تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

أيّها المذنب المفرّط مهلا

كم تمادى وتكسب الذّنب جهلا

كم وكم تسخط الجليل بفعل

سمج وهو يحسن الصّنع فعلا

كيف تهدا جفون من ليس يدري

أرضى عنه من على العرش أم لا

أخبرني علي بن أبي علي ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني أن محمّد بن يحيى أخبره قال : كان أبو مسلم الكجّي ، وأسد بن جهور يتقلدان أعمالا بالشام ، فقال البحتري يمدحهما :

هل تبدينّ لي الأيّام عارفة

لدى أبي مسلم الكجّيّ أو أسد

كلاهما آخذ للمجد أهبته

وباعث بعد وعد اليوم نجح غد

لله درّكما من سيّديّ ومن

أحويتما من معاليه إلى أمد

وجدت عندكما الجدوى ميسّرة

أوان لا أحد يجدي على أحد

وقد تطلّبت جهدي ثالثا لكما

عند اللّيالي فلم تفعل ولم تكد

لن يبعد الله منّي حاجة أمما

وأنتما غايتي فيها ومعتمدي

إن تقرضا ، فقضاء لا يريث وإن

وهبتما فقبول الرّفد والصّفد

وفي القوافي إذا سوّمتها بدع

يثقلن في الوزن أو يكثرن في العدد

فيها جزاء لما يأتي الرّسول به

من عاجل سلس أو آجل نكد

وقال المرزباني : حدّثني أحمد بن زياد قال : حدّثني يحيى بن البحتري. قال : قال أبي يمدح أبا مسلم الكجّي من قصيدة أولها :

هيّن ما يقول فيك اللّاحي

ولعمري لئن دعوتك للجو

د لقدما لبّيتني بالنّجاح

خلق كالغمام ليس له بر

ق سوى بشر وجهك الوضّاح

ارتياحا للطّالبين وبذلا

والمعالي للباذل المرتاح

وكلا جانبيك سبط الخوافي

حين يسمو أثيث ريش الجناح

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا دعلج بن أحمد قال : سمعت موسى بن هارون يقول : أبو مسلم الكشّي ثقة.

أخبرني الأزهري ، عن أبي الحسن الدار قطني. قال : أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ابن مسلم البصريّ يعرف بالكجّي صدوق ثقة.

١٢١

حدّثني محمّد بن علي الصوري قال : سألت عبد الغني بن سعيد الحافظ عن أبي مسلم الكجّي فقال : ثقة نبيل.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال : ومات أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجّي يوم الأحد لسبع خلون من المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين ، وأحدر به إلى البصرة فدفن هناك.

٣١٥٢ ـ إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن أيّوب ، أبو إسحاق المخرمي (١) :

حدّث عن سعيد بن محمّد الجرمي ، وصالح بن مالك الخوارزمي ، والفضل بن غانم القاضي ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وسري السّقطيّ. روى عنه أبو علي بن الصواف ، وأبو عبد الله بن العسكري ، وأبو حفص ابن الزيات ، وعبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ. وغيرهم.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيّوب المخرمي ، حدّثنا سعيد بن محمّد الجرمي ، حدّثنا أبو عبيد الحدّاد ، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف». قال : وكان يقال : «خذوا الناس بالميسور ولا تملوهم» (٢). قال قتادة : فإن المؤمنين قوم رفقاء رحماء.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ قال : سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول لأبي علي الحافظ : كتبت عن أبي إسحاق المخرمي ببغداد؟ فقال له أبو علي : نعم. قال : فما قولك فيه؟ فقال أبو علي : كان لا ينكر له ، لقى الجرمي وأقرانه. فقال الإسماعيلي : ما هو عندي إلّا صدوق.

أخبرنا علي بن عبد العزيز الطّاهري ، حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن العبّاس الشطوي ، حدّثنا إبراهيم بن أيّوب المخرمي. وأخبرنا عبيد الله بن محمّد بن عبد الله النّجّار ـ واللفظ له ـ أخبرنا عبيد الله بن محمّد بن سليمان المخرمي ، حدّثنا إبراهيم ابن عبد الله بن أيّوب الدّقّاق قال : حدّثنا القواريري ، حدّثنا جعفر بن سليمان عن

__________________

(١) ٣١٥٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٦٨. وميزان الاعتدال ١ / ٤١. وشذرات الذهب ٢ / ٢٤٣. ومعجم شيوخ الإسماعيلي ١٧٩. والعبر ٢ / ١٢٧. ولسان الميزان ١ / ٧٢. وسؤالات السهمي للدار قطني ١٨٣. والموضوعات ٢ / ١٩٣ ـ ١٩٤.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١٤ ، ٧١ ، ١٠٤. وصحيح مسلم ، كتاب البر والصلة ٧٧. وفتح الباري ٨ / ١٣٧ ، ١٠ / ٤٤٩ ، ١٢ ، ٢٨٠ ، ١٣ / ٣٣٩.

١٢٢

مالك بن دينار عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله تعالى يوحي إلى الحفظة لا تكتبوا على صوام عبادي بعد العصر سيئة» (١).

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول : سألت الدار قطني عن إبراهيم بن عبد الله بن أيّوب أبي إسحاق المخرمي فقال : ليس بثقة ، حدّث عن قوم ثقات بأحاديث باطلة.

روى عن خالد بن خداش والقواريري عن جعفر عن مالك بن دينار ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله يأمر الملائكة أن لا يكتبوا على الصائم من أمة محمّد بعد العصر ذنبا» (٢) قال وهذا باطل ، والإسناد ثقات كلهم.

هكذا ذكر حمزة عن الدار قطني أن المخرمي روى هذا الحديث عن خالد بن خداش والقواريري عن جعفر.

وقد أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، حدّثنا أبو القاسم الحسين بن محمّد ابن الحسن البزّاز قال : حدّثني جد أبي أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أيّوب المخرمي الفقيه ، حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري وإسحاق بن إبراهيم المروزيّ. قالا : حدّثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن مالك بن دينار بالحديث ، فالله أعلم.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع.

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إبراهيم بن عبد الله بن أيّوب مات في سنة أربع وثلاثمائة.

قال ابن المنادي : يوم الاثنين ، ودفن من الغد يوم الثلاثاء ليومين بقيا من شهر رمضان.

٣١٥٣ ـ إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن إبراهيم بن سليمان ، أبو إسحاق ـ وقيل : أبو القاسم ـ الهاشمي المخرمي (٣) :

حدّث عن أبي همام السكوني ، وعبد الله بن محمّد بن يحيى بن أبي بكير ،

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ، لابن الجوزي ٢ / ١٩٣. وميزان الاعتدال ١٢٦. ولسان الميزان ١ / ١٩٣. وكنز العمال ٢٣٦٤٠.

(٢) انظر التخريج السابق.

(٣) ٣١٥٣ ـ انظر : سؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم ١٨٣.

١٢٣

وغيرهما. روى عنه أبو عمرو بن السماك ، وأبو القاسم بن النخاس ، وأبو الحسن بن البواب المقرءان ، وعلي بن عمر السّكّري.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ ، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب الهاشمي ـ في المخرم ـ حدّثنا أبو همام ، حدّثنا الحسين بن عيسى ـ وهو الحنفيّ أخو سليم بن عيسى بن الحكم بن أبان ـ عن عكرمة عن ابن عبّاس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يتمن أحدكم الموت فإنه لا يدري ما قدم لنفسه» (١).

٣١٥٤ ـ إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن عبدوس ، أبو القاسم المخرمي :

حدّث عن أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني ، وذكر أنه سمع منه ببغداد.

٣١٥٥ ـ إبراهيم بن عبد الله ، أبو إسحاق المصريّ البزّاز :

سكن بغداد وحدث بها عن خشنام بن أخت بشر بن الحارث حكايات. روى عنه يوسف بن عمر القواس.

أخبرني أبو محمّد الخلّال ، حدّثنا يوسف بن عمر ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله المصريّ البزّاز ـ وكان صوفيّا ـ حدّثنا أبو مزاحم خشنام بن أخت بشر بن الحارث قال : سمعت خالي بشرا يقول ـ وقد عذله أبو نصر التّمّار على انقطاعه عن الناس ـ فقال : هذا أوان السكوت ، ولزوم البيوت.

٣١٥٦ ـ إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، أبو إسحاق :

أراه حدّث في الغربة. روى عن يعقوب بن إسحاق العطّار البصريّ حديثا رواه عنه أحمد بن محمّد بن حامد البلخي وقيل إنه إبراهيم بن محمّد بن عبد الله.

وقد ذكرنا الحديث في ترجمة أحمد بن محمّد بن حامد فغنينا عن إعادته.

٣١٥٧ ـ إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن مخلد ، أبو القاسم الطّرائفي (٢) البغدادي :

حدّث بمصر عن جعفر بن محمّد الفريابي. روى عنه أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس المصريّ ، وذكر أنه سمع منه في سنة أربعين وثلاثمائة.

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ١٦٣ ، ١٧١ ، ٥ / ١١١ ، ٦ / ٤٩٥. والمعجم الصغير ١ / ٧٧.

(٢) ٣١٥٧ ـ الطرائفي : هذه النسبة إلى بيع «الطرائف» وشرائها ، وهي الأشياء المليحة المتخذة من الخشب (الأنساب ٨ / ٢٢٥).

١٢٤

٣١٥٨ ـ إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد بن زياد بن مهران بن البختريّ ، أبو إسحاق :

وهو عم أبي القاسم بن الثلاج. وأصله من حلوان.

ذكر أبو القاسم أنه ولد في سنة إحدى وثمانين ومائتين ، وسمع الحسين بن محمّد ابن عفير الأنصاريّ ومحمّد بن محمّد الباغندي ، ومحمّد بن الحسين الأشناني ، وأبا القاسم البغويّ. روى عنه ابن أخيه أبو القاسم ، وعبد الوهّاب بن عبد الله المري الدّمشقيّ.

وذكر ابن أخيه أنه توفي برحبة مالك بن طوق ، ودفن بها في سنة خمس وستين وثلاثمائة.

٣١٥٩ ـ إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق بن جعفر بن إسحاق ، أبو إسحاق الأصبهانيّ ، ويعرف بالقصّار (١) :

سمع بأصبهان من الوليد بن أبان ، والحسن بن محمّد الداركي ، وأقرانهما. وسافر إلى الشام ، فكتب عن جماعة من شيوخها ، ثم عاد إلى خراسان فسمع من عبد الله بن محمّد بن شيرويه ، ومحمّد بن إسحاق السّرّاج ، ونحوهما. وسكن بنيسابور إلى أن توفي بها ، وورد بغداد حاجّا وحدث بها. فذكر ابن الثلاج أنه سمع منه ، وحدّثنا عنه أبو نعيم الحافظ ، وأحمد بن علي بن محمّد اليزدي وكان سماعهما منه بنيسابور.

أخبرنا محمّد بن علي بن أحمد المعدّل ، أخبرنا محمّد بن عبد الله أبو عبد الله النّيسابوريّ الحافظ قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله المعدّل الأصبهانيّ ـ ببغداد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ـ يقول : سمعت عمر بن مدرك الرسعني ـ برأس العين ـ يقول : سمعت جعفر بن محمّد بن الفضيل يقول : سمعت محمّد بن يزيد بن سنان يقول : سمعت أبي يزيد بن سنان يقول : سمعت عطاء يقول : سمعت مجاهدا يقول : سمعت سعيد بن المسيب يقول : سمعت صهيبا يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما آمن بالقرآن من استحل محارمه» (٢).

قال أبو عبد الله : إبراهيم بن عبد الله معروف بالقصّار ، وإنما لقب به لأنه كان

__________________

(١) ٣١٥٩ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ١٦٣ ـ ١٦٤.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٩١٨. ومصنف ابن أبي شيبة ١٠ / ٥٣٧. والمعجم الكبير ٨ / ٣٦. ومجمع الزوائد ١ / ١٧٧.

١٢٥

يغسل الموتى لورعه وزهده ، واجتهاده في العبادة ، ومتابعته السنة ، حج معنا أبو إسحاق ومعه ابنه أبو سعيد وحدثا جميعا ببغداد. ثم انصرفا وتوفي أبو سعيد ، وبقي أبو إسحاق يحدث ، ويشهد ، ويغسل الموتى ، إلى أن توفي في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ، وهو ابن مائة سنة وثلاث وسنين.

٣١٦٠ ـ إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة ، أبو إسحاق الفهريّ المدنيّ (١) :

شاعر مفلق. فصيح مسهب ، مجيد حسن القول ، سائر الشعر ، وهو أحد الشعراء المخضرمين ، أدرك الدولتين الأموية والهاشمية ، وقدم بغداد على أبي جعفر المنصور ومدحه فأجازه. وأحسن صلته ، وكان ممن اشتهر بالانقطاع إلى الطّالبيين.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، وعبد الكريم بن محمّد بن أحمد الضّبيّ. قالا : أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال : هرمة بن هذيل بن ربيع بن عامر بن صبح بن عدي بن قيس بن الحارث بن فهر ، من ولده إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة الشّاعر مقدم في شعراء المحدثين. قدمه محمّد بن داود بن الجراح على بشّار وأبي نواس وغيرهما.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة. قال : وفي هذه السنة ـ يعني سنة خمس وأربعين ومائة ـ تحول المنصور إلى مدينة السّلام واستتم بناءها سنة ست وأربعين ثم كتب إلى أهل المدينة أن يوفدوا عليه خطباءهم وشعراءهم ، فكان فيمن وفد عليه إبراهيم بن هرمة. قال : فلم تكن في الدنيا خطبة أبغض إليّ من خطبة تقربني منه ، واجتمع الخطباء والشعراء من كل مدينة ، وعلى المنصور ستر يرى الناس من ورائه ولا يرونه ، وأبو الخصيب حاجبه قائم يقول : يا أمير المؤمنين هذا فلان الخطيب فيقول : اخطب. ويقول : هذا فلان الشّاعر. فيقول : أنشد. حتى كنت آخر من بقي فقال : يا أمير المؤمنين هذا ابن هرمة ، فسمعته يقول : لا مرحبا ولا أهلا. ولا أنعم الله به عينا. فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون! ذهبت والله نفسي ، ثم رجعت إلى نفسي فقلت : يا نفس هذا موقف إن لم تشتدي فيه هلكت فقال أبو الخصيب : أنشد فأنشدته :

سرى ثوبه عنك الصّبي المتخايل

وقرّب للبين الخليط المزايل

__________________

(١) ٣١٦٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزير ٩ / ٢١. والبداية والنهاية ١٠ / ١٦٩.

١٢٦

حتى انتهيت إلى قولي :

له لحظات في خفاء سريرة

إذا كرها فيها عقاب ونائل

فأمّا الّذي أمّنته يأمن الرّدى

وأمّا الّذي حاولت بالثّكل ثاكل

فقال : يا غلام ، ارفع عني الستر! فرفع ، فإذا وجهه كأنه فلقة قمر ، ثم قال : تمم القصيدة فلما فرغت قال : أدن ، فدنوت ، ثم قال : اجلس ؛ فجلست ، وبين يديه مخصرة فقال : يا إبراهيم قد بلغتني عنك أشياء لو لا ذلك لفضلتك على نظرائك ، فأقر لي بذنوبك أعفها عنك. فقلت : هذا رجل فقيه عالم ، وإنما يريد أن يقتلني بحجة تجب علي! فقلت : يا أمير المؤمنين كل ذنب بلغك مما عفوته عني فأنا مقر به فتناول المخصرة فضربني بها. فقلت:

أصبر من ذي ضاغط عركرك

ألقى بواني زوره للمبرك

ثم ثنى فضربني فقلت :

أصبر من عود بجنبيه جلب

قد أثّر البطان فيه والحقب

فقال : قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم ، وخلعة ، وألحقتك بنظرائك من طريح بن إسماعيل ، ورؤبة بن العجاج ، ولئن بلغني عنك أمر أكرهه لأقتلنك. قلت : نعم! أنت في حل وفي سعة من دمي إن بلغك أمر تكرهه ، قال ابن هرمة : فأتيت المدينة. فأتاني رجل من الطّالبيين فسلم عليّ فقلت : تنح عني لا تشيط بدمي.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا محمّد بن حميد الخزاز ، حدّثنا ابن قانع ، حدّثنا محمّد بن زكريّا ، حدّثنا عبيد الله بن عائشة. قال : لما قدم ابن هرمة على أبي جعفر مدحه فأعطاه عشرة آلاف درهم وقال : يا ابن هرمة إن الزمان ضيق بأهله فاشتر بهذه إبلا عوامل ؛ وإياك أن تقول : كلما مدحت أمير المؤمنين أعطاني مثلها هيهات والعود إلى مثلها.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم المخزومي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي ، حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلابي ، حدّثنا أحمد بن عيسى ـ وذكر ابن هرمة قال : وكان متصلا بنا ـ وهو القائل فينا :

ومهما ألام على حبّهم

فإنّي أحبّ بني فاطمه

بني بنت من جاء بالمحكما

ت وبالدّين والسّنّة القائمة

فلست أبالي بحبي لهم

سواهم من النّعم السّائمه

١٢٧

قال : فقيل له في دولة بني العبّاس : ألست القائل كذا ـ وأنشدوه هذه الأبيات ـ؟فقال : أعض الله قائلها بهن أمه ، فقال له من يثق به : ألست أنت قائلها؟! قال : بلى ولكن أعض بهن أمي خير من أن أقتل.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف الكاتب ، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي ، حدّثنا الزبير بن بكّار ، حدّثنا محمّد ابن ثابت ، حدّثني محمّد بن فضالة النّحويّ. قال : لقى رجل من قريش ممن كان خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن ؛ إبراهيم بن علي بن هرمة الشّاعر فقال له : ما الخبر؟ ما فعل الناس يا أبا إسحاق فقال ابن هرمة :

أرى النّاس في أمر سحيل فلا تزل

على ثقة أو تبصر الأمر مبرما

وأمسك بأطراف الكلام فإنّه

نجاتك ممّا خفت أمرا مجمجما

فلست على رجع الكلام بقادر

إذا القول عن زلّاته فارق الفما

وكائن ترى من وافر العرض صامتا

وآخر أردى نفسه أن تكلّما

حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علان الورّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمّاد قال : حدّثنا هاشم بن محمّد بن هارون الخزاعي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن قريب بن أخي الأصمعي عن عمه. قال : قال لي رجل من أهل الشام : قدمت المدينة فقصدت منزل إبراهيم بن هرمة ، فإذا بنية له صغيرة تلعب بالطين ، فقلت لها : ما فعل أبوك؟ قالت : وفد إلى بعض الأجواد ، فما لنا به علم منذ مدة. فقلت : انحري لنا ناقة فإنا أضيافك ، قالت : والله ما عندنا. قلت : فشاة ، قالت : والله ما عندنا ، قلت فدجاجة ، قالت : والله ما عندنا. قلت : فأعطينا بيضة. قالت : والله ما عندنا ، قلت : فباطل ما قال أبوك :

كم ناقة قد وجأت منحرها

بمستهلّ الشّؤبوب أو جمل

قالت : فذلك الفعل من أبي هو الذي أصارنا إلى أن ليس عندنا شيء!! أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب. قال : قال أبو الحسن الأخفش : قال لنا ثعلب مرة أن الأصمعي. قال : ختم الشعر بإبراهيم بن هرمة ، وهو آخر الحجج.

١٢٨

٣١٦١ ـ إبراهيم بن علي بن حسن بن علي بن أبي رافع ، الرّافعيّ المديني (١) :

حدّث عن أبيه علي ، وعن عمه أيّوب بن حسن ، وعن علي بن عمر بن علي بن حسين ، وكثير بن عبد الله المزني ، وغيرهم. روى عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، ومحمّد بن إسحاق المسيبي ، وأبو ثابت محمّد بن عبيد الله المدنيّ ، ويعقوب بن حميد بن كاسب. كان ينزل بغداد بأخرة ومات بها.

أخبرنا أبو بكر بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول : قلت ـ يعني ليحيى بن معين ـ فإبراهيم بن علي الرّافعيّ ، من هو؟ فقال : شيخ مات بالقرب ، كان هاهنا ليس به بأس. قلت : يقول : حدّثني عمي أيّوب بن حسن كيف هو؟ فقال : ليس به بأس (٢).

٣١٦٢ ـ إبراهيم بن علي المستملي الواسطيّ :

حدّث ببغداد عن أحمد بن سعيد الجمال. روى عنه أبو القاسم الطبراني.

أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا إبراهيم بن علي الواسطيّ المستملي ـ ببغداد ـ حدّثنا أحمد بن سعيد الجمال.

وحدّثنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا أحمد بن سعيد الجمال ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا هشيم ، حدّثنا عوف ، عن محمّد بن سيرين ، عن أبي هريرة. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ابن السبيل أول شارب» (٣).

زاد سليمان ـ يعني من زمزم ـ وقال : لم يروه عن عوف إلّا هشيم ، ولا عن هشيم إلّا أبو نعيم. تفرد به أحمد بن سعيد البغدادي.

٣١٦٣ ـ إبراهيم بن علي ، أبو محمّد الفارسيّ ابن بنت إسحاق بن إبراهيم ، المعروف بشاذان :

حدّث عن جده شاذان. روى عنه محمّد بن مخلد الدوري ، وأبو سهل بن زياد القطّان.

__________________

(١) ٣١٦١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢١٦ (٢ / ١٥٥ ـ ١٥٦). والجرح والتعديل ١ / ١ / ١١٦. والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٣١٠. والكامل لابن عدي ٢ / ورقة ٦٥. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ١٧. وميزان الاعتدال ١ / ٤٩ ـ ٥٠.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٥٦.

(٣) ٣١٦٢ ـ انظر الحديث في : المعجم الصغير للطبراني ١ / ٩٢. ومجمع الزوائد ٣ / ٢٨٦.

١٢٩

٣١٦٤ ـ إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، أبو إسحاق العمري الموصليّ :

قدم بغداد وحدث بها عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير ، ومعلى بن مهديّ ، ومحمّد بن عبد الله بن عمار ، وبسطام بن جعفر المواصلة ، وغيرهم. روى عنه يحيى ابن محمّد بن صاعد ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وجعفر الخالدي ، وأبو طاهر بن أبي هاشم ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب الموصليّ ـ ببغداد ـ حدّثنا بسطام بن جعفر ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المديني ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : إن كنت لأفتل لهدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم القلائد ، ثم يبعث به وهو مقيم عندنا ، لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم.

أخبرني الأزهري ، عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إبراهيم بن علي العمري موصلي ثقة. كتب إليّ أبو الفرج محمّد بن إدريس الموصليّ يذكر أن أبا منصور المظفّر بن محمّد الطوسي حدثهم قال أبو زكريّا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ في كتاب «طبقات العلماء والمحدثين من أهل الموصل». قال : ومنهم أبو إسحاق إبراهيم ابن علي بن إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، روى عن معلى بن مهديّ ، وبسطام بن جعفر ، وابن عمار ، وعبد الغفار بن عبد الله. روى عن عبد الغفار كتاب «القراءات» عن العبّاس بن الفضل الأنصاريّ ، وحدث وكتب عنه ـ وكان قد فقد سمعه ـ توفي في سنة ست وثلاثمائة.

٣١٦٥ ـ إبراهيم بن علي بن الحسن بن سليمان بن شريح بن إسحاق ، أبو إسحاق القافلائي (١) :

حدّث عن أحمد بن عبيد الله القرشيّ ، وأبي قلابة الرقاشي ، ويزيد بن الهيثم البادا ، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان (٢). روى عنه محمّد بن المظفّر ، وأحمد بن الفرج بن الحجّاج.

__________________

(١) ٣١٦٥ ـ القافلاني : هذه النسبة إلى حرفة عجيبة : اسم لمن يشتري السفن الكبار المنحدرة من الموصل ، والمصعدة من البصرة ، ويكسرها ويبيع خشبها وقيرها وقفلها ، والقفل الحديد الذي فيها يقال لمن يفعل هذه الصنعة القافلاني (الأنساب ١٠ / ٣٠).

(٢) في الصميصاطية : «ملخان».

١٣٠

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن الحسن بن سليمان بن شريح ، حدّثنا أحمد بن عبيد الله بن إدريس.

وأخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ـ بالبصرة ـ حدّثنا علي بن إسحاق المادرائي ، حدّثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ، أخبرنا أحمد بن يونس ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يوضع (١) في وادي محسّر.

قال أبو بكر بن النرسي : هذا عندي في موضعين ؛ موضع موقوف وهاهنا هو مسند : لفظ حديث ابن المظفّر.

٣١٦٦ ـ إبراهيم بن علي بن الحسن ، أبو إسحاق القطيعيّ :

روى عن الحسن بن الهيثم بن الحلال مسائل محمّد بن موسى بن مشيش لأحمد ابن حنبل. حدّث عنه أبو عبد الله بن بطة العكبري.

٣١٦٧ ـ إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت ، أبو الفتح :

سكن مصر وحدث بها عن أبي القاسم البغويّ ، وأبي بكر بن أبي داود ، ويحيى ابن صاعد ، ومن بعدهم ، حدّثنا عنه أبو الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز. وكان ضعيفا سيئ الحال في الرواية.

أخبرنا عبد الملك بن عمر ، حدّثنا إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت ـ أبو الفتح البغدادي بمصر ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثنا أبو نصر التّمّار ، حدّثنا عقبة بن عبد الله الأصم ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي هريرة قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن النظر في النجوم (٢).

حدّثني عبد العزيز بن محمّد النّخشبيّ. قال : رأيت بمصر حديث الزّهريّ عن مالك المدنيّ يرويه عبيد بن محمّد النساج ، عن أحمد بن شبيب بن سعيد ، عن أبيه ، عن يونس بن يزيد ، عن الزّهريّ ، قد رواه ابن سيبخت عن رجل من أهل العراق مشهور بالثقة عن عمرو بن علي ، عن أحمد بن شبيب.

__________________

(١) يوضع : الإيضاع : سرعة السير.

(٢) ٣١٦٧ ـ انظر الخبر في : الكامل لابن عدي ٥ / ١٩١٦. ومجمع الزوائد ٥ / ١١٦. والضعفاء العقيلي ٣ / ٣٥٣.

١٣١

قلت : وهذا باطل من حديث عمرو بن علي ، ولم نر هذا الحديث إلّا من رواية عبيد النساج عن أحمد بن شبيب ، غير أن أبا بكر المفيد قد رواه عن الحسن بن إسماعيل الربعي ، عن أحمد بن سيّار المروزيّ ، عن أحمد بن شبيب. والربعي مجهول ، وقول المفيد غير مقبول. والله أعلم.

بلغني أن ابن سيبخت توفي بمصر في جمادى الآخرة من سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.

٣١٦٨ ـ إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد ، أبو إسحاق بن البيضاويّ (١) :

وهو أخو محمّد بن علي بن إبراهيم ، وكان الأكبر. سمع محمّد بن المظفّر ، وأبا عمر بن حيويه وأبا بكر بن شاذان ، ومن كان في طبقتهم. وحدث في الغربة.

ذكر لي عبد العزيز ابن أحمد الكتاني أنه كتب عنه بدمشق في سنة عشرين وأربعمائة ، وكان صدوقا صالحا ، مات بمصر.

٣١٦٩ ـ إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور ، ويعرف بابن برية الهاشمي :

نسب إلى أمه وهي برية بنت إبراهيم بن يحيى بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب. كان يصلي بالناس في مسجد جامع المنصور الجمعات وغيرها حتى مات. وكان صاحب علم وتنسك.

٣١٧٠ ـ إبراهيم بن عيسى بن القاسم ، أبو إسحاق الكافوريّ (٢) :

حدّث بدمشق عن أبي سعيد العدويّ. روى عنه تمام بن عبد الله الرّازيّ وعفّان بن محمّد.

٣١٧١ ـ إبراهيم بن عبد الرّزّاق ، الضّرير :

حدّث عن إسماعيل بن أبي مسعود ، وسعيد بن سليمان المعروف بسعدويه الواسطيّ. روى عنه محمّد بن مخلد الدوري وعثمان بن جعفر بن اللبان ، ومحمّد ابن جعفر الخرائطي.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الدار قطني ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّزّاق. قال الدار قطني : هو بغدادي ثقة.

__________________

(١) ٣١٦٨ ـ البيضاوي : هذه النسبة إلى بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس (الأنساب ٢ / ٣٦٨).

(٢) ٣١٧٠ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٣٢٩.

١٣٢

٣١٧٢ ـ إبراهيم بن عبد الرّحيم بن عمر ، أبو إسحاق ويعرف بابن دنوقا (١) :

سمع محمّد بن سابق ، وسهل بن عامر البجلي ، وعبّاس بن الفضل الأزرق ، والحارث بن خليفة ، وأبا معمّر الهذلي. روى عنه يحيى بن صاعد ، وأبو الحسين بن المنادي ، ومحمّد بن أحمد الحكيمي ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، ومحمّد بن عمرو الرزاز ، ومحمّد بن العبّاس بن نجيح ، ومحمّد بن حمزة الدّهقان ، وغيرهم.

وقال الدار قطني : هو ثقة.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا محمّد بن عمرو بن البختريّ الرزاز ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحيم ، حدّثنا عبّاس بن الفضل الأزرق ، أخبرنا همام عن محمّد بن عجلان ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل ، عن ربيع بنت معوذ بن عفراء أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل عليها فتوضأ بقدر المد ، ثم مسح رأسه مقدمه ومؤخره ، وعن يمينه وعن شماله.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحيم بن دنوقا ، حدّثنا أبو معمّر ، حدّثنا أبو أسامة. قال : كنت عند سفيان الثّوري فحدثه زائدة بن قدامة ، عن شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) [الزمر ٦٨] قال : الشهداء حول العرش متقلدي السيوف.

قال سفيان : إنك لتحدّثني عن ثقة ولكن قلبي يأبى ذاك. قال : فكتب سفيان : من سفيان بن سعيد إلى شعبة بن الحجّاج ؛ فإن رجلا ثقة حدّث عنك عن سلمة بن كهيل ، عن سعيد بن جبير في قوله : (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ). قال : فكتب شعبة إلى سفيان : من شعبة بن الحجّاج إلى سفيان بن سعيد ؛ إن هذا الرجل أوهم علي ، إنما حدّثني عمارة بن أبي حفصة عن حجر عن سعيد بن جبير.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال : وإبراهيم بن عبد الرّحيم بن عمر بن دنوقا أبو إسحاق ثخين الستر ، صدوق في الرواية ، كتب الناس عنه فأكثروا.

مات يوم الخميس لسبع خلون من جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ، يعني ومائتين.

__________________

(١) ٣١٧٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٢٨.

١٣٣

٣١٧٣ ـ إبراهيم بن عبد السّلام بن محمّد بن شاكر بن سعد بن قيس ، أبو إسحاق الوشّاء (١) :

حدّث عن أحمد بن عبدة الضّبيّ ، والجراح بن مخلد ، وأبي كريب محمّد بن العلاء ، والحسين بن علي بن الأسود ، ودليل بن خالد بن نجيح ، ويونس بن عبد الأعلى المصريّ ، وغيرهم. روى عنه أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، وإسماعيل بن علي الخطبي ، وأبو بكر الشافعي ، ومحمّد بن عبد الله الصّفّار الأصبهانيّ ، وأبو القاسم الطبراني ، وأحمد بن مسعود الزبيري المصريّ. وكان قد كف بصره في آخر عمره ، وانتقل إلى مصر ، فمات بها.

وذكره الدار قطني فقال : ضعيف.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثني إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد السّلام ـ أبو إسحاق الضّرير ـ حدّثنا حسين بن الأسود ، حدّثني فضيل ، حدّثنا عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام ، وضرسه مثل أحد» (٢).

حدّثنا محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس. قال : إبراهيم بن عبد السّلام البغدادي المكفوف يكنى أبا إسحاق حدّث بمصر وتوفي بمصر سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

٣١٧٤ ـ إبراهيم بن عبد العزيز بن صالح ، أبو إسحاق الصّالحي (٣) :

حدّث عن أبي سعيد الأشج ، وهارون بن حاتم الكوفيين ، ومحمّد بن عمرو بن أبي مذعور ، وغيرهم. روى عنه محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وأبو عبد الله الحكيمي ، وعبد الصّمد بن علي الطستي.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال : وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز الصّالحي من ولد صالح

__________________

(١) ٣١٧٣ ـ الوشّاء : هذه النسبة إلى بيع الوشي ، وهو نوع من ثياب الإبريسم. (لب اللباب ص ٢٧٥.)

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٢٩. ومجمع الزوائد ١٠ / ٣٩١. والمستدرك ٤ / ٥٩٨.

(٣) ٣١٧٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٧٥.

١٣٤

صاحب المصلى ، كان يعرف بالطلب والصلاح ، كتب الناس عنه ووثقوه ، وكان ينزل درب سليم بالرصافة.

مات في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين.

٣١٧٥ ـ إبراهيم بن عمران ، أبو إسحاق الكرمانيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن الرّبيع بن سليمان المصريّ. روى عنه أبو حفص بن الزيات.

أخبرنا أبو الخطّاب عبد الصّمد بن محمّد بن محمّد بن نصر بن مكرم ، وعلي بن المحسن التنوخيّ. قالا : أنبأنا عمر بن محمّد بن علي النّاقد ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمران الكرمانيّ ـ في دار كعب سنة اثنتين وثلاثمائة ـ حدّثنا الرّبيع بن سليمان.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السّرّاج ـ بنيسابور ـ حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا الرّبيع بن سليمان ، حدّثنا بشر بن بكير ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم.

وفي حديث الكرمانيّ عن عبد الرّحمن بن زيد ، عن أبيه ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلّا عرفه ورد عليه‌السلام» (١).

٣١٧٦ ـ إبراهيم بن عبد الوهّاب العطّار :

حدّث عن الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزعفراني. روى عنه محمّد بن الحسن ابن مقسم المقرئ.

٣١٧٧ ـ إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد ابن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو إسحاق الهاشمي (٢) :

حدّث عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهريّ ، والحسين بن الحسن المروزيّ ، وسعيد بن عبد الرّحمن المخزومي ، ومحمّد بن الوليد البسري ، وخلّاد بن أسلم ،

__________________

(١) ٣١٧٥ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٤٢٥٥٦. والعلل المتناهية ٢ / ٤٢٩.

(٢) ٣١٧٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٦٧. وسؤالات السهمي للدار قطني ١٨٢. وشذرات الذهب ٢ / ٣٠٦.

١٣٥

وعبيد بن أسباط بن محمّد وعن أبيه عبد الصّمد بن موسى. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ ، وأبو الحسن الدار قطني ، وأبو حفص بن شاهين ، ويوسف بن عمر القواس ، وأبو حفص الكتاني ، وجماعة آخرهم أحمد بن محمّد بن الصّلت المجبر. وكان إبراهيم يسكن سر من رأى ، وحدث بها وببغداد.

أخبرنا عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر المالكي ، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي موسى الهاشمي ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي ، حدّثني أبي ، حدّثني عمي إبراهيم بن محمّد قال : حدّثنا عبد الصّمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس ، عن أبيه ، عن جده. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكرموا الشهود فإن الله يستخرج بهم الحقوق ، ويدفع بهم الظلم» (١).

تفرد برواية هذا الحديث عبد الصّمد بن موسى الهاشمي بهذا الإسناد.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سمعت أبا الحسن بن لؤلؤ الورّاق يقول : رحلت إلى سامرا إلى إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي على أن أسمع الموطأ ، فلم أر له أصلا صحيحا ، فتركته وخرجت ولم أسمع.

قال حمزة : وسألت الدار قطني عن إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي ـ روى عن أبي مصعب عن مالك الموطأ؟ فقال : سمعت القاضي محمّد بن علي الهاشمي المعروف بابن أم شيبان يقول : رأيت على كتاب «الموطأ» المسموع من أبي مصعب الزّهريّ عن مالك ، رأيت السماع على ظهره سماعا قديما صحيحا : سمع الأمير عبد الصّمد بن موسى الهاشمي ، وابنه إبراهيم.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح قال : سمعت محمّد بن حميد الخزاز يقول : سمعت القاضي أبا الحسن محمّد بن صالح الهاشمي يقول : رأيت أصل كتاب أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي ، عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الموطأ سماعه مع أبيه بالخط العتيق خط الأصل.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر.

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي مات بسر من رأى في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. قال ابن قانع : في أول المحرم.

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٢٧٥. والدرر المنتثرة ٤٢. وأمالي الشجري ٢ / ٢٣٧. ولسان الميزان ١ / ٣١٤ ، ٤ / ٥٧.

١٣٦

٣١٧٨ ـ إبراهيم بن عبد الرّحمن بن حامد ، أبو إسحاق المؤدّب :

حدّث عن الحسن بن علويه القطّان. حدّثنا عنه محمّد بن عمر بن بكير النّجّار.

أخبرنا ابن بكير ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن حامد المؤدّب ، حدّثنا الحسن بن علويه القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، حدّثنا داود بن الزبرقان ، عن أبي عبد الله القسام ، عن عطاء ، عن معاذ بن جبل أنه سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما ذا يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضا؟ فقال : «ما فوق سرتها أو مئزرها ، والاستعفاف عن ذلك أفضل» (١).

٣١٧٩ ـ إبراهيم بن عبد الواحد بن محمّد بن الخبّاب بن بشّار بن يوسف ، أبو القاسم الدّلّال (٢) :

سمع محمّد بن عبد الله الشافعي ، وأحمد بن يوسف بن خلّاد. كتبنا عنه وكان ثقة يسكن بالجانب الشرقي.

ومات في يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء التاسع والعشرين من صفر سنة سبع عشرة وأربعمائة.

٣١٨٠ ـ إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن بهران ، أبو إسحاق ، المعروف بالبرمكيّ (٣) :

سمعت من يذكر أن سلفه كانوا يسكنون قديما ببغداد في محلة تعرف بالبرامكة. وقيل : بل كانوا يسكنون قرية تسمى البرمكيّة فنسبوا إليها. سمع إبراهيم أبا بكر بن مالك القطيعيّ ، وأبا محمّد بن ماسي ، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي ، وأبا الفتح الأزديّ الموصليّ ، وإسحاق بن سعد النّسويّ ، وأبا بكر بن بخيت الدّقّاق ، ومن في طبقتهم وبعدهم.

وسألته عن مولده فقال : ولدت ليلة الاثنين التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وستين وثلاثمائة.

كتبنا عنه وكان صدوقا دينا فقيها على مذهب أحمد بن حنبل ، وله حلقة الفتوى في جامع المنصور.

__________________

(١) ٣١٧٨ ـ انظر الحديث في : سنن أبي داود ، كتاب الطهارة باب ٨٣. ومشكاة المصابيح ٥٥٢.

والدر المنثور ١ / ٢٦٠. وكنز العمال ٤٤٨٩٦.

(٢) ٣١٧٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٧٨.

(٣) ٣١٨٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٤١.

١٣٧

ومات في يوم الأحد ودفن يوم الاثنين الثامن من ذي الحجة سنة خمس وأربعين وأربعمائة ، وكنت إذ ذاك بمكة ، ودفن في مقبرة باب حرب.

* * *

حرف الغين من آباء الإبراهيمين

٣١٨١ ـ إبراهيم بن غياث بن علي بن سليمان بن داود ، أبو إسحاق النّعاليّ ، ويقال : الطّرائفي (١) :

حدّث عن عبد الله بن محمّد بن ناجية ، وعبد الله بن العبّاس الطيالسي ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبي القاسم البغويّ ، وأبي بكر بن أبي داود ، ومحمّد بن هارون الحضرميّ ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وحبشون ابن موسى الخلّال ، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ. حدّثنا عنه أبو الحسن محمّد ابن طلحة النّعاليّ ، وأبو بكر محمّد بن عبد الله بن أبي زيد الأنماطيّ.

أخبرنا محمّد بن طلحة ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن غياث بن علي النّعاليّ ، حدّثنا عبد الله بن العبّاس الطيالسي ، حدّثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ، حدّثنا الحمّادان ؛ حمّاد بن سلمة وحمّاد بن زيد ـ عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تسحروا فإن في السحور بركة» (٢).

أخبرنا ابن أبي زيد الأنماطيّ ، حدّثنا إبراهيم بن غياث الطّرائفي ، حدّثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ، حدّثنا علي بن عبد الله الخولاني ، عن حرملة بن يحيى ، عن الشافعي. قال : سميت بالعراق ناصر الحديث.

* * *

حرف الفاء من آباء الإبراهيمين

٣١٨٢ ـ إبراهيم بن الفضل بن حيّان ، الحلوانيّ (٣) :

قاضي سر من رأى. نزل بغداد وحدث بها عن أحمد بن عبد الجبّار العطّاري ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن يونس السّرّاج. روى عنه المعافى بن زكريّا الجريري.

__________________

(١) ٣١٨١ ـ الطرائفي : هذه النسبة إلى بيع الطرائف وشرائها ، وهي الأشياء المليحة المتخذة من الخشب (الأنساب ٨ / ٢٢٥).

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٣) ٣١٨٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٠٩.

١٣٨

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن إبراهيم بن الفضل الحلوانيّ مات في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. قال : وكان قاضيا.

* * *

حرف القاف من آباء الإبراهيمين

٣١٨٣ ـ إبراهيم بن القعقاع ، أبو إسحاق (١) :

بغوي الأصل ، حدّث عن عبيد بن إسحاق العطّار الكوفيّ ، وسعيد بن هبيرة الكعبي ، ومحمّد بن عبد الواهب الحارثي. روى عنه قاسم بن زكريّا المطرز ، ومحمّد ابن جعفر المهلّبي ، والقاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ـ إملاء ـ حدّثنا إبراهيم بن القعقاع ، حدّثنا عبيد بن إسحاق ، حدّثنا قيس بن الرّبيع ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، عن ابن عمر. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قتل دون ماله فهو شهيد» (٢).

وأخبرنا ابن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا إبراهيم بن القعقاع ، حدّثنا أبو مالك سعيد بن هبيرة ، حدّثنا عبد الوارث ، عن محمّد بن جحادة ، عن منصور ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة. قال : «لا هجرة فوق ثلاث ، فمن مات دخل النار» (٣). موقوف.

حدّثنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفّر. قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات إبراهيم بن القعقاع سنة خمس وستين ـ يعني ومائتين ـ وكذلك قرأت بخط محمّد بن مخلد وزاد في ذي الحجة.

* * *

حرف اللام من آباء الإبراهيمين

٣١٨٤ ـ إبراهيم بن اللّيث النّخشبيّ (٤) :

قدم بغداد وحدث بها عن علي بن خشرم المروزيّ. روى عنه أبو عبيد بن حربويه ، وذكر أنه سمع منه في مجلس الحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزعفراني.

__________________

(١) ٣١٨٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٩٨.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٣) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٤) ٣١٨٤ ـ النخشبي : نسبة إلى نخشب ، وهي نسف (لب اللباب ٢٦١).

١٣٩

أخبرني الحسن بن علي بن محمّد الواعظ ـ من أصل كتابه ـ حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، أخبرنا أبو عبيد القاضي علي بن الحسين بن حرب ، حدّثنا إبراهيم بن اللّيث النّخشبيّ في مجلس الزعفراني ، حدّثنا علي بن خشرم ، أخبرني رجل من جيران الفضيل ـ يعني ابن عياض ـ من يبرود قال : كان الفضيل يقطع الطريق وحده ، قال : فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق فإذا هو بقافلة قد انتهت إليه ليلا ، فقال بعضهم لبعض : اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن أمامنا رجلا يقطع الطريق يقال له : الفضيل. قال : فسمع الفضيل فأرعد فقال : يا قوم أنا الفضيل ، جوزوا والله لأجتهدن أن لا أعصي الله أبدا!! فرجع فترك ما كان عليه.

* * *

حرف الميم من آباء الإبراهيمين

٣١٨٥ ـ إبراهيم بن محمّد المهديّ بن عبد الله المنصور بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو إسحاق ، ويعرف بابن شكلة (١) :

بويع له بالخلافة ببغداد في أيام المأمون ، وقاتل الحسن بن سهل ، وكان الحسن أميرا من قبل المأمون فهزمه إبراهيم ، فتوجه نحوه حميد الطوسي فقاتله فهزمه حميد ، واستخفى إبراهيم مدة طويلة حتى ظفر به المأمون فعفا عنه ، وكان أسود حالك اللون ، عظيم الجثة ولم ير في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه لسانا ، ولا أجود شعرا.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة. قال : بعث المأمون إلى علي بن موسى الرضى فحمله وبايع له بولاية العهد ، فغضب من ذلك بنو العبّاس وقالوا : لا يخرج الأمر عن أيدينا ، وبايعوا إبراهيم بن المهديّ ، فخرج إلى الحسن بن سهل فهزمه وألحقه بواسط ، وأقام إبراهيم بن المهديّ بالمدائن ، ثم وجه الحسن بن هشام وحميدا الطوسي فاقتتلوا ، فهزمهم حميد واستخفى إبراهيم ، فلم يعرف خبره حتى قدم المأمون فأخذه.

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أبي قال : قال إسماعيل بن علي : وبايع أهل بغداد لأبي إسحاق إبراهيم بن المهديّ لله ببغداد في داره المنسوبة إليه

__________________

(١) ٣١٨٥ ـ انظر : وفيات الأعيان ١ / ٨. والأغاني ١٠ / ٦٩ ، ٩٤. ولسان الميزان ١ / ٩٨. وأشعار أولاد الخلفاء ١٧ ـ ٤٩. والأعلام ١ / ٥٩ ـ ٦٠.

١٤٠