تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٦

٢٦٥٠ ـ أحمد بن محمّد بن الحسين بن الحسن بن علي ، أبو نصر ، المعروف بالكلاباذيّ (١) :

من أهل بخاري. سمع الهيثم بن كليب الشّاشي ، وعبد المؤمن بن خلف النسفي ، وأبا جعفر محمّد بن محمّد البغداديّ ، ومحمّد بن أحمد بن خنب ، وعبد الله بن محمّد بن يعقوب الحارثي ، وغيرهم. وكان ثقة حافظا ، ورد بغداد وحدث بها في حياة أبي الحسن الدار قطني ، وكان أبو الحسن يثني عليه ، وروى عنه في كتاب المدبج حديثا.

وذكر لي القاضي أبو العلاء الواسطي أن أبا نصر الكلاباذي توفي ببخارى في ليلة السبت الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

ثم أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ ببخارى قال : توفي أبو نصر أحمد بن محمّد بن الحسين ابن الحسن بن علي الكلاباذي. ليلة الأحد لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

٢٦٥١ ـ أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق ، أبو العبّاس الضّرير الرّازيّ(٢):

قدم بغداد غير مرة قبل سنة ثمانين وثلاثمائة وبعدها ، وانتقى عليه الدار قطني ، وكتب الناس عنه بانتخابه عليه ، وحدث عن عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، ومحمّد بن قارن الرّازيّين ، وأحمد بن محمّد بن معاوية الكاغدي ، ولقمان بن علي السرخسي ، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القزوينيّ ، وعيسى بن محمّد بن أبي خالد البلخي ، وأحمد ابن محمّد بن مهدي الأهوازيّ ، وغيرهم من أهل خراسان. حدّثنا عنه الأزهري ، وعلي بن طلحة المقرئ ، ومحمّد بن عبد الواحد الأصغر (٣) ، ومحمّد بن عبد الملك ابن بشران ، في آخرين. وكان ثقة حافظا.

حدّثني أبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي قال : قلت لأبي العبّاس أحمد بن

__________________

(١) ٢٦٥٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٣٥ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٥٠٦ ، ٥٠٧. وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٢٧.

(٢) ٢٦٥١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٣٦ في المطبوعة.

(٣) في النسخة الصميصاطية هكذا ، وفي الأصل : «الأصفر».

٢٠١

محمّد البصير الرازي : أيها الشيخ ، متى كف بصرك؟ فقال : ولدت أعمى. قال أبو سعد : وكان حافظا فهما ، واستملى على عبد الرّحمن بن أبي حاتم.

حدّثني أبو الفتح سليم بن أيّوب الفقيه الرّازيّ ـ بمكة ـ قال : مات أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الحسين البصير في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة أو في سنة أربعمائة. شك في ذلك.

وأخبرنا أحمد بن محمّد العتيقيّ قال : أبو العبّاس الرّازيّ الضّرير ثقة مأمون. توفي بالري في شهر رمضان من سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

٢٦٥٢ ـ أحمد بن محمّد بن محمّد بن الحسين بن علي ، أبو نصر البخاريّ (١) :

حمو القاضي أبي عبد الله الصيمري ، ورد بغداد في حداثته ، ودرس فقه الشّافعي على أبي حامد الإسفرايينيّ ، ثم ولى قضاء الكوفة ، فخرج إليها وأقام بها دهرا طويلا ، وقدم علينا بغداد وحدث عن أبي القاسم المرجي الموصلي ، وعدة من البغداديين. كتبت عنه وكان ثقة.

أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن محمّد بن الحسين البخاريّ ، أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمّد بن الخليل الفقيه ـ بالموصل ـ حدّثنا أبو يعلى أحمد بن علي ابن المثني ، حدّثنا إسحاق ـ يعني ابن أبي إسرائيل ـ قال : حدّثنا عبد الوارث ، حدّثنا حسين ـ يعني المعلم ـ عن عبد الله بن بريدة قال : حدّثني سمرة. قال : صليت خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أم كعب ، ماتت وهي في نفاسها ، فقام وسطها. بلغنا أن أبا نصر البخاريّ مات بالكوفة في يوم الاثنين لست خلون من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.

٢٦٥٣ ـ (٢) أحمد بن محمّد بن الحسين بن إبراهيم ، أبو طاهر بن الخفّاف (٣) :

سمع أبا القاسم بن الصّيدلانيّ ، ومحمّد بن الخضر ، وآدم بن محمّد بن توبة العكبريّين ، وعبد الله بن القاسم بن الصواف ، ومحمّد بن أحمد بن أبي اليسر الموصليين ، وغيرهم. كتبت عنه وكان لا بأس به ، يسكن بالجانب الشرقي ناحية نهر معلى.

__________________

(١) ٢٦٥٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٣٧ في المطبوعة.

(٢) ٢٦٥٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٣٨ في المطبوعة.

(٣) الخفّاف : هذه الخرفة لعمل الخفاف التي تلبس (الأنساب ٥ / ١٥٥).

٢٠٢

أخبرنا أبو طاهر الخفاف ، أخبرنا عبد الله بن القاسم بن سهل الفقيه ـ بالموصل ـ حدّثنا عبد الله بن زياد ، حدّثنا معلى بن مهدي ، حدّثنا سوار بن مصعب ، عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عبّاس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «العلم أفضل من العبادة ، وملاك الدين الورع (١)».

سمعت منه في سنة ست وأربعين وأربعمائة. ومات في آخر سنة خمسين وأربعمائة.

٢٦٥٤ ـ أحمد بن محمّد بن حميد ، أبو جعفر المقرئ المخضوب (٢).

حدث عن يحيى بن هاشم السّمسار ، وعاصم بن علي ، وأبي بلال الأشعريّ. روى عنه عبد الصّمد بن علي الطستي ، وعبد الباقي بن قانع ، وكان يسكن باب المحول.

وذكره أبو الحسن الدار قطني فقال : ليس بالقوي.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو الحسين عبد الصّمد بن علي بن محمّد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن حميد المقرئ ، حدّثنا أبو بلال الأشعريّ ، حدّثنا عامر بن سياف اليمامي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن عائشة أم المؤمنين قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان ، ولم يكن يصوم شهرا تامّا إلا شعبان ، فإنه كان يصومه كله ، فقلت : يا رسول الله إن شعبان لمن أحب الشهور إليك أن تصومه؟ فقال : «نعم يا عائشة ، إنه ليس نفس تموت في سنة إلا كتب أجلها في شعبان ، وأحب أن يكتب أجلي وأنا في عبادة ربي وعمل صالح (٣)».

أخبرنا السّمسار ، حدّثنا الصّفّار ، أخبرنا ابن قانع : أن أحمد بن حميد المقرئ مات في سنة ست وثمانين ومائتين.

__________________

(١) انظر الحديث في : الكامل ٣ / ١٢٩٣. وكشف الخفا ٢ / ٨٥. وكنز العمال ٢٨٦٥٧ ، ٢٨٦٥٨. والدر المنثور ١ / ١٩٣.

(٢) ٢٦٥٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٣٩ في المطبوعة.

انظر : ميزان الاعتدال ١ / ١٣٥. ولسان الميزان ١ / ٢٦٢. وسؤالات الحاكم للدار قطني برقم ٢٠.

(٣) انظر الحديث في : الدر المنثور ٦ / ٢٦.

٢٠٣

٢٦٥٥ ـ أحمد بن محمد بن حامد بن يحيى ، أبو نصر البلخي (١).

قدم بغداد وحدث بها عن حام (٢) بن نوح البلخي ، وعيسى بن أحمد العسقلاني ، وفتح بن هشام البخاريّ. روى عنه أحمد بن جعفر بن الخلّال ، ومحمّد ابن المظفر ، وعلي بن محمّد السّكّريّ.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ ، حدّثنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن حامد البلخي ـ قدم علينا حاجّا ـ حدّثنا حام بن نوح ، حدّثنا سالم ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن يحيى ، عن سعيد بن المسيب : أن عمر لما صدر عن منى أناخ وكوم كومة من البطحاء فألقى عليها طرف ثوبه ، ثم استلقى ثم مدّ يده إلى السماء فقال : اللهم كبرت سني ، وانتشرت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مفتون ولا مفرط. وذكر بقية الحديث.

٢٦٥٦ ـ أحمد بن محمّد بن حامد ، البلخي ، آخر ، يكنى أبا العبّاس (٣) :

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن حامد البلخي ـ قدم علينا بغداد ـ حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبد الله البغداديّ ، حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق البصريّ العطار ـ بأنطاكية ـ حدّثنا أبو عبد الله الضّحّاك بن حجوة ، حدّثنا الفريابي ، أخبرنا سفيان الثوري ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء ، فمن أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله (٤)».

حدّثني الأزهري ، حدّثنا الحسين بن أحمد بن بكير ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن حامد البلخي الجمّال ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمّد البغداديّ ، حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق ، مثله سواء.

__________________

(١) ٢٦٥٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٤٠ في المطبوعة.

(٢) في الصميصاطية : «حم».

(٣) ٢٦٥٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٤١ في المطبوعة.

(٤) في الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٧٠. وإتحاف السادة المتقين ١ / ٧١. وكنز العمال ٢٨٧٦٤ ، ٢٨٧٦٥.

٢٠٤

٢٦٥٧ ـ (١) أحمد بن محمّد بن حمدان بن حبيش ، أبو علي ، المعروف بالبربهاري (٢) :

حدث عن أحمد بن الوليد الفحام ، ومحمّد بن أبي العوام الرياحي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني ، وأبو القاسم الثلاج.

وذكر ابن الثلاج ـ فيما قرأت بخطه ـ أنه مات في شهر ربيع الأول من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

٢٦٥٨ ـ أحمد بن محمّد بن حاتم ، أبو العبّاس الصّيرفيّ المروزيّ (٣) :

من ساكني بغداد. حدث عن أحمد بن الحسن المصريّ الأبلي ، ومحمّد بن يونس الكديمي. روى عنه أبو حفص بن شاهين ، وأبو الفتح بن مسرور البلخي.

وقال أبو الفتح : كان يعرف بسبع مجانين ، وما علمت من أمره إلّا خيرا.

٢٦٥٩ ـ (٤) أحمد بن محمّد بن حمزة ، الفرائضي (٥) الرّازيّ.

حدث ببغداد عن أبي العبّاس الأصم النّيسابوريّ. روى عنه يوسف بن عمر القواس.

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا يوسف بن عمر ، حدّثني أحمد بن محمّد بن حمزة الرّازيّ الفرائضي ، حدّثنا أبو العبّاس الأصم ، أخبرنا الربيع بن سليمان. قال : كان للشافعي صديق ، فبلغه عنه شيء فعاتبه بأبيات أرسلها إليه :

اذهب فإنّك من ودادي طالق

لا طالق منّي طلاق البين

فإنّ ارعويت فإنّها تطليقة

ويقيم ودّك لي على ثنتين

وإن اعوججت شفعتها بمثالها

فيكون تطليقين في قرءين

وإن الثّلاث أتتك منّي بتّة

لم يغن عنك شفاعة الثقلين

__________________

(١) ٢٦٥٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٤٢ في المطبوعة.

(٢) البربهاري : هذه النسبة إلى بربهار ، وهي الأدوية التي تجلب من الهند من الحشيش والعقاقير والفلوس وغيرها ، ويقول البحرية وأهل البصرة لها : البربهار ومن يجلبها يقال له البربهاري (الأنساب ٢ / ١٢٥).

(٣) ٢٦٥٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٤٣ في المطبوعة.

(٤) ٢٦٥٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٤٤ في المطبوعة.

(٥) الفرائضى : هذه النسبة إلى الفرائض وهي المقدرات وعلم المواريث ، ويقال لمن يعلم هذا العلم : الفرضي ، والفارض ، والفرائضى (الأنساب ٩ / ٢٥٨).

٢٠٥

٢٦٦٠ ـ أحمد بن محمّد بن الحبّاب بن بشّار ، حدث بمصر. (١)

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن سلامة القضاعي قاضي مصر بمكة ، أخبرنا عبد العزيز ابن سعيد الحافظ. قال : وأحمد بن محمّد بن الحباب بن بشّار بغدادي ، كتبت عنه عن أبي داود وغيره.

٢٦٦١ ـ أحمد بن محمّد بن خالد بن يزيد بن غزوان ، أبو العبّاس البراثي (٢) :

سمع علي بن الجعد ، وعبد الله بن الخزّاز ، وكامل بن طلحة ، ويحيى بن الحمّانيّ ، وأحمد بن إبراهيم الموصلي ، وسريج بن يونس ، والحسن بن حماد ـ سجادة ـ وأباه محمّد بن خالد. روى عنه محمّد بن مخلد ، وإسماعيل بن علي الخطبي ، ومحمّد بن عمر بن الجعابي ، وأحمد بن جعفر بن سلم ، ومخلد بن جعفر ، وأبو حفص بن الزّيّات ، وغيرهم.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عثمان السواق ، حدّثنا مخلد بن جعفر الدّقّاق ـ من حفظه ـ حدّثنا أبو العبّاس البراثي قال : لما مات أبي كنت صبيّا ، فجاء الناس عزوني وتكثروا ، وجاءني فيمن جاء بشر الحافي فقال لي : يا بني إن أباك كان رجلا صالحا ، وأرجو أن تكون خلفا منه ، بر والدتك ، ولا تعقها ولا تخالفها ، يا بني ، الزم السوق فإنها من العافية ، يا بني ولا تصحب من لا خير منه. فلما قام بشر قام إليه رجل فقال : يا أبا نصر أنا والله أحبك. فقال : وكيف لا تحبني ولست لي بجار ولا قرابة؟.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت أبا الحسن الدار قطني ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن خالد البراثي فقال : ثقة مأمون.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال : قال لنا عيسى بن حامد الرخجي : مات أبو العبّاس البراثي سنة اثنتين وثلاثمائة.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر.

__________________

(١) ٢٦٦٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٤٥ في المطبوعة.

(٢) ٢٦٦١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٤٦ في المطبوعة.

انظر : سير أعلام النبلاء ٩ / ١٦٢. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني ١٢٣.

٢٠٦

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أبا العبّاس البراثي مات سنة ثلاثمائة.

وهكذا ذكر أبو مزاحم الخاقاني ، كما بلغني عنه ، وزاد في المحرم.

٢٦٦٢ ـ أحمد بن محمّد بن خالد الكاتب (١) :

حدث عن يحيى بن عثمان الحربيّ. روى عنه محمّد بن مخلد.

٢٦٦٣ ـ أحمد بن محمّد بن خالد بن شيرزاذ ، أبو بكر المعروف بالبوراني (٢) :

قاضي تكريت. حدث عن أبي عمّار المروزيّ ، ومحمّد بن سليمان لوين ، والحسين بن عبد الرّحمن الاحتياطي. روى عنه ابن مالك القطيعيّ ، وسماه أحمد وروى عنه محمّد بن المظفر ، ومحمّد بن زيد بن مروان ، وغيرهما فسموه محمّدا ، وقد ذكرناه فيما تقدم.

أخبرنا القاضي أبو الفرج محمّد بن أحمد بن الحسن الشّافعي ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعيّ ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن محمّد القاضي البوراني ، حدّثنا الاحتياطي ، حدّثنا علي بن حميل ، عن جرير ، عن ليث ، عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما في الجنة شجرة إلّا مكتوب على كل ورقة محمّد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عمر الفاروق ، عثمان ذي النورين (٣)». وقد بينا حاله وتاريخ وفاته في المحمّدين ، فغنينا عن إعادة ذلك.

٢٦٦٤ ـ أحمد بن محمّد بن خالد بن يزيد بن زياد ، المالكي (٤) :

حدث عن أبي الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني ، وذكر أنه سمع منه ببغداد ، وروى أبو حفص الكتاني أيضا عنه عن الحارث بن أبي أسامة.

٢٦٦٥ ـ أحمد بن محمّد بن خالد ، أبو بكر البروجرديّ (٥) :

قدم بغداد وحدث بها عن علي بن محمّد بن عامر النهاوندي. حدّثنا عنه أحمد

__________________

(١) ٢٦٦٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٤٧ في المطبوعة.

(٢) ٢٦٦٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٤٨ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ٣٢٥.

(٣) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ١ / ١٦٥. وتنزيه الشريعة ١ / ٣٥٠.

(٤) ٢٦٦٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٤٩ في المطبوعة.

(٥) ٢٦٦٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٥٠ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ١٧٥.

٢٠٧

ابن محمّد القطيعيّ.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن خالد البروجرديّ ـ قدم علينا حاجّا في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة ـ حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد ابن عامر النهاوندي ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، حدّثنا عبد الرّزّاق.

وأخبرنا أبو الحسن بن أبي بكر الطرازي بنيسابور ، حدّثنا أبو حامد أحمد بن علي ابن حسنويه المقرئ ، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري ـ بصنعاء ـ أخبرنا عبد الرّزّاق ، عن الثوري ، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم ، عن عطاء بن يسار ، عن سلمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يدخل أحد الجنة إلا بجواز يكتب : بسم الله الرّحمن الرّحيم ، هذا كتاب من الله لفلان بن فلان ، أدخلوه جنة عالية ، قطوفها دانية (١)». لفظ حديث النهاوندي.

٢٦٦٦ ـ أحمد بن محمّد بن الخطاب بن عمر بن الخطّاب بن زياد بن الحارث بن زيد بن عبد الله ، أبو العبّاس الرّزّاز (٢).

كان ينتسب إلى ولاء عمر بن الخطاب ، وحدث عن زيد بن أخزم الطّائيّ. روى عنه أبو الحسن بن لؤلؤ الورّاق ، والقاضي الجرّاحي ، وأبو بكر بن شاذان.

أخبرنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي ، أخبرنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الخطاب ـ مولى عمر بن الخطاب ـ حدّثنا زيد بن أخزم الطّائيّ ، حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث ، حدّثني أبي ، عن محمّد بن جحادة عن منصور ، عن عمارة بن عمير ، عن الربيع بن عميلة ، عن سمرة بن جندب ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أحب الكلام إلى الله أن يقال : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر (٣)».

٢٦٦٧ ـ أحمد بن محمّد بن دلان ، أبو بكر الخيشي (٤).

سمع محمّد بن بكار بن الريان ، وأبا بكر بن أبي شيبة ، وعبيد الله بن عمر

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٤٤٦.

(٢) ٢٦٦٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٥١ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : فتح الباري ١١ / ٢١٠.

(٤) ٢٦٦٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٥٢ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٥ / ٢٣٢ ، ٢٣٣. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني برقم ١٢٠.

٢٠٨

القواريري ، وأبا همام الوليد بن شجاع وأبا خيثمة زهير بن حرب ، وأبا هشام الرفاعي ، ويعقوب الدورقي. روى عنه أبو بكر الشّافعي ، وإسحاق بن محمّد النعالي ، وغيرهما.

أخبرنا محمّد بن محمّد بن غيلان ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن دلان الخيشي ، حدّثنا أبو همام ، حدّثنا يحيى ـ يعني ابن أبي زائدة ـ ، عن عبيد الله بن عمر ، عن القاسم بن محمّد ، عن عائشة قالت : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن رجل طلق امرأته البتّة ، فتزوجت زوجا فطلقها قبل أن يدخل بها ، أترجع إلى الأول؟ قال : «لا حتى يذوق من عسيلتها ما ذاق صاحبه (١)».

وقال : حدّثنا يحيى بن أبي زائدة عن يحيى ـ يعني : ابن سعيد ـ ، عن القاسم ، عن عائشة مثله.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت أبا الحسن الدار قطني : عن أحمد بن محمّد بن دلان الخيشي البغداديّ فقال : ليس به بأس.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه قال : قال لنا القاضي أبو الحسين عيسى بن حامد : مات أحمد بن محمّد بن دلان الخيشي ـ أبو بكر ـ يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.

٢٦٦٨ ـ أحمد بن محمّد بن دراج ، أبو جعفر القطّان (٢).

رازي الأصل. حدث عن الحسن بن عرفة ، وأبي يحيى محمّد بن سعيد بن غالب الضّرير العطار. روى عنه أبو حفص بن شاهين ، وعبد الله بن أحمد بن عبد الله التّمّار.

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله التّمّار ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن دراج الرّازيّ القطّان ، حدّثنا محمّد بن سعيد العطار ، حدّثنا يونس بن محمّد قال : حدثتنا أم الأسود قالت : حدّثتني منية بنت عبيد بن أبي

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ٥٥. وصحيح مسلم ١٠٥٧. وفتح الباري ٩ / ٣٦٢.

(٢) ٢٦٦٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٥٣ في المطبوعة.

٢٠٩

برزة ، عن جدها أبي برزة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لنسائه : «خيركن أطولكن يدا (١)» وذكر الحديث.

٢٦٦٩ ـ (٢) أحمد بن محمّد بن رميح بن عصمة بن وكيع بن رجاء ، أبو سعيد النّسوي (٣) :

من أهل نسأ ولد بالشرمقان ، ونشأ بمرو ، وسمع العلم بخراسان وغيرها من البلدان ، وكتب الكثير ، وصنف ، وجمع وذاكر العلماء ، وكان معدودا في حفاظ الحديث ، وقدم بغداد دفعات ، وحدث بها عن محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمّد ابن إسحاق السّرّاج ، وعبد الله بن محمّد بن شيرويه النيسابوريين ، وعبد الله بن محمود المروزيّ ، ومحمّد بن الفضل السّمرقنديّ ، وعمر بن محمّد بن بجير الهمداني ، ومحمّد بن عقيل البلخي ، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني ، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان البغداديّ ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبي خليفة الفضل بن حباب الجمحي ، وزكريا بن يحيى الساجي ، وعبدان الأهوازي ، ومحمّد بن الحسين الأشناني ، وعبد الله بن زيدان الكوفيين ، والفضل بن محمّد الجندي ، ومحمّد بن زبان المصري ، ومحمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، وعبد الله بن محمّد بن سلم المقدسي ، والحسين بن عبد الله بن يزيد الرقي ، وغيرهم. حدث عنه أبو الحسن الدار قطني ، وأبو حفص بن شاهين ، ونحوهما من الرفعاء. وحدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو علي بن دوما ، وعبد الرّحمن بن محمّد السّرّاج النّيسابوريّ.

وكان ابن رميح قد أقام بصعدة من بلاد اليمن زمانا طويلا ، ثم ورد بغداد حدود سنة خمسين وثلاثمائة ، وخرج منها إلى نيسابور ، فأقام بها ثلاث سنين ، ثم عاد إلى بغداد فسكنها مديدة ، ثم استدعاه أمير المؤمنين [إلى (٤)] صعدة فخرج في صحبة الحجّاج إلى مكة ، فلما قضى حجه أدركه أجله بالجحفة ودفن هناك.

__________________

(١) انظر الحديث في : المطالب العالية ٨٧٩ ، ٤١٤٦. وكنز العمال ١٥٩٥١.

(٢) ٢٦٦٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٥٤ في المطبوعة.

انظر : سؤالات حمزة السهمي للدار قطني ١٥٦. وتاريخ جرجان ٨١. وتاريخ دمشق ٢ / ٥٢. وميزان الاعتدال ١ / ١٣٥. ولسان الميزان ١ / ٢٦١.

(٣) في المطبوعة والأصل : «النخعي» والتصحيح من مصادر ترجمته.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢١٠

حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق ـ إملاء في سنة ست وأربعمائة ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن رميح النّسوي الحافظ ، حدّثنا الفضل بن محمّد الجندي ـ بمكة ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن أخت عبد الرّزّاق ، حدّثنا توبة بن علوان البصريّ ، حدّثنا شعبة ، عن أبي حمزة ، عن ابن عبّاس. قال : لما زفت فاطمة إلى علي ، كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قدامها وجبريل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها وسبعون ألف ملك خلفها ، يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت أبا زرعة محمّد بن يوسف : عن أحمد بن محمّد بن رميح النّسوي ، فأومأ إلى أنه ضعيف أو كذاب ، قال حمزة : الشك مني.

قال لي أبو نعيم الحافظ : كان أبو سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النّسوي ضعيفا. والأمر عندنا بخلاف قول أبي زرعة وأبي نعيم. فإن ابن رميح كان ثقة ثبتا لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال : قال لي أبو الفتح محمّد بن أبي الفوارس : كان أحمد ابن محمّد بن رميح النّسوي ، ثقة في الحديث.

أخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلّال ، عن أبي سعيد الإدريسي قال : أحمد بن محمّد بن رميح النّسوي لم أرزق السماع منه. ذكر لي أصحابنا حفظه وتيقظه ومعرفته في الحديث.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، عن محمّد بن عبد الله الحافظ النّيسابوريّ قال : أحمد بن محمّد بن رميح النخعي أبو سعيد الحافظ ثقة مأمون ، توفي بالجحفة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. ذكر غيره أنه مات في صفر ودفن بالجحفة.

٢٦٧٠ ـ أحمد بن محمّد بن زكريا بن أبي عتّاب ، أبو بكر الحافظ ، ويعرف بأخي ميمون (١).

سكن مصر وحدث بها عن نصر بن علي الجهضمي ونحوه. روى عنه أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ، وأبو القاسم الطبراني ، وغيرهما.

__________________

(١) ٢٦٧٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٥٥ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٨٢. وسؤالات البرقاني للدار قطني برقم ١٨.

٢١١

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن زكريا ـ أبو بكر أخو ميمون البغداديّ الحافظ مذاكرة بمصر ـ حدّثنا نصر بن علي ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن الحكم بن جحل ، حدّثنا عمر بن سعيد الأبح ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن الحكم بن جحل ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما ستر الله على عبد في الدنيا فيعيره به يوم القيامة (١)».

حدّثني محمّد بن علي الصوري ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، أخبرنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : أحمد بن محمّد ابن زكريا بن أبي عتّاب يكنى أبا بكر يعرف بأخي ميمون ، بغدادي ، كان حافظا للحديث ، وكان يمتنع من أن يحدث ، حفظت عنه أحاديث في المذاكرة. وكانت وفاته بمصر في شوال سنة ست وتسعين ومائتين.

٢٦٧١ ـ أحمد بن محمّد بن زكريا ، المعروف بابن طالب ، أبو عبد الله الحربيّ الكاتب (٢).

حدث عن أحمد بن ملاعب المخرميّ ، ومحمّد بن إسرائيل الجوهريّ. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج ، وأحمد بن الفرج بن الحجّاج ، وكان ثقة ينزل باب التبن وكان حيّا في سنة ثلاث وثلاثمائة (٣).

٢٦٧٢ ـ أحمد بن محمّد بن زكريا ، أبو العبّاس النّسوي (٤).

قدم بغداد وحدث بها عن خلف بن محمّد الخيام البخاريّ ونحوه من الخراسانيّين. حدّثنا عنه أبو القاسم الأزهري ، وأبو محمّد الخلّال ، وكان ثقة.

أخبرنا الحسن بن أبي طالب وعبيد الله بن أبي الفتح قالا : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريا النّسوي ـ قدم علينا ـ حدّثنا أبو صالح خلف بن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر بن عبد الرّحمن المعروف بالخيام ، حدّثنا أبو هارون

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الصغير للطبراني ١ / ٧١. ومجمع الزوائد ١٠ / ١٩٢. والكامل لابن عدي ٥ / ١٧٠٥. وإتحاف السادة المتقين ٨ / ٢٨٤.

(٢) ٢٦٧١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٥٦ في المطبوعة.

(٣) في الصميصاطية : «سنة ثلاثين وثلاثمائة».

(٤) ٢٦٧٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٥٧ في المطبوعة.

٢١٢

سهل بن شاذويه الحافظ ، حدّثنا جلوان بن سمرة البانبي في منزل أبي بكر بن حريث ، حدّثنا عصام أبو مقاتل النّحويّ ، عن عيسى بن موسى غنجار ، عن عبد العزيز بن أبي داود ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «انزعوا الطسوس وخالفوا المجوس (١)».

حدّثني أحمد بن محمّد العتيقيّ قال : توفي أبو العبّاس النّسوي بعينونة ونحن بها في سنة ست وتسعين وثلاثمائة. وعينونة منزل بالحجاز بين مكة ومصر.

٢٦٧٣ ـ أحمد بن محمّد بن زياد بن أيّوب ، أبو علي (١).

حدث عن جده زياد ، وعن محمّد بن منصور الطوسي ، وعبد الرّحمن بن أبي البختري الطّائيّ. روى عنه محمّد بن المظفر ، ومحمّد بن إسماعيل الورّاق ، وغيرهما.

أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي ، حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ ، حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن زياد بن أيّوب الطوسي ، حدّثنا جدي زياد بن أيّوب ، حدّثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عبّاس. قال : احتجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو صائم محرم ، الأخدعين ، والكتفين ، وأعطى الحجام أجره ، ولو كان حراما لم يعطه.

أخبرنا أبو طالب محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير وأبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ الحافظ ، حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن زياد بن أيّوب الثقة.

وأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن طلحة بن محمّد بن جعفر.

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أبا علي بن زياد بن أيّوب مات في سنة عشر وثلاثمائة.

٢٦٧٤ ـ أحمد بن محمّد بن سماعة ، القاضي (٣).

ولاه جعفر المتوكل قضاء مدينة المنصور في سنة ثلاث وأربعين ومائتين ، بعد وفاة الحسن بن علي بن الجعد ، وكان الحسن يتولى القضاء عليها ، فلم يزل ابن سماعة

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ١٧٩. تاريخ ابن عساكر ٢ / ٥٣.

(٢) ٢٦٧٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٥٨ في المطبوعة.

(٣) ٢٦٧٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٥٩ في المطبوعة.

٢١٣

قاضيا على مدينة المنصور وما يليها إلى أن صرف بإبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الزّهريّ الكوفيّ.

أخبرنا علي بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : لما توفي الحسن بن علي بن الجعد ، استقضى على مدينة المنصور أحمد بن محمّد بن سماعة ، وهذا الرجل من أهل الدين والعلم ، قريب الشبه بأبيه ، عفيف في نفسه ، وصرف عن مدينة المنصور سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

٢٦٧٥ ـ أحمد بن محمّد بن سوادة ، أبو العبّاس ، ويعرف بخشيش (١).

كوفي الأصل نزل بغداد. وحدث بها عن عبيدة بن حميد الحذاء ، وعمرو بن جرير البجلي ، وحماد بن خالد الخياط ، وعمرو بن عبد الغفار ، وزيد بن الحباب. روى عنه قاسم بن زكريا المطرز ، ووكيع القاضي ، وأبو عبيد الله محمّد بن أحمد بن المؤمل النّاقد ، ومحمّد بن مخلد العطار.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطار ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سوادة ، حدّثنا عبيدة بن حميد ، عن ثوير ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خذوا من هذا ودعوا هذا (٢)». يعني شاربه الأعلى يؤخذ منه.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف الكاتب ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن العبّاس اليزيدي قال : أنشدني عمي عبيد الله قال : أنشدني أحمد بن محمّد بن سوادة لنفسه :

كن بذكر الله مشتغلا

لجميع النّاس معتزلا

قدك منهم قد عرفتهم

ليس ذو علم كمن جهلا

لا ترد من مشرب كدرا

أبدا علّا ولا نهلا

ودع الدّنيا لطالبها

فكأن قد مات أو قتلا

قرأت في كتاب الدار قطني بخطه وحدّثنيه أحمد بن محمّد العتيقيّ عنه. قال :

__________________

(١) ٢٦٧٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٦٠ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٤٠.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٦٥. والمعجم الكبير للطبراني ١٢ / ٤٠٠. ومجمع الزوائد ٥ / ١٦٦.

٢١٤

أحمد بن محمّد بن سوادة أبو العبّاس يعرف بخشيش ، كوفي يعتبر بحديثه ولا يحتج به. قلت : ما رأيت أحاديثه إلّا مستقيمة ، فالله أعلم.

أخبرنا السّمسار ، حدّثنا الصّفّار ، أخبرنا ابن قانع : إن أحمد بن محمّد بن سوادة مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين.

٢٦٧٦ ـ (١) أحمد بن محمّد بن سعيد بن جبلة ، أبو عبد الله الصّيرفيّ (٢) :

سمع سفيان بن عيينة ، ومعن بن عيسى ، وإسحاق بن نجيح الملطي ، ومحمّد بن إدريس الشّافعي وأسود بن عامر شاذان ، وعمرو بن عبد الغفار. روى عنه محمّد بن هارون بن المجدر وهاشم بن القاسم الهاشمي ، وأحمد بن عبد الله الوكيل ، وأبو عبيد بن المحاملي.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمّد الوكيل ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الصّيرفيّ ، حدّثنا الأسود بن عامر ، حدّثنا شعبة والحسن بن صالح ومحمّد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه أتى سباطة قوم ، قال محمد ـ بالمدينة ـ : فبال قائما ، وتوضأ ومسح على الخفين.

قال علي بن عمر : تفرد به أسود بن عامر شاذان ، ولا نعلم حدث به عنه غير أحمد بن محمّد بن سعيد الصّيرفيّ.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أبو الحسن الدار قطني قال : أحمد بن محمّد بن سعيد الصّيرفيّ بغدادي.

٢٦٧٧ ـ أحمد بن محمّد بن سعيد ، الوزّان (٣).

حدث عن محمّد بن كثير القرشي ، وزيد بن الحباب. روى عنه أحمد بن محمّد ابن مسروق الطوسي ، وأبو العبّاس الأزهري النّيسابوريّ.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الأزهر ، حدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد الوزان ـ بغدادي ـ حدّثنا زيد بن الحباب ،

__________________

(١) ٢٦٧٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٦١ في المطبوعة.

(٢) الصيرفي : هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب (الأنساب ٨ / ١٢٤).

(٣) ٢٦٧٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٦٢ في المطبوعة.

٢١٥

أخبرني مالك بن أنس ، أخبرنا الزّهريّ ، عن أنس بن مالك قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم فتح مكة وعلى رأسه مغفر من حديد.

٢٦٧٨ ـ أحمد بن محمّد بن سعيد بن أبان بن صالح بن قيس ، أبو عبد الله القرشي ، مولى عثمان بن عفّان ، ويعرف بالتّبعيّ (١).

من أهل همذان ، قدم بغداد وحدث بها ، عن أصرم بن حوشب ، والقاسم بن الحكم العرني ، والحسن بن موسى الأشيب ، والعلاء بن عمرو الحنفي. حدث عنه محمّد بن عبد الله الحضرمي ـ مطين ـ ومحمّد بن إسحاق بن خزيمة النّيسابوريّ ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، ومحمّد بن مخلد ، وغيرهم. وكان ثقة.

أخبرنا عمر بن مهدي ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن محمّد التبعي ، حدّثنا القاسم بن الحكم ، حدّثنا حبيب بن حسّان ، أخبرنا إبراهيم النخعي ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : ربما رأيت وميض الطيب في مفرق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإنه لمحرم.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى البزّاز ـ بهمذان ـ حدّثنا أبو الفضل صالح بن أحمد الحافظ قال : أحمد بن محمّد بن سعيد بن أبان القرشي ـ أبو عبد الله ويعرف بالتبعي ـ حدّثنا عنه عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، ومحمّد بن عبد الله بلبل ، ومحمّد بن عبد الله بن الحسين الصّيدلانيّ. قال ابن أبي حاتم : وهو صدوق ، بلغني أن التبعي مات بهمذان في سنة سبع وستين ومائتين.

٢٦٧٩ ـ أحمد بن محمّد بن سعيد بن حازم ، المروزيّ (٢).

قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن عيسى القنطريّ ، وطاهر بن خالد بن نزار الإيلي. روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعيّ ، ويوسف بن القاسم الميانجي ، إلّا أن يوسف ذكر أنه سمع منه بالبصرة.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن حازم المروزيّ ، حدّثنا

__________________

(١) ٢٦٧٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٦٣ في المطبوعة.

انظر : الجرح والتعديل ٢ / ٧٢. وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٦١٢. والأنساب ٣ / ١٧.

(٢) ٢٦٧٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٦٤ في المطبوعة.

٢١٦

إبراهيم بن عيسى القنطريّ ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا اللّيث بن سعد ، عن الزّهريّ قال : قال لي عبد الرّحمن الأعرج ، حدّثني أبو هريرة أنه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لما أسرى بي إلى السماء انتهى بي جبريل إلى سدرة المنتهى ، فغمسني في النور غمسة ثم تنحى. فقلت : حبيبي جبريل أحوج ما كنت إليك تدعني وتتنحى؟ قال : يا محمّد ، إنك في موقف لا يكون نبي مرسل ، ولا ملك مقرب ، يقف هاهنا ، أنت من الله أدنى من القاب إلى القوس. فأتاني الملك. فقال : إن الرّحمن تعالى يسبح نفسه ، فسمعت الرّحمن يقول سبحان الله ، ما أعظم الله ، لا إله إلّا الله» قال : قلت : يا رسول الله ، ما لمن قال هكذا؟ قال لي : «يا أبا هريرة لا تخرج روحه من جسده حتى يراني أريه موضعه من الجنة أو يرى منزله من الجنة ، وتصلي عليه الملائكة صفوفا ما بين السماء إلى الأرض ، ولا يكون شيء إلا يستغفر له تمام عمره ، فإذا مات وكل الله بقبره سبعين ألف ملك يسبحون الله ويعظمون الله ويهللون الله ويكبرون الله ، كلما فعلوا من ذلك شيئا كان له في صحيفته ، فإذا خرج من قبره خرج آمنا مطمئنا لا يحزنه الفزع الأكبر وتتلقاه الملائكة سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار (١)».

هذا حديث منكر. ورجال إسناده كلهم معروفون بالثقة إلّا إبراهيم بن عيسى القنطريّ فإنه مجهول.

٢٦٨٠ ـ أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عجلان ، أبو العبّاس الكوفيّ ، المعروف بابن عقدة (٢).

وزياد هو مولى عبد الواحد بن عيسى بن موسى الهاشمي ، عتاقة ، وجده عجلان هو مولى عبد الرّحمن بن سعيد بن قيس الهمداني.

قدم أبو العبّاس بغداد فسمع من محمّد بن عبيد الله المنادي ، وعلي بن داود القنطريّ ، والحسن بن مكرم ، ويحيى بن أبي طالب ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وعبد الله

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٣١٨٩٠. والمعجم الكبير للطبراني ١٠ / ٣٤٩. ومجمع الزوائد ١ / ٧٨.

(٢) ٢٦٨٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٦٥ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٥ ـ ٣٧. وسؤالات حمزة السهمي للدار قطني ١٦٦.

وسؤالات السلمي للدار قطني ق ٢ أ. وسؤالات الحاكم للدار قطني ترجمة ٣٥. وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٤١. وميزان الاعتدال ١ / ١٣٧. ولسان الميزان ١ / ٢٦٤. وأعيان الشيعة ٩ / ٤٢٨. والأعلام ١ / ٢٠٧.

٢١٧

ابن روح المدائنيّ ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، ونحوهم. وقدمها في آخر عمره فحدث بها عن هؤلاء الشيوخ ، وعن أحمد بن عبد الحميد الحارثي ، وعبد الله بن أبي أسامة الكلبي ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم العقيلي ، وأحمد بن يحيى الصّوفيّ ، والحسن بن علي بن عفان العامري ، ومحمّد بن الحسين الحنيني ، ويعقوب بن يوسف بن زياد ، ومحمّد بن إسماعيل الرّاشدي ، ومحمّد بن أحمد بن الحسن القطواني ، والحسن بن عتبة الكندي ، وعبد الله بن أحمد بن المستورد ، والحسن بن جعفر بن مدرار ، وعبد العزيز بن محمّد بن زبالة المديني ، وعبد الله بن أبي مسرة المكي ، وغيرهم.

وكان حافظا عالما مكثرا ، جمع التراجم والأبواب والمشيخة ، وأكثر الرواية ، وانتشر حديثه.

وروى عنه الحفاظ والأكابر. مثل أبي بكر بن الجعابي ، وعبد الله بن عدي الجرجاني ، وأبي القاسم الطبراني ، ومحمّد بن المظفر ، وأبي الحسن الدار قطني ، وأبي حفص بن شاهين ، وعبد الله بن موسى الهاشمي ، وعمر بن إبراهيم الكتاني ، وأبي عبيد الله المرزباني ، ومن في طبقتهم وبعدهم. وحدّثنا عنه أبو عمر بن مهدي ، وأبو الحسين بن المتيم ، وأبو الحسن بن الصّلت.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازيّ ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى الطلحي ، حدّثنا محمّد بن الحسن ، حدّثنا شريك ، عن أبي الوليد ، عن الشعبي ، عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأنا عنده وأقبل أبو بكر وعمر ـ : «يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين. إلا النبيين والمرسلين (١)».

أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفيّ الحافظ ، حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد ، حدّثنا نصر بن مزاحم ، حدّثنا محمّد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : (قل بفضل الله وبرحمته) بفضل الله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبرحمته عليّ.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حماد الواعظ ، حدّثنا أبو العبّاس

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٨٠. ومصنف ابن أبي شيبة ١٢ / ١١.

٢١٨

أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفيّ ـ إملاء في جامع الرصافة في صفر من سنة ثلاثين وثلاثمائة ـ حدّثنا عبد الله بن الحسين بن الحسن بن الأشقر قال : سمعت عثام بن علي العامري قال : سمعت سفيان وهو يقول : لا يجتمع حب علي وعثمان إلّا في قلوب نبلاء الرجال.

قلت : وعقدة هو والد أبي العبّاس ، وإنما لقب بذلك لعلمه بالتصريف والنحو ، وكان يورق بالكوفة ، ويعلم القرآن والأدب.

أخبرني القاضي أبو العلاء الواسطي ، أخبرنا محمّد بن جعفر النجار قال : حكى لنا أبو علي النقار قال : سقطت من عقدة دنانير على باب دار أبي ذر الخزّاز ، فجاء بنخال ليطلبها. قال عقدة : فوجدتها ثم فكرت فقلت : ليس في الدنيا غير دنانيرك؟ فقلت للنخال : هي في ذمتك ومضيت وتركته. وكان يؤدب ابن هشام الخزّاز ، فلما حذق الصبي وتعلم ، وجه إليه ابن هشام دنانير صالحة فردها ، فظن ابن هشام أن عقدة استقلها فأضعفها له فقال عقدة : ما رددتها استقلالا ولكن سألني أن آخذ منه شيئا. ولو دفع إلى الدنيا. قال : وكان عقدة زيديا ، وكان ورعا ناسكا ، وإنما سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف ، وكان وراقا جيد الخط ، وكان ابنه أبو العبّاس أحفظ من كان في عصرنا للحديث.

حدثت عن أبي أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النّيسابوريّ قال : قال لي أبو العبّاس بن عقدة : دخل البرديجى الكوفة ، فزعم أنه أحفظ مني. فقلت : لا تطول ، تتقدم إلى دكان وراق ، وتضع القبان ، وتزن من الكتب ما شئت. ثم تلقي علينا فنذكره ، فبقى.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد النّيسابوريّ قال : سمعت أبا علي الحافظ يقول : ما رأيت أحدا أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العبّاس بن عقدة.

حدّثني محمّد بن علي الصوري ـ بلفظه ـ قال : سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول : سمعت أبا الفضل الوزير يقول : سمعت علي بن عمر ـ وهو الدار قطني ـ يقول : أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العبّاس بن عقدة أحفظ منه.

٢١٩

حدّثنا علي بن أبي علي البصريّ ، عن أبيه قال : سمعت أبا الطّيّب أحمد بن الحسن بن هرثمة يقول : كنا بحضرة أبي العبّاس بن عقدة الكوفيّ المحدث نكتب عنه ـ وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه ، فجرى حديث حفاظ الحديث فقال أبو العبّاس : أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم. وضرب بيده على الهاشمي.

حدّثنا الصوري قال : سمعت عبد الغني بن سعيد يقول : سمعت أبا الحسن علي ابن عمر يقول : سمعت أبا العبّاس بن عقدة يقول : أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصة! قال أبو الحسن : وكان أبوه عقدة أنحى الناس.

حدّثنا محمّد بن يوسف النّيسابوريّ ـ لفظا ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد ابن حمدويه الحافظ قال : سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ ـ بالكوفة ـ يقول : سمعت أبا العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد يقول : أحفظ لأهل البيت ثلاثمائة ألف حديث.

حدّثنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب ـ من حفظه غير مرة ـ قال : سمعت أبا الحسن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي يقول : حضر أبو العبّاس بن عقدة عند أبي في بعض الأيام ، فقال له : يا أبا العبّاس ، قد أكثر الناس عليّ في حفظك الحديث ، فأحب أن تخبرني بقدر ما تحفظ؟ فامتنع أبو العبّاس أن يخبره ، وأظهر كراهة ذلك ، فأعاد المسألة وقال : عزمت عليك إلا أخبرتني. فقال أبو العبّاس : أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد والمتن ، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث!! قال أبو العلاء : وقد سمعت جماعة من أهل الكوفة وبغداد يذكرون عن أبي العبّاس بن عقدة مثل ذلك.

حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التّنوخي ـ من حفظه ـ قال : سمعت أبا الحسن محمّد بن عمر العلوي يقول : كانت الرئاسة بالكوفة في بني الفدان قبلنا ، ثم فشت رئاسة بني عبيد الله ، فعزم أبي على قتالهم وجمع الجموع فدخل إليه أبو العبّاس ابن عقدة وقد جمع جزءا فيه ست وثلاثون ورقة فيها حديث كثير لا أحفظ قدره ، في صلة الرحم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن أهل البيت ، وعن أصحاب الحديث. فاستعظم أبي ذلك واستنكره فقال له : يا أبا العبّاس ، بلغني من حفظك للحديث ما استنكرته واستكثرته ، فكم تحفظ؟ فقال له : أنا أحفظ منسقا من الحديث بالأسانيد والمتون

٢٢٠