تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٦

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٢

وروى عبد الله بن محمّد بن الثلاج عن هذا الشيخ فقال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الشّاذي الجبليّ.

* * *

حرف الصّاد من آباء الإبراهيمين

٣١٣٩ ـ إبراهيم بن صرمة بن أبي صرمة ، الأنصاريّ المديني :

صهر يحيى بن سعيد الأنصاريّ. روى عن يحيى بن سعيد. حدّث عنه شعيب بن سلمة ، وأحمد بن حاتم الطويل ، وعبد الله بن موسى بن شيبة ، وإبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني وفي حديثه غرائب لا يتابع عليها.

وذكر عبد الرّحمن بن أبي حاتم أنه سأل أباه عنه فقال : شيخ مديني سكن بغداد ، قال : قلت : ما حاله؟ قال : شيخ.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ، حدّثنا محمّد بن اللّيث الجوهريّ ، حدّثنا شعيب بن سلمة ، حدّثنا إبراهيم بن صرمة ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبيّ حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به» (١).

ذكر محمّد بن أبي الفوارس أن محمّد بن حميد المخرمي أخبرهم ، حدّثنا علي بن الحسين بن حبان. قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده سألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن إبراهيم بن صرمة الأنصاريّ فقال : كذاب خبيث يكذب على الله وعلى رسوله.

٣١٤٠ ـ إبراهيم بن صدقة :

من أهل المدائن. حدّث عن داود بن المحبر ، وأبي يحيى زكريّا بن عبد الرّحمن الملطي. روى عنه أبو الحسن بن البراء ، وبكر بن أحمد بن مقبل البصريّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن البراء ، حدّثنا إبراهيم بن صدقة ـ صديق شعيب بن حرب ـ حدّثنا

__________________

(١) ٣١٣٩ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٦ / ٢٣٦ ، ٩ / ١٧٣ ، ١٩٣. وصحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين باب ٣٤.

١٠١

زكريّا بن عبد الرّحمن أبو يحيى الملطي. قال : لما فتحت الشام على عهد عمر بن الخطّاب أصيب جبل فيه غار ، فإذا على الغار قفل فكسر القفل ، فوجد في الغار لوح من حديد فيه مكتوب بماء الذهب :

ما اختلف اللّيل والنّهار ولا

دارت نجوم السّماء في الفلك

إلّا تنقّل النّعيم عن ملك

قد انقضى ملكه إلى ملك

وملك ذي العرش دائم أبدا

ليس بفان ولا بمشترك

قال : فبعث باللوح إلى عمر فقرأه ثم بكى. وقال : رحم الله كاتب هذا ، هذا مؤمن لم يجد لإيمانه موضعا يستره فيه إلّا هذا الغار.

٣١٤١ ـ إبراهيم بن الصّبّاح ، أبو إسحاق الدّقّاق (١) :

حدّث عن أبي بكر بن عيّاش ، وعبد الله بن إبراهيم الغفاري. روى عنه محمّد بن عيسى بن شيبة البزّاز ، والقاضي المحامليّ.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا عبد الرّزّاق بن إسماعيل ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا إبراهيم بن الصّبّاح ـ سنة ست وأربعين ومائتين ـ حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، حدّثنا عاصم بن بهدلة قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز وعليه ثياب غسيلة فقومتها ثمانين درهما (٢) مع عمامة كانت عليه وعنده رجل رافع صوته. فقال له عمر : اخفض من صوتك فإنما يكفي الرجل من الكلام قدر ما يسمع.

٣١٤٢ ـ إبراهيم بن الصّلت الصّوفيّ :

ذكره أبو عبد الرّحمن السّلميّ في تاريخه.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال : إبراهيم بن الصّلت البغدادي يرجع إلى سخاء وتعهد للفقراء. صحب حارثا المحاسبي وبشرا الحافي.

* * *

__________________

(١) ٣١٤١ ـ الدقاق : هذه النسبة إلى الدقيق وعمله بيعه (الأنساب ٥ / ٣٢٥).

(٢) في الصميصاطية : «ثمني درهم».

١٠٢

حرف الطّاء من آباء الإبراهيمين

٣١٤٣ ـ إبراهيم بن طهمان ، أبو سعيد الخراسانيّ (١) :

ولد بهراة ، ونشأ بنيسابور. ورحل في طلب العلم فلقى جماعة من التابعين ، وأخذ عنهم ، مثل عبد الله بن دينار مولى ابن عمر ، وأبي الزبير محمّد بن مسلم القرشيّ ، وعمرو بن دينار ، وأبي حازم الأعرج وأبي إسحاق السبيعي ، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ ، وسماك بن حرب ، ومحمّد بن زياد القرشيّ ، وثابت البناني ، وموسى بن عقبة. وأخذ عن خلق كثير من بعد هؤلاء. روى عنه صفوان بن سليم ، وأبو حنيفة النّعمان بن ثابت ، وعبد الله بن المبارك ، وسفيان بن عيينة ، وخالد بن نزار ، ووكيع ، وأبو معاوية الضّرير ، وعبد الرّحمن بن مهديّ ، وأبو عامر العقدي ، ومحمّد بن سابق ، ويحيى بن أبي بكير وغيرهم. وكان إبراهيم ورد بغداد وحدث بها ثم انتقل إلى مكة فسكنها إلى آخر عمره.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا الحسن بن سلّام السواق ، حدّثنا محمّد بن سابق ، حدّثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أيّوب ـ يعني ابن موسى ـ عن محمّد بن مسلم الزّهريّ ، عن الرّبيع [بن سبرة] (٢) عن أبيه. قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن متعة النساء في حجة الوداع.

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري قال : أخبرنا الحسين بن هارون الضّبيّ ، أخبرنا محمّد بن عمر بن سلم الحافظ قال : إبراهيم بن طهمان خراساني قدم بغداد.

هكذا قال محمّد بن صالح وكيلجة. قلت لمحمّد بن سابق : أين كتبت عن إبراهيم بن طهمان؟ فقال : ببغداد قدم علينا يريد الحج. قال محمّد بن عمر : حدّثنيه أحمد بن محمّد بن سعيد عنه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي

__________________

(١) ٣١٤٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٨٦ (٢ / ١٠٨ ـ ١١٥). والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٢٩٤. والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٠٧. والثقات لابن حبان ١ / ورقة ١٥. والثقات لابن شاهين ورقة ٧. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ورقة ٤. والجمع ١ / ١٦. وتذكرة الحافظ ١ / ٢١٣. والكاشف ١ / ٨٣. وميزان الاعتدال ١ / ٣٨. وديوان الضعفاء ورقة ٧. والجواهر المضية للقرشي ١ / ٣٩٢. والعقد الثمين للفاسي ٣ / ٢١٥. والطبقات السنية للتميمي ١ / ٢٢٩. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٥٥ ـ ٥٧. وتهذيب التهذيب ١ / ١٢٩. والمنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢٦٥.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٠٣

الصّفّار ، حدّثنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن ياسين ، أخبرنا محمّد بن صالح بن سهل قال : سمعت يحيى بن أكتم يقول : كان إبراهيم بن طهمان من أنبل من حدّث بخراسان والعراق والحجاز ، وأوثقهم وأوسعهم علما.

وقال أحمد : أخبرنا المسعودي ـ وهو الفضل بن عبد الله ـ حدّثنا عبد الله بن مالك عن عمه غسان. قال : كان إبراهيم بن طهمان حسن الخلق ، واسع الأمر ، سخي النفس ، يطعم الناس ويصلهم ، ولا يرضى بأصحابه حتى ينالوا من طعامه.

وقال : أخبرني الفضل بن عبد الله بن عبد الله بن مالك عن عمه غسان بن سليمان. قال : كنا نختلف إلى إبراهيم بن طهمان إلى القرية ، فكان لا يرضي منا حتى يطعمنا ، وكان شيخا واسع القلب ، وكانت قريته باشان من القصبة على فرسخ.

أخبرنا ابن بكير ، حدّثنا الحسين بن أحمد الصّفّار ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن ياسين قال : سمعت محمّد بن عبد الرّحيم يقول : كان إبراهيم بن طهمان من أهل باشان ، معروف الدار بها والقرابة ، وكان داره ومقامه بقصور المدينة ، باب فيروزآباذ ، إلى أن خرج عنها. وكان يطعم الطعام أهل العلم كل من يأتيه ، لا يرضى لهم إلا بذلك.

أخبرنا ابن بكير ، أخبرنا الحسين بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن ياسين ، حدّثنا عثمان بن سعيد ، حدّثنا نعيم بن حمّاد. قال : سمعت عن إبراهيم بن طهمان منذ أكثر من ستين سنة. كان يقال له إنه مرجئ. قال عثمان : وكان إبراهيم هرويّا ثقة في الحديث ، لم يزل الأئمة يشتهون حديثه ، ويرغبون فيه ، ويوثقونه.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا محمّد بن حميد الرّازيّ ، حدّثنا جرير. قال : رأيت رجلا على باب الأعمش تركي الوجه فقال : كان نوح النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرجئا ، فذكرته للمغيرة فقال : فعل الله بهم وفعل ، لا يرضون حتى ينحلوا بدعتهم للأنبياء! هو إبراهيم بن طهمان.

قرأت على الحسن بن أبي القاسم ، عن أبي سعيد بن رميح النّسويّ قال : سمعت أحمد بن محمّد بن بسطام يقول : سمعت أحمد بن سيّار بن أيّوب يقول : كان إبراهيم بن طهمان هروي الأصل ، ونزل نيسابور ومات بمكة ، وكان جالس الناس فكتب الكثير ، ودون كتبه ، ولم يتهم في روايته. روى عنه ابن المبارك ، وعاش إلى أن كتب عنه علي بن الحسين بن واقد سنة ستين ومائة بمكة. وكان الناس اليوم في حديثه

١٠٤

أرغب ، وكان كراهية الناس فيه فيما مضى أنه ابتلى برأي الإرجاء وممن روى عنه الكثير خالد بن نزار الأيلي.

وسمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : لو عرفت من إبراهيم بن طهمان بمرو ما عرفت منه بنيسابور ما استحللت أن أروي عنه ـ يعني من رأى الإرجاء ـ.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، أخبرنا عمر بن محمّد بن يوسف ، حدّثنا عبد الله بن أبي داود السجستاني قال : سمعت أبي يقول : إبراهيم بن طهمان ثقة ، وكان من أهل سرخس ، فخرج يريد الحج فقدم نيسابور فوجدهم على قول جهم ، فقال : الإقامة على هؤلاء أفضل من الحج ، فأقام فنقلهم من قول جهم إلى الإرجاء.

أخبرني أبو الفتح عبد الملك بن عمر الرزاز ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمّد بن موسى بن الفرات ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن موسى بن يعقوب بن المأمون الهاشمي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب ، حدّثنا الحسين بن منصور ، عن الحسين بن الوليد قال : لقيت مالك بن أنس فسألته عن حديث فقال : لقد طال عهدي بهذا الحديث ، فمن أين جئت به؟ قلت : حدّثني به عنك إبراهيم بن طهمان. قال : أبو سعيد؟ كيف تركته؟ قلت : تركته بخير ، قال : هو بعد يقول : أنا عند الله مؤمن؟ قلت له : وما أنكرت من قوله يا أبا عبد الله؟ فسكت عني وأطرق ساعة ثم قال : لم أسمع السلف يقولونه.

أخبرني أبو بكر البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خيرويه الهروي ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : سمعت ابن عمار يقول : إبراهيم بن طهمان ضعيف وهو مضطرب الحديث.

وأخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الغوزمي ، أخبرني الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد بن حنبل. قال : إبراهيم بن طهمان هو صحيح الحديث ، مقارب إلّا أنه كان يرى الإرجاء.

أخبرني أبو القاسم علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا عمر بن محمّد بن شعيب الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال :

١٠٥

سمعت أبا عبد الله يقول : كان إبراهيم بن طهمان من أهل خراسان من نيسابور ، وكان مرجئا ، وكان شديدا على الجهمية.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني ـ لفظا بدمشق ـ قال : حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلميّ ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال : إبراهيم ابن طهمان كان فاضلا يرمي بالإرجاء.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمّد الخلّال ، حدّثنا معروف بن محمّد الجرجاني قال : سمعت أبا حاتم الرّازيّ يقول : شيخان من خراسان مرجئان ثقتان ؛ أبو حمزة السّكّري ، وإبراهيم بن طهمان.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش. قال : إبراهيم طهمان صدوق في الحديث ، وكان مرجئا خراسانيّا.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير ، أخبرنا الحسين بن أحمد الصّفّار ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن ياسين قال : سمعت أحمد بن نجدة وعلي بن محمّد. يقولان : سمعنا أبا الصّلت يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : ما قدم علينا خراساني أفضل من أبي رجاء عبد الله بن واقد الهروي. قلت له : فإبراهيم بن طهمان؟ قال : كان ذاك مرجئا قال علي : أبو الصّلت : لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث ، أن الايمان قول بلا عمل ، وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان ، بل كان إرجاؤهم أنهم كانوا يرجون لأهل الكبائر الغفران ، ردّا على الخوارج وغيرهم الذين يكفرون الناس بالذنوب ، فكانوا يرجون ولا يكفرون بالذنوب ـ ونحن كذلك(١).

سمعت وكيع بن الجراح يقول : سمعت سفيان الثّوري في آخر أمره يقول : نحن نرجو لجميع أهل الذنوب والكبائر الذين يدينون ديننا ، ويصلون صلاتنا ، وإن عملوا أي عمل كان شديدا على الجهمية (٢).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١١٢.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١١٢.

١٠٦

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول : وسألته ـ يعني يحيى ابن معين ـ عن إبراهيم بن طهمان فقال : ليس به بأس.

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمّد الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المعروف بعلان المصريّ ، حدّثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن إبراهيم بن طهمان فقال : ليس به بأس يكتب حديثه. وإبراهيم بن طهمان خراساني سكن مكة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن سعيد السوسي. وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد. قالا : حدّثنا العبّاس بن محمّد قال : سألت يحيى بن معين عن إبراهيم بن طهمان فقال : ثقة.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن العلائي عن يحيى بن معين. قال : إبراهيم بن طهمان خراساني ثقة ، نزل مكة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبيّ ، أخبرنا أبو سعيد عمرو بن محمّد بن منصور ، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ. قال : سمعت أبي يثني على إبراهيم بن طهمان ويذكر أنه كان صحيح الحديث ، حسن الدراية ، كثير السماع ، ما كان بخراسان أكثر سماعا منه ، وهو ثقة أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريّا الهاشمي ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : إبراهيم الطّهماني لا بأس به.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير ، أخبرنا الحسين بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن ياسين قال : سمعت صالح بن محمّد يقول : إبراهيم بن طهمان هروي ثقة ، حسن الحديث ، كثير الحديث ، يميل شيئا إلى الإرجاء في الإيمان ، حبب الله حديثه إلى الناس ، جيد الرواية ، حسن الحديث.

أخبرنا ابن بكير ، أخبرنا الحسين ، حدّثنا ابن ياسين قال : سمعت إسحاق بن

١٠٧

محمّد ـ بورجة (١) ـ يقول : قال مالك بن سليمان : كان لإبراهيم بن طهمان جراية من بيت المال فاخرة ، يأخذ في كل وقت وكان يسخو به ، قال : فسئل مسألة يوما من الأيام في مجلس الخليفة فقال : لا أدري فقالوا له : تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تحسن مسألة؟! قال : إنما آخذه على ما أحسن ، ولو أخذت على مالا أحسن لفنى بيت المال علي ولا يفنى ما لا أحسن ، فأعجب أمير المؤمنين جوابه ، وأمر له بجائزة فاخرة وزاد في جرايته (٢).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، حدّثني أبو محمّد عبد الله بن محمّد الفقيه ـ بخوار الري ـ حدّثنا محمّد بن صالح الصيمري ـ بالري ـ حدّثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم قال : سمعت أحمد بن حنبل ـ وذكر عنده إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علة فاستوى جالسا ـ وقال : لا ينبغي أن يذكر الصّالحون فيتكأ!

ثم قال أحمد : حدّثني رجل من أصحاب ابن المبارك قال : رأيت ابن المبارك في المنام ومعه شيخ مهيب فقلت : من هذا معك؟ قال : أما تعرف؟ هذا سفيان الثّوري ، قلت : من أين أقبلتم؟ قال : نحن نزور كل يوم إبراهيم بن طهمان. قلت : وأين تزورونه؟ قال : في دار الصّدّيقين دار يحيى بن زكريّا.

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثني محمّد ابن عمر بن غالب ، حدّثني جعفر بن محمّد النّيسابوريّ ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن يحيى النّيسابوريّ قال : مات إبراهيم بن طهمان في سنة ثمان وخمسين ومائة.

قلت : هذا وهم ، والصواب ما :

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير ، حدّثنا الحسين بن أحمد الصّفّار ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن ياسين ، أخبرنا المسعودي قال : سمعت مالك بن سليمان يقول : مات إبراهيم بن طهمان سنة ثلاث وستين بمكة. ولم يخلف مثله.

* * *

__________________

(١) في المطبوعة والأصل : «بودجة» تصحيف.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١١٣.

١٠٨

حرف العين من آباء الإبراهيمين

٣١٤٤ ـ إبراهيم بن عثمان ، أبو شيبة ، مولى بني عبس (١) :

من أهل الكوفة ، ولى قضاء واسط ، وحدث عن الحكم بن عتيبة ، وعبد الملك بن عميرة ، وهشام بن عروة وأبي إسحاق السبيعي ، والعبّاس بن ذريح. روى عنه شعبة ابن الحجّاج ، ويزيد بن هارون ، وشبابة بن سوار ، والبهلول بن حسّان التنّوخيّ ، وسعيد بن سليمان سعدويه ، وعلي بن الجعد ، وغيرهم. وذكر على أنه قدم بغداد فكتب عنه بها.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، حدّثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق التنّوخيّ ـ إملاء ـ أخبرني جدي قراءة عليه ، عن أبيه ، عن أبي شيبة ـ إبراهيم بن عثمان ـ عن عبد الملك بن عمير قال : حدّثنا عمرو بن حريث ، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين» (٢).

أخبرنا أبو القاسم علي بن محمّد بن عيسى بن موسى البزّاز ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد المصريّ ، حدّثنا محمّد بن أحمد أبو العلاء الوكيعي ، أخبرنا علي بن الجعد ، حدّثنا أبو شيبة ، حدّثنا الحكم قال : سمعت ابن أبي ليلى يقول : سمعت كعب بن عجرة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «معقبات لا يخيب قائلهن ـ أو فاعلهن ـ يكبر الله أربعا وثلاثين ويحمد الله ثلاثا وثلاثين ، ويسبح الله ثلاثا وثلاثين ، في دبر كل صلاة» (٣).

أنبأنا علي بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم الحافظ قال : حدّثني محمّد بن حفص ، حدّثنا حاتم بن اللّيث ، حدّثني علي بن الجعد ، حدّثنا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي ـ قدم بغداد وكان على قضاء واسط. كتبت عنه في مسجد

__________________

(١) ٣١٤٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢١٢ (٢ / ١٤٧ ـ ١٥١). والطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ٣٨٤. والمجروحين ١ / ١٠٤. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٦٠. وتاريخ ابن معين ٢ / ١٢. وميزان الاعتدال ١ / ٤٧. والضعفاء للنسائي ٣٨٣. والجرح والتعديل ١ / ١ / ١١٥. والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٣١٠.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٦ / ٢٢ ، ٧٥ ، ٧ / ٦٤. وصحيح مسلم ، كتاب الأشربة ١٥٧. وفتح الباري ٨ / ١٦٣ ، ١٠ / ١٦٣.

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب المساجد ١٤٤ ، ١٤٥.

١٠٩

الجامع ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ بأصلة بن سليمان (١) قال : سمعت شعبة يقول لمحمّد بن أبي شيبة : أبوك يحدث عن الحكم؟ قال : نعم. قال : فأنا رأيته عند الحكم وهو غلام في أذنه قرط أو شنف ، فقلت للحكم : من هذا؟ قال : ابن أخت لي.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا أبو بكر بن دريد ، حدّثنا أبو حاتم عن العتبي ، عن أبيه قال : قال موسى بن عيسى ـ وهو يومئذ أمير الكوفة ـ لأبي شيبة : مالك لا تأتيني؟ فقال : أصلحك الله إن أتيتك فقربتني فتنتني ، وإن باعدتني أحزنتني ، وليس عندي ما أخافك عليه ، ولا عندك ما أرجو. فما رد عليه شيئا (٢).

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد ، حدّثنا يحيى بن معين ، حدّثنا نوح بن دارج ، حدّثني إبراهيم بن عثمان بن خواستي ، وهو أبو شيبة ـ جدّ بني (٣) أبي شيبة.

وقال العبّاس : سمعت يحيى يقول : قال يزيد بن هارون : ما قضى على الناس رجل ـ يعني في زمانه ـ أعدل في قضاء منه ، وكان يزيد بن هارون على كتابته أيام كان قاضيا (٤).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ ، حدّثنا محمّد بن موسى ، حدّثنا المثنّى ـ هو ابن معاذ ـ حدّثنا أبي قال : كتبت إلى شعبة ـ وهو ببغداد ـ أسأله عن أبي شيبة القاضي أروي عنه؟ قال : فكتب إليّ : لا ترو عنه فإنه رجل مذموم ، وإذا قرأت كتابي فمزقه.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا أمية بن خالد قال : قلت لشعبة :

__________________

(١) هكذا في الصميصاطية ، وفي الأصل : «سليم بن أبي شيخ» ثم بياض نحو كلمة ، ثم «... ابن سليمان».

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٥٠.

(٣) في المطبوعة والأصل : «حدثني أبي شيبة» تحريف.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٥١.

١١٠

إن أبا شيبة حدّثنا عن الحكم ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى أنه قال : شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلا ، قال : كذب والله ، لقد ذاكرت الحكم ذاك ، وذكرناه في بيته ، فما وجدنا شهد صفين أحد من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت (١).

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الضّبيّ الهروي ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال : قال صالح بن محمّد : أبو شيبة قاضي واسط ضعيف ، روى عن الحكم أحاديث مناكير لا يكتب حديثه ، منها (٢) :

عن الحكم عن مقسم عن ابن عبّاس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلي في رمضان عشرين ركعة ، والوتر.

وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرنا أن نقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب ، وغير ذا أحاديث مناكير.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فأبو شيبة الذي يروى عنه يزيد؟ فقال : أبو هؤلاء؟ قلت : نعم. فقال : ليس بثقة (٣).

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب ابن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر المروذي قال : وسئل أبو عبد الله أحمد بن حنبل عن أبي شيبة فضعفه (٤).

حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني ، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلميّ ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال : أبو شيبة إبراهيم بن عثمان ساقط (٥).

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، حدّثنا

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٥٠.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٤٩.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٤٨.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٤٨.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٤٨.

١١١

جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : وممن حدّث عنه شعبة من الضعفاء إبراهيم بن عثمان أبو شيبة (١).

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، أخبرني محمّد ابن إبراهيم بن شعيب الغازي قال : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : إبراهيم بن عثمان أبو شيبة العبسي قاضي واسط سكتوا عنه (٢).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ في كتابه ، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول : إبراهيم بن عثمان أبو شيبة القاضي ضعيف الحديث (٣).

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي قال : إبراهيم بن عثمان بن شيبة متروك الحديث (٤).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله النّيسابوريّ قال : سمعت أبا علي الحافظ يقول : أبو شيبة إبراهيم بن عثمان ليس بالقوي (٥).

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، أخبرنا محمّد بن معاذ أبو جعفر الهروي ، حدّثنا أبو داود سليمان بن معبد السنجي قال : قال الهيثم بن عدي : وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان توفي في خلافة هارون (٦).

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النّعاليّ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني ، حدّثنا قعنب بن المحرر قال : ومات أبو شيبة واسمه إبراهيم بن عثمان سنة تسع وستين ومائة (٧).

٣١٤٥ ـ إبراهيم بن عطيّة ، أبو إسماعيل الثّقفيّ الواسطيّ :

كان يتولى النظر في السواد ، وحدث عن يونس بن خباب ، ومغيرة بن مقسم ،

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٤٩.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٤٨.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٤٨.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٤٨.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٤٨.

(٦) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٥١.

(٧) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٥١.

١١٢

ومنصور بن المعتز ، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه الرّبيع بن ثعلب وغيره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن سهل بن شوكر البغدادي ، حدّثنا الرّبيع بن ثعلب ، حدّثنا إبراهيم بن عطيّة الثّقفيّ ، عن منصور ، عن ربعي بن خراش ، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى ، إذا لم تستح فافعل ما شئت» (١).

أنبأنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز ، حدّثنا محمّد بن عمرو بن سلم الحافظ ، حدّثني إسحاق بن موسى ، حدّثنا أبو داود قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : إبراهيم بن عطيّة كان يلي السواد وكنا نكتب عنه.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق قال : حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم. قال : ذكر لأبي عبد الله حديث عن إبراهيم في دفن المصحف فقال : ذاك ليس له أصل. رواه إبراهيم بن عطيّة ، وقد رواه هشيم فضعفه أبو عبد الله.

قال الأثرم : وسمعت الهيثم بن خارجة ذكر إبراهيم بن عطيّة فقال : أبو عبد الله هذا قد كنا كتبنا عنه ، ولكنه ممن لا ينبغي أن يروى عنه ولا يكتب من حديثه شيء.

قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ أنه سمعه من أبي العبّاس الأصم وفقد أصله به.

ثم أخبرني أحمد بن محمّد العتيقي ، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرمي قال : أخبرني الأصم أن العبّاس بن محمّد حدثهم قال : سألت يحيى بن معين عن أحاديث يرويها هشيم عن مغيرة عن إبراهيم «النظر في مرآة الحجام دناءة» (٢) ، «وإذا بلى المصحف دفن» وأشباه هذه الأحاديث ، فقال : سمعها هشيم من إبراهيم بن عطيّة الواسطيّ عن مغيرة. قلت ليحيى : إبراهيم هذا سمع من مغيرة هذه الأحاديث؟ قال : كان إبراهيم هذا لا يساوي شيئا ، وينبغي أن يكون قد سمع من مغيرة ، فهشيم إنما سمع هذه الأحاديث منه عن مغيرة ، وكان يقول مغيرة : هكذا قال يحيى أو شبيها بهذا.

__________________

(١) ٣١٤٥ ـ سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) انظر الحديث في : كشف الخفا ٢ / ٤٥٤.

١١٣

حدّثنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : إبراهيم بن عطيّة الواسطيّ الثّقفيّ أبو إسماعيل عنده مناكير ، مات سنة إحدى وثمانين ومائة ، كان هشيم يدلس به ، ذكر موته ابنه الحسن بن إبراهيم.

٣١٤٦ ـ إبراهيم بن أبي العبّاس ، ـ ويقال : ابن العبّاس ـ أبو إسحاق ، المعروف بالسّامريّ (١) :

حدّث عن أبي أويس ، وأبي معشر المدنيّين ، وإسماعيل بن عباس وشريك بن عبد الله ، وأيّوب بن جابر ، وخلف بن خليفة ، ومحمّد بن حمير الحمصي ، وغيرهم. روى عنه أحمد بن حنبل ، ومحمّد بن الحسين بن إشكاب ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، والعبّاس بن محمّد الدوري ، وبنان بن سليمان الدّقّاق.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا عبّاس ابن محمّد الدوري ، حدّثنا إبراهيم بن أبي العبّاس السّامريّ ، حدّثنا أبو أويس ، عن الزّهريّ ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن وحميد بن عبد الرّحمن بن عوف ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (٢).

قال الزّهريّ : فتوفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والأمر على ذلك. ثم كان الأمر في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر على ذلك.

أخبرني علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عمر ابن محمّد الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله : إبراهيم بن أبي العبّاس صالح الحديث.

حدثت عن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال : أخبرنا الحسن بن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو بكر الخلّال ، أخبرني محمّد بن علي ، حدّثنا مهنا. قال : سألت أحمد عن إبراهيم بن أبي العبّاس يسكن باب الرصافة فقال : لا بأس به ثقة. قلت : من أين هو؟ قال : من الأبناء.

__________________

(١) ٣١٤٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٨٨ (٢ / ١١٦) والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٢١. وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٦. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ١٦.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٦ ، ٣ / ٣٣ ، ٥٨ ، ٥٩. وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة ١٧٣. وفتح الباري ١ / ٩٢ ، ٤ / ٢٥٠.

١١٤

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ، حدّثنا أبو عبيد الله أبو معاوية بن صالح الدّمشقيّ ، حدّثني إبراهيم بن أبي العبّاس بغدادي ثقة.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال. قال : قال أبو الحسن الدار قطني : إبراهيم بن أبي العبّاس السّامريّ بغدادي ثقة.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : إبراهيم بن العبّاس يكنى أبا إسحاق ويعرف بالسّامريّ ، روى عن أبي أويس وشريك وغيرهما ، وكان قد اختلط في آخر عمره ، فحجبه أهله في منزله حتى مات (١).

٣١٤٧ ـ (٢) إبراهيم بن العبّاس بن محمّد بن صول ، مولى يزيد بن المهلّب ، يكنى أبا إسحاق الصّولي (٣) :

وأصله من خراسان. وكان كاتبا من أشعر الكتاب ، وأرقهم لسانا ، وأسيرهم قولا ، وله ديوان شعر مشهور ، وكان صول جد أبيه وفيروز أخوين تركيين ملكين بجرجان يدينان بالمجوسية ، فلما دخل يزيد بن المهلّب جرجان أمنهما ، فأسلم صول على يده ، ولم يزل معه حتى قتل يوم العقر. وقد روى إبراهيم بن العبّاس عن علي بن موسى الرضى.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، حدّثنا عبد الغفار بن عبيد الله المقرئ ، أخبرنا محمّد بن يحيى الصّولي ، أخبرنا أبو ذكوان ، حدّثنا إبراهيم بن العبّاس ، عن علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر. قال : سأل رجل أبي ـ جعفر ابن محمّد : ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟ فقال : لأن الله لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا لناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد ، وعند كل قوم غض ، إلى يوم القيامة.

أخبرني أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المروروذي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١١٨.

(٢) ٣١٤٧ ـ انظر : الأنساب للسمعاني ٨ / ١١٢.

(٣) «الصولي» إضافة من الأنساب ليست في الأصول.

١١٥

أحمد المقرئ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي. قال : أنشدنا محمّد بن يحيى ثعلب قال : أنشدنا إبراهيم بن العبّاس الكاتب لنفسه :

كم قد تجرّعت من حزن ومن غصص

إذا تجدّد حزن هوّن الماضي

وكم غضبت فما باليتمو غضبي

حتى رجعت بقلب ساخط راضي

قال أبو بكر الصّولي : كأنه أخذه عندي من قول خاله العبّاس بن الأحنف :

تعلّمت ألوان الرّضا خوف عتبها

وعلّمها حبّي لها كيف تغضب

ولي غير وجه قد عرفت مكانه

ولكن بلا قلب إلى أين أذهب؟

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة. قال : ومات إبراهيم بن العبّاس في هذه السنة ـ يعني سنة ثلاث وأربعين ومائتين ـ.

قلت : قال غيره : للنصف من شعبان وبسر من رأى كانت وفاته.

٣١٤٨ ـ إبراهيم بن عبد الله بن حاتم ، أبو إسحاق ، المعروف بالهروي (١) :

سمع عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، وعبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، وإسماعيل ابن جعفر الزّرقيّ ، وخلف بن خليفة الأشجعي ، وإسماعيل بن عليّة ، وهشيم بن بشير ، وجرير بن عبد الحميد. روى عنه الحارث بن أبي أسامة ، وإبراهيم الحربيّ ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، والحسن بن علي المعمّري ، وموسى بن هارون ، وأحمد بن الحسين الصّوفيّ وجعفر الفريابي ، وعبد الله بن إسحاق المدائني.

أخبرني أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الإيادي ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلّاد العطّار ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا إسماعيل ابن جعفر ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا عدوى ، ولا هامة ، ولا نوء ، ولا صفر» (٢). نوء من الأنواء.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبيد الكاتب ، أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي ، حدّثنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه ، حدّثنا صالح بن محمّد. قال : سمعت إبراهيم بن عبد الله يقول : ما من حديث من حديث هشيم إلّا وقد سمعته ما

__________________

(١) ٣١٤٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٩٠ (٢ / ١١٩). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٢٣. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٥٧. وميزان الاعتدال ١ / ٣٩. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ١٦.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ١٦٤. وصحيح مسلم ، كتاب السّلام باب ٣٤. وفتح الباري ١٠ / ٢١٥ ، ١٥٨.

١١٦

بين العشرين مرة إلى ثلاثين مرة ، وكنت أوقفه ، كنت أسمع من سعيد الجوهريّ أبي إبراهيم ، قال صالح : أعلم الناس بحديث هشيم عمرو بن عون وإبراهيم بن عبد الله الهروي ، أصله هروي كان ببغداد.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عثمان النصيبي ، حدّثنا أبو الميمون البجلي ، حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال : سمعت رجلا قال ليحيى بن معين : عمن نكتب حديث هشيم؟ قال : عن إبراهيم الهروي وسريج بن يونس (١).

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال.

وأخبرني محمّد بن محمّد بن علي الورّاق ، أخبرنا محمّد بن عمر بن حميد البزّاز. قالا : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : حدّثني خال أبي أبو العبّاس عبد الله بن هبيرة بن الصّلت قال : سألت يحيى بن معين قلت : يا أبا زكريّا من أصحاب هشيم الذين يعتمد عليهم؟ فقال : إبراهيم الهروي ، ومحمّد بن الصّبّاح الدّولابي (٢).

وأنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي ، حدّثنا علي بن الحسين بن حبان. قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده : سألت أبا زكريّا ـ وهو يحيى بن معين ـ قلت : اختلف محمّد بن الصّبّاح والهروي في حديث عن هشيم ، لمن يقضى منهما؟ قال : حتى يجيء ثالث ، قلت : ليس ثالث. قال : ينظر في الحديث إن كان حدّث به غير هشيم إنسان فكان الصواب في يد أحدهما كان القول قوله. قلت : فإن كان لم يحدث به أحد غير هشيم ، قال : كان الهروي أكيسهما وأيقظهما ، ومحمّد بن الصّبّاح ثقة (٣).

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهروي ، أخبرنا الحسين بن إدريس. قال : قال أبو داود سليمان بن الأشعث : إبراهيم الهروي ضعيف (٤).

حدّثنا محمّد بن علي الصوري ـ لفظا ـ أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ،

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٢١.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٢١.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٢١.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢ / ١٢١.

١١٧

أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، أخبرني أبي. قال : أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي ليس بالقوي.

قرأت على البرقاني عن محمّد بن العبّاس الخزاز قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : وسألت يحيى بن معين ، عن إبراهيم بن حاتم الهروي فقال : لا بأس به.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول : إبراهيم بن عبد الله الهروي صدوق.

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرنا محمّد بن العبّاس بن أحمد الضّبيّ الهروي ، حدّثنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن ياسين. قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربيّ يقول : كان إبراهيم الهروي حافظا متقنا تقيا ، ما كان هاهنا أحد مثله.

وسمعت إبراهيم الحربيّ يقول : كان إبراهيم الهروي يديم الصيام إلى أن يأتيه أحد يدعوه إلى طعامه فيفطر ، وكان أكولا ، وكان يأكل حملا وحده!

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، عن أبي الحسن الدار قطني. قال : إبراهيم بن عبد الله الهروي ثقة ثبت.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدّل ، أخبرنا الحارث بن محمّد. قال : سنة أربع وأربعين ومائتين فيها مات إبراهيم بن عبد الله الهروي المحدث في شهر رمضان بسر من رأى.

٣١٤٩ ـ إبراهيم بن عبد الله بن بشّار ، الواسطيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن يزيد بن هارون ، وسرور بن المغيرة ـ قرابة منصور بن زاذان ـ وأبي عامر العقدي. روى عنه عبد الله بن محمّد بن ناجية ، ويحيى بن صاعد.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا عبد العزيز بن أبي صابر ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشّار ـ قدم علينا سنة أربع وأربعين ومائتين ـ حدّثنا سرور بن المغيرة عن عبّاد بن منصور بحديث ذكره.

١١٨

٣١٥٠ ـ إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، أبو إسحاق ، المعروف بالختلي (١) :

صاحب كتب الزهد والرقائق ، بغدادي سكن سر من رأى وحدث بها عن أبي سلمة التبوذكي ، وسليمان بن حرب ، وعمر بن مرزوق ، ويحيى بن بكير ، ويوسف ابن عدي ، وعبدة بن يحيى بن معين ، سؤالات كثيرة الفائدة تدل على فهمه. روى عنه أبو العبّاس بن مسروق الطوسي ، ومحمّد بن القاسم الكوكبي ، ومحمّد بن أحمد ابن هارون العسكري ، وأحمد بن محمّد بن إسماعيل الأدمي ، وكان ثقة.

٣١٥١ ـ إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر ، أبو مسلم البصريّ ، المعروف بالكجّي وبالكشيّ (٢) :

سمع محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، وعبد الرّحمن بن حمّاد الشّعبيّ ، وحجاج بن نصير الفساطيطي ، وحجاج بن منهال الأنماطيّ ، وأبا عاصم النبيل ، ومسلم بن إبراهيم ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وأبا الوليد الطيالسي ، وسليمان بن حرب ، وعمرو بن مرزوق ، ومحمّد بن عرعرة ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي ، وعبد الله ابن رجاء الغداني ، ومعاذ بن عبد الله العوذي ، وجماعة من أمثال هؤلاء. روى عنه أبو القاسم البغويّ ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأبو عمرو بن السماك ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وأبو سهل بن زياد ، ومحمّد بن جعفر الأدمي القاري ، وأبو بكر الشافعي ، وجعفر الخالدي ، وعبد الباقي بن قانع ، وإسماعيل الخطبي ؛ وأبو بكر بن مالك القطيعيّ ، وأبو محمّد بن ماسي ، وغيرهم.

وكان من أهل الفضل والعلم والأمانة ، نزل بغداد وروى بها حديثا كثيرا ، وذكر أن مولده كان في سنة مائتين.

حدّثني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدّقّاق ، حدّثنا إسماعيل الخطبي قال : سمعت أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله يقول : كتبت الحديث وعبد الله بن داود حي ؛ ولم أقصده لأني كنت يوما في بيت عمتي ولها بنون أكبر مني فلم أرهم فسألت عنهم فقالوا : قد مضوا إلى عبد الله بن داود فأبطئوا ، ثم جاءوا يذمونه وقالوا : طلبناه في منزله فلم نجده ، وقالوا : هو في بسيتنة له بالقرب ، فقصدناه

__________________

(١) ٣١٥٠ ـ الختلي : قرية على طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة (الأنساب ٥ / ٤٤).

(٢) ٣١٥١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٤.

١١٩

فإذا هو فيها ، فسلمنا عليه وسألناه أن يحدّثنا فقال : متعت بكم ، أنا في شغل عن هذا ؛ هذه البسيتينة لي فيها معاش وتحتاج أن تسقى وليس لي من يسقيها ، فقلنا : نحن ندير الدولاب ونسقيها ، فقال : إن حضرتكم نية فافعلوا ، قال : فتشلحنا وأدرنا الدولاب حتى سقينا البستان ، ثم قلنا له : حدّثنا الآن. قال : متعت بكم ليس لي نية في أن أحدثكم ، وأنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها.

قال إسماعيل : سمعت أبا مسلم يحكي هذه الحكاية بهذا المعنى ألفاظا تشبهها ونحوها.

حدّثنا بشرى بن عبد الله الرومي قال : سمعت أبا بكر أحمد بن جعفر بن سلم يقول : لما قدم علينا أبو مسلم الكجّي أملى الحديث في رحبة غسان ، وكان في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم صاحبه الذي يليه. وكتب الناس عنه قياما بأيديهم المحابر ، ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر بمحبرة فبلغ ذلك نيفا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة!

قال ابن سلم : وبلغني أن أبا مسلم كان نذر أن يتصدق إذا حدّث بعشرة آلاف درهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن محمّد القرشيّ ، حدّثنا عبد الله بن إبراهيم ابن أيّوب ، حدّثنا ابن ماسي ، حدّثني أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصريّ الكجّي. قال : خرجت يوما في حاجة لي سحرا فغرني القمر وكان يوما باردا ، وإذا الحمام قد فتح ، فقلت أدخل إلى الحمام قبل مضيّى في حاجتي ، فقلت للحمامي : يا حمامي أدخل حمامك أحد؟ فقال : لا ، فدخلت الحمام فساعة فتحت الباب قال لي قائل : أبو مسلم أسلم تسلم ، ثم أنشأ يقول :

لك الحمد إمّا على نعمة

وإمّا على نقمة تدفع

تشاء فتفعل ما شئته

وتسمع من حيث لا يسمع

قال : فبادرت وخرجت وأنا جزع ، فقلت للحمامي : أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد؟! فقال لي : هل سمعت شيئا؟ فأخبرته بما كان ، فقال لي : ذاك جني يتراءى لنا في كل حين ، وينشدنا الشعر فقلت : هل عندك من شعره شيء؟ فقال لي : نعم ، وأنشدني :

١٢٠