تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٦

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثني علي بن أحمد بن الخصيب الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي ، حدّثني أبي قال : وأحمد بن محمّد بن حنبل يكنى أبا عبد الله سدوسي من أنفسهم ، بصري من أهل خراسان ، ولد ببغداد ونشأ بها ، ثقة ثبت في الحديث ، نزه النفس فقيه في الحديث متبع للآثار صاحب سنة وخير.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ وعبد العزيز بن علي الأزجي قالا : أخبرنا علي ابن عبد العزيز بن مردك البردعي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا أبو زرعة قال : أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد أبو عبد الله الشّيبانيّ أصله بصري وخطته بمرو.

أخبرني عبد الغفار بن محمّد بن جعفر المؤدّب ، حدّثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عصمة الخراسانيّ ، حدّثنا أحمد بن الخضر قال : سمعت محمّد بن حاتم يقول : أحمد بن حنبل أصله من مرو ، وحمل من مرو وأمه به حامل ، وجده حنبل بن هلال ولى سرخس ، وكان من أبناء الدعوة ، فسمعت إسحاق بن يونس صاحب ابن المبارك يقول : ضرب حنبل بن هلال وأبو النّجم إسحاق بن عيسى السّعديّ المسيب بن زهير الضّبّيّ ببخارى في دسهم إلى الجند في الشغب ، وحلقهما.

أخبرنا البرمكيّ والأزجي قالا : حدّثنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل ـ وذكر أباه ـ فقال : جيء به حمل من مرو ، وتوفي أبوه محمّد بن حنبل وله ثلاثون سنة. فوليته أمه.

قلت : أحسب أن أباه هو الذي مات وسنه ثلاثون سنة ، وكان أحمد إذ ذاك طفلا ، فالله أعلم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف ، وأحمد بن جعفر بن حمدان. قالوا : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : ولدت في سنة أربع وستين ومائة.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال : قرئ على أبي بكر بن مالك ـ وأنا أسمع ـ حدثكم عبد الله بن أحمد قال : قال أبي : سمعت من علي بن هاشم بن البريد ـ سنة تسع

١٨١

وسبعين ـ في أول سنة طلبت الحديث ، ثم عدت إليه المجلس الآخر وقد مات ، وهي السنة التي مات فيها مالك بن أنس.

أخبرنا البرمكيّ ، أخبرنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : أول سماعي من هشيم سنة تسع وسبعين ، وكان ابن المبارك قدم في هذه السنة وهي آخر قدمة قدمها ، وذهبت إلى مجلسه فقالوا : قد خرج إلى طرسوس. وتوفي سنة إحدى وثمانين.

أخبرني عبد الغفار المؤدّب ، حدّثني عمر بن أحمد الواعظ قال : سمعت محمّد بن العبّاس بن الوليد النّحويّ في مجلس ابن أبي داود يقول : سمعت أبي يقول : رأيت أحمد بن حنبل رجلا حسن الوجه ربعة من الرجال ، يخضب بالحناء خضابا ليس بالقاني ، في لحيته شعرات سود ، ورأيت ثيابه غلاظا إلا أنها بيض ، ورأيته معتمّا وعليه إزار.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا إدريس ابن عبد الكريم المقرئ قال : رأيت علماءنا ، مثل الهيثم بن خارجة ـ ومصعب الزبيري ، ويحيى بن معين ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وعثمان بن أبي شيبة ، وعبد الأعلى ابن حمّاد النّرسي ومحمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب ، وعلي بن المديني ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وأبي خيثمة زهير بن حرب ، وأبي معمر القطيعيّ ، ومحمّد ابن جعفر الوركاني ، وأحمد بن محمّد بن أيّوب صاحب المغازي ، ومحمّد بن بكار بن الريان ، وعمر بن محمّد النّاقد ، ويحيى بن أيّوب المقابري العابد ، وسريج (١) ابن يونس ، وخلف بن هشام البزّار ، وأبي الربيع الزهراني ـ فيمن لا أحصيهم من أهل العلم والفقه يعظمون أحمد بن حنبل ويجلونه ويوقرونه ويبجلونه ، ويقصدونه بالسلام عليه.

أخبرني البرقانيّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول أنا أقول : سعيد بن المسيب في زمانه ، وسفيان الثوري في زمانه ، وأحمد بن حنبل في زمانه.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا عبد الله بن

__________________

(١) في المطبوعة والأصل : «وشريح» والتصحيح من تهذيب الكمال.

١٨٢

أحمد بن حنبل ، حدّثني أبو يوسف يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد ، حدّثني نصر بن علي قال : قال عبد الله بن داود الخريبي : كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه ، وكان بعده أبو إسحاق الفزاري أفضل أهل زمانه.

قال نصر بن علي وأنا أقول : كان أحمد ابن حنبل أفضل أهل زمانه.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن شجاع بن الحسن الصّوفيّ ، حدّثنا عمر بن جعفر بن محمّد بن سلم الختلي ، حدّثنا يعقوب بن يوسف المطوعي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ابن شبويه ـ أبو عبد الرّحمن ـ قال : سمعت قتيبة يقول : لو لا الثوري لمات الورع ، ولو لا أحمد بن حنبل لأحدثوا في الدين ، قلت لقتيبة : تضم أحمد بن حنبل إلى أحد التابعين؟ فقال : إلى كبار التابعين.

حدّثني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا أبو بكر المروذي قال : سمعت خضر الطرسوسي يقول : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : سمعت يحيى بن آدم يقول : أحمد بن حنبل إمامنا.

أخبرنا البرمكيّ والأزجي قالا : أخبرنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا أحمد بن سلمة النّيسابوريّ قال : سمعت قتيبة يقول : أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه إماما الدنيا.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد ابن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت أبا سعيد عمرو بن محمّد بن منصور يقول : سمعت محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ يقول : سمعت أبي يقول : أحمد بن حنبل حجة بين الله وبين عبيده في أرضه.

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال : أخبرنا أبو بكر الخلّال ، حدّثنا المروذي قال :حضرت أبا ثور ـ وقد سئل عن مسألة ـ فقال : قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامنا فيها كذا وكذا.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان الطبراني ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال : سمعت علي بن المديني يقول : أحمد بن حنبل سيدنا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف ، حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد الصّوفيّ الواسطي في مجلس ابن مالك القطيعيّ. قال : حدث أبو يعلى الموصلي

١٨٣

ـ وأنا أسمع ـ قال : سمعت علي بن المديني يقول : إن الله أعز هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث ، أبو بكر الصديق يوم الردة ، وأحمد بن حنبل يوم المحنة.

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال : سمعت أبا بكر الخلّال يقول : حدّثني الميموني قال : سمعت علي بن المديني يقول : ما قام أحد بأمر الإسلام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما قام أحمد بن حنبل. قال : قلت له : يا أبا الحسن ، ولا أبو بكر الصديق؟ قال : ولا أبو بكر الصديق ، إن أبا بكر الصديق كان له أعوان وأصحاب ، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب.

أخبرني عبد الغفار المؤدّب ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثني محمّد بن إبراهيم الحربيّ ، حدّثنا محمّد بن علي بن شعيب قال : سمعت أبي يقول : كان أحمد ابن حنبل بالذي قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل ، حتى أن المنشار ليوضع على فرق رأسه ما يصرفه ذلك عن دينه» ولو لا أحمد بن حنبل قام بهذا الشأن لكان عارا علينا إلى اليوم القيامة ، أن قوما سبكوا فلم يخرج منهم أحد.

أخبرنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي ، حدّثنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الحنين قال : سمعت إسماعيل بن خليل يقول : لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل لكان آية.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال : قرأت على إسحاق النعالي حدثكم عبد الله بن إسحاق المدائني قال : سمعت أبي يقول : رأيت كأن الناس قد جمعوا إلى مكة ، وكأن الحجر الأسود انصدع فخرج منه لواء ، فقلت : ما هذا؟ فقيل لي : أحمد بن حنبل بايع الله عزوجل.

وأخبرني البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا جعفر بن محمّد الصيدلي قال : سمعت خطاب بن بشر يذكر عن عبد الوهاب ـ يعني الورّاق ـ قال : لما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فردوه إلى عالمه» رددناه إلى أحمد بن حنبل ، وكان أعلم أهل زمانه.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السّرّاج ـ بنيسابور ـ حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال : سمعت أبا يعقوب الخوارزميّ ـ ببيت المقدس ـ قال : سمعت حرملة بن يحيى يقول : سمعت الشّافعي يقول : خرجت من

١٨٤

بغداد وما خلفت بها أحدا أتقى ولا أورع ولا أفقه ـ أظنه قال : ولا أعلم ـ من أحمد ابن حنبل.

أخبرنا البرمكيّ والأزجي. قالا : أخبرنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا أحمد بن سلمة النّيسابوريّ قال : سمعت إسحاق ـ يعني ابن راهويه ـ يقول : كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأصحابنا ، فكنا نتذاكر الحديث من طريق وطريقين وثلاثة ، فيقول يحيى بن معين من بينهم : وطريق كذا ، وطريق كذا (١) ، فأقول : أليس قد صح هذا بإجماع منا؟ فيقولون : نعم! فأقول : ما مراده؟ ما فقهه؟ فيبقون (٢) كلهم إلا أحمد بن حنبل فإنه يتكلم بكلام له قوي (٣).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت أبا الفضل محمّد بن إبراهيم بن الفضل يقول : سمعت أحمد بن سلمة يقول : سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول : ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا أعلم بفقهه ومعانيه ، من أبي عبد الله أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدّل ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الثّقفيّ قال : سمعت محمّد بن يونس يقول : سمعت أبا عاصم ـ وذكر الفقه ـ فقال : ليس ثم ـ يعني ببغداد ـ إلّا ذلك الرجل ـ يعني أحمد بن حنبل ـ ما جاءنا من ثم أحد غيره يحسن الفقه ، فذكر له علي بن المديني ، فقال بيده ـ ونفضها.

أخبرني إبراهيم بن عمر الفقيه ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبريّ ، حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد بن رجاء قال : سمعت عبد الله بن أحمد ابن حنبل يقول : سمعت أبا زرعة الرّازيّ يقول : كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث!! فقيل له : وما يدريك؟ قال : ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.

أخبرنا البرمكيّ ، أخبرنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : كتبت عن إبراهيم بن سعد في ألواح ، فقال لي : تكتب؟ وصليت خلفه غير مرة فكان يسلم واحدة.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا عبد الله بن محمّد

__________________

(١) «وطريق كذا» ساقطة من الأصل والمطبوعة.

(٢) في الأصل والمطبوعة : «فيقفون» تصحيف.

(٣) «فإنه يتكلم بكلام له قوي» ساقطة من الأصل والمطبوعة وأضفناها من تهذيب الكمال.

١٨٥

ابن جعفر القاضي القزوينيّ ـ بمصر ـ قال : سمعت أبا بكر الصاغاني يقول : أول ما تبينت من إسحاق بن أبي إسرائيل أن الله يضعه أني سمعته يقول : هاهنا قوم قد اختضبوا ، يدعون أنهم سمعوا من إبراهيم بن سعد ، يعرض بأحمد بن حنبل ـ قال الصاغاني : فكان ذاك أن الله وضعه ورفع أبا عبد الله.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن يوسف النّيسابوريّ ، أخبرنا محمّد بن حمزة الدمشقي ، أخبرنا يوسف بن القاسم القاضي قال : سمعت أبا يعلى التّميميّ يقول : سمعت أحمد بن إبراهيم ـ يعني الدروقي ـ يقول : من سمعتموه يذكر أحمد بن حنبل بسوء فاتهموه على الإسلام.

أخبرنا الحسين بن شجاع الصّوفيّ قال : أخبرنا عمر بن جعفر بن محمّد بن سلم ، حدّثنا أحمد بن علي الأبار قال : سمعت سفيان بن وكيع يقول : أحمد عندنا محنة ، من عاب أحمد فهو عندنا فاسق.

أخبرنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني ، حدّثنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس ، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد المطيريّ قال : سمعت أبا الحسن الطرخاباذي الهمداني يقول : أحمد بن حنبل محنة ـ به يعرف المسلم من الزنديق.

حدّثني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا محمّد ابن علي المقرئ ـ بالدالية ـ قال : أنشدنا أبو جعفر محمّد بن بدينا الموصلي قال : أنشدني ابن أعين في أحمد بن حنبل :

أضحى ابن حنبل محنة مأمونة

وبحبّ أحمد يعرف المتنسّك

وإذا رأيت لأحمد متنقّصا

فاعلم بأنّ ستوره ستهتّك

حدّثنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا محمّد بن حفص ـ أبو عبد الله الخصيب ـ حدّثنا أبو بكر محمّد ابن أحمد بن داود بن سيار بن أبي عتّاب المؤدّب ، حدّثنا سلمة بن شبيب. قال : كنا عند أحمد بن حنبل فجاءه رجل فدق الباب ، وكنا قد دخلنا عليه خفيا ، فظننا أنه قد غمز بنا ، فدق ثانية ، وثالثة ، فقال أحمد : أأدخل. قال : فدخل فسلم وقال : أيكم أحمد؟ فأشار بعضنا إليه. قال : جئت من البحر من مسيرة أربعمائة فرسخ ، أتاني آت في منامي فقال : ائت أحمد بن حنبل وسل عنه ، فإنك تدل عليه ، وقل له إن الله عنك راض ، وملائكة سماواته عنك راضون ، وملائكة أرضه عنك راضون. قال : ثم خرج

١٨٦

فما سأله عن حديث ولا مسألة.

أخبرني علي بن أحمد الرّزّاز ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن أحمد بن المهدي ، حدّثنا أحمد بن محمّد الكندي. قال : رأيت أحمد بن حنبل في المنام. قال : فقلت : يا أبا عبد الله ما صنع الله بك؟ قال : غفر لي ، ثم قال يا أحمد ضربت فيّ؟ قال : قلت نعم يا رب ، قال : يا أحمد هذا وجهي فانظر إليه ، فقد أبحتك النظر إليه.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، أخبرنا محمّد بن الحسين الأنماطي. قال : كنا في مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب وجماعة من كبار العلماء ، فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل ويذكرون فضائله ، فقال رجل : لا تكثروا ، بعض هذا القول. فقال يحيى بن معين : وكثرة الثناء على أحمد بن حنبل يستنكر؟ لو جلسنا مجلسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها.

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الشّافعي ، حدّثنا أبو غالب ابن بنت معاوية ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل الشّيبانيّ ـ وولد سنة أربع وستين ومائة ، وضرب بالسياط في الله ، فقام مقام الصديقين في عشر الأواخر من شهر رمضان سنة عشرين ومائتين ، ومات سنة إحدى وأربعين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : ومات أبو عبد الله في سنة إحدى وأربعين ومائتين ، في يوم الجمعة في ربيع الأول ، وهو ابن سبع وسبعين سنة.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : مات أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل الشّيبانيّ ، لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ابن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني الفضل بن زياد قال : وتوفي أبو عبد الله يوم الجمعة ضحوة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر ، سنة إحدى وأربعين ومائتين ، وقد أتى له سبع وسبعون سنة.

أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا نصر بن

١٨٧

القاسم الفرائضي قال : مات أحمد بن حنبل يوم الجمعة لثلاث عشرة بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : ذكر عبد الله بن إسحاق البغويّ أن بنان بن أحمد القصباني أخبرهم أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل مع من حضر ، قال : فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة ربع القطيعة ، وحرز من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف ، ومن النساء ستين ألف امرأة. وكان دفنه يوم جمعة ، قال : وصلّى عليه محمّد بن عبد الله بن طاهر.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّار ـ بهمذان ـ وعلي بن أبي علي البصريّ قالا : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن الشخير ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد النخاس ـ إملاء ـ قال : سمعت عبد الوهاب الورّاق يقول : ما بلغنا أنه كان للمسلمين جمع أكثر منهم على جنازة أحمد بن حنبل إلا جنازة في بني إسرائيل. قال أبو بكر بن النخاس : فحدثت أبا جعفر بن فرح ـ صاحب التفسير ـ بقول عبد الوهاب فقال : صدق عبد الوهاب هذه جنازة كانت في بني إسرائيل.

أخبرنا البرمكيّ والأزجي. قالا : أخبرنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : حدّثني أبو بكر محمّد بن عبّاس المكي قال : سمعت الوركاني ـ جار أحمد بن حنبل ـ. قال : أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس. قال : وسمعت الوركاني يقول : يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف من الناس : المسلمين واليهود ، والنصارى ، والمجوس.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال : سمعت عبد العزيز غلام الزجاج يقول : سمعت أبا الفرج الهندبائي يقول : كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة ، فرأيت في المنام قائلا يقول لي : لم تركت زيارة قبر إمام السنة؟.

قد ذكرنا مناقب أبي عبد الله أحمد بن حنبل مستقصاة في كتاب أفردناه لها فلذلك اقتصرنا في هذا الكتاب على ما أوردناه منها.

٢٦٣٣ ـ أحمد بن محمّد بن الحجّاج ، أبو بكر ، المعروف بالمروذي (١) :

صاحب أحمد بن حنبل. ذكر أبو الحسين بن المنادي أن أمه كانت مروذية ، وكان

__________________

(١) ٢٦٣٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣١٨ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٦٤.

١٨٨

أبوه خوارزميا ، وهو المقدم من أصحاب أحمد لورعه وفضله ، وكان أحمد يأنس به وينبسط إليه ، وهو الذي تولى إغماضه لما مات وغسله ، وقد روى عنه مسائل كثيرة ، وأسند عنه أحاديث صالحة حدث عنه محمّد بن مخلد الدّوريّ وغيره.

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال ، أخبرني محمّد بن جعفر الرّاشدي قال : سمعت إسحاق بن داود يقول : لا أعلم أحدا أقوم بأمر الإسلام من أبي بكر المروذي.

وقال الخلّال أيضا : أخبرني محمّد بن العبّاس قال : قال أبو بكر بن صدقة : لا تخدعن عن المروذي. قال : ما علمت أحدا كان أذب عن دين الله منه.

وقال أيضا : أخبرني علي بن الحسن بن هارون ، حدّثني محمّد بن أبي هارون ، حدّثني أبو بكر بن صدقة قال : سمعت عبد الوهاب الورّاق يقول لأبي علي بن الرواس : كتاب الورع كان عند أبي طالب؟ فقال له أبو علي : لا ، إنما كان عند المروذي. فقال عبد الوهاب : أبو بكر ثقة صدوق لا يشك في هذا ، إنما يحملهم على هذا الحسد.

قال أبو علي : لم يكن في أصحاب أحمد أقدر عليه من أبي بكر ، فقال عبد الوهاب : هو كما يقول ، وجعل يطري أبا بكر ويثني عليه.

قال الخلّال : وقد سمعت أبا بكر المروذي يقول : كان أبو عبد الله يبعث بي في الحاجة فيقول : كل ما قلت فهو على لساني فأنا قلته.

قلت : لأمانة المروذي عند أحمد كان يقول له ذلك.

قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكيّ ، عن عبد العزيز بن جعفر قال : سمعت أبا بكر الخلّال يقول : خرج أبو بكر المروذي إلى الغزو فشيعه الناس إلى سامرا فجعل يردهم فلا يرجعون. قال : فحزروا فإذا هم بسامرا سوى من رجع نحو خمسين ألف إنسان ، فقيل له : يا أبا بكر ، أحمد الله فهذا علم قد نشر لك ، قال : فبكى ثم قال : ليس هذا العلم لي وإنما هذا علم أحمد بن حنبل.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي قال : وتوفي أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي في جمادى الأولى منها ـ يعني سنة خمس وسبعين ومائتين ـ وشهدت الصلاة عليه.

١٨٩

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع. قال : وأبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي مات لست خلون من جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ، ودفن قريبا من قبر أحمد بن حنبل ، وتولى الصلاة عليه هارون بن العبّاس الهاشميّ.

قرأت على البرمكيّ عن عبد العزيز بن جعفر ، حدّثنا أبو بكر الخلّال ، أخبرنا العبّاس بن نصر قال : مضيت أصلي على قبر المروذي فرأيت مشايخ عند القبر وسمعت بعضهم [يقول (١)] لبعض : كان فلان هاهنا أمس فغفا فانتبه من نومه فزعا فقلت أي شيء القصة؟ فقال : رأيت أحمد بن حنبل راكبا فقلت : إلى أين يا أبا عبد الله؟ فقال : إلى شجرة طوبى ، نلحق أبا بكر المروذي.

٢٦٣٤ ـ أحمد بن محمّد بن الحسن بن السّكن ، أبو الحسن العامريّ (٢) :

سكن برذعة وحدث عن يعقوب بن عبد العزيز الزّهريّ. روى عنه أبو موسى هارون بن محمّد الموصلي.

حدّثني محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر المصريّ ، أخبرنا أبو موسى هارون بن محمّد بن هارون الموصلي ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن السّكن العامري البغداديّ ـ ومسكنه ببرذعة ـ حدّثنا يعقوب بن عبد العزيز ابن المغيرة الزّهريّ ، حدّثنا مالك بن أنس ، عن سميّ عن أبي صالح ، عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا (٣)».

٢٦٣٥ ـ أحمد بن محمّد بن الحسن بن زياد بن صالح ، أبو بكر الرّازيّ (٤) :

أخو أبي يحيى الزّعفرانيّ. قدم بغداد وحدث بها عن محمّد بن حميد الرّازيّ ، ومحمّد بن يحيى الذهلي. روى عنه محمّد بن عمرو العقيلي ، وعبد الباقي بن قانع.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ٢٦٣٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣١٩ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٥٩ ، ١٦٧ ، ٣ / ٢٣٨. وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة باب ٢٨. وفتح الباري ٢ / ٩٦ ، ١٣٩ ، ٥ / ٢٩٣.

(٤) ٢٦٣٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٢١ في المطبوعة.

١٩٠

٢٦٣٦ ـ (١) أحمد بن محمّد بن الحسن بن الجنيد (٢) أبو بكر الفقيه صاحب أبي ثور :

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع. قال : ومات أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسن بن جنيد صاحب أبي ثور يوم الأربعاء ودفن في يوم الخميس لتسع عشرة خلون من ذي القعدة سنة خمس وثمانين ـ يعني ومائتين ـ وكان أحد الفقهاء المشهورين ، منزله بالجانب الغربي على نهر كرخايا درب الكوفيين.

٢٦٣٧ ـ أحمد بن محمّد بن الحسن بن علي بن سليمان ، أبو العبّاس الرّبعيّ الثّعلبيّ الخزّاز (٣) :

سمع عيسى بن حمّاد زغبة ، وعبد الغني بن عبد العزيز بن العسال المصريين ومحمّد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي ، وعمر بن شبة النميري. روى عنه محمّد ابن جعفر المعروف بزوج الحرّة ، وأبو القاسم بن النخاس المقري ، وأبو عمر بن حيويه ، وأبو بكر بن شاذان ، وأبو حفص بن شاهين ، وكان ثقة ينزل بين السورين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أبي بكر بن شاذان ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر ابن أحمد الجريري ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن الخزّاز الرّبعيّ ، أخبرنا عيسى ابن حمّاد زغبة ، حدّثنا اللّيث عن يزيد بن أبي حبيب أن خالد بن كثير حدثه أن السرى بن إسماعيل الكوفيّ حدثه أن الشعبي حدثه أنه سمع النعمان بن بشير يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن من الحنطة خمرا ومن الشعير خمرا ومن الزبيب خمرا ، ومن التمر خمرا ، ومن العسل خمرا ، وأنا أنهى عن كل مسكر (٤)».

أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن. قال : ومات أبو العبّاس الخزّاز سنة خمس عشرة وثلاثمائة يوم الجمعة ، لعشر خلون من جمادى الأولى.

__________________

(١) ٢٦٣٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٢٢ في المطبوعة.

(٢) هكذا في الأصل بالحاء المهملة.

(٣) ٢٦٣٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٢٢ في المطبوعة.

(٤) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٨٧٢. وسنن ابن ماجة ٣٣٧٩. ومسند أحمد ٤ / ٢٦٧ والمستدرك ٤ / ١٤٨. وحلية الأولياء ٧ / ٣٢٧.

١٩١

٢٦٣٨ ـ (١) أحمد بن محمّد بن الحسن ، أبو بكر الدّرهمي (٢) :

حدث عن عبد الله بن محمّد بن سنان الروحي. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج ، وأحمد بن الفرج بن الحجّاج.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عبد الله الشاهد ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسن الدرهمي ـ قدم من طرسوس في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن سنان ، حدّثنا جعفر بن جسر ، حدّثنا أبي عن الحسن ، عن أبي هريرة. قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : في هذه الآية : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) [الواقعة ٣٤]. قال : «غلظ كل فراش منها كما بين السماء والأرض (٣)».

٢٦٣٩ ـ أحمد بن محمّد بن الحسن ، أبو حامد النّيسابوريّ ، المعروف بابن الشّرقي (٤) :

سمع عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم ، ومحمّد بن يحيى الذهلي ، وأحمد بن يوسف السّلميّ ، ومسلم بن الحجّاج الحافظ ، وأبا الأزهر أحمد بن الأزهر. وكان ثقة ثبتا متقنا حافظا.

قدم بغداد وحدث بها. فروى عنه عبد الصّمد بن علي الطستي وذكر أنه سمع منه في مجلس المعمري.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي ، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التّميميّ أنه سمع محمّد بن إسحاق بن خزيمة ـ ونظر إلى أبي حامد بن الشرقي ـ فقال : حياة أبي حامد تحجز بين الناس والكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢٦٤٠ ـ أحمد بن محمّد بن الحسن ، أبو بكر الضّرّاب الدّينوريّ (٥) :

قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمّد بن سنان الروحي ، وهارون بن

__________________

(١) ٢٦٣٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٢٣ في المطبوعة.

(٢) الدرهمي : هذه النسبة إلى درهم ، وهو اسم لجد المنتسب عمر بن محمد بن عمر بن درهم البزاز الدرهمي. (الأنساب ٥ / ٣٠٣).

(٣) انظر الحديث في : الفوائد المجموعة ٣١٨. وتنزيه الشريعة ٢ / ٣٨٣. والدر المنثور ٦ / ١٥٥.

(٤) ٢٦٣٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٢٤ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٦٧.

(٥) ٢٦٤٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٢٥ في المطبوعة.

١٩٢

موسى الأشناني ، ومحمّد بن عبد العزيز بن المبارك الدّينوريّ. روى عنه أبو حفص بن الزّيّات ، وأبو الحسين بن البواب ، وأبو حفص بن شاهين ، ويوسف بن عمر القواس ، وغيرهم. وكان ثقة.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي ، أخبرنا أبو بكر أحمد ابن محمّد بن الحسن الدّينوريّ الضّرّاب ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبد العزيز بن المبارك القيسي ، حدّثنا يحيى بن هاشم ، حدّثنا مسعر بن كدام ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طلب العلم فريضة على كل مسلم (١)».

قال زاهر : لما قدم أبو بكر الضّرّاب هذا بغداد مع الغزاة متوجها إلى طرسوس ، قل من بقي من حفاظ أصحاب الحديث وغيرهم إلا وسأله عن هذا الحديث.

حدّثني أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ وكتب لي بخطه قال : سمعت أحمد بن الفرج بن منصور بن الحجّاج يقول : توفي أحمد بن محمّد الضّرّاب يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

قلت : وببغداد كانت وفاته.

٢٦٤١ ـ (٢) أحمد بن محمّد بن الحسن بن إسماعيل بن أسيد ، أبو عبد الله الخضيب (٣) المدينيّ :

ذكر ابن الثلاج : أنه حدثه عن علي بن حرب الموصلي ، وعبد الله بن علي بن المديني ، ومحمّد بن يوسف بن الطباع ، في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة في جامع الرصافة.

٢٦٤٢ ـ أحمد بن محمّد بن الحسن ـ وقيل : الحسين ـ بن حامد ـ وقيل : محمّد بن هارون ـ بن عبد الجبّار ، ـ أبو نصر البخاريّ ، المعروف بابن النّيازكي (٤) :

سمع محمّد بن الفتح بن حامد ، وعتيق بن حامد بن المنتجع البخاريين ، ومحمّد

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) ٢٦٤١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٢٦ في المطبوعة.

(٣) الخضيب ، هذا الاسم لمن يخضب لحيته بالحمرة على وجه السنة (الأنساب ٥ / ١٤٢ ، ١٤٣).

(٤) ٢٦٤٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٢٧ في المطبوعة.

١٩٣

ابن طالب بن علي ، وعبد المؤمن بن خلف النسفيين. وقدم بغداد وروى بها عن أحمد بن محمّد بن الخليل عن محمّد بن إسماعيل البخاريّ كتاب «الأدب» ، حدّثناه عنه القاضي أبو العلاء الواسطي.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي ، حدّثنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن الحسن بن حامد بن هارون بن عبد الجبّار البخاريّ ـ ببغداد في سنة سبعين وثلاثمائة قدم للحج ـ حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الخليل البزّاز ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، حدّثنا أبو اليمان ، حدّثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزّهريّ ، أخبرني سالم عن ابن عمر : أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ، والمرأة راعية في بيت زوجها ، والخادم في مال سيده (١)». سمعت هؤلاء من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأحسب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «والرجل راع في مال أبيه».

ذكر لي عبد العزيز بن محمّد النخشبي أن المستغفري أحد شيوخ أهل العلم بنخشب حدثهم ببعض حديث هذا الرجل ـ أحمد بن محمّد بن الخليل ـ فقال فيه : ابن الجليل وضبط عنه نسبه كذلك بالجيم. قال : وأبو نصر بن النيازكي ثقة ، توفي قبل سنة ثمانين وثلاثمائة.

أخبرنا أبو الوليد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سلمان الحافظ ببخارى. قال : توفي أبو نصر أحمد بن محمّد بن الحسين بن محمّد بن هارون ـ يعرف بالنيازكي ـ في سنة تسع وستين وثلاثمائة.

وكذلك قرأت أنا بخط أبي عبد الله الغنجار الحافظ. وهو وهم ، لأن سماع القاضي أبي العلاء منه صحيح ثابت في سنة سبعين وثلاثمائة ، وفيها سمع منه أيضا إبراهيم بن عمر البرمكيّ وغيره.

٢٦٤٣ ـ أحمد بن محمّد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم ، أبو الحسن المقرئ العطّار (٢) :

حدث عن أحمد بن الصّلت الحمّانيّ ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ،

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٦ ، ٣ / ١٩٦ ، ٤ / ٦ ، ٧ / ٣٤ ، ٤١ / ٩ / ٧٧. وفتح الباري ٢ / ٣٨٠ ، ٥ / ١٨١ ، ٩ / ٢٥٤.

(٢) ٢٦٤٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٢٨ في المطبوعة.

انظر : سؤالات حمزة السهمي للدار قطني ١٥٧.

١٩٤

وأبي القاسم البغويّ ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وعبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ ، وغيرهم. حدّثنا عنه أبو نعيم الحافظ ، ومحمّد بن عمر بن بكير النجار ، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، وأبو محمّد الخلّال ، وأحمد بن محمّد العتيقيّ ، وكان يظهر النسك والصلاح ، ولم يكن في الحديث ثقة.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن مقسم العطار المقرئ البغداديّ حدث عمن لم يره ، ومن مات قبل أن يولد.

سمعت أبا الحسن بن لؤلؤ الورّاق يقول : قال لي أبو الحسن بن مقسم : اكتب لي من أحاديث محمود بن محمّد الواسطي. قال : فقلت له : متى سمعت منه؟ قال : وما كتبت له شيئا! قال حمزة : وسمعت الدار قطني وجماعة من المشايخ تكلموا في ابن مقسم ، وكان أمره أبين من هذا.

سألت أبا نعيم الحافظ عن أحمد بن محمّد بن مقسم. فقال : لين الحديث. سمعت أبا القاسم الأزهري يقول : لم يكن أبو الحسن بن مقسم ثقة ، وقد رأيته. وسمعته ذكره مرة أخرى. فقال : كان كذابا.

حدّثني الأزهري. قال : سنة ثمانين وثلاثمائة فيها مات أبو الحسن بن مقسم ، ومولده سنة ست وتسعين ومائتين.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقيّ. قال : سنة ثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو الحسن ابن مقسم العطار ، يوم السبت لأربع عشرة خلت من شعبان ، وكان رجلا صالحا ، وكان مولده سنة ست وتسعين ومائتين.

قال لي العتيقيّ في موضع آخر : توفي ابن مقسم في يوم السبت السادس عشر من شعبان.

وكذلك قال محمّد بن أبي الفوارس. وقال ابن أبي الفوارس أيضا : كان سيئ الحال في الحديث ، مذموما ذاهبا ، لم يكن بشيء البتّة.

١٩٥

٢٦٤٤ ـ أحمد بن محمّد بن الحسن بن طاهر بن الفرات ، أبو الحسن البزّاز المعدّل ، المعروف بابن صغيرة (١) :

حدث عن أحمد بن سلمان النجاد ، ودعلج بن أحمد. حدّثنا عنه أبو بكر البرقانيّ. وكان ثقة.

وذكر لي الأزهري : أنه مات في ليلة السبت مستهل المحرم من سنة اثنتين وأربعمائة.

٢٦٤٥ ـ أحمد بن محمّد بن الحسن ، أبو الفتح الفقيه الحنبليّ ، يعرف بابن أخي حبيب (٢) :

حدث عن أبي علي بن الصواف. حدّثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي.

٢٦٤٦ ـ (٣) أحمد بن محمّد بن الحسين ، أبو جعفر القراطيسي (٤) :

حدث عن هناد بن السرى ، وأبي همام الوليد بن شجاع. روى عنه عبد الصّمد ابن علي الطستي ، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجاني.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن الحسين القراطيسي ـ بغدادي ـ حدّثنا هناد حدّثنا وكيع ، حدّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل ، عن ابن عبّاس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما جاء إلى أبي بكر وهو يصلي أخذ من حيث بلغ أبو بكر من القراءة.

٢٦٤٧ ـ أحمد بن محمّد بن الحسين ، أبو الحسين السّقطيّ (٥) :

حدث عن يحيى بن معين روى عنه عيسى بن حامد بن القنبيطي.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، حدّثنا عيسى بن حامد بن بشر القاضي ، حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الحسين السّقطيّ ، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن معين بن عون ، حدّثنا أبو بكر عبد الرّزّاق ، أخبرنا معمر عن الزّهريّ ، عن عروة ، عن عائشة. قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من تعلم القرآن وحفظه أدخله الله الجنة ،

__________________

(١) ٢٦٤٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٢٩ في المطبوعة.

(٢) ٢٦٤٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٣٠ في المطبوعة.

(٣) ٢٦٤٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٣١ في المطبوعة.

(٤) القراطيسي : هذه النسبة إلى عمل القراطيس وبيعها (الأنساب ١٠ / ٨٤).

(٥) ٢٦٤٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٣٢ في المطبوعة.

١٩٦

وشفعه في عشرة من أهل بيته كل قد أوجب النار (١)».         

رجال إسناده كلهم ثقات إلا السّقطيّ ، والحديث غير ثابت.

٢٦٤٨ ـ أحمد بن محمّد بن الحسين ، أبو محمّد الجريري (٢) :

من كبار مشايخ الصوفية الغالب عليه كنيته ، وذكر اسمه ونسبه أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلميّ النّيسابوريّ ، فيما حدّثني به أبو طالب يحيى بن علي الدسكري عنه.

ثم أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الحيري ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ قال : سمعت عبد الله بن أحمد البغداديّ يقول : سمعت أبا الحسن السيرواني يقول : اسم الجريري الحسن بن محمّد.

قال أبو عبد الرّحمن : ويقال عبد الله بن يحيى.

وسمعت عبد الله بن علي يقول : سمعت الرقى يقول : اسم أبي محمّد الجريري أحمد بن محمّد بن الحسين ، وهذا أصح.

قلت : والجريري عظيم القدر عند طائفته ، وكان الجنيد بن محمّد يكرمه ويبجله ، وحكى عنه جعفر بن محمّد الخالدي ومن بعده.

حدّثنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فضالة النّيسابوريّ الحافظ ـ بالري ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شاذان المذكر قال : سمعت أبا محمّد الجريري يقول : دخلت يوما على سرى السّقطيّ وهو يبكي فقلت له : ما يبكيك؟ قال : جاءتني البارحة الصبية فقالت لي يا أبت هذه الليلة حارة ، وهذا الكوز فيه ماء هو ذا أعلقه هاهنا ، فإذا برد فاشربه قال فعلقته وقمت إلى أمر كنت أقوم إليه ، فغلبتني عيناي فنمت فرأيت كأن جارية من أحسن الخلق نزلت من السماء ، وإذا الدنيا قد أشرقت لحسنها ، وعليها قميص فضة يتخشخش ، كأني أقول لها لمن أنت يا جارية؟ قالت : أنا لمن لا يشرب الماء المبرد في الكيزان. قال : وتناولت الكوز فضربت به الأرض فكسرته ، ثم قالت : سرى ، تدعى المحبة وتشرب الماء البارد في الكيزان؟ هذا

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ١٠٧. وتذكرة الموضوعات ٧٧.

(٢) ٢٦٤٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٣٣ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٢١.

١٩٧

محال. قال : فرأيت الخزف المكسور في غرفته ، لم يشله ولم يمسه حتى عفى عليه التراب.

قال أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني ـ بها ـ حدّثنا معمر بن أحمد بن محمّد بن زياد الأصبهاني ، أخبرني أحمد بن منصور المذكر قال : سمعت محمّد بن منصور النسائي يقول : قال أبو محمّد الجريري : إن الله لا يعبأ بصاحب حكاية ، إنما يعبأ بصاحب قلب ودراية.

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النّيسابوريّ ، أخبرني محمّد بن الحسين السّلميّ قال : سمعت عبد الله الرّازيّ يقول : سمعت الجريري يقول : منذ عشرين سنة ما مددت رجلي وقت جلوسي في الخلوة ، فإن حسن الأدب مع الله أولى.

أخبرنا إسماعيل الحيري ، أخبرنا عبد الرّحمن السّلميّ قال : سمعت عبد الله بن عطاء يقول : كان الجنيد إذا تكلم في علوم الحقائق يقول : هذا من بابة أبي محمّد بن الجريري إذا لم يحضر هو المجلس.

وقال أبو عبد الرّحمن : سمعت أبا سعيد بن أبي حاتم يقول : قال أبو محمّد الدبيلي : سألت الجنيد عند وفاته : إلى من نقعد بعدك في هذا الأمر؟ فقال : إلى أبي محمّد الجريري.

أخبرنا رضوان أبو محمّد بن الحسن الدّينوريّ قال : سمعت أبا سعد الحسين بن عثمان بن أحمد بن سهل الكرخي يقول : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن بندار يقول : سمعت أبا الحسن علي بن داود البغداديّ ـ بأنطاكية ـ يقول سئل أبو محمّد الجريري : ما العبادة؟ فقال : حفظ ما كلفت ، وترك ما كفيت.

أخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال : سمعت عبد الله بن يوسف الأصبهاني يقول : سمعت أبا الفضل الصرام ـ بهراة ـ يقول : سمعت علي بن عبد الله يقول : اعتكف أبو محمّد الجريري بمكة في سنة اثنتين وتسعين ومائتين ، فلم يأكل ولم ينم ولم يستند إلى حائط ولم يمد رجليه. فقال له أبو بكر الكتاني : يا أبا محمّد بما ذا قدرت على اعتكافك؟ فقال : علم صدق باطني فأعانني على ظاهري. ثم أنشأ يقول :

سأشكر لا أنّي أجازيك منعما

بشكري ولكن كي يقال له شكر

وأذكر أيّامي لديك وطيبها

وآخر ما يبقى على الذّاكر الذّكر

١٩٨

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الرّازيّ يقول : قال أبو بكر ـ يعني الشبلي ـ قال رجل لأبي محمّد الجريري.

وأخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت محمّد بن الحسين النّيسابوريّ يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الطّبريّ قال : قال رجل لأبي محمّد الجريري : كنت على بساط الأنس وفتح لي طريق إلى البسط ، فزللت زلة فحجبت عن مقامي ، فكيف السبيل إليه؟ دلني على الوصول إلى ما كنت عليه. فبكى أبو محمّد وقال : يا أخي الكل في قهر هذه الخطة ، لكني أنشدك أبياتا لبعضهم فيها جواب مسألتك. فأنشأ يقول :

قف بالدّيار فهذه آثارهم

نبكي الأحبّة حسرة وتشوّقا

كم قد وقفت بها أسائل مخبرا

عن أهلها أو صادقا أو مشفقا

فأجابني داعي الهوى في رسمها

فارقت من تهوى فعزّ الملتقى

أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين النّيسابوريّ قال : سمعت أبا الحسين الفارسي يقول : قال أبو محمّد بن الجريري : من توهم أن عملا من أعماله يوصله إلى مأموله الأعلى والأدنى فقد ضل عن طريقته ؛ لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لن ينجي أحدا منكم عمله (١)». فما لا ينجي من المخوف كيف يبلغ إلى المأمول؟ ومن صح اعتماده على فضل الله فذاك الذي يرجى له الوصول.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ ، أخبرنا أبو زرعة أحمد بن محمّد بن الفضل ـ إجازة ـ قال : مات أبو محمّد الجريري سنة أربع وثلاثمائة.

وقال أبو عبد الرّحمن : سمعت أبا سعيد الرّازيّ يقول : توفي الجريري سنة وقعة الهبير وطئته الجهال وقت الوقعة.

وقال أيضا : سمعت أبا عبد الله الرّازيّ يقول : وقعة الهبير كانت في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.

أخبرنا إسماعيل الحيري حدّثنا محمّد بن الحسين أبو عبد الرّحمن قال : سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول : مات الجريري سنة إحدى عشرة وثلاثمائة سنة وقعة الهبير.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١٢٢. وصحيح مسلم ، كتاب صلاة المنافقين باب ١٧.

١٩٩

قلت : وكانت وفاته في طريقة مكة.

أخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال : سمعت أبا عبد الله بن بالويه الشيرازي يقول : سمعت أحمد بن عطاء الروذباري يقول : مات الجريري سنة الهبير ، فجزت به بعد سنة ، فإذا هو مستند جالس وركبته إلى صدره. وهو مشير إلى الله تعالى بإصبعه.

٢٦٤٩ ـ أحمد بن محمّد بن الحسين ، أبو بكر السّحيمي (١) :

قاضي همذان. كأن أحد من رحل ، وكتب ، وسمع ، وحدث عن إبراهيم بن الهيثم البلديّ ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وأحمد بن محمّد بن عيسى البرتي ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، وعلي بن عبد العزيز البغويّ ، وأحمد بن محمّد ابن يحيى بن حمزة الدمشقي ، ويحيى بن عثمان بن صالح ، ومقدام بن داود المصريين ، وأحمد بن عبد الرّحيم الحوطي ، وأحمد بن داود السمناني ، وأحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي ، ومحمّد بن صالح الأشج الهمذاني. روى عنه المعافي بن زكريا ، وأبو القاسم بن الثلاج. وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه بعد انصرافه من مجلس أحمد بن محمّد بن الجرّاح الضّرّاب.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقيّ ، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن الحسين السحيمي ، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحيم الحوطي ، حدّثنا يحيى ابن يزيد الخوّاص ، حدّثنا حمّاد ، عن خالد الحذّاء ، عن أبي قلابة ، عن أنس بن مالك.أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لبلال : «اشفع الأذان وأوتر الإقامة (٢)».

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى البزّاز بهمذان ، حدّثنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمّد الحافظ قال : أحمد بن محمّد القاضي المعروف بالسحيمي ، قدم علينا قاضيا سنة ثماني عشرة [وثلاثمائة (٣)] ، كتبنا عنه وكان صدوقا واسع العلم.

__________________

(١) ٢٦٤٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٣٣٤ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٥١.

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٢٠٩٦٢.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٠٠