إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

الجزم لما عرف من حاله عند علماء الفن وقد سبق له مثله مرارا «انتهى كلام شارح الشّفا» وهو كاف شاف في الرّد على أهل الشّقاء ، ولو فرضنا صحّته ، فليس على إطلاقه لأنّ من أصحابه النّاكثين والقاسطين والمارقين (١) ونحوهم ، وقد عرفت ما جاء في حقّهم وحقّ أتباعهم ، وإلّا لكان المقتدى بمن يمرق من الدّين مثلا مهتديا ، وأيضا فانّ من الناس من اقتدى في قتل عثمان بالصحابة إما بجميعهم على خلاف أو ببعضهم وفاقا ، فان رضى الناصب بأنهم مهتدون في قتلهم عثمان ، فلا أرغم الله إلا أنفه ، فتعين أن يكون المراد بالأصحاب المذكور فيه أفاضل الصحابة المتصفين بمزايا العلم والكمال ، لأنهم الذين يهتدى بهم كالنجوم ، وقد صرح بمثل هذا التخصيص ابن حجر في صواعقه في توجيه ما روى (٢) من قوله : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتى ، ولولا إرادة الخاصّ لزم مفاسد شتى أشرنا إلى بعضها هاهنا ، وذكرنا بعضها في أوائل الكتاب ، ولنعم ما قيل في الفارسية :

__________________

(١) قال شيخنا المحدث القمي في كتاب سفينة البحار (ج ٢ ص ٥٣٥) ما لفظه : باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ح م ٤٥٤ باب اخبار النبي بقتال المارقين وكفرهم ح نه ٥٩٦ ، النبوي فيمن قال له في تقسيم غنائم هوازن : لم أرك عدلت قال : دعوه فانه سيكون له اتباع يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (ونه ٦١٢) قال في مج : المارقون هم الذين مرقوا من دين الله واستحلوا القتال من خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومنهم عبد الله بن وهب وحرقوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية وتعرف تلك الوقعة بيوم النهروان وهي من أرض العراق على أربعة فراسخ من بغداد انتهى ، وأورد العلامة الگنجى في كفاية الطالب (ص ٦٩ ط الغرى في باب ٣٧) بسنده عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا طويلا منه هذه الجملة في وصف على عليه‌السلام يقتل القاسطين والناكثين والمارقين إلخ.

(٢) فراجع الصواعق (ص ٩١ ط الميمنية بمصر)

١٠١

(شعر)

صحابه گر چه جمله كالنجوم اند

ولى بعض كواكب نحس وشومند

فلينظر هذا الناصب الضال ، أنّ المتصف بهداية الأمة أهو من يطالع اللّوح المحفوظ بشهادة ابن حجر العسقلاني (١) في شرح صحيح البخاري كما مرّ ، ويقول : سلوني عما دون العرش (٢) ونحو ذلك ؛ مما يدل على غزارة علمه؟ أو من لا يعرف معنى الكلالة (٣) والأب من القرآن؟ أو من يعترف بأفقهية مخدّرات النساء عنه (٤) ، ويقول سبعين مرّة لولا علي لهلك عمر (٥) : وهذه معضلة (٦) ولا أبا حسن فيها ، (أَفَمَنْ

__________________

(١) صرح بذلك العلامة ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في فضائل الحسن عليه‌السلام في حالة الرضاء.

(٢) أورده الحافظ محب الدين الطبري في كتاب ذخائر العقبى (ص ٨٣ ط مصر).

(٣) قد سبقت مدارك هذا في (ج ١ ص ٥٢) وستأتى في باب المطاعن أيضا ان شاء الله تعالى.

(٤) قد مر بيان مداركه في (ج ١ ص ٥٣) وسيأتي في باب المطاعن مفصلا ان شاء الله تعالى

(٥) قالها عمر في موارد كثيرة حتى اشتهر بين المحدثين انها سبعون موردا فمنها ما رواه ابن عبد البر في الاستيعاب (ج ٢ ص ٤٦١) وفي كتاب الجامع للعلم (ص ١٥٠) في مسألة أمره برجم المجنونة ، وفي المرأة التي وضعت لستة أشهر وكذا ابن حجر في الاصابة والطبري في الذخائر والگنجى في كفاية الطالب وأحمد بن حنبل في المسند وغيرهم وبالجملة الأمر مما لا يرتاب فيه الا المعاند عصمنا الله عن العصبية الباردة تراث الجاهلية

(٦) قد نقلت هذه الاستعاذة من عمر كثيرا فمن تلك الموارد ما ذكره ابن عبد البر الأندلسي في كتاب الاستيعاب (ج ٢ ص ٤٦١ طبع حيدرآباد) قال ما لفظه : وقال أحمد بن زهير حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا مؤمل بن اسماعيل حد ثنا سفيان

١٠٢

يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (١) تكميل جميل ينبغي أن يعلم أنه إذا دلّ حديث مرويّ من طريق أهل السنة على أفضلية عليّ عليه‌السلام أو على تفرّده بفضيلة مخصوصة كما فيما نحن فيه ثمّ وجد حديث آخر من طريقهم يدلّ على أفضلية غيره ، أو تفرد غيره بتلك الفضيلة المخصوصة أو اشتراكه معه فيها ، فالعقل السليم حاكم بصدق الأوّل ، وكذب الثاني كما أوضحه والدي الشريف (٢) روح الله روحه في بعض تعليقاته (٣) حيث قال : لا يخفى على اولى النهى أنّ اجتماع النقيضين وارتفاعهما أيضا محال ، فلا يكون في الواقع إلا أحدهما ، فنقول حينئذ : إنا نجد كثيرا في الأحاديث المعتبرة عند الجمهور ويزعمون أنها من الصحاح حديثين نقلهما ناقل واحد ، أحدهما يدلّ دلالة واضحة صريحة على أفضلية مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والآخر يدلّ على أفضلية من

__________________

الثوري عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن انتهى.

وكذا في طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي المتوفى سنة ٤٧٦ في علم على عليه‌السلام وقضاوته قال وروى عن سعيد بن المسيب انه قال كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن.

وكذا غيرهما وسنذكر أشطرا من كلمات القوم في بيان فضائله عليه‌السلام النفسانية.

(١) يونس. الآية ٣٥

(٢) هو العلامة السيد محمد شريف بن العلامة المير نور الله الاول الحسيني المرعشي المعاصر لشيخنا البهائى ، وكان من أجلة العلماء في عصره وقد ذكرنا نبذا من ترجمة أحواله في مقدمة الكتاب التي طبعت في أول المجلد الاول فراجع ثم التعبير بالشريف لا يخفى ما فيه من اللطف والإيماء إلى الجهتين الوصفية والعلمية.

(٣) على مختصر الأصول وعلى الشرح الجديد للتجريد.

١٠٣

فضلوه عليه على زعمهم الفاسد ورأيهم الكاسد ، فلا يكون الناقل في نقل الحديثين صادقا لما بينهما من التناقض ، ولا يكون فيهما كاذبا لأنّ طرح الكلّ مخالف للأصول فيبقى أن يكون في أحدهما صادقا وفي الآخر كاذبا ، فان قالوا : إنّ ناقلهم فيما نقله في حقّ عليّ عليه‌السلام كاذب ، وفي حقّ غيره صادق ، منعناه : لأنّ من تطرق الكذب في إحدى روايته لم يعتبر روايته الأخرى ، فهو فيما نقل في حقه عليه‌السلام صادق وفي الآخر كاذب ، لكن لا من جهة مجرّد نقل ناقلهم ، بل لأنا وجدنا أخبارا صحاحا متواترة مروية عن المعصومين وعن كبار الصحابة المنتجبين الموثوقين يؤيد ما روى روايتهم ، ويوثق ما حكى ناقلوهم وثقاتهم ، (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (١)

قال المصنّف رفع الله درجته

الحادية عشر قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٢) روى الجمهور (٣) عن ابن عباس وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : عن ولاية عليّ بن أبي طالب «انتهى».

__________________

(١) البقرة. الآية ٢١٣.

(٢) سورة الصافات. الآية ٢٤.

(٣) قد صرح بذلك فطاحل من أعاظم القوم ونحن نسرد اسماء بعضهم روما للاختصار فنقول «منهم» العلامة ابن حجر الهيتمى في الصواعق المحرقة (١٤٧ ط المحمدية بمصر) أخرج الديلمي عن أبى سعيد الخدري أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية على.

«ومنهم» العلامة الشيخ عز الدين عبد الرزاق الحنبلي على ما في كشف الغمة (ص ٩٢) قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قال أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مسئولون عن ولاية على بن أبي طالب عليه‌السلام

«ومنهم» العلامة الآلوسى ذكر رواية بعض عن ابن جبير عن ابن عباس :

١٠٤

__________________

يسئلون عن ولاية على كرم الله وجهه ، وأيضا عن أبى سعيد الخدري مثله.

«ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في (مناقب مرتضوى) نقل عن ابن مردويه في المناقب ، وأحمد بن حنبل في المسند ، عن أبى سعيد الخدري انه يسئل في القيامة عن ولاية على بن أبي طالب.

ونقل عن فردوس الاخبار عن ابن عباس وأبى سعيد الخدري قال في قوله تعالى : يسئلون عن الإقرار بولاية على بن أبي طالب.

وزاد ان في بعض الكتب ان الأنبياء قالوا لرسول الله في ليلة المعراج انا بعثنا على شهادة لا اله الا الله والإقرار بنبوتك ، وولاية على بن أبي طالب.

«ومنهم» العلامة سبط بن الجوزي في التذكرة (ص ٢١ ط النجف)

قال مجاهد في قوله تعالى : (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن حب على عليه‌السلام.

«ومنهم» صاحب كتاب أرجح المطالب (ص ٦٣ كما في الفلك)

روى عن أبى سعيد وابن عباس في قوله تعالى (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية على عليه‌السلام

«ومنهم» الديلمي في الفردوس (كما في الفلك)

روى عن أبى سعيد وابن عباس مثله

«ومنهم» صاحب كتاب أرجح المطالب (كما في الفلك)

روى عن أبى سعيد وابن عباس مثله.

«ومنهم» الشيخ الكبير أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي مخطوط)

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط ولا يجوز أحد الا ببراءة على بن أبي طالب ومن لم يكن معه براءته أكبه الله في النار وهو قوله تعالى : (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)

«ومنهم» العلامة ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس (كما في كفاية

١٠٥

__________________

الخصام ص ٣٥٩ ط طهران)

روى بسنده عن أبى سعيد الخدري عن رسول الله قال في قوله تعالى : (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) أى عن ولاية على بن أبي طالب.

«ومنهم» العلامة أبو نعيم الاصبهانى كما في كفاية الخصام (ص ٣٦٠ ط طهران)

روى بسنده عن الشعبي عن ابن عباس في قوله تعالى (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) ، أى عن ولاية على بن أبي طالب.

«ومنهم» العلامة الحبري في كتابه كما في كفاية الخصام (ص ٣٦١ ط طهران) روى بعين ما تقدم عن أبى نعيم.

«ومنهم» العلامة المشتهر بدرويش برهان في كتاب «بحر المناقب» (ص ١٥٥ مخطوط)

قال في ذيل الآية الشريفة : ان ابن مردويه روى في المناقب عن ابن عباس أنهم مسئولون عن ولاية على بن أبي طالب عليه‌السلام ، وروى المحدث الحنبلي عن أبى سعيد الخدري صاحب رسول الله أنهم مسئولون عن ولاية على بن أبي طالب عليه‌السلام وروى شيرويه في فردوس الاخبار عن ابن عباس وأبى سعيد الخدري أنهما قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) ، يسئلون عن الإقرار بولاية على بن أبي طالبعليه‌السلام.

«ومنهم» العلامة الشيرازي في كتابه (كما في كفاية الخصام ص ٣٦٠ ط طهران).

روى عن أبى معاوية ضرير عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رواية مفصلة وفيها يقول الله تعالى يوم القيامة : (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية على وحب أهل البيت.

وروى أيضا أبو الحسن بن شاذان عن أبى سعيد الخدري.

١٠٦

قال النّاصب خفضه الله

أقول : ليس هذا من رواية أهل السنة ولو صحّ دلّ على أنه من أولياء الله تعالى ، والولي هو المحبّ المطيع ، وليس هو بنصّ في الامامة «انتهى».

أقول

الإنكار ناش عن الجهل والعناد ، فانه مذكور في الصواعق لابن حجر (١) عن الدّيلمي(٢)

__________________

«ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص ١١٢ ط اسلامبول) أخرج الديلمي في كتابه الفردوس بسنده عن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في هذه الآية : انهم مسئولون عن ولاية على بن أبي طالب.

وأخرج أبو نعيم بسنده عن الشعبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في هذه الآية ، قال : عن ولاية على بن أبي طالب.

وأخرج محمد بن إسحاق المطلبي صاحب كتاب المغازلي والأعمش والحاكم وجماعة أهل البيت قالوا انهم مسئولون عن حب أهل البيت

وأخرج في المناقب عن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك عن أبيه عن جده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية على بن أبي طالب.

وذلك قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية على.

(١) رواه في الصواعق عن أبى سعيد الخدري (ص ٨٩ ط القديم بمصر)

(١ مكرر) وفي البحار أنه رواه أبو نعيم عن الشعبي عن ابن عباس وأبو بكر بن مردويه في المناقب عن ابن عباس وابن شيرويه في الفردوس عن أبى سعيد الخدري والعز المحدث الحنبلي عن أبى سعيد الخدري ، فهذه أربع روايات غير ما رواه ابن حجر في صواعقه فكيف يدعى الناصبي الأعمى في الآخرة والاولى أنه ليس من رواية أهل السنة هكذا في هامش بعض النسخ المخطوطة.

(٢) هو العلامة الحافظ شيرويه بن شهرداد (شهردار خ ل) بن شيرويه بن فنا خسرو

١٠٧

والواحدي (١)

__________________

الهمداني أبو شجاع المشتهر بالحافظ الديلمي تارة وبابن شيرويه أخرى من أكابر محدثي القوم وهو الذي أكثروا النقل عنه في كتبهم واعتمدوا على مروياته ، وله تآليف كثيرة أشهرها كتاب فردوس الاخبار أورد فيه عشرة آلاف حديث ، وفيه عدة روايات صحيحة الاسناد صريحة الدلالة في فضائل مولانا امير المؤمنين وعترته الميامين ، وقد ألف الحافظ السيوطي كتابه الجامع الصغير على نمطه ، وعنه استمد في تأليفه.

ومن آثار المترجم كتاب رياض الانس في سيرة النبي والخلفاء وغيرهما ، توفى سنة ٥٠٩ كما في الريحانة (ج ٢ ص ٣٧ ط طهران)

وممن اعتمد في نقل الفضائل عليه العلامة المحب الطبري في ذخائر العقبى ، والعلامة الگنجى الشافعي في كفاية الطالب ، والطبري أيضا في رياض النضرة ، وابن حجر المكي في الصواعق ، والشبراويّ في الإتحاف بحب الاشراف ، والصبان في اسعاف الراغبين وابن الصباغ في الفصول المهمة وشيخ شيخنا في الإجازة العلامة السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحضرمي في رشفة الصادي والشبلنجي في نور الأبصار ؛ والنبهاني في الشرف المؤبد ، والدهلوي في المدارج وغيرهم مما يطول بنا الكلام لو سردنا أسمائهم.

(١) هو العلامة أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على بن متويه النيسابوري الواحدي كان من أجلة عصره في التفسير والحديث والعلوم الادبية ؛ ذا حظ عظيم عند الوزير نظام الملك ، وله كتب منها البسيط في التفسير ، الوجيز في التفسير ؛ الوسيط في التفسير وكتاب المغازي وكتاب نفى التحريف عن القرآن الشريف ، وشرح ديوان المتنبي وشرح الأسماء الحسنى وكتاب الاعراب في علم الاعراب ، وكتاب اسباب النزول وهو أشهر آثاره ، قد طبع مرات ، أخذ العلم وروى عن جماعة ، منهم الثعلبي صاحب التفسير الشهير وغيره ، توفى سنة ٤٦٥ وقيل ٤٦٨ ، وترجمته مذكورة في طبقات الشافعية

١٠٨

قال : وأخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري (١) أنّ النبيّ قال : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) ، عن ولاية عليّ ، وكان هذا مراد الواحدي بقوله : روي في قوله تعالى : (إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) أى عن ولاية عليّ عليه‌السلام وأهل البيت ، لأنّ الله تعالى أمر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يعرّف الخلق ، انه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا إلّا المودّة في القربى ، والمعنى أنهم يسئلون هل والوهم حق الموالاة؟! كما أوصاهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أم أضاعوها وأهملوها ، فتكون عليهم المطالبة والتبعة «انتهى» وأما قوله : ولو صح دل على أنه من أولياء الله والولي هو المحب المطيع إلخ.

فمدخول ، بأن ما يوجب التوقف والسؤال هو الولاية بمعنى الامامة المساوقة للنبوة دون المحبة ، فان المحبة لم يجعل بانفرادها أصلا اعتقاديا يسئل عنها ، وإنما هي من لوازم اعتقاد نبوة الشخص أو إمامته ، فيكون نصا على الامامة على رغم أنف الناصب الشقي

__________________

وتذكرة الحفاظ وفي الريحانة (ج ٤ ص ٢٦٥ ط تهران).

وما نقله في الصواعق عنه مذكور في تفسيره البسيط.

(١) هو أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن خدرة المشتهر بالابجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج الخدري الصحابي الجليل المشهور ، قال الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب (ج ١ ص ٥٥٣ ط حيدرآباد) انه مشهور بكنيته ، أول مشاهده الخندق ، وغزى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اثنتي عشرة غزوة ، وكان ممن حفظ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سننا كثيرة وروى عنه علما جما ، وكان من نجباء الأنصار وعلمائهم وفضلائهم ؛ توفى سنة أربع وسبعين ٧٤ ، روى عنه جماعة من التابعين انتهى.

أقول : الرجل ممن أكثر في نقل فضائل أهل البيت موثوق بجلالته وفقهه ، قال مولانا العلامة الحلي قدس‌سره في خلاصة الرجال في باب الكنى : أبو سعيد الخدري من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين وأنه من الأصفياء وقال شيخنا العلامة الحائرى أبو على في رجاله : فيما كتبه الرضا عليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام الولاية

١٠٩

قال المصنف رفع الله درجته

الثانية عشر قوله تعالى : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (١) ، روى الجمهور (٢) عن ابن عباس وعن أبي سعيد الخدري قال : ببغضهم عليا.

__________________

لأولياء أمير المؤمنين الذين مضوا على منهاج الرسول ولم يبدلوا ولم يغيروا بعد نبيهم وهم سلمان الفارسي وأبو ذر جندب بن جنادة والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وسهل بن حنيف وحذيفة بن اليمان وأبو الهيثم بن التيهان وخالد بن سعيد وعبادة بن الصامت وابو أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو سعيد الخدري وأمثالهم رضى الله عنهم وفي رجال شيخنا العلامة الحبر في فنه أبو عمر الكشي : حمدويه قال : حدثنا أيوب عن عبد الله بن المغيرة قال حدثني ذريح عن أبي عبد الله عليه‌السلام ذكر أبو سعيد الخدري فقال كان من أصحاب رسول الله وكان مستقيما.

وفي جامع الأصول للعلامة ابن الأثير أن الخدري بضم الخاء المعجمة وسكون المهملة منسوب إلى خدر واسمه الابجر انتهى

وان شئت الوقوف على ترجمته الواسعة فراجع الاستيعاب ، والاصابة ، واسد الغابة ، والتجريد وغيرها.

(١) محمد. الآية ٣٠

(٢) هذه الرواية نقلها عدة من أعاظم القوم وحملة آثارهم ونحن نسرد أسماء بعضهم حسب ما اقتضاه المجال فنقول:

«منهم» الحافظ أحمد في كتاب الفضائل (ص ٧٣ ، مخطوط تظن كتابته في المائة السادسة)

حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال حدثني أبى قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى سعيد الخدري قال : انما كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا.

١١٠

__________________

«ومنهم» الحافظ المذكور في الفضائل (ص ١٧١)

قال : عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا على بن مسلم ، قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا محمد بن على السلمى عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله ، قال : ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار الا ببغضهم عليا.

«ومنهم» الحافظ ابو عمر يوسف بن عبد الله المعروف بابن عبد البر المتوفى سنة ٤٦٣ في الاستيعاب (ج ٢ ص ٤٦٤ ط حيدرآباد الدكن).

روى عمار الذهبي عن ابى الزبير عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين الا ببغض على بن أبي طالب ،

«ومنهم» الحافظ شمس الدين ابو عبد الله الذهبي في كتاب «تاريخ دول الإسلام» (ج ١ ص ٢٠ ط حيدرآباد الدكن) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلى عليه‌السلام : لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق.

«ومنهم» العلامة ابن الأثير في جامع الأصول (ج ٩ ص ٤٧٣ ط المحمدية بمصر)

أخرج الترمذي عن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه. قال : كنا لنعرف المنافقين ببغضهم على بن أبي طالب.

وأخرج الترمذي عن ام سلمة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن.

«ومنهم» العلامة ابن الأثير الجزري في «اسد الغابة» (ج ٤ ص ٢٩ ط جمعية المعارف بمصر).

حدثنا محمد بن عيسى ؛ حدثنا قتيبة ، حدثنا جعفر بن سليمان عن أبى هارون العبدى عن أبى سعيد الخدري قال : كنا نعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم على بن أبي طالب «ومنهم» العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص ١١١ ط الغرى).

أخبرنا عبد العزيز بن بركات بن الخشوئي بمسجد الربوة من غوطة دمشق ، أخبرنا على

١١١

__________________

ابن الحسين بن هبة الله الشافعي المورخ ؛ أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أخبرنا سعيد بن أحمد بن محمد ، أخبرنا أبو بكر الجوزقى ، أخبرنا عمر بن الحسن بن على ، حدثنا أحمد بن الحسن الخزاز ، حدثنا أبى ، حدثنا حصين عن الخليل بن لطيف عن أبى هارون عن أبى سعيد الخدري في قوله عزوجل : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) قال : قال ببغضهم على بن أبي طالب.

ذكره ابن عساكر في ترجمة على عليه‌السلام بطرق شتى كما أخرجناه.

«ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ص ٢١٤ ط محمد أمين الخانجى) أخرج ابن شاذان عن ابى ذر رضى الله عنه قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله الا بثلاث بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلاة وبغضهم على بن أبي طالب.

«ومنهم» العلامة الشيخ على المتقى الهندي في كنز العمال (ج ٦ ص ١٥٢) «كما في فلك النجاة».

روى عن ابى سعيد الخدري قال : كنا لنعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم على بن أبي طالب.

«ومنهم» العلامة المذكور في منتخب كنز العمال (بهامش المسند ج ٥ ص ٣٦ ط القديم بمصر)

عن أبى ذر قال : كنا لا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الا بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلاة وببغضهم على بن أبي طالب.

«ومنهم» الحافظ ابو زكريا محيي الدين بن شرف النووي المتوفى سنة ٦٧٦ في «تهذيب الأسماء واللغات» (ص ٢٤٨ ط المنيرية بمصر)

نقل عن الترمذي عن أبى سعيد الخدري قال : كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا.

١١٢

__________________

«ومنهم» العلامة الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١٧٢ ط المحمدية بمصر).

أخرج أحمد والترمذي عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين الا ببغضهم عليا.

وأخرج احمد مرفوعا : من ابغض اهل البيت فهو منافق.

«ومنهم» العلامة الشيخ عبد الرءوف المناوى في «الكواكب الدرية» (ص ٣٩ ط مطبعة الأزهر بمصر)

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا منافق.

«ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوى (ص ٦١ ط بمبئى بمطبعة محمدي).

قال : ولتعرفنهم في لحن القول ببغض على بن أبي طالب.

«ومنهم» العلامة الشوكانى في فتح القدير (ج ٥ ص ٣٩ ط مصطفى الحلبي بمصر).

أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبى سعيد الخدري في قوله : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) ، قال : ببغضهم على بن أبي طالب

«ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج ٦ ص ٦٦ ط مصر)

أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه في قوله : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) قال : ببغضهم في على بن أبي طالب وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الا ببغضهم على بن أبي طالب.

«ومنهم» العلامة الآلوسى في «روح المعاني» (ج ٢٦ ص ٧١ ط المنيرية بمصر)

ذكروا من علامات النفاق بغض على كرم الله وجهه ، فقد أخرج ابن مردويه عن ابن

١١٣

قال النّاصب خفضه الله

أقول : ليس في تفسير أهل السنة ، وان صح دل على فضيلته ، لا نص على إمامته «انتهى»

أقول

قد ذكر ذلك الحافظ أبو بكر موسى بن مردويه (١) في كتاب المناقب (٢) في جملة ما ذكره من الآيات النازلة في شأن على عليه‌السلام وهي مذكورة في كتاب كشف الغمة (٣) ووجه الاستدلال به على المطلوب : أن من جعل الله تعالى بغضه دليل النفاق والكفر في دين الله لا يكون الا نبيا أو اماما ، ولا أقل من أن يكون أفضل الخلق بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال المصنّف رفع الله درجته

الثّالثة عشر قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٤) ، روى الجمهور (٥) عن ابن عبّاس قال : سابق هذه الامة على بن أبي طالب «انتهى».

__________________

مسعود : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الا ببغضهم على بن أبي طالب

وأخرج هو وابن عساكر عن أبى سعيد الخدري ما يؤيده.

(١) قد مرت ترجمته (ج ٢ ص ٢١٥) فراجع.

(٢) صرح بذلك العلامة الآلوسى في تفسير روح المعاني كما مر بعيد هذا وكذا ابن عساكر كما مر.

(٣) هو كشف الغمة للعلامة الجليل الوزير على بن عيسى الإربلي ، وقد مرت ترجمته في (ج ١ ص ٢٩) فراجع.

(٤) الواقعة. الآية ١٠.

(٥) روى الحديث جم غفير من أعاظم القوم ونحن نذكر كلمات جماعة من مخرجي الحديث «منهم» العلامة ابن المغازلي المتوفى سنة ٤٨٣ كما في كتاب العمدة

١١٤

__________________

للعلامة ابن البطريق قال : أخبرنا أحمد بن محمد عبد الوهاب إجازة : أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب قال : حدثنا محمد بن أحمد بن منصور قال : حدثنا أحمد بن الحسين قال : حدثنا زكريا قال : حدثنا أبو صالح عن الضحاك قال : حدثنا سفيان بن عبد الله عن أبى نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : سبق يوشع ابن نون آل موسى فسبق موسى آل فرعون وصاحب ياسين آل عيسى وسبق على آل محمد وبالاسناد المتقدم قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن أبى الفرج بن الأزهر البغدادي ، قدم علينا واسط قال : أخبرنى أبو الحسن على بن محمد بن عروة بن لؤلؤ ، قال : حدثني عمر بن محمد العاقلاني قال : حدثني محمد بن خلف الحداد قال : حدثني عبد الرحمن بن قيس بن معاوية قال : حدثني عمر بن ثابت عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الرحمن بن سعد مولى أبى أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلت الملائكة على على سبع سنين وذلك أنه لم يصل معى أحد غيره.

«ومنهم» العلامة سبط بن الجوزي في التذكرة (ص ٢١ ط النجف) روى سعيد بن جبير عن ابن عباس : أول من صلّى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على عليه‌السلام وفيه نزلت هذه الآية.

«ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في «الرياض النضرة» (ص ١٥٨ ط محمد أمين الخانجى بمصر).

أخرج ابن الضحاك في الآحاد والمثاني عن ابن عباس قال : السباق ثلاثة ، سبق يوشع ابن نون إلى موسى ؛ وصاحب ياسين إلى عيسى ، وعلى إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

«ومنهم» العلامة ابن كثير الدمشقي في تفسيره (ج ٤ ص ٢٨٣ ط مصر) عن ابن نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى ، وعلى بن أبي طالب سبق إلى محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رواه ابن أبى حاتم عن محمد بن هارون الفلاس عن عبد الله بن اسماعيل المدائني البزاز

١١٥

__________________

عن سفيان بن الضحاك المدائني عن سفيان بن عيينة عن ابن أبى نجيح به.

«ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج ٦ ص ١٥٤ ط مصر) أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى ، وعلى بن أبي طالب سبق إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ) ، قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار الذي ذكر في يس ، وعلى بن أبي طالب ، وكل رجل منهم سابق أمته وعلى أفضلهم سبقا.

«ومنهم» العلامة ابن حجر الهيتمى في الصواعق (١٢٣ ط المحمدية بمصر) أخرج الديلمي أيضا عن عائشة والطبرانيّ وابن مردويه عن ابن عباس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : السبق ثلاثة ، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب يس والسابق إلى محمد على بن أبي طالب.

«ومنهم» العلامة السيد عطاء الله الحسيني الدشتكي الشيرازي الهروي المتوفى سنة ٩٠٣ قال : في كتاب (روضة الأحباب على ما في ترجمته التركية ج ٣ ص ١٠ ط العامرة بالاستانة) ما تعريبه ملخصا : وقال قوم : ان أول من أسلم على بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وهذا القول مروى عن أبى ذر الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد وخباب وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبى أيوب الأنصاري وزيد بن أرقم وأنس بن مالك ، وفي رواية أخرى عن ابن عباس : السبق ثلاثة ، السابق إلى موسى عليه‌السلام يوشع والسابق إلى عيسى عليه‌السلام صاحب ياسين والسابق إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم على بن أبي طالب.

وروى عن أبى ذر الغفاري وسلمان الفارسي : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ من يد على بن أبي طالب فقال : ان هذا أول من آمن بى وقد مر في أول هذا الكتاب في

١١٦

__________________

المقصد الاول في باب تزويجه صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة عليا أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لها ما ملخصه : انى قد زوجتك بأول من آمن بى وعرفني وساعدني.

وقال خزيمة بن ثابت في مديح على المرتضى كرم الله وجهه أبياتا وهذا منها

أليس أول من صلّى لقبلتهم

وأعلم الناس بالقرآن والسنن

ويؤيد هذا ما روى عن على المرتضى كرم الله وجهه من قوله

سبقتكم إلى الإسلام كلا

غلاما ما بلغت أوان حلمي

وقال بعض فصحاء العرب (نظم)

قل لابن ملجم والأقدار غالبة

هدمت ويلك للإسلام أركانا

قتلت أفضل من يمشى على قدم

وأول الناس إسلاما وايمانا

والصحيح عند المحققين ان أول من آمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خديجة الكبرى وبعدها على المرتضى وبعده زيد بن حارثة وبعده أبو بكر وبعده بلال رض إلخ.

«ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في (مناقب مرتضوى) (ص ٤٩ ط بمبئى بمطبعة محمدي)

نقل عن الخطيب في المناقب والإربلي في كشف الغمة عن ابن عباس ما تقدم.

«ومنهم» صاحب كتاب أرجح المطالب (ص ٨٣ كما في فلك النجاة) اخرج الضحاك والطبرانيّ وابن مردويه

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : سبق يوشع بن نون إلى موسى عليه‌السلام ؛ وسبق صاحب ياسين إلى عيسى عليه‌السلام ، وسبق على بن أبي طالب إلى محمد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

«ومنهم» العلامة الشوكانى في (فتح القدير) (ج ٥ ص ١٤٨ ط مصطفى الحلبي بمصر) اخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ؛ ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى ؛ وعلى بن

١١٧

__________________

أبي طالب سبق إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال : نزلت في خرقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في ياسين وعلى بن أبي طالب.

«ومنهم» العلامه الآلوسى في تفسير روح المعاني (ج ٢٧ ص ١١٤ ط المنيرية : عمر) اخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في ياسين وعلى بن أبي طالب كرم الله وجهه وكل رجل منهم سابق أمته وعلى أفضلهم.

«ومنهم» العلامة الشيخ سليمان الحسيني البلخي القندوزى في ينابيع المودة (ص ٦٠ ط اسلامبول).

ابن المغازلي بسنده عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : سبق يوشع بن نون إلى آخر ما تقدم.

موفق بن أحمد أيضا أخرجه عن مجاهد عن ابن عباس.

وفي ص (١١٤) اخرج الحموينى بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال : رأيت عليا في مسجد المدينة في خلافة عثمان أن جماعة من المهاجرين والأنصار يتذاكرون فضائلهم وعلى ساكت ؛ فقالوا يا أبا الحسن تكلم فقال يا معشر قريش والأنصار أسألكم ممن أعطاكم الله هذا الفضل أبأنفسكم أم بغيركم؟ قالوا أعطانا الله ومن علينا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : انى واهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله تعالى قبل ان يخلق الله عزوجل آدم بأربعة عشر آلاف سنة ، فلما خلق الله آدم عليه‌السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه‌السلام ، ثم قذف به في النار في صلب ابراهيم عليه‌السلام ؛ ثم لم يزل الله عزوجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة من الآباء والأمهات لم يكن واحد منا على سفاح قط ، فقال اهل السابقة واهل بدر واحد نعم قد سمعناه ، ثم قال : أنشدكم الله أتعلمون ان الله عزوجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية

١١٨

__________________

ولم يسبقني احد من الامة في الإسلام ، قالوا نعم ، قال : فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) ، سئل عنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال أنزلها الله عزوجل في الأنبياء وأوصيائهم فانا افضل أنبياء الله ورسله وعلى وصيّي افضل الأوصياء قالوا نعم ، قال : أنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)؟ وحيث نزلت (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)؟ وحيث نزلت (لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً)؟ وامر الله عزوجل نبيه ان يعلمهم ولاة أمرهم وان يفسر لهم من الولاية كما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم فقال : ايها الناس ان الله جل جلاله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت ان الناس يكذبني فأوعدنى ربى ، ثم قال : أتعلمون ان الله عزوجل مولاي وانا مولى المؤمنين وانا اولى بهم من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله فقال آخذا بيدي : من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام سلمان وقال : يا رسول الله مولاه على ما ذا؟ قال : ولائه كولائى من كنت اولى به من نفسه فعلى اولى به من نفسه فنزلت : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضاء ربى برسالتي وولاية على بعدي ؛ قالوا يا رسول الله هذه الآيات في على خاصة؟ قال : بلى فيه وفي أوصيائى إلى يوم القيامة ، قالوا بينهم لنا ، قال على أخى ووارثي ووصيّي وولى كل مؤمن بعدي ، ثم ابني الحسن ثم الحسين ، ثم التسعة من ولد الحسين القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على الحوض ، قال بعضهم : قد سمعنا ذلك وشهدنا وقال بعضهم قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا ثم قال : أتعلمون أن الله أنزل (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ

١١٩

__________________

الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، فجمعني وفاطمة وابني حسنا وحسينا ثم ألقى علينا كساء ، وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي لحمهم لحمى يؤلمنى ما يؤلمهم ويجرحنى ما يجرحهم ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فقالت ام سلمة وأنا يا رسول الله ، فقال : انك إلى خير ، فقالوا نشهد أن ام سلمة حدثتنا بذلك ، ثم قال : أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، فقال سلمان ، يا رسول الله هذا عامة أم خاصة ، قال : أما المأمورون فعامة المؤمنين ، وأما الصادقون فخاصة أخى على وأوصيائى من بعده إلى يوم القيامة؟ قالوا : نعم ، فقال : أنشدكم الله أتعلمون أنى قلت لرسول الله في غزاة تبوك : خلفتني على النساء والصبيان فقال : ان المدينة لا تصلح الا بى أو بك ، وأنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدي؟ قالوا : نعم ، قال أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل في سورة الحج : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) إلى آخر السورة فقام سلمان فقال يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل في الدين عليهم من حرج ملة ابراهيم قال عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة ، قال سلمان : بينهم لنا يا رسول الله ، قال : أنا وأخى على وأحد عشر من ولدي؟ قالوا : نعم ، قال : أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في خطبته في مواضع متعددة وفي آخر خطبة لم يخطب بعدها : أيها الناس انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فان اللطيف الخبير أخبرنى وعهد إلى أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض؟ فقال كلهم نشهد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال ذلك ، انتهى ما رمنا نقله من ذلك الكتاب.

«ومنهم» محمد بن العباس عن أحمد بن محمد الكاتب عن أحمد بن الربيع عن حسين بن الحسن الأشعري عن سفيان بن عيينة عن ابن أبى نجيح عن عامر عن ابن عباس نزولها في على (كما في البحار ج ٩ ص ٦٤ ط كمپانى)

١٢٠