إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

التي صلب عليه ، فكان صلب بمكّة وحوله أربعون من المشركين ، ففديا بنفسهما حتّى أنزلاه فأنزل الله الآية ولو كان نازلا في شأن أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام فهو يدلّ على فضله واجتهاده في طاعة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبذل الرّوح له وكلّ هذه مسلّمة (١) ، لا كلام لأحد فيه ، ولكن ليس (٢) هو بنصّ في إمامته كما لا يخفى (انتهى).

__________________

شعر

فلست أبالي حين اقتل مسلما

على أى جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الإله وان يشأ

يبارك على أوصال شلو ممزل

وصلب بالتنعيم ، وكان الذي تولى صلبه عقبة بن الحارث وأبو هبيرة العبدري ، إلى أن قال : وروى عمرو بن أمية الضمري قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى خبيب بن عدى لانزله من الخشبة ، فصعدت خشبته ليلا ، فقطعت عنه وألقيته فسمعت وجبة خلفي ، فالتفت فلم أر شيئا ، إلى آخر ما قال.

(١) فبالله عليك أيها المنصف أفبعد تسليم هذه الفضائل واجتماعها في شخص هل يبقى ريب وشك في زعامته وتقدمه وأنه ممن جعله الله تعالى خليفة لرسوله ونائبا عنه في إبقاء شرعه كلا ثم كلا.

(٢) اعلم ان دلالة الآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين على عليه‌السلام على إمامته الالهية وزعامته الربانية من وجهين ، فإنها مضافا إلى دلالة خاصة في بعضها تختص بها في الدلالة على الامامة دلالة عامة عليها بنسق واحد في جميع الآيات ، وهي دلالتها على صغرى البرهان الذي نبه المصنف (قده) لكبراها عند الشروع في البحث ، أعنى دلالة بديهة العقول على قبح تقديم المفضول على الفاضل وقد اتفقت عليه قاطبة العقلاء ولم يخالفهم في ذلك الا من انسلخ عن الفطرة العقلانية وقام بإنكار حكم العقل بالحسن والقبح في العالم رأسا ، وقد تقدم بسط الكلام في توضيح الكبرى المذكور متنا وهامشا فلم يبق

٤١

أقول

روى (١) فخر الدّين الرّازي (٢) ونظام الدّين النيشابوري (٣) في تفسير بهما : أنّ الآية نزلت في شأن عليّ عليه‌السلام كما رواه المصنف ، ورووا أيضا نزوله في شأن صهيب عن سعيد بن المسيب (٤) وهو شقيّ فاسق من أعداء أهل البيت عليهم‌السلام كما يستفاد من كتب الجمهور أيضا ، ومن جملة آثار عداوته ما روى أنّه لم يصل على جنازة عليّ بن الحسين عليه آلاف التحية والثناء ، مع إخبار غلامه له بذلك ، وخطاب الشقي إيّاه على وجه منكر مذكور في موضعه ، مع أنّه لا ارتباط لهذه الرّواية بمدلول الآية ، لأنّ مدلولها بذل النفس والرّوح ، ومدلول الرّواية بذل المال ، وأين هذا من ذاك؟! وهذا أيضا من جملة أمارات عداوة الشقيّ ، حيث لم يرض بصرف الرواية المتضمنة لمنقبة عليّ عليه‌السلام إلى حرّ قرشيّ بل صرفها عنه إلى عبد سود رومىّ ، علم أنّه أيضا من أعداء أهل البيت عليهم‌السلام ، ولعل الناصب لمّا تفطن بعدم الارتباط وضعها من تلقاء نفسه في شأن الزّبير والمقداد على وجه يرتبط بالمراد والله الهادي للسّداد.

__________________

في البين الا ضم الصغرى إليها ، اعنى فضيلة على عليه‌السلام على غيره وهي التي تتكفل الآيات المفسرة بفضائله عليه‌السلام لإثباتها واما الدليل على ذلك من السنة والاخبار النبوية التي تحتوى عليها كتب القوم فسيجيء أنها اكثر من أن تحصى ، وبما نبهناك عليه في المقام يسقط ما أورده الناصب على الاستدلال بالآيات في ذيل كثير منها.

(١) فراجع ما تقدم من الاخبار التي نقلناها في ذيل الآية الشريفة.

(٢) قد تقدمت ترجمته (ج ١ ص ١١٠).

(٣) قد تقدمت ترجمته (ج ٢ ص ٢٣٣)

(٤) هو أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن ابن أبى وهب بن عمر وبن عابد بن مخزوم

٤٢

واما قوله : ولكن ليس هو بنص في إمامته ، فمكابرة صريحة لأنّه إذا قال له جبرئيل في هذه القضيّة : من مثلك يا ابن أبي طالب؟ وقد دل هذا على انتفاء مثل له في العالم ولا أقل في أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد صار نصّا في تعيينه للامامة دون من لا يماثله في شيء كما هو صريح الكلام ، وتفضيل المفضول باطل كما مر بيانه ، ولنعم ما أشار

__________________

المخزومي المدني الأعور ، قال الخزرجي في الخلاصة (ص ١٢١ ط مصر) انه ولد سنة ١٥ ومات سنة ٩٣ وعن الواقدي سنة ٩٤ ، يروى عن أبى هريرة وغيره ، وهو من مشاهير التابعين.

وفي الرجال الوسيط للعلامة الثبت الثقة الرجالي مولانا الميرزا محمد الأسترآبادي نقلا عن شيخنا العلامة أبى عمر والكشي أن سعيدا كان من حوارى على بن الحسين عليهما‌السلام قال الفضل بن شاذان أنه رباه أمير المؤمنين إلى أن قال : وأما سعيد بن المسيب فنجى من ذلك أى القتل وذلك أنه كان يفتي بقول العامة إلى آخره وقال في الوسيط أيضا : روى عن بعض السلف أنه لما مر بجنازة على بن الحسين انجفل الناس أى مضوا ؛ فلم يبق في المسجد الا سعيد بن المسيب ، فوقف عليه خشرم مولا أشجع فقال يا أبا محمد ألا تصلى على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح؟ قال : أصلي ركعتين في المسجد أحب إلى أن أصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح إلخ

وروى مولانا آية الله العلامة الحلي في (الخلاصة) رواية الحواريين وقال فيها توقف وقال شيخنا السعيد العلامة الشهيد الثاني «قده» في (تعليقته) على المقام ما لفظه : أما من حيث السند فظاهر وأما المتن فلبعد هذا الرجل من مقام الولاية لزين العابدين فضلا عن أن يكون من حواريه ، وانى لا عجب من إدخاله في القسم الاول مع ما هو المعلوم من حاله وسيرته ومذهبه في الاحكام الشرعية المخالفة لأهل البيت ، ولقد كان بطريقة أبى هريرة أشبه وحاله بروايته أدخل ، ولقد روى الكشي في كتابه له أقاصيص ومطاعن وقال المفيد : وأما ابن المسيب فليس يدفع نصبه ، وما اشتهر عنه من الرغبة عن الصلاة

٤٣

بعض فضلاء شعرائنا إلى تفصيل فضيلة تمكن عليّ عليه‌السلام على فراش النبي (١) صلى‌الله‌عليه‌وآله في تلك اللّيلة بقوله (شعر)

نيست در بحث إمامت معتبر قول فضول

در شب هجرت كه خوابيده است در جاى رسول؟!

__________________

على زين العابدين ، وروى عن مالك أنه كان خارجيا أبا ضيا انتهى.

(١) وتفصيل قصة المبيت على الفراش على ما في كتاب (الخرائج والجرائح): أنه لما كانت الليلة التي خرج فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الغار ، كانت قريش اختارت خمسة عشر رجلا من خمسة عشر بطنا كان فيهم أبو لهب من بنى هاشم ليفترق دمه صلى‌الله‌عليه‌وآله في بطون قريش فلا يمكن لبنى هاشم أن يأخذوا بطنا واحدا فيرضون عند ذلك بالدية فيعطون عشر ديات فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه : لا يخرج ليلة أحد من داره ، فلما نام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله قصدوا باب عبد المطلب ، فقال لهم أبو لهب : يا قوم في هذه الدار نساء بنى هاشم وبناتهم ولا نأمن أن تقع يد خاطئة إذا وقعت الصحة عليهن ، فبقى ذلك علينا مسبة وعارا إلى آخر الدهر في العرب ، ولكن اقعدوا بنا جميعا على الباب نحرس محمدا في مرقده ، فإذا طلع الفجر تواثبنا إلى الدار فضربناه ضربة رجل واحد وخرجناه فإلى أن يجتمع الناس قد أضاء الصبح فيزول عنا العار عند ذلك ، فقعدوا بالباب يحرسونه قال على عليه‌السلام فدعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال ان قريشا دبرت كيت وكيت في قتلى فنم على فراشي حتى أخرج من مكة فقد أمرنى الله بذلك فقلت له السمع والطاعة فنمت على فراشه وفتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الباب وخرج عليهم وهم جميعا جلوس ينتظرون الفجر وهو يقول : وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشينهم فهم لا يبصرون ، ومضى وهم لا يرونه.

فلما طلع الفجر تواثبوا إلى الدار وهم يظنون أنى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فو ثبت في وجوههم وصحت بهم ، فقالوا : على ، قلت : نعم ، قالوا : وأين محمد؟ قلت خرج من بلدكم ، قالوا ،

٤٤

__________________

وإلى أين خرج؟ قلت : الله اعلم فتركوني رغما لأنوفهم وخرجوا ، وقال صاحب كتاب مطالب السؤول : انه بات على عليه‌السلام في المضجع والمشركون مجمعون على أخذه وقتله ولم يضطرب لذلك قلبه ولا اكترث بهم ، فلما أصبح ثاروا اليه فرد الله كيدهم فقالوا أين صاحبك؟ قال : لا أدرى ، وأقام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة ثلاث ليال بأيامها يرد الودائع التي كانت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى إذا فرغ منها ولم يبق بمكة من المسلمين احد في الإسلام سواه الا من هو معذب محبوس عليه ثم خرج على عليه‌السلام طالبا أن يلتحق بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وحده فأقام وحده بمكة بينهم ثم خرج وحده من مكة مع شدة عداوتهم وطلب المدينة فوصلها فنزل مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على كلثوم بن هرم فلو لم يكن الله تعالى قد خص قلبه بقوة وجنانه بثبات ونفسه بشهامة لاضطرب في هذا المقام وان كان آمنا من أذاهم في مبيته لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخلص (يصل خ ل) إليك منهم أمر تكرهه ، فان النفوس البشرية قد يتيقن عدم الخوف والأذى ومع ذلك يظهر عليها الخوف والاضطراب من رؤية المخوف فان موسى عليه‌السلام مع درجة النبوة وقد أخبره الله تعالى بأن اختاره ولما أمره بإلقاء عصاه فألقاها فلما صارت حية خاف وولى مدبرا فقال الله تعالى : (أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ) سنعيدها سيرتها الاولى ، فلم يمكنه أن يخالف الأمر وكان عليه كساء فلف طرف الكساء على يده ليأخذها فقال مالك يا موسى؟ أرأيت لو أذن الله تعالى لها في أذاك أراد عنك كسائك فقال : لا ، ولكني ضعيف ومن ضعف خلقت ، فالنفس البشرية هذا طبعها وكذلك ام موسى عليه‌السلام لما أمرها الله تعالى بإلقاء ولدها في اليم ونهاها عن الخوف والحزن وأخبرها أنه يرد إليها فلما ألقته في اليم داخلها الاضطراب في النفس البشرية حتى كادت لتبدي به وتفضح أمرها لولا أن ربط الله على قلبها فلم ينطق مع اضطراب القلب ، فلولا أن الله تعالى منح عليا عليه‌السلام قلبا متصفا بالقوة الثابتة التي هي الشجاعة لكان مع امتثال أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمنه من تطرق الأذى اليه لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يضطرب بالنفس البشرية فان مبيت واحد بين الزمر من الأعداء قاصدين الفتك به معاندين لدينه مظهرين عداوته ثم إقامته بينهم

٤٥

قال المصنّف رفع الله درجته

السادسة آية المباهلة (١) أجمع المفسرون (٢) على أن أبنائنا إشارة إلى الحسن والحسين عليهما‌السلام ونسائنا إشارة إلى فاطمة عليها‌السلام ، وأنفسنا إشارة إلى علي عليه‌السلام ، فجعله الله تعالى نفس محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله والمراد المساواة : ومساوي الأكمل

__________________

بعد خروج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث ليال بأيامهن ثم خروجه من بلدتهم في شعابها وطرقاتها بين جبالها المختلفة مقدما على مسيره في أراضى الأعداء وحده مع كثرتهم من أوضح الأدلة وأرجح الحجج على شجاعته وقد خصه الله بها وشهامة منحه الله تعالى إياها «منه قده»

(١) آل عمران. الآية ٦١.

(٢) لا يخفى أن نزول آية المباهلة في حق الخمسة الاطهار الميامين الغرر مما لا يحوم حوله الشك والارتياب بل هو في الوضوح والاشتهار بمثابة كادت تعد في الضروريات الاولية فكم من مفسر ومحدث ومورخ وفقيه ذكروه في أسفارهم وزبرهم وأرسلوه إرسال المسلمات حتى ببالي انى وقفت على كتاب لبعض علماء القوم في خصوص هذا الشأن وقد استوفى الكلام فيه وأشبع ونحن نسرد ما وقفنا عليه من المدارك والمآخذ وما لم نقف عليه اكتفينا بالنقل عنها بالواسطة ، ومن راجعنا كتابه ووقفنا على مقاله جم غفير من مشاهير القوم وأثباتهم.

«منهم» الحافظ أبو عبد الله مسلم بن حجاج النيسابوري في صحيحه (ج ٧ ص ١٢٠ ط محمد على صبيح بمصر)

حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد (وتقاربا في اللفظ) قالا حدثنا حاتم (وهو ابن اسماعيل) عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه ؛ قال أمر معاوية بن أبى سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب ، فقال : اما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلن أسبه لان تكون لي واحدة أحب إلى من حمر النعم إلى أن قال ولما نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول الله

٤٦

__________________

صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلى

«ومنهم» الحافظ أحمد بن حنبل في كتاب «المسند» (ج ١ ص ١٨٥ ط مصر) حدثنا عبد الله ، حدثني أبى ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا حاتم بن اسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال سمعت رسول الله يقول له وخلفه في بعض مغازيه إلى أن قال : ولما نزلت هذه الآية (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا وفاطمة إلى آخر ما تقدم.

«ومنهم» العلامة الطبري في تفسيره (ج ٣ ص ١٩٢ ط الميمنية بمصر) حدثنا ابن حميد قال : ثنا عيسى بن فرقد عن أبى الجارود عن زيد بن على في قوله : (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، الآية قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين.

حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط عن السدى (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) ، الآية فأخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد الحسن والحسين وفاطمة وقال لعلى : اتبعنا فخرج معهم فلم يخرج يومئذ النصارى الحديث.

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله : (فَمَنْ حَاجَّكَ). الآية ، قال قتادة : لما أراد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهل نجران أخذ بيد حسن وحسين وقال لفاطمة : اتبعينا فلما رأى أعداء الله رجعوا.

حدثني يونس ؛ قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثنا ابن زيد ، قال : قيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لولا عنت القوم بمن كنت تأتى حين قلت : (أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، قال : حسن وحسين. حدثني محمد بن سنان ، قال : ثنا أبو كريب الحنفي ، قال : ثنا المنذر بن ثعلبة ، قال : ثنا علباء بن أحمر اليشكري ، قال : لما نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) ، الآية ، قال : أرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى على وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين ودعا اليهود ليلا عنهم ، فقال شاب من اليهود : ويحكم أليس

٤٧

__________________

عهدكم بالأمس من إخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير لا تلاعنوا فانتهوا.

«ومنهم» العلامة أبو بكر الجصاص المتوفى سنة ٣٧٠ في كتاب (أحكام القرآن ج ٢ ص ١٦) فانه نقل ان رواة السير ونقلة الأثر لم يختلفوا في أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيد الحسن والحسين وعلى وفاطمة رضى الله عنهم ودعا النصارى الذين حاجوه إلى المباهلة إلى آخر ما قال.

«ومنهم» العلامة الحافظ الحاكم في «المستدرك» (ج ٣ ص ١٥٠ ط حيدرآباد الدكن)

قال : أخبرنى جعفر بن محمد بن نصير الخلدى ببغداد ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا قتيبة ابن سعيد ثنا حاتم بن اسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا رضى الله عنهم فقال : اللهم هؤلاء أهلى هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

وكذا الحافظ العلامة المذكور في كتاب (معرفة علوم الحديث ص ٥٠ ط مصر) حدثنا على بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان بالكوفة ، قال حدثنا الحسين بن حكم الحبري قال : ثنا الحسن بن الحسين العرني قال : ثنا حبان بن على العنزي عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله عزوجل : (فَقُلْ تَعالَوْا). الآية نزلت على رسول الله (في رسول الله خ ل ظ) وعلى نفسه (وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) في فاطمة (أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) في حسن وحسين والدعاء على الكاذبين نزلت في العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابهم ، ثم قال ما لفظه : قال الحاكم وقد تواترت الاخبار في التفاسير عن عبد الله بن عباس وغيره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ يوم المباهلة بيد على وحسن وحسين وجعلوا فاطمة وراءهم ، ثم قال : هؤلاء أبنائنا وأنفسنا ونسائنا فهلموا أنفسكم وأبناءكم ونسائكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين.

٤٨

__________________

«ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره كما في «العمدة» لابن بطريق (ص ٩٥ ط تبريز) قال ما لفظه : ومن تفسير الثعلبي قال : قال مقاتل والكلبي لما قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة ، قالوا له حتى نرجع وننظر في أمرنا ونأتيك غدا ، فخلا بعضهم إلى بعض إلى أن قال فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم محتضنا الحسن وأخذ بيد الحسين وفاطمة تمشى خلفه وعلى خلفها وهو يقول لهم : إذا أنا دعوت فامنوا فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة الحديث.

«ومنهم» الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهانى في كتاب «دلائل النبوة» (ص ٢٩٧ ط حيدرآباد)

روى عن سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن داود المكي ومحمد بن زكريا الغلابي قالا ثنا بشر بن مهران الخصاف قال ثنا محمد بن دينار عن داود بن أبى هند عن الشعبي عن جابر قال قدم على النبي العاقب والطيب إلى أن قال فغدا رسول الله فأخذ بيد على وفاطمة إلى آخر ما تقدم

وروى أيضا عن ابراهيم بن أحمد قال ثنا أحمد بن فرج قال ثنا أبو عمر الدوري قال ثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب الكلبي (النسابة الشهير) عن أبى صالح عن ابن عباس ان وفد نجران من النصارى قدموا إلى آخر ما تقدم (ص ٢٩٨ ط حيدرآباد) «ومنهم» العلامة الواحدي النيسابوري في «أسباب النزول» (ص ٧٤ ط الهندية بمصر)

أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد الرهجائى ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبى ، قال حدثنا حسين ؛ قال حدثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن ، قال : جاء راهبا نجران إلى النبي إلى أن قال : ونزل القرآن (ذلِكَ

٤٩

__________________

نَتْلُوهُ عَلَيْكَ) ، إلى قوله : (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، فدعا هما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الملاعنة وقال : وجاء بالحسن والحسين وفاطمة وأهله وولده الحديث.

أخبرنى عبد الرحمن بن الحسن الحافظ فيما أذن لي في روايته ، حدثنا أبو حفص عمر ابن أحمد الواعظ ، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الأشعث ؛ حدثنا يحيى بن حاتم العسكري ، حدثنا بشر بن مهران ؛ حدثنا محمد بن دينار عن داود بن أبى هند عن الشعبي عن جابر بن عبد الله ، قال : قدم وفد نجران على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم العاقب والسيد فدعاهما إلى الإسلام فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه على أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذ بيد على وفاطمة وبيد الحسن والحسين فأقرا له بالخراج ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : والذي بعثني بالحق لو فعلا لمطر الوادي نارا ، قال جابر : فنزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا) الآية قال الشعبي : أبنائنا الحسن والحسين ، ونسائنا فاطمة ، وأنفسنا على بن أبي طالب.

«ومنهم» العلامة ابن المغازلي الواسطي كما في العمدة للعلامة ابن بطريق (ص ٩٦ ط تبريز) قال ما لفظه : أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن اسماعيل الوراق قال : حدثنا أبو بكر بن أبى داود قال : حدثنا يحيى ابن حاتم العسكري قال : حدثنا بشر بن مهران قال : حدثنا محمد بن دينار عن داود بن أبى سعيد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال : قد وفد نجران على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم العاقب والطيب فدعاهم إلى الإسلام الحديث.

«ومنهم» العلامة البغوي صاحب معالم التنزيل قال فيه (ج ١ ص ٣٠٢) أبنائنا الحسن والحسين ، ونسائنا فاطمة ، وأنفسنا عنى نفسه وعليّا إلى أن قال : فاتوا (نصارى نجران) إلى آخر الرواية.

«ومنهم» العلامة المذكور في كتاب (مصابيح السنة ج ٢ ص ٢٠٤ ط المطبعة الخيرية) قال : من الصحاح عن سعد بن أبى وقاص «رض» قال : لما نزلت هذه الآية : (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، دعا رسول الله عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم

٥٠

__________________

هؤلاء أهل بيتي.

«ومنهم» العلامة الزمخشرىّ في تفسير «الكشاف» (ج ١ ص ١٩٣ ط مصطفى محمد) روى أنهم لما دعاهم إلى المباهلة ، إلى أن قال : وأبى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلى خلفها وهو يقول : إذا أنا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لا زاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ؛ إلى أن قال : والذي نفسي بيده ان الهلاك قد تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤس الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا.

«ومنهم» العلامة الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد المعروف بابن العربي المعافري الأندلسي المالكي المتوفى سنة ٥٤٢ في كتاب «أحكام القرآن» (ج ١ ص ١١٥ ط مطبعة السعادة بمصر)

روى المفسرون أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ناظر أهل نجران حتى ظهر عليهم بالدليل والحجة ، فأبوا الانقياد والإسلام فانزل الله هذه الآية ، فدعا حينئذ عليا وفاطمة والحسن والحسين ثم دعا النصارى إلى المباهلة.

«ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج ٨ ص ٨٥ ط البهية بمصر)

روى أنه عليه‌السلام لما أورد الدلائل على نصارى نجران قال عليه‌السلام : ان الله أمرنى ان لم تقبلوا الحجة أن أباهلكم إلى أن قال : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج وعليه مرط من شعر أسود وكان قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلى رضى الله عنه خلفها ، وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران انى لأرى وجوها لو سألوا الله

٥١

__________________

أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة إلى أن قال : قال رسول الله : ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤس الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا.

«ومنهم» العلامة مبارك بن الأثير في «جامع الأصول» (ج ٩ ص ٤٧٠ ط مطبعة السنة المحمدية بمصر)

أخرج مسلم والترمذي : لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلى.

وكذا هو فيه أيضا (ج ١٠ ص ١٠٠ الطبع المذكور) الحديث.

«ومنهم» الحافظ شمس الدين الذهبي في تلخيصه (المطبوع في ذيل مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٥٠ ط حيدرآباد)

روى بسنده عن حاتم بن اسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه بعين ما تقدم نقله عن الحاكم.

«ومنهم» الشيخ محمد بن طلحة الشامي في (مطالب السؤول ص ٧ ط طهران) قال ما لفظه :

أما آية المباهلة فقد نقل الرواة الثقاة والنقلة الإثبات نزولها في حق على وفاطمة والحسن والحسين إلى آخر ما قال.

«ومنهم» العلامة الحافظ الشيخ عز الدين أبو الحسن على بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشهير بابن الأثير في كتاب «اسد الغابة» (ج ٤ ص ٢٥ ط الاول بمصر) حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن اسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه قال أمر معاوية سعدا فقال ما يمنعك أن تسب أبا تراب إلى أن قال سعد وأنزلت هذه الآية (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) دعا

٥٢

__________________

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلى.

«ومنهم» العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» (ص ١٧ ط النجف) قال جابر بن عبد الله فيما رواه عنه أهل السير : قدم وفد نجران على رسول الله إلى آخر ما تقدم عن الكشاف.

وذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غدا محتضنا فذكر ما تقدم إلى أن قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض الا مسلم إلخ.

«ومنهم» العلامة القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» (ج ٣ ص ١٠٤ ط مصر سنة ١٩٣٦) قال : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جاء بالحسن والحسين وفاطمة تمشى خلفه وعلى خلفها وهو يقول لهم : ان أنا دعوت فأمنوا. إلخ.

«ومنهم» العلامة البيضاوي في تفسيره (ج ٢ ص ٢٢ ط مصطفى محمد بمصر) روى أنهم لما دعوا إلى المباهلة قالوا حتى ننظر إلى أن قال : فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلى رضى الله عنه خلفها وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقفهم يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو سألوا الله تعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تباهلوا فتهلكوا ، فأذعنوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبذلوا له الجزية ألفى حلة حمراء وثلاثين درعا من حديد فقال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لو تباهلوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر.

«ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ٢٥ ط مصر سنة ١٣٥٦)

روى عن أبى سعيد رضى الله عنه لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله إلى آخر ما تقدم ،

٥٣

__________________

أخرجه مسلم والترمذي.

«ومنهم» العلامة المذكور في «الرياض النضرة» (ص ١٨٨ ط محمد أمين الخانجى بمصر)

أخرج مسلم والترمذي : لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة إلى آخر ما تقدم.

«ومنهم» العلامة النسفي في تفسيره (ج ١ ص ١٣٦ ط عيسى الحلبي بمصر)

روى أنه عليه‌السلام لما دعاهم إلى المباهلة قالوا حتى ننظر إلى أن قال : وقد غدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم محتضنا للحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلى خلفها وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا إلى آخر ما تقدم.

«ومنهم» العلامة المهايمى في «تبصير الرحمن وتيسير المنان» (ج ١ ص ١١٤ ط مطبعة بولاق بمصر) روى أنه عليه‌السلام قرء الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة إلى أن قال : فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد غدا محتضنا الحسين وآخذا بيد الحسن إلى آخر الحديث.

«ومنهم» العلامة الخطيب التبريزي في «مشكاة المصابيح» (ص ٥٦٨ ط الدهلى) روى مسلم عن سعد بن وقاص قال لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي.

«ومنهم» العلامة الخطيب الشيربيني في تفسير «سراج المنير» (ج ١ ص ١٨٢ ط مصر)

«ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج ٣ ص ٢٠٦ بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) روى أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما أورد الدلائل على نصارى نجران ثم انهم أصروا على جهلهم

٥٤

__________________

إلى أن قال : وقد خرج وعليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرط من شعر أسود وكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى عليه‌السلام خلفها وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو دعت الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. الحديث.

وذكر في ذيل هذه الآية كلام محمود بن الحسن الحمصي وأقره عليه ويؤكده ما يروى المخالف والموافق أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال من أراد أن يرى آدم في علمه ونوحا في طاعته وابراهيم في خلته وموسى في قربته وعيسى في صفوته فلينظر إلى على بن أبي طالب.

«ومنهم» العلامة الخازن المتوفى سنة ٧٤١ في تفسيره الشهير (ج ١ ص ٣٠٢ ط مصر) أورد نزول الآية في الخمسة.

«ومنهم» العلامة الأديب ، الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة ٧٥٤ حيث أورد نزول الآية الشريفة في حق النبي وعلى وفاطمة والحسن والحسين سلام الله عليهم البحر المحيط (ج ٢ ص ٤٧٩ ط مطبعة السعادة بمصر)

وأورد أيضا نزوله في كتابه المسمى بالنهر الماد من البحر في شأن الخمسة المذكورين سلام الله عليهم أجمعين في هامش تلك الصفحة.

«ومنهم» الحافظ عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي في تفسيره (ج ١ ص ٣٧٠ ط مصطفى محمد بمصر) بعد أن أجال القلم في شأن نزول الآية في حق أصحاب الكساء قال ما لفظه :

قال أبو بكر بن مردويه : حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن داود المكي ، حدثنا بشر بن مهران ، حدثنا محمد بن دينار عن داود بن أبى هند عن الشعبي عن جابر نزول الآية في حق الخمسة إلى أن قال : قال جابر (أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) رسول الله وعلى بن أبي طالب و (أَبْناءَنا)الحسن والحسين (وَنِساءَنا) فاطمة.

٥٥

__________________

ثم نقل ما أورده الحاكم في (المستدرك).

ونقل عن البيهقي في (دلائل النبوة) ايضا.

«ومنهم» الحافظ المذكور في كتاب «البداية والنهاية» (ج ٥ ص ٥٢ ط مصر)

روى عن البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير عن سلمة ابن يسوع عن أبيه عن جده نزول الآية في الخمسة.

وروى بسند آخر (ص ٥٤ ط مصر) الحديث.

«ومنهم» العلامة المولى عز الدين عبد اللطيف بن عبد العزيز الشهير بابن الملك المتوفى سنة ٧٩٧ في كتابه «مبارق الازهار» في شرح مشارق الأنوار للصغانى (ج ٢ ص ٣٥٦ طبع الآستانة).

«ومنهم» الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني في «الاصابة» (ج ٢ ص ٥٠٣ ط مصطفى محمد بمصر)

وأخرج الترمذي بسند قوى عن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه فذكر الحديث إلى أن قال : وأنزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا إلخ.

«ومنهم» الحافظ المذكور في كتابه «الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف» (ص ٢٦ ، المطبوع في آخر الكشاف ط مصطفى محمد) قال :

أخرج أبو نعيم في (دلائل النبوة) من طريق محمد بن مروان السدى عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس الحديث المتقدم نقله عن الكشاف.

وأخرج أبو نعيم نحوه عن الشعبي مرسلا.

«ومنهم» العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة ص ١٠٨ ط النجف)

٥٦

__________________

نقل نزول الآية في الخمسة.

«ومنهم» العلامة المفسر المولى حسين الكاشفى في تفسير «المواهب» (ج ١ ص ٧١ ط طهران).

روى الحديث بنحو ما تقدم.

«ومنهم» العلامة ملا معين الدين الكاشفى في كتاب «معارج النبوة» (ج ١ ص ٣١٥ ط لكنهو) أورد قصة المباهلة إلى أن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو لاعنوا لمسخوا خنازير ولأضرم الوادي عليهم نارا.

«ومنهم» العلامة السيوطي في «الدر المنثور» (ج ٤ ص ٣٨ ط مصر) أخرج البيهقي في (الدلائل) من طريق سلمة بن عبد يشوع عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتب إلى أهل نجران إلى أن قال : فلما أصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الغد بعد ما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميلة له وفاطمة تمشى خلف ظهره للملاعنة وله يومئذ عدة نسوة ، فقال شرحبيل لصاحبيه : انى أرى أمرا مقبلا ان كان هذا الرجل نبيا مرسلا فلاعناه لا يبقى على وجه الأرض منا شعر ولا ظفر الا هلك ، فقالا له : ما رأيك؟ فقال رأيى أن أحكمه ، فانى أرى رجلا لا يحكم شططا أبدا. فقالا له : أنت وذاك ، فتلقى شرحبيل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال انى رأيت خيرا من ملاعنتك ، قال : وما هو؟ قال : حكمك اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح فمهما حكمت فينا فهو جائز إلخ.

وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم عن جابر قال : قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم العاقب والسيد إلى آخر ما تقدم من المستدرك.

وأخرج الحاكم وصححه عن جابر أن وفد نجران أتوا النبي فقالوا : ما تقول في عيسى إلى آخر ما تقدم عن المستدرك.

وأخرج أبو نعيم في (الدلائل) من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس أن وفد

٥٧

__________________

نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم إلى آخر ما تقدم من الدلائل.

وأخرج ابن أبى شيبة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم عن الشعبي ، قال : كان أهل نجران أعظم قوم من النصارى قولا في عيسى بن مريم ، فكانوا يجادلون النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه ؛ فأنزل الله هذه الآيات في سورة آل عمران ان مثل عيسى عند الله إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين ، فأمر بملاعنتهم ، فواعدوه لغد ، فغدا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه الحسن والحسين وفاطمة فأبوا أن يلاعنوهم وصالحوه على الجزية إلخ.

وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبى وقاص قال : لما نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا). الآية دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلى

وأخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر اليشكري ، قال : لما نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا) الآية ، أرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى على وفاطمة وابنيهما الحسن والحسن ودعا اليهود ليلا عنهم فقال شاب من اليهود : ويحكم أليس عهدكم بالأمس إخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير لا تلاعنوا ، فانتهوا.

«ومنهم» العلامة المذكور في تاريخ الخلفاء (ص ١١٥ ط لاهور)

أخرج مسلم عن سعد بن أبى وقاص قال : لما نزلت هذه الآية : (نَدْعُ أَبْناءَنا) إلى آخر ما تقدم «ومنهم» العلامة المذكور في كتاب (الإكليل ص ٥٣ ط مصر) قال ما لفظه : قوله تعالى ، (فَقُلْ تَعالَوْا) ، الآية ، فيه مشروعية المباهلة وأن الحسن والحسين أبناء رسول الله ، ويستفاد منه تسلم إرادة الحسنين من الأبناء في الآية.

«ومنهم» العلامة المذكور في تفسير «الجلالين» (ج ١ ص ٣٣ ط مصر) روى نزول الآية في الخمسة عليهم‌السلام.

«ومنهم» العلامة احمد بن حجر الهيتمى في (الصواعق المحرقة)

٥٨

__________________

(ص ١١٩ ط المحمدية بمصر)

أخرج مسلم عن سعد بن أبى وقاص قال : لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله إلى آخر ما تقدم «ومنهم» العلامة أبو السعود أفندى شيخ الإسلام في الدولة العثمانية المتوفى سنة ٩٨٢ في تفسيره الشهير (ج ٢ ص ١٤٣ ط مصر)

روى نزول الآية في الخمسة عليهم‌السلام.

«ومنهم» العلامة الحلبي في كتاب (السيرة المحمدية) (ج ٣ ص ٣٥ ط مصر) نقل الحديث ونزول الآية في الخمسة.

«ومنهم» العلامة المفسر الشهير أبو السعود محمد افندى العمادي المتوفى سنة ٩٨٢ في تفسيره المعروف (ج ١ الطبع الجديد) وفي المطبوع بهامش تفسير الرازي (ج ٢ ص ١٤٣).

«ومنهم» العلامة الشاه عبد الحق الدهلوي في كتاب (مدارج النبوة ص ٥٠٠ ط بمبئى) أورد نزول الآية في الخمسة المذكورة.

«ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في كتاب «مناقب مرتضوى» (ص ٤٤ ط بمبئى بمطبعة محمدي)

روى عن الصواعق المحرقة والكشاف أن المراد من الآية الخمسة الطاهرون بعين المضمون المتقدم.

«ومنهم» العلامة الشبراويّ في (الإتحاف بحب الاشراف ص ٥ ط مصطفى الحلبي) قال الزمخشرىّ : لا دليل أقوى من هذا على فضل أصحاب الكساء وهم : على وفاطمة والحسنان ، لأنها لما نزلت دعاهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاحتضن الحسين وأخذ بيد الحسن إلى آخر ما تقدم.

«ومنهم» العلامة الشوكانى في «فتح القدير» (ج ١ ص ٣١٦ ط مصطفى الحلبي بمصر).

٥٩

__________________

وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في (الدلائل) عن جابر قال : قدم على النبي العاقب والسيد ، فدعاهما إلى الإسلام ، فقالا : أسلمنا يا محمد ، فقال : كذبتما ان شئتما أخبرتكما إلى أن قال : فغدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأخذ بيد على وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له فقال : والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا ، قال جابر : فيهم نزلت (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا) الآية : قال جابر : (أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى ، (وَأَبْنائِنا) الحسن والحسين ، (وَنِساءَنا) فاطمة اخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن سعد بن أبى وقاص قال : لما نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا) ، الآية دعا رسول الله عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال اللهم هؤلاء أهلى.

«ومنهم» العلامة الآلوسى في «تفسير روح المعاني» (ج ٣ ص ١٦٧ ط المنيرية بمصر)

أخرج في الدلائل من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصارى قدموا ، إلى أن قال : وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج ومعه على والحسن والحسين وفاطمة الحديث.

وروى أن أسقف نجران لما راى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مقبلا ومعه على وفاطمة والحسنان قال : يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو سألوا الله تعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تباهلوا وتهلكوا.

«ومنهم» العلامة الطنطاوى في تفسير الجواهر (ج ٢ ص ١٢٠ ط مصطفى البابى الحلبي بمصر)

روى أنهم لما دعوا إلى المباهلة إلى أن قال : فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلى رضى الله عنه خلفها وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقفهم : يا معشر النصارى : انى لأرى وجوها لو سألوا الله تعالى أن

٦٠