تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٦

أخبرنا رضوان بن محمّد بن الحسن الدّينوريّ قال : سمعت معروف بن محمّد بن معروف الصّوفيّ ـ بالري ـ يقول : سمعت الخالدي يقول : سئل النوري : كيف حالك؟

فقال : كيف حال من ليس معه من الله إلّا الله.

وقال الخالدي : أنشدني النوري لنفسه :

الذّكر يقطعني والوجد يطلعني

والحقّ يمنع عن هذا وعن ذاك

فلا وجود ولا سرّ أسرّ به

حسبي فؤادي إذا ناديت لبّاك

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت محمّد بن الحسين النّيسابوريّ يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الرّازيّ يقول : سمعت القناد يقول : سمعت أبا الحسين النوري يقول : رأيت غلاما جميلا ببغداد فنظرت إليه ، ثم أردت أن أردد النظر فقلت له : تلبسون النعال الصرّارة وتمشون في الطرقات. قال : أحسنت ، أتجمش بالعلم؟ فأنشأ يقول :

تأمّل بعين الحقّ إن كنت ناظرا

إلى صفة فيها بدائع فاطر

ولا تعط حظّ النّفس منها لما بها

وكن ناظرا بالحقّ قدرة قادر

وأخبرنا أبو نعيم قال : سمعت عمر البناء البغداديّ ـ بمكة ـ يحكي. قال : لما كانت محنة غلام الخليل ، ونسب الصوفية إلى الزندقة ، أمر الخليفة بالقبض عليهم ، فأخذ في جملة من أخذ النوري في جماعة ، فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم! فتقدم النوري مبتدرا إلى السياف ليضرب عنقه ، فقال له السياف : ما دعاك إلى الابتدار إلى القتل من بين أصحابك؟ فقال : آثرت حياتهم على حياتي هذه اللحظة! فتوقف السياف عن قتله ، ورفع أمره إلى الخليفة فرد أمرهم إلى قاضي القضاة ، وكان يلي القضاء يومئذ إسماعيل بن إسحاق ، فتقدم إليه النوري فسأله عن مسائل في العبادات من الطهارة والصلاة ، فأجابه. ثم قال له : وبعد هذا لله عباد يسمعون بالله ، وينطقون بالله ، ويصدرون بالله ، ويردون بالله ، ويأكلون بالله ، ويلبسون بالله. فلما سمع إسماعيل كلامه بكى بكاء طويلا ثم دخل على الخليفة فقال : إن كان هؤلاء القوم زنادقة فليس في الأرض موحد ، فأمر بتخليتهم ، وسأله السلطان يومئذ من أين يأكلون؟ فقال : لسنا نعرف الأسباب التي يستجلب بها الرّزق ، نحن قوم مدبرون. وقال لي : من وصل إلى وده أنس بقربه ، ومن توصل بالوداد اصطفاه من بين العباد.

٣٤١

حدّثنا عبد العزيز بن علي ، حدّثنا علي بن عبد الله الهمذاني ، حدّثنا محمّد بن علي بن المأمون قال : حدّثتنا فاطمة ـ خادمة أبي حمزة محمّد بن إبراهيم والجنيد بن محمّد وأبي الحسين النوري ـ وكانت تلقب زيتونة ـ قالت : جئت ذات يوم إلى النوري وكان يوما باردا شديد البرد والريح ، فوجدته في المسجد وحده جالسا ، فقلت له : أجيئك بشيء تأكله؟ فقال : نعم هاتي. قلت : أيش تشتهي أجيئك به؟ فقال : خبز ولبن. فقلت : يوم مثل هذا بارد وأنت فقريب من المثلوج! أجيئك بغيره. فقال : هذا فضول منك ، هاتي ما أقوله لك. فجئته بخبز ولبن في قدح ووضعته بين يديه ، وجعلت بين يديه خفة فيها نار ، وهو يقلب النار بيده ويستدفئ ، ثم أخذ يأكل الخبز باللبن ، وكان إذا أخذ اللقمة يسيل اللبن على ذراعه ، فيغسل سواد الدخان من ذراعه ، فقلت في نفسي : يا رب؟ ما أوضر أولياءك! ترى ما فيهم واحد نظيف الثوب والبدن؟ فخرجت من عنده وجلست على دكان بالقرب من مسجد إبراهيم الخوّاص ، وإلى جانبه بالقرب منه مجلس صاحب الشرطة. فبينا أنا جالسة إذا بامرأة قد ضربت بيدها إليّ وقالت : رزمتي أخذتها الساعة من بين يدي ، وما أخذها غيرك. واجتمع علينا الناس ـ والمرأة تصيح ـ ما أخذ رزمتي غيرها ، واتصل الكلام إلى صاحب الشرطة ، فجاء أصحاب الشرطة وحملوني والمرأة معي متعلقة بي ، فوجه بنا صاحب الشرطة إلى الوالي ـ يعني الأمير ـ وبلغ ذلك النوري ، فخرج من المسجد وجاء على أثرنا ، فلحقنا ونحن بين يدي الوالي ، والمرأة تدعى عليّ رزمتها ، فدخل النوري وقال للوالي : لا تتعرض لهذه المرأة فإنها بريئة ، وعرّف الوالي بأبي الحسين النوري ، فصاح الوالي : ما حيلتي ومعها خصمها. فقال له النوري : قد عرفتك وأنت أعلم وخرج ، فبينما هم كذلك إذا بجارية سوداء قد أقبلت وقالت : يا امرأة خلى عنها ، فقد حملت أنا الرزمة إلى البيت ، قالت : ومن أين أخذتها؟ قالت : من بين يديك! فأخذ النوري بيدي وقال : قولي أنت ما أوضر أولياءك.

حدّثنا عبد الكريم بن هوازن القشيري النّيسابوريّ قال : سمعت أبا حاتم محمّد ابن أحمد بن يحيى السجستاني يقول : سمعت أبا نصر السّرّاج يقول : كان سبب وفاة أبي الحسين النوري أنه سمع هذا البيت :

لا زلت أنزل من ودادك منزلا

تتحيّر الألباب عند نزوله

٣٤٢

فتواجد النوري وهام في الصحراء فوقع في أجمة قصب قد قطعت وبقي أصوله مثل السيوف ، فكان يمشي عليها ويعيد البيت إلى الغداة ، والدم يسيل من رجليه ثم وقع مثل السكران ، فورمت قدماه ومات.

حدّثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني ـ بها ـ حدّثنا معمر بن أحمد بن محمّد بن زياد الأصبهاني ، أخبرني منصور بن محمّد قال : سمعت عبد الله ابن شنبذين يقول : سمعت أبا الحسن القناد يقول : مات أبو الحسين النوري في مسجد الشونيزي مقفعا يعني جالسا ـ وبقي أربعة أيام لم يعلم بموته أحد ، فلم يمكن مده على المغتسل ، فلما حملت جنازته نادى الشبلي خلفه : اضربوا على الأرض المنابر فقد رفع العلم من الأرض.

حدّثنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال : سمعت أبا بكر الرّازيّ يقول : سألت علي بن عبد الرّحيم عن موت النوري فقال : مات سنة خمسة وتسعين ومائتين.

٢٨٧٥ ـ أحمد بن محمّد القنطريّ (١) :

حدث عن محمّد بن عبيد بن حساب. روى عنه عبد العزيز بن جعفر الحنبليّ غلام الخلّال.

حدّثنا بشر بن عبد الله الفاتني ، حدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداذ الفقيه ، أخبرنا أحمد بن محمّد القنطريّ ، حدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب ، حدّثنا أبو عوانة ، عن أبي عثمان ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أعتق صفية وجعل عتقها صداقها.

٢٨٧٦ ـ أحمد بن محمّد ، أبو حنش السّقطيّ (٢) :

حدث عن أبي خيثمة زهير بن حرب. روى عنه أبو جعفر بن متيم.

حدّثنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن حماد بن متيم ، حدّثنا أحمد بن محمّد أبو حنش السّقطيّ سنة تسع وتسعين ومائتين ـ حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ، أخبرنا الحسين بن موسى ، حدّثنا ابن

__________________

(١) ٢٨٧٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٥٩ في المطبوعة.

(٢) ٢٨٧٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٠ في المطبوعة.

٣٤٣

لهيعة ، حدّثنا دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن في الجنة شجرة ، الورقة منها تغطي جزيرة العرب! أعلى الشجرة كسوة لأهل الجنة ، وأسفل الشجرة خيل بلق ، سروجها زمرد أخضر ، ولجمها در أبيض ، لا تروث ولا تبول ، لها أجنحة تطير بأولياء الله حيث يشاءون ، فيقول من دون تلك الشجرة : يا رب بم نال هؤلاء هذا؟ فيقول الله تعالى : كانوا يصومون وأنتم تفطرون ، وكانوا يصلون وأنتم تنامون ، وكانوا يتصدقون وأنتم تبخلون ، وكانوا يجاهدون وأنتم تقعدون ، من ترك الحج لحاجة من حوائج الناس لم تقض له تلك الحجة حتى ينظر إلى المخلفين قدموا ، ومن أنفق مالا فيما يرضى الله فظن أن لا يخلف عليه ، لم يمت حتى ينفق أضعافه فيما يسخط الله ، ومن ترك معونة أخيه المسلم فيما يؤجر عليه ، لم يمت حتى يبتلى بمعونة من يأثم فيه ولا يؤجر عليه (١)».

٢٨٧٧ ـ أحمد بن محمّد الصّيدلانيّ (٢) :

حدث عن إسحاق بن وهب الواسطي ، وعبد الله بن محمّد بن عيشون الحراني. روى عنه أبو القاسم الطبراني ، وعلي بن عمر السّكّريّ. وذكر عليّ أنه سمع منه في سنة ثلاث وثلاثمائة.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار ، حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيّوب ، أخبرنا أحمد بن محمّد الصّيدلانيّ البغداديّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عيشون الحراني ، حدّثنا محمّد بن سليمان بن أبي داود الحراني ، حدّثنا سلام بن أبي مطيع ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سعد بن هشام ، عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم (٣)».

قال سليمان : لم يروه عن قتادة إلّا ابن أبي مطيع ، تفرد به ابن سليمان.

قلت : هكذا رواه سليمان الطبراني ، وإنما هو عبد الله بن محمّد بن عيشون.

٢٨٧٨ ـ أحمد بن محمّد ، أبو الحسن بن السّكّريّ المقرئ الرّقي (٤) :

حدث ببغداد عن محمّد بن سهل بن حماد العسكري. روى عنه أبو حفص الكتاني.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٤٣٣٥. ومسند أحمد ٢ / ٤٠٤ ، ٤٣٨ ، ٤٥٥ ، ٤٦٢ ، ٤٦٩ ، ٤٨٢ ، ٣ / ١١٠ ، ١٣٥. وفتح الباري ٨ / ٦٢٧.

(٢) ٢٨٧٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦١ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة باب ٥٢.

(٤) ٢٨٧٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٢ في المطبوعة.

٣٤٤

أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن الطّيّب ، أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير المقرئ ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن السّكّريّ الرقي المقرئ ، حدّثنا محمّد ابن سهل بن حماد العسكريّ ، أخبرنا مؤمل بن إسماعيل ، حدّثنا سفيان ، عن منصور ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عبّاس ، عن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوتر بسبع وخمس ولا يفصل بينهن بتسليم ولا كلام.

٢٨٧٩ ـ أحمد بن محمّد ، أبو المنذر ، يعرف بالبوسنجي (١) :

ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن محمّد بن إسماعيل الحسّاني.

٢٨٨٠ ـ أحمد بن محمّد ، أبو جعفر ، يعرف بالمروزيّ (٢) :

حدث عن أبي إبراهيم أحمد بن سعد الزّهريّ ، ويحيى بن أبي طالب ، وصالح بن محمّد الرّازيّ ، وأحمد بن بشر المرثدي. روى عنه أبو الفضل الزّهريّ.

أخبرني عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله النجار ، حدّثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد ـ أبو جعفر المروزيّ ـ حدّثنا يحيى بن أبي طالب ـ.

وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد ابن يعقوب الأصم ، حدّثنا يحيى بن أبي طالب ، حدّثنا زيد بن الحباب ، حدّثنا حسين ـ وفي حديث الأصم عن الحسين بن وردان ـ عن أبي الزبير عن جابر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن الصلاة في السراويل.

قال أبو الفضل : قال أبو بكر النّيسابوريّ : فقه هذا الحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن الصلاة في السراويل وحده.

٢٨٨١ ـ أحمد بن محمّد ، أبو بكر الجيرنجيّ (٣) :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن عبد الله بن علي الكرماني. روى عنه أبو الحسين ابن البواب.

__________________

(١) ٢٨٧٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٣ في المطبوعة.

(٢) ٢٨٨٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٤ في المطبوعة.

(٣) ٢٨٨١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٥ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٣ / ٤١٠.

٣٤٥

أخبرنا القاضيان أبو بكر محمّد بن عمر الداودي وأبو القاسم علي بن المحسن التّنوخي قالا : أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، حدّثنا أحمد بن محمّد ـ زاد عليّ أبو بكر ـ ثم اتفقا الجيرنجي ـ قدم علينا حاجّا ـ حدّثنا عبد الله بن علي الكرماني ، حدّثنا أبو معاذ ، عن أبي حمزة ، عن المغيرة ، عن عامر أن رجلا سأل عبد الله بن عمرو قال : إني لست من أحاديثك التي تحدث في شيء ، حدّثني شيئا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فوجم لها هنية. ثم قال : ورب هذا البيت رب هذه الكعبة لا أحدثك إلّا بشيء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سمعته يقول : «المهاجر من هجر السوء ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (١)».

٢٨٨٢ ـ أحمد بن محمّد ، أبو الحسن الواسطي (٢) :

حدث ببغداد عن محمّد بن الجهم السّمريّ. روى عنه أبو الحسين بن جميع الصيداوي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عياض القاضي ـ بصور ـ وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد الورّاق ـ بصيدا ـ قالا : حدّثنا محمّد بن أحمد بن جميع الغساني ، أخبرنا أحمد بن محمّد ـ أبو الحسن الواسطي ببغداد ـ حدّثنا محمّد بن الجهم السّمريّ ، حدّثنا بشر بن محمّد السّكّريّ ، عن هارون الأعور ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه كان يقرأ ملك يوم الدين.

٢٨٨٣ ـ أحمد بن محمّد المروزيّ (٣) :

قدم بغداد وحدث بها عن أبي المرجّى محمّد بن حمدويه المروزيّ. روى عنه أبو بكر بن إسماعيل الورّاق.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق ، حدّثنا أحمد بن محمّد المروزيّ ، حدّثنا أبو المرجي محمّد بن حمدويه المروزيّ قال : سمعت أبا همام البغداديّ ـ واسمه السرى ـ قال : رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له : ما فعل بك الرب تعالى؟ قال : حيث وضعوني في قبري ، سألني منكر ونكير عن الإسلام فقلت

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٠٦ ، ٣ / ١٥٤. ومجمع الزوائد ١ / ٥٤. وصحيح ابن حبان ٢٦ (موارد) والترغيب والترهيب ٣ / ٣٥٤.

(٢) ٢٨٨٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٦ في المطبوعة.

(٣) ٢٨٨٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٧ في المطبوعة.

٣٤٦

لهما : أنا أعلم الناس الإسلام منذ خمسين سنة ، تسألاني عن الإسلام؟ أشهد أن الله ربي وربكما ورب كل شيء ، قال : فخرجا من عندي.

٢٨٨٤ ـ أحمد بن محمّد المؤدّب ، ويعرف بالسّرخسي (١) :

حدث عن أبي العبّاس البرتي القاضي حديثا منكرا. رواه عنه الحسن بن محمّد بن القاسم المخزومي.

حدّثناه أحمد بن محمّد العتيقيّ ، حدّثنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم المؤدّب ، حدّثنا أحمد بن محمّد السرخسي المؤدّب ـ من حفظه ـ حدّثنا أحمد بن عيسى البرتي القاضي ، حدّثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، حدّثني مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : سمعت أبي على المنبر وهو يقول : إن للناس وجوها فأكرموا وجوه الناس. رجاله كلهم معروفون بالثقة إلّا المؤدّب.

٢٨٨٥ ـ (٢) أحمد بن محمّد ، أبو الحسن العروضي (٣) :

ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزّار. وقال : مات في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.

٢٨٨٦ ـ (٤) أحمد بن محمّد ، أبو الطّيّب الضّرّاب (٥) نزيل سمرقند :

حدّثني الحسين بن محمّد المؤدّب ، عن أبي سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي قال : أحمد بن محمّد أبو الطّيّب الضّرّاب البغداديّ سكن سمرقند. ومات بها فيما أعلم بعد الخمسين وثلاثمائة. كان يروى عن أبي القاسم عبد الله بن محمّد المنيعي وغيره من حفظه ، لم أر له أصلا أعتمده ، إلّا أنه كان حافظا للقرآن مواظبا على قراءته.

* * *

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه موسى

٢٨٨٧ ـ أحمد بن موسى ، أبو عبّاد الأشقر (٦) :

حدث عن الحسن بن بشر بن سلم البجلي. روى عنه محمّد بن مخلد الدّوريّ.

__________________

(١) ٢٨٨٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٨ في المطبوعة.

(٢) ٢٨٨٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٦٩ في المطبوعة.

(٣) العروضي : هذه النسبة إلى «العروض» وهي التي بها أوزان الشعر (الأنساب ٨ / ٤٣٧)

(٤) ٢٨٨٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٠ في المطبوعة.

(٥) الضراب : هذه النسبة إلى «ضرب» الدنانير والدراهم (الأنساب ٨ / ١٥٠)

(٦) ٢٨٨٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧١ في المطبوعة.

٣٤٧

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطار ، حدّثنا أحمد بن موسى أبو عبّاد الأشقر ، حدّثنا حسن بن بشر ، حدّثنا قيس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتوضأ وهو جنب ثم ينام.

٢٨٨٨ ـ أحمد بن موسى بن عطاء بن بحر (١) :

حدث بمصر عن يحيى بن السّكن البصريّ. روى عنه أحمد بن يحيى بن زكير المصري.

أخبرنا عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله النجار ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكير ـ بمصر ـ حدّثنا أبو جعفر أحمد بن موسى ابن عطاء بن بحر ، حدّثنا يحيى بن السّكن ـ أبو محمّد ـ حدّثنا مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفضل صلاتكم في بيوتكم ، إلّا صلاة الجماعة(٢)».

حدّثنيه الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا علي بن عمرو الحريريّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن محمّد بن ماسن الهرويّ ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكير الأزديّ الحافظ بمصر ، حدّثنا أحمد بن موسى بن عطاء بن بحر البغداديّ بإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفضل صلاتكم في بيوتكم ، إلّا المكتوبة (٣)».

٢٨٨٩ ـ أحمد بن موسى بن يزيد بن موسى ، أبو جعفر البزّاز المقرئ ، المعروف بالشّطويّ (٤) :

كان ينزل سر من رأى ، وحدث عن محمّد بن سابق ، وزكريا بن عدي ، وعمر ابن حفص بن غياث ، وإسحاق بن كعب ، وأحمد بن يونس ، وهارون بن معروف ، وغيرهم. روى عنه محمّد بن مخلد ، ومحمّد بن جعفر المطيريّ وأبو بكر الأدمي القارئ ، ومحمّد بن أحمد المعروف بابن المحرم.

__________________

(١) ٢٨٨٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٢ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٤٥٠. وسنن النسائي ، كتاب قيام الليل ١. ومسند أحمد ٥ / ١٨٦.

(٣) انظر التخريج السابق.

(٤) ٢٨٨٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٣ في المطبوعة.

انظر : سؤالات الحاكم للدار قطني برقم ١٦.

٣٤٨

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ : كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.

وذكره الدار قطني فقال : ثقة.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد الأدمي القارئ ، حدّثنا أحمد بن موسى ، حدّثنا محمّد بن سابق ، حدّثنا مالك ابن مغول ، عن عبد الرّحمن بن الأسود ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كأني أنظر إلى وبيص الطيب (١) في مفرق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو محرم.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع : أن أحمد بن موسى الشّطويّ مات بسر من رأى لست خلون من ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين. قال : وكان صالحا مقبولا عند الحكام. ومن أهل القرآن والحديث.

٢٨٩٠ ـ أحمد بن أبي عمران ، أبو جعفر الفقيه (٢) :

أحد أصحاب الرأي. واسم أبي عمران موسى بن عيسى. نزل أبو جعفر مصر ، وحدث بها عن عاصم بن علي ، وسعيد بن سليمان الواسطيين ، وعلي بن الجعد ، ومحمّد بن الصّبّاح ، وبشر بن الوليد وإسحاق بن إسماعيل ، وغيرهم. وهو أستاذ أبي جعفر الطحاوي ، وكان ضريرا. روي عنه الطحاوي.

قال لي القاضي أبو عبد الله الصيمري : أبو جعفر أحمد بن أبي عمران أستاذ أبي جعفر الطحاوي ، وكان شيخ أصحابنا بمصر في وقته وأخذ العلم عن محمّد بن سماعة ، وبشر بن الوليد ، وأضرابهما.

حدّثنا الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : أحمد بن أبي عمران الفقيه يكنى أبا جعفر ، واسم أبي عمران موسى بن عيسى من أهل بغداد. وكان مكينا في العلم ، حسن الدراية بألوان من العلم كثيرة ، وكان ضرير البصر ، وحدث بحديث كثير من حفظه ، وكان ثقة ، وكان قدم إلى مصر مع أبي أيّوب صاحب خراج مصر ، فأقام بمصر إلى أن توفي بها في المحرم سنة ثمانين ومائتين.

__________________

(١) ١ في الصيمصاطية : «وميض الطيب».

(٢) ٢٨٩٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٤ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٣٨.

٣٤٩

٢٨٩١ ـ أحمد بن أبي عمران ، أبو العبّاس البغداديّ الخيّاط ، وهو أحمد بن موسى بن الحر المعدّل القنطريّ (١) :

سمع عفان بن مسلم ، وأبا نعيم ، وأبا الوليد الطّيالسيّ ، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ، وعبيد الله بن معاذ العنبري ، ومحمّد بن المنهال الضّرير ، ومحمّد بن معاوية النّيسابوريّ. روى عنه محمّد بن مخلد ، ومحمّد بن العبّاس بن نجيح ، وأحمد بن عثمان بن الأدمي ، وعبد الله بن إسحاق بن الخراسانيّ ، وأبو علي بن خزيمة ، وأبو بكر الشّافعي ، وغيرهم.

وقال الدار قطني : هو ثقة.

أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أحمد بن الفضل بن العبّاس بن خزيمة ، حدّثنا أحمد بن موسى بن أبي عمران الخياط المعدّل ، حدّثنا عبيد الله بن معاذ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الأشعث ، عن محمّد ، عن ابن عمر قال : كنا لا نرى بكراء الأرض البيضاء بأسا حتى أخبرنا رافع بن خديج : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن كراء الأرض.

أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ قال : قرأنا على الحسين بن هارون الضّبّيّ ، عن أبي العبّاس بن سعيد. قال : أحمد بن موسى بن أبي عمران بن الحر البغداديّ القنطريّ ، سألت عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال : ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وتوفي أبو العبّاس أحمد بن أبي عمران الخياط لأيام بقين من ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ، كان ينزل قنطرة البردان.

٢٨٩٢ ـ أحمد بن موسى ، أبو العبّاس الجوهريّ ، يعرف بأخي خزري (٢) :

حدث عن الحسين بن حريث المروزيّ ، وإبراهيم بن عبد الله بن بشّار الواسطي ، وسعيد بن عمرو السّكونيّ الحمصيّ ، والربيع بن سليمان المصري. روى عنه أحمد ابن كامل القاضي ، وأبو بكر بن سلم الختلي ، وأبو القاسم الطبراني ، والحسن بن محمّد السّكونيّ الكوفيّ ، وعيسى بن حامد الرخجي ، وكان ثقة.

__________________

(١) ٢٨٩١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٥ في المطبوعة.

انظر : سؤالات الحاكم للدار قطني ٩.

(٢) ٢٨٩٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٦ في المطبوعة.

٣٥٠

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزّهريّ ، أخبرنا عيسى بن حامد القاضي ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن موسى بن أخي خزري ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشّار الواسطي ، حدّثنا نعيم بن المورع بن توبة العنبري ، حدّثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الإسلام نظيف فتنظفوا ، فإنه لا يدخل الجنة إلّا نظيف (١)» قال نعيم : يعني النظيف في الدين من الذنوب.

وأخبرنا أبو طالب. قال : قال لنا عيسى بن حامد : مات أبو العبّاس أحمد بن موسى أخو خزري في شوال سنة أربع وثلاثمائة.

قلت : وذكر محمّد بن مخلد أنه توفي في شهر رمضان.

٢٨٩٣ ـ أحمد بن موسى بن العبّاس ، أبو حامد الخيوطيّ (٢) :

حدث عن عمر بن محمّد بن الحسن المعروف بابن التل ، والحسن بن عرفة ، وأبي إسماعيل الترمذي. روى عنه محمّد بن عبيد الله بن الشخير الصّيرفيّ ، وعلي بن عمر السّكّريّ ، إلّا أن السّكّريّ سمى أباه عيسى. وقد تقدم ذكرنا إياه.

أخبرنا عبيد الله بن عبد العزيز البرذعيّ والحسن بن علي الجوهريّ قالا : أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن الشخير ، حدّثنا أبو حامد أحمد بن موسى بن العبّاس الخيوطيّ ، حدّثنا عمر بن محمّد الأسديّ ، حدّثنا أبي محمّد بن الحسن ، حدّثنا أبو هلال عن محمّد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر (٣)».

٢٨٩٤ ـ أحمد بن موسى بن إسحاق بن موسى ، أبو عبد الله الأنصاريّ (٤) :

كوفي الأصل ، واسطي المولد ، بغدادي الدار ، حدث عن أبيه ، وعن أحمد بن محمّد بن الأصفر ، وسهل بن بحر ، وموسى بن سفيان الجنديسابوريين ، ويحيى بن يونس الشيرازي ، وأبي يوسف القلوسي. روى عنه أحمد بن كامل ، وابن لؤلؤ الورّاق ، ومحمّد بن عبيد الله بن الشخير ، وأبو حفص بن شاهين ، والمعافى بن زكريا ، وابن الثلاج ، وكان ثقة. وتقلد قضاء البصرة وبعض بلاد فارس.

__________________

(١) انظر الحديث في : الدرر المنتثرة ٦٠. والجامع الكبير ٥٣٧٧.

(٢) ٢٨٩٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٧ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٥ / ٢٣٧.

(٣) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٤) ٢٨٩٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٨ في المطبوعة.

٣٥١

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاريّ مات في رجب من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.

قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل قال : توفي أبو عبد الله أحمد ابن موسى بن إسحاق الأنصاريّ ببغداد في رجب سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. وكان مولده بواسط في سنة ثلاث وخمسين ومائتين ، وكان وقت وفاته يتقلد القضاء على بعض فارس ، وقد حدث ولم يغير شيبه.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الله الشاهد قال :توفي أحمد بن موسى بن إسحاق القاضي الأنصاريّ في شعبان سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، ومولده بواسط سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

٢٨٩٥ ـ أحمد بن موسى بن يوسف ، أبو العبّاس ، المعروف بالتّوزيّ (١).

ذكر ابن الثلاج أنه حدثه عن إبراهيم بن هانئ النّيسابوريّ.

٢٨٩٦ ـ أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد ، أبو بكر المقري (٢) :

كان شيخ القراء في وقته ، والمقدم منهم على أهل عصره ، وحدث عن عبد الله بن أيّوب المخرميّ ومحمّد بن عبد الله الزهيري ، وزيد بن إسماعيل الصائغ ، وسعدان بن نصر ، وأحمد بن منصور الرمادي ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعبّاس الترقفي وعبّاس الدّوريّ ، ومحمّد بن الجهم السّمريّ ، ومحمّد بن سعد العوفي ، وأبي يوسف القلوسي ، وأبي رفاعة العدوي ، وخلق كثير من طبقتهم وممن بعدهم. روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم ، وأحمد بن عيسى بن جنيّة ، وأبو بكر بن الجعابي ، وأبو القاسم ابن النخاس ، وأبو الحسين بن البواب ، وأبو بكر بن شاذان ، وطلحة بن محمّد بن جعفر ، وأبو الحسن الدارقطني ، وأبو حفص بن شاهين ، وعيسى بن علي ، وأبو حفص الكتاني ، في آخرين.

وكان ثقة مأمونا ، يسكن بالجانب الشرقي نحو مربعة الخرسي.

حدثت عن طلحة بن محمّد بن جعفر قال : ولد أبو بكر بن مجاهد في شهر ربيع

__________________

(١) ٢٨٩٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٧٩ في المطبوعة.

(٢) ٢٨٩٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٠ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٥٧. والبداية والنهاية ١١ / ١٨٥. وغاية النهاية ١ / ١٣٩. والأعلام ١ / ٢٦١.

٣٥٢

الآخر من سنة خمس وأربعين ومائتين ، كتب إليّ أبو طاهر محمّد بن محمّد بن الحسين المعدّل من الكوفة يذكر أن أبا الحسن محمّد بن أحمد بن سفيان الحافظ حدثهم قال : حدّثني بعض البغداديين عن أحمد بن يحيى النّحويّ قال : في سنة ست وثمانين ـ يعني ومائتين ـ ما بقي في عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب الله من أبي بكر بن مجاهد!

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، حدّثنا أبو الفضل الزّهريّ ، حدّثنا أبو الفتح محمّد بن عمر الرفاء قال : سمعت أبا بكر المحبري بالنهروان قال : صليت خلف أبي بكر بن مجاهد صلاة الغداة فاستفتح بقراءة الحمد ثم سكت ، ثم استفتح ثانية ثم سكت ، ثم ابتدأ بالقراءة. فقلت : أيها الشيخ رأيت اليوم منك عجبا! فقال لي : شهدت المكان؟ فقلت : نعم. فقال أشهدتك الله إن حدثت به عني إلى أن أواري تحت أطباق الثرى. فقال لي : يا بني ما هو إلّا أن كبرت تكبيرة الإحرام حتى كأني بالحجب قد انكشفت ما بيني وبين رب العزة تعالى ، سرّا بسر ، ثم استفتحت بقراءة الحمد فاستجمع كل حمد لله في كتابه ما بين عيني ، فلم أدر بأي الحمد أبتدئ.

أخبرنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فضالة النّيسابوريّ الحافظ ـ بالري ـ قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشّيبانيّ يقول : تقدمت إلى أبي بكر بن مجاهد لأقرأ عليه ، فتقدم إليه رجل وافر اللحية ، كبير الهامة ، فابتدأ ليقرأ فقال : ترفق يا خليلي.

سمعت محمّد بن الجهم السّمريّ يقول : سمعت الفراء يقول : أدب النفس ، ثم أدب الدرس.

حدّثني الأزهري قال : سمعت عيسى بن علي بن عيسى الوزير يقول : أنشدني أبو بكر بن مجاهد ـ وقد جئته عائدا وأطال عنده قوم كانوا قد حضروا للعيادة ـ فقال لي : يا أبا القاسم عيادة ثم ما ذا؟ فصرف من حضر وهممت بالانصراف معهم ، فأمرني بالرجوع إليه ثم أنشدني عن محمّد بن الجهم :

لا تضجرنّ مريضا جئت عائده

إنّ العيادة يوم إثر يومين

بل سله عن حاله وادع الإله له

واقعد بقدر فواق بين حلبين

من زار غبّا أخا دامت مودّته

وكان ذاك صلاحا للخليلين

٣٥٣

حدّثني علي بن أبي علي البصريّ ، حدّثني أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن إبراهيم القاضي ، حدّثني أبو بكر بن الجعابي. قال : كنت يوما عند أبي بكر ابن مجاهد في مسجده ، فأتاه بعض غلمانه فقال له : يا أستاذ. إن رأيت أن تجملني بحضورك غدا دارنا! فقال له أبو بكر : ومن معنا؟ فقال له : أصحابنا المسجدية ، ومن يرى الشيخ ، فقال أبو بكر : ينبغي أن تدعو أبا بكر ـ يعنيني ـ فأقبل الفتى عليّ يسألني ، فقلت له : هو ذا تطفل بي ، لو أرادني الرجل لأفردني بالسؤال ، فقال : دع هذا يا بغيض. فقلت له : السمع والطاعة. فقال لي الرجل : إن الأستاذ قد آثرك فمن تؤثر أنت أن أدعو لك؟ فقلت له : الحسين بن غريب. قال : السمع والطاعة ، ونهض الفتى ، فلما كان من الغد وافى إلى مسجد أبي بكر ، فسألنا النهوض معه إلى منزله ، فقال أبو بكر لأصحابه : قوموا وامضوا متقطعين وخالفوا الطرق ، ففعلوا ، ثم أقبل على الفتى فقال له : اسبقنا ، فإني أنا وأبو بكر نجيئك. فقلت أنا له : أيش عملت في إحضار ابن غريب؟ فقال لي : قد أخذت الوعد عليه من أمس وأنا أنفذ إليه رسولا ثانيا. ومضى وجلس أبو بكر ففرغ من شغيلات له ، ثم إنا نهضنا جميعا وعبرنا الجانب الغربي وصعدنا درب النخلة وكانت دار الفتى فيه ، فوجدناه مترقبا لنا. فدخلنا فدعا بماء فغسلنا أيدينا ، ثم أتى بجونة فوضعها بين أيدينا ، فقلت في نفسي : ما أدري مروءة هذا الفتى؟ أيش في الجونة مما يعمنا! ففتحها فإذا فيها بزماورد ، وأوساط ولفات ، وسنبوسج ، فأكلنا أكلا عظيما مفرطا ، والجونة على حالها وما فيها من هذا الطعام على غاية الكثرة والوفور ، وشلنا أيدينا فاستدعى الحلوى ، فأتى بفالوذج غرف حار بماء ورد على مائدة كبيرة ، فاستكثرنا منه ، فعجبت من ظرف طعامه ، ونظافته وطيبه ، وحسنه وتمام مروءته ، من غير إجحاف ولا إسراف ، وغسلنا أيدينا فقلت له : أين ابن غريب؟ فقال لي عند بعض الرؤساء وقد حال بيننا وبينه ، فشق عليّ وتبين أبو بكر بن مجاهد ذلك مني ، فقال لي : هاهنا من ينوب عن ابن غريب. فتحدّثنا ساعة. فقلت له : لا أرى للنائب عن ابن غريب خبرا ولا أثرا ، فدافعني فصبرت ساعة ، ثم كررت الخطاب عليه وألححت ، ولست أعلم من هو النائب بالحقيقة عن ابن غريب. فقال للفتى : هات قضيبا ، فأتاه به ، فأخذه أبو بكر ووقع واندفع يغني ، فغناني نيفا وأربعين صوتا في غاية الحسن والطيبة والإطراب ، فأشجاني وحيرني فقلت له : يا أستاذ متى تعلمت هذا وكيف تعلمته! فقال : يا بارد تعلمته لبغيض مثلك لا يحضر الدعوة إلّا بمغن ، ومضى لنا يوم طيب معه.

٣٥٤

حدّثني أبو الفضل محمّد بن عبد العزيز المهدي الخطيب قال : سمعت الحسين بن محمّد بن خلف المقرئ ـ جارنا ـ يقول : سمعت أبا الفضل الزّهريّ يقول : انتبه أبي في الليلة التي مات فيها أبو بكر بن مجاهد المقرئ فقال : يا بني ترى من مات الليلة؟فإني قد رأيت في منامي كأن قائلا يقول : قد مات الليلة مقوّم وحي الله منذ خمسين سنة ، فلما أصبحنا إذا ابن مجاهد قد مات.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال : توفي أبو بكر ابن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء ودفن في يوم الخميس لعشر بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

حدّثني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : مات أبو بكر بن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء وقت العصر ، وأخرج يوم الخميس ضحوة. وصلّى عليه الحسن بن عبد العزيز الهاشمي الإمام عند باب البستان في الجانب الشرقي ، ودفن في مقبرة له بباب البستان ، وذلك لتسع بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

أخبرني محمّد بن جعفر بن علان الشروطي ، أخبرنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري ـ قراءة عليه ـ قال : رأيت أبا بكر بن مجاهد في النوم كأنه يقرأ فكأني أقول له : يا سيدي أنت ميت وتقرأ؟ فكأنه يقول لي : كنت أدعو في دبر كل صلاة وعند ختم القرآن أن يجعلني ممن يقرأ في قبره ، فأنا ممن يقرأ في قبره.

٢٨٩٧ ـ أحمد بن موسى بن يونس بن حرب بن شبيب بن زيد بن إبراهيم ، التميمي ، أبو زرعة المكّي (١) :

قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن أبي روح ، والحسن بن أبي سعيد الشّيبانيّ. روى عنه أبو الطّيّب محمّد بن جعفر بن عيسى بن الكدوش الورّاق ، وعبد الله بن محمّد بن السقاء الواسطي ، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني.

حدّثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان ، حدّثنا أبو زرعة أحمد بن موسى المكي ـ ببغداد ـ حدّثنا أحمد بن أبي روح ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن جميل قال : حدّثني عمي سهل بن جميل بن مهران ، عن أبي مقاتل السّمرقنديّ ، عن كثير بن زياد ، عن الحسن قال : لما مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجدوا في ثيابه نافجة مسك يطيب بها ثيابه.

__________________

(١) ٢٨٩٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨١ في المطبوعة.

٣٥٥

٢٨٩٨ ـ أحمد بن موسى بن عمران ، أبو بكر القوّاس (١) :

حدث عن يحيى بن أبي طالب ، ومحمّد بن أحمد بن فضالة المروزيّ. روى عنه أبو حفص الكتاني المقرئ ، وأبو القاسم بن الثلاج.

٢٨٩٩ ـ أحمد بن موسى بن عبد الله بن إسحاق ، أبو بكر الزّاهد ، المعروف بالرّوشنائي (٢) :

من أهل مصراثا ـ وهي قرية تحت كلوذان ـ. سمع أبا بكر بن مالك القطيعيّ ، وأبا محمّد بن ماسي ، ومحمّد بن أحمد المفيد. كتبت عنه في قريته ـ ونعم العبد كان فضلا وديانة ، وصلاحا ، وعبادة ، وكان له بيت إلى جنب مسجده يدخله ويغلقه على نفسه ، ويشتغل فيه بالعبادة ولا يخرج منه إلّا لصلاة الجماعة ، وكان شيخنا أبو الحسين بن بشران يزوره في الأحيان ، ويقيم عنده العدد من الأيام متبركا برؤيته ، ومستروحا إلى مشاهدته.

أخبرنا أبو بكر الروشنائي ـ في شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعمائة ـ أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب بن ماسي البزّاز ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الكبشيّ ، حدّثنا الأنصاريّ ، حدّثنا سليمان ـ يعني التميمي ـ أن أبا عثمان النهدي حدثهم ، عن أسامة بن زيد : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين ، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء» (٣).

مات الروشنائي بمصراثا ليلة السبت التاسع والعشرين من رجب سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، وخرج الناس من بغداد حتى حضروا الصلاة عليه ، وكان الجمع كثيرا جدّا ، ودفن في قريته.

* * *

__________________

(١) ٢٨٩٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٢ في المطبوعة.

(٢) ٢٨٩٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٣ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٤٣.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ٣٩ ، ٨ / ١٤١. وصحيح مسلم ، كتاب الذكر والدعاء باب ٢٦. وفتح الباري ١١ / ٤١٥.

٣٥٦

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه منصور

٢٩٠٠ ـ أحمد بن منصور بن سلمة ، أبو جعفر الخزّاعي (١) :

حدث عن أبيه. روى عنه محمّد بن مخلد. وروى عنه غيره فسماه محمّدا ، وقد ذكرناه في جملة المحمّدين.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطار ، حدّثنا أحمد بن منصور بن سلمة ، حدّثنا أبي ، عن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قتال المؤمن كفر ، وسبابه فسوق (٢)».

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ إجازة ـ حدّثنا محمّد بن العبّاس بن أحمد بن الفرات ، أخبرنا محمّد بن مخلد قال : سنة سبع وخمسين ـ يعني ومائتين ـ فيها قتل أحمد بن منصور بن سلمة الخزاعي ، أبو جعفر في غرة ذي القعدة بصر صر ، أخبرت بذلك.

٢٩٠١ ـ أحمد بن منصور بن راشد ، أبو صالح الحنظليّ المروزيّ ، ويلقب زاج(٣) :

ورد بغداد حاجّا في سنة أربع وخمسين ومائتين ، وحدث بها عن النّضر بن شميل ، والحسين بن علي الجعفيّ ، ويعلى ومحمّد ابني عبيد ، وعمر بن يونس اليمامي ، وأبي عامر العقدي ، وروح بن عبادة ، وسلمة بن سليمان ، وعلي بن الحسن بن شقيق المروزيّين ، وغيرهم. روى عنه مسلم بن الحجّاج النّيسابوريّ ، وقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو القاسم البغويّ ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني ، والحسين المحاملي ، ومحمّد بن مخلد.

وقال ابن أبي حاتم : سئل أبي عنه فقال : صدوق.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازيّ ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن منصور ـ زاج ـ حدّثنا علي بن الحسن ، أخبرنا أبو حمزة ، عن عاصم بن

__________________

(١) ٢٩٠٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٤ في المطبوعة.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٣) ٢٩٠١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٥ في المطبوعة.

٣٥٧

كليب قال : حدّثنا أبو الجويرية. قال : أصبت جرة في إمارة معاوية فيها دنانير بأرض الروم ، وعلينا رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له معن بن يزيد ، قال : فأتيناه بها فقسمها بين المسلمين ، وأعطاني مثل ما أعطى رجلا ثم قال : لو لا أني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ، ورأيته يفعله ، يقول : «لا نفل إلا بعد الخمس» لأعطيتك. ثم أخذ يعرض عليّ من نصيبه ، قال : فأبيت فقلت : ما أنا بأحق به منك.

أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا أحمد بن منصور بن راشد ، حدّثنا النّضر ، حدّثنا صالح ، عن ابن شهاب ، عن نبهان ، عن أم سلمة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يباشرها وهي طامث ، وعليها إزار إلى الركبتين.

أخبرني الحسين بن علي أبو الفرج الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : سمعت أحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني يقول : مات أحمد بن منصور ـ زاج ـ سنة ثمان وخمسين ومائتين.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرني سعيد ابن محمّد الصّوفيّ ، عن أبي أحمد محمّد بن أحمد الحنفي ، عن شيوخه قال : مات أبو صالح أحمد بن منصور ـ زاج ـ في شهر ذي الحجة اليوم الثالث من وفاة أبي داود سليمان بن معبد السنجي ، وهو يوم الخميس العاشر من ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين.

٢٩٠٢ ـ أحمد بن منصور بن سيار بن معارك ، أبو بكر الرّماديّ (١) :

سمع عبد الرّزّاق بن همام ، وأبا النّضر هاشم بن القاسم ، وزيد بن الحباب ، ويزيد ابن أبي حكيم وأبا داود الطّيالسيّ ، ويزيد بن هارون ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني ، وأسود بن عامر ، ومعاذ بن فضالة ، وعلي بن الجعد ، وأبا سلمة التبوذكي ، وأبا حذيفة النهدي ، وعمرو بن القاسم بن حكام ، والقعنبي ، ونعيم بن حماد المروزيّ ، وسعيد بن أبي مريم ، ويحيى بن بكير ، وحرملة بن يحيى المصريين ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي ، وأبا عاصم النبيل ، وعفان بن مسلم ، وعبيد الله بن موسى ، ويحيى بن الحمّانيّ ، وأحمد بن حنبل ، وهناد بن

__________________

(١) ٢٩٠٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٦ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ١١٣ (١ / ٤٩٢). والجرح والتعديل ١ / ١ / ٧٨. وتذهيب التهذيب ورقة ٢٧.

٣٥٨

السرى ، وهارون بن معروف ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وهشام بن عمّار ودحيما ، وغيرهم من أهل العراق ، والحجاز ، واليمن ، والشام ، ومصر.

وكان قد رحل وأكثر السماع والكتابة ، وصنف المسند ، وروى عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي ، وقاسم المطرز ، وأبو القاسم البغويّ ، ويحيى بن صاعد ، والقاضي المحاملي ، ومحمّد بن مخلد ، والحسين بن يحيى بن عياش ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار.

وقال ابن أبي حاتم : كتبنا عنه مع أبي ، وكان أبي يوثقه.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصّلت الأهوازيّ ، حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدّثنا أحمد بن منصور ، حدّثنا عبد الرّزّاق ، أخبرنا معمر ، عن الزّهريّ ، عن سالم ، عن ابن عمر قال : حدثتني حفصة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلي ركعتي الفجر بعد ما يطلع الفجر ، ـ أو قالت : ـ حين يصبح الفجر.

أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطّان ، حدّثنا أحمد بن منصور بن سيار ، حدّثنا زيد بن الحباب ، حدّثني ابن لهيعة ، حدّثني بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن بشر بن سعيد ، عن زيد بن خالد الجهني قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من جاءه من أخيه معروف من غير مسألة ولا إشراف فليقبله ، فإنما هو رزق ساقه الله إليه (١)».

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا أحمد ابن منصور الرمادي ـ سنة خمس وستين ومائتين وفيها مات ـ حدّثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرّحمن ابن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أتاه الفيء قسمه من يومه فيعطي الآهل حظين ويعطي العزب حظّا.

حدّثني محمّد بن علي الصوري ، أخبرني أبو محمّد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزديّ ـ الحافظ ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله ، حدّثني إبراهيم بن جابر قال : سمعت عبّاسا الدّوريّ يقول ـ وذكر عنده أحمد بن منصور الرمادي ـ

__________________

(١) انظر الحديث في : طبقات ابن سعد ٤ / ٢ / ٧٠. وكشف الخفا ٢ / ٢٢٨. والتمهيد ٥ / ٩٣. والأحاديث الصحيحة ١٠٠٥.

٣٥٩

فقال : وما لنا نحن والرمادي؟ لقد أردت الخروج إلى البصرة أنا ورجل ذكره عبّاس ، فقال الرجل : ترافقني. فقلت : بيني وبينك الرمادي ، فقلنا له فقال : ليس هو من بابتك ، أنت تكتب مالا يكتب ، وهو يكتب مالا تكتب ، فنحن نتحاكم إليه في ذلك الوقت.

وقال ابن جابر : حدّثني أبو يعلى الورّاق عن عبّاس الدّوريّ. قال : أنا أسكت من أمر الرمادي عن شيء أخاف أن لا يسعني ، كنت ربما سمعت يحيى بن معين يقول : قال أبو بكر الرمادي.

وقال ابن جابر : حدّثني بعض أصحابنا عن إبراهيم الأصبهاني قال : لو أن رجلين قال أحدهما : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وقال الآخر : حدّثنا أبو بكر الرمادي ، كانا سواء.

قال ابن جابر : وحدّثنا بعض أصحابنا عن أخي خطاب قال : هو أثبت منه ـ يعني الرمادي أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة ـ.

حدّثني الصوري ، أخبرني عبد الغني بن سعيد ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد الله ، حدّثني أبو العبّاس محمّد بن رجاء البصريّ قال : قلت لأبي داود السجستاني : لم أرك تحدث عن الرمادي؟ قال : رأيته يصحب الواقفة ، فلم أحدث عنه.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن أبي الحسن الدار قطني قال : أحمد بن منصور الرمادي ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع : أن أحمد بن منصور بن سيار الرمادي مات يوم الخميس لأربع بقين من ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين ، وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة ، كان ميلاده في سنة اثنتين وثمانين ومائة ، وصلّى عليه إبراهيم بن أرمة الأصبهاني.

٢٩٠٣ ـ (١) أحمد بن منصور بن حبيب ، أبو بكر الخصيب (٢) :

مروزي الأصل حدث عن عفان بن مسلم ، وعمرو بن عبيد المكتب. روى عنه الحسن بن محمّد بن شعبة الأنصاريّ ، وإسماعيل الخطبي.

__________________

(١) ٢٩٠٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٧ في المطبوعة.

(٢) في الصميصاطية : «الخضيب» في الموضعين.

٣٦٠