من أهل السنّة في تفسيره والزّمخشرى (١) حتّى ينزل قرآن بالعتب على ذلك ، محال أن ينفق مثل ذلك المال الذي رووه لأحد كما لا يخفى ، هذا
__________________
وكتاب الروض الباسم مختصر العواصم طبع بمصر وكتاب العزلة وقبول البشرى في التيسير لليسرى وكتاب التأديب الملكوتي مختصر ذكر فيه العجائب والغرائب وكتاب البرهان القاطع في معرفة الصانع وجميع ما جاءت به الشرائع ، فرغ من تصنيفه سنة ٨٠١ وكتاب تنقيح الانظار في علم الدراية فرغ منه سنة ٨١٣ ، وكتاب ايثار الحق على الخلق فرغ منه سنة ٨٣٧ وطبع بمصر أيضا تحامل فيه كل التحامل وساقت عصبيته قلمه إلى كل مساق ، وكتاب تفسير القرآن كبير والظاهر انه لم يتمه ومجمع الحقائق والرقائق في ممادح خير الخلائق هو ديوان شعره وفتح الخالق شرحه وكتاب الحسام المشهور في الذب عن الامام المنصور اى جده المذكور في عمود النسب وغيرها ، وأورده الحافظ ابن حجر في انباء الغمر في ترجمة أخيه الهادي وكذا السخاوي في الضوء وكذا العلامة شيخنا في الرواية السيد محمد بن زبارة الحسنى في كتاباته وكذا العلامة ملك بهو بال في التاج وغيرهم.
ثم ليعلم ان ابن المرتضى يطلق على جماعة منهم المترجم ويقال له : ابن الوزير أيضا ومنهم الشريف النسابة الموسوي من ذرية سيدنا الجليل علم الهدى.
ومنهم المولى محمد بن المرتضى الهروي المحدث ومن الكلمات الدائرة السائرة ان لا اعتداد بشبهات ابن المرتضى اليماني في الكلام ولا بمطاعن ابن المرتضى النسابة في النسب لتسرعه في الطعن ولا لتضعيفات ابن المرتضى الهروي حتى انه كاد ان ينكر الروايات المتواترة لفظا فكيف بغيرها فتدبر.
(١) يدل عليه كلامه في الكشاف (ج ٤ ص ٧٦ ط مصطفى محمد بمصر) وكذا يدل عليه كلام الخازن في تفسيره وكلام البغوي في هامش تفسير الحازن (ج ٧ ص ٤٥ ط مصر)
وقد كابر القاضي عبد الجبار (١) في هذا المقام ، فقال : هذا لا يدلّ على فضيلة علي دون أكابر الصّحابة ، لأنّ الوقت لعلّه لم يتّسع للعمل بهذا الفرض «انتهى».
وأقول : فساده ظاهر ، لاتّفاق الأصوليّين سوى من جوّز التكليف بما لا يطاق على أنّه تعالى لا يجوز أن يكلف العبد بإتيانه بفعل في زمان يقصر عن فعله فيه ، وايضا يدفع هذا الاحتمال دلالة رواية ابن المغازلي في كتاب المناقب ، والبغوي (٢) في معالم التنزيل عن علي عليهالسلام : إنّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان لي دينار فاشتريت عشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيته تصدّقت بدرهم ، فان هذه الرّواية صريحة (٣) في اتّساع الوقت ، وكذا يدفعه ما رواه (٤) الحافظ أبو نعيم عن ابن عبّاس ، قال : إنّ الله حرّم كلام رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلّا بتقديم الصّدقة وبخلوا أن يتصدّقوا قبل كلامه ، وتصدّق عليّ عليهالسلام ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين ، وايضا يدلّ على انّهم لم يكونوا معدودين (معذورين خ ل) في هذا قوله تعالى : (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) (٥) فانّ ذكر التّوبة يدلّ على توجّه العتاب إليهم بسبب الإهمال في الامتثال ، ولو كان الزّمان مضيّقا كما ذكره القاضي ، لما توجّه ذلك ، وايضا يدلّ عليه تمنّى ابن عمر إياه كما مرّ هذا ، وقد زاد الرّازي في الطنبور نغمة
__________________
(١) قد مرت ترجمته (ج ١ ص ٢٧٧) وهذا الكلام مذكور في كتابه الذي سماه (بالمغنى)
(٢) المطبوع بهامش تفسير الخازن وكذا الخازن في (ج ٧ ص ٤٤ طبع مصر بمطبعة مصطفى محمد) وغيرهما.
(٣) وأنا أقول : لو لم يتسع الوقت للعمل بهذا الفرض ، فكيف عمل به على عليهالسلام عشر مرات. منه.
أقول وقد تقدم نقل كلام الزمخشرىّ والخازن والبغوي في ان المدة كانت عشر ليال فراجع
(٤) قد تقدم نقله عن الينابيع وغيره من كتبهم في ذيل الآية الكريمة فراجع.
(٥) المجادلة. الآية ١٣.
الزّنبور (١) فقال : سلّمت (سلّمنا ل خ) أنّ الوقت قد وسع ، إلا أنّ الاقدام على هذا العمل ممّا يضيّق قلب الفقير الذي لا يجد شيئا وينفر الرّجل الغني ، فلم (ولم خ ل) يكن في تركه مضرة ، لأن الذي يكون سببا للالفة أولى عمّا (ممّا خ ل) يكون سببا للوحشة ، وايضا الصّدقة عند المناجاة واجبة اما المناجاة فليست بواجبة ولا مندوبة ، بل الأولى ترك المناجاة لما بيّنا من أنّها كانت سببا لسامة النبي صلىاللهعليهوسلم «انتهى».
وأجاب عنه الفاضل النيشابوري (٢) في تفسيره بقوله : قلت هذا الكلام لا يخلو عن تعصّب ما ومن أين يلزمنا أن نثبت مفضولية عليّ كرّم الله وجهه في كلّ خصلة ، ولم لا يجوز أن يحصل له فضيلة لم توجد لغيره من أكابر الصحابة ، فقد روى عن ابن عمر كان لعليّ ثلاث لو كانت لي واحدة منهنّ كانت أحبّ إلىّ من حمر النّعم : تزويجه بفاطمة (فاطمة خ ل) رض ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى ، وهل يقول منصف : إنّ مناجاة النبيّ صلىاللهعليهوسلم نقيصة؟ على أنه لم يرد في الآية النهى (نهى خ ل) عن المناجاة ، وإنّما ورد تقديم الصّدقة على المناجاة ، فمن عمل بالآية حصلت له الفضيلة من جهتين ، من جهة سدّ خلّة بعض الفقراء ، ومن جهة محبّة نجوى الرسول صلىاللهعليهوسلم ففيها القرب منه وحلّ المسائل العويصة ، وإظهار أنّ نجواه أحبّ إلى المناجي من المال «انتهى».
وأقول : يتوجه على الرّازى فوق ما أورده النيشابوري عليه ، أنّ علّة تشريع الصدّقة عند النجوى إنّما هو سدّ خلة الفقراء والرّفق بهم ، ومع ذلك هم معذورون في ذلك شرعا وعرفا خارجون عن حكم الآية ضرورة ، فلا يلزم انكسار قلوبهم كما لا يخفى ، على أنّ ما ذكره جار في تشريع الزّكاة والحجّ ونحوهما ممّا يتوقف وجوبه أو
__________________
(١) إشارة إلى المثل السائر الدائر (زاد في الطنبور نغمة) وهو من الأمثال المولدة ثم في إضافة النغمة إلى الزنبور لطف تعبير كما لا يخفى على اهل الذوق.
(٢) في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج ٢٨ ص ١٨ ط الاولي بمصر)
ندبه على المال ، فجاز أن يقال على قياس* ما ذكره إنّ الأولى عدم شرعيّة الزّكاة مثلا ، لانّه ممّا يضيّق قلب الفقير الذي لا يجد النصاب ، وينفر الرّجل الغني ، وهو كفر ، أو في حد الكفر بالله تعالى ، وايضا قد أطلق الله تعالى لفظ الصّدقة ولم يحد لها مقدارا معينا ليقال : إن أبا بكر أو غيره من الفقراء ربّما عجزوا بل يتأتى ذلك على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ولو بتمرة أو بشقها ، (١) وكذا منع كون نجوى الرسول مندوبة في حد الكفر وقد تعرض له النّيشابورى باشارة فافهم.
قال المصنّف رفع الله درجته
السّادسة عشر روى ابن عبد البر (٢) وغيره من السّنة في قوله تعالى (٣): (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) (٤) ، قال : إن النبي صلىاللهعليهوسلم ليلة اسرى به جمع الله بينه وبين
__________________
(١) إشارة إلى الحديث النبوي الشهير ، وقد مر في (ج ١) بيان مداركه ونزيد هنا ان ممن رواه الخطيب البغدادي الحافظ أورد في ج ١٦٣ وج ٤ ص ١٢٤ وج ٧ ص ١٢٩ وج ص ١٦٤ وج ٧ ص ١٦٩ وج ٧ ص ١٧٠ وج ٧ ص ١٧١ فليراجع ثم ليعلم أن هناك عدة أحاديث في شق التمرة قد ورد بعضها في اطعام الفقير وبعضها في إفطار المؤمن الصائم.
ومن الاخبار في الباب ما نقله الحافظ شمس الدين محمد السخاوي المصري القاهرى في كتابه المقاصد الحسنة (ص ٢٠ طبع القاهرة رقم ٢٤) قوله صلىاللهعليهوسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة ، رواه عن الشيخين عن عدى بن حاتم وعن الحاكم عن ابن عباس وعن أحمد عن عائشة وعن الديلمي بزيادة فإنها تقيم العوج وتسد الخلل وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان إلى غير ذلك من الروايات.
(٢) قد مرت ترجمته في المجلد الثاني ص (٣٤٤).
(٣) الزخرف. الآية. ٤٥.
(٤) رواه من أعلام القوم عدة.
الأنبياء ، ثم قل له : سلهم يا محمّد على ما ذا بعثتم؟ قالوا بعثنا على شهادة أن لا إله إلا الله وعلى الإقرار بنبوتك والولاية لعلي بن أبي طالب «انتهى».
قال النّاصب خفضه الله
أقول : هذا ليس من رواية أهل السنة ، وظاهر الآية آب عن هذا ، لأن تمام الآية :
(وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) ،
__________________
«منهم» الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء (على ما في اللوامع) عن ابن مسعود وابن عباس سأل رسول الله الأنبياء علام بعثتم فقالوا كلهم على شهادة ان لا اله الا الله والإقرار بنبوتك والولاية لعلى «ومنهم» العلامة الحموينى كما في كفاية الخصام (ص ٣٤٨ ط طهران) روى عن ابن مسعود بعين ما تقدم.
«ومنهم» العلامة المذكور في فرائد السمطين (على ما في اللوامع) عن ابن مسعود وابن عباس بعين ما تقدم عن الحلية.
«ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج ٢٥ ص ٥٨ المطبوع بهامش الطبري ط الميمنية) روى الثعلبي عن ابن مسعود أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : أتانى ملك فقال يا محمد : سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا علا م بعثوا ، قال على ولايتك وولاية على بن أبي طالب رضى الله عنه «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص ٨٢ ط اسلامبول) روى موفق بن أحمد والحموينى وأبو نعيم الحافظ بأسانيدهم عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لما عرج بى إلى السماء إلى ان قال : فقلت معاشر الرسل إلى ما ذا بعثكم ربى قبلي؟ فقالت الرسل : عن نبوتك وولاية على بن أبي طالب وهو قوله تعالى (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا). الآية.
والمراد أنّ اجماع الأنبياء واقع على وجوب التوحيد ونفى الشرك ، هذا مفهوم الآية ، وهذا النّقل من المناكير وإن صحّ فلا يثبت به النّص الذي هو المدعى لما علمت أنّ الولاية تطلق على معان كثيرة «انتهى».
أقول
الرّواية المذكورة بأدنى تغيير في اللفظ في تفسير النيشابوري (١) عن الثعلبي ، حيث قال : وعن ابن مسعود أنّ النّبي صلىاللهعليهوسلم قال : أتاني ملك فقال : يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا علام بعثوا ، قال : قلت : على م بعثوا ، قال : على ولايتك وولاية علي ابن أبي طالب عليهالسلام ، رواه الثعلبي ولكنه لا يطابق قوله سبحانه (أَجَعَلْنا) الآية انتهى وقد ظهر (٢) بما نقلناه أنّ الرّواية من روايات أهل السنّة وأنّ المناقشة التي ذكرها النّاصب قد أخذها من النيشابوري ، وهي مع وصمه الانتحال ضعيفة ، إذ يمكن أن يكون الجعل في الجملة الاستفهاميّة بمعنى الحكم ، كما صرح به النيشابوري آخرا ، ويكون الجملة حكاية عن قول الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وتأكيدا لما أضمر في الكلام من الإقرار ببعثهم على الشّهادة المذكورة ، بأن يكون المعنى أنّ الشهادة المذكورة لا يمكن التوقّف فيها ، إلّا لمن جعل (مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) (٣) ، ونظير هذا
__________________
(١) فراجع إلى تعاليقنا في ذيل الآية فإنها مذكورة عن الطبري وغيره من الاعلام
(٢) فان مقتضى عبادة الله وحده إطاعة أوليائه وأنبيائه دون من عداهم منه «قده» أقول : الأظهر في الجواب ان يقال : ان الإقرار بنبوة محمد صلىاللهعليهوآله وولاية على عليهالسلام من لوازم التوحيد ونفى الشرك ، فصح ارتباط قوله تعالى : (أَجَعَلْنا) إلخ بما قبله على التفسير المروي على أنه لا يبعد تعميم الالهة بحيث يشمل كل ما عبد من دون الله فيشمل صنمي قريش أيضا ، فيكون دالة على بطلان الاختيار في الامامة. فافهم
(٣) اقتباس من قوله تعالي في سورة الزخرف. الآية ٤٥
الإضمار (١) واقع في القرآن في قوله تعالى (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ، يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا) (٢) ، فانّ المراد كما ذكره ، النيشابوري وغيره ، فأرسلوني إليه لأسأله ومروني باستعباره فأرسلوه إلى يوسف ، فأتاه فقال يوسف الآية ، غاية الأمر أن يكون ما نحن فيه من الآية لخفاء القرينة على تعيين المحذوف من المتشابهات التي لا يعلم معناها إلّا بتوفيق من الله تعالى على لسان رسوله ، وهذا لا يقدح في مطابقة قوله سبحانه : (أَجَعَلْنا) الآية لما روى في شأن النزول ، فلا مناقشة ولا شيء من المناكير ، وإنّما المنكر هذا الشقي النّاهق الذي يذهب إلى كلّ زيّف (٣) زاهق ، وينعق (٤) مع كلّ ناعق يلحس فضلات المتأخرين ، ويزعم أنّ ما ذكروه آخر كلام في مقاصد الدين.
قال المصنّف رفع الله درجته
السابعة عشر قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (٥) ،روى (٦) الجمهور أنّها نزلت في عليّ عليهالسلام «انتهى».
__________________
(١) ونظيره في العرف أن تقول لغيرك : هل تعرف واجبات الصلاة ، فيقول : أعرف ، ألست مسلما؟!
(٢) يوسف الآية ٤٦.
(٣) زيف الدراهم : زافها ، الرجل : حقره ، والزيف : المحقر.
(٤) نعق ـ نعقا ونعيقا ونعاقا ونعقانا الغراب : صاح ورفع صوته.
(٥) الحاقة. الآية ١٢.
(٦) رواها من أعلام القوم ونقلة آثارهم عدة كثيرة ونحن نشير إلى بعض منها حسب ما اقتضته الفرصة فنقول : «منهم» العلامة الطبري في «تفسيره» (ج ٢٩ ص ٣١ ط الميمنية بمصر) حدثنا على بن سهل ، قال : ثنا الوليد بن مسلم عن على بن حوشب قال : سمعت مكحولا
__________________
يقول : قرء رسول الله صلىاللهعليهوسلم (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، ثم التفت إلى على فقال : سألت الله أن يجعلها اذنك ، قال على رضى الله عنه : فما سمعت شيئا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنسيته حدثني محمد بن خلف ، قال : ثنا بشر بن آدم ؛ قال ثنا عبد الله بن الزبير ، قال : ثنا عبد الله بن رستم ؛ قال سمعت بريدة يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لعلى : يا على ان الله أمرنى أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعى ، وحق على الله أن تعى ، قال : ونزلت (أُذُنٌ واعِيَةٌ).
حدثني محمد بن خلف ، قال : ثنا الحسن بن حماد ، قال : ثنا اسماعيل بن ابراهيم أبو يحيى التيمي عن فضيل بن عبد الله عن أبى داود عن داود عن بريدة الأسلمي قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لعلى : ان الله أمرنى أن أعلمك وأن أدنيك ولا أجفوك ولا أقصيك ثم ذكر مثله.
«ومنهم» العلامة الحافظ ابو نعيم في «حلية الأولياء» (ج ١ ص ٦٧ ط مطبعة السعادة بمصر)
حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، حدثني أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر عن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر عن على بن أبي طالب ، حدثني أبى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن عبد الله عن أبيه محمد عن أبيه عمر عن أبيه على قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا على ان الله أمرنى أن أدنيك وأعلمك لتعي وأنزلت هذه الآية : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، فأنت اذن واعية لعلمي
«ومنهم» العلامة الواحدي النيسابوري في «أسباب النزول» (ص ٣٣٩ ط الهندية بمصر) حدثنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ؛ أخبرنا الوليد بن أبان ، أخبرنا العباس الدوري ، أخبرنا بشر بن آدم ، أخبرنا عبد الله بن الزبير ، قال : سمعت صالح بن هشيم يقول : سمعت بريدة يقول : قال رسول الله لعلي : ان الله أمرنى أن
__________________
أدنيك ولا أقصيك وان أعلمك وتعى وحق على الله أن تعى فنزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) «ومنهم» العلامة الزمخشرىّ في تفسيره «الكشاف» (ج ٤ ص ١٣٤ ط مصر) وعن النبي صلىاللهعليهوسلم انه قال لعلى رضى الله عنه عند نزول هذه الآية سألت الله أن يجعلها اذنك يا على ، قال على رضى الله عنه : فما نسيت شيئا بعد وما كان لي أن أنسى.
«ومنهم» العلامة الشيخ عبد الرءوف المناوى في «الكواكب الدرية» (ص ٣٩ ط مطبعة الأزهر بمصر)
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلى : ان الله أمرنى أن أدنيك وأعلمك لتعي.
«ومنهم» عبد العزيز الدهلوي في تفسيره (ج ١ ص ٣٨٨) «كما في فلك النجاة» أورد الرواية بعين ما تقدم.
«ومنهم» العلامة الثعلبي كما في كتاب العمدة للعلامة ابن بطريق (ص ١٥١ ط تبريز) قال في تفسير قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، قال : أخبرنى ابن منجويه ، قال : حدثنا ابن جبان إسحاق بن محبة حدثنا أبى ، حدثنا ابراهيم بن عيسى ، حدثنا على ابن على ، حدثني أبو حمزة الثمالي ، حدثني عبد الله بن الحسين قال : حين نزلت هذه الآية (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : سألت الله عزوجل أن يجعلها اذنك يا على ، الحديث أقول : ابن منجويه في السند هو الحافظ أبو بكر أحمد بن على بن محمد بن ابراهيم بن منجويه بالميم المفتوحة ثم النون الساكنة ثم الجيم المضمومة ثم الواو المفتوحة ثم الياء؟؟؟ الشاة التحتانية الساكنة ، الاصبهانى البردي ، نزيل نيسابور ، المتوفى سنة (٤٢٨) فما في بعض الكتب من ضبط منجويه بالفاء بدل الميم وهم كما لا يخفى.
«ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في «تفسيره» (ج ٣٠ ص ١٠٧ ط البهية بمصر) وعن النبي صلىاللهعليهوسلم عند نزول هذه الآية سألت الله أن يجعلها اذنك يا على ، قال على : فما نسيت شيئا بعد ذلك وما كان لي أن أنسى.
__________________
«ومنهم» العلامه الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ١١١ ط الغرى) أخبرنا صدر الشام قاضى القضاة أبو المفضل يحيى بن أبى المعالي محمد بن على القرشي بدمشق والحافظ يوسف بن خليل بحلب والحافظ محمد بن محمود ببغداد ، قالوا جميعا : أخبرنا حجة العرب زيد بن الحسن الكندي ؛ أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا الحافظ أبو بكر الخطيب ، أخبرنا الحسن بن أبى بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، حدثنا محمد بن غالب ، حدثنا بشر بن آدم ، حدثنا عبد الله بن الزبير الأسدي عن صالح بن ميثم ، قال : سمعت بريدة الأسلمي يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلى : ان الله أمرنى أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وان تعى وحق على الله أن تعى ، قال : ونزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ)
هذا سياق حافظ العراق وتابعه محدث الشام
ونقل الطباطبائى في التعليقة نحوه عن أبى نعيم الاصبهانى بسند آخر.
وقال في (ص ٤٠) من ذلك الكتاب.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن المتوكل على الله عن محمد بن عبيد الله بن الزاغونى أخبرنا أبو الحسن على بن أحمد الحافظ ، حدثنا أحمد بن ابراهيم المفسر ، حدثنا ابن فنجويه ، حدثني عبد الله بن الحسن قال حين نزلت هذه الآية (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم سألت الله ان يجعلها اذنك يا على ، قال على عليهالسلام فما نسيت شيئا بعد وما كان لي أن أنسى ـ قلت وقد رواه الطبرانيّ مرفوعا في معجمه يطول الكتاب بذكر سنده «ومنهم» العلامة النيشابوري في «تفسيره» (ج ٢٩ ص ٣٠١ بهامش الطبري ط الميمنية بمصر)
عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال لعلى رضى الله عنه عند نزول الآية : سألت الله أن يجعلها اذنك يا على ، قال على رضى الله عنه : فما نسيت شيئا بعد ذلك وما كان لي أن أنسى.
«ومنهم» العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى
__________________
سنة ٦٧١ ، أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج ١٨ ص ٢٦٤ ط القاهرة ١٣٥٧ ه) روايات دالة على أن المراد بأذن واعية اذن على بن أبي طالب عليهالسلام.
منها قوله : وروى مكحول أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال عند نزول هذه الآية : سألت ربى أن يجعلها اذن على ، إلخ وذكره الماوردي وعن الحسن نحوه
وقوله : ذكره الثعلبي قال : لما نزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ؛ قال النبي صلىاللهعليهوسلم : سألت ربى أن يجعلها اذنك يا على ، إلى آخر الرواية
وقوله : وقال أبو برزة الأسلمي قال النبي صلىاللهعليهوسلم لعلى : يا على : ان الله أمرني ان أدنيك إلى آخر الرواية.
«ومنهم» العلامة المتقى الهندي في «منتخب كنزل العمال» (بهامش المسند ج ٥ ص ٤٨ ط القديم بمصر)
(حل) عن على في قوله : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم سألت الله ان يجعلها اذنك يا على ، فما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا فنسيته (ض) وابو نعيم في المعرفة وابن مردويه.
(كر) عن بريدة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلى : ان الله أمرني ان أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك أن تعى وأنه حق على الله أن تعى ونزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال : اذن عقلت عن الله.
(حل) عن على ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا على ان الله أمرنى أن أدنيك وأعلمك لتعي ، وأنزلت هذه الآية : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ).
«ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة ٧٥٤ ، أورد في شأن نزول الآية الشريفة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلى : انى دعوت الله تعالى أن يجعلها اذنك يا على بنحو ما قدمنا.
البحر المحيط (ج ٨ ص ٣٢٢ ط مطبعة السعادة بمصر)
__________________
«ومنهم» العلامة ابن كثير في «تفسيره» (ج ٤ ص ٤١٣ ط مصطفى محمد بمصر)
قد قال ابن أبى حاتم ، حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا العباس بن الوليد بن صبيح الدمشقي ، حدثنا زيد بن يحيى ، حدثنا على بن حوشب ، سمعت مكحولا يقول : لما نزل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : سألت ربى أن يجعلها اذن على قال مكحول : فكان على يقول : ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا قط فنسيته.
ورواه ابن جرير عن على بن سهل عن الوليد بن مسلم عن على بن حوشب به.
وقد قال ابن أبى حاتم أيضا : حدثنا جعفر بن محمد بن عامر ؛ حدثنا بشر بن آدم ، حدثنا عبد الله بن الزبير أبو محمد يعنى والد أبى أحمد الزبيري ، حدثني صالح بن هشيم ، سمعت أبى مرة الأسلمي يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلى : انى أريد أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وان تعى وحق لك ان تعى قال : فنزلت هذه الآية : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ورواه ابن جرير عن محمد بن خلف عن بشر بن آدم به.
ثم رواه ابن جرير من طريق آخر عن داود الأعمى عن بريدة به.
«ومنهم» العلامة ابن الصباغ في «فصول المهمة».
عن مكحول عن على بن أبي طالب في قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : سألت الله ان يجعلها اذنك يا على ، ففعل ، فكان على عليهالسلام يقول : ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلاما الا وعيته وحفظته ولم أنسه «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج ٦ ص ٢٦٠ ط الاولى بمصر) قال : أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن مردويه عن مكحول قال : لما نزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : سألت ربى ان يجعلها اذن على ، قال مكحول : فكان على يقول : ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا فنسيته. وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم والواحدي وابن مردويه وابن عساكر وابن النجاري
__________________
عن بريدة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلى : ان الله أمرني ان أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وان تعى وحق ان تعى ، فنزلت هذه الآية : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ)
وأخرج ابو نعيم في الحلية عن على عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا على ان الله أمرني ان أدنيك وأعلمك لتعي ، فأنزلت هذه الآية ، فأنت اذن واعية لعلمي.
«ومنهم» العلامة المذكور في «لباب النقول» (ص ٢٢٥ ط مصطفى الحلبي بمصر)
أخرج ابن جرير وابن حاتم والواحدي عن بريدة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلى بن أبي طالب انى أمرت ان أدنيك ولا أقصيك وان أعلمك وان تعى وحق لك ان تعى قال : فنزلت هذه الآية : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ)
«ومنهم» العلامة المير محمد صالح الترمذي في «مناقب مرتضوى» (ص ٣٦ ط محمدي بمبئى)
روى عن صحيح الترمذي عن على عليهالسلام
وروى عن المناقب لابن مردويه وتفسير الثعلبي واسباب النزول للواحدي عن بريدة الأسلمي نزول الآية في على عليهالسلام بعين المضمون المتقدم
«ومنهم» العلامة الآلوسى في تفسير «روح المعاني» (ج ٢٩ ص ٤٣ ط المنيرية بمصر)
ان النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلى كرم الله تعالى وجهه : انى دعوت الله ان يجعلها اذنك يا على قال على كرم الله تعالى وجهه : فما سمعت شيئا فنسيته وما كان لي ان انسى ، وفي جعل الاذن واعية وكذا جعلها حافظة ومتذكرة.
«ومنهم» العلامة الفاضل ، الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن ، روى عن مكحول عن على بن أبي طالب عليهالسلام في قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : سألت ان يجعلها اذنك يا على : إلخ (نور الأبصار ص ١٠٥ ط العثمانية بمصر)
قال النّاصب خفضه الله
أقول : روى المفسرون : أنّه لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلي : سألت الله تعالى أن يجعلها اذنك ، قال علي : فما نسيت بعد هذا شيئا ، وهذا يدلّ على علمه وحفظه وفضيلته ، ولا يدلّ على النّص بإمامته «انتهى».
أقول
روى (١) الواحدي (٢) في أسباب نزول القرآن عن بريدة ، روى (٣) أبو نعيم في
__________________
«ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص ١٢٠ ط اسلامبول)
أخرج موفق بن احمد الخوارزمي عن زر بن حبيش عن على كرم الله وجهه قال : ضمني رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : أمرني ان أدنيك إلى آخر ما تقدم.
وأخرج الثعلبي عن صالح بن هيثم عن بريدة الأسلمي قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : لعلى : أمرني ربى إلى آخر ما تقدم.
واخرج ابو نعيم الحافظ عن عمر بن على بن أبي طالب عن أبيه.
واخرج ابو نعيم والمالكي أخرجاه عن مكحول عن على كرم الله وجهه.
واخرج موفق الخوارزمي عن ميمون بن برهان عن ابن عباس عن النبي قال : سألت ربى ان يجعلها في اذن على ، قال على : ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا الا وعيته وحفظته ولم أنسه.
وذكر في شرح المواقف : اكثر المفسرين على انه على.
(١) في أسباب النزول (ص ٤٢٩ ط مصر بمطبعة الهندية) كما تقدم في التعاليق
(٢) هو الشيخ الامام أبى الحسن على بن أحمد الواحدي النيسابوري وقد مرت ترجمته في الجزء الاول وسيأتي أيضا.
(٣) حلية الأولياء للحافظ أبى نعيم الاصفهانى (ص ٦٧ ج ١ ط مصر بمطبعة السعادة)
الحلية عن علي وأبو القاسم (١) بن حبيب في تفسيره ، عن زر بن (٢) حبيش عن علي
__________________
وقد ذكرنا في تعاليقنا مفصلا.
(١) يمكن ان يكون المراد به عبد الملك بن حبيب المالكي السلمى ثم المرداسي الأندلسي القرطبي الفقيه المحدث المفسر النسابة الشهير ، ولد بعد سنة ١٧٠ وتوفى سنة ٢٣٩ وقيل : سنة ٢٣٨ أخذ عن عبد الملك بن ماجشون واصبغ بن الفرج وزياد سطون وصعصعة بن سلام ، له تآليف كثيرة في فنون العلم ذكره الذهبي في التذكرة (ج ٢ ص ١٠٧ طبع حيدرآباد) ونقل عن سحنون الأندلسي المالكي المشهور أنه لما قيل مات ابن حبيب قال مات عالم الأندلس بل والله عالم الدنيا ونقل عن أحمد بن محمد بن عبد البر أن ابن حبيب أبو جعفر البغدادي النسابة المحدث الفقيه المفسر المورخ صاحب كتاب المحبر وغيره هذا ؛ والأظهر في نظري عاجلا أن المراد به ابن حبيب النيسابوري المفسر المحدث الشهير الذي ينقل عنه الشيخ جلال الدين السيوطي في كتاب الإتقان والله أعلم
(٢) هو زر بن حبيش بن خباشة بن أوس بن هلال بن بلال الأسدي من بنى اسد بن خزيمة يكنى أبا مريم ، وقيل يكنى أبا مطرف ، أدرك الجاهلية ولم ير النبي صلىاللهعليهوآله وهو من جملة التابعين من كبار اصحاب ابن مسعود ، وممن روى عن مولانا على عليهالسلام والعباس وروى عنه الشعبي وابراهيم النخعي ، وكان عالما بالقرآن قارئا فاضلا ، توفى سنة ٨٣ وهو ابن مائة وعشرين سنة ، يعد في الكوفيين ؛ وقيل انه مات سنة ٨١ ، والاول أصح ، لأنه مات بدير الجماجم وكانت وقعة الجماجم في شعبان سنة ٨٣ ، هكذا أفاد في الاستيعاب (ج ١ ص ٢٠٦ طبع حيدرآباد) وقال الخزرجي في الخلاصة (ص ١١١) : انه روى عنه المنهال بن عمرو وعاصم بن بهدلة القاري ، وضبط كلمة حبيش بضم المهملة وفتح الموحدة وآخره معجمة ولفظة خباشة بمعجمتين بينهما موحدة بعدها ألف فراجع أقول : وقد روى عدة أحاديث في الفضائل سنذكرها في ذيل الآيات الشريفة والاخبار
واللّفظ له : قال : قال عليّ بن أبي طالب ضمّني رسول الله ، وقال أمرني ربّي أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن تسمع وتعي ، وفي تفسير الثّعلبي في رواية بريدة وأن اعلّمك وتعي وحقّ على الله أن تسمع وتعي فنزلت (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) «انتهى» وبعضهم روى ما رواه النّاصب ، ففي إطلاق قوله : روى المفسّرون ما يفسّر عن تعصّبه كما لا يخفى ، وقال صاحب الكشّاف وفخر الدّين الرّازي بعد ذكر الرّواية التي رواها النّاصب في شأن عليّ فان قيل : لم قال (أُذُنٌ واعِيَةٌ) على التّوحيد والتّنكير؟ قلنا : للإيذان بأنّ الوعاة فيهم قلّة ، وتوبيخ النّاس بقلّة من يعي فيهم ، والدّلالة على أنّ الاذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن الله تعالى فهو السّواد الأعظم عند الله ، وأنّ ما سواه لا يلتفت إليهم ، وإن امتلاء العالم منهم «انتهى».
ثم أقول : فقد دلت الآية بما كشف علامة المعتزلة (١) وإمام الاشاعرة (٢) عن أسرارها على اختصاص عليّ عليهالسلام في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك لما صرّحوا باستجابة دعاء النبي صلىاللهعليهوآله في حقّه عليهالسلام وعلى توبيخ غيره ، وأنّه لا التفات إليهم ، فيكون هو الأحقّ بالامامة كما هو المدعى ، ومما ينبغي أن يمهّد هاهنا ليحال عليه فيما يأتي ، أن من تأمل في القرآن والحديث ، علم أنّ التفضيل لا يكون إلّا بالعلم ، قال النبي صلىاللهعليهوآله (٣): فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ، وقال الله : (إِنَّما يَخْشَى
__________________
التي يشير إليها في المتن ان شاء الله تعالى.
(١) المراد به الزمخشرىّ صاحب الكشاف.
(٢) أراد به فخر الدين الرازي.
(٣) قال الحافظ ابو عمر يوسف بن عبد البر الأندلسي القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣ في كتابه (مختصر جامع بيان العلم وفضله ص ١٧ طبع القاهرة) في باب تفضيل العلم على العبادة ما لفظه : وعن ابى سعيد الخدري قال قال رسول الله فضل العالم على العابد كفضلى على أمتي ، وعنه صلىاللهعليهوسلم قليل العلم خير من كثير العبادة ، وكتب القوم مشحونة
اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) (١) ، فان معناه حصر الخشية والتقى على العلماء ، مع أنه قال : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (٢) ولا شكّ أنّ عليا كان أعلم من باقي الصّحابة لانّ استفتاءهم عنه مشهور (٣) ، وإقرارهم بجهلهم في تلك المستفتيات مذكور ، حتى صار قول عمر : لولا علي لهلك عمر (٤) ، كالمثل السائر بين امّة خير البشر ، وهذا دليل على أنّ عليا عليهالسلام كان أعلم ، وأما أنّ كلّ من كان أعلم فهو أفضل ، فقد ثبت بالنّص كما أسلفناه ، وبعد ثبوت الصّغرى والكبرى على هيئة الشّكل الأوّل فنتيجته بديهة ، وإنكاره مكابرة ومعاندة فلا يلتفت إليه.
قال المصنّف رفع الله درجته
الثّامنة عشر سورة هل أتى ،روى (٥) الجمهور كافّة أنّ الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (جدّ هما خ ل) وعامّة العرب ، فنذر عليّ صوم ثلاثة أيّام
__________________
من الروايات النبوية الدالة على فضل العلم على العبادة
واما أصحابنا شيعة أهل البيت عليهمالسلام فقد رووا روايات كثيرة عن أئمة الهدى أودعوها في جوامعهم الحديثية وغيرها.
(١) فاطر. الآية ٢٨.
(٢) الحجرات. الآية ١٣.
(٣) كما رجع عمر إلى قوله عليهالسلام : في التي وضعت لستة أشهر وفي المجنونة التي زنت وكما رجع اليه عليهالسلام عثمان عن حجب الأخ بالجد ، أشار إلى ذلك الحافظ ابن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم (ص ١٥٠ ط مصر) وغيرها من الموارد الكثيرة التي رجع فيها الصحابة اليه عليهالسلام وسنذكر بعض تلك الموارد عند ذكر المصنف العلامة (قده) فضائله عليهالسلام النفسانية ان شاء الله.
(٤) قد مر نقل هذه العبارة عن عمر في (ج ١ ص ٥٣) وفي هذا الجزء قريبا
(٥) لا يخفى أن مما تظاهر في نقله النقلة من أرباب التفسير والحديث على تشعب كتبهم
__________________
وتفننها ؛ نزول هذه السورة الكريمة في حق أهل بيت النبوة والسفارة الالهية ، كيف لا وهم الذين أطعموا مسكينا ويتيما وأسيرا وباتوا جياعا ، وهم الذين لم يسألوا الأجر من السائل والمحروم ، وهم الذين خافوا من ربهم يوما عبوسا قمطريرا وهم الذين لقاهم ربهم في ذلك اليوم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ونعم ما قال امام الشوافع محمد بن إدريس المطلبي الشافعي شعر
إلى م إلى م وحتى متى |
|
أعاتب في حب هذا الفتى |
وهل زوجت فاطم غيره |
|
وفي غيره هل أتى هل أتى |
ولنذكر ما وقفنا مع كمال الاستعجال وتشتت البال وتهاجم الأحزان والأهوال أسماء عدة من أعلام القوم ونبلائهم الإثبات الذين يستشهدون بكلامهم واعتمدوا على مروياتهم وهم جم غفير ورهط كثير ؛
«منهم» العلامة الزمخشرىّ في الكشاف (ج ٤ ص ١٦٩ ط مصطفى محمد بمصر)
أنه قال : وعن ابن عباس رضى الله عنه ان الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم في ناس معه فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك فنذر على وفاطمة وفضة جارية لهما ان برءا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا وما معهم شيء ، فاستقرض على من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه وبانوا لم يذوقوا الا الماء وأصبحوا صياما ، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ على رضى الله عنه بيد الحسن والحسين واقبلوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما ابصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال : ما أشد ما يسوؤني ما ارى بكم ؛ وقام
__________________
فانطلق معهم ، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبرئيل وقال خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة.
«ومنهم» العلامة الواحدي في أسباب النزول (ص ٣٣١ ط الهندية بمصر) قال عطاء عن ابن عباس ان على بن أبي طالب رضى الله عنه نوبة آجر نفسه يسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الخزيرة فلما تم إنضاجه اتى مسكين فساق الحديث بنحو ما تقدم
«ومنهم» العلامة البغوي في معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج ٧ ص ١٥٩ ط مصر)
روى عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس أنها نزلت في على بن أبي طالب وأورد الرواية مفصلا بنحو ما تقدم عن الزمخشرىّ.
«ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج ٣ ص ٢٤٣ ط البهية بمصر)
قال : ذكر الواحدي في البسيط أنها نزلت في حق على عليهالسلام.
روى صاحب الكشاف عن ابن عباس ان الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله إلى آخر ما تقدم عن الكشاف.
«ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص ٣٢٢ ط النجف) أخبرنا أبو المجد محمد بن أبى المكارم القزويني بدمشق سنة اثنتين وعشرين وستمائة ، قال ، أخبرنا أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد العطاري ، أخبرنا الحسين بن مسعود البغوي ، أخبرنا أحمد بن ابراهيم الخوارزمي أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد ابراهيم الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد ؛ أخبرنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ، أخبرنا أحمد بن محمد بن سهيل الباهلي ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن هلال ، حدثني القاسم ابن يحيى عن أبي على العزى عن محمد بن السائب عن أبى صالح عن ابن عباس.
__________________
وروى أيضا مجاهد عن ابن عباس قال في قوله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) مرض الحسن والحسين عليهماالسلام فعادهما رسول الله إلى آخر ما تقدم.
«ومنهم» العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ٢٠١ ط الغرى) أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن القبيطي البغدادي بها ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان ، أخبرنا الحافظ محمد بن أبى نصر الحميدي ، أخبرنا أبو على الحسن بن عبد الرحمن المعروف بالشافعي بمكة ؛ أخبرنا ابو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي ، أخبرنا ابو عمر بن احمد بن عبد الله الدقاق المعروف بابن السماك ، أخبرنا عبيد الله بن ثابت ، حدثنا ابى عن هذيل بن حبيب عن ابى عبد الله السمرقندي عن محمد بن كثير الكوفي عن الأصبغ بن نباتة قال : مرض النبي فساق الحديث بنحو ما تقدم إلى أن قال : ثم أخذ على عليهالسلام بيد الحسن والحسين عليهماالسلام فانطلق بهما إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما نظر إليهما يقومان ويقعان من شدة الجوع ضمهما إلى صدره وقال : وا غوثاه ما لقى آل محمد ، فحمل واحدا إلى عنقه والآخر على صدره ، ثم دخل على فاطمة عليهاالسلام ونظر إلى وجهها متغيرا من الجوع فبكت وبكى لبكائها ، ثم قال : ما يبكيك يا بنية ، قالت يا أبتاه ما طعمت أنا ولا ولداي ولا على منذ ثلاثة أيام ، قال فرفع النبي صلىاللهعليهوسلم يده ثم قال : اللهم أنزل على آل محمد كما أنزلت على مريم بنت عمران ثم قال : ادخلى مخدعك فانظرى ما ذا ترين ، قال فدخلت ومعها على وولداها ثم تبعهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإذا جفنة تفور مملوة ثريدا وعراقا مكللة بالجوهر يفوح منها رائحة المسك الأذفر ، فقال : كلوا بسم الله فأكلوا منها جماعتهم سبعة أيام ما انتقص منها لقمة ولا بضعة ، قال : فخرج الحسن وبيده عرق فلقته امرأة من اليهود تدعى سامار فقالت : يا أهل الجوع من ين لكم هذا فأطعمني ، فمد الحسن يده ليناولها فاختلست الاكلة وارتفعت القصعة فقال النبي صلىاللهعليهوسلم لو سكتوا