس منذ عشرين سنة فلم نقدر عليهم.

أنبأنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال : سمعت عبد الملك بن محمّد ـ يعني أبا نعيم الجرجاني ـ يقول : أخبرني محمّد بن عبيد الله المنادي. قال : كان أبو هدبة هاهنا ببغداد يسأل الناس عن الطريق.

قال عبد الملك : وبلغني أنه كان رقاصا بالبصرة يدعى إلى العرائس فيرقص لهم.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عمر بن الحسن قال : أخبرني محمّد بن إسماعيل بن عطيّة البصريّ ، حدّثنا نصر بن علي ، حدّثنا بشر بن عمر. قال : كان في جوارنا هاهنا عرس ، فدعى إليه أبو هدبة ـ صاحب أنس ـ فأكل وشرب وسكر فجعل يغني ويقول :

١٩٩

أخذ النّمل ثيابي

فترقّصت لهنّه

أخذ النّمل ثيابي

فترقّصت لهنّه

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي. قال : إبراهيم بن هدبة أبو هدبة متروك الحديث.

٣٢٥٩ ـ إبراهيم بن هاشم بن مشكان :

سمع هشيم بن بشير ، ومحمّد بن عمر الواقدي ، وجرير بن عبد الحميد ، ويزيد بن هارون ، وبشر بن الحارث. روى عنه يعقوب بن شيبة ، وأحمد بن بشر المرثدي ، ومحمّد بن يوسف الصابوني الحافظ.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق ـ خازن دار الكتب ـ أخبرنا محمّد ابن عبد الله بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن بشر المرثدي ، حدّثنا هاشم عن بشر بن الحارث ، عن أبي الوليد قال : سمعت شعبة يقول : وجدت قلبي في الشعر أسلم منه في الحديث.

أخبرني إبراهيم بن مخلد ـ فيما أذن أن أرويه عنه ـ حدّثنا أحمد بن كامل القاضي. قال : قال لي محمّد بن موسى ـ وهو البربري ـ : الذين اجتمعت عندهم كتب الواقدي أربعة أنفس ؛ محمّد بن سعد الكاتب ، وأبو حسّان الزّيادي ، وإبراهيم ابن سعيد الجوهريّ ، وإبراهيم بن هاشم بن مشكان.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا دبيس المعدّل ، أخبرنا علي بن أبي الرّبيع ـ وسألته عن هذا ـ. قال : سمعت بشر بن الحارث يقول : أريد أن أطلب طرد أو أقصى أو أجفو إبراهيم بن هاشم منذ كذا. وكذا فقلت له : يا أبا نصر إنه والله من أمثل من يأتيك ، قال : ثم تداركها ، فقلت :أقدمت على بشر في شيء رآه؟! قلت : إني والله يا أبا نصر ما أخبره. قال : فسكت ، قال أبو الفضل ـ يعني دبيسا ـ فخرج منه وأقفى مثل الحمار.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إبراهيم بن هاشم بن مشكان صاحب بشر بن الحارث مات في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

٢٠٠