تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ١

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٨

تمرينات

١ ـ بيّن أقسام العلم وحكمه فيما يأتي :

«أول الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق ـ ثم جاء بعده الفاروق عمر بن الخطاب ... وتلاه الشهيد عثمان بن عفان وكان آخرهم سيف الله الغالب علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم أجمعين».

٢ ـ بيّن الاسم واللقب والكنية فيما يلي ـ ثم أعرب ما تحته خط :

(أ) «أول خلفاء بني العباس أبو العباس السفاح ـ وقد تتابع بعده خلفاء عظام كأبي جعفر المنصور ، وهارون الرشيد ، وعبد الله المأمون».

(ب) «اشتهر أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي بشعره الحماسيّ كما اشتهر الحطيئة بهجائه ، واشتهر أبو العلاء المعري بحكمه وتأمّلاته».

٣ ـ بين بالتفصيل وجوه الإعراب الممكنة في اللقب فيما يأتي :

(أ) أعجبت بسيرة علي زين العابدين.

(ب) أحببت شخصية عبد الله شمس الدين.

٤ ـ كوّن جملا مفيدة تتضمن أعلام أشخاص ، ونكرات ، وأعلام أجناس. ثم اذكر مواقعها الإعرابية.

٥ ـ مثل لما يأتي في جمل تامة.

(أ) علم منقول من جملة.

(ب) علم مركب تركيبا مزجيا.

١٢١

(ج) علم جنس للمعنى.

(د) اسم ولقب مركبين تركيبا إضافيا.

٦ ـ قال شوقي يصف غوطة دمشق :

قال الرّفاق وقد هبّت خمائلها

الأرض دار لها الفيحاء بستان

جرى وصفّق يلقانا بها بردى

كما تلقّاك دون الخلد رضوان

دخلتها وحواشيها زمرّدة

والشّمس فوق لجين الماء عقيان (١)

والحور في دمّر (٢) أو حول هامتها

حور كواشف عن ساق وولدان

(أ) اشرح الأبيات شرحا مختصرا.

(ب) بين ما في النص من أعلام واذكر أنواعها.

(ج) ما المقصود بكلمتي (حور) في البيت الأخير؟ وما رأيك فيها؟

(د) أعرب ما تحته خط من النص.

__________________

(١) العقيان : الذهب.

(٢) دمّر والهامة مكانان للاصطياف قريبان من دمشق.

١٢٢

اسم الإشارة (١)

ب : «ذا» لمفرد مذكّر أشر

ب : «ذي ، وذه ، تي ، تا» على الأنثى اقتصر (٢)

يشار إلى المفرد المذكر ب «ذا» ، ومذهب البصريين أن الألف من نفس الكلمة ، وذهب الكوفيون إلى أنها زائدة.

ويشار إلى المؤنثة ب «ذي» ، وذه» بسكون الهاء ، و «تي ، وتا ، وذه» بكسر الهاء باختلاس وبإشباع ، و «ته» بسكون الهاء وبكسرها باختلاس وإشباع ، و «ذات».

* * *

و «ذان» ، «تان» للمثنى المرتفع

وفي سواه «ذين تين» اذكر تطع (٣)

__________________

(١) اسم الإشارة هو ما يعين مسماه بالإشارة الحسية أو الذهنية أو هو اسم وضع ليدل على مسمى وإشارة إليه.

(٢) بذا : الباء : حرف جر ، ذا (قصد لفظه) مجرور بالباء متعلق بأشر. لمفرد : جار ومجرور متعلق بأشر أيضا.

(٣) «ذان» مبتدأ ، تان معطوف عليه بإسقاط الحرف العاطف ، للمثنى : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر للمبتدأ ، ذين : مفعول به مقدم لاذكر منصوب بالياء (أو مبني على الياء في محل نصب). تطع : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ، وفاعله أنت.

١٢٣

يشار إلى المثنى المذكر في حالة الرفع ب «ذان» ، وفي حالة النصب والجرّ ب «ذين» وإلى المؤنثتين ب «تان» في الرفع ، «تين» في النصب والجرّ (١).

* * *

وب : «أولى» أشر لجمع مطلقا

والمدّ أولى ، ولدى البعد انطقا (٢)

بالكاف حرفا دون لام أو معه

واللام إن قدّمت «ها» ممتنعه (٣)

يشار إلى الجمع مذكرا كان أو مؤنثا ب «أولى» ، ولهذا قال المصنف : «أشر لجمع مطلقا» ، ومقتضى هذا أنه يشار بها إلى العقلاء وغيرهم ، وهو كذلك ، ولكن الأكثر استعمالها في العاقل ، ومن ورودها في غيره قوله :

__________________

(١) يرى الشارح هنا إعراب المثنى من أسماء الإشارة بالألف رفعا والياء نصبا وجرا ، وهذا رأي كثير من النحاة الذين قضوا بأن التثنية التي هي من خصائص الأسماء قد أضعفت شبه المثنى بالحرف ولذا خرج من البناء إلى الإعراب. ورأى آخرون أن هذا المثنى ليس حقيقيا ، ولذا رأوا أن المثنى مبني على الألف في محل رفع. ومبني على الياء في محل نصب أو جرّ وبذلك يطرد البناء في أسماء الإشارة كلها.

(٢) مطلقا : حال من جمع (ورد الحال من النكرة قليلا) ، والمد : الواو : استئنافية ، المدّ : مبتدأ ، أولى : خبر مرفوع بالضمة المقدرة على آخره للتعذر. لدى : ظرف زمان بمعنى عند منصوب بالفتحة المقدرة على آخره للتعذر ، متعلق بانطق الآتي ، البعد : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، انطقا : فعل أمر مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المتقلبة ألفا في الوقف ، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت ، ونون التوكيد المنقلبة ألفا حرف لا محل له من الإعراب.

(٣) بالكاف : جار ومجرور متعلق بانطق في البيت السابق ، حرفا : حال من الكاف ، دون : ظرف مكان متعلق بحال ثانية محذوفة من الكاف والتقدير : عند الإشارة للبعيد انطق بالكاف حرفيّة مجردة من اللام أو مصحوبة بها. اللام : مبتدأ خبره ممتنعة ، والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.

١٢٤

٢٢ ـ ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى

والعيش بعد أولئك الأيام (١)

وفيها لغتان :

(أ) المدّ : وهي لغة أهل الحجاز ، وهي الواردة في القرآن العزيز.

(ب) والقصر : وهي لغة بني تميم (٢).

مراتب المشار إليه :

وأشار بقوله : «ولدى البعد انطقا بالكاف : إلى آخر البيت» إلى أن المشار إليه له رتبتان : القرب والبعد ، فجميع ما تقدم يشار به إلى القريب ، فإذا أريد الإشارة إلى البعيد أتي بالكاف وحدها فتقول : «ذاك» ، أو الكاف واللام نحو : «ذلك».

__________________

(١) البيت لجرير بن عطية. المنازل : جمع منزلة أو منزل وهو مكان النزول : اللوى : اسم مكان ، العيش : أراد به هنا الحياة.

الإعراب : ذمّ : فعل أمر مبني على السكون وحرّك بالفتح للخفة (ولك أن تحرّكه بالكسر للتخلص من الساكنين وهما الميمان ، أو تحركه بالضم إتباعا لضم الدال على المجاورة (والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت. بعد : مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلق بمحذوف حال من المنازل والعيش. الواو : حرف عطف ، العيش : معطوف على المنازل منصوب ، بعد : ظرف زمان متعلق بمحذوف حال من العيش ، أولئك : أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر بالإضافة ، والكاف حرف خطاب ، الأيام : بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان

الشاهد فيه : أولئك الأيام ، فقد أشار بأولاء لغير العقلاء وهو جائز وإن كان استعمالها للعاقل أكثر ، وقد روي البيت : بعد أولئك الأقوام ولا شاهد فيه.

(٢) زيدت الواو بين الهمزة واللام في «أولى» حتى لا تلتبس بإلى الجارة ، أو «الألى» الموصوله ثم حملت الممدودة عليها.

١٢٥

وهذه الكاف حرف خطاب فلا موضع لها من الإعراب (١) ، وهذا لا خلاف فيه.

فإن تقدم حرف التنبيه الذي هو «ها» على اسم الإشارة أتيت بالكاف وحدها فتقول «هذاك» ، وعليه قوله :

٢٣ ـ رأيت بني غبراء لا ينكرونني

ولا أهل هذاك الطّراف الممدّد (٢)

__________________

(١) هذه الكاف حرفية ولكنها تتصرف تصرف الاسمية (أي ضمير المخاطب) غالبا ، فتفتح للمذكر ، وتكسر للمؤنث ، ثم يلحق بها ما يدلّ على التثنية أو الجمع فيقال : ذلك ، وذلك ؛ وذلكما ، وذلكم ، وذلكن ، وقد تبقى بصيغة المفرد كقوله تعالى : «ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ».

(٢) البيت لطرفة بن العبد الشاعر الجاهلي من معلقته. الغبراء : الأرض ، وبنوها هم الفقراء ، وقيل : الأضياف أو اللصوص ، الطراف : البيت من الجلد : والطراف الممدد : البيت الرفيع الذي يدل على الثراء.

المعنى : آلم طرفة أن تسيء عشيرته معاملته فقال يفتخر بأن الناس جميعا فقيرهم وغنيّهم عرفوا له مكانه في السخاء وطيب العشرة.

الإعراب : رأيت : فعل وفاعل ، بني : مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون للإضافة ، غبراء : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لألف التأنيث الممدودة ، جملة ـ لا ينكرونني : في محل نصب مفعول ثان لرأى (وتكون حالا إذا اعتبرنا رأى بصريه) ، ولا : الواو : عاطفة ، لا : نافية ، أهل : معطوف على فاعل ينكر وهو واو الجماعة ، هذاك : الهاء للتّنبيه ، ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة ، والكاف حرف خطاب ، الطراف : بدل ، الممدد : صفة للطراف.

الشاهد فيه : هذاك : فقد أتى بالكاف وحدها مع اسم الإشارة المسبوق ب «ها» التنبيه ولم يأت باللام ، وتمتنع زيادة اللام في المثنى مطلقا وفي ما سبق بها التنبيه ، وفي الجمع في لغة من مدّه ، أما في لغة القصر فقد وردت كقوله : (أولالك قومي ..)

١٢٦

ولا يجوز الإتيان بالكاف واللام ، فلا تقول : «هذالك».

وظاهر كلام المصنف أنّه ليس للمشار إليه إلا رتبتان : «قربى وبعدى» كما قررناه ، والجمهور على أنّ له ثلاث مراتب : «قربى ، وبعدى ، ووسطى» ، فيشار إلى من في القربى بما ليس فيه كاف ولا لام ك : «ذا ، وذي» وإلى من في الوسطى بما فيه الكاف وحدها نحو : «ذاك» ، وإلى من في البعدى بما فيه كاف ولام نحو : «ذلك» (١)

الإشارة إلى المكان :

وبهنا أو ههنا أشر إلى

داني المكان ، وبه الكاف صلا (٢)

في البعد ، أو ب : «ثمّ» فه أو «هنّا»

أو ب «هنالك» انطقن أو «هنّا» (٣)

يشار إلى المكان القريب ب «هنا» ، ويتقدمها هاء التنبيه فيقال «ههنا» ، ويشار إلى البعيد على رأي المصنف ب : «هناك ، وهنالك ، وهنّا» بفتح الهاء وكسرها مع تشديد النون ، وب «ثّمّ ، وهنّت». وعلى مذهب غيره : «هناك» للمتوسط ، وما بعده للبعيد (٤).

__________________

(١) وتعرب ذلك ، ذا : اسم إشارة ، واللام : للبعد ، والكاف : للخطاب.

(٢) بهنا : الباء حرف جر ، هنا (قصد لفظه) مجرور بالباء بالكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها سكون البناء الأصلي ، متعلق بأشر. الكاف : مفعول به مقدم لصل ، صلا : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا للوقف ، والفاعل : مستتر وجوبا تقديره أنت ، ونون التوكيد المنقلبة ألفا : حرف لا محل له من الإعراب.

(٣) في البعد : جار ومجرور متعلق بصل في البيت السابق.

(٤) في قولنا : «وقفت هنا» نعرب : وقفت : فعل وفاعل ، هنا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بوقفت. وكل ما ذكره من أسماء يشار بها إلى المكان فهي مبنية في محل نصب على الظرفية المكانية ، إلا إذا سبقت بالجارّ فهي في محل جر به كقولك : جئت من هناك إلى هنا.

١٢٧

أسئلة

١ ـ عرّف اسم الإشارة. وعيّن رتبته بين المعارف .. ثم عدّد الألفاظ التي يشار بها إلى المفردة المؤنثة مع وضع كل لفظ في تركيب من إنشائك.

٢ ـ ما ألفاظ الإشارة للمثنى والجمع بنوعيهما؟ مثل لذلك بالتفصيل.

٣ ـ اذكر مراتب المشار إليه ثم أشر إلى كل مرتبة بعبارة من عندك.

٤ ـ كيف تعرب الكاف التي تلتحق بأسماء الإشارة؟ ولماذا؟

٥ ـ بم تشير إلى المكان قريبه وبعيده؟ وضح ذلك بأمثلة من عندك.

٦ ـ متى تمتنع لام البعد مع اسم الإشارة؟ مثل لما تقول.

١٢٨

تمرينات

١ ـ عيّن في النصوص الآتية أسماء الإشارة ونوعها ومواقعها الإعرابية.

قال تعالى :

(أ) (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ (١) فِيهِ).

(ب) (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ (٢) يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).

(ج) (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ (٣) رَبِّهِمْ).

(د) (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ (٤) رَبِّكَ).

(ه) (فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي (٥) فِيهِ).

(و) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا .. أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة.

٢ ـ اجعل كل كلمة من الكلمات الآتية خبرا لمبتدأ تضعه من عندك على أن يكون اسم إشارة :

(قانتات ـ فاهمات ـ أديبان ـ مسلمتان ـ أديبة ـ مخلصون).

__________________

(١) آية ٢ البقرة.

(٢) آية ٩ الإسراء.

(٣) آية ٥ البقرة.

(٤) آية ٣٢ القصص.

(٥) آية ٣٢ يوسف.

١٢٩

٣ ـ اجعل الجملة الآتية للمثنى والجمع بنوعيهما :

«هذا الطالب سباق إلى العلا».

٤ ـ أشر بالعبارة الآتية إلى المفردة المؤنثة مخاطبا جماعة الذكور ، ثم إلى المثنى مخاطبا جماعة الإناث ، ثم إلى المفرد مخاطبا المثنى مع الضبط وتغيير ما يلزم : ـ

«ذا هو الكتاب يا طالب فعليك بقراءته لتصير مثقفا تخدم وطنك».

٥ ـ كوّن خمس جمل يكون المفعول فيها اسم إشارة متنوع الدلالة.

٦ ـ ألحق الكاف واللام بكلّ من (ذاوته وهنا) ثم ضعها في جمل من عندك.

٧ ـ هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحل والحرم

أولئك آبائي فجئنى بمثلهم

إذا جمعتنا يا جرير المجامع

عيّن اسمى الإشارة في البيتين ، والمشار إليه ، ثم أعرب ما تحته خط.

١٣٠

٤ ـ الموصول(١)

الموصول الاسمي والموصول الحرفي :

موصول الاسماء «الذي» الأنثى «التي»

و «اليا» إذا ما ثنيا لا تثبت (٢)

بل ما تليه أوله العلامه ،

والنون إن تشدد فلا ملامه (٣)

__________________

(١) الموصول : اسم مفعول من «وصل الشيء بغيره» : جعله من تمامه ، وسمّي موصولا لأنه لا يتم معناه إلا بالصلة.

(٢) موصول : مبتدأ ، الذي : مبتدأ ثان وخبره محذوف والتقدير : موصول الأسماء منه : الذي ، وجملة المبتدأ الثاني والخبر في محل رفع خبر للمبتدأ الأول. الأنثى التي مبتدأ وخبر ، اليا : مفعول به مقدم لتثبت ، تثبت : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وحرك بالكسر لحركة الرويّ والفاعل أنت.

(٣) بل : حرف عطف ، ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور ، والتقدير : بل أول ما تليه العلامة ، جملة تليه (مع الفاعل المستتر العائد على الياء في البيت السابق) : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة أوله المذكورة : تفسيرية لا محل لها من الإعراب ، النون : مبتدأ ، إن : حرف شرط جازم ، تشدد : فعل مضارع مبني للمجهول فعل الشرط مجزوم ، ونائب الفاعل : هي : والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ ، فلا : الفاء : رابطة للجواب ، لا : نافية للجنس تعمل عمل (إنّ) ، ملامة : اسم لا مبنيّ على الفتح في محل نصب وسكّن للرويّ ، والخبر محذوف تقديره : فلا ملامة عليك ، والجملة في محل جزم جواب الشرط. (يجوز أن تجعل خبر المبتدأ مجموع جملتي الشرط والجواب).

١٣١

والنون من «ذين» وتين شدّدا

أيضا. وتعويض بذاك قصدا (١)

ينقسم الموصول إلى : اسمي ، وحرفي (٢) ، ولم يذكر المصنف الموصولات الحرفية ، وهي خمسة أحرف :

١ ـ أحدها : «أن» المصدرية ، وتوصل بالفعل المتصرف : ماضيا مثل : «عجبت من أن قام زيد» (٣) ، ومضارعا نحو : «عجبت من أن يقوم زيد (٤)» ، وأمرا نحو : «أشرت إليه بأن قم».

فإن وقع بعدها فعل غير متصرف نحو قوله تعالى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)(٥) ، وقوله تعالى : «وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ

__________________

(١) النون : مبتدأ خبره جملة : شددا ، أيضا مفعول مطلق ، تعويض : مبتدأ ، بذاك : الباء : حرف جر ، ذا : اسم إشارة في محل جر بالباء ، متعلق بتعويض ، قصدا : فعل ماض مبني للمجهول مبنيّ على الفتح ، ونائب الفاعل : ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى تعويض ، والألف : للإطلاق ، وجملة : قصدا : في محل رفع خبر للمبتدأ : تعويض.

(٢) الموصول الحرفيّ هو كل حرف أوّل مع صلته بمصدر ولم يحتج إلى عائد.

(٣) أن : مصدرية ، وجملة قام زيد : صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وأن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بمن ، متعلق بعجبت ، والتقدير : عجبت من قيامه.

(٤) أن هنا : مصدرية ناصبة للمضارع ، والإعراب يجري على الطريقة السابقة ، وكذلك في المثال الذي يلي.

(٥) قال تعالى : «أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى* وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى * أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى * أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى * وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى* أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى». (النجم ٣٣ ـ ٤٠) الواو : عاطفة ، أن : مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف ، ليس فعل ماض ناقص ، للإنسان : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم لليس ، إلا : أداة حصر ، ما : مصدرية ، سعى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذّر ، والفاعل : مستتر جوازا تقديره : هو ، وما وما دخلت عليه في تأويل مصدر مرفوع اسم لليس ، والتقدير : ليس للإنسان إلا سعيه ، وجملة ليس مع اسمها وخبرها : في محل رفع خبر لأن المخففة.

١٣٢

قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ» (١) فهي مخففة من الثقيلة.

٢ ـ ومنها «أنّ» ؛ وتوصل باسمها وخبرها نحو : «عجبت من أن زيدا قائم» (٢) ومنه قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا)(٣). «وأن المخففة كالمثقلة ، وتوصل باسمها وخبرها ، لكن اسمها يكون محذوفا ، واسم المثقلة مذكورا.

٣ ـ ومنها «كي» ، وتوصل بفعل مضارع فقط مثل : «جئت لكي تكرم زيدا» (٤).

__________________

(١) قال تعالى : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ ، وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف ١٨٤) فالشاهد في الآية مجيء : «أن» قبل فعل جامد فهي مخففة من الثقيلة ، جملة قد اقترب أجلهم : في محل نصب خبر يكون ، واسم يكون : إما أجلهم ، ويقدر فاعل لاقترب ، أو العكس و (أن يكون) مع معموليها فاعل عسى ، وجملة عسى مع معموليها في محل رفع خبر لأن المخففة ، وأن مع معموليها في تأويل مصدر مجرور معطوفا على ملكوت.

(٢) أن مع اسمها وخبرها في تأويل مصدر مجرور بمن ، متعلق بعجبت والتقدير : عجبت من قيامه. إن كان خبر «أنّ» مشتقا فالمصدر هو المؤول من لفظه كما مرّ ، وإن كان جامدا أوّل بالكون كقولنا يعجبني أنك رجل : يعجبني كونك رجلا.

(٣) قال تعالى : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ ، قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ، أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) والشاهد في الآية الكريمة (أَنَّا أَنْزَلْنا) فهي في تأويل مصدر مرفوع على أنه فاعل ليكفهم ، والتقدير : أو لم يكفهم إنزالنا. (العنكبوت ٥٠ و ٥١).

(٤) جئت : فعل وفاعل ، لكي : اللام لام التعليل ، كي : حرف مصدري ونصب ، تكرم : فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، وجملة : تكرم زيدا : صلة للموصول الحرفي (كي) لا محل لها من الإعراب ، وكي مع صلتها في تأويل مصدر مجرور باللام ، متعلق بجئت والتقدير : جئت لإكرام زيد.

١٣٣

٤ ـ ومنها «ما» ، وتكون مصدرية ظرفية نحو : «لا أصحبك ما دمت منطلقا» أي : مدة دوامك منطلقا ، وغير ظرفيّة نحو : «عجبت مما ضربت زيدا» (١). وتوصل بالماضي كما مثل ، وبالمضارع نحو : «لا أصحبك ما يقوم زيد (٢) ، وعجبت مما تضرب زيدا» ، ومنه (بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ)(٣). وبالجملة الاسمية نحو : «عجبت مما زيد قائم ، ولا أصحبك ما زيد قائم» وهو قليل.

وأكثر ما توصل الظرفية المصدرية بالماضي ، أو بالمضارع المنفي بلم نحو : «لا أصحبك ما لم تضرب زيدا». ويقل وصلها. أعني المصدرية الظرفية ـ بالفعل المضارع الذي ليس منفيا بلم نحو : «لا أصحبك ما يقوم زيد» ، ومنه قوله :

٢٤ ـ أطوّف ما أطوّف ثم آوي

إلى بيت قعيدته لكاع (٤)

__________________

(١) أي : عجبت من ضربك زيدا.

(٢) ما : مصدرية ظرفية ، يقوم زيد : فعل وفاعل ، والجملة صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب ، وما مع صلتها في تأويل مصدر منصوب على الظرفية متعلق بأصحب ، وأصل الكلام : لا أصحبك مدة قيام زيد ، فمدة : ظرف زمان متعلق بأصحب ، وقيام : مصدر مضاف إليه ، ثم حذف المضاف وهو الظرف وناب المضاف إليه عنه فنصب على الظرفية وتقديره : لا أصحبك قيام زيد. أما «ما» المصدرية غير الزمانية فليس فيها معنى الظرف ولذا تؤول مع صلتها بمصدر يتبع في إعرابه العوامل الموجودة كما رأيت في الأمثلة.

(٣) بما : الباء حرف جرّ ، ما : مصدرية ، نسوا : فعل ماض مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو : فاعل ، وما مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بالباء. والجار والمجرور متعلق بصفة ثانية لعذاب. والآية بتمامها : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ، وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ، إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) سورة ص (٢٦).

(٤) البيت للحطيئة يهجو به امرأته. أطوّف : أمعن في التجوال ، لكاع : خبيثة لئيمة.

١٣٤

٥ ـ ومنها «لو» ، وتوصل بالماضي نحو : «وددت لو قام زيد» ، وبالمضارع نحو : : «وددت لو يقوم زيد» (١).

فقول المصنف «موصول الاسماء» احتراز من الموصول الحرفيّ وهو : «أن ، وأنّ ، وكي ، وما ، ولو» ، وعلامته : صحة وقوع المصدر موقعه نحو : «وددت لو تقوم» أي : قيامك ، و «عجبت مما تصنع ، وجئت لكي أقرأ ، ويعجبني أنّك قائم ، وأريد أن تقوم» (٢) وقد سبق ذكره.

وأما الموصول الاسمي ف : «الذي» للمفرد المذكر ، و «التي» للمفردة المؤنثة ، فإذا ثنّيت أسقطت الياء وأتيت مكانها : بالألف في حالة الرفع نحو «اللذان واللتان» ، وبالياء في حالتي الجرّ والنصب فتقول : «اللذين واللتين» (٣). وإن شئت شددت النون عوضا عن الياء المحذوفة فقلت :

__________________

المعنى : أطوف فأمعن في الطواف ثم أعود إلى الدار فلا أرى إلا تلك الخبيثة اللئيمة تقبع فيها.

الإعراب : أطوف : فعل مضارع والفاعل : أنا ، ما : مصدرية ظرفية ، قعيدته : مبتدأ ، لكاع : منادى حذف منه حرف النداء والتقدير (يا لكاع) وجملة النداء مقولة لقول محذوف والتقدير (إلى بيت قعيدته يقال لها يا لكاع» وجملة القول هذه خبر المبتدأ في محل رفع. والجملة : في محل جر صفة لبيت ، وجملة أطوّف الأولى : ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، وما مع أطوف الثانية في تأويل مصدر منصوب على أنه مفعول مطلق التقدير : أطوف تطوافا ... ، جملة آوي : معطوفة على الابتدائية لا محل لها من الإعراب. ، والدافع إلى هذا الإعراب أن ما كان على وزن «فعال» ـ سبا لأنثى ـ لا يستعمل إلا في النداء.

الشاهد فيه : «ما أطوف» فقد أدخل ما المصدرية الظرفية على المضارع غير المنفيّ بلم

(١) التقدير في المثالين : وددت قيام زيد ، والمصدر المؤول منصوب على أنه مفعول به.

(٢) المصدر المؤول على الترتيب : من صنعك ، للقراءة ، قيامك ، قيامك.

(٣) قال فريق من النحاة : الموصول المثنى معرب وليس مبنيا لأن التثنية من خصائص الأسماء فضعف شبهه بالحرف فتقول : مرفوع بالألف ، ومنصوب أو مجرور

١٣٥

«اللذانّ واللتانّ». وقد قريء : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ)(١). ويجوز التشديد أيضا مع الياء ـ وهو مذهب الكوفيين ـ فتقول «اللذينّ واللتينّ» وقد قرىء (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ)(٢) بتشديد النون ، وهذا التشديد يجوز أيضا في تثنية «ذا ، وتا» اسمي الإشارة فتقول : «ذانّ ، وتانّ» ، وكذلك مع الياء فتقول ، «ذينّ ، وتينّ» ، وهو مذهب الكوفيين ، والمقصود بالتشديد أن يكون عوضا عن الألف المحذوفة كما تقدم في «الذي ، والتي» (٣)

* * *

جمع الذي : «الألى ، الذين» مطلقا

وبعضهم بالواو رفعا نطقا

__________________

بالياء ، ورأى آخرون أن التثنية لم تجر على طريقة المثنى الحقيقي وكان ينبغي أن نقول : اللذيان واللتيان ، ولكن الياء حذفت فهو مبني جاء على صورة المعرب ولذا يعربونه : مبنيا على الألف في محل رفع أو مبنيا على الياء في محل نصب أو جرّ. والرأيان جيّدان.

(١) قبله قوله تعالى : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ ، فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً* وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً) النساء (١٤ ، ١٥) والشاهد قراءة (واللذانّ) بتشديد النون ، وهو اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف (أو مبني على الألف في محل رفع) وجملة يأتيانها منكم : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، وجملة : فآذوهما : في محل رفع خبر للمبتدأ والفاء زائدة في الخبر تشبيها بجواب الشرط.

(٢) من سورة فصّلت (٢٩) وقبله قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) والشاهد قراءة (اللذينّ) بتشديد النون خلافا للبصريين الذين خصّوا التشديد بحالة الرفع.

(٣) وبعض العرب يحذف نون (اللذين واللتين) في حالة الرفع كقوله : (إن عميّ اللذا ... هما اللتا لو ....) ، ولا يجوز الحذف في اسمي الإشارة : ذين وتين للإلباس بالمفرد إذا قلنا : ذا وتا في حالة التثنية.

١٣٦

ب «اللات واللاء» (التي) قد جمعا

واللاء كالذين نزرا وقعا

يقال في جمع المذكر «الألى» مطلقا ، عاقلا كان أو غيره نحو : «جاءني الألى فعلوا» ، وقد يستعمل في جمع المؤنث ، وقد اجتمع الأمران في قوله :

٢٥ ـ وتبلى الألى يستلئمون على الألى

تراهنّ يوم الرّوع كالحدأ القبل (١)

فقال : «يستلئمون» ، ثم قال : «تراهنّ».

ويقال للمذكر العاقل في الجمع : «الذين» مطلقا ، أي رفعا ونصبا

__________________

(١) البيت لأبي ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي. تبلي : تفني والفاعل يعود إلى الخطوب ، يستلئمون : يلبسون اللأمة وهي الدرع ، الألى الثانية قصد بها الخيول ، يوم الروع : الحرب ، الحدأ : جمع حدأة بوزن عنب وعنبة : طائر معروف بسرعته في الانقضاض ، القبل : جمع قبلاء بوزن حمر وحمراء من القبل وهو كالحول في العين وزنا ومعنى.

المعنى : لا يقوى أحد على صراع الخطوب فها هي ذي تفني الأبطال الذين تقلدوا سلاحهم وامتطوا خيلهم التي تطير بهم يوم الوغى كجوارح الطير.

الإعراب : الألى : اسم موصول مبنيّ على السكون في محل نصب مفعول به لتبلي ، يستلئمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو فاعل ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، على الألى : على : حرف جر ، الألى : اسم موصول في محل جر بعلى ، متعلق بحال محذوفة من الواو في يستلئمون ، جملة تراهن .... لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.

الشاهد فيه : «الألى .... الألى» فقد استعمل الموصول (الألى) لجمع المذكر العاقل أولا بدليل عود واو الجماعة عليه (يستلئمون) ، ولجمع الإناث غير العاقل ثانيا حينما قصد به الخيل وأعاد إليه ضمير الإناث (تراهنّ).

١٣٧

وجرا ، فتقول : «جاءني الذين أكرموا زيدا ، ورأيت الذين أكرموه (١) ومررت بالذين أكرموه» وبعض العرب يقول : «الذون» في الرفع ، و «الذين» في النصب والجرّ ، وهم بنو هذيل ، ومنه قوله :

٢٦ ـ نحن الذون صبّحوا الصّباحا

يوم النّخيل غارة ملحاحا (٢)

ويقال في جمع المؤنث : «اللات واللاء» بحذف الياء فتقول : «جاءني اللات فعلن ، واللاء فعلن» ، ويجوز إثبات الياء فتقول : «اللاتي واللائي». وقد ورد «اللاء» بمعنى «الذين» ، قال الشاعر :

٢٧ ـ فما آباؤنا بأمنّ منه

علينا اللاء قد مهدوا الحجورا (٣)

كما قد تجيء «الألى» بمعنى اللائي كقوله :

__________________

(١) ونقول : في إعرابها : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع أو نصب أو جرّ.

(٢) نسب هذا البيت إلى رؤبة بن العجاج كما نسب إلى جاهلي سمي أبا حرب الأعلم. صبحوا : باغتوا عدوهم صباحا ، النخيل : اسم مكان ، الغارة الملحاح : المتتابعة الشديدة التي تدوم طويلا.

المعنى : نحن الذين باغتنا عدونا في الصباح بغارة شديدة لا تنفك عنهم.

الإعراب : نحن : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الذون. خبر مرفوع بالواو أو (اسم موصول مبني على الواو في محل رفع خبر) صبحوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو فاعل ، والجملة : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الصباحا ويوم : ظرفا زمان (لصبّحوا) ، غارة : مفعول لأجله منصوب ، ملحاحا صفة لغارة.

الشاهد فيه : «الذون» حيث استعمله الشاعر بالواو في حالة الرفع على طريقة جمع المذكر السالم وهي لغة هذيل أو عقيل وهو على هذا معرب للجمع الذي هو من خصائص الأسماء ، أو مبنيّ جاء على صورة المعرب.

(٣) البيت نسب لرجل من بني سليم ، أمنّ : أكثر إنعاما وفضلا ، اللاء : الذين ، مهدوا من مهد الفراش إذا بسطه ووطّأه.

١٣٨

٢٨ ـ فأمّا الألى يسكنّ غور تهامة

فكل فتاة تترك الحجل أفصما (١)

__________________

المعنى : يمدح الشاعر رجلا فيقول : ليس آباؤنا الذين بسطوا حجورهم مهادا لنا أكثر فضلا وإنعاما علينا من هذا الكريم المنعم.

الإعراب : ما : نافية تعمل عمل ليس ، آباؤنا : اسمها مرفوع ، ونا : ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، بأمن : الباء حرف جر زائد ، أمنّ : خبر ما مجرور لفظا منصوب تقديرا وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، وهذه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن الفعل ، علينا : جار ومجرور ، متعلق بأمن ، اللاء : اسم موصول مبني على الكسر في محل رفع صفة لآباء ، وجملة قد مهدوا الحجور : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه : «اللاء» فقد استعملها الشاعر بمعنى «الذين» ووصف بها جماعة الذكور العقلاء.

(١) سقط هذا البيت من كثير من النسخ وورد في بعضها مع اختلاف يسير في الرواية ، وقد ذكره صاحب اللسان في مادة «فصم» ونسبه لعمارة بن راشد.

وقد روي : فكل كعاب. والفصم : الكسر من غير بينونه ، وخلخال أفصم : منفصم ، والحجل : بالكسرة والفتح وبوزن إبل : الخلخال.

المعنى : وأما اللواتي يسكنّ في غور تهامة فالفتيات الممتلئات صحة حتى لينفصم الحلخال في أرجلهن.

الإعراب : أما : حرف شرط وتفصيل ، الألى : اسم موصول في محل رفع مبتدأ ، يسكن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون : فاعل ، فكل : الفاء : رابطة لجواب الشرط ، كل : خبر المبتدأ ، والجملة : لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم ، وجملة تترك مع فاعله في محل جر صفة لفتاة.

الشاهد فيه : قوله : الألى فقد استعمله بمعنى اللائي بدليل إعادة ضمير النسوة عليه من جملة الصلة (يسكن ...) ، ومثله قول الآخر :

محاحبها حب الألى كنّ قبلها

وحلت مكانا لم يكن حل من قبل

١٣٩

الموصول المشترك (١) :

و «من ، وما ، وأل» تساوي ما ذكر

وهكذا «ذو» عند طيّئ شهر

وك : «التي» أيضا لديهم «ذات»

وموضع «اللاتي» أتى «ذوات»

أشار بقوله «تساوي ما ذكر» إلى أنّ «من ، وما ، والألف واللام» تكون بلفظ واحد للمذكر والمؤنث ، المفرد والمثنى والمجموع ، فتقول : «جاءني من قام ، ومن قامت ، ومن قاما ، ومن قامتا ، ومن قاموا ، ومن قمن ، وأعجبني ما ركب ، وما ركبت ، وما ركبا ، وما ركبتا وما ركبوا ، وما ركبن (٢) ، وجاءني القائم ، والقائمة ، والقائمان ، والقائمتان ، والقائمون ، والقائمات».

وأكثر ما تستعمل «ما» في غير العاقل ، وقد تستعمل في العاقل ، ومنه قوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى)(٣) ، وقولهم :

__________________

(١) يقسم الموصول الاسمي إلى قسمين : نص ومشترك ، فالنص هو الذي مرّ معنا ، والمشترك هو «من وما ...» التي ستأتي ، وسمي مشتركا لأنه بلفظ واحد للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث وكذلك لأنه مشترك بين الموصولية وغيرها كالاستفهام أو الشرط.

(٢) من وما في الجمل كلها هنا : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والجملة بعدها صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(٣) سورة النساء (٣) وقبلها قوله تعالى : «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ ، فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ». فانكحوا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، انكحوا : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة ، والواو : فاعل ، ما : اسم موصول في محل نصب مفعول به ، جملة : طاب : صلة للموصول لا محل لها من الإعراب ، وجملة : فانكحوا : في محل جزم جواب الشرط.

١٤٠