تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ١

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٨

ومررت بالذي مررت به في داره ، ويعجبني أيّهم ضربته في داره ، ومررت بأيّهم مررت به في داره».

٢ ـ وأشار بقوله : «والحذف عندهم كثير منجلي ... إلى آخره» إلى العائد المنصوب ، وشرط جواز حذفه ، أن يكون :

(أ) متصلا.

(ب) منصوبا بفعل تام أو بوصف نحو «جاء الذي ضربته ، والذي أنا معطيكه درهم» (١). فيجوز حذف الهاء من «ضربته» فتقول : «جاء الذي ضربت» ، ومنه قوله تعالى : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً)(٢) وقوله تعالى : (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً)(٣) التقدير : «خلقته ، وبعثه». وكذلك يجوز حذف الهاء من «معطيكه» فتقول : «الذي أنا معطيك درهم» ، ومنه قوله :

__________________

(١) الذي : اسم موصول في محل رفع مبتدأ ، أنا : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ثان ، معطي : خبر للمبتدأ الثاني موفوع بضمة مقدرة على الياء للثقل ، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة من باب إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ، والهاء : ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان ، والجملة : صلة للموصول لا محل لها من الإعراب ، درهم : خبر للمبتدأ الأول ويشترط في حذف العائد المتصل المنصوب بالوصف ألا يكون هذا الوصف صلة الألف واللام كقولنا : جاء الضاربه زيد وذلك لأن اسمية (ال) خفيّة ، وعود الضمير عليها دليل على اسميتها ، فإذا حذف فات الدليل والأصل التنصيص على الاسمية بوساطته. والضارب في هذه الجملة : فاعل جاء ، والهاء : في محل نصب مفعول به للضارب ، وزيد : فاعل لاسم الفاعل ، والتقدير : جاء الذي ضربه زيد.

(٢) المدثر آية (١١).

(٣) الفرقان (٤١) والآية بتمامها : «وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً».

١٦١

٣٥ ـ ما الله موليك فضل ، فاحمدنه به

فما لدى غيره نفع ولا ضرر (١)

تقديره : «الذي : الله موليكه ، فضل» فحذفت الهاء.

وكلام المصنف يقتضي أنه كثير ، وليس كذلك ، بل الكثير حذفه من الفعل المذكور ، وأما مع الوصف فالحذف منه قليل.

فإن كان الضمير منفصلا لم يجز الحذف نحو : «جاء الذي إياه ضربت».

فلا يجوز حذف «إيّاه» (٢) ، وكذلك يمتنع الحذف إن كان متصلا منصوبا بغير فعل أو وصف وهو الحرف نحو : «جاء الذي إنّه منطلق» ، فلا يجوز حذف الهاء. وكذلك يمتنع الحذف إذا كان منصوبا متصلا بفعل ناقص نحو : «جاء الذي كانه زيد».

__________________

(١) لم ينسب البيت لقائل معين.

المعنى : ما أسبغه الله عليك من نعمة يستحق الشكر ، فاحمده على فضله إذ النفع والضرّ بيده ولا يملك أحد لأحد شيئا.

الإعراب : ما : اسم موصول في محل رفع مبتدأ ، والله : مبتدأ ثان ، موليك : مولي : خبر عن لفظ الجلالة مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والكاف : ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، والعائد محذوف تقديره : موليكه ، فضل : خبر المبتدأ الأول : فاحمده : الفاء واقعة في جواب شرط مقدر والتقدير إذا كان كذلك فاحمدنه ، احمد : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة والفاعل : أنت ، والنون : للتوكيد حرف لا محل له من الإعراب ، والهاء : في محل نصب مفعول به ، فما : الفاء استئنافية (للتعليل) ما : نافية ، لدى : ظرف مكان منصوب بالفتحة المقدرة للتعذر متعلق بمحذوف خبر مقدم ، نفع : مبتدأ مؤخر والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه : قوله : موليك فقد حذف العائد المنصوب والأصل موليكه ، لأنه ضمير متصل منصوب بوصف :

(٢) لأنه يلتبس إذا حذف بالضمير المتصل فنفقد التخصيص أو الاهتمام المقصود بفصله.

١٦٢

كذاك حذف ما بوصف خفضا

كأنت قاض بعد أمر من قضى (١)

كذا الذي جرّ بما الموصول جرّ

ك : «مرّ بالذي مررت فهو برّ»

لما فرغ من الكلام على الضمير المرفوع والمنصوب شرع في الكلام على المجرور ، وهو إما أن يكون مجرورا.

(أ) بالإضافة.

(ب) أو بالحرف.

فإن كان مجرورا بالإضافة لم يحذف إلا إذا كان مجرورا بإضافة اسم فاعل بمعنى الحال أو الاستقبال نحو «جاء الذي أنا ضاربه الآن أو غدا» ، فتقول : «جاء الذي أنا ضارب» بحذف الهاء.

وإن كان مجرورا بغير ذلك لم يحذف نحو : «جاء الذي أنا غلامه ، أو : أنا مضروبه ، أو : أنا ضاربه أمس».

وأشار بقوله : «كأنت قاض» إلى قوله تعالى : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ)(٢) التقدير «ما أنت قاضيه» فحذفت الهاء ، وكأن المصنف استغنى بالمثال عن أن يقيّد الوصف بكونه اسم فاعل بمعنى الحال أو الاستقبال.

وإن كان مجرورا بحرف فلا يحذف إلا إن دخل على الموصول حرف مثله : لفظا ومعنى واتفق العامل فيهما مادة نحو «مررت بالذي مررت به ، أو أنت مارّ به» ، فيجوز حذف الهاء فتقول : «مررت بالذي مررت» ،

__________________

(١) كذاك : الكاف حرف جر ، ذا : اسم إشارة في محل جر بالكاف متعلق بمحذوف خبر مقدم ، والكاف للخطاب ، حذف : مبتدأ مؤخر مرفوع ، ما : اسم موصول في محل جر بالإضافة ، جملة خفض بوصف : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. قاض : خبر للمبتدأ (أنت) مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين.

(٢) قال تعالى : (قالُوا : لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا ، فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ ، إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا) طه (٧٢).

١٦٣

قال الله تعالى : (وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ)(١) أي : منه ، وتقول : «مررت بالذي أنت مار» أي : به ، ومنه قوله :

٣٦ ـ وقد كنت تخفي حبّ سمراء حقبة

فبح لان منها بالذي أنت بائح (٢)

أي أنت بائح به.

فإن اختلف الحرفان لم يجز الحذف نحو : «مررت بالذي غضبت عليه» فلا يجوز حذف «عليه» ، وكذلك «مررت بالذي مررت به على

__________________

(١) المؤمنون (٣٣) هي : «وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ».

(٢) البيت لعنترة بن شداد العبسي. حقبة : زمنا طويلا ، لان : أصله : الآن ، فحذفت الهمزة التي بعد اللام ونقلت حركتها (الفتحة) إليها فصارت : «الان» ثم حذفت همزة الوصل لعدم الحاجة إليها فصارت الكلمة : لان ، وقيل (لان : لغة في الآن).

المعنى : لقد أخفيت حبك لتلك الفتاة السمراء زمنا طويلا فبح الآن من أمر غرامك بما تحبّ.

الإعراب : قد : حرف تحقيق ، كنت : كان الناقصة واسمها : تخفي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره للثقل ، والفاعل أنت ، حب : مفعول به ، سمراء : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لألف التأنيث الممدودة ، والجملة في محل نصب خبر لكان. حقبة : ظرف زمان منصوب متعلق بتخفي. لان : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب متعلق ببح ، (بعضهم يجعله معربا منصوبا بالفتحة) ، أنت بائح : مبتدأ وخبر ، والجملة : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد محذوف تقديره : أنت بائح به.

الشاهد فيه : الذي أنت بائح فقد حذف العائد لأنه مجرور بمثل الحرف الذي جر به الموصول ، لفظا ومعنى ، واتفقا في مادة التعليق (بح بالذي ، بائح به)

١٦٤

زيد» فلا يجوز حذف «به» منه لاختلاف معنى الحرفين : لأن الباء الداخلة على الموصول للإلصاق ، والداخلة على الضمير للسببية.

وإن اختلف العاملان لم يجز الحذف أيضا نحو : «مررت بالذي فرحت به» فلا يجوز حذف «به».

وهذا كله المشار إليه بقوله : «كذا الذي جر بما الموصول جرّ» أي كذلك يحذف الضمير الذي جرّ بمثل ما جرّ الموصول به نحو : «مر بالذي مررت فهو برّ» أي : «بالذي مررت به». فاستغنى بالمثال عن ذكر بقية الشروط التي سبق ذكرها.

١٦٥

أسئلة

١ ـ ماذا يقصد بجملة الصلة؟ اذكر شروطها : بالتفصيل ومثل لما تقول.

٢ ـ تتنوّع صلة الموصول إلى جملة وشبه جملة.

فصّل القول في هذه الأنواع ومثل لكل منها ...

٣ ـ (أيّ) الموصولة لها حالات.

اذكرها بالتفصيل وبيّن متى تكون معربة ومتى تكون مبنية؟ مع التعليل والتمثيل.

٤ ـ قال النحاة : «لا بد للموصول الاسمي من صلة وعائد».

وضّح ما المقصود بالعائد؟ وإلام يتنوع؟ مثل له بالتفصيل.

٥ ـ ما شرط حذف العائد المرفوع؟ وهل من الحذف قوله تعالى :

«أَيُّهُمْ (١) أَشَدُّ» و «تَماماً عَلَى الَّذِي (٢) أَحْسَنَ» في قراءة الرفع .. وما الفرق بينهما؟

٦ ـ (يحذف عائد الصلة المنصوب من الفعل أو الوصف).

اشرح هذه القضية ـ موضحا شرط الحذف ـ مبيّنا متى يقل؟ ومتى يكثر؟ ومتى يمتنع ممثلا لكل ما تقول.

٧ ـ فصّل القول في حذف العائد المجرور بالإضافة أو بالحرف وبيّن متى يجوز ومتى يمتنع؟ ومثل لجميع ما تقول.

__________________

(١) آية ٦٩ سورة مريم.

(٢) آية ١٥٤ سورة الأنعام.

١٦٦

تمرينات

١ ـ قال تعالى :

(ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ (١) باقٍ ـ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ (٢) فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ـ سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ (٣) وَما فِي الْأَرْضِ ـ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ (٤) بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ـ وَمِنَ النَّاسِ (٥) مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ـ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ (٦) وَحِيداً ـ يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ (٧) فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ.

(أ) بيّن في الآيات السابقة الاسم الموصول وموقعه الإعرابي وعائده.

(ب) عيّن الصلة واذكر نوعها.

(ج) استخرج من الآيات موصولا حرفيا واذكر صلته وموقع المصدر

٢ ـ قال المتنبي :

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي

وأسمعت كلماتي من به صمم

(أ) في البيت اسمان موصولان عينهما .. ثم اذكر موقعهما الإعرابي.

(ب) عيّن صلة كل منهما واذكر نوعها.

(ج) أين العائد في كلا الجملتين؟

__________________

(١) آية ٩٦ سورة النحل.

(٢) آية ١ سورة المؤمنون.

(٣) آية ١ سورة الصف.

(٤) آية ٣ سورة البقرة.

(٥) آية ١١ سورة الحج.

(٦) آية ١١ سورة المدثر.

(٧) آية ١٠٩ سورة المائدة.

١٦٧

٣ ـ كوّن ثلاث جمل :

الأولى : تشتمل على اسم موصول يقع مفعولا به وعائد الصلة منصوب محذوف.

الثانية : تتضمن اسما موصولا يقع مبتدأ عائد الصلة معه مرفوع محذوف.

الثالثة : تتضمن موصولا مجرورا بالحرف عائده مجرور محذوف.

٤ ـ كوّن ثلاث جمل تشتمل كل منها على (أل) الموصولة بحيث تكون صلتها في الأولى اسم فاعل ـ وفي الثانية صيغة مبالغة ـ وفي الثالثة صفة مشبهه.

٥ ـ قال الشاعر :

لا تركننّ إلى الأمر الذي ركنت

أبناء يعرب حين اضطرها القدر

(أ) أعرب ما تحته خط من البيت.

(ب) ما نوع صلة الموصول في البيت؟ وأين العائد؟ وكيف صح حذفه؟

٦ ـ قال الشاعر :

ماذا عليّ وإن كنتم ذوي رحمي

ألّا أحبّكم إن لم تحبّوني

وقال آخر :

وقد زعمت أنّي تغيرت بعدها

ومن ذا الّذي يا عزّ لا يتغير

اقرأ البيتين ثم أجب عما يأتي :

(أ) افرق بين كلمة (ذا) في البيتين معنى وإعرابا ولماذا؟

(ب) تضمن البيت الثاني موصولا حرفيا ، عيّنه وبيّن بم وصل؟

وما موقع المصدر المؤول من الإعراب؟

(ج) في كل بيت من البيتين موصول اسمى عيّنه ثم أعربه .. وبيّن نوع صلته وعائده.

١٦٨

٥ ـ المعرف بأداة التعريف

«ال» المعرفة :

«أل» حرف تعريف ، أو «اللّام» فقط

فنمط عرّفت قل فيه «النّمط»

اختلف النحويّون في حرف التعريف في «الرجل» ونحوه ، فقال الخليل : المعرّف هو «ال» ، وقال سيبويه : «هو اللام وحدها». فالهمزة عند الخليل همزة قطع (١) ، وعند سيبويه همزة وصل اجتلبت للنطق بالسّاكن.

معاني «ال» :

و «الألف واللام» المعرّفة تكون :

(أ) للعهد كقولك : «لقيت رجلا فأكرمت الرجل» ، وقوله تعالى : (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ)(٢).

(ب) ولاستغراق الجنس نحو : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ)(٣) ، وعلامتها : أن يصلح موضعها «كلّ».

(ج) ولتعريف الحقيقة نحو : «الرّجل خير من المرأة» ، أي : هذه الحقيقة خير من هذه الحقيقة.

__________________

(١) جعلت هذه الهمزة ـ في رأي الخليل ـ همزة وصل في الاستعمال لقصد التخفيف الذي اقتضاه كثرة الاستعمال.

(٢) قال تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً ، فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً) المزمل (١٥ و ١٦).

(٣) العصر (٢).

١٦٩

و «النّمط» ضرب من البسط والجمع أنماط ، مثل سبب وأسباب ، والنمط أيضا : الجماعة من الناس الذين أمرهم واحد ، كذا قاله الجوهريّ.

«ال» الزائدة :

وقد تزاد لازما ك : «اللات ،

والآن ، والّذين ، ثم اللات»

ولاضطرار ك : «بنات الأوبر»

كذا و «طبت النفس» يا قيس السّري (١)

ذكر المصنف في هذين البيتين أن الألف واللام تأتي زائدة ، وهي ـ في زيادتها ـ على قسمين :

(أ) لازمة. (ب) وغير لازمة.

ثم مثّل للزائدة اللازمة ب : «اللات» (٢) وهي : اسم صنم كان بمكة ، وب : «الآن» وهو : ظرف زمان مبنيّ على الفتح ، واختلف في الألف واللام الداخلة عليه : فذهب قوم إلى أنها لتعريف الحضور كما في قولك : «مررت بهذا الرجل» ، لأن قولك «الآن» بمعنى : هذا الوقت ، وعلى هذا لا تكون زائدة. وذهب قوم ـ منهم المصنف ـ إلى أنها زائدة ، وهو مبنيّ لتضمنه معنى الحرف وهو لام الحضور.

ومثّل أيضا ب : «الذين واللات» ، والمراد بهما : ما دخل عليه «ال» من الموصولات ، وهو مبني على أنّ تعريف الموصول بالصلة فتكون الألف واللام زائدة ، وهو مذهب قوم ، واختاره المصنف. وذهب قوم إلى أنّ تعريف الموصول ب «ال» إن كانت فيه نحو : «الذي» ، فإن لم تكن فيه

__________________

(١) لاضطرار : جار ومجرور متعلق بتزاد ، الأوبر : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، طبت : فعل وفاعل ، النفس : تمييز منصوب بالفتحة ، قيس : منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب ، السري : نعت لقيس مرفوع بضمة مقدرة على الياء للثقل.

(٢) معرّف بالعملية ، ولا يجتمع في الكلمة معرّفان ، فاعتبرت «ال» زائدة.

١٧٠

فبنيّتها نحو «من ، وما» ، إلا «أيّا» فإنها تتعرف بالإضافة ، فعلى هذا المذهب لا تكون الألف واللام زائدة ، وأما حذفها في قراءة من قرأ «صراط لذين أنعمت عليهم» (١) فلا يدلّ على أنها زائدة ، إذ يحتمل أن تكون حذفت شذوذا وإن كانت معرّفة ، كما حذفت من قولهم «سلام عليكم» من غير تنوين ، يريدون : «السّلام عليكم».

وأمّا الزائدة غير اللازمة (٢) فهي الداخلة ـ اضطرارا ـ على العلم في قولهم في «بنات أوبر» علم لضرب من الكمأة : «بنات الأوبر» ، ومنه قوله :

٣٧ ـ ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا

ولقد نهيتك عن بنات الأوبر (٣)

__________________

(١) فاتحة الكتاب (٦).

(٢) اللازمة هي المصاحبة للاسم لا تنفك عنه كالمصاحبة لبعض أسماء الموصول والإشارة التي مرت ، أو التي في علم قارنت وضعه كالسموأل ، أما غير اللازمة فهي العارضة وهي إما عارضة خاصة بالضرورة كما جاءت في الشاهدين ، أو عارضة مجوّزة للمح الأصل كما سيأتي.

(٣) البيت لا يعرف قائله. جنيتك : جنيت لك ، أكمؤ جمع كمء بزنة فلس ، وعساقل جمع عسقول وأصلها : عساقيل فحذفت الياء ضرورة وهي الكمأة البيضاء الكبيرة ، بنات أو ومفردها ابن أوبر : علم على نوع رديء من الكمأة لونه كلون التراب وهو صغير سيء الطعم.

المعنى : لقد جنيت لك أفضل ما في الأرض من الكمأة ، وقد نهيتك عن السيء الرديء منها.

الإعراب : ولقد : الواو : بحسب ما قبلها ، اللام : ابتدائية للتوكيد ، قد : حرف تحقيق جنيتك : فعل وفاعل ومفعول أول ، أكمؤا : مفعول ثان منصوب ، والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. (ويمكن أن نقول : لقد : اللام واقعة في جواب قسم مقدر وجملة : جنيتك : جواب القسم لا محل لها من الإعراب). لقد نهيتك : كإعراب لقد جنيتك السابق ، عن بنات ، جار ومجرور متعلق بنهى ، الأوبر : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

الشاهد فيه : قوله : «بنات الأوبر» فقد زاد فيه «ال» للضرورة وهو في الأصل علم على نوع من الكمأة ، والعلم لا تدخله (ال) فرارا من اجتماع معرّفين.

١٧١

والأصل «بنات أوبر» فزيدت الألف واللام ، وزعم المبرد أنّ «بنات أوبر» ليس بعلم ، فالألف واللام ـ عنده ـ غير زائدة. ومنه الداخلة ـ اضطرارا ـ على التمييز كقوله :

٣٨ ـ رأيتك لما أن عرفت وجوهنا

صددت وطبت النّفس يا قيس عن عمرو (١)

والأصل : «وطبت نفسا» فزاد الألف واللام ، وهذا بناء على أن التمييز لا يكون إلا نكرة ، وهو مذهب البصريين ، وذهب الكوفيون إلى جواز كونه معرفة ، فالألف واللام عندهم غير زائدة ، وإلى هذين البيتين اللذين أنشدناهما ـ أشار المصنف بقوله : «كبنات الأوبر» وقوله : «وطبت النفس يا قيس السّري».

__________________

(١) البيت للشاعر رشيد بن شهاب اليشكري يخاطب قيس بن مسعود اليشكري. وعمرو صديق حميم لقيس قتله قوم الشاعر فأمعن قيس بالوعيد وإصراره على الطلب بثأر صديقه.

المعنى : لقد أفزعك ما رأيت من مضائنا وإقدامنا فطابت نفسك عن مقتل صديقك وصرفت وجهك عن المعركة.

الإعراب : رأيتك : رأيت : فعل وفاعل ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، لما : متضمنة معنى الشرط في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب «صددت» ، أن : زائدة ، صددت : فعل وفاعل ، النفس : تمييز منصوب.

يا : أداة نداء ، قيس : منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب ، عن عمرو : جار ومجرور متعلق بالفعل طبت. جملة : عرفت : في محل جر بإضافة الظرف إليها ، جملة صددت : جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. جملة طبت : معطوفة على جواب الشرط لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه : قوله : طبت النفس فقد أدخل «ال» على التمييز للضرورة وهو واجب التنكير في رأي البصريين.

١٧٢

وبعض الاعلام عليه دخلا

للمح ما قد كان عنه نقلا (١)

ك : «الفضل ، والحارث والنّعمان»

فذكر ذا وحذفه سيّان (٢)

ذكر المصنف ـ فيما تقدم ـ أن الألف واللام تكون معرّفة وتكون زائدة وقد تقدّم الكلام عليهما ، ثم ذكر في هذين البيتين أنها تكون للمح الصفة والمراد بها : الداخلة على ما سمّى به من الأعلام المنقولة مما يصلح دخول «ال» عليه ، كقولك في حسن : «الحسن» ، وأكثر ما تدخل على المنقول من صفة كقولك في فضل : «الفضل» ، وعلى المنقول من اسم جنس غير مصدر كقولك في نعمان : «النعمان» وهو في الأصل من أسماء الدم ، فيجوز دخول «ال» في هذه الثلاثة نظرا إلى الأصل ، وحذفها نظرا إلى الحال.

وأشار بقوله «للمح ما قد كان عنه نقلا» إلى أن فائدة دخول الألف واللام الدلالة على الالتفات إلى ما نقلت عنه من صفة أو ما في معناها.

وحاصله : أنك إذا أردت بالمنقول من صفة ونحوه أنّه إنما سمي به تفاؤلا بمعناه أتيت بالألف واللام للدلالة على ذلك ، كقولك «الحارث» نظرا إلى أنه إنما سمي به للتفاؤل وهو أنه يعيش ويحرث ، وكذا كل ما دلّ على معنى وهو مما يوصف به في الجملة كفضل ونحوه. وإن لم تنظر إلى هذا

__________________

(١) دخل : فعل ماض ، والألف للإطلاق ، والفاعل : ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى «ال» ، والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ : بعض ، وجملة نقل في آخر البيت مع نائب الفاعل المستتر في محل نصب خبر لكان ، وجملة كان مع معموليها : صلة للموصول «ما» لا محل لها من الإعراب.

(٢) فذكر : الفاء : استئنافية ، ذكر : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ذا : اسم إشارة في محل جر مضاف إليه ، وحذفه : الواو : حرف عطف ، حذف : معطوف على ذكر ، والهاء : ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، سيّان : خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

١٧٣

ونظرت إلى كونه علما لم تدخل الألف واللام بل تقول : «فضل وحارث ونعمان» ، فدخول الألف واللام أفاد معنى لا يستفاد بدونهما فليستا بزائدتين خلافا لمن زعم ذلك. وكذلك أيضا ليس حذفهما وإثباتهما على السواء كما هو ظاهر كلام المصنّف ، بل الحذف والإثبات ينزّل على الحالتين اللتين سبق ذكرهما : وهو أنه إذا لمح الأصل جيء بالألف واللام ، وإن لم يلمح لم يؤت بهما (١).

* * *

العلم بالغلبة :

وقد يصير علما بالغلبه

مضاف أو مصحوب «ال» كالعقبه (٢)

وحذف «ال» ذي ـ إن تناد أو تضف ـ

أوجب ، وفي غيرهما قد تنحذف (٣)

__________________

(١) الأرجح أنهما زائدتان ، ولو كانت إرادة التفاؤل كافية لدخول «ال» لجاز أن ندخلها على الأعلام المنقولة كلها وليس الأمر كذلك ، قال ابن هشام : «والباب كله سماعي فلا يجوز في نحو «محمد وصالح ومعروف» أي لا يجوز أن نقول «المحمد والصالح والمعروف».

(٢) يصير : فعل مضارع ناقص ، علما : خبر يصير تقدم على اسمها ، مضاف اسم يصير مؤخر.

(٣) حذف : مفعول به مقدم للفعل أوجب ، «ال» (قصد لفظه) : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها سكون البناء الأصليّ ، ذي : اسم إشارة مبنيّ على السكون في محل جر صفة لال ، إن : حرف شرط جازم ، تناد : فعل مضارع مجزوم بإن لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل : أنت أوجب : فعل أمر مبنيّ على السكون ، والفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب : وجواب شرط إن محذوف دل عليه : أوجب.

١٧٤

من أقسام الألف واللام أنها تكون للغلبة نحو : «المدينة ، والكتاب» ، فإنّ حقّهما الصدق على كل مدينة وكل كتاب ، لكن غلبت «المدينة» على مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، و «الكتاب» على كتاب سيبويه رحمه‌الله تعالى ، حتى إنهما إذا أطلقا لم يتبادر إلى الفهم غيرهما.

وحكم هذه الألف واللام أنها لا تحذف إلا في النداء أو الإضافة نحو : «يا صعق» في «الصّعق» (١) ، و «هذه مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم». وقد تحذف من غيرهما شذوذا ، سمع من كلامهم : «هذا عيّوق طالعا» (٢) ، والأصل : «العيّوق» ، وهو اسم نجم.

وقد يكون العلم بالغلبة أيضا مضافا ك : «ابن عمر ، وابن عبّاس ، وابن مسعود» فإنه غلب على العبادلة دون غيرهم من أولادهم (٣) ، وإن كان حقّه الصدق عليهم ، لكن غلب على هؤلاء حتى إنه إذا أطلق «ابن عمر» لا يفهم منه غير «عبد الله» ، وكذا «ابن عباس ، وابن مسعود» رضي‌الله‌عنهم أجمعين.

وهذه الإضافة لا تفارقه لا في نداء ولا في غيره نحو : «يا ابن عمر».

__________________

(١) الصّعق : اسم لكل من رمي بصاعقة ثم غلب على خويلد بن نفيل وقد كان يطعم الناس بتهامة فسفت الريح في أوعية طعامه فسبّها فأصيب بصاعقة فسمي الصّعق.

(٢) عيّوق : على وزن فيعول بمعنى فاعل أي عائق ، وهو نجم كبير قرب الثريا والدبران ، زعموا أن نجم الدبران يطلب الثريا ولكن هذا النجم يعوقه عن إدراكها. ودليل علميته مجيء الحال منه.

(٣) أي من أولاد عمر وعباس ومسعود.

١٧٥

أسئلة

١ ـ تأتي (ال) المعرّفة لمعان ... ما هذه المعاني؟ اذكرها ومثل لكل منها.

٢ ـ اذكر أقسام (ال) الزائدة ـ ثم اذكر الفرق بين الزائدة اللازمة وغير اللازمة مع التمثيل لكل ما تقول.

٣ ـ ماذا يقصد النحاة (بال) التي للمح الأصل؟ وما الأصل المنقول عنه؟ وما الغرض من (ال) هذه مثل لما تقول.

٤ ـ اشرح معنى (ال) التي للغلبة؟ وعلام تدخل؟ ومتى يصح حذفها؟ وضح ذلك بالأمثلة ..

١٧٦

تمرينات

١ ـ ما نوع (ال) في الكلمات الآتية :

النجم ـ الأعشى ، اللّاتى ـ الذين ـ الكتاب ـ النابغة ـ المعتز ـ المدينة ـ المصحف ـ الرشيد ـ العبّاس ـ الرّسول ـ الفيصل

٢ ـ كوّن جملتين مفيدتين لكل مما يأتي : ـ

(أل) الجنسية ـ (أل) العهدية ـ (أل) التي للمح الأصل ـ (أل) الزائدة اللازمة وغير اللازمة.

٣ ـ ميّز أنواع (أل) فيما يأتي : ـ

(أ) قال تعالى : (ـ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً (١) ـ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ (٢) وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ـ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (٣) وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً).

(ب) لمّا أراد المأمون أن يولّي رجلا القضاء وصف له يحيى ابن أكثم فاستحضره فرآه دميم الخلقة فاحتقره ـ ففطن يحيى لذلك. فقال : يا أمير المؤمنين .. سلني إن كان القصد علمي. فسأله فأجابه ، فقلده القضاء.

٤ ـ قال شوقي يصف أسباب المجد :

وليس الخلد مرتبة تلقّى

وتؤخذ من شفاه الجاهلينا

ولكن منتهى همم كبار

إذا ذهبت مصادرها بقينا

__________________

(١) آية ٢٨ سورة النساء.

(٢) آية ١٩ ، ٢٠ سورة النجم.

(٣) آية ٣ سورة المائدة.

١٧٧

وسرّ العبقرية حين يسري

فينتظم الصنائع والفنونا

وآثار الرجال إذا تناهت

إلى التاريخ خير الحاكمينا

(أ) بين أنواع (أل) فيما ورد في هذا النص من كلمات.

(ب) أعرب ما تحته خط من النص.

(ج) ما أسباب المجد كما يراها شوقي؟ وهل لك إضافة إليها؟

* * *

١٧٨

الابتداء

قسما المبتدأ :

مبتدأ : «زيد» و «عاذر» خبر

إن قلت : «زيد عاذر من اعتذر» (١)

وأوّل مبتدأ ، والثاني

فاعل اغنى في : «أسار ذان» (٢)

وقس ، وكاستفهام النّفي ، وقد

يجوز نحو : «فائز أولو الرّشد» (٣)

ذكر المصنف أنّ المبتدأ على قسمين :

(أ) مبتدأ له خبر.

(ب) ومبتدأ له فاعل سدّ مسدّ الخبر.

__________________

(١) إن : حرف شرط جازم ، قلت : قل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة في محل جزم بإن الشرطية ، والتاء : في محل رفع فاعل ، من : اسم موصول في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل عاذر ، جملة : زيد عاذر من اعتذر : في محل نصب مقول القول ، جملة : اعتذر : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه والتقدير : إن قلت .. فزيد مبتدأ وعاذر خبر.

(٢) أسار : الهمزة للاستفهام ، سار ، مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين ، ذان : اسم إشارة فاعل لسار سدّ مسد الخبر مرفوع بالألف لأنه مثنى (أو فاعل مبنيّ على الألف في محل رفع).

(٣) فائز : مبتدأ مرفوع ، أولو : فاعل لفائز أغنى عن الخبر ، مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، الرشد : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وسكن للرويّ.

١٧٩

فمثال الأول : «زيد عاذر من اعتذر» ، والمراد به ، ما لم يكن المبتدأ فيه وصفا مشتملا على ما يذكر في القسم الثاني ، ف «زيد» : مبتدأ ، و «عاذر» : خبره ، و «من اعتذر» : مفعول لعاذر.

ومثال الثاني : «أسار ذان» ف «الهمزة» : للاستفهام ، و «سار» : مبتدأ ، و «ذان» : فاعل سدّ مسدّ الخبر. ويقاس على هذا ما كان مثله وهو : كل وصف اعتمد على استفهام أو نفي نحو : «أقائم الزيدان ، وما قائم الزيدان» (١) ـ فإن لم يعتمد الوصف لم يكن مبتدأ ، وهذا مذهب البصريين إلا الأخفش ـ ورفع (٢) فاعلا ظاهرا كما مثّل ، أو ضميرا منفصلا نحو : «أقائم أنتما» ، وتمّ (٣) الكلام به ، فإن لم يتم به لم يكن مبتدأ نحو : «أقائم أبواه زيد» ، ف «زيد» : مبتدأ مؤخر ، و «قائم» : خبره مقدم ، و «أبواه» فاعل بقائم ، ولا يجوز أن يكون «قائم» مبتدأ لأنه لا يستغنى بفاعله حينئذ ، إذ لا يقال : «أقائم أبواه» فيتم الكلام.

وكذلك لا يجوز أن يكون الوصف مبتدأ إذا رفع ضميرا مستترا ، فلا يقال في : «ما زيد قائم ولا قاعد» إن «قاعدا» مبتدأ ، والضمير المستتر فيه فاعل أغنى عن الخبر لأنه ليس بمنفصل ، على أنّ في المسألة خلافا.

ولا فرق بين أن يكون الاستفهام بالحرف كما مثّل ، أو بالاسم نحو : «كيف جالس العمران» (٤)؟ وكذلك لا فرق بين أن يكون النفي بالحرف

__________________

(١) الزيدان : فاعل سدّ مسد الخبر مرفوع بالألف لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

(٢) الواو : حرف عطف ، و «رفع» معطوف على : اعتمد على استفهام أو نفي.

(٣) تمّ : معطوف على اعتمد أيضا.

(٤) كيف : اسم استفهام في محل نصب حال من (العمران) ، جالس : مبتدأ ، العمران فاعل سدّ مسدّ الخبر مرفوع بالألف لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

١٨٠