إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

__________________

«منهم» العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة ٦٧١ ، أورد في تفسيره المشهور «الجامع لأحكام القرآن» (ج ٩ ص ٣١٧ ط القاهرة بمصر سنة ١٣٥٧) ما لفظه : وقال ابن عباس : «طوبى» شجرة في الجنة أصلها في دار على ، وفي دار كل مؤمن منها غصن. وقال أبو جعفر محمد بن على : سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قوله : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) قال : شجرة أصلها في دارى وفرعها في الجنة ، ثم سئل عنها مرة أخرى فقال : شجرة أصلها في دار على وفروعها في الجنة ، فيل له يا رسول الله سئلت عنها فقلت : أصلها في دارى وفروعها في الجنة ، ثم سئلت عنها فقلت : أصلها في دار على وفروعها في الجنة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ان دارى ودار على غدا في الجنة واحدة في مكان واحد.

«ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ص ٢١٥ ط محمد أمين الخانجى بمصر).

أخرج ابن عرفة عن عمار بن ياسر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك.

«ومنهم» الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج ٩ ص ٧١ ط مطبعة السعادة بمصر).

أخبرنا ابو عمرو بن مهدى ومحمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل وعبد الله ابن يحيى السكرى ومحمد بن محمد بن ابراهيم بن مخلد البزاز ، قالوا : أخبرنا اسماعيل ابن محمد الصفار ، حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثني سعيد بن محمد الوراق ، وأخبرنا ابو طاهر محمد بن على بن محمد بن يوسف الواعظ وابراهيم بن عمر البرمكي ، قالا : أخبرنا احمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، حدثني ابى ، حدثنا سعيد بن محمد الوراق عن على بن الحزور ، قال : سمعت ابا مريم الثقفي يقول : سمعت عمار بن ياسر يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعلى : يا على طوبى لمن

٤٤١

__________________

أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك.

«ومنهم» العلامة ابن حجر الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص ١٤٨ ط المحمدية بمصر):

أخرج ابن سعد انا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا ، (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً)

«ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج ٤ ص ٥٩ ط مصر):

أخرج ابن ابى حاتم عن ابن سيرين رضى الله عنه قال شجرة في الجنة أصلها في حجرة على وليس في الجنة حجرة الا ومنها غصن من أغصانها.

وروى في ذيل هذه الآية عن ابن ابى حاتم عن فرقد السبخى رضى الله عنه قال : أوحى الله إلى عيسى بن مريم عليه‌السلام في الإنجيل : يا عيسى جد في أمرى ولا تهزل ، واسمع قولي وأطع امرى ، يا ابن البكر البتول انى خلقتك من غير فحل وجعلتك وأمك آية للعالمين ، فإياي فاعبد وعلى فتوكل وخذ الكتاب بقوة ، ففسره لأهل السريانية وأخبرهم انى انا الله لا اله الا انا الحي القيوم البديع الدائم الذي لا زوال له ، فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان فصدقوه واتبعوه صاحب الجمل والمدرعة والهراوة والتاج الأنجل العين المقرون الحاجبين صاحب الكساء الذي انما نسله من المباركة يعنى خديجة ، يا عيسى لها بيت من لؤلؤ من قصب موصل بالذهب لا يسمع فيه أذى ولا نصب ، لها ابنة يعنى فاطمة ولها ابنان فيستشهدان يعنى الحسن والحسين ، طوبى لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيامه ، قال عيسى عليه‌السلام : يا رب وما طوبى قال : شجرة في الجنة أنا غرستها بيدي وأسكنتها ملائكتي أصلها من رضوان وماءها من تسنيم.

«ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص ٥٨ ط بمبئى بمطبعة المحمدي)

٤٤٢

أصلها في حجرة عليّ عليه‌السلام وليس في الجنّة حجرة الّا وفيها غصن من أغصانها «انتهى».

قال النّاصب خفضه الله

أقول : في الرّوايات المشهورة انّها في بيت النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا يبعد أنّ بيت النّبي والولي يكون متّحدا ، ولا باس بهذه الرّواية ، فإنّ كلّ هذه يدلّ على الفضائل المتّفق عليها ، ولا دلالة على النّص وهو المدّعي «انتهى».

__________________

نقل عن محمد بن سيرين أن طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار على عليه‌السلام وما من دار في الجنة الا وفيه من أغصانها.

«ومنهم» العلامة الشيخ على المتقى الهندي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش المسند (ج ٥ ص ٣٤ ط القديم بمصر).

الخطيب عن عمار بن ياسر.

يا على طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك.

«ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص ١٣١ ط اسلامبول)

أخرج الثعلبي عن الباقر رضى الله عنه قال سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) فقال هي شجرة أصلها في دارى وفرعها على اهل الجنة فقيل له يا رسول الله سألناك عنها فقلت هي شجرة في أهل الجنة أصلها في دار على وفاطمة وفرعها على أهل الجنة فقال ان دارى ودار على وفاطمة واحد غدا في مكان واحد وهي شجرة غرسها الله تبارك وتعالى بيده ونفخ فيها من روحه الحديث

٤٤٣

أقول

تحقيق الكلام في هذه الآية ما ذكره شيخنا الطبرسي (ره) في تفسيره (١) : من أنّه روى عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ طوبى شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة وقال مرّة أخرى في دار علي ، فقيل له في ذلك ، فقال : انّ داري ودار علي في الجنّة بمكان واحد «انتهى» ، ولو سلّم أنّ الشّجرة ليست في دار عليّ فكفى في أفضليّته عليه‌السلام ما اعترف به النّاصب كرها من اتّحاد دار النبي والولي وهو المدّعى ، قال بعض فضلاء أصحابنا : إن في اتّحاد داريهما عليهما‌السلام دليلا ظاهرا على شرفه على جميع الخلائق ، وإذا كان رهطان متعاديان وفي أمرهما متباينان حتّى ظهر بالخبر المأثور أنّ حسن المرجع لأحدهما كان ذلك دليلا واضحا وعلما لائحا وزنادا قادحا على بيقرة (٢) الحقّ وزحلفة (٣) الباطل ،

قال المصنّف رفع الله درجته

الحادية والسبعون (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (٤) ، قال ، ابن عبّاس (٥) بعليّ عليه‌السلام «انتهى»

__________________

(١) اى مجمع البيان (ج ٥ ص ٢٩١ طبع طهران)

(٢) تبيقر : توسع والبيقرة كثرة المال

(٣) يقال زحلف زحلفة كدحرج دحرجة : دفعه

(٤) الزخرف الآية ٤١

(٥) رواه من اعلام القوم ونقلة آثارهم عدة ونحن نسرد اسماء بعضهم فنقول :

«منهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج ٢٥ ص ٥٧ بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر)

في تفسير اللباب عن جابر انه قال : لما نزلت (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعلى بن أبي طالب رضى الله عنه

٤٤٤

قال النّاصب خفضه الله

أقول : لا يظهر ربطه بعليّ إذ المراد من الذين ينتقم منهم هم الكفّار وعليّ عليه‌السلام لم يحارب الكفّار بعد النبّي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وان أراد البغاة ، فالآية ليست نازلة في شأنهم كما يدلّ السّابق واللاحق من الآية على أنّها نزلت في شأن الكفّار ، وإن صحّ فلا يدلّ على المدّعى «انتهى»

أقول

الرّواية عن طريق ابن عبّاس ، قد رواها (١) ابن مردويه (٢) وقد روى (٣) ذلك

__________________

«ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج ٦ ص ١٨ ط مصر)

واخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن ابى الصالح عن جابر ابن عبد الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله : فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون ، نزلت في على بن أبي طالب أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي

«ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الحنفي الترمذي في مناقب مرتضوى (ص ٥٣ ط بمبئى بمطبعة المحمدي)

نقل عن فردوس الاخبار عن جابر بن عبد الله الأنصاري

ونقل عن مناقب ابن مردويه عن ابن عباس نزول الآية في على.

«ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص ٩٨ ط اسلامبول)

روى ابو نعيم الحافظ بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال قوله تعالى (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) بعلى.

(١) تقدم النقل عنه في ذيل الآية الشريفة

(٢) تقدمت ترجمته في الجزء الثاني ص ٢١٥

(٣) رواه شيخنا العلامة الطبرسي في مجمع البيان (ج ٩ ص ٤٩ ط طهران)

٤٤٥

شيخنا الطبرسي (ره) في تفسيره عن جابر بن عبد الله ، حيث قال : إنّ كلمة ما ، في قوله تعالى (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ) ، بمنزلة لام القسم في أنّها إذا دخلت دخلت معها النون الثّقيلة ، والمعنى إن قبضناك وتوفّيناك فانا منتقمون منهم بعدك وعن الحسن وقتادة إنّ الله أكرم نبيّه بأن لم يره تلك النّقمة ولم ير في امّته الّا ما قرت به عينه ، وقد كان ذلك بعده نقمة شديدة وقد روى أنّه ارى ما تلقى أمته بعده ، فما زال منقبضا ولم ينبسط ضاحكا حتّى قبض ، وروى جابر بن عبد الله قال : انّي لأدناهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجّة الوداع بمنى حين (حتّى خ ل) قال : لألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وايم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت إلى خلفه ، وقال : أو عليّ؟ أو علي؟ ثلاث مرات ، فرأينا أنّ جبرئيل غمزه فانزل الله تعالى على اثر ذلك : فامّا نذهبنّ بك (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) بعليّ بن أبي طالب ، وإن أردنا ان نريك ما نعدهم من العذاب ، فانّهم تحت قدرتنا ، لا يفوتوننا ، وقيل : إنّه راى نقمة الله منهم يوم بدر بأن أسر منهم وقتل «انتهى» واما قول النّاصب : وعليّ لم يحارب الكفّار بعد النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن أراد به الكافر الأصلي ، فهب أن يكون كذلك ، لكن لا يجديه نفعا ، وان أراد به الأعمّ من الكافر الاصلي والمرتد فغير مسلّم لأنّ البغاة كفّار مرتّدون عندنا كما مر سابقا في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) (١) الآية ، وبالجملة محاربو عليّ عليه‌السلام كفرة عندنا ، كما صرّح به أفضل المحقّقين في التّجريد بقوله (٢) : محاربو عليّ كفرة ، ومخالفوه فسقة ، والبغاة قد حاربوا عليا عليه‌السلام وأيضا ما الوجه في تجويزهم للحكم بارتداد من منع الزكاة عن أبي بكر لأجل اعتقادهم

__________________

(١) المائدة الآية ٥٤

(٢) في آخر المقصد الخامس من المقصد الثالث وقال الشارح الجديد في شرحه : لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حربك حربي يا على ، ولا شك ان محارب رسول الله كافر.

٤٤٦

عدم استحقاقه للخلافة دون تجويز الحكم بارتداد البغاة الذين حاربوا عليا عليه‌السلام ، مع أن التّجويز لازم هاهنا بطريق أولى كما لا يخفى ، وقال المصنّف قدس‌سره في شرحه : قد اختلف قول علمائنا في مخالفي علي عليه‌السلام في الامامة ، فمنهم من حكم بكفرهم ، لأنّهم دفعوا ما علموا ثبوته من الدّين وهو النّص الجليّ الدّال على إمامته مع تواتره ، وذهب آخرون إلى أنّهم فسقة وهو الأقوى ، ثم اختلف هؤلاء على أقوال ثلاثة ، أحدها انّهم مخلّدون في النّار لعدم استحقاقهم الجنّة الثاني انّهم يخرجون من النّار إلى الجنّة الثالث ما ارتضاه ابن نوبخت (١) وجماعة من علمائنا : انّهم يخرجون من النّار لعدم الكفر الموجب للخلود ، ولا يدخلون الجنّة ، لعدم الايمان المقتضى لاستحقاق الثواب «انتهى» ووجه دلالة الآية على المدّعى : أن من ينتقم الله به عن الكفّار ويطيب خاطر نبيّه بوساطتة دون ساير المهاجر والأنصار يكون أفضل أصحابه الأخيار.

قال النّاصب خفضه الله

الثانية والسبعون (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ، وَهُوَ عَلى صِراطٍ

__________________

(١) ابن نوبخت : هو فضل بن سهل بن نوبخت المكنى بابى العباس كان من مشاهير متكلمي الامامية ووحيد عصره في حكمة الاشراق والفلسفة والنجوم وله تآليف كثيرة في الحكمة والامامة والنجوم توفى في آخر المائة الثانية من الهجرة كما في الريحانة ج ٤ ص ٢٤٢ أقول وبيت نوبخت بيت علم وجلالة نبغ فيهم رجال في الكلام والأدب والفلكيات ولله در المؤرخ الفقيد صديقنا الفاضل المرحوم الميرزا عباس خان الإقبال الآشتياني حيث ألف كتاب خاندان نوبخت في تاريخ هذه الاسرة الكريمة وجلالتهم ، ومن رام الوقوف على تراجمهم فليراجع إلى رياض العلماء والروضات وامل الامل واعيان الشيعة وخاندان نوبخت وفرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم لجمال السالكين سيدنا رضى الدين على بن طاوس الحسنى وغيرها من الزبر والاسفار.

٤٤٧

مُسْتَقِيمٍ)(١)، عن ابن عبّاس (٢) أنّه عليّ عليه‌السلام «انتهى».

قال النّاصب خفضه الله

أقول : لا شكّ أن عليا كان يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ، لكن لا يدلّ هذا على النّص على إمامته «انتهى»

أقول

ما ذكره المصنّف تمام آية هي قوله تعالى : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) الآية وقد ضرب الله فيها المثل لنفسه ، ولما يفيض إلى عباده من النّعم الدّينية والدّنيوية وللأصنام التي هي أموات لا تنفع ، بل يصل منها إلى من يعبدها أعظم المضارّ. ولا شك في أنّ من ضرب الله به المثل لنفسه من الجهة المذكورة (٣) يجب أن يكون في أعلى درجات القدرة والعلم والجود والاستقامة ، فيكون أفضل ، لقوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) (٤) ، او لقوله تعالى : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ) (٥) فافهم ، وأيضا إذا كان عليّ عليه‌السلام على الصراط المستقيم أى

__________________

(١) الصافات. الآية ١٣٠.

(٢) وممن ذكره الحافظ أبو بكر بن مردويه الاصفهانى في «المناقب» (كما في كشف الغمة ص ٩٦) حيث ذكر القول بان المراد منه على عليه‌السلام

(٣) أى كونه آمرا بالعدل على صراط مستقيم ، فان الأمر بالعدل يستدعى القدرة والعلم والجود بأن يعطى الفقراء من ماله فيكون عادلا

(٤) النحل. الآية ٦٠.

(٥) يس. الآية ٧٨.

٤٤٨

الطريق الواضح ، كان طريق من خالفه جائرا غير واضح ، لاستحالة وجود الحق في جهتين مختلفتين ، والمخالفة بينه وبين من تقمّصوا الخلافة ممّا لا يمكن إنكاره ، ولا يدفع اشتهاره.

قال المصنّف رفع الله درجته

الثالثة والسبعون (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) (١) عن ابن عبّاس آل محمّد (٢) «انتهى»،

__________________

(١) الصافات الآية ١٣٠

(٢) رواه جمع من فطاحل القوم ونحن نكتفي بسرد اسماء من وقفنا عليه فنقول :

«منهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج ٢٦ ص ١٦٢ ط البهية بمصر) أورد القول بان المراد من آل ياسين آل محمد ،

«ومنهم» العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة ٦٧١ ، قال في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج ١٥ ص ١١٩ ط القاهرة ١٣٥٧ ه‍) : ان المراد من الآية الشريفة آل محمد سلام الله عليهم أجمعين

«ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة ٧٥٤ ، أورد في شأن نزول الآية الشريفة أنه وقيل : ياسين هو اسم محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، البحر المحيط (ج ٧ ص ٣٧٣ ط مطبعة السعادة بمصر)

«ومنهم» العلامة الحافظ أبو الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة ٧٧٤ ، قال في تفسيره المشهور (ج ٤ ص ٢٠ ط مطبعة مصطفى محمد بمصر) يعنى آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

«ومنهم» العلامة الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص ١٤٦ ط المحمدية بمصر) فقد نقل جماعة من المفسرين عن ابن عباس رضى الله عنهما ان المراد بذلك سلام على آل محمد وكذا قاله الكلبي.

«ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج ٥ ص ٢٨٦ ط مصر)

٤٤٩

قال النّاصب خفضه الله

أقول : صحّ هذا ، وآل ياسين آل محمّد وعلي منهم والسّلام عليهم ، ولكن أين هو من دليل المدّعى انتهى.

__________________

أخرج ابن أبى حاتم والطبرانيّ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) ، قال نحن آل محمد آل ياسين.

«ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص ٥٤ ط بمبئى بمطبعة المحمدي)

روى عن الصواعق أن المفسرين نقلوا عن ابن عباس ان المراد من الآية آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

«ومنهم» العلامة الشوكانى اليماني في فتح القدير (ج ٤ ص ٤٠٠ ط مصطفى محمد بمصر)

أخرج ابن أبى حاتم والطبرانيّ وابن مردويه عن ابن عباس ان آل ياسين آل محمد «ومنهم» العلامة الآلوسى البغدادي في روح المعاني (ج ٢٣ ص ١٢٩ ط المنيرية بمصر).

أخرج ابن أبى حاتم والطبرانيّ وابن مردويه عن ابن عباس انه قال في سلام على آل ياسين نحن آل محمد آل ياسين.

«ومنهم» العلامة شيخ شيخنا في الرواية السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص ٢٤ ط الاعلامية بمصر)

عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال في قوله تعالى (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) سلام على آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ونقله النقاش عن الكلبي فقال على آل ياسين على آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. قد مرت تفصيله.

٤٥٠

أقول

قد خصّ الله تعالى في آيات متفرقه من هذه السورة عدة من الأنبياء بالسّلام ، فقال: (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) ، (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ) ، (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ) ، ثم قال : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) ، ثمّ ختم السّورة بقوله : (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، ومن البيّن أنّ في السّلام عليهم منفردا في أثناء السلام على الأنبياء والمرسلين دلالة صريحة على كونهم في درجتهم ومن كان في درجتهم لا يكون إلّا إماما معصوما ، فيكون نصّا في الامامة ، ولا اقل من كونه نصّا في الأفضليّة ويؤيّد ذلك ما نقله (١) ابن حجر المتأخّر في صواعقه عن فخر الدّين الرّازى من أنّه قال : إنّ اهل بيته صلى‌الله‌عليه‌وسلم يساوونه في خمسة أشياء في السّلام قال : السّلام عليك أيّها النّبي وقال : سلام على آل ياسين ، وفي الصّلاة عليه وعليهم في التّشهد ، وفي الطهارة ، قال : (طه) أي يا طاهر ، وقال : (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، وفي تحريم الصّدقة وفي المحبّة ، قال الله تعالى : (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) (٢) ، وقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(٣).

قال المصنّف رفع الله درجته

الرابعة والسبعون : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٤) ؛ هو عليّ عليه‌السلام(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ

__________________

(١) نقله في (ص ٨٩ ط مصر سنة ١٣١٢ ه‍)

(٢) آل عمران. الآية ٣١.

(٣) الشورى. الآية ٢٣

(٤) الرعد. الآية ٤٣ (٤ مكرر)

ورواه مضافا إلى ما مر سابقا العلامة الثعلبي كما في كتاب العمدة لعلامة ابن بطريق ص ١٥٢ ط تبريز ، قال في تفسير قوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) : أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القائني ، قال حدثنا

٤٥١

كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) (١) قال ابن عبّاس : هو علي عليه‌السلام «انتهى»

قال النّاصب خفضه الله

أقول : قد علمت أنّ آية ومن عنده علم الكتاب نزلت في عبد الله بن سلام وامّا آية (مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) ، فالظاهر أنّ المراد ساير المؤمنين من أصحاب اليمين ، وان خصّ فلا دلالة له على المدّعى «انتهى».

أقول

قد علمت فيما مرّ أنّ رواية نزول الآية في عبد الله بن سلام موضوع (٢) وأنّ عبد الله نفسه روى ذلك في شأن عليّ عليه‌السلام وأمّا الآية الثانية فالاستدلال بها على الأفضليّة أو الامامة مبنيّ على ما ذكره الشّيخ الأعظم أبو جعفر (٣) الطوسي قدّس سره في تفسير التّبيان

__________________

القاضي أبو الحسن محمد بن عثمان النصيبي ببغداد ، قال : حدثنا أبو بكر السبيعي بحلب حدثني الحسن بن ابراهيم بن الحسن الخصاص ، أخبرنا حسين بن حكم أخبرنا سعيد بن عثمان عن أبى مريم ، حدثني عبد الله بن عطاء قال : كنت جالسا مع أبى جعفر في المسجد فرأيت عبد الله بن سلام فقلت : هذا الذي عنده علم الكتاب ، قال : انما ذلك على بن أبى طالب عليه‌السلام

قال : وبه عن السبيعي ، حدثنا عبد الله بن محمد بن منصور عن الجنيد الرازي ، حدثنا محمد بن الحسين بن إشكاب ، حدثنا أحمد بن مفضل ، حدثنا جندل بن على عن اسماعيل ابن سمعان عن أبى عمر زاذان عن ابن الحنفية أنه قال : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ، هو على بن أبي طالب عليه‌السلام

(١) الحاقة الآية ١٩

(٢) قد مر في تعاليقنا السابقة أن عبد الله بن سلام اسلم في المدينة والآية مكية.

(٣) هو الهمام المقدام فخر الفقهاء والمجتهدين اسوة أرباب النظر قدوة أصحاب رد الفروع إلى الأصول مشيد مبانى الاجتهاد ومؤسس طريق الفقاهة آية الباري سبحانه تعالى شيخنا

٤٥٢

من أنّ هذا كتاب آخر غير كتاب الاعمال ، وفيه البشارة إلى الجنّة ، فحسب لأنّ كتاب الحفظة إنّما هو بين الله وبين عبده ، ولا يراه أحد ولا يقرؤه فتأمّل.

__________________

ومولانا الأكرم الأقدم رئيس الطائفة المحقة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس‌سره القدوسي خريت الاستنباط الذي أصبح كل من تأخر عنه استفاد منه تلمذ عند جماعة أجلهم مفخر آل عدنان امام الفقه والحديث والتفسير والأدب والكلام شرف آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيدنا ومولانا أبى القاسم على الشريف المرتضى علم الهدى الموسوي حشره الله مع أجداده الطاهرين

يروى عن جماعة منهم السيد المذكور له كتب كثيرة منها كتاباه الشهيران التهذيب والاستبصار وهما من الجوامع الحديثية التي عليها المدار والمبسوط والخلاف في الفقه والتبيان في التفسير ومصباح المتهجد في اعمال السنة وتلخيص الشافي والمفصح واصول العقائد في الكلام والعدة في اصول الفقه إلى غير ذلك مما يضيق النطاق والمجال عن عده في الفنون المختلفة توفى في المحرم سنة ٤٦٠ في النجف الأشرف ودفن بداره التي هو اليوم مسجد وقبره مزار معروف وتنعقد هناك الحلقات الدرسية وتلقى الدروس والأبحاث الفقهية والاصولية وهذا أيضا من بركة حقيقته وروحانيته وقريب منه قبر العلامة الجليل مولانا بحر العلوم السيد مهدى الطباطبائى صاحب الدرة في مقبرة مخصوصة به

وبالجملة جلالة المترجم بمثابة تقصر الأقلام وتكل الألسن عن سردها وعدها وقد ذكرنا شطرا من ترجمته الشريفة في مقدمة كتابه الخلاف الذي يطبع ببلدة قم المشرفة على نفقة التاجرين الكتبيين الوجيهين الشيخ محمد على المحمدي الشرابيانى والحاج حسين آقا المصطفوى التبريزي وفقهما الله تعالى لإتمامه آمين

ثم ليعلم ان المستفيدين من الشيخ وتلاميذه كانوا في غاية الكثرة إذ كانت تشد اليه الرحال في عصره من كل فج عميق من العلامة والخاصة والزيدية ومن اجل تلاميذه ابنه العلامة الشيخ أبو على الحسن والقاضي عبد العزيز ابن البراج الطرابلسي وغيرهما

٤٥٣

قال المصنّف رفع الله درجته

الخامسة والسبعون (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (١)

عن أبي هريرة (٢) قال : قال عليّ بن أبي طالب : يا رسول الله أيّما أحب إليك أنا ام

__________________

(١) الحجر الآية ٤٧

(٢) أورده من حفاظ القوم جمع ونحن نذكر أسماء بعض منهم فنقول :

«منهم» العلامة اخطب الخطباء الخوارزمي في مقتل الحسين (ص ٦٨ ط النجف)

أخبرنى شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله فيما كتب إلى من همدان ، أخبرنا الحافظ أبو على الحسن بن أحمد الحداد ، أخبرنا الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر الطبرانيّ ، أخبرنا الامام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهانى ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، أخبرنا محمد بن موسى ، أخبرنا الحسن بن كثير ، أخبرنا سليمان ابن عقبة ، أخبرنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال على بن أبي طالب عليه‌السلام يا رسول الله : أيما أحب إليك أنا ام فاطمة؟ قال فاطمة أحب إلى منك وأنت أعز على منها وكأنى بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس وان عليه الأباريق مثل عدد نجوم السماء وانى وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيلا وجعفرا في الجنة (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه.

«ومنهم» العلامة المحدث السيد ابراهيم نقيب مصر في كتاب «البيان والتعريف» (ج ٢ ص ١١٨ ط حلب سنة ١٣٢٩)

أخرج الطبرانيّ في الأوسط عن أبى هريرة (قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح) قال : قال على يا رسول الله : أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلى منك وأنت أعز على منها «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى

٤٥٤

فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلى منك وأنت أعز على منها وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه النّاس وأنّ عليه الأباريق مثل عدد نجوم السّماء وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (١) وأنت معى وشيعتك في الجنّة ، ثمّ قرء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) لا ينظر أحدهم في قفاء صاحبه «انتهى».

قال النّاصب خفضه الله

أقول : ان صحّ هذا ، فهو من فضائله ، وذكر درجاته العلى في الجنّة ، ولا ريب لمؤمن في هذا ، والبحث عن وجود النّص ، فأىّ نفع لذكر هذه الفضائل في ذكرها؟

__________________

(ص ٥٨ ط بمبئى بمطبعة محمدي)

روى عن أبى هريرة قال قال على عليه‌السلام : سألت رسول الله أينا أحب إليك أنا أو فاطمة؟ فقال : فاطمة أحب إلى وأنت أعز وانى أراك قائما على الحوض تبعد الأشقياء منه وعليه أباريق بعدد النجوم وتكون أنت وفاطمة والحسن والحسين وجعفر وعقيل في الجنة متقابلين وتكون أنت معى ويكون محبوك كلهم في الجنة فقرأ (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) «ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزى البلخي في ينابيع المودة (ص ١٣٢ ط اسلامبول)

أخرج ابو نعيم الحافظ عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلى رضى الله عنه : أنت يا على على حوضي تذود عنه المنافقين وان اباريقه عدد نجوم السماء وأنت والحسن والحسين وحمزة وجعفر في الجنة (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) ، وأنت وأتباعك معى ثم قرء (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ).

وأخرج في مسند أحمد عن الحسن بن على رضى الله عنهما قال : نزلت فينا هذه الآية وأخرج ابن المغازلي ايضا الحديث.

(١) مقتبس من آية ونزعنا ما في صدورهم من غل في الحجر. الآية ٤٧.

٤٥٥

أقول

قد سبق الكلام في تحقيق هذا الحديث ، ووجه (١) دلالته على الأفضليّة ، ونزيده عليه هاهنا ، ونقول : وجه الاستدلال والنفع في ذكره دلالة شأن النزول على أنّ عليّا عليه‌السلام أعزّ عند النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من فاطمة عليها‌السلام ، ومن البيّن أنّ فاطمة أعزّ عنده من باقي الامّة ، فيكون علي عليه‌السلام أعزّ من الكلّ ، فيكون أفضل.

قال المصنّف رفع الله درجته

السادسة والسبعون (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) (٢) ، هو علي عليه‌السلام «انتهى».

قال النّاصب خفضه الله

أقول : قد سبق ما ذكر في شأن نزول هذه الآية ، وهو من الفضائل ،

__________________

(١) أورد جماعة هذا الخبر منهم النقيب العلامة السيد ابراهيم بن محمد بن كمال الدين الحسيني نقيب مصر ثم الشام المتوفى سنة ١١٢٠ في كتابه (البيان والتعريف ج ٢ ص ١١٨ طبع حلب الشهباء) حيث قال ما لفظه : (فاطمة أحب إلى منك وأنت أعز على منها) أخرجه الطبرانيّ في الأوسط عن ابى هريرة قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح سببه عن ابى هريرة قال قال على يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ فذكره صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكره غيره من اجلائهم وسنذكر أسماءهم في باب السنة ان شاء الله تعالى.

(٢) الفتح. الآية ٢٩.

(٢ مكرر) وممن نقل هذه الرواية في شأن نزول هذه الآية الكريمة :

العلامة ابو الثناء الآلوسى البغدادي في روح المعاني (ج ٢٦ ص ١١٧ ط المنيرية بمصر)

أخرج ابن مردويه والقاضي احمد بن محمد الزهري في فضائل الخلفاء الأربعة والشيرازي في الألقاب عن ابن عباس (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) بعلى كرم الله تعالى وجهه.

واخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عنه رضى الله عنه (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) بعلى.

٤٥٦

ولا يدلّ (١) على النّص «انتهى».

أقول

قد سبق منّا أيضا تحقيق شأن النزول وتصحيح دلالته فتذكر.

قال المصنّف رفع الله درجته

السابعة والسبعون (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (٢) ، قال الباقر عليه‌السلام نحن النّاس (٣) «انتهى».

__________________

(١) قد سبق في أوائل هذا الجزء ان اجتماع بعض هذه الفضائل في شخص يدل على النص والتعين في حقه فكيف لو اجتمعت كلها فيه.

(٢) النساء. الآية ٥٤

(٣) رواه من الاعلام عدة ونحن نسرد اسماء من وقفنا عليه حال التحرير فنقول :

«منهم» العلامة ابن المغازلي الشافعي في المناقب كما في كفاية الخصام ص ٣٦٧ ط طهران).

روى بسنده عن الامام الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ) ، قال نحن الذين يحسدوننا على ما آتانا الله من فضله.

«ومنهم» العلامة شيخ شيخنا في الرواية السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص ٣٧ ط الاعلامية بمصر)

حيث قال ما لفظه : عن الامام الباقر رضى الله عنه قال : في هذه الآية نحن والله الناس أخرجه ابو الحسن المغازلي

«ومنهم» العلامة ابن حجر الهيتمى المكي في الصواعق (ص ١٥٠ ط مطبعة المحمدية بمصر) قال :

اخرج ابو الحسن المغازلي عن الباقر رضى الله عنه انه قال في قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ

٤٥٧

قال النّاصب خفضه الله

أقول : هذا أيضا ان صحّ فهو من الفضائل ولا ثبوت للمدّعى «انتهى».

أقول

قد ذكر هذه الرّواية (١) ابن حجر المتأخّر في صواعقه : حيث قال : أخرج أبو الحسن المغازلي عن الباقر (رض) أنّه قال في هذه الآية : نحن النّاس والله «انتهى» وامّا وجه الدّلالة على المدّعى فهو انّ محسود النّاس سيّما في امور الدّين يكون أفضل

قال المصنّف رفع الله درجته

الثامنة والسبعون (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) (٢) ،عن الحسن البصري ، قال : المشكاة

__________________

النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) : نحن الناس والله

«ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص ١٢١ ط اسلامبول) أخرج ابن المغازلي من ابى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : هذه الآية نزلت في النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفي على رضى الله عنه وأخرج ابن المغازلي عن جابر الجعفي عن محمد الباقر رضى الله عنه في هذه الآية قال : نحن الناس المحسودون

(١) فراجع إلى التعليقة المتقدمة

(٢) النور الآية ٣٥ (٢ مكرر)

وممن ذكره وأورده في كتابه العلامة ابن المغازلي الشافعي في المناقب (كما في كفاية الخصام ص ٤٠٤ ط طهران).

قال : روى بسنده عن على بن جعفر قال سألت موسى بن جعفر عليه‌السلام عن قول الله

٤٥٨

فاطمة ، و (الْمِصْباحُ) : الحسن والحسين ، (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) قال : كانت فاطمة كوكبا دريّا بين نساء العالمين ، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) ، قال : الشّجرة المباركة ابراهيم (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) ، لا يهوديّة ولا نصرانيّة ، (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) ، قال يكاد العلم أن ينطق منها ، (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) ، قال : فيها امام بعد إمام (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) ، قال : يهدى الله لولايتهم من يشاء «انتهى».

قال النّاصب خفضه الله

أقول : ليس هذا من تفاسير أهل السّنة وان صحّ فدلّ على فضائل أهل بيت رسول الله وهو متّفق عليه ، ولو ذكر عليه أضعاف هذا فلا منازع ينازعه «انتهى»

__________________

تعالى : (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) ، قال المشكاة فاطمة ، والمصباح الحسن والحسين ، (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) فاطمة بين نساء العالم ، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) لا يهودية ولا نصرانية (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) يوجد من فاطمة امام بعد امام (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) «ومنهم» السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص ٢٩ ط الاعلامية بمصر)

اخرج أبو الحسن المغازلي من طريق موسى بن القاسم عن على بن جعفر قال : سألت الحسن عن قول الله تعالى : (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) ، قال المشكاة فاطمة ، والشجرة المباركة ابراهيم ، (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) ، لا يهودية ولا نصرانية (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) قال : من ذريتها امام بعد امام (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) يهدى الله لولايتنا من يشاء

«ومنهم» صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة (كما في كفاية الخصام ص ٤٠٤ ط طهران)

روى بسنده عن على بن جعفر بنحو ما تقدم

٤٥٩

أقول

إنّ النّاصب غفل من مضرّة تسليم ذلك له ، وإلّا فهو اوّل متنازع في ذلك ، ولهذا قد أنكر كثيرا من فضائل أهل البيت سابقا ونسبها إلى النّكر والوضع (١) ولهذا أيضا قد بالغ إمامه فخر الدّين الرّازي فيما ذكر سابقا (٢) من آية النّجوى في صرف نجوى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن كونها فضيلة إلى كونها منقصة حتّى ردّ عليه النّيشابورى هناك ، وقال : قلت : هذا الكلام لا يخلو عن تعصّب ، ومن أين يلزمنا أن نثبت مفضوليّة علي في كلّ خصلة؟ ولم لا يجوز أن يحصل له فضيلة لم يوجد لغيره من أكابر الصّحابة «انتهى» وكيف لا يكونوا منازعين في هذا مع ظهور أن كثرة الفضائل المختصّة به عليه‌السلام يوجب أفضليته والأفضلية تستدعي الأولويّة بالإمامة كما عرفت سابقا ، ثم إنّ هذه الرّواية ممّا ذكره (٣) ابو الحسن بن المغازلي الشّافعي (٤) في كتاب المناقب ، ومقدّم الآية : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ) الآية فقد ضرب الله تعالى بفاطمة والسبطين المثل لنوره تعالى ، (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) ، وإذا كان مثل فاطمة والسبطين عليهم‌السلام بهذا المحلّ فبالأولى أن يكون محلّ عليّ أجلّ وأكمل ، فيكون عن غيره من الامة أتم وأفضل : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (٥)

قال المصنّف رفع الله درجته

التاسعة والسبعون : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) (٦) ، قال ابن عباس :

__________________

(١) قد أنكرها في كثير من الآيات التي وردت في شانهم عليهم‌السلام وقد مرت ذلك في أوائل هذا الجزء)

(٢) قد مر في أوائل هذا الجزء في ذيل الآية الشريفه

(٣) قد مرت في أوائل هذا الجزء في ذيل الآية الشريفة

(٤) قد مرت ترجمته في المجلد الثاني ص ٤٨٥

(٥) مقتبس من قوله تعالى في سورة الصف الآية ٨

(٦) النساء الآية ٢٩

٤٦٠