تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٦

٢٩٦٨ ـ (١) أحمد بن الهيثم بن فراس ، أبو عبد الله السّامي (٢) :

صاحب أخبار وحكايات عن أبيه وعن غيره. روى عنه الحسن بن عليل العنزي ، ومحمّد بن موسى بن حماد البربري ، ومحمّد بن خلف بن المرزبان ، والحسين بن القاسم الكوكبي ، ومحمّد بن أحمد الحكيمي. وهو : أحمد بن الهيثم بن فراس بن عطاء بن شعيب بن خولي بن جديد بن عوف بن ذهل بن عوف بن المجرم بن بكر ابن عمرو بن عوف بن عبّاد بن لؤي بن الحارث بن سامة بن لؤي.

٢٩٦٩ ـ أحمد بن الهيثم بن زياد ، العاقولي (٣) :

حدث عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي. روى عنه ابن أخيه محمّد بن عبد الكريم بن الهيثم.

٢٩٧٠ ـ أحمد بن الهيثم بن منصور ، الدّوريّ (٤) :

حدث عن سورة بن الحكم. روى عنه ابنه محمّد.

٢٩٧١ ـ أحمد بن الهيثم بن خالد ، أبو جعفر البزّاز العسكريّ (٥) :

من أهل سر من رأى. حدث ببغداد عن عثمان بن الهيثم ، والخليل بن زكريا ، وعفان بن مسلم ، والقعنبي ومحمّد بن عمر القصبي ، والوليد بن صالح ، وعبيد بن يعيش. روى عنه محمّد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب ، وأحمد بن محمّد الجوهريّ ، وعبد الله بن إسحاق الخراسانيّ ، وعبد الباقي بن قانع ، وأبو بكر الشّافعي.

وقال الدار قطني : كان ثقة.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن الهيثم بن خالد البزّاز ـ بباب الطاق ـ حدّثنا محمّد بن عمر القصبي ، حدّثنا المفضّل بن محمّد النّحويّ ، حدّثنا إبراهيم بن مهاجر ، عن إبراهيم النخعي ، عن عبيدة السّلماني ، عن عبد الله بن مسعود قال : صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المنبر فاستنهضني

__________________

(١) ٢٩٦٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٥٢ في المطبوعة.

(٢) السامي : هذه النسبة إلى سامة بن لؤي بن غالب (الأنساب ٧ / ١٦).

(٣) ٢٩٦٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٥٣ في المطبوعة.

(٤) ٢٩٧٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٥٤ في المطبوعة.

(٥) ٢٩٧١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٥٥ في المطبوعة.

انظر : سؤالات الحاكم للدار قطني برقم ١٧.

٤٠١

فقال لي : «اقرأ» فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) [النساء ٤١] غمزني برجله فرفعت رأسي فإذا عيناه تهريقان فقال : «من أحب أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد(١)».

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أحمد بن الهيثم البزّاز مات بسر من رأى في سنة ثمانين ومائتين ، وكذا ذكر محمّد بن مخلد وقال : في شعبان.

٢٩٧٢ ـ أحمد بن الهيثم بن خارجة بن يزيد بن جابر ، أبو عبد الله الشّعراني(٢):

حدث عن إسماعيل بن أبي أويس. روى عنه عبد الصّمد بن علي الطستي.

٢٩٧٣ ـ (٣) أحمد بن الهيثم بن إسماعيل ، أبو علي الخطاب الشّوكيّ (٤) :

حدث عن عبد الوهاب بن الحكم الورّاق. روى عنه أبو مزاحم الخاقاني ، وعمر ابن بشران السّكّريّ.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، حدّثنا عمر بن بشران ـ لفظا ـ حدّثنا أحمد ابن الهيثم بن إسماعيل الشوكي ـ وكان ثقة ـ حدّثنا عبد الوهاب بن الحكم الورّاق ، حدّثنا يحيى ابن سليم ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع عن ابن عمر قال : سافرنا مع محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فكانوا يصلون الظهر والعصر ركعتين ركعتين ، ولا يصلون قبلها ولا بعدها.

قال البرقاني : قال لنا الدار قطني : تفرد به يحيى بن سليم عن عبيد الله.

قرأت بخط محمّد بن مخلد الدّوريّ : سنة ثمان وثلاثمائة فيها مات أبو علي بن الهيثم الشوكي جارنا في شهر ربيع الأول.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ١٣٨. ومسند أحمد ١ / ٤٤٥ ، ٤ / ٢٧٩. والمستدرك ٢ / ٢٢٧ ، ٣ / ٣١٨. وإتحاف السادة المتقين ٤ / ٢٩٨.

(٢) ٢٩٧٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٥٦ في المطبوعة.

(٣) ٢٩٧٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٥٧ في المطبوعة.

(٤) الشوكي : هذه النسبة إلى «الشوك» وحمله وتحصيله ، وببغداد قنطرة يقال لها «قنطرة الشوك» (الأنساب ٧ / ٤١٢).

٤٠٢

٢٩٧٤ ـ أحمد بن الهيثم بن خالد ، الدّينوريّ (١) :

حدث ببغداد عن عبد الله بن حمدان بن وهب الحافظ الدّينوريّ. أخبرنا عنه محمّد بن طلحة النعالي.

أخبرنا محمّد بن طلحة ، حدّثنا أحمد بن الهيثم بن خالد الدّينوريّ ـ إملاء في جامع المنصور ـ حدّثنا عبد الله بن حمدان بن وهب الحافظ ، حدّثنا محمّد بن جعفر العابد ، حدّثنا أبو السرى منصور بن عمّار ، عن خالد بن الدريك ، عن يعلى بن منبه قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقول جهنم للمؤمن يوم القيامة جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي (٢)».

هكذا قال عن منصور بن عمّار عن خالد بن دريك. وروى هذا الحديث سليم بن منصور بن عمّار عن أبيه ، واختلف فيه فقال إسحاق بن الحسن الحربيّ عن سليم عن أبيه عن بشير بن طلحة عن خالد بن دريك عن يعلى. ورواه أحمد بن الحسين بن إسحاق الصّوفيّ. عن سليم ، عن أبيه ، عن هقل بن زياد ، عن الأوزاعي ، عن خالد بن الدريك ، عن بشير بن طلحة ، عن يعلى بن منبه. والله أعلم.

٢٩٧٥ ـ أحمد بن هارون ، أبو عشانة (٣) :

حدث عن أبي عبيد القاسم بن سلّام. روى عنه بدر بن الهيثم القاضي الكوفيّ.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن إبراهيم العاقولي ، حدّثنا بدر بن الهيثم ، حدّثنا أحمد بن هارون أبو عشانة البغداديّ ، حدّثنا القاسم بن سلّام ، حدّثنا أبو الأسود عن ابن لهيعة ، عن بكير عن نافع قال : كان ابن عمر يستجمر بالألوة غير مطراة ، والكافور يطرحه مع الألوة ثم يقول : هكذا رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصنع. قال القاضي : الألوة ـ العنبر ـ.

٢٩٧٦ ـ أحمد بن هارون ، أبو جعفر الكرخي الضّرير (٤) :

من أهل كرخ سر من رأى. حدث عن عبيد الله بن محمّد العيشي ، وخلف بن سالم المخرميّ ، وعمر بن شبة ، ويحيى الحمّانيّ ، والحسين بن مرزوق الموصلي.

__________________

(١) ٢٩٧٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٥٨ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٩ / ٣٢٩.

(٣) ٢٩٧٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٥٩ في المطبوعة.

(٤) ٢٩٧٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٦٠ في المطبوعة.

٤٠٣

روى عنه إسحاق بن أحمد الكاذي.

٢٩٧٧ ـ أحمد بن هارون بن روح ، أبو بكر البرذعيّ ، ويعرف بالبرديجي (١) :

سكن بغداد : وحدث بها عن أبي سعيد الأشج ، وهارون بن إسحاق الهمداني ، ويوسف بن سعيد بن مسلم ، وعمرو بن عبد الله الأودي ، ومحمّد بن حمدون الكرماني ، وعلي بن الحسين بن أشكاب ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وبحر بن نصر المصري وغيرهم. روى عنه أبو بكر الشّافعي ، وأبو علي بن الصواف ، وعلي بن محمّد بن لؤلؤ ، وكان ثقة فاضلا ، فهما حافظا.

أخبرنا عبد الغفار بن محمّد المؤدّب ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا أحمد بن هارون البرديجي ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الشيرازي ، حدّثنا جدي سعد ابن الصّلت ، حدّثنا الأعمش عن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين الظهر والعصر من غير خوف ولا مطر. فقيل لابن عبّاس : ولم فعل ذلك؟ قال : كي لا تحرج أمته.

خالفه عبيد الله بن عمرو فرواه عن الأعمش عن سعيد بن جبير لم يذكر بينهما أحدا. كذلك قال علي بن حجر عن عبيد الله. وقال عمرو بن عثمان الكلابي عن عبيد الله بن عمرو عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير. ورواه حماد بن شعيب ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس. والمشهور ما رواه وكيع وغيره عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ ، عن أبي بكر البرديجي فقال : ثقة مأمون جبل.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمذاني ، حدّثنا صالح بن أحمد الحافظ قال : أحمد بن هارون بن روح أبو بكر ويعرف بالبرديجي صدوق من الحفاظ.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن

__________________

(١) ٢٩٧٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٦١ في المطبوعة.

انظر : سؤالات السهمي للدار قطني برقم ٣. وسير أعلام النبلاء ٩ / ٢ / ١٧٠. وتاريخ ابن عساكر ١ / ١١٠. ومعجم شيوخ الإسماعيلي ترجمة ٣٥.

٤٠٤

حيّان يقول : سنة إحدى وثلاثمائة فيها مات أحمد بن هارون بن روح البرذعيّ ببغداد.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : وتوفي أحمد بن هارون البرديجي في شهر رمضان من سنة إحدى وثلاثمائة ، وكان من حفاظ الحديث المذكورين بالحفظ ، والفقه ، ولم يغير شيبه.

٢٩٧٨ ـ أحمد بن هارون ، أبو العبّاس ، يعرف بشيطان الطّاق (١) :

من أهل سر من رأي ، حدث عن الحسن بن يزيد الجصّاص ، روى عنه ابن لؤلؤ الورّاق.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، أخبرنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن هارون المعروف بشيطان الطاق ـ بسر من رأى ـ حدّثنا الحسن بن يزيد الجصّاص ، حدّثنا إسماعيل بن يحيى ، عن سفيان ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أحب قوما على أعمالهم حشر يوم القيامة في زمرتهم ، فحوسب بحسابهم ، وإن لم يعمل أعمالهم (٢)».

٢٩٧٩ ـ أحمد بن هارون بن إبراهيم بن مهران ، أبو العبّاس المؤدّب الدّينوريّ(٣) :

سكن بغداد وحدث بها عن إسحاق بن صدقة بن صبيح الدّينوريّ ، وعبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائي. روى عنه أبو الحسن الدار قطني ، وأبو القاسم بن الثلاج ، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ.

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن مهران الدّينوريّ ، حدّثنا إسحاق بن صدقة بن صبيح الدّينوريّ ، حدّثنا خالد بن مخلد ، حدّثنا سليمان ـ يعني ابن بلال ـ عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، فهي لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر : فأما الذي هي له أجر فالذي يتخذها

__________________

(١) ٢٩٧٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٦٢ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : المعجم الكبير ٣ / ٣. ومجمع الزوائد ١٠ / ٢٨١. وكشف الخفا ٢ / ٣٠٩.

(٣) ٢٩٧٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٦٣ في المطبوعة.

٤٠٥

ويحبسها في سبيل الله فذاك لا يعلفها إلّا كان له أجر ، ولم يعرض له مرج فرعاها فيه ثم تغيب في بطونها إلّا كان له أجر ولو عرض لها نهر فسقاها منه لم يغب في بطونها شيء منه أو قطرة له إلا كانت له أجرا حتى أنه ليدرك الأجر في أبوالها ، وأرواثها ، وأما الذي هي له ستر ، فالذي يتخذها تعففا ، وتجملا ، وتكرما ، ولا ينسى حق بطونها ، وظهورها ، في عسرها ويسرها ، وأما الذي هي عليه وزر فالذي يتخذها أشرا ، وبطرا ، ورئاء الناس وبذخا عليهم». قالوا : فالحمر يا رسول الله؟ قال : ما أنزل علي فيها شيء إلّا هذه الآية الجامعة : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزلزلة ٧ ، ٨] (١).

٢٩٨٠ ـ أحمد بن هارون بن أحمد بن هارون بن الخليل بن عبد الله بن القاسم بن محمّد بن يزيد بن المهلّب ، أبو الحسين المهلّبي (٢) :

حدث عن أبي القاسم البغويّ ، وعبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ ، حدّثنا عنه أحمد بن محمّد العتيقيّ.

أخبرنا العتيقيّ ، حدّثنا أبو الحسين أحمد بن هارون بن أحمد بن هارون المهلّبي ـ في سنة تسعين وثلاثمائة ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغويّ ، حدّثنا وهب بن بقية ، حدّثنا خالد عن حميد عن أنس قال : كان لون النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسمر. رأيت سماع أبي بكر بن البقّال وغيره من هذا الشيخ.

٢٩٨١ ـ أحمد بن هشام بن بهرام ، أبو عبد الله المدائني (٣) :

حدث عن أبيه ، وعن إسحاق بن يوسف الأزرق ، وشبابة بن سوار ، ويزيد بن هارون ، ووكيع بن الجرّاح ، وأبي معاوية الضّرير ، وإسحاق بن سليمان الرّازيّ. روى عنه عبد الله بن محمّد بن ناجية ، وأبو أحمد محمّد بن محمد المطرز ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبو بكر بن أبي داود ، وغيرهم. وكان ثقة.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف بن دوست العلاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٤ / ٣٤ ، ١٠٤ ، ٢٥٢. وصحيح مسلم ، كتاب الإمارة ٩٧ ، ٩٦ ، ٩٨ ، وكتاب الزكاة باب ٦.

(٢) ٢٩٨٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٦٤ في المطبوعة.

(٣) ٢٩٨١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٦٥ في المطبوعة.

٤٠٦

الشّافعي ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن يزيد ـ أبو أحمد المطرز ـ حدّثنا أحمد بن هشام ابن بهرام ، حدّثنا إسحاق بن يوسف ، حدّثنا سفيان ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلّا المكتوبة (١)».

قال ابن دوست : كذا قال عن إسماعيل بن مسلم ، وكذا في أصله.

أخبرناه محمّد بن إسماعيل بن عمر البجلي ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان ، حدّثنا أحمد بن هشام بن بهرام ، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلّا المكتوبة (٢)».

٢٩٨٢ ـ أحمد بن هشام الحربيّ (٣) :

حدث عن علي بن داود المروزيّ. روى عنه أبو بكر بن المرزبان الأخباريّ.

أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان ـ إجازة ـ وحدّثناه محمّد بن عبيد الله بن حريث الكاتب عنه ، حدّثني أحمد بن هشام الحربيّ ، حدّثنا علي بن داود المروزيّ ـ وليس بالقنطريّ ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن واقد ، عن عمرو بن أزهر ، عن أبان ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تجالسوا أبناء الملوك ، فإن الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق(٤)».

٢٩٨٣ ـ أحمد بن هشام ، أبو بكر الأنماطي :

حدث عن أحمد بن عبد الجبّار العطاردي. روى عنه أبو عبد الله بن بطة العكبريّ.

٢٩٨٤ ـ أحمد بن هشام بن حميد ، أبو بكر المصري :

سكن البصرة وحدث بها عن يحيى بن أبي طالب ، وأحمد بن عبد الجبّار

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الصلاة ٦٣ ، ٦٤.

(٢) سبق تخريجه.

(٣) ٢٩٨٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٦٦ في المطبوعة.

(٤) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٢٨٤

(٥) ٢٩٨٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٦٨ في المطبوعة.

٤٠٧

العطاردي ، ومحمّد بن الجهم السّمريّ ، ومحمّد بن أبي العوام الرياحي ، والحسن بن سلّام السواق ، وإبراهيم بن مهدي الأبليّ ، حدّثنا عنه القاضيان : أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، وأبو عمر محمّد بن عبد الرّحمن بن أشتافنا.

أخبرنا القاضي أبو عمر بن عبد الواحد ـ بالبصرة ـ حدّثنا أحمد بن هشام المصري ، حدّثنا محمّد بن الجهم السّمريّ ، حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا أسامة بن زيد ، عن ابن المنكدر ، عن ابن خزيمة بن ثابت ، عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أصاب ذنبا أقيم عليه حد ذلك الذنب ، فهو كفارته (١)».

أخبرنا أبو المظفر محمّد بن الحسن بن أحمد المروزيّ ، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني ـ بالري ـ حدّثنا أحمد بن هشام بن حميد الحضرمي البغداديّ ـ بالبصرة ـ حدّثنا يحيى بن أبي طالب بحديث ذكره.

٢٩٨٥ ـ أحمد بن هوذة ، أبو سليمان النّهرواني (٢) :

حدث عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري. روى عنه أحمد بن الفرج بن الحجّاج الورّاق إجازة.

٢٩٨٦ ـ أحمد بن هاشم بن محمّد بن هاشم ، أبو العبّاس الكناني الكوفيّ ، يعرف بالفيدي ، وبالطريقي (٣) :

قدم بغداد وحدث بها عن عبيد بن كثير التّمّار ، وعن محمّد بن سحيم البعلبكي ، ومحمّد بن نوح بن حرب العسكري ، وأحمد بن سعيد بن شاهين ، والحسن بن محمّد الأصبهاني الجوهريّ. روى عنه أبو العبّاس عبد الله بن موسى الهاشمي ، وأبو حفص بن شاهين ، وأبو الحسن بن الجندي ، والمعافى بن زكريا ، وأبو القاسم بن الثلاج.

وذكر ابن الثلاج : أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة بباب المحول.

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أحمد

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٥ / ٢١٤. والمعجم الكبير للطبراني ٤ / ١٠٢. وسنن الدار قطني ٣ / ٢١٤. وفتح الباري ١٢ / ٨٤.

(٢) ٢٩٨٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٦٩ في المطبوعة.

(٣) ٢٩٨٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٧٠ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٩ / ٣٥٩ ، ٣٦٠.

٤٠٨

ابن هاشم بن محمّد الفيدي ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن نوح بن حرب ، حدّثنا مدرار ابن آدم ، حدّثنا محمّد بن زياد ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عبّاس قال : جاء رجل شكا الوحشة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال : «اتخذ زوج حمام يؤنسك بالليل (١)».

٢٩٨٧ ـ (٢) أحمد بن هشام بن يعقوب ، أبو بكر العكبري (٣) :

أخبرنا بحديثه أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدّقّاق ، أخبرنا جدي ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن هاشم بن يعقوب العكبريّ ، حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن يوسف ـ بعمان ـ حدّثنا محمّد بن كثير ، حدّثنا سفيان ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن خالد ، عن ابن المسيب ، عن عبد الرّحمن بن عثمان : أن طبيبا سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء. فنهاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قتلها.

أخبرنا علي بن يحيى بن جعفر الإمام ـ بأصبهان ـ حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا معاذ بن المثني ، حدّثنا محمّد بن كثير بإسناده مثله.

٢٩٨٨ ـ أحمد بن الهزيل بن السّري بن شاذا (٤) :

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن أحمد الهزيل التاني. حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن أيّوب الرّازيّ.

* * *

حرف الياء [من آباء الأحمدين]

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه يحيى

٢٩٨٩ ـ أحمد بن يحيى بن عبد العزيز ، أبو عبد الرّحمن الشّافعي المتكلم (٥) :

حدث عن الوليد بن مسلم الدمشقي ، ومحمّد بن إدريس الشّافعي. روى عنه أبو علي أحمد بن إبراهيم القوهستاني ، وأبو جعفر الحضرمي مطين.

كتب إليّ محمّد بن أحمد بن عبد الله الجواليقي من الكوفة يذكر أن إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين الهمداني أخبرهم.

__________________

(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ١٢٥. والكامل ٦ / ٢١٤١ ، ٥ / ١٨١٢.

(٢) ٢٩٨٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٧١ في المطبوعة.

(٣) العكبري : بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي (الأنساب ٩ / ٢٧ ، ٢٨).

(٤) ٢٩٨٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٧٢ في المطبوعة.

(٥) ٢٩٨٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٧٣ في المطبوعة.

٤٠٩

ثم أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري ـ قراءة ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن علي الصّيرفيّ ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، حدّثنا أحمد بن يحيى ـ أبو عبد الرّحمن الشّافعي ـ حدّثنا الوليد ابن مسلم ، حدّثنا الأوزاعي ، حدّثني أبو النجاشي مولى رافع ـ عن رافع قال : كنا نصلي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم ننحر الجزور ، فنجزئ عشرة أجزاء ، ثم نطبخ فنأكل لحما نضيجا قبل أن نصلي المغرب.

أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشي ، أخبرنا عياش بن الحسن البندار ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، أخبرني زكريا بن يحيى الساجي ، حدّثني أبو داود قال : سمعت أبا ثور يقول : كنا نختلف إلى الشّافعي ومعنا أبو عبد الرّحمن الشّافعي ، فكان يقول : لا تدفعوا إلى أبي عبد الرّحمن يعرض لكم فإنه يخطئ. وكان ضعيف البصر.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا علي بن عمر الدار قطني قال : أبو عبد الرّحمن الشّافعي المتكلم البغداديّ ـ اسمه أحمد بن يحيى ـ كان من كبار أصحاب الشّافعي الملازمين له ببغداد ، ثم صار من أصحاب ابن أبي دؤاد واتبعه على رأيه.

٢٩٩٠ ـ أحمد بن يحيى بن عطاء ، أبو عبد الله الجلّاب (١) :

سكن سر من رأى وحدث بها عن محمّد بن ربيعة الكلابي ، ومحمّد بن الحسن الهمداني ، وشبابة بن سوار ، ويزيد بن هارون ، وعبد الوهاب بن عطاء ، وإسحاق الأزرق. روى عنه الحسن بن علي المعمري ، ومحمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي ، ويعقوب بن إبراهيم المعروف بالجراب.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس ، حدّثنا محمّد ابن إبراهيم بن نيروز ـ إملاء ـ حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن يحيى الجلّاب ـ بسامرا إملاء ـ.

وأخبرنا أبو القاسم التّنوخي ، حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدّثنا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى البزّاز ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن عطاء الجلّاب ، حدّثنا محمّد بن الحسن الهمداني ، حدّثنا سفيان. وفي حديث التّنوخي عن سفيان الثوري ـ عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ، من يتحر الخير يعطه ، ومن

__________________

(١) ٢٩٩٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٧٤ في المطبوعة.

٤١٠

يتق الشر يوقه ، ثلاث من كنّ فيه لم يسكن الدرجات العلى ، ولا أقول لكم الجنة ، من تكهن ، أو استقسم أو رده من سفر تطيّر (١)».

أخبرنا علي بن أبي علي قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال : أحمد بن يحيى بن عطاء الجلّاب العسكريّ معروف الحديث.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أحمد بن يحيى بن عطاء الجلّاب ، مات بسر من رأى في سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

٢٩٩١ ـ أحمد بن يحيى بن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي (٢) :

ولى القضاء بمدينة السّلام بعد إبراهيم بن أبي العنبس الكوفيّ.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : وولى أحمد بن يحيى بن أبي يوسف قضاء مدينة المنصور في سنة أربع وخمسين.

أخبرنا علي بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن يحيى بن محمّد بن جعفر قال : واستقضى أحمد بن يحيى بن أبي يوسف القاضي في سنة أربع وخمسين [ومائتين (٣)] وكان متوسطا في أمره ، شديد المحبة للدنيا. وكان صالح الفقه على مذهب أهل العراق ، ولا أعلمه حدث بشيء ، ثم عزل واستقضى ثانية وعزل ، وولى الأهواز ، ثم وجه به إلى خراسان فمات بالري.

٢٩٩٢ ـ أحمد بن يحيى بن مالك بن كثير بن راشد ، وقيل : أحمد بن يحيى ابن مالك بن زكريا بن راشد بن كثير بن مالك الهمداني (٤) :

كوفي الأصل وو يعرف بالسّوسيّ. سكن سر من رأى وحدث بها : عن عليّ بن عاصم ، وشبابة بن سوار ، ويزيد بن هارون ، وعبد الوهّاب بن عطاء ، ونصر بن حمّاد الورّاق ، وعبد الأعلى بن سليمان ، وكثير بن هشام ، وأبي أحمد الزّبيري ، وزيد بن الحباب ، وشجاع بن الوليد ، وعليّ بن جعفر المدائني. روى عنه أبو أحمد محمّد بن محمّد المطرز ، ويحيى بن صاعد ، وأبو ذر الباغندي ، ومحمّد بن أحمد الأثرم ، ومحمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.

وقال ابن أبي حاتم الرّازيّ : سمعت أبي يقول : كتبنا عنه وسئل عنه فقال : صدوق.

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٧٦ ، ٢ / ٢٢٣. والدرر المنتثرة ٥١. ومجمع الزوائد ١ / ١٢٨. وحلية الأولياء ٥ / ١٧٤. وفتح الباري ١ / ١٦١. وإتحاف السادة المتقين ١ / ٩١ ، ٨ / ٢٧.

(٢) ٢٩٩١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٧٥ في المطبوعة.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) ٢٩٩٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٧٦ في المطبوعة.

٤١١

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن أحمد بن حماد الأثرم ـ في سنة ثلاثين وثلاثمائة ـ قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالك السّوسيّ ـ في شعبان سنة تسع وخمسين ومائتين ـ حدّثنا علي بن عاصم ، عن خالد وهشام عن محمّد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تلقوا الجلب ، فمن تلقى جلبا فصاحبه بالخيار إذا دخل السوق (١)».

. أخبرنا علي بن أبي علي قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال : أحمد بن يحيى بن مالك السّوسيّ ، سكن العسكر.

سمعت عبد الرّحمن بن يوسف ـ يعني ابن خداش ـ يثني عليه ، بلغني : أن أحمد ابن يحيى السّوسيّ مات في يوم الخميس ودفن في يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين ومائتين ، وهو أخو أبي غسان مالك بن يحيى الذي [كان في (٢)] دميرة من نواحي مصر.

٢٩٩٣ ـ أحمد بن يحيى الأنباريّ (٣) :

حدث عن ثابت بن محمّد الزاهد الكوفيّ. روى عنه أبو جعفر المطين.

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي. قال : كتب إلى محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الأنباريّ ، حدّثنا ثابت بن محمّد ، حدّثنا فضيل بن عياض عن العلاء بن المسيب ، عن الحسن ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أدوا العزائم ، واقبلوا الرخص ، ودعوا الناس فقد كفيتموهم (٤)».

٢٩٩٤ ـ أحمد بن يحيى ، أبو جعفر السّوطي (٥) :

حدث عن عفان بن مسلم وأبي نعيم الفضل بن دكين ، وأحمد بن عبد الله بن يونس ، وقتيبة بن سعيد. روى عنه هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، وأبو علي محمّد بن يوسف بن أحمد بن المعتمر البصريّ.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب البيوع باب ٥.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ٢٩٩٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٧٧ في المطبوعة.

(٤) انظر الحديث في : كنز العمال ٥٣٣٧.

(٥) ٢٩٩٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٧٨ في المطبوعة.

٤١٢

أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان البجلي ، حدّثنا هبة الله ابن محمّد الفراء ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى السوطي ـ سنة سبع وثمانين ومائتين ـ حدّثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد البلخي ، حدّثنا عبد الله بن لهيعة ، عن مشرح ابن هاعان عن عقبة بن عامر الجهني ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج ، فهي خداج غير تمام (١)».

وقد روى أبو القاسم الطبراني عن أحمد بن محمّد بن يحيى السوطي عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، وذكرناه فيما تقدم وهو هذا.

٢٩٩٥ ـ أحمد بن يحيى بن الرّبيع بن سليمان (٢) :

حدث عن إسحاق بن عمر السليطي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن الربيع بن سليمان البغداديّ ، حدّثنا إسحاق بن عمر بن سليط ، حدّثنا حماد بن سلمة عن ميمون أبي حمزة ، عن أبي وائل ـ شقيق بن سلمة ـ عن قيس بن أبي غرزة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا معشر التجار إنكم يحضر (٣) بيعكم بأيمان ولغو فشوبوها بشيء من الصدقة (٤)».

قال سليمان : لم يروه عن أبي حمزة إلّا حماد بن سلمة.

٢٩٩٦ ـ أحمد بن يحيى بن أبي العبّاس ، أبو سعيد الخوارزميّ (٥) :

قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن نصر الفراء ، وسليمان بن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي ثابت المديني ، ومحمّد بن عبد الله بن قهزاد المروزيّ. روى عنه محمّد ابن مخلد الدّوريّ ، وأحمد بن إسحاق بن نيخاب (٦) الطّيّبيّ ، وأبو القاسم الطبراني.

أخبرنا ابن شهريار ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٤٧٨.

(٢) ٢٩٩٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٧٩ في المطبوعة.

(٣) في الأصل : «إنكم تحصرون» والتصحيح من مصادر الحديث.

(٤) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٦ ، ٢٨٠. وسنن أبي داود ٣٣١٠ ، ٣٣١١. وسنن الترمذي ١٢٢٢ ، ١٢٢٣. وسنن النسائي ٧ / ١٤ ، ١٤ ـ ١٥ ، ٢٤٧. وسنن ابن ماجة ٢١٤٥. والمستدرك ٢ / ٥. والمعجم الكبير للطبراني ١٨ / ٣٥٤ ـ ٣٥٩.

(٥) ٢٩٩٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٨٠ في المطبوعة.

(٦) تقدم تصحيحه من «بنجاب» إلى «نيخاب».

٤١٣

أبي العبّاس الخوارزميّ ـ ببغداد سنة سبع وثمانين ومائتين ـ أخبرنا سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت المديني ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن حسين ، عن علي ابن الحسين بن علي ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طلب العلم فريضة على كل مسلم (١)».

قال الطبراني : لا يروى هذا الحديث عن الحسين بن علي إلّا بهذا الإسناد ، تفرد به سليمان ، ولا كتبناه إلّا عن هذا الشيخ.

قرأت بخط أبي الحسن الدار قطني ـ وحدّثنيه عنه أحمد بن محمّد العتيقيّ ـ قال : أحمد بن يحيى بن أبي العبّاس الخوارزميّ يحدث عن ابن قهزاد وغيره ، لا يحتج به.

٢٩٩٧ ـ أحمد بن يحيى بن زيد بن سيّار ، أبو العبّاس النّحويّ الشّيبانيّ مولاهم ، المعروف بثعلب (٢) :

إمام الكوفيين في النحو واللغة. سمع إبراهيم بن المنذر الحزامي ، ومحمّد بن سلّام الجمحي ، ومحمّد بن زياد بن الأعرابي ، وعلي بن المغيرة الأثرم ، وسلمة بن عاصم ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، والزبير بن بكار. روى عنه محمّد بن العبّاس اليزيدي ، وعلي بن سليمان الأخفش ، وإبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزديّ ، وأبو بكر بن الأنباريّ ، وعبد الرّحمن بن محمّد الزّهريّ ، وأبو عبد الله الحكيمي ، وأحمد بن كامل القاضي ، وأبو عمر الزاهد ، وأبو سهل زياد ، ومحمّد بن الحسن بن مقسم ، وغيرهم.

وكان ثقة حجة ، دينا صالحا ، مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة ، والمعرفة بالغريب ، ورواية الشعر القديم ، مقدما عند الشيوخ مذ هو حدث ، ويقال : إن أبا عبد الله بن الأعرابي كان يشك في الشيء فيقول له : ما عندك يا أبا العبّاس في هذا؟ ثقة بغزارة حفظه ، وولد في سنة مائتين. وكان يقول : طلبت العربية واللغة في سنة ست عشرة ومائتين ، وابتدأت بالنظر في حدود الفراء وسني ثمان عشرة سنة ، وبلغت خمسا وعشرين سنة وما بقي على مسألة للفراء إلّا وأنا أحفظها ، وأحفظ موضعها من الكتاب ، ولم يبق شيء من كتب الفراء في هذا الوقت إلّا قد حفظته.

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) ٢٩٩٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٦٨١ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٤ ـ ٢٥. وفيات الأعيان ١ / ٣٦ ـ ٣٧. ومعجم الأدباء ٥ / ١٠٢ ـ ١٤٦. وسؤالات السلمي للدار قطني برقم ٢٦.

٤١٤

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا أبو الفضل بن المأمون الهاشمي ، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ قال : سمعت أحمد بن يحيى يقول : سمعت من عبيد الله بن عمر القواريري مائة ألف حديث.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ابن عروة ، حدّثنا أبو بكر العجوزي قال : سمعت ثعلبا يقول : مات معروف الكرخي سنة مائتين ، وفيها ولدت.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو علي عيسى بن محمّد الجريحي ، حدّثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال : كنت أحب أن أرى أحمد بن حنبل فصرت إليه ، فلما دخلت عليه قال لي : فيم تنظر؟ فقلت : في النحو والعربية ، فأنشدني أبو عبد الله أحمد بن حنبل :

إذا ما خلوت الدّهر يوما فلا تقل

خلوت ولكن قل عليّ رقيب

ولا تحسبنّ الله يغفل ما مضى

ولا أنّ ما تخفي عليه يغيب

لهونا عن الأيّام حتى تتابعت

ذنوب على آثارهنّ ذنوب

فيا ليت أنّ الله يغفر ما مضى

ويأذن في توباتنا فنتوب

أخبرنا القاضيان أبو عبد الله الصيمري وأبو القاسم التّنوخي. قالا : أخبرنا أبو الحسن المنصور بن محمّد بن منصور الحربيّ ، أخبرنا أبو محمّد الزّهريّ ـ وفي حديث التّنوخي قال : سمعت أبا محمّد الزّهريّ ـ يقول : كان لثعلب عزاء ببعض أهله فتأخرت عنه لأنه خفي عني ، ثم قصدته معتذرا فقال لي : يا أبا محمّد ما بك حاجة إلى أن تتكلف عذرا ، فإن الصديق لا يحاسب ، والعدو لا يحتسب له ـ واللفظ للتنوخي.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي جعفر الأخرم ، أخبرنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد بن عمر الطوماري قال : حضر أبو العبّاس بن الفرات عند ثعلب وكان سمينا عظيم الخلق فقال له : يا أبا العبّاس ما أهملت حاجتك وقد أحكمتها ، فقال له : أنت في البر بر ، وفي البحر در.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن جعفر الخالع قال : أنشدنا أبو عمر محمّد ابن عبد الواحد قال : أنشدنا ثعلب :

إذا ما شئت أن تبلو صديقا

فجرّب ودّه عند الدّراهم

فعند طلابها تبدو هنات

وتعرف ثمّ أخلاق الأكارم

٤١٥

أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسن بن محمّد بن عبد الله بن عمر الخطيب ـ بالنهروان ـ حدّثنا أحمد بن نصر الذارع قال : سمعت ثعلبا ينشد :

إذا أنت لم تلبس لباسا من التّقى

تقلّبت عريانا وإن كنت كاسيا

حدّثني علي بن أبي علي البصريّ ، حدّثنا منصور بن محمّد الحربيّ قال : سمعت أبا محمّد عبد الرّحمن بن محمّد الزّهريّ يقول : كانت بيني وبين أبي العبّاس ثعلب مودة وكيدة ، وكنت أستشيره في أموري ، فجئته يوما أشاوره في الانتقال من محلة إلى أخرى لتأذيى بالجوار. فقال لي : يا أبا محمّد العرب تقول : صبرك على أذى من تعرف ، خير لك من استحداث مالا تعرف.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا سليمان بن إسحاق الجلّاب قال : قيل لإبراهيم الحربيّ : إن ثعلبا يلحن في كلامه! فقال : أيش يكون إذا لحن في كلامه؟ كان هشام ـ يعني النّحويّ ـ يلحن في كلامه ، وكان أبو هريرة يكلم صبيانه وأهله بالنبطية.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقاش المقرئ أن حمد بن موسى بن العبّاس أخبرهم قال : كتب أبو العبّاس عبد الله بن المعتز إلى أبي العبّاس أحمد بن يحيى :

ما وجد صاد في الحبال موثق

بماء مزن بارد مصفّق

بالرّيح لم يطرق ولم يرنّق

جادت به أخلاف دجن مطبق

في صخرة لم تر شمسا تبرق

فهو عليها كالزّجاج الأزرق

صريح غيث خالص لم يمذق

إلّا كوجدي بك لكن أتّقى

يا فاتحا لكلّ باب مغلق

وصيرفيّا ناقدا للمنطق

إن قال هذا بهرج لم ينفق

إنّا على البعاد والتّفرّق

لنلتقي بالذّكر إن لم نلتق

فأجابه أبو العبّاس ثعلب في فصل من رقعته : نحن وإن لم نلتق كما قال رؤبة :

إنّي وإن لم ترني فإنّني

أراك بالغيب وإن لم ترني

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز. أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي قال : أنشدنا أبو بكر بن أبي الأزهر لنفسه :

٤١٦

شكى ما به من هوى منصب

إلى إلفه الأوصب الأنصب

فباتا يخدّان حرّ الخدو

د بفيض دموعهما السّكب

ويعتنقان وقلباهما

على مثل جمر الغضا الملهب

إلى أن بدا في الدّجى ساطع

من الصّبح يسطو على الغيهب

فيا حسنها ليلة لو تم

دّ طوال الدّهور فلم تذهب

وهلّ ترجعنّ بلذّاتها

على حال أمن من الرّقّب

أيا طالب العلم لا تمهل

نّ وعذ بالمبرّد أو ثعلب

تجد عند هذين علم الورى

فلا تك كالجمل الأجرب

علوم الخلائق مقرونة

بهذين في الشّرق والمغرب

قلت : كان بين أبوي العبّاس ثعلب والمبرد منافرات كثيرة ، والناس مختلفون في تفضيل كل واحد منهما على صاحبه.

أخبرنا علي بن الحسين صاحب العبّاسي ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل ، حدّثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي ، أخبرني أحمد بن علي ـ بوقة ـ قال : كنت عند أبي العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب إذ جاءه إنسان جاهل فقال : يا أبا العبّاس قد هجاك المبرد. فقال : بما ذا؟ فأنشده :

أقسم بالمبتسم العذب

ومشتكى الصّبّ إلى الصّبّ

لو كتب النّحو عن الرّبّ

ما زاده إلّا عمى القلب

قال : فقال أبو العبّاس : أنشدني من أنشده أبو عمرو بن العلاء :

شاتمني عبد بني مسمع

فصنت عنه النفس والعرضا

ولم أجبه لاحتقاري له

ومن يعضّ الكلب إن عضّا؟

حدّثني أبو طاهر أحمد بن نجا بن عبد الصّمد البزّاز قال : سمعت أبا أحمد الفرضي يقول : سمعت أبا محمّد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الخراسانيّ المعدّل يقول : قال لي أبو العبّاس محمّد بن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال لي أبي : حضرت مجلس أخي محمّد بن عبد الله بن طاهر ، وحضره أبو العبّاس أحمد بن يحيى ، وأبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرد النّحويّان ، فقال لي أخي محمّد بن عبد الله : قد حضر هذان الشيخان ، وأنا أحب أن أعرف أيهما أعلم ، أو نحو هذا من الكلام.

٤١٧

فاجلس في الدار الفلانية ـ قد سماها ـ ويحضر هذان الشيخان بحضرتك ، ويتناظران ففعلت ما أمر وحضرا ، فتناظرا في شيء من علم النحو مما أعرفه ، فكنت أشاركهما فيه ، إلى أن دققا فلم أفهم ، ثم عدت إليه بعد انقضاء المجلس فسألني فقلت : إنهما تكلما فيما أعرف فشاركتهما في معرفتي ، ثم دققا فلم أعرف ما قالا ، ولا والله يا سيدي ما يعرف أعلمهما إلّا من هو أعلم منهما ، ولست ذاك الرجل. فقال لي أخي : أحسنت والله ، هذا أحسن ـ يعني اعترافه بذلك ـ.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ، أخبرنا محمّد بن جعفر التميمي بالكوفة قال : قال لنا أبو عمر ـ يعني محمّد بن عبد الواحد ـ سألت أبا بكر ابن السّرّاج فقلت : أي الرجلين أعلم ، أثعلب أم المبرد؟ فقال : ما أقول في رجلين العالم بينهما. قال : ولما مات المبرد وقف رجل على ثعلب فقال :

بيت من الآداب أصبح نصفه

خربا وسائر نصفه فسيخرب

مات المبرّد وانقضت أيّامه

ومع المبرّد سوف يذهب ثعلب

وأرى لكم أن تكتبوا ألفاظه

إذ كانت الألفاظ ممّا يكتب

أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب ، أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمّد بن موسى المعروف بابن العلاف ، حدّثنا أبو عمر الزاهد قال : كنت في مجلس أبي العبّاس ثعلب فسأله سائل عن شيء فقال : لا أدري. فقال له : أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل ، وإليك الرحلة من كل بلد؟! فقال له ثعلب : لو كان لأمك بعدد مالا أدري بعر لاستغنت.

أنبأني القاضي أبو عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي المصري ، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل ابن خرزاذ النجيرمي ، حدّثنا أبو الحسين علي بن أحمد المهلّبي ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الرّوذباري ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الملك التاريخي قال : أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب فاروق النّحويّين ، والمعاير على اللغويين ، من الكوفيين والبصريّين ، أصدقهم لسانا ، وأعظمهم شأنا ، وأبعدهم ذكرا ، وأرفعهم قدرا ، وأصحهم علما ، وأوسعهم حلما ، وأتقنهم حفظا ، وأوفرهم حظّا في الدين والدنيا.

حدّثني الفضل بن سلمة بن عاصم قال : رأس أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب النّحويّ ، واختلف الناس إليه في سنة خمس وعشرين ومائتين.

٤١٨

وقال التاريخي : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : ـ وقد تكلم الناس في الاسم والمسمى ـ بلغني أن أبا العبّاس أحمد بن يحيى النّحويّ قد كره الكلام في الاسم والمسمى ، وقد كرهت لكم ما كره أحمد بن يحيى ، ورضيت لكم ولنفسي ما رضى أحمد بن يحيى.

وقال التاريخي : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يزيد المبرد يقول : أعلم الكوفيين ثعلب. فذكر له الفراء ، فقال : لا يعشره.

قال التاريخي : وكان أبو الصّقر إسماعيل بن بلبل الشّيبانيّ قد ذكر أبا العبّاس ثعلبا للناصر لدين الله الموفق بالله ، وأخرج له رزقا سنيا سلطانيا ، فحسن موضع ذلك من أهل العلم والأدب ، وقال قائلهم لأبي الصّقر وأبي العبّاس ـ في أبيات ذكرها :

فيا جبلي شيبان لا زلتما لها

حليفي فخار في الورى وتفضّل

فهذا ليوم الجود والسّيف والقنا

وأنت لبسط العلم غير مبخّل

عليك أبا العبّاس كلّ معوّل

لأنّك بعد الله خير معوّل

فككت حدود النّحو بعد انغلاقه

وأوضحته شرحا وتبيان مشكل

فكم ساكن في ظلّ نعمتك الّتي

على الدّهر أبقى من ثبير ويذبل

فأصبحت للإخوان بالعلم باعثا

وأخصبت منه منزلا بعد منزل

قال : وقال بعض أصحابه ـ يعني أصحاب أبي العبّاس ـ يرثيه :

مات ابن يحيى فماتت دولة الأدب

ومات أحمد أنحى العجم والعرب

فإن تولى أبو العبّاس مفتقدا

فلم يمت ذكره في النّاس والكتب

أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب الكاتب ، حدثني جدي محمّد بن عبيد الله بن قفرجل ، حدّثنا محمّد بن يحيى قال : كنا يوما عند أبي العبّاس أحمد بن يحيى فضجر ، فقال له شيخ خضيب من الظاهرية : لو علمت مالك من الأجر في إفادة الناس العلم لصبرت على أذاهم ، فقال : لو لا ذاك ما تعذبت ، ثم أنشد بعقب هذا :

يعابثن بالقضبان كلّ مفلّج

به الظّلم لم تفلل لهنّ غروب

رضابا كطعم الشّهد يحلو متونه

من الصّرو أو غصن الأراك قضيب

أولئك لولاهنّ ما سقت نضوة

لحاج وما استقبلت برد جنوب

٤١٩

حدّثني محمّد بن علي الصوري ـ حفظا ـ قال : سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن سختويه ، والحسين بن سليمان بن بدر الصوريين يقولان : سمعنا أبا عبد الله أحمد بن عطاء الرّوذباري يقول : سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول : كنت عند أبي العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب فقال لي : يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا ، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا ، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا ، واشتغلت أنا بزيد وعمرو ، فليت شعري ما ذا يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام فقال لي : أقرئ أبا العبّاس مني السّلام وقل له : إنك صاحب العلم المستطيل.

قال ابن سختويه : قال لنا أبو عبد الله الرّوذباري : أراد أن الكلام به يكمل ، والخطاب به يجمل. وقال ابن بدر : قال لنا الرّوذباري : أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي جعفر الأخرم قال : أنشدنا أبو علي عيسى بن محمّد الطوماري قال : أنشدنا أبو العبّاس ثعلب :

مضى أمس بما فيه

ويومي ما أرجّيه

ولي في غد الجائي

جمام سوف أقضيه

فإمّا سوف يمضيني

وإمّا سوف أمضيه

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال : أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن سليمان الكاتب قال : أنشدنا إسحاق بن أحمد الكاذي قال : أنشدنا أبو العبّاس أحمد ابن يحيى ثعلب :

بلغت من عمري ثمانينا

وكنت لا آمل خمسينا

فالحمد لله وشكرا له

إذ زاد في عمري ثلاثينا

وأسأل الله بلوغا إلى

مرضاته آمين آمينا

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : مات أبو العبّاس أحمد بن يحيى النّحوي المعروف بثعلب يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين ، وكان مولده سنة مائتين.

قلت : ودفن في مقبرة باب الشام وقبره ظاهر معروف.

٤٢٠