تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٦

خمسين ومائتي ألف حديث ، وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع ستمائة ألف حديث.

حدّثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن مخلد الورّاق ـ بحضرة أبي بكر البرقانيّ ـ قال : سمعت عبد الله الفارسي ـ وعرفه البرقانيّ ـ يقول : أقمت مع إخوتي بالكوفة عدة سنين نكتب عن ابن عقدة ، فلما أردنا الانصراف ودعناه ، فقال ابن عقدة : قد اكتفيتم بما سمعتم مني؟ أقل شيخ سمعت منه عندي عنه مائة ألف حديث. قال فقلت : أيها الشيخ نحن إخوة أربعة ، قد كتب كل واحد منا عنك مائة ألف حديث!

حدّثني الصوري قال : قال لي عبد الغني بن سعيد : سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : كان أبو العبّاس بن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده.

قال الصوري : وقال لي أبو سعد الماليني : أراد أبو العبّاس بن عقدة أن ينتقل من الموضع الذي كان فيه إلى موضع آخر ، فاستأجر من يحمل كتبه ، وشارط الحمالين أن يدفع لكل واحد منهم دانقا لكل كرة ، فوزن لهم أجورهم مائة درهم ، وكانت كتبه ستمائة حمل!.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمداني ، حدّثنا صالح بن أحمد بن محمّد الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله الزعفراني يقول : روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثا أخطأ في إسناده ، فأنكر عليه ابن عقدة الحافظ ، فخرج عليه أصحاب ابن صاعد وارتفعوا إلى الوزير عليّ بن عيسى ، وحبس بن عقدة ، فقال الوزير : من يسأل ويرجع إليه؟ فقالوا : ابن أبي حاتم. قال : فكتب إليه الوزير يسأله عن ذلك ، فنظر وتأمل. فإذا الحديث على ما قال ابن عقدة ، فكتب إليه بذلك ، فأطلق ابن عقدة وارتفع شأنه.

حدّثني حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق. قال : سمعت جماعة يذكرون أن يحيى ابن صاعد كان يملى حديثه من حفظه من غير نسخة ، فأملى يوما في مجلسه حديثا عن أبي كريب ، عن حفص بن غياث ، عن عبيد الله بن عمر ، فعرض على أبي العبّاس بن عقدة. فقال : ليس هذا الحديث عند أبي محمّد ، عن أبي كريب ، وإنما سمعه من أبي سعيد الأشج ، فاتصل هذا القول بابن صاعد ، فنظر في أصله فوجده كما قال ، فلما اجتمع الناس قال لهم : إنا كنا حدّثناكم عن أبي كريب ، عن حفص ، عن عبيد الله بحديث كذا ووهمنا فيه ، إنما حدّثناه أبو سعيد الأشج عن حفص بن غياث ، وقد

٢٢١

رجعنا عن الرواية الأولة. قلت لحمزة : ابن عقدة الذي نبه يحيى على هذا؟ فتوقف ثم قال : ابن عقدة أو غيره.

حدّثني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال : حدّثني أبو إسحاق الطّبريّ قال : سمعت ابن الجعابي يقول : دخل ابن عقدة بغداد ثلاث دفعات ، فسمع في الدفعة الأولى من إسماعيل القاضي ونحوه ، ودخل الثانية في حياة ابن منيع ، وطلب مني شيئا من حديث يحيى بن صاعد لينظر فيه ، فجئت إلى ابن صاعد وسألته أن يدفع إلي شيئا من حديثه لأحمله إلى ابن عقدة ، فدفع إلي مسند علي بن أبي طالب ، فتعجبت من ذلك وقلت في نفسي : كيف دفع إلى هذا وابن عقدة أعرف الناس به! مع اتساعه في حديث الكوفيين ، وحملته إلى ابن عقدة فنظر فيه ثم رده عليّ. فقلت : أيها الشيخ هل فيه شيء يستغرب؟ فقال : نعم فيه حديث خطأ ، فقلت : أخبرني به. فقال : والله لا أعرفنك ذلك حتى أجاوز قنطرة الياسرية ، وكان يخاف من أصحاب ابن صاعد ، فطالت عليّ الأيام انتظارا لوعده ، فلما خرج إلى الكوفة سرت معه ، فلما أردت مفارقته قلت : وعدك؟ قال : نعم ، الحديث عن أبي سعيد الأشج ، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، ومتى سمع منه؟ وإنما ولد أبو سعيد في الليلة التي مات فيها يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، فودعته وجئت إلى ابن صاعد فقلت له : ولد أبو سعيد الأشج في الليلة التي مات فيها يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، فقال : كذا يقولون ، فقلت له : في كتابك حديث عن الأشج عنه فما حاله؟ فقال لي : عرفك ذلك ابن عقدة؟ فقلت : نعم. فقال : لأجعلن على كل شجرة من لحمه قطعة. ثم رجع يحيى إلى الأصول فوجد الحديث عنده عن شيخ غير أبي سعيد عن ابن أبي زائدة ، وقد أخطأ في نقله فجعله على الصواب أو كما قال.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله أبو عبد الله النّيسابوريّ قال : قلت لأبي علي الحافظ : إن بعض الناس يقولون في أبي العبّاس. قال : في ما ذا؟ قلت : في تفرده بهذه المقحمات عن هؤلاء المجهولين. فقال : لا تشتغل بمثل هذا ، أبو العبّاس إمام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم.

حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن نعيم البصريّ ـ لفظا ـ قال : سمعت محمّد بن عدي بن زحر يقول : سمعت محمّد بن الفتح القلانسي يقول : سمعت عبد الله بن

٢٢٢

أحمد بن حنبل يقول : منذ نشأ هذا الغلام أفسد حديث الكوفة ـ يعني أبا العبّاس بن عقدة.

أخبرني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي. أخبرنا أبو سعد أحمد بن يحيى الماليني ، أخبرنا أبو أحمد بن عبد الله بن عدي الحافظ قال : سمعت عبدان الأهوازيّ يقول : ابن عقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر حديثه معهم ـ يعني لما كان يظهر من الكثرة والنسخ ـ وتكلم فيه مطين بآخرة لما حبس كتبه عنه.

حدّثني محمّد بن علي الصوري قال : قال لي أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي قال لنا أبو الحسن علي بن محمّد التّمّار : قال لنا أبو العبّاس بن سعيد : كان قد أتى كتاب فيه نحو خمسمائة حديث عن حبيب بن أبي ثابت الأسديّ لا أعرف له طريقا. قال أبو الحسن : فلما كان يوم من الأيام قال لبعض وراقيه : قم بنا إلى بجيلة موضع المغنيات ، فقلت : أيش نعمل؟ فقال : بلى تعال فإنها فائدة لك ، قال : فامتنعت عليه ، فغلبني على المجيء ، قال : فجئنا جميعا إلى الموضع فقال لي : سل عن قصيعة المخنث. قال : فقلت : الله الله يا سيدي أبا العبّاس ذا فضيحة لا تفضحنا ، قال : فحملني الغيظ فدخلت فسألت عن قصيعة فخرج إلي رجل في عنقه طبل مخضب بالحناء ، فجئت به إليه فقلت : هذا قصيعة فقال : يا هذا امض فاطرح ما عليك والبس قميصك وعاود ، فمضى ولبس قميصه ، وعاد فقال له : ما اسمك؟ قال قصيعة : قال دع هذا عنك هذا شيء لقبك به هؤلاء ، ما اسمك على الحقيقة؟ قال : محمّد قال : صدقت ، ابن محمّد؟ قال : ابن علي. قال : صدقت ابن من؟ قال : ابن حمزة. قال : صدقت ، ابن من؟ قال : لا أدري والله يا أستاذي. قال : أنت محمّد بن علي بن حمزة بن فلان بن فلان بن حبيب بن أبي ثابت الأسديّ قال : فأخرج من كمه الجزء فدفعه إليه فقال له :أمسك هذا فأخذه ، ثم قال : ادفعه إلي ثم قال لي : قم انصرف ، ثم جعل أبو العبّاس يقول : دفع إلى فلان ابن فلان بن فلان بن حبيب بن أبي ثابت كتاب جده فكان فيه كذا وكذا.

قلت : وسمعت من يذكر أن الحفاظ كانوا إذا أخذوا في المذاكرة شرطوا أن يعدلوا عن حديث أبي العبّاس بن عقدة لاتساعه وكونه مما لا ينضبط.

٢٢٣

فحدّثني الصوري قال : سمعت عبد الغني بن سعيد يقول : لما قدم أبو الحسن الدار قطني مصر أدرك حمزة بن محمّد الكتاني الحافظ في آخر عمره ، فاجتمع معه وأخذا يتذاكران فلم يزالا كذلك ، حتى ذكر حمزة بن أبي العبّاس بن عقدة حديثا ، فقال له أبو الحسن : أنت هاهنا؟ ثم فتح ديوان أبي العبّاس ولم يزل يذكر من حديثه ما أبهر حمزة وحيره ، أو كما قال.

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ إجازة ـ وحدّثنيه أحمد بن سليمان المقرئ عنه. أخبرنا عبد الله بن عدي قال : سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول : ابن عقدة لا يتدين بالحديث ، لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب ، يسوي لهم نسخة ويأمرهم أن يرووها ، كيف يتدين بالحديث ، ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم؟ وقد بينا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة.

قال ابن عدي : وسمعت محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي يحكي فيه شبيها بذلك وقال : كتب إلينا أنه قد خرج شيخ بالكوفة عنده نسخ الكوفيين ، فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه ، واستقصينا عليه ، فقال لنا : ليس عندي أصل ، إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ فقال : اروه يكن لك فيه ذكر ، ويرحل إليك أهل بغداد فيسمعوه منك. أو كما قال.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت أبا الحسن محمّد بن أحمد بن سفيان الحافظ بالكوفة عن ابن عقدة فقال.

وأخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن الحسين المعدّل الكوفيّ ـ في كتابه إلينا ـ حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن سفيان ـ واللفظ لحديث حمزة ـ قال : دخلت إلى دهليز ابن عقدة وفيه رجل كان مقيما عندنا يقال له أبو بكر البستي وهو يكتب من أصل عتيق : حدّثنا محمّد بن القاسم السوداني ، حدّثنا أبو كريب. فقلت له : أرني ، فقال : قد أخذ علي بن سعيد أن لا يراه معي أحد ، فرفقت به حتى أخذته منه ، فإذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جابر وفيه سماعي ، وخرج ابن سعيد وهو في يدي ، فحرد على البستي وخاصمه. ثم التفت إليّ فقال : هذا عارضنا به الأصل ، فأمسكت عنه. قال ابن سفيان : وهو ذا الكتاب عندي. قال حمزة : سمعت ابن سفيان يقول : كان أمره أبين من هذا.

٢٢٤

حدّثني أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمّد القصري قال : سمعت أبا الحسن محمّد بن أحمد بن سفيان الحافظ يقول : وجه إلي أبي العبّاس بن عقدة من خراسان بمال وأمر أن يعطيه إلى بعض الضعفاء ، وكان على باب جاره صخرة عظيمة ، فقال لابنه : ارفع هذه الصخرة ، فلم يستطع رفعها لعظمها وثقلها ، فقال له : أراك ضعيفا فخذ هذا المال ، ودفعه إليه!.

حدّثنا أبو طاهر حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق قال : سئل أبو الحسن الدار قطني ـ وأنا أسمع ـ عن أبي العبّاس بن عقدة فقال : كان رجل سوء.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال : سألت أبا الحسن الدار قطني عن أبي العبّاس بن عقدة فقلت : أيش أكبر ما في نفسك عليه؟ فوقف ثم قال : الإكثار من المناكير.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سمعت أبا عمر بن حيويه يقول : كان أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة في جامع براثي يملى مثالب أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أو قال الشيخين أبا بكر وعمر. فتركت حديثه لا أحدث عنه بشيء ، وما سمعت عنه بعد ذلك شيئا. كتب إلينا محمّد بن محمّد بن الحسين المعدّل ـ من الكوفة ـ يذكر أن أبا الحسن بن سفيان الحافظ حدثهم. قال : سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة فيها مات أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن إبراهيم ، وكان قال لنا قديما وكتب لي إجازة كتب فيها يقول : أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني مولى سعيد بن قيس. ثم ترك ذاك أواخر أيامه ، وكتب أحمد بن محمّد بن سعيد مولى عبد الوهاب بن موسى الهاشمي ، ثم ترك ذاك وكتب الحافظ.

مات لسبع خلون من ذي القعدة ، وسمعته يقول : ولدت في سنة تسع وأربعين ومائتين. ذكر لي عبد العزيز بن علي أن مولده كان ليلة النصف من المحرم من هذه السنة.

٢٦٨١ ـ أحمد بن محمّد بن سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور ، أبو سعيد النّيسابوريّ ، المعروف بابن أبي عثمان الغازي (١) :

وجده سعيد هو المكنى أبو عثمان وكان واعظ أهل نيسابور وشيخ الصوفية.

__________________

(١) ٢٦٨١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٦٦ في المطبوعة.

٢٢٥

فأما أبو سعيد فكان من عباد الله الصالحين. وقدم بغداد حاجّا دفعات عدة ، آخرها في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وحدث بها عن الحسن بن سفيان النّسوي ، ومحمّد بن إسحاق بن خزيمة النّيسابوريّ ، وأبي العبّاس الأزهري ، ومحمّد بن عبد الرّحمن الدغولي ، وأحمد بن محمّد بن عمر البسطامي. روى عنه أبو بكر بن شاذان ، والدار قطني ، وابن شاهين ، وحدّثنا عنه أبو علي بن شاذان ، وعبد الرّحمن بن عبيد الله الحربيّ.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن أبي عثمان الغازي النّيسابوريّ ـ قدم علينا ـ حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، حدّثنا عبد الجبّار بن العلاء ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن يعقوب بن عطاء ، عن عمرو ابن شعيب ، عن أبيه ، عن جده : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من عهر بأمة قوم ، أو بامرأة حرة ، فالولد زنا ، يموت ولا يورث (١)».

بلغني أن ابن أبي عثمان خرج غازيا إلى طرسوس فمات بها.

٢٦٨٢ ـ أحمد بن محمّد بن سالم ، أبو حامد النّيسابوريّ (٢).

قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن الجرّاح القوهستاني. روى عنه محمّد بن مخلد.

٢٦٨٣ ـ أحمد بن محمّد بن سليمان ، أبو الحسن العلاف ، المعروف بابن الفأفأ(٣).

حدث عن طالوت بن عبّاد ، ومحمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب ، وصباح بن مروان وهشام بن عمّار. روى عنه محمّد بن مخلد ، والقاضي أبو الحسين بن الأشناني ، وإسماعيل بن علية الخطبي ، وما علمت من حاله إلّا خيرا.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثني أبو محمّد إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سليمان العلاف ـ يعرف بابن الفأفأ ، سنة أربع وثمانين ومائتين ـ إملاء من كتابه ـ حدّثنا طالوت بن عبّاد الصّيرفيّ ، حدّثنا فضال بن

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح ابن حبان ١٦٩٩. (موارد الظمآن).

(٢) ٢٦٨٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٦٧ في المطبوعة.

(٣) ٢٦٨٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٦٨ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٩ / ٢٣٠ ، ٢٣١.

٢٢٦

جبير حدّثنا أبو أمامة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أول الآيات طلوع الشمس من مغربها (١)».

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : ومات أحمد بن محمّد بن سليمان بن الفأفأ العلاف في النصف من المحرم سنة خمس وثمانين ومائتين.

قلت : وكان ينزل بسوق يحيى.

٢٦٨٤ ـ أحمد بن محمّد بن سليمان بن حبش ، أبو جعفر الكاتب (٢) :

حدث عن أبي هشام الرفاعي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن سليمان بن حبش الكاتب ، حدّثنا محمّد بن يزيد بن كثير الرفاعي ، حدّثنا أبو بكر بن عياش ، حدّثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل أهل النار يرى منزلته من الجنة ، فيقولون : لو هدانا الله؟ فيكون عليهم حسرة ، وكل أهل الجنة يرى منزلته من النار فيقولون : لو لا أن هدانا الله! فهذا شكرهم(٣)».

حدّثني أبو بشر محمّد بن عمر الوكيل ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ. قال : مات أبو جعفر بن حبش الكاتب سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.

٢٦٨٥ ـ أحمد بن محمّد بن أبي سلمة ، الرّازيّ (٤) :

قدم بغداد وحدث بها عن سهل بن عثمان العسكريّ ، وحفص بن عمر المهرقاني ، ووهب بن إبراهيم ، وأبي جعفر محمّد بن إبراهيم الورّاق. روى عنه إسحاق بن محمّد بن الفضل الزّيّات ، وأبو سعيد بن الأعرابي.

حدّثني محمّد بن أبي الحسن الساحلي ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي ـ بمصر ـ حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٤٠٦٩. والمعجم الكبير للطبراني ٨ / ٣١٥. ومصنف ابن أبي شيبة ١٤ / ١٢٤ ، ١٢٥.

(٢) ٢٦٨٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٦٩ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٥١٢. والمستدرك ٢ / ٤٣٥. ومجمع الزوائد ١٠ / ٣٩٩.

(٤) ٢٦٨٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٧٠ في المطبوعة.

٢٢٧

سلمة الرّازيّ ـ في مجلس أبي يحيى الضّرير.

وأخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، أخبرنا أبو منصور الأزهري الأديب ، حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ قالا : حدّثنا سهل بن عثمان العسكريّ ـ زاد البرقانيّ أبو مسعود الرّازيّ ـ ثم اتفقا قال : حدّثنا ابن العذراء عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس قال : من لبس نعلا صفراء لم يزل في سرور ما دام لابسها. وذلك قول الله تعالى : (فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) [البقرة ٦٩] لفظهما سواء.

٢٦٨٦ ـ أحمد بن محمّد بن سلّام بن عبدويه ، أبو بكر (١) :

سكن مصر وحدث بها عن عبد الأعلى بن حماد النّرسي ، وأبي معمر الهذلي ، وداود بن رشيد ، ومحمّد بن بكار بن الريان السرخسي ، ومحمّد بن سليمان لوين ، وسوار بن عبد الله العنبري ، وزهير بن محمّد بن قمير. روى عنه أبو جعفر الطحاوي ، وأبو سعيد بن يونس ، ومحمّد بن القاسم الصّوفيّ المعروف بوليد ، والحسن ابن الخضر السيوطي.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أحمد بن محمّد بن سلّام توفي بمصر في سنة اثنتين وثلاثمائة.

حدّثني الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا ابن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : أحمد بن محمّد بن سلّام بن عبدويه يكنى أبا بكر بغدادي ـ توفي بمصر يوم الجمعة لست بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة ، وعمي قبل وفاته بيسير ، وكان رجلا فاضلا من خيار خلق الله عزوجل.

٢٦٨٧ ـ أحمد بن محمّد بن السّكن بن عمير بن سيّار ، أبو الحسن القرشي (٢):

حدث ببلاد فارس ، وبأصبهان عن أبي نعيم الحلبي. روى عنه أبو حامد أحمد بن الحسين الأصبهانيّ ، وعبد الله بن أحمد بن إسحاق ـ والد أبي نعيم الحافظ ـ وغيرهم.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو حامد أحمد بن الحسين الأصبهاني السّمسار ،

__________________

(١) ٢٦٨٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٧١ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٥١.

(٢) ٢٦٨٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٧٢ في المطبوعة.

انظر : ميزان الاعتدال ١ / ١٣٨. ولسان الميزان ١ / ٢٦٦. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني ١٦٤.

٢٢٨

حدّثنا أحمد بن محمّد بن السّكن البغداديّ ، حدّثنا عبيد بن هشام ـ أبو نعيم الحلبي ـ حدّثنا أبو المليح الرقي ، عن الزّهريّ ، عن أنس قال : عرض للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعرابي فقال : يا رسول الله متى الساعة؟ قال : «ويحك ، ما أعددت لها؟». قال : ما أعددت لها من كبير عمل ، إلا أني أحب الله ورسوله. قال : «يا أعرابي اذهب فأنت مع من أحببت (١)».

قال لنا أبو نعيم : قدم أحمد بن محمّد بن السّكن البغداديّ أصبهان سنة أربع وثلاثمائة. كان القاضي أبو أحمد ـ يعني العسال ـ حسن الرأي فيه ، وروى عنه. وذكر أبو محمّد بن حيّان أنه لين.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سمعت أبا بكر بن عبدان الشيرازي يقول : قدم علينا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن السّكن البغداديّ شيراز في سنة أربع وثلاثمائة ، وحضرت مجلسه ، وسمعته منه ، ولا أحدث عنه ، كان لينا.

٢٦٨٨ ـ أحمد بن محمّد بن سهل بن عطاء ، أبو العبّاس الأدمي الصّوفيّ (٢).

كان أحد شيوخهم الموصوفين بالعبادة والاجتهاد ، وكثرة الدرس للقرآن ، وحدث بشيء يسير عن يوسف بن موسى القطّان ، والفضل بن زياد صاحب أحمد بن حنبل ، ونحوهما. روى عنه محمّد بن علي بن حبيش النّاقد.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد ابن محمّد بن سهل بن عطاء الصّوفيّ ، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان ، حدّثنا الحسن ابن بشر البجلي ، حدّثنا الحكم بن عبد الملك ، عن قتادة ، عن أبي مليح ، عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم(٣)».

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن علي بن حبيش

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ١٦٥ ، ١٦٧. والسنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٢٢١.

وتاريخ أصبهان ١ / ١٦٠.

(٢) ٢٦٨٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٧٣ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٠٠.

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٤٣٨. والمستدرك ٣ / ٤٠٥ ، ٤٠٨. وإتحاف السادة المتقين ٨ / ١٢٤ ، ١٠ / ٤٩٦.

٢٢٩

النّاقد ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سهل بن عطاء الأدمي ، حدّثنا الفضل ابن زياد قال : سمعت هارون بن معروف يقول : أقبلت على الحديث وتركت القرآن ، قال : فرأيت في المنام كأن قائلا يقول لي : من آثر الحديث على القرآن عوقب. قال : فما حال عليّ الحول حتى ذهب بصري!.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا الحسين بن حبيش ـ وذكر أبا العبّاس بن عطاء ـ فقال : كان له في كل يوم ختمة ، وفي شهر رمضان كل يوم وليلة ثلاث ختمات ، وبقي في ختمة يستنبط مودع القرآن بضع عشرة سنة ، ليستروح إلى معاني مودعها ، فمات قبل أن يختمها.

حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق قال : سمعت علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني ـ بمكة ـ يقول : سمعت أبا الحسين محمّد بن عيسى بن خاقان يقول : كان أبو العبّاس بن عطاء ينام من الليل والنهار ساعتين.

أخبرنا إسماعيل بن محمّد الحيرى ، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال : سمعت عبد الله بن محمّد السجزي يقول : لم أر في جملة مشايخ الصوفية أفهم من ابن عطاء.

حدّثنا عبد العزيز بن علي قال : سمعت علي بن عبد الله الهمذاني يقول : حدّثنا محمّد بن علي بن المأمون قال : سئل أحمد بن عطاء عن قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طلب العلم فريضة على كل مسلم». فقال : علم الحال ، وعلم الوقت ، وعلم السر ، فمن جهل وقته وما عليه فقد جهل العلم الذي أمر به.

أخبرنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النّيسابوريّ ـ بالري ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شاذان الرّازيّ المذكر قال : سمعت أبا العبّاس بن عطاء ـ وسئل عن التوبة ـ فقال : التوبة الرجوع عن كل شيء ذمه العلم ، إلى ما مدحه العلم.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني ـ بها ـ حدّثنا علي بن الحسن بن محمّد الصيقلي قال : سمعت عبد الله بن بيان الجريري يقول : سمعت أحمد ابن عطاء ـ وسئل عن الدنيا ما هي؟ ـ فقال : همة دنية.

حدّثنا عبد العزيز بن علي قال : سمعت علي بن عبد الله الهمذاني يقول : حدّثنا محمّد بن علي بن المأمون قال : سمعت أحمد بن سهل بن عطاء الأدمي ـ أبا العبّاس ـ يقول : لا يكون غناء النفس إلّا للأولياء خاصة. وقد يكون المؤمن غني القلب ، ولا

٢٣٠

يكون غني النفس ، وكذلك إسلام النفس لا يكون إلا للأولياء خاصة ، وقد يكون المؤمن سليم القلب ولا يكون سليم النفس.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا الحسين بن حبيش يقول : سئل أبو العبّاس ابن عطاء ، ما العبودية؟ قال : ترك الاختيار ، وملازمة الافتقار.

وأخبرنا أبو نعيم حدّثنا ابن حبيش قال : قال أبو العبّاس بن عطاء : إياك أن تلاحظ مخلوقا وأنت تجد إلى ملاحظة الحق سبيلا.

حدّثنا عبد العزيز بن علي قال : سمعت علي بن عبد الله الهمذاني يقول : حدّثنا الحسن بن عبد الله بن إبراهيم قال : سئل أبو محمّد الجريري عن الفقر والغنى أيهما أفضل؟ فقال : لو لم يكن من فضل الفقر إلا ثلاث : إسقاط المطالبة ، وقطع عن المعصية ، وتقديم الدخول إلى الجنة. [لكفى] (١) فنقل هذا الكلام إلى أبي العبّاس ابن عطاء فقال : يا سبحان الله! وأي فضل يكون أفضل مما أضافه الله إلى نفسه؟ وأي شيء يكون أعجز من شيء تنافى الله عنه ، لأن الله أضاف الغنى إلى نفسه وتنافى عن الفقر ، واعتد على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) [الضحى ٨] ولم يقل فأفقر ، فكان اعتداد الله بالعطاء لا بالفقر ، ثم ذكر عند موضع تشريف أسماء العطاء : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) [البقرة ١٨٠] ولم يقل إن ترك فقرا. ثم قال بعد ذلك : فإن احتج محتج بأنه عرض عليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم مفاتيح الدنيا فلم يقبلها ولم يردها ، وتركها اختيارا ، فهذا صفة التاركين والتارك لا يكون إلا غنيّا.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا العبّاس بن عطاء يقول : إذا كانت نفسك غير ناظرة لقلبك فأدبها بمجالسة الحكماء ، ومن أراد أن يستضيء بنور الحكمة فليلاق بها أهل الفهم والعقل.

أخبرنا أبو علي بن فضالة ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شاذان الرّازيّ قال : سمعت أبا العبّاس بن عطاء ينشد في مجلسه :

الطّرق شتّى وطرق الحقّ مفردة

والسّالكون طريق الحقّ أفراد

لا يطلبون ولا تطلب مساعيهم

فهم على مهل يمشون قصّاد

والنّاس في غفلة عمّا له قصدوا

فكلّهم عن طريق الحقّ رقّاد

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٣١

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال : سمعت أبا نصر الأصبهاني يقول : سمعت أبا الحسين البصريّ يقول : كنت في مجلس ابن عطاء فبكى رجل فقال : يا هذا ، البكاء لا منفذ له هاهنا ، أما سمعت قول الشاعر :

قال لي حين رمته

كلّ ذا قد علمته

لو بكى طول دهره

بدم ما رحمته

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : أنشدني محمّد بن علي بن حبيش قال : أنشدني أبو العبّاس بن عطاء :

ذكرك لي مؤنس يعارضني

ويوعدني عنك منك بالظّفر

وكيف أنساك يا مدى هممي

وأنت منّي بموضع النّظر

وقال أبو نعيم : قال : أنشدني ابن حبيش قال : أنشدني أحمد بن سهل بن عطاء :

بالله أبلغ ما أسعى وأدركه

لابي ولا بشفيع لي إلى النّاس

إذا يئست فكاد اليأس يقلقني

جاء الغنى عجبا من جانب اليأس

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي ـ بنيسابور ـ قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الرّازيّ يقول : سمعت أبا العبّاس بن عطاء يقول في قوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) [الواقعة ٨٨ ، ٨٩]. قال : الروح النظر إلى وجه الله ، والريحان الاستماع لكلامه ، وجنة نعيم هو أن لا يحجب فيها عن الله عزوجل.

حدّثنا عبد العزيز بن علي قال : سمعت علي بن عبد الله يقول : أنشدنا محمّد بن عطية لابن عطاء :

ومستحسن للهجر والوصل أعذب

أطالبه ودّي فيأبى ويهرب

فعلّمت ألوان الرّضا خوف هجره

وعلّمه حبّي له كيف يغضب

ولي ألف وجه قد عرفت طريقه

ولكن بلا قلب إلى أين أذهب؟

حدّثنا عبد العزيز بن علي قال : سمعت علي بن عبد الله الهمذاني يقول : سمعت محمّد بن إبراهيم يقول : سمعت أبا العبّاس بن عطاء ـ وقد سئل عن التصوف ما هو؟ ـ فقال : اتفقت والجنيد على أن التصوف نزاهة طبع كامنة في الإنسان ، وحسن خلق مشتمل على ظاهره.

٢٣٢

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلميّ قال : مات أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سهل بن عطاء سنة سبع وثلاثمائة. هكذا قال لنا إسماعيل عن السّلميّ ، وهو وهم.

والصواب : ما أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : ومات أبو العبّاس بن عطاء الأدمي في ذي القعدة سنة تسع.

وكذلك حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، عن طلحة بن محمّد بن جعفر الشاهد.

وأخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد ، أخبرنا علي بن عمر الحربيّ قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده : مات أبو العبّاس بن عطاء لأيام خلت من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة.

٢٦٨٩ ـ أحمد بن محمّد بن سهل بن شعيب بن عبد الكريم ، أبو العبّاس البغداديّ (١).

مروذي الأصل ، حدث عن بشر بن موسى الأسديّ ، روى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي حديثا واحدا ، وذكر أنه سمعه منه ببغداد ، ولم يكتب عنه غيره وقال : ما علمت من أمره إلّا خيرا.

٢٦٩٠ ـ أحمد بن محمّد بن سهل ، أبو بكر البغداديّ (٢).

حدث بدمشق عن أبي مسلم الكجي. روى عنه تمام بن محمّد بن عبد الله الرّازيّ.

٢٦٩١ ـ أحمد بن محمّد بن سنام ، أبو العبّاس الضّبعيّ النّحوي (٣).

حدث عن قاسم بن محمّد بن بشّار الأنباريّ أخبارا وحكايات تتعلق بالأدب. روى عنه الحسن بن الحسين بن علي النوبختي.

__________________

(١) ٢٦٨٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٧٤ في المطبوعة.

(٢) ٢٦٩٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٧٥ في المطبوعة.

(٣) ٢٦٩١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٧٦ في المطبوعة.

٢٣٣

٢٦٩٢ ـ أحمد بن محمّد بن سيما بن الفتح ، أبو عبد الله (١).

حدث عن إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وعمر بن محمّد بن الصّبّاح. حدّثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي ، وأبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري.

٢٦٩٣ ـ أحمد بن محمّد بن الشاه بن جرير ، أبو العبّاس البزّاز (٢).

حدث عن منصور بن أبي مزاحم ، ويحيى بن معين ، وحجاج بن الشاعر. روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن عبد الملك التاريخي ، وعبد الله بن إبراهيم ابن هرثمة ، وعبد الله بن محمّد بن جعفر بن شاذان ، وعبد الصّمد بن علي الطستي ، وأحمد بن كامل القاضي. وقال الدارقطني : كان ثقة.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا يعقوب بن يوسف وأحمد بن الشاه قالا : حدّثنا منصور بن أبي مزاحم ، حدّثنا أبو شيبة ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلي من الليل في غير شهر رمضان ثلاث عشرة ركعة ، ركعتي الفجر ، والوتر بثلاث ، وثمان ركعات.

سمعت أبا الحسن محمّد بن أحمد بن رزق يقول : سمعت القاضي أبا بكر بن كامل يقول : سمعت أبا العبّاس بن الشاة يقول : سمعت حجاج بن الشاعر يقول : ما رأت عيناي روحا في جسد أفضل من أحمد بن حنبل.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وأبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الشاة بن جرير البزّاز ـ يعني توفي ـ يوم الجمعة لخمس خلون من صفر سنة سبع وثمانين ـ يعني ومائتين ـ وكان أحد الثقات وذوي العقول ، أريد على الشهادة عند إسماعيل بن إسحاق القاضي فأبى ذلك برد جميل.

٢٦٩٤ ـ أحمد بن محمّد بن شبيب بن زياد ، أبو بكر البزّاز ، يعرف بابن أبي شيبة ، وربما قيل : ابن شيبة (٣).

سمع محمّد بن بكر بن خالد القصير ، وعمرو بن علي الفلاس وعبد الله بن هاشم

__________________

(١) ٢٦٩٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٧٧ في المطبوعة.

(٢) ٢٦٩٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٧٨ في المطبوعة.

(٣) ٢٦٩٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٧٩ في المطبوعة.

انظر : سؤالات حمزة السهمي للدارقطني ترجمة رقم ١٢٧.

٢٣٤

الطوسي ، ورجاء بن مرجى المروزيّ ، ومحمّد بن عمرو بن حنان ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، وأحمد بن الحارث الخرّاز ـ صاحب المدائني ـ والحسن بن عبد العزيز الجروي. روى عنه أبو بكر الشّافعي ، ومحمّد بن الخضر بن أبي خزام ، وأبو عمر بن حيويه ، وأبو بكر بن شاذان ، وأبو حفص بن شاهين ، وغيرهم.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال : حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول : ولدت في سنة ثلاثين ومائتين.

سمعت أبا القاسم الأزهري يقول : كان أبو بكر بن أبي شيبة يرى شرب النبيذ ، فاجتاز به أبو القاسم بن منيع يوما وهو جالس على باب داره فقال له : يا أبا بكر ، هو ذا تقلب بالرطل شيء! فقال له ابن أبي شيبة : يا أبا القاسم! هو ذا تكذب على عليّ بن الجعد شيء؟ قلت للأزهري : ممن سمعت هذه الحكاية؟ فقال : من أبي الحسن الدار قطني.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال : قال لنا أبو الحسن الدار قطني : أبو بكر بن أبي شيبة جار ابن منيع ، ثقة ثقة فيه جلادة.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : وسألت الدارقطني عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البغداديّ. فقال : ثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الله الشاهد قال : توفي أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزّاز جار ابن منيع في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.

حدّثني عبيد الله بن عمر الواعظ ، عن أبيه قال : مات أبو بكر بن أبي شيبة البزّاز في جمادى الأولى سنة سبع عشرة.

٢٦٩٥ ـ أحمد بن محمّد ، بن أبي شحمة الختّليّ (١) :

حدث عن أبي سالم الرواس. روى عنه محمّد بن منصور النوشري.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن منصور بن حاتم النوشري ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي شحمة الختلي ، حدّثنا أبو سالم

__________________

(١) ٢٦٩٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٨٠ في المطبوعة.

٢٣٥

الرواس ، عن أبي حفص العبدي ، عن أبان ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كتب بسم الله الرّحمن الرّحيم فحسنها غفر له (١)».

هكذا رواه لنا ابن بكير من أصل كتابه ، ولم أر عن أحمد بن محمّد بن أبي شحمة سوى هذا الحديث ، والمعروف عندنا العبّاس بن أحمد بن محمّد بن أبي شحمة ، وأخاف أن يكون النوشري عنه روى. إلّا أنه غلط في اسمه ، والله أعلم.

٢٦٩٦ ـ أحمد بن محمّد بن الصّلت ، أبو عبد الله الضّرير (٢).

نزل مصر وحدث بها عن محمّد بن زياد بن زبار الكلبي ، وعلي بن الجعد الجوهريّ ، وغيرهما. روى عنه محمّد بن أحمد بن طنه المصري ، وأبو القاسم الطبراني. ووهم بعض الرواة في اسمه فجعله محمّد بن الصّلت.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصّلت البغداديّ ـ بمصر ـ حدّثنا محمّد بن زياد ابن زبار الكلبي ، حدّثنا شرقي بن القطامي ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه (٣)».

قال سليمان : لم يروه عن أبي الزبير الأشرقي. تفرد به محمّد بن زياد.

قلت : ولم يروه عن محمّد بن زياد إلا ابن الصّلت.

حدّثني الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : أحمد بن محمّد بن الصّلت الضّرير البغداديّ يكنى أبا عبد الله ، حدث عن علي بن الجعد وطبقته ، توفي في شهر ربيع الأول سنة ثمان ـ أو تسع ـ وثمانين ومائتين.

٢٦٩٧ ـ (٤) أحمد بن محمّد بن الصّلت بن المغلّس ابن أخي جبارة بن المغلّس الحمّانيّ (٥) يكنى أبا العبّاس.

حدث عن ثابت بن محمّد الزاهد ، وأبي نعيم الفضل بن دكين وأبي غسان

__________________

(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ١ / ١٠٥. وتنزيه الشريعة ١ / ٢٥٥. وكشف الخفا ٢ / ٥٧٣. وأمالي الشجري ١ / ٨٧.

(٢) ٢٦٩٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٨١ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٤٤٣. والسنن الكبرى للبيهقي ٦ / ١٢٠ ، والمعجم الصغير ١ / ٢٠. ومجمع الزوائد ٤ / ٩٧ ، ٩٨. ونصب الراية ٤ / ٢٩. والكامل ٤ / ١٣٥٢ ، ٥ / ١٨٢٠.

(٤) ٢٦٩٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٨٢ في المطبوعة.

(٥) الحماني : هذه النسبة إلى بني حمان ، وهي قبيلة نزلت الكوفة (الأنساب ٤ / ٢١٠).

٢٣٦

النهدي ، وعفان بن مسلم ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وإبراهيم بن المنذر ، وأبي عبيد القاسم بن سلّام ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهم. روى عنه أبو عمرو بن السماك ، وأبو علي بن الصواف ، وأبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ ، ومكرم بن أحمد القاضي ، وأحمد بن محمّد بن الحسن بن مقسم ، في آخرين. وبعض الناس يقول فيه أحمد بن الصّلت. وبعضهم يقول أحمد بن عطية ، وقد ذكرناه فيما تقدم.

أخبرنا أبو طالب محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصّلت الحمّانيّ ابن أخي جبارة بن مغلس ، حدّثنا ثابت بن محمّد العابد الكوفيّ ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن محمّد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام» (١).

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال : ابن الصّلت هذا يضع الأحاديث.

أنبأنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال : أحمد بن محمّد بن الصّلت أبو العبّاس البغداديّ ينزل الشرقية يحدث عن ثابت الزاهد وعبد الصّمد بن النعمان ، وغيرهما من قدماء الشيوخ ـ قوم قد ماتوا قبل أن يولد بدهر ، ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه ، رأيته في سنة سبع وتسعين ومائتين قدرت أن له ستين سنة أو نيف عليها.

قلت : وكانت وفاته سنة ثمان وثلاثمائة ، وقد أسلفنا ذكر ذلك.

٢٦٩٨ ـ أحمد بن محمّد بن الصّلت بن دينار ، أبو بكر الكاتب (٢).

سمع محمّد بن خالد بن عبد الله ، ووهب بن بقية الواسطيين ، وعبد الله بن عمر الجعفيّ ، ونحوهم. روى عنه أبو بكر بن الجعابي ، وغيره. إلّا أنهم سموه محمّد بن أحمد بن الصّلت ، وروى عنه أبو العبّاس بن عبد الله بن موسى الهاشمي ، وأبو الفضل الزّهريّ ، فسمياه أحمد بن محمّد ، وقد ذكرناه في جملة المحمّدين.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد المؤذن ، أخبرنا أبو العبّاس عبد الله بن موسى

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٣٥٣. ومسند أحمد ٢ / ٥١٣. وإتحاف السادة المتقين ٨ / ٢٢٢ ، ٩ / ٢٨٧. ومشكاة المصابيح ٥٢٤٣.

(٢) ٢٦٩٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٨٣ في المطبوعة.

٢٣٧

الهاشمي ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الصّلت الكاتب في سنة سبع وثلاثمائة ، وكان ثقة.

قلت : وكانت وفاته في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.

٢٦٩٩ ـ أحمد بن محمّد بن الصّبّاح ، المزني الدّولابي (١).

حدث عن أبيه ، وعن روح بن عبادة. روى عنه أبو حامد الشرقي النّيسابوريّ ، ومحمّد بن مخلد الدّوريّ.

أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح ، حدّثنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصّبّاح الدّولابي ، حدّثنا أبي ، حدّثنا إسماعيل بن زكريا ، عن عمرو بن قيس ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عبّاس قال : واقع رجل امرأته وهي حائض ، فأمره النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يتصدق بدينار.

٢٧٠٠ ـ أحمد بن محمّد بن الصّبّاح بن بكر بن بشّار بن قيس ، أبو عيسى اللّخميّ (٢) :

أنباري الأصل ، حدث عن الفتح بن شخرف العابد ، وأبي بكر بن أبي الدنيا. روى عنه يوسف بن عمر القواس ، وغيره. وروى عنه ابن شاهين فقال : حدّثنا أحمد ابن محمود بن أحمد بن الصّبّاح. وسنعيد ذكره بعد إن شاء الله.

حدّثني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا يوسف بن عمر بن مسرور ، حدّثنا أبو عيسى أحمد بن محمّد بن الصّبّاح بن بكر بن بشّار بن قيس اللخمي ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا الحسن بن جهور ، حدّثنا مصعب بن المقدام ، حدّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن علي بن أبي طالب قال : قيمة كل امرئ ما يحسن. قال ابن أبي الدنيا : قال عمرو بن بحر : لا أعلم في كلام الناس كلمة أحكم من هذه الكلمة.

٢٧٠١ ـ أحمد بن محمّد بن صاعد ، أبو العبّاس (٣).

سمعت الحسن بن محمّد الخلّال يذكر كنيته ، وهو أخو يوسف ويحيى ابني صاعد

__________________

(١) ٢٦٩٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٨٤ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٥ / ٣٧٠.

(٢) ٢٧٠٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٨٥ في المطبوعة.

(٣) ٢٧٠١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٨٦ في المطبوعة.

٢٣٨

وكان الأوسط. حدث عن عبد الله بن عون الخزّاز ، ومنجاب بن الحارث ، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، ومجاهد بن موسى ، والمفضّل بن غسان الغلابي ، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، وصالح بن عبد الله الترمذي. روى عنه عبد الله بن سليمان ابن عيسى الفامي ، والحسين بن صفوان البرذعيّ ، وأبو بكر أحمد بن محمّد بن السرى الكوفيّ ، وأبو بكر بن خلاد.

أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن البادا ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن صاعد ـ مولى المنصور ـ حدّثنا منجاب بن الحارث ، حدّثنا عبد الله بن الأجلح ، حدّثنا أبان بن تغلب ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده (١)».

قال لي الحسن بن محمّد الخلّال : يحيى بن محمّد بن صاعد له أخوان اسم أحدهما أحمد ، والآخر يوسف ، وكان يحيى أصغرهم سنا ، وآخرهم موتا ، ويروى عنهم كلهم الحديث.

قرأت بخط أبي الحسن الدار قطني. وحدّثنيه أحمد بن محمّد العتيقيّ عنه قال : أحمد بن محمّد بن صاعد ، أخو يحيى ويوسف ، بغدادي ليس بقوي ، لا يحتج به.

قلت : ما رأيت له شيئا منكرا ، فالله أعلم.

٢٧٠٢ ـ أحمد بن محمّد بن صعصعة ، أبو العبّاس القزّاز ، وقيل : البزّاز (٢) :

حدث عن عبد الله بن صالح [العجلي ، ومحمّد بن بكار بن الريان ، ومنصور بن أبي مزاحم ، وعبد الرّحمن بن الحسين الحنفي (٣)] ومحمّد بن عبّاد المكي. روى عنه محمّد بن عمرو العقيلي ، وعبد الصّمد بن علي الطستي ، وأحمد بن الحسن المقرئ المعروف بدبيس ، وعبد الباقي بن قانع ، والطبراني.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن صعصعة البغداديّ ، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم ، حدّثنا يزيد بن يوسف الصنعاني ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمّد بن يحيى بن حبّان ،

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٤ / ١٠٤ ، ٢٤٦ ، ٢٤٧. ٨ / ١٦٠. وصحيح مسلم ، كتاب الفتن ٧٥ ، ٧٧.

(٢) ٢٧٠٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٨٧ في المطبوعة.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٣٩

عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس (١)». قال سليمان : لم يروه عن يحيى إلّا يزيد ، تفرد به منصور.

٢٧٠٣ ـ أحمد بن محمّد بن صالح ، أبو بكر التّمّار (٢) :

حدث عن كثير بن يحيى صاحب البصريّ ، ومحمّد بن مسلم بن وارة الرّازيّ. حدث عنه أبو عمرو بن السماك ، وأبو بكر الشّافعي.

أخبرنا محمّد بن طلحة بن محمّد النعالي قال : قرئ على أبي بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعي وأنا أسمع قيل له : حدثك أبو بكر أحمد بن محمّد بن صالح التّمّار ، حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة ، حدّثنا عبد الله بن رجاء ، حدّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة قال : كنت جالسا عند أبي بكر فقال : من كانت له عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عدة فليقم. فقام رجل فقال : يا خليفة رسول الله إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعدني بثلاث حثيات من تمر. قال : فقال : أرسلوا إلى علي ، فقال : يا أبا الحسن إن هذا يزعم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعده أن يحثى له ثلاث حثيات من تمر ، فاحثها له. قال : فحثاها. فقال أبو بكر : عدوها فعدوها فوجدوها في كل حثية ستين تمرة ، لا تزيد واحدة على الأخرى قال : فقال أبو بكر الصديق : صدق الله ورسوله ، قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة الهجرة ونحن خارجان من الغار نريد المدينة : «كفي وكف علي في العدل سواء (٣)».

٢٧٠٤ ـ أحمد بن محمّد بن صالح بن شعبة ، أبو الحسن ، المعروف بابن كعب الذّارع (٤) :

واسطي ، حدث ببغداد عن مقدم بن يحيى ، ومحمّد بن عبادة ، وإسحاق بن شاهين الواسطيين ، وعن محمّد بن سهل البلخي. روى عنه محمّد بن المظفر ، وعلي بن عمر السّكّريّ.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٥٢ ، ٣ / ٥٦. وصحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين باب ٥١. وفتح الباري ٤ / ٢٤١.

(٢) ٢٧٠٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٨٨ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٥٠٩. وكنز العمال ٣٢٩٢١.

(٤) ٢٧٠٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٨٩ في المطبوعة.

٢٤٠