تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٥

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٦

ليس لي عدّة تشدّ فؤادي

غير ذي الطّول عدّتي وظهيري

هو ذخري لكلّ ما أرتجيه

وغياثي وراحمي ونصيري

قال : وأنشدنا القاضي ابن كامل أيضا لنفسه :

صرف الزّمان تنقل الأيّام

المرء بين محلل وحرام

وإذا تقشّعت الأمور تكشّفت

عن فضل إنعام وقبح أثام

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سأل أبو سعد الإسماعيلي أبا الحسن الدار قطني عن أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي فقال : كان متساهلا ، وربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه ، وأهلكه العجب فإنه كان يختار ولا يضع لأحد من العلماء الأئمة أصلا. فقال له أبو سعد : كان جريري المذهب. قال أبو الحسن : بل خالفه واختار لنفسه وأملى كتابا في السير وتكلم على الأخبار.

قال لنا أبو الحسين بن الفضل القطّان وأبو علي بن شاذان : مات أحمد بن كامل القاضي يوم الأربعاء لثمان خلون من المحرم سنة خمسين وثلاثمائة. قال ابن شاذان : ودفن من يومه.

* * *

حرف اللام [من آباء الأحمدين]

٢٥٢٥ ـ أحمد بن اللّيث بن منصور ، أبو العبّاس الأنماطي (١) :

سكن الكوفة وحدث بها عن أحمد بن إبراهيم الدروقي ، وعبّاس بن يزيد البحراني ، ونحوهما. روى عنه أبو بكر بن أبي دارم ، وعبد الله بن يحيى الطلحي ، والحسن بن محمّد السّكونيّ الكوفيّون.

أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو بكر الطلحي ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن اللّيث بن منصور الأنماطي البغداديّ ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدروقي ، حدّثنا يحيى بن يعلى ، حدّثنا أبي عن غيلان بن جامع ، عن ابن أبي ليلى ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : عرضت ناقة رجل

__________________

(١) ٢٥٢٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢١٠ في المطبوعة.

١٢١

فوقصت به وهو محرم فمات فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كفنوه في ثوبيه ، واغسلوه بماء وسدر ، ولا تغطوا رأسه ، فإنه يبعث يوم القيامة يلبي (١)».

أخبرنا أبو علي محمّد بن حمزة الدهان ، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي ـ بالكوفة ـ حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن اللّيث بن منصور الأنماطي البغداديّ سنة تسع وثمانين ـ يعني ومائتين ـ بحديث غير هذا.

* * *

حرف الميم [من آباء الأحمدين]

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه محمّد

جعلت ترتيبهم على نسق حروف المعجم من أوائل أسماء أجدادهم.

٢٥٢٦ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي خلف ، القطيعيّ (٢) :

نسبه أبو العبّاس بن عقدة. وأحسبه نزل الكوفة فإني لم أر للبغداديين عنه رواية. حدث عن حصين بن عمر الأحمسي ، وسفيان بن عيينة ، وأبي عبّاد يحيى بن عبّاد البصريّ روى عنه أبو داود السجستاني ، وأبو شيبة إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة ، ومحمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفيان.

أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري قال : أخبرنا علي بن عبد الرّحمن البكائي بالكوفة ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان ، أخبرنا أحمد بن أبي خلف ، حدّثنا يحيى بن عبّاد البصريّ ، حدّثنا محمّد بن عثمان ، حدّثنا ثابت ، عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أعجبه نحو (٣) رجل أمره بالصلاة.

أخبرنا علي بن أبي علي قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن أبي العبّاس بن سعيد قال : سمعت أبا شيبة يقول : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي خلف وكان ثقة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخالدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي. قال : سنة ثلاث وثلاثين ومائتين فيها مات أحمد بن أبي خلف البغداديّ. وكان لا يخضب.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٣٢٣٨ ، ٣٢٣٩ ، ٣٢٤٠. والسنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٣٩١. والمعجم الكبير ١٢ / ٢٤ ، ٧٦ ، ٧٧ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ٨٠. ومسند أحمد ١ / ٣٣٣.

(٢) ٢٥٢٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢١١ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٩٢ (١ / ٤٢٩).

(٣) هكذا في الحلية ، والتاريخ الكبير للبخاري ، ومجمع الزوائد.

١٢٢

٢٥٢٧ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد ، أبو بكر الأشقر القنطريّ (١) :

روى عن أبي جعفر المغازلي خبرا لمعروف الكرخي ، حدث به عنه محمّد بن مخلد وأبو الحسين المنادي.

٢٥٢٨ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن النّضر ، أبو الفضل الأزديّ (٢) :

وهو ابن بنت أبي همام الوليد بن شجاع السّكونيّ. حدث بالموصل عن جده أبي همام ، وعن الحسن بن الصّبّاح البزّار. روى عنه بشر بن أحمد الإسفرايينيّ.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، أخبرنا بشر الإسفرايينيّ ، حدّثنا أبو الفضل أحمد بن محمّد بن النّضر بن ابنة أبي همام الوليد بن شجاع وابن ابنه معاوية ـ بالموصل سنة ثمان وتسعين ـ أخبرنا الحسن البزّار ، حدّثنا خلف بن تميم قال : سمعت سفيان ـ وقد اجتمع الناس عليه ـ يقول : لقد خفت أن تكون الأمة قد ضاعت إذا احتاج الناس إليّ.

٢٥٢٩ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد ، أبو بكر الصّيدلانيّ (٣) :

حدث عن محمّد بن سفيان بن أبي الزرد الإيلي. روى عنه عبد الصّمد بن علي الطستي. وذكر أنه سمع منه في قنطرة البردان.

٢٥٣٠ ـ (٤) أحمد بن محمّد [بن أحمد (٥)] بن إبراهيم ، أبو بكر المروزيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن محمّد بن مندة الأصبهاني. روى عنه محمّد بن موسى الداودي النّهرواني.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النّهرواني ، حدّثني جدي لأبي أبو بكر محمّد بن موسى بن المثني الفقيه ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم المروزيّ ـ سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ـ حدّثنا محمّد بن مندة الأصبهاني ، حدّثنا بكر بن بكار ، حدّثنا عائذ بن شريح الحضرمي قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب عليّ في رواية حديث فليتبوأ مقعده من النار (٦)».

__________________

(١) ٢٥٢٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢١٢ في المطبوعة.

(٢) ٢٥٢٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢١٣ في المطبوعة.

(٣) ٢٥٢٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢١٤ في المطبوعة.

(٤) ٢٥٣٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢١٥ في المطبوعة.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٦) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٢٣

٢٥٣١ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي سعدان ، أبو بكر الصّوفيّ (١) :

سكن الري وحدث بها عن القاضي أبي العبّاس البرتي ، ومحمّد بن غالب التمتام ، ومحمّد بن يونس الكديمي ، والحسين بن الحكم الحبري الكوفيّ. روى عنه عبد الصّمد بن محمّد الساوي ، وعلي بن محمّد المروزيّ ، وصالح بن أحمد بن محمّد الهمذاني ، إلّا أن صالحا قال : هو أحمد بن محمّد بن الحسن بن أبي سعدان.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا الحسن بن أحمد بن محمّد المحمي النّيسابوريّ ، حدّثنا عبد الصّمد بن محمّد بن أحمد بن موسى الساوي ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد ابن أحمد بن أبي سعدان البغداديّ ، حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن الحكم بن مسلم الكوفيّ ، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلميّ ـ في كتاب «تاريخ الصوفية» ـ قال : محمّد بن أحمد بن أبي سعدان البغداديّ ويقال : أحمد بن محمّد بن أبي سعدان ـ وهذا أصح إن شاء الله ـ من جلة مشايخ القوم وعلمائهم ، ولم يكن في زمانه أعلم بعلوم هذه الطائفة منه ، وكان أستاذ شيخنا أبي القاسم الرّازيّ.

٢٥٣٢ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلم ، أبو الحسن المخرميّ الكاتب ، مولى العبّاس بن محمّد الهاشميّ (٢) :

سمع الزبير بن بكار ، ويحيى بن محمّد بن أعين المروزيّ ، وحفص بن عمرو الربالي ، والحسن بن محمّد الزّعفرانيّ ، وعلي بن حرب الطّائيّ. روى عنه أبو عمر بن حيويه ، والدار قطني ، وابن شاهين ، وابن سمعون الواعظ ، ويوسف القواس وكان ثقة.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن طلحة بن محمّد بن جعفر. وأخبرنا عبيد الله ابن عمر بن شاهين عن أبيه : أن ابن سلم الكاتب. مات في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. زاد ابن شاهين : في ربيع الأول.

٢٥٣٣ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن يزيد ، أبو بكر المعروف بالبرنسيّ (٣) :

حدث عن أحمد بن الهيثم بن خالد البزّاز ، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، ومحمّد بن نوح العسكريّ ومقدام بن داود المصريّ ، وغيرهم. روى عنه القاضي

__________________

(١) ٢٥٣١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢١٦ في المطبوعة.

(٢) ٢٥٣٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢١٧ في المطبوعة.

(٣) ٢٥٣٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢١٨ في المطبوعة.

١٢٤

أبو الحسن الجرّاحي ، وأبو الحسين بن البواب المقري ، وعبد الله بن موسى الهاشميّ ، ومحمّد بن المظفر الحافظ.

أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب ، حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن يزيد البرنسي ، حدّثنا محمّد بن نوح العسكريّ ، حدّثنا يحيى بن يزيد الأهوازيّ ، حدّثنا محمّد بن الزبرقان أبو همام ، حدّثنا سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أكل الطين فقد أعان على نفسه (١)».

٢٥٣٤ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن زياد ، أبو الحسن التّمّار (٢) :

حدث عن سعدان بن نصر ، وزكريا بن يحيى المروزيّ. روى عنه ابن الثلاج ، وابن الصّلت المجبر ، وكان ثقة مقبول الشهادة عند الحكام.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال : قال لنا الحسين بن محمّد بن عبيد الدّقّاق : توفي أبو الحسن أحمد بن محمّد بن زياد التّمّار الشاهد ـ وقد كان حدّث ـ في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، وكان مولده في سنة ثمان وأربعين ومائتين.

٢٥٣٥ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي سعيد ، أبو العبّاس البزّاز الدّوريّ (٣) :

وهو أخو أبي بكر عبد الله بن محمّد ، وخال القاضي أبي بكر بن الجعابي. حدث عن الحسن بن محمّد الزّعفرانيّ ، وعبد الله بن أيّوب المخرميّ ، وأبي حذافة السهمي ، ومحمّد وعلي ابني إشكاب ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، وأحمد بن سعد الزّهريّ ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، روى عنه ابن البواب المقرئ ، ويوسف بن عمر القواس ، وأبو الحسن بن حمة الخلّال ، وأبو عبد الله ابن دوست وغيرهم.

وحدّثني الحسن بن أبي كالب : أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.

حدّثني عبد العزيز بن علي قال : ولد أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أبي سعيد البزّاز خال ابن الجعابي في سنة خمسين ومائتين.

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير ١٦ / ٣١١. ومجمع الزوائد ٥ / ٤٥. والسنن الكبرى ١٠ / ١١. وكشف الخفا ١ / ١٩٩. والموضوعات ٣ / ٣١.

(٢) ٢٥٣٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢١٩ في المطبوعة.

(٣) ٢٥٣٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٢٠ في المطبوعة.

١٢٥

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أبا العبّاس بن أبي سعيد توفي لأيام خلت من شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.

٢٥٣٦ ـ (١) أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، أبو بكر الحربيّ ، ويعرف بابن أبي ذر الجلوديّ (٢) :

حدث عن الحسن بن مكرم البزّاز. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج ، وأبو الفتح بن مسرور البلخي ، وكان ثقة.

٢٥٣٧ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن ، أبو العبّاس النّسوي (٣) :

ذكر ابن الثلاج أنه قدم بغداد حاجّا وحدثه بها في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة عن محمّد بن محمود بن عدي النّسوي.

٢٥٣٨ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن سليمان ، أبو الفضل الحواشي (٤) :

قرأت بخط إبراهيم بن علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح ، حدّثنا أبو الفضل أحمد بن محمّد بن أحمد بن سليمان الحواشي ـ قدم علينا بعد انصرافه من الحج ـ في الجانب الشرقي من مدينة السّلام ، في صفر سنة ست وأربعين وثلاثمائة ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي.

٢٥٣٩ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فراشة بن سلم بن عبد الله ، أبو العبّاس المروزيّ (٥) :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن أبي رجاء محمّد بن حمدويه المروزي ، وأحمد بن محمّد بن عمر البسطامي. حدّثنا عنه ابن رزقويه ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد ابن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن فراشة المروزيّ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عمر البسطامي ، حدّثنا خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن حبلة ، أخبرني أبي ، عن جدي ، عن شعبة ، عن العلاء

__________________

(١) ٢٥٣٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٢١ في المطبوعة.

(٢) الجلودي : هذه النسبة إلى الجلود وهي جمع الجلد ، وهو من يبيعها أو يعملها (الأنساب ٣ / ٢٨٢).

(٣) ٢٥٣٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٢٢ في المطبوعة.

(٤) ٢٥٣٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٢٣ في المطبوعة.

(٥) ٢٥٣٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٢٤ في المطبوعة.

١٢٦

ابن عبد الرّحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «السبع المثاني ، الحمد لله رب العالمين (١)».

٢٥٤٠ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن رامين ، الخراسانيّ (٢) :

قدم بغداد وحدث بها عن أبي الحسين أحمد بن محمّد بن عمر الجرجاني. روى عنه المعافي بن زكريا.

٢٥٤١ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن سهل بن عبد الرّحمن بن رزق الله بن أيّوب ، أبو بكر المعروف ببكير الحدّاد (٣) :

بغدادي سكن مكة وحدث بها عن بشر بن موسى ، وأبي مسلم الكجي ، وأبي العبّاس الكديمي ، ومحمّد بن نعيم البياضي ، وأبي العبّاس بن مسروق الطوسي ، ويعقوب بن إسحاق البيهسي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وحسن بن علي المعمري. روى عنه جماعة. منهم أبو الحسن الدار قطني ، وأحمد بن إبراهيم بن فراس المكي ، وأبو علي بن حمكان الفقيه ، وأبو محمّد النحاس المصريّ ، وأبو نصر محمّد ابن أبي بكر الإسماعيلي ، وكان ثقة.

وذكر لي الصوري : أن بكيرا الحدّاد مات بعد خمسين وثلاثمائة.

٢٥٤٢ ـ (٤) أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الصّبّاح بن يزيد بن شيرزاذ ، أبو العبّاس الكبشيّ (٥) :

نسب إلى الموضع المعروف بالكبش ، وهو هروي الأصل سمع أبا العبّاس البرثي القاضي ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، ومعاذ بن المثني العنبري ، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهريّ ، ونحوهم. حدّثنا عنه هلال بن محمّد الحفار ، وأبو بكر أحمد بن محمّد أبو درة السقاء الحربيّ ، وكان ثقة.

حدّثنا ابن أبي درة ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الصّبّاح الكبشيّ

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٢٨٨٤. والمستدرك ٢ / ٣٥٤.

(٢) ٢٥٤٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٢٥ في المطبوعة.

(٣) ٢٥٤١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٢٦ في المطبوعة.

(٤) ٢٥٤٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٢٧ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٣٤٢.

(٥) الكبشي : هذه النسبة إلى موضع ببغداد يقال له : الكبش ، وراء الحربية (الأنساب ١ / ٣٤٢).

١٢٧

ـ صاحب إبراهيم الحربي ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى البرثي ، حدّثنا أبو نعيم وأبو عمر الحوضي قالا : حدّثنا هشام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها ، فمن تبعها فلا يقعد حتى تدفن(١)».

بلغني أن هذا الشيخ مات في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

٢٥٤٣ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن السّدّي ، أبو الطّيّب الدّوريّ (٢) :

وهو ابن أخت الهيثم بن خلف. حدث عن أبي العبّاس الكديمي ، والحسن بن علي ابن الوليد الفارسي وعلي بن محمّد بن أبي الشوارب القاضي ، ومحمّد بن إسحاق ابن راهويه ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، والهيثم بن خلف الدّوريّ. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، والحسن بن الحسن بن المنذر القاضي ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن المنذر ، أخبرنا أبو الطّيّب أحمد بن محمّد بن السّدّي الدّوريّ ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ حدّثنا محمّد بن يونس بن موسى الكديمي البصريّ ، حدّثنا محمّد بن جهضم ، حدّثنا سعيد بن سلمة ، عن إسماعيل بن أمية ، عن نافع بن عمر قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المسجد ، وأبو بكر الصديق عن يمينه ، وعمر بن الخطاب عن يساره. فقال : «هكذا نبعث يوم القيامة (٣)».

٢٥٤٤ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن القطّان ، أبو الحسين القطّان (٤) :

من كبراء الشّافعيين وله مصنفات في أصول الفقه وفروعه ، وذكر لي القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ : أنه مات في جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.

٢٥٤٥ ـ (٥) أحمد بن محمّد بن أحمد ، أبو طاهر الطّاهريّ (٦) :

خرج عن بغداد قديما وحدث بأصبهان وغيرها ، عن أبي القاسم البغويّ. حدّثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٠٧. وصحيح مسلم ، كتاب الجنائز ٧٣ ، ٧٧.

(٢) ٢٥٤٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٢٨ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٦٣٩ ، ٣٦٦٩. وسنن ابن ماجة ٩٩. والمستدرك ٣ / ٦٨ ، ٤ / ٢٨٠. والسنة لابن أبي عاصم ٢ / ٦١٦.

(٤) ٢٥٤٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٢٩ في المطبوعة.

(٥) ٢٥٤٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٣٠ في المطبوعة.

(٦) الطّاهريّ : هذه النسبة إلى «طاهر» بن الحسين أحد القواد المعروفين (الأنساب ٨ / ١٨٠).

١٢٨

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد الطّاهريّ ـ بغدادي قدم علينا سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثنا الوركاني ، أخبرنا سعيد بن ميسرة ، عن أنس. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : صلى على حمزة سبعين صلاة.

وروى عن الطّاهريّ أبو نصر أحمد بن علي بن عبدوس الأهوازيّ ، وكان سماعه نحو سنة ستين وثلاثمائة.

٢٥٤٦ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزق بن عبد الله ، أبو الفرج ، والد شيخنا أبو الحسن بن رزقويه (١) :

سمع أبا القاسم البغويّ. حدّثنا عنه ابنه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزقويه ، حدّثني أبي أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغويّ ، حدّثنا زهير بن حرب ـ أبو خيثمة ـ حدّثنا جرير ، عن ليث ، عن طاوس ، عن أم مالك البهزية قالت : ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الفتن فقال : «خيركم فيها أو خير الناس ، رجل معتزل في ماله يعبد ربه ويعطي حقه ، ورجل أخذ بعنان فرسه أو نحو ذلك ، يخيف العدو ويخيفونه (٢)».

٢٥٤٧ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق بن نباتة ، أبو الفرج الدّقّاق (٣) :

حدث عن حامد بن شعيب البلخي. كتب عنه علي بن أحمد بن محمّد الوزان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ، وذكر أن سماعه كان صحيحا بخط أبيه.

٢٥٤٨ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى ، أبو الفرج الصّامت (٤) :

حدث عن أحمد بن عبيد الله بن صبيح القارئ ، وعبد الله بن إسحاق المدائني ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأحمد بن جعفر ـ جحظة ـ وأحمد بن الحسن بن دبيس بن المقرئ ، ومحمّد بن أحمد بن أبي الثلج. حدّثنا عنه محمّد بن جعفر بن علان الورّاق.

__________________

(١) ٢٥٤٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٣١ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٦ / ٤١٩. والمستدرك ٤ / ٤٤٦ ، ٤٦٤. ومصنف عبد الرّزّاق ٢٠٧٦٠. وإتحاف السادة المتقين ٦ / ٣٤٠.

(٣) ٢٥٤٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٣٢ في المطبوعة.

(٤) ٢٥٤٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٣٣ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٨ / ١٨.

١٢٩

٢٥٤٩ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن شجاع ، أبو نصر الصّفّار البخاريّ (١) :

قدم بغداد حاجّا ، وروى بها عن خلف بن محمّد الخيام كتاب «الفتن» لعيسى بن موسى غنجار ، وغير ذلك. حدّثنا عنه أبو الحسن بن بخيت.

أخبرنا أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدّقّاق ، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شجاع الصّفّار البخاريّ ـ بقراءة أبي الحسن ابن الفرات عليه ، بعد صدوره من الحج في صفر من سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ، في المسجد على نهر البزّارين ـ أخبرنا أبو صالح خلف بن محمّد الخيام قال : سمعت أبا هارون بن سهل بن شاذويه يقول : سمعت أحمد بن نصر العتكيّ يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم القاضي يقول : كان رجل من أهل مرو يكنى بأبي زرارة. وكان ولد بالبصرة ونشأ بها ، فقدم مرو فكان يوجه في الوفود إلى ولاة خراسان ، فجاء يوما فاستقبله الأمير ، فقالوا تنح عن الطريق. فقال : الطريق بين المسلمين ، فسمع بذلك الأمير فقال : من هذا؟ فقالوا : رجل من أوساط الناس ، فأمر أن يضرب خمسمائة سوط ويقطع لسانه! وكان من موالي خزاعة فقاموا إليه حتى خلصوه فقال أبو زرارة :

لسان المرء يكره ماضغيه

إذا يهفو ويرجم بالحجارة

فلا تتعرضن لشتم وال

أمالك عبرة بأبي زرارة؟

٢٥٥٠ ـ (٢) أحمد بن محمّد بن أحمد بن زكريا ، أبو العبّاس التّغلبي (٣) ، ويعرف بابن أبي شيخ الخلنجي :

حدث عن أبي القاسم البغويّ ، وعبد الله بن محمّد بن إسحاق ومحمّد بن حمدويه المروزيّين. حدّثنا عنه إبراهيم بن عمر البرمكيّ.

أخبرنا البرمكيّ ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن زكريا التّغلبي ـ المعروف بابن أبي شيخ الخلنجي ـ حدّثنا أبو القاسم البغويّ ، حدّثنا داود بن رشيد الخوارزمي ، حدّثنا أبو حفص الأبار ، حدّثنا منصور ، عن هلال بن يساف ، عن أبي

__________________

(١) ٢٥٤٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٣٤ في المطبوعة.

(٢) ٢٥٥٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٣٥ في المطبوعة.

(٣) التغلبي : هذه النسبة إلى تغلب ، وهي قبيلة معروفة (الأنساب ٣ / ٦١).

١٣٠

عبد الرّحمن السّلميّ ، عن علي قال : «المؤذن أملك بالأذان ، والقارئ أملك بالإقامة (١)».

٢٥٥١ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى ، أبو علي ، المعروف بابن أبي حامد القاضي (٢) :

وهو من ولد بن أبي حامد صاحب بيت المال. سمع القاضي أبا عبد الله المحاملي. حدّثني عنه أبو محمّد الحسن بن محمّد الخلّال ، وكان ثقة.

أخبرني الخلّال ، حدّثنا القاضي أبو علي أحمد بن محمّد بن أبي حامد ـ صاحب بيت المال إملاء ، في مجلس الدار قطني ـ حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا محمّد بن حسّان ، حدّثنا مكي بن إبراهيم ، حدّثنا داود الأودي ، عن عامر ، عن جرير ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «إذا أبق العبد فلحق بالعدو فمات فهو كافر (٣)».

٢٥٥٢ ـ (٤) أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى ، أبو نصر النّيسابوريّ ، المعروف بالصّبغيّ (٥) :

قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن محمّد بن علي العدل ، وعبد الله بن محمّد ابن عبد الوهاب الرّازيّ ، حدّثنا عنه الخلّال أيضا.

أخبرنا أبو محمّد الخلّال ـ وكتبه عنه أبو الحسن النعيمي ـ حدّثنا أبو نصر أحمد ابن محمّد بن أحمد بن موسى النّيسابوريّ الصبغي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن علي أبو محمّد العدل ، حدّثنا علي بن محمّد بن أحمد البجلي ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن ثابت بن آدم الرّبعيّ ، عن محمّد بن القاسم أبي جعفر قال : حدّثنا شقيق ابن إبراهيم ، عن سفيان الثوري ، عن طلحة بن مصرف ، عن شمر بن عطية ، عن ابن مسعود. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أصبح محزونا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه ، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه ، ومن دخل على غني

__________________

(١) انظر الحديث في : تلخيص الحبير ١ / ٢١١. والكامل ٤ / ٣٢٧. وكنز العمال ٢٠٩٦٣.

(٢) ٢٥٥١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٣٦ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٣٦٤. والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ٣٧٢. وكنز العمال ١١٢٦٨.

(٤) ٢٥٥٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٣٧ في المطبوعة.

(٥) الصّبغيّ : هذه النسبة إلى «الصّبغ» والصّباغ المشهور ، ويمكن عمل الألوان التي ينقش بها أو يستعملها الخراط (الأنساب ٨ / ٣٣).

١٣١

فتضعضع له ذهب ثلثا دينه ، ومن قرأ القرآن فدخل النار فهو ممن اتخذ آيات الله هزؤا (١)».

٢٥٥٣ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى ، أبو العبّاس القاضي الكرجي (٢) :

حدث عن أحمد بن سليمان العبادانيّ ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وجعفر الخالدي وطبقتهم. حدّثنا عنه علي بن محمّد بن الحسن الحربيّ ، وعبد العزيز بن علي الأزجي.

وكان صدوقا. نزل بغداد مدة ثم انتقل إلى مكة فاستوطنها. وكان شيخنا الحربيّ سمع منه ببغداد ، وذكر لي محمّد بن علي الصوري أنه مات في سنة خمس وأربعمائة.

٢٥٥٤ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد ، أبو حامد الفقيه الإسفرايينيّ (٣) :

قدم بغداد وهو حدث فدرس فقه الشّافعي على أبي الحسن بن المرزبان ، ثم على أبي القاسم الداركي وأقام ببغداد مشغولا بالعلم حتى صار أوحد وقته ، وانتهت إليه الرئاسة وعظم جاهه عند الملوك والعوام ، وحدث بشيء يسير عن عبد الله بن عدي ، وأبي بكر الإسماعيلي وإبراهيم بن محمّد بن عبدك الإسفرايينيّ ، وغيرهم. حدّثنا عنه الحسن بن محمّد الخلّال ، وعبد العزيز بن علي الأزجي ، ومحمّد بن أحمد بن شعيب الروياني وكان ثقة.

وقد رأيته غير مرة وحضرت تدريسه في مسجد عبد الله بن المبارك وهو المسجد الذي في صدر قطيعة الربيع ، وسمعت من يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة متفقه ، وكان الناس يقولون : لو رآه الشّافعي لفرح به.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن شعيب الروياني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرايينيّ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عبدك الشعراني ـ بأسفرايين ـ

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ٣ / ١٣٣. واللآلئ المصنوعة ٢ / ١٧٠ ، ١٧١. وتنزيه الشريعة ٢ / ٣٠٢. والفوائد المجموعة ٢٣٨. وكشف الخفا ٢ / ٣٣٤.

(٢) ٢٥٥٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٣٨ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٣٨٠.

(٣) ٢٥٥٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٣٩ في المطبوعة.

انظر : طبقات الشافعية ٣ / ٢٤. والبداية والنهاية ١٢ / ٢. ووفيات الأعيان ١ / ١٩. وطبقات الفقهاء للشيرازي ١٠٣. ومعجم البلدان ١ / ٢٤٧. والأعلام ١ / ٢١١.

١٣٢

حدّثنا الحسن بن سفيان وأخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ حدّثنا أبو الحسن علي بن عيسى بن المثنى الماليني ، حدّثنا الحسن بن شقيق ، حدّثنا محمّد بن الحسن الأعين ، حدّثنا نعيم بن حمّاد ، حدّثنا عبد الوهاب الثّقفيّ ، عن هشام بن حسّان ، عن محمّد ابن سيرين ، عن عقبة بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به (١)». لفظهما سواء.

حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المنكدري. قال : قال لي أبو حامد الإسفرايينيّ : ولدت في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، وقدمت بغداد في سنة أربع وستين وثلاثمائة.

قال المنكدري : ودرس الفقه من سنة سبعين إلى أن مات.

حدّثني الحسن بن أبي طالب قال : أنشدنا أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرايينيّ قال : كتب إليّ قاضي مربذ :

لا يغلون عليك الحمد في ثمن

فليس حمد وإن أثمنت بالغالي

الحمد يبقى على الأيام ما بقيت

والدهر يذهب بالأحوال والمال

حدّثنا محمّد بن روق بن علي الأسديّ قال : سمعت أبا الحسين بن القدوري يقول : ما رأينا في الشّافعيين أفقه من أبي حامد.

وحدّثني أبو إسحاق الشيرازي قال : سألت القاضي أبا عبد الله الصيمري. من أنظر من رأيت من الفقهاء؟ فقال : أبو حامد الإسفرايينيّ أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي قال : أنشدني أبو الفرج الدارمي ـ لنفسه في أبي حامد الإسفرايينيّ ـ وقد عاده :

مرضت فارتحت إلى عائدي

فعادني العالم في واحد

ذاك الإمام ابن أبي طاهر

أحمد ذو الفضل أبو حامد

ثم لقيت أبا الفرج الدارمي بدمشق فأنشدنيها.

مات أبو حامد في ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقين من شوال سنة ست وأربعمائة. ودفن من الغد يوم السبت وصليت على جنازته في الصحراء وراء جسر

__________________

(١) انظر الحديث في : السنة لابن أبي عاصم ١ / ١٢. وشرح السنة ١ / ٢١٣. وفتح الباري ١٣ / ٢٨٩. ومشكاة المصابيح ١٦٧.

١٣٣

أبي الدن ، وكان الإمام في الصلاة عليه أبو عبد الله المهتدي خطيب جامع المنصور ، وكان يوما مشهودا بكثرة الناس وعظم الحزن ، وشدة البكاء. ودفن في داره إلى أن نقل منها ودفن بباب حرب في سنة عشر وأربعمائة.

٢٥٥٥ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت ، أبو الحسن(١) :

أهوازي الأصل. مولده ببغداد في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. سمع القاضي أبا عبد الله المحاملي ، ومحمّد بن مخلد العطار ، وعبد الغافر بن سلامة الحمصيّ ، والحسين بن يحيى بن عياش القطّان ، ومحمّد بن جعفر المطيريّ ، وأبا العبّاس بن عقدة ، والحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي.

كتبت عنه وكان صدوقا صالحا ينزل دار إسحاق ، وتوفي يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب التبن.

٢٥٥٦ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد ، أبو الحسين الواعظ مولى الهادي ، ويعرف بابن المتيّم (٢) :

كان له مجلس وعظ في جامع المدينة ، ومسكنه بالجانب الشرقي ، وحدث عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التّنوخي ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، وحمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشميّ ، وعلي بن محمّد بن عبيد الحافظ ، وأبي العبّاس بن عقدة ، وإسماعيل بن محمّد الصّفار.

وكان جميع ما عنده ستة مجالس عن ابن البهلول ، وكان كل واحد من الباقين مجلس واحد. كتبت عنه وكان صدوقا. سمع في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، ولم أكتب عن أحد من البغداديين أقدم سماعا منه. وكان مزاحا صاحب دعابة. وتوفي في يوم الخميس الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعمائة.

٢٥٥٧ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون ، أبو نصر البزّار النّرسي (٣) :

سمع محمّد بن عمرو الرّازيّ ، وأبا عمرو بن السماك ، وأحمد بن سلمان النجاد ،

__________________

(١) ٢٥٥٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٤٠ في المطبوعة.

(٢) ٢٥٥٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٤١ في المطبوعة.

(٣) ٢٥٥٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٤٢ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٤٦.

١٣٤

وعلي بن محمّد بن الزبير الكوفيّ ، وعلي بن إدريس الستوري ، وأبا بكر الأدمي القارئ ، وجعفر الخالدي ، وأحمد بن عثمان بن بويان المقرئ.

كتبت عنه وكان صدوقا ، صالحا ينزل النصرية من نواحي باب الشام ، ومات في يوم الجمعة لتسع خلون من ذي القعدة سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، ودفن في مقبرة باب حرب ، وحدّثني ابنه محمّد أنه بلغ إحدى وثمانين سنة.

٢٥٥٨ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل ، أبو سعيد الأنصاريّ الصّوفيّ الماليني :

أحد الرحالين في طلب الحديث ، والمكثرين منه. كتب ببلاد خراسان ، وما وراء النهر ، وببلاد فارس ، وجرجان ، والري ، وأصبهان ، والبصرة وبغداد ، والكوفة ، والشامات ، ومصر ، ولقي عامة الشيوخ والحفاظ الذين عاصرهم ، وحدث عن محمّد ابن عبد الله السليطي ، ومحمّد بن الحسن بن إسماعيل السّرّاج ، وإسماعيل بن نجيد السّلميّ ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن محبور الدهان النيسابوريين ، وعن أبي حاتم محمّد بن يعقوب ، وأبي سعيد محمّد بن أحمد بن يوسف ، وعبد الرّحمن بن محمّد ابن إدريس الهرويّين ، وعن منصور بن العبّاس البوسنجي ، وعبد الله بن عدي ، وأبي بكر الإسماعيلي ، ومحمّد بن عبد الله بن شيرويه الفسوي ، وأبي بكر القباب ، وأبي شيخ الأصبهانيين ، وأبي بكر بن مالك القطيعيّ ، وأبي محمّد بن ماسي ، والحسن بن رشيق المصريّ ، وخلق يطول ذكرهم.

وكان قد سمع وكتب من الكتب الطوال ، والمصنفات الكبار ، ما لم يكن عند غيره. وقدم بغداد دفعات كثيرة ، وآخر ما قدم علينا في سنة تسع وأربعمائة ، وسمعنا منه في رباط الصوفية الذي عند جامع المنور ، فإنه كان نزل هناك ، ثم خرج إلى مكة ومضى منها إلى مصر فأقام بها حتى مات بمصر في يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، وكان ثقة صدوقا متقنا خيرا صالحا.

٢٥٥٩ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم ، واسمه محمّد بن علي بن مهران ، أبو طاهر (١) :

وهو أخو أبي أحمد الفرضي ، انتقل من بغداد إلى البصرة فسكنها وحدث بها عن

__________________

(١) ٢٥٥٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٤٤ في المطبوعة.

١٣٥

أبي عمرو بن السماك ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وحمزة بن محمّد الدهقان ، وأبي الحسن بن الزبير الكوفيّ ، وعبد الله بن إسحاق بن الخراسانيّ ، وأبي بكر الشّافعي وأبي بكر بن الجعابي ، وحبيب القزّاز.

وكان يعرف بالبصرة بأبي طاهر الرسول. قد أدركته حيّا في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، إلّا أنه كان عليلا فلم يقض لي السماع منه ، ومات بعد خروجي عن البصرة بمدة وكان صدوقا.

٢٥٦٠ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل بن محمّد ، أبو الحسن الضّبّيّ ، المعروف بابن المحاملي (١) :

أحد الفقهاء المجودين على مذهب الشّافعي ، كان قد درس على أبي حامد الإسفرايينيّ. وبرع في الفقه ورزق من الذكاء وحسن الفهم ما أربى به على أقرانه ، ودرس في حياة أبي حامد وبعده ، واختلف إليه في درس الفقه. وهو أول من علقت منه ، وكان قد سمع من محمّد بن المظفر وطبقته. ورحل به أبوه إلى الكوفة ، فسمع من أبي الحسن بن أبي السرى وغيره.

وسألته غير مرة أن يحدثني بشيء من سماعه يعدني بذلك ويرجئ الأمر إلى أن مات ، ولم أسمع منه إلّا خبر محمّد بن جرير الطّبريّ ، عن قصة الخراسانيّ الذي ضاع هميانه بمكة ، ولا أعلم سمع منه أحد غيري إلا ما حدّثني ابنه أبو الفضل أن علي بن أحمد الكاتب قرأ عليه رواية البغويّ ، عن أحمد بن حنبل الفوائد.

وحدّثني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصّيرفيّ أن مولد ابن المحاملي في سنة ثمان وستين وثلاثمائة.

حدّثنا علي بن المحسن القاضي قال : قال لي المرتضى ـ وهو أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي ـ : دخل عليّ أبو الحسن بن المحاملي مع أبي حامد الإسفرايينيّ ولم أكن أعرفه. فقال لي أبو حامد : هذا أبو الحسن بن المحاملي وهو اليوم أحفظ للفقه مني.

مات ابن المحاملي في يوم الأربعاء لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وأربعمائة.

__________________

(١) ٢٥٦٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٤٥ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٦٥.

١٣٦

٢٥٦١ ـ (١) أحمد بن محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن أبي درّة ، أبو بكر الحربيّ المعروف بالسّقّاء (٢) :

سمع أبا بكر النجاد ، وعبد الله بن إسحاق البغويّ ، وأبا بكر الشّافعي ، وأحمد بن محمّد بن أحمد بن الصّبّاح الكبشيّ ، وبادوية القزوينيّ ، وأحمد بن إبراهيم القديسي.

كتبت عنه في جامع المدينة وكان صدوقا ، ومات في ذي الحجة من سنة ست عشرة وأربعمائة.

٢٥٦٢ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب ، أبو بكر الخوارزميّ ، المعروف بالبرقانيّ (٣) :

سمع ببلده من أبي العبّاس بن حمّاد النّيسابوريّ ، ومحمّد بن علي الحسّاني ، وأحمد بن إبراهيم بن حباب الخوارزميين.

ثم ورد بغداد فسمع من محمّد بن جعفر بن هيثم البندار ، وأبي علي بن الصواف ، وأبي بحر بن كوثر البربهاري ، وأبي بكر بن مالك القطيعيّ ، وأبي محمّد بن ماسي ، وأحمد بن جعفر بن سلم ، ومن بعدهم.

ثم خرج إلى جرجان فسمع من أبي بكر الإسماعيلي ونحوه ، وكتب بأسفرايين عن بشر بن أحمد وعدة سواه ، وكتب بنيسابور ، عن أبي عمرو بن حمدان ، وأبي أحمد الحافظ ، وجماعة غيرهما.

وكتب بهراة عن أبي الفضل بن خميرويه ، وأبي حاتم محمّد بن يعقوب ، وأبي منصور الأزهري. وكتب بمرو عن عبد الله بن عمر بن عليك ، وعبد الله بن أحمد بن الصديق ، وأبي صخر محمّد بن مالك السّعديّ وسمع في بلاد أخرى من خلق يطول ذكرهم.

ثم عاد إلى بغداد فاستوطنها وحدث بها. فكتبنا عنه وكان ثقة ورعا ، متقنا متثبتا فهما ، لم ير في شيوخنا أثبت منه ، حافظا للقرآن ، عارفا بالفقه ، له حظ من علم

__________________

(١) ٢٥٦١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٤٦ في المطبوعة.

(٢) السقاء : هذه النسبة لمن يسقي الناس الماء (الأنساب ٧ / ٩٠).

(٣) ٢٥٦٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٤٧ في المطبوعة.

انظر : تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٧٤. والعبر ٣ / ١٥٦. والوافي بالوفيات ٧ / ٣٣١. وطبقات السبكي ٤ / ٤٧. والبداية والنهاية ١٢ / ٣٦. والنجوم الزاهرة ١ / ٧٤. والمنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٧٩. وشذرات الذهب ٣ / ٢٢٨. وهدية العارفين ١ / ٧٤.

١٣٧

العربية. كثير الحديث ، حسن الفهم له ، والبصيرة فيه ، وصنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاريّ ومسلم ، وجمع حديث سفيان الثوري ، وشعبة ، وأيّوب ، وعبيد الله بن عمرو ، وعبد الملك بن عمير ، وبيان بن بشر ، ومطر الورّاق ، وغيرهم من الشيوخ. ولم يقطع التصنيف إلى حين وفاته ، ومات وهو يجمع حديث مسعر.

وكان حريصا على العلم منصرف الهمة إليه ، وسمعته يوما يقول لرجل من الفقهاء ـ معروف بالصلاح وقد حضر عنده ـ ادع الله أن ينزع شهوة الحديث من قلبي. فإن حبه قد غلب عليّ فليس لي اهتمام بالليل والنهار إلا به ، أو نحو هذا من القول. وكنت كثيرا أذاكره بالأحاديث فيكتبها عني ويضمنها مجموعه.

ولقد حدّثني أبو الفضل عيسى بن أحمد الهمذاني ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب الخوارزميّ ـ في سنة عشرين وأربعمائة ـ قال : حدّثني أحمد بن علي ابن ثابت الخطيب ، حدّثنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ـ بنيسابور ـ حدّثنا محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني ، حدّثنا أبو يزيد الهرويّ ، حدّثنا شعبة ، عن محمّد بن أبي النوار قال : سمعت رجلا من بني سليم يقال له خفاف قال : سألت ابن عمر عن صوم ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعتم. قال : إذا رجعت إلى أهلك. قال أبو بكر ـ يعني الصاغاني ـ لم يرو هذا الحديث إلّا أبو زيد الهرويّ.

ثم سمعت أنا أبا بكر البرقانيّ يرويه عني بعد أن حدّثنيه عيسى عنه ، وكان أبو بكر قد كتبه عني في سنة تسع عشرة وأربعمائة ، وقال لي : لم أكتب هذا الحديث إلا عنك. وكتب عني بعد ذلك شيئا كثيرا من حديث التّوزيّ ومسعر وغيرهما ، مما كنت أذاكره به.

سمعت أبا القاسم الأزهري يقول : البرقانيّ إمام ، وإذا مات ذهب هذا الشأن ـ يعني الحديث ـ.

حدّثني أحمد بن غانم الحمامي ـ وكان شيخا صالحا يديم الحضور معنا في مجالس الحديث ـ. قال : انتقل أبو بكر البرقانيّ من الكرخ إلى قرب باب الشعير فسألني أن أشرف على حمالي كتبه وقال : إن سئلت عنها في الكرخ فعرفهم أنها دفاتر لئلا يظن أنها إبريسم ، وكانت ثلاثة وستين سفطا وصندوقين ، كل ذلك مملوء كتبا!

وقال لي عيسى بن أحمد الهمذاني : لم ينظر في كتب البرقانيّ كلها من أصحاب

١٣٨

الحديث غير أبي الحسن النعيمي ، فإنه نظر في جميعها وعلق منها.

سألت الأزهري فقلت : هل رأيت في الشيوخ أتقن من البرقانيّ؟ فقال : لا.

سمعت أبا محمّد الخلّال ذكر البرقانيّ فقال : كان نسيج وحده.

حدّثني محمّد بن يحيى الكرماني الفقيه. قال : ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقانيّ.

حدّثنا أبو بكر البرقانيّ. قال : دخلت أسفرايين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم واحد فضاعت الدنانير مني وبقي معي الدرهم حسب ، فدفعته إلى بقال ، وكنت آخذ منه في كل يوم رغيفين ، وآخذ من بشر بن أحمد جزءا من حديثه ، وأدخل مسجد الجامع فأكتبه وأنصرف بالعشي وقد فرغت منه ، فكتبت في مدة شهر ثلاثين جزءا ، ثم نفد ما كان لي عند البقّال فخرجت عن البلد.

وقال لنا أيضا : كان أبو بكر الإسماعيلي يقرأ لكل واحد ممن يحضره ورقة بلفظه ، ثم يقرأ عليه ، وكان يقرأ لي ورقتين ويقول للحاضرين : إنما أفضله عليكم لأنه فقيه.

أنشدنا البرقانيّ لنفسه :

أعلل نفسي بكتب الحدي

ث وأحمل فيه لها الموعدا

وأشغل نفسي بتصنيفه

وتدبيجه دائما سرمدا

فطورا أصنفه في الشيو

خ وطورا أصنفه مسندا

وأقفو البخاريّ فيما نحا

وصنفه جاهدا مجهدا

ومسلم إذ كان زين الأنا

م بتصنيفه مسلما مرشدا

وما لي فيه سوى أنني

أراه هوى صادف المقصدا

وأرجو الثواب بكتب الصلا

ة على السيد المصطفى أحمدا

وأسأل ربي إله العبا

د جريا على ما به عوّدا

سمعت البرقانيّ يقول : ولدت في آخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.

ومات رحمه‌الله في يوم الأربعاء أول يوم من رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة ، ودفن في بكرة غد وهو يوم الخميس ، وصلّى عليه في جامع المنصور ، وحضرت الصلاة عليه ، وكان الإمام القاضي أبا علي بن أبي موسى الهاشميّ ، ودفن في مقبرة الجامع مما يلي باب سكة الخرقي.

١٣٩

وقال لي محمّد بن علي الصوري : دخلت على البرقانيّ قبل وفاته بأربعة أيام أعوده فقال لي : هذا اليوم السادس والعشرون من جمادى الآخرة ، وقد سألت الله تعالى أن يؤخر وفاتي حتى يهل رجب ، فقد روى أن لله فيه عتقاء من النار. عسى أن أكون منهم.

قال الصوري : وكان هذا القول يوم السبت ، فتوفي صبيحة يوم الأربعاء مستهل رجب.

٢٥٦٣ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد ، أبو العبّاس القاضي البسطامي (١) :

قدم علينا حاجّا في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، وحدث ببغداد عن عبد الله بن محمّد بن علي بن زياد المعدّل ، والحسن بن أحمد المخلدي النيسابوريين ، وعن عبيد الله بن محمّد الجرادي ، وعلي بن عيسى الرماني. كتبنا عنه ، وفي حديثه مناكير ، وقدم علينا مرة أخرى في سنة سبع وعشرين وأربعمائة ، وسمع منه أيضا. ثم خرج في ذلك الوقت إلى خراسان وكان فيه خلاعة وأمور مكروهة.

أخبرنا القاضي أبو العبّاس البسطاميّ ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن علي ابن زياد المعدّل قال : حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن جبلة الهرويّ ، حدّثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المدنيّ الزّهريّ ، حدّثنا مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «حملة العلم في الدنيا خلفاء الأنبياء ، وفي الآخرة من الشهداء(٢)».

منكر جدّا ، لم أكتبه إلّا عن البسطامي بهذا الإسناد وليس بثابت.

٢٥٦٤ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن حمدان ، أبو الحسين الفقيه ، المعروف بالقدوري (٣) :

سمع عبيد الله بن محمّد الحوشبي. ولم يحدث إلّا بشيء يسير ، كتبت عنه وكان

__________________

(١) ٢٥٦٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٤٨ في المطبوعة.

انظر : ميزان الاعتدال ١ / ١٣٠.

(٢) انظر الحديث في : تنزيه الشريعة ١ / ٢٧١. وإتحاف السادة المتقين ١ / ٧١. وكنز العمال ٢٨٨١ ، ٢٨٨٢.

(٣) ٢٥٦٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٢٤٩ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٧٦. ووفيات الأعيان ١ / ٢١. والجواهر المضية ١ / ٩٣.

والنجوم الزاهرة ٥ / ٢٤. والأعلام ١ / ٢١٢.

١٤٠